>/ حوار هادئ بين موالي ومخالف
بسم الله الرحمن الرحيم
- الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين المنتجبين لقد كان الكلام في ما مضى يدور حول النظريات المطروحة بين الأمة في إختيار الخليفة وقلت : فيما مضى أن النظريات الأساسية ثلاث نظريات وإن كان هناك أقوال أخرى كالقول بالغلبة والقهر وغيرها ولكن ما يهمني الأن النظريات الثلاث ولقد تم الكلام ، عن النظرية الأولى.
وقلت بأنها جيدة و مطلوبة ولكن عيبها أننا لا يمكن أن نعرف الأفضل وإن كان في مثل علي بن أبي طالب (ع) واضحة ولكن في غيره قد تناقش المسألة ومع ذلك ثبت لنا أفضلية الإمام علي على غيره في كل المجالات.
المخالف : والأن إلى أين سوف يتجه البحث وهل من موضوع جديد أم سوف تكمل ما بدأت به من النظريات الثلاث ؟.
الموالي : سوف أكمل البحث في النظريات الثلاث وسوف يكون الكلام ، عن الشورى.
المخالف : وهل عندك شك في أن الشورى هي إحدى الطرق المنصوص عليها من الشريعة المقدسة والقرآن خير شاهد على ذلك لأن القرآن قد ذكر الشورى في آيتين من القرآن ؟!.
الموالي : سبحان الله وهل كل شي ذكره القرآن يحق لكم بأن تعتبروه دليل فلقد ذكر البقرة والحمار والنمل وغير ذلك فهل هو دليل وكذلك ذكر الوصية فهل تقولون بالوصية أم لا ؟.
أخي الفاضل المستشكل أقول لك لابد لنا من أن نبحث في هاتين الآيتين لنعرف ما هو المقصود منهما وما هو مدلوليهما وبعد ذلك نعطي الحكم فالتسرع غير صحيح إبدأً.
ومن هناسوف نبتدئ أولاًً بأقوال المفسرين للآيتين ومن ثم نعلق أو أنناسوف نعلق في الأثناء إن كان يحتاج تعليق وسوف أبتدئ بقوله تعالى ( وأمرهم شورى بينهم ) - ( الشورى / 38 ) ، لنرى ماذا يقول أهل التفسير في ذلك :
- قال الفخر الرازي : وأما قوله تعالى : ( وأمرهم شورى بينهم ) - ( الشورى / 38 ) ، فقيل كان إذا وقعت بينهم واقعة إجتمعوا وتشاوروا فأثنى الله عليهم أي لا ينفردون برأي بل ما لم يجتمعوا عليه لا يقدمون عليه وعن الحسن ما تشاور قوم إلاّّ هدوا لأرشد أمرهم والشورى مصدر كالفتيا بمعنى التشاور ومعنى قوله ( وأمرهم شورى بينهم ) - ( الشورى / 38 ) ، أي ذو شورى ، ( التفسير الكبير للرازي ج27ص152 ).
- وفي الدر المنثور : وأخرج الخطيب في رواة مالك ، عن أبي هريرة (ر) - مرفوعاً إسترشدوا العاقل ترشدوا ولا تعصوه فتندموا ، المصدر ( السيوطي - الدر المنثور - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 10 ) ).
- وأخرج البيهقي في شعب الإيمان ، عن إبن عمر (ر) ، عن النبي (ص) قال : من أراد إمرأ فشاور فيه وقضى إهتدى لأرشد الأمور ، ( السيوطي - الدر المنثور - الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 10 ) ).
- وأخرج البيهقي ، عن يحيى بن أبي كثير (ر) قال : قال سليمان بن داود (ع) لإبنه يا بني عليك بخشية الله فإنها غاية كل شيء يا بني لا تقطع إمرأ حتى تؤمر مرشدا فإنك إذا فعلت ذلك رشدت عليه يا بني عليك بالحبيب الأول فإن الأخير لا يعدله المصدر ، ( السيوطي - الدر المنثور - الجزء : ( 7 ) - رقم الصفحة : ( 357 ) ).
- وقال : البغوي : ( وأمرهم شورى بينهم ) - ( الشورى / 38 ) يتشاورون فيما يبدو لهأولا يعجلون ، المصدر ( تفسير البغوي ج4ص129 ).
- وقال : صاحب تفسير البيضاوي ( وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ) - ( الشورى / 38 ) ، ذو شورى بينهم لا ينفردون برأي حتى يتشاوروا ويجتمعوا عليه وذلك من فرط تدبرهم وتيقظهم في الأمور وهي مصدر كالفتيا بمعنى التشاور ، المصدر ( تفسير البيضاوي ج5ص133).
- وقال إبن الجوزي : ( وأمرهم شورى بينهم ) - ( الشورى / 38 ) قال إبن قتيبة أي يتشاورون فيه بينهم وقال الزجاج المعنى أنهم لا ينفردون برأي حتى يجتمعوا عليه المصدر ( زاد المسير - إبن الجوزي ج:7 ص:291 ).
- وعن الحسن ما تشاور قوم إلاّّ هدوا لأرشد أمرهم والشورى مصدر كالفتيا بمعنى التشاور ومعنى قوله ( وأمرهم شورى بينهم ) - ( الشورى / 38 ) أي ذو شورى وكذلك قولهم ترك رسول الله (ص) وعمر بن الخطاب (ر)لخلافة شورى ، المصدر ( الكشاف للزمخشري ج4ص233 ).
هذه هي كلمات المفسرين فحتى لا يطول الكلام ويثقل على القارئ الكريم سوف اكتفي بهذه النقولات فقط.
المخالف : ولكن لم تقل لي ألم ترى بأن هذه الآية تمتدح أصحاب الشورى والذين لا يفعلون أمر إلاّّ بعد المشورة ؟.
الموالي : نعم عرفت ذلك وهذا أمر مستحسن وأمر جميل ولا خلاف بيني وبينك في أن الاستشارة خير في كل عمل يخص من إستشار ولا نزاع في ذلك.
المخالف : هل سلمت الأن بأن الشريعة قدمت للأمة هذا الأمر كطريقة لإختيار ولي أمرهم أم لا ؟.
الموالي : كلامك هذا مرفوض من جهتين الأولى إنك إشتبهت وقلت بان الشريعة شرعت أوقدمت للأمة وهذا خطاً واضح فالشورى المذكورة هنا في هذه الآية لم تكن مشروع جديد وإنما هو امتداح من الشريعة لمجموعة من المسلمين كانوا يتعاملون بهذا المبدأ في حياتهم فأقرتهم على هذا العمل وامتدحتهم.
المخالف : ومن هم هؤلاء الذين كانوا يتعاملون بالشورى ؟.
الموالي : سؤال جميل جداً لنعود لأقوال المفسرين من جديد لنبحث ، عن من هم الذين نزل فيهم هذا المدح.
- قال : الزمخشري : ( والذين إستجابوا لربهم ) - ( الشورى / 38 ) نزلت في الأنصار دعاهم الله عز وجل للإيمان به وطاعته فاستجابوا له بأن آمنوا به وأطاعوه وأقاموا الصلواة وأتموا الصلوات الخمس وكانوا قبل الإسلام وقبل مقدم رسول الله (ص) المدينة إذا كان بهم أمر إجتمعوا وتشاوروا فأثنى الله عليهم أي لا ينفردون برأي حتى يجتمعوا عليه ، المصدر ( الكشاف للزمخشري ج4ص233 ).
- وقال : السمعاني : وقوله ( وأمرهم شورى بينهم ) - ( الشورى / 38 ) ذكر النقاش أن هذا في الأنصار وكانوا يتشاورون في الأمر بينهم فمدحهم الله على ذلك وذلك دليل على إتفاق الكلمة وترك الاستبداد بالرأي والرجوع إلى الرأي عند نزول الحادثة وقيل إن الأنصار تشاوروا فيما بينهم حين دعاهم النبي إلى الإيمان ثم أجابوا إلى الإيمان ، المصدر ( تفسير السمعاني ج:5 ص:81 ).
- وقال الآلوسي : ( والذين إستجابوا لربهم وأقاموا الصلاة ) - ( الشورى / 38 ) للإيمان به وطاعته سبحانه قيل نزلت في الأنصار دعاهم الله تعالى على لسان رسوله فاستجابوا له فأثنى عليهم جل وعلا بما أثنى وعليه فهومن ذكر الخاص بعد العام لبيان شرفه لأيمانهم دون تردد وتلعثم والآية إن كانت مدنية فالأمر ظاهر وإذا كانت مكية فالمراد بالأنصار من آمن بالمدينة قبل الهجرة أو المراد بهم أصحاب العقبة ، المصدر ( روح المعاني - الألوسي ج:25 ص:46 ).
- وقال : الشوكاني : ( والذين إستجابوا لربهم وأقاموا الصلاة ) - ( الشورى / 38 ) أي أجابوه إلى ما دعاهم إليه وأقاموا ما أوجبه عليهم من فريضة الصلاة قال إبن زيد هم الأنصار بالمدينة استجابوا إلى الإيمان بالرسول حين إنفذ إليهم أثنى عشر نقيبا منهم قبل الهجرة وأقاموا الصلاة لمواقيتها بشروطها وهيئاتها ( وأمرهم شورى بينهم ) أي يتشاورون فيما بينهأولا يعجلون ولا ينفردون بالرأي ، المصدر ( فتح القدير - الشوكاني ج:4 ص:540 ).
المخالف : وما هي الفائدة من سرد هذه الأقوال في أسباب نزول هذه الآية وخاصة كونها في الأنصار ؟!.
الموالي : أنت سألت وأنا أجبت ولي في ذلك غرض آخر من هذا الطرح والبيان وهوأني أريد أن أبين لك بأن هذه الآية لم تشرع مسألة الشورى وإنما أتت مادحة للأنصار لأنهم يتعاملون في شؤون حياتهم بهذا المبدأ وليس للحاكمية أي ذكر ، وعليه فالآية تتكلم ، عن أمر آخر غير ما إستشهد به المخالف ولا دليل إبدأً على ما قالوه بأن الآية تدور حول إختيار الخليفة إبدأً.
المخالف : وما هي إذاً موارد استخدام الشورى بينهم وفي أي أمر من أمورهم إذا لم نقل بأنها حول الخلافة والحاكمية ؟.
الموالي : قال إبن كثير: ( وأمرهم شورى بينهم ) - ( الشورى / 38 ) أي لا يبرمون إمرأ حتى يتشاوروا فيه ليتساعدوا بآرائهم في مثل الحروب وما جرى مجراها كما قال : تبارك وتعالى ( وشاورهم في الأمر ) الآية ولهذا كان يشاورهم في الحروب ونحوها ليطيب بذلك قلوبهم ، المصدر ( تفسير إبن كثير ج:4 ص:119 ).
- قال الآلوسي: ( وأمرهم شورى بينهم ) - ( الشورى / 38 ) وقد كانت الشورى بين النبي وأصحابه فيما يتعلق بمصالح الحروب وكذا بين الصحابة (ر) بعده عليه الصلاة والسلام وكانت بينهم أيضاً في الأحكام كقتال أهل الردة وميراث الجد وعدد حد الخمر وغير ذلك والمراد بالأحكام ما لم يكن لهم فيه نص شرعي وإلاّ فالشورى لا معنى لها وكيف يليق بالمسلم العدول ، عن حكم الله عز وجل إلى آراء الرجال والله سبحانه هو الحكيم الخبير ، المصدر ( روح المعاني - الألوسي ج:25 ص:46 ).
- وقال : صاحب الدر المنثور : الآية 38 - أخرج عبد بن حميد والبخاري في الأدب وأبن المنذر ، عن الحسن (ر) - قال : ما تشاور قوم قط إلاّّ هدوا وأرشد أمرهم ثم تلا وأمرهم شورى بينهم ، المصدر ( الدر المنثور - السيوطي ج:7 ص:357 ).
- وأخرج الخطيب في رواة مالك ، عن علي (ر) قال : قلت : يا رسول الله الأمر ينزل بنا بعدك لم ينزل فيه قرآن ولم يسمع منك فيه شيء قال : أجمعوا له العابد من أمتي واجعلوه بينكم شورى ولا تقضوه برأي واحد ، المصدر ( الدر المنثور - السيوطي ج:7 ص:357 ).
وعلى هذا الكلام ثبت لنا بأن موارد الشورى كانت في الحرب ومواقع الحرب وما شاكل ذلك من الأمور وأما الأمور التي ثبت النص فيها فلا يجوز الشورى فيها ، وكذلك أن الشورى في ما يخصهأوليس فيما يخص الله وأحكامه والإمامة من الواجبات مثلها مثل الصوم والصلاة وغيرها من الواجبات.
المخالف : ولكن وردت هناك بعض التفاسير تقول بأن عمر إستند للآية وجعلها شورى أليس بصحيح ؟.
الموالي : أقول جزاك الله خير الجزاء على هذه الكلمات وأقول لعلك تريد أن تنقل لنا مثل هذه الأقوال :
- كما قال : الأندلسي : وقد جعل عمر بن الخطاب الخلافة وهي أعظم النوازل شورى وقال الحسن والله ما تشاور قوأبينهم إلاّّ هداهم الله لأفضل ما بحضرتهم ، المصدر ( المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز - الأندلسي ج:1 ص: 534 ).
- وقال إبن كثير : وهكذا لما حضرت عمر بن الخطاب (ر) الوفاة حين طعن جعل الأمر بعده شورى في ستة نفر وهم عثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف (ر) فإجتمع رأي الصحابة كلهم (ر) على تقديم عثمان عليهم (ر) ، المصدر ( تفسير إبن كثير ج:4 ص:119 ).
أخي الفاضل أقول لك بأن هذه الكلمات هي استحسانات من المؤلف فأراد أن يبرر بعض المواقف المخالفة، وإلاّ سوف يأتيك في المستقبل القريب أن الخليفة عمر لا يعترف بالشورى أصلاً وقد وصلت إليه الخلافة بالنص لا بالشورى، فلوكانت الشورى شرط فكيف جاز له أن يتقبل الخلافة من دون شورى وبهذا أكون قد إنتهيت من الآية الأولى وسوف ننتقل للآية الثانية وهي قوله تعالى وشاورهم في الأمر.
المخالف : قلت بأن الآية الثانية هي ( وشاورهم في الأمر ) - ( آل عمران / 159 ) ماذا سوف تبحث في هذه الآية أم أن البحث هو كما مر في الآية السابقة ؟.
الموالي : البحث هو سوف يكون مثل البحث في الآية السابقة لنفس الدواعي والأسباب ، أولاًً : سوف أنقل أقوال المفسرين :
- قال : الرازي : المسألة الأولى : يقال : شاورهم مشاورة وشوارا ومشورة والقوم شورى وهي مصدر سمي القوم بها كقوله ( وإذ هم نجوى ) - ( الإسراء / 47 ) قيل المشاورة مأخوذة من قولهم شرت العسل أشوره إذا أخذته من موضعه واستخرجته وقيل مأخوذة من قولهم شرت الدابة شورا إذا عرضتها والمكان الذي يعرض فيه الدواب يسمى مشوارا كأنه بالعرض يعلم خيره وشره فكذلك بالمشاورة يعلم خير الأمور وشرها المصدر ( التفسير الكبير - الرازي ج:9 ص:54 ).
- وقال السيوطي : وأخرج سعيد بن منصور وأبن المنذر وأبن أبي حاتم و البيهقي في سننه ، عن الحسن في قوله ( وشاورهم في الأمر ) - ( آل عمران / 159 ) قال : قد علم الله أنه ما به إليهم من حاجة ولكن أراد أن يستن به من بعده ، المصدر ( الدر المنثور - السيوطي ج:2 ص:358 ).
- وقال : الزمخشري : وشاورهم في الأمر يعني في أمر الحرب ونحوه مما لم ينزل عليك فيه وحي لتستظهر برأيهأولما فيه من تطييب نفوسهم والرفع من أقدارهم وعن الحسن (ر) قد علم الله إنه ما به إليهم حاجة ولكنه أراد أن يستن به من بعده وعن النبي (ص) 215 ( ما تشاور قوم قط إلاّّ هدوا لأرشد أمرهم ) ، ( الكشاف - الزمخشري ج:1 ص:459 ).
- وقال أيضاً : وعن أبي هريرة (ر) ما رأيت أحداًً أكثر مشاورة من أصحاب الرسول (ص) وقيل كان سادات العرب إذا لم يشاوروا في الأمر شق عليهم فأمر الله رسوله (ص) بمشاورة أصحابه لئلا يثقل عليهم استبداده بالرأي دونهم وقرء ( وشاورهم في بعض الأمر ) ( آل عمران / 159 ) ، المصدر ، ( الكشاف - الزمخشري ج:1 ص:459 ).
- وقال : البغوي : ( وشاورهم في الأمر ) - ( آل عمران / 159 ) أي استخرج آراءهم وإعلم ما عندهم من قول العرب شرت الدابة وشورتها إذا إستخرجت جريها وشرت العسل وأشرته إذا أخذته من موضعه واستخرجته ، المصدر ( تفسير البغوي ج:1 ص:365 ).
- وقال : الطبري : قوله ( وشاورهم في الأمر ) - ( آل عمران / 159 ) قال : ما أمر الله عز وجل نبيه (ص) بالمشورة إلاّّ لما علم فيها من الفضل ، حدثنا : القاسم قال : ، ثنا : الحسين قال : ، ثنا : معتمر بن سليمان ، عن إياس بن دغفل ، عن الحسن ما شاور قوم قط إلاّّ هدوا لأرشد أمورهم وقال آخرون إنما أمره الله بمشاورة أصحابه فيما أمره بمشاورتهم فيه مع إغنائه بتقويمه إياه وتدبيره أسبابه ، عن آرائهم ليتبعه المؤمنون من بعده فيما حزبهم من أمر دينهم ويستنوا بسنته في ذلك ويحتذوا المثال الذي رأوه يفعله في حياته من مشاورته في أموره مع المنزلة التي هو بها من الله أصحابه و اتباعه في الأمر ينزل بهم من أمر دينهم ودنياهم فيتشاوروا بينهم ثم يصدروا عما إجتمع عليه ملؤهم لأن المؤمنين إذا تشاوروا في أمور دينهم متبعين الحق في ذلك لم يخلهم الله عز وجل من لطفه وتوفيقه للصواب من الرأي والقول فيه قالوا : وذلك نظير قوله عز وجل الذي مدح به أهل الإيمان وأمرهم شورى ، المصدر ( تفسير الطبري ج:4 ص:152).
- وقال القرطبي : قوله تعالى ( فأعف عنهم وإستغفر لهم وشاورهم في الأمر ) - ( آل عمران / 159 ) فيه ، ثمان مسائل الأولى قال : العلماء أمر الله تعالى نبيه (ص) بهذه الأوامر التي هي بتدريج بليغ وذلك أنه أمره بأن يعفو عنهم ماله في خاصته عليهم من تبعة فلما صاروا في هذه الدرجة أمره أن يستغفر فيما لله عليهم من تبعة أيضاً فإذا صاروا في هذه الدرجة صاروا أهلاً للاستشارة في الأمور قال : أهل اللغة الاستشارة مأخوذة من قول العرب شرت الدابة وشورتها إذا علمت خبرها يجزى أو غيره ويقال : للموضع الذي تركض فيه مشوار وقد يكون من قولهم شرت العسل واشترته فهو مشور ومشتار إذا أخذته من موضعه قال : عدي بن زيد في سماع يأذن الشيخ له ثم وحديث مثل ماذى مشار الثانية قال إبن عطية والشورى من قواعد الشريعة وعزائم الأحكام من لا يستشير أهل فعزله واجب هذا مالاً خلاف فيه وقد مدح الله المؤمنين بقوله وأمرهم شورى بينهم ، قال : أعرابي ما غبنت قط حتى يغبن قومي قيل ، المصدر ( تفسير القرطبي ج: 4 ص: 250 ).
وعلى هذا وباختصار عرفت أهم الأقوال في الآية وعليه ننتقل للأسئلة الأهم في الآية الكريمة.
المخالف : هنا هولماذا شاور النبي أصحابه ما هو الهدف من مشاورته لهم ؟.
الموالي : في هذه الأقوال لكبار المفسرين من اخوتنا إبنا المذهب السني :
- قال الفخر الرازي المسألة الثانية الفائدة في أنه تعالى أمر الرسول بمشاورتهم وجوه :
الأول : أن مشاورة الرسول (ص) إياهم توجب علو شأنهم ورفعة درجتهم وذلك يقتضي شدة محبتهم له و خلوصهم في طاعته ولو لم يفعل ذلك لكان ذلك إهانة بهم فيحصل سوء الخلق والفظاظة.
الثاني : أنه (ع) وإن كان أكمل الناس عقلاً إلاّّ أن علوم الخلق متناهية فلا يبعد أن يخطر ببال إنسان من وجوه المصالح ما لا يخطر بباله لا سيما فيما يفعل من أمور الدنيا فإنه (ع) قال : أنتم أعرف بأمور دنياكم وأنا أعرف بأمور دينكم. ولهذا السبب وقال (ع) : ( ما تشاور قوم قط إلاّّ هدوا لأرشد أمرهم ).
الثالث : قال الحسن وسفيان بن عيينة إنما أمر بذلك ليقتدي به غيره في المشاورة ويصير سنة في أمته.
الرابع : أنه (ع) شاورهم في واقعة أحد فأشاروا عليه بالخروج وكان ميله إلى أن يخرج فلما خرج وقع ما وقع فلو ترك مشاورتهم بعد ذلك لكان ذلك يدل على أنه بقي في قلبه منهم بسبب مشاورتهم بقية أثر فأمره الله تعالى بعد تلك الواقعة بأن يشاورهم ليدل على أنه لم يبق في قلبه أثر من تلك الواقعة.
الخامس : وشاورهم في الأمر لا لتستفيد منهم رأياً وعلماً لكن لكي تعلم مقادير عقولهم وإفهامهم ومقادير حبهم لك وإخلاصهم في طاعتك فحينئذ يتميز عندك الفاضل من المفضول فبين لهم على قدر منازلهم.
السادس : وشاورهم في الأمر لا لأنك محتاج إليهأولكن لأجل أنك إذا شاورتهم في الأمر إجتهد كل واحد منهم في استخراج الوجه الأصلح في تلك الواقعة فتصير الأرواح متطابقة متوافقة على تحصيل أصلح الوجوه فيها وتطابق الأرواح الطاهرة على الشيء الواحد مما يعين على حصوله وهذا هو السر عند الإجتماع في الصلوات وهو السر في أن صلاة الجماعة أفضل من صلاة المنفرد.
السابع : لما أمر اللهمحمداً (ع) بمشاورتهم ذل ذلك على أن لهم عند الله : قدراً وقيمة فهذا يفيد أن لهم قدراً عند الله وقدرا عند الرسول وقدرا عند الخلق.
الثامن : الملك العظيم لا يشاور في المهمات العظيمة إلاّّ خواصه والمقربين عنده فهؤلاء لما أذنبوا عفا الله عنهم فربما خطر ببالهم أن الله تعالى : وإن عفا عنا بفضله إلاّّ أنه ما بقيت لنا تلك الدرجة العظيمة فبين الله تعالى : إن تلك الدرجة ما انتقصت بعد التوبة بل أنا :أزيد فيها وذلك أن قبل هذه الواقعة ما أمرت رسولي بمشاورتكم وبعد هذه الواقعة أمرته بمشاورتكم لتعلموا إنكم الأن أعظم حالا مما كنتم قبل ذلك والسبب فيه إنكم قبل هذه الواقعة كنتم تعولون على أعمالكم وطاعتكم والأن تعولون على فضلي وعفوي فيجب أن تصير درجتكم ومنزلتكم الأن أعظم مما كان قبل ذلك لتعلموا أن عفوي أعظم من عملكم وكرمي أكثر من طاعتكم والوجوه الثلاثة الأولى مذكورة والبقية مما خطر ببالي عند هذا الموضع والله أعلم بمراده وأسرار كتابه ، المصدر ( التفسير الكبير - الرازي ج:9 ص:54 ).
- وقال إبن كثير : ( فاعف عنهم وإستغفر لهم وشاورهم في الأمر ) - ( آل عمران / 159 ) ولذلك كان رسول الله (ص) يشاور أصحابه في الأمر إذا حدث تطييبا لقلوبهم ليكون أنشط لهم فيما يفعلونه ، المصدر ( تفسير إبن كثير ج:1 ص:421 ).
- وقال السيوطي : وأخرج سعيد بن منصور وأبن المنذر وأبن أبي حاتم والبيهقي في سننه ، عن الحسن في قوله ( وشاورهم في الأمر ) - ( آل عمران / 159 ) قال : قد علم الله أنه ما به إليهم من حاجة ولكن أراد أن يستن به من بعده ، المصدر ( الدر المنثور - السيوطي ج:2 ص:358 ).
- وقال : وأخرج إبن جرير وأبن المنذر وأبن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله ( وشاورهم في الأمر ) - ( آل عمران / 159 ) قال : أمر الله نبيه أن يشاور أصحابه في الأمور وهو يأتيه وحي السماء لأنه أطيب لأنفس القوم وإن القوم إذا شاور بعضهم بعضاً وأرادوا بذلك وجه الله عزم لهم على رشده المصدر ( الدر المنثور - السيوطي ج:2 ص:358 ).
- وقال : الزمخشري : وشاورهم في الأمر يعني في أمر الحرب ونحوه مما لم ينزل عليك فيه وحي لتستظهر برأيهأولما فيه من تطييب نفوسهم والرفع من أقدارهم وعن الحسن (ر) قد علم الله أنه ما به إليهم حاجة ولكنه أراد أن يستن به من بعده وعن النبي (ص) وسلم 215 ( ما تشاور قوم قط إلاّّ هدوا لأرشد أمرهم ) ، المصدر ( الكشاف - الزمخشري ج:1 ص:459 ).
- وقال أيضاً : وعن أبى هريرة (ر) ما رأيت أحداًً أكثر مشاورة من أصحاب الرسول (ص) وقيل كان سادات العرب إذا لم يشاوروا في الأمر شق عليهم فأمر الله رسوله (ص) بمشاورة أصحابه لئلا يثقل عليهم استبداده بالرأي دونهم وقرء ( وشاورهم في بعض الأمر ) - ( آل عمران / 159 ) ، المصدر ( الكشاف - الزمخشري ج:1 ص:459 ).
- وقال : البغوي : وقال : مقاتل وقتادة أمر الله تعالى بمشاورتهم تطييبا لقلوبهم فإن ذلك أعطف لهم عليه وأذهب لأضغانهم فإن سادات العرب كانوا إذا لم يشاروا في الأمر شق ذلك عليهم وقال الحسن قد علم الله عز وجل أنه ما به إلى مشاورتهم حاجة ولكنه أراد أن يستن به من بعده أخبرنا : أبو طاهر المطهر بن علي بن عبيد الله الفارسي قال : ، أخبرنا : أبو ذر محمد بن إبراهيم بن علي الصالحاني أخبرنا : عبد الله بن محمد بن جعفر ، المصدر ( تفسير البغوي ج:1 ص:365 ).
- وقال : البيضاوي : ( وشاورهم في الأمر ) - ( آل عمران / 159 ) أي في أمر الحرب إذ الكلام فيه أوفيما يصح أن يشاور فيه استظهارا برأيهم وتطييبا لنفوسهم وتمهيدا لسنة المشاورة للأمة ، المصدر ( تفسير البيضاوي ج:2 ص:108 ).
- وقال : الطبري : بقوله وشاورهم في الأمر بمشاورة أصحابه في مكايد الحرب وعند لقاء العدو تطييبا منه بذلك أنفسهم وتألفا لهم على دينهأوليروا أنه يسمع منهم ويستعين بهم وإن كإن الله عز وجل قد أغناه بتدبيره له أموره وسياسته إياه وتقويمه أسبابه عنهم. ذكر من قال ذلك ، حدثنا : بشر قال : ، ثنا : يزيد قال : ، ثنا : سعيد ، عن قتادة قوله وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين أمر الله عز وجل نبيه (ص) : إن يشاور أصحابه في الأمور وهو يأتيه وحي السماء لأنه أطيب لأنفس القوم وإن القوم إذا شاور بعضهم بعضاً وأرادوا بذلك وجه الله عزم لهم على أرشده ، المصدر ( تفسير الطبري ج:4 ص:152 ).
- وقال : حدثت ، عن عمار قال : ، ثنا : بن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع وشاورهم في الأمر قال : أمر الله نبيه (ص) : إن يشاور أصحابه في الأمور وهو يأتيه الوحي من السماء لأنه أطيب لأنفسهم ، حدثنا : بن حميد قال : ، ثنا : سلمة ، عن بن إسحاق وشاورهم في الأمر أي لتريهم أنك تسمع منهم وتستعين بهم وإن كنت عنهم غنيا تؤلفهم بذلك على دينهم وقال آخرون بل أمره بذلك في ذلك وإن كان له الرأي وأصوب الأمور في التدبير لما علم في المشورة تعالى ذكره من الفضل ذكر من قال ذلك ، حدثنا : بن وكيع قال : ، ثنا : أبي ، عن سلمة بن نبيط ، عن الضحاك بن مزاحم قوله ( وشاورهم في الأمر ) - ( آل عمران / 159 ) قال : ما أمر الله عز وجل نبيه (ص) بالمشورة إلاّّ لما علم فيها من الفضل ، حدثنا : القاسم قال : ، ثنا : الحسين قال : ، ثنا : معتمر بن سليمان ، عن إياس بن دغفل ، عن الحسن ما شاور قوم قط إلاّّ هدوا لأرشد أمورهم المصدر ( تفسير الطبري ج:4 ص:152 ).
لقد وضح لك أخي العزيز السبب الذي من أجله كان النبي يستشير أصحابه لكي يطيب خاطرهم فقط ووضح أنه غير محتاج لرأيهم فكيف نتمسك بهذه الشورى كدليل أنها شرط في إختيار الحاكم.
المخالف : ممكن سؤال وهو هل أن النبي (ص) ملزم بإتباع رأيهم أم لا ؟.
الموالي : طبعا لا لأن رأيه هو الأكمل والأصوب والرجوع إليهم فقط للأخذ بخواطرهم لا أكثر من ذلك.
المخالف : ما هو الدليل على هذا الكلام ؟.
الموالي : إليك الدليل من أقوال المفسرين :
- قال السيوطي وأخرج إبن جرير وأبن المنذر ، عن قتادة في قوله ( فإذا عزمت فتوكل على الله ) - ( آل عمران / 159 ) قال : أمر الله نبيه (ص) إذا عزم على أمر أن يمضي فيه ويستقيم على أمر الله ويتوكل على الله ، المصدر ( الدر المنثور - السيوطي ج:2 ص:359 ).
- وقال : الزمخشري : فإذا عزمت فإذا قطعت الرأي على شيء بعد الشورى فتوكل على الله في إمضاء أمرك على الأرشد الأصلح فإن ما هو أصلح لك لا يعلمه إلاّّ الله لا أنت ولا من تشاور وقرء ( فإذا عزمت ) بضم التاء بمعنى فإذا عزمت لك على شيء وأرشدتك إليه فتوكل علي ولا تشاور بعد ذلك أحداًً - ( آل عمران / 160 - 162 ) ، المصدر ( الكشاف - الزمخشري ج:1 ص:459 ).
- وقال : البيضأوي : ( فإذا عزمت ) فإذا وطنت نفسك على شيء بعد الشورى ( فتوكل على الله ) في إمضاء أمرك على ما هو ، المصدر ( تفسير البيضأوي ج:2 ص:108 ).
- وقال القرطبي : والله تعالى يقول ( وشاورهم في الأمر ) - ( آل عمران / 159 ) فإذا عزمت فالمشاورة وما كان في معناها هو الحزم والعرب تقول قد أحزم لوأعزم وقرأ جعفر الصادق وجابر بن زيد فإذا عزمت بضم التاء نسب العزم إلى نفسه سبحانه إذ هو بهدايته وتوفيقه كما قال : وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ومعنى الكلام أي عزمت لك ووفقتك وأرشدتك فتوكل على الله والباقون بفتح التاء قال : المهلب وامتثل هذا النبي ( ص) من أمر ربه فقال : لا ينبغي لنبي يلبس لأمته أن يضعها حتى يحكم الله أي ليس ينبغي له إذا عزم أن ينصرف لأنه نقض للتوكل الذي شرطه الله عز وجل مع العزيمة فلبسه لأمته (ص) حين أشار عليه بالخروج يوم أحد من أكرمه الله بالشهادة فيه وهم صلحاء المؤمنين ممن كان فأتته بدر يا رسول الله أخرج بنا إلى عدونا دال على العزيمة وكان ، المصدر ( تفسير القرطبي ج: 4 ص: 253 ).
- وقال : الطبري : ذكر من قال ذلك ، حدثنا : بشر قال : ، ثنا : يزيد قال : ، ثنا : سعيد ، عن قتادة قوله ( وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ) - ( آل عمران / 159 ) أمر الله عز وجل نبيه (ص) : إن يشاور أصحابه في الأمور وهو يأتيه وحي السماء لأنه أطيب لأنفس القوم وإن القوم إذا شاور بعضهم بعضاً وأرادوا بذلك وجه الله عزم لهم على أرشده ، حدثت ، عن عمار قال : ، ثنا : بن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع وشاورهم في الأمر قال : أمر الله نبيه (ص) : إن يشاور أصحابه في الأمور وهو يأتيه الوحي من السماء لأنه أطيب لأنفسهم ، المصدر ( تفسير الطبري ج:4 ص:152 ).
وبهذا الاختصار تبين لنا بأن النبي غير ملزم بأقوالهم وإنما الأمر يعود لله وله، و رأيهم إنما هو للاستيناس لا أكثر ولا أقل من ذلك هذه هي أقوال أهل التفسير.
المخالف : سؤال أخير ما هي موارد الاستشارة التي كان النبي يستشير فيها أصحابه ؟.
الموالي : جيد ، هذا سؤال جميل جداً وسوف أعود أيضاً لأقوال أهل التفسير لعلي أجد عندهم الجواب ، فلقد قالوا : بأن المشورة كانت في الحرب وما شاكله وإليكم بعضاً من كلماتهم :
- قال : الزمخشري : وشاورهم في الأمر يعني في أمر الحرب ونحوه مما لم ينزل عليك فيه وحي لتستظهر برأيهأولما فيه من تطييب نفوسهم والرفع من أقدارهم ، المصدر ( الكشاف - الزمخشري ج:1 ص:459 ).
- وقال إبن كثير : وشاورهم في الأمر ( أي في أمر الحرب إذ هو المعهود أوفيه وفي أمثاله مما تجرى فيه المشاورة عادة استظهارا بآرائهم وتطييبا لقلوبهم وتمهيدا لسنة المشاورة للأمة وقرئ وشاورهم في بعض الأمر ، المصدر ( تفسير إبن كثير يشاورهم في الحروب ج:1 ص:421 )
- ( وأمرهم شورى بينهم ) - ( الشورى / 38 ) أي لا يبرمون إمرأ حتى يتشاوروا فيه ليتساعدوا بآرائهم في مثل الحروب وما جرى مجراها كما قال : تبارك وتعالى ( وشاورهم في الأمر ) - ( آل عمران / 159 ) ولهذا كان (ص) يشاورهم في الحروب ونحوها ليطيب بذلك قلوبهم وهكذا لما حضرت عمر بن الخطاب (ر) الوفاة حين طعن جعل الأمر بعده شورى في ستة نفر وهم عثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف (ر) فإجتمع رأي الصحابة كلهم (ر) على تقديم عثمان عليهم (ر) ( تفسير إبن كثير - إبن كثير ج 4 ص 127 ).
- وقال : البغوي : وإختلفوا في المعنى الذي لأجله أمر الله نبيه (ص) بالمشاورة مع كمال عقله و جزالة رأيه ونزول الوحي عليه ووجوب طاعته على الخلق فيما أحبوا أوكرهوا فقال بعضهم هو خاص في المعنى أي و شاورهم فيما ليس عندك فيه من الله تعالى عهد وقال الكلبي يعني ناظرهم في لقاء العدو ومكايد الحرب عند الغـــزو ، المصدر : ( تفسير البغوي ج:1 ص:365 ).
- وقال : البيضاوي :( وشاورهم في الأمر ) - ( آل عمران / 159 ) أي في أمر الحرب إذ الكلام فيه أوفيما يصح أن يشاور فيه استظهارا برأيهم وتطييبا لنفوسهم وتمهيدا لسنة المشاورة للأمة ( فإذا عزمت ) فإذا وطنت نفسك على شيء بعد الشورى ( فتوكل على الله ) في إمضاء أمرك على ما هو المصدر ( تفسير البيضأوي ج:2 ص:108 ).
وإلى هنا إعتقد بأنه تم البحث ، عن الآيتين ولم نجد فيهما أي قول يشير إلى الخلافة والشورى في الخلافة ، نعم من باب الأمانة أقول وردت بعض الإشارات من أقوال أهل التفسير إلى تصرف عمر وأن عمر طبق الآيتين على الخلافة ، ولكن أقول سوف إثبت لكم بأن عمر لم يقل ذلك وإنما الجماعة تبرعوا له ، كما إن موقف عمر واضح في أنه لا يعتقد بالشورى وسوف يتبين لكم ذلك إن شاء الله تعالى. سأكمل الكلام حول الشورى.
المخالف : و أين سوف يكون الكلام الأن وفي أي مبحث بعد الكلام ، عن القرآن ؟.
الموالي : أنا في أتم الحيرة الأن فالمفروض أن أبحث ، عن أقوال النبي (ص) : إن وجدت في هذا الموضوع.
المخالف : وهل يعني كلامك عدم وجود روايات في هذه القضية المهمة ؟.
الموالي : نعم الروايات قليلة جداً وسوف أحاول أن أبحث ، عن الموجود و أقدمه للقارئ الكريم وهذه الروايات التي اطلعت عليها هي :
- في كتاب الترغيب والترهيب : 3949 - وروي ، عن أبي هريرة (ر) قال : قال رسول الله (ص) إذا كان أمراؤكم خياركم وأغنياؤكم سمحاءكم وأموركم شورى بينكم فظهر الأرض خير لكم من بطنها وإذا كانت أمراؤكم شراركم وأغنياؤكم بخلاءكم وأموركم إلى نسائكم فبطن الأرض خير لكم من ظهرها رواه الترمذي وقال : حديث حسن غريب ، المصدر ( الترغيب والترهيب ج3ص259 ).
- وفي البيان والتعريف : 167 - إذا كانت أمراؤكم خياركم وأغنياؤكم سمحاءكم وأموركم شورى بينكم فظهر الأرض خير لكم من بطنها وإذا كانت أمراؤكم أشراركم وأغنياؤكم بخلاءكم وأموركم إلى نسائكم فبطن الأرض خير لكم من ظهرها أخرجه الترمذي ، عن أبي هريرة (ر) وقال : غريب لا نعرفه إلاّّ من حديث صالح المزي قال الهيثمي صالح المزي ، المصدر ( البيان والتعريف ج1ص76 ).
- وفي الأحكام : كتب إلى يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري قال : ، ثنا : عبد الوارث بن سفيان ، ثنا : قاسم بن أصبغ ، ثنا : محمد بن عبد السلام الخشني قال : ، ثنا : إبراهيم بن أبي الفياض البرقي الشيخ الصالح ، ثنا : سليمان بن بزيغ الإسكندراني ، ثنا : مالك بن أنس ، عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن سعيد بن المسيب ، عن علي بن أبي طالب قال : قلت : يا رسول الله الأمر ينزل بنا لم ينزل فيه قرآن ولم يمض فيه منك سنة قال : أجمعوا له العالمين أو قال : العابدين من المؤمنين فاجعلوه شورى بينكأولا تقضوا فيه برأي واحد ، المصدر ( الأحكام ج6ص201 ).
- وفي مجمع الزوائد : قال علي : يا رسول الله أرئيت إن عرض لنا أمر لم ينزل فيه قرآن ولم تمض فيه سنة منك قال : تجعلونه شورى بين العابدين من المؤمنين ولا تقضونه برأي خاصة فلو كنت مستخلفاً أحداًً لم يكن أحق منك لقدمك في الإسلام وقرابتك من رسول الله (ص) وعندك سيدة نساء المؤمنين وقبل ذلك ما كان من بلاءً أبي طالب إياي ونزل القرآن وأنا حريص على أن أدعي له في ولده رواه الطبراني في الكبير وفيه عبدالله بن كيسان قال البخاري : منكر الحديث ، المصدر ( مجمع الزوائد ج1ص180 ).
- وأيضا في مجمع الزوائد : وعن إبن عباس قال : قلت : يا رسول الله أرئيت أن عرض لنا أمر لم ينزل فيه قرآن ولم تمض فيه سنة منك قال : تجعلونه شورى بين العابدين من المؤمنين ولا تقضونه برأي خاصة فذكر الحديث وهو بتمامه في باب القياس رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الله بن كيسان قال البخاري : منكر الحديث وعن علي قال : قلت : يا رسول الله إن نزل بنا أمر ليس فيه بيان أمر ولا نهي فما تأمرني قال : شاوروا فيه الفقهاء والعابدين ولا تمضوا فيه رأي خاصة رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون من أهل الصحيح باب الاجتهاد ، المصدر ( مجمع الزوائد ج1ص178 ).
- وأيضا : وعن معاذ بن جبل أن رسول الله (ص) لما أراد أن يسرح معاذ إلى اليمن فإستشار ناساً من أصحابه فيهم أبوبكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وأسيد بن حضير فاستشارهم فقال أبوبكر : لولا أنك استشرتنا ما تكلمنا فقال : إني فيما لم يوح إلي كأحدكم قال : فتكلم القوم فتكلم كل إنسان برأيه فقال : ما ترى يا معاذ فقلت أرى ما قال أبوبكر فقال رسول الله (ص) : إن الله يكره فوق سمائه أن يخطئ أبوبكر رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو العطوف لم أر من ترجمه يروي ، عن الوضين بن عطاء وبقية رجاله موثقون وعن إبن عباس قال : كان رسول الله (ص) يطوف في النخل بالمدينة فجعل الناس يقولون فيها وسق فقال رسول الله (ص) فيها كذا وكذا فقال : صدق الله ورسوله ، فقال رسول الله إنما أنا بشر مثلكم فما حدثتكم ، عن الله فهو حق وما قلت : فيه من قبل نفسي فإنما أنا بشر أصيب وأخطئ رواه البزار وإسناده حسن إلاّّ أن إسماعيل بن عبد الله الإصبهاني شيخ البزار المصدر ( مجمع الزوائد ج1ص178 ).
هذا ما وجدته من أقوال النبي (ص) في الشورى ولم أجد في أي واحد من هذه الأخبار ما يدل على أن الشورى مبدأ من المبادئ في إختيار الخليفة ولا ادري كيف إستدل على الشورى وبماذا!!
وهناك نقولات أخرى ليس نص من النبي (ص) ولكنها مواقف مذكورة للنبي منها مثلاً :
- ما ذكره البخاري : وشاور النبي (ص) أصحابه يوم أحد في المقام والخروج فرأوا له الخروج فلما لبس لأمته وعزم قالوا : أقم فلم يمل إليهم بعد العزم وقال : لا ينبغي لنبي يلبس لأمته فيضعها حتى يحكم الله.
- وشاور علياً وأسامة فيما رمى به أهل الإفك عائشة فسمع منهما حتى نزل القرآن فجلد الرامين ولم يلتفت إلى تنازعهأولكن حكم بما أمره الله ، وكانت الأئمة بعد النبي (ص) يستشيرون الأمناء من أهل العلم في الأمور المباحة ليأخذوا بأسهلها فإذا وضح الكتاب أو السنة لم يتعدوه إلى غيره اقتداء بالنبي (ص).
6935 - حدثنا : الأويسي ، حدثنا : إبراهيم بن سعد ، عن صالح ، عن بن شهاب ، حدثني : عروة وبن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله ، عن عائشة (ر) حين قال لها أهل الإفك ما قالوا : قالت : ودعا رسول الله (ص) علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد (ر) حين استلبث الوحي يسألهما وهو يستشيرهما في فراق أهله فأما أسامة فأشار بالذي يعلم من براءة أهله وأما علي ، فقال : لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير وسل الجارية تصدقك فقال : هل رأيت من شيء يريبك قالت : ما رأيت إمرأ أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام ، عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله فقام على المنبر فقال : يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي والله ما علمت على أهلي إلاّّ خيراًً فذكر براءة عائشة ، المصدر ( صحيح البخاري ج:6 ص:2682 ).
لا أطيل عليكم المنقولات ولكن لو تأملتم معي هذه الأخبار كلها لوجدتموها تتكلم ، عن الشورى بشكل ضيق وتتعلق بالأمور التي لا تخص الأمور الإلهية والواجبات الشرعية وكذلك تتكلم ، عن الأمور التي لا نص فيها. وأما الأمور التي فيها نصوص فلا يصح لأحد أن يشاور فيها أحد على الإطلاق بل وجدت أن هناك بعض الآيات والروايات لا تسمح لأي إنسان بأن يختار بعد أمر الله.
المخالف : وما هي تلك الآيات ممكن أن تبينها لنا بارك الله فيك ؟.
الموالي : أقول سوف أتعرض لآيتين وهما :
- قال تعالى : ( وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون ) - ( القصص / 68 ).
- وقال تعالى : ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله إمرأ أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعصي الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ) - ( الأحزاب : 36 ).
- فقد قال : الشنقيطي : وقوله ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله إمرأ أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) - ( الأحزاب : 36 ) فجعل أمره وأمر رسوله (ص) مانعا من الاختيار موجبا للامتثال ، المصدر ( أضواء البيان - الشنقيطي ج:4 ص: 91 ).
- وأضاف : قالوا : وقد قال تعالى ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله إمرأ أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) - ( الأحزاب : 36 ) فإنما منعهم من الخيرة عند حكمه وحكم رسوله لا عند آراء الرجال وأقيستهم وظنونهم وقد أمر سبحانه رسوله بإتباع ما أوحاه إليه خاصة وقال : ( إن إتبع إلاّّ ما يوحى إلى ) - ( يونس / 15 ) وقال : ( وأن احكأبينهم بما إنزل الله ) - ( المائدة / 48 ) وقال : تعالى ( أم لهم شركاًء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ) - ( الشورى / 21 ) ، قالوا : فدل هذا النص على أن ما لم يأذن به الله من الدين فهو شرع غيره بالباطل قالوا : وقد أخبر النبي (ص) ، عن ربه تبارك وتعالى : إن كل ما سكت ، عن إيجابه أو تحريمه فهو عفو عفا عنه لعباده مباح إباحة العفو فلا يجوز تحريمه ولا إيجابه ، المصدر ( أضواء البيان - الشنقيطي ج:4 ص:204 )
- وقال : صاحب جامع العلوم والحكم : وأما معنى الحديث من الأوامر والنواهي وغيرها فيحب ما أمر به ويكره ما نهى عنه وقد ورد القرآن بمثل هذا في غير موضع قال تعالى ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) - ( النساء / 65 ) ، وقال تعالى ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضي الله ورسوله إمرأ أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) - ( الأحزاب : 36 ) ، وذم سبحانه من كره ما أحبه الله وأحب ما كرهه الله ، قال الله تعالى ذلك ( بأنهم كرهوا ما إنزل الله فأحبط أعمالهم ) - ( محمد / 9 ) ، وقال تعالى ( ذلك بأنهم إتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم ) - ( محمد / 28 ) ، فالواجب على كل مؤمن أن يحب ما أحبه اللهمحبة توجب له الإتيان بما وجب عليه منه فإن زادت المحبة حتى أتي بما ندب إليه منه كان ذلك فضلاً وأن يكره ما كرهه الله تعالى كراهة توجب له الكف عما حرم عليه منه فإن زادت الكراهة حتى أوجبت ، المصدر ( جامع العلوم والحكم ج:1 ص:388 ).
- وقال الهيثمي : ، عن زينب بنت جحش قالت : خطبني عدة من قريش فأرسلت أختي حمنة إلى رسول الله (ص) أستشيره فقال لها رسول الله (ص) أين هي ممن يعلمها كتاب ربها وسنة نبيها قالت : ومن هو يا رسول الله ، قال زيد بن حارثة قال : فغضبت حمنة غضباً شديداً وقالت : يا رسول الله تزوج بنت عمك مولاك قالت : وجاءتني فأعلمتني فغضبت أشد من غضبها وقلت أشد من قولها فأنزل الله تعالى ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله إمرأ أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) - ( الأحزاب : 36 ) ، المصدر ( مجمع الزوائد ج:9 ص:246 ).
- وقال : صاحب كتاب الأحكام : فصح أن البيان كله موقوف على كلام الله تعالى وكلام نبيه (ص) وقال عز وجل ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله إمرأ أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ) - ( الأحزاب : 36 ) ، قال علي هذه الآية كافية من عند رب العالمين في أنه ليس لنا إختيار عند ورود أمر الله تعالى وأمر رسوله (ص) وأنه من خير نفسه في التزام أو ترك أوفي الرجوع إلى قول قائل دون رسول الله (ص) فقد عصى الله بنص هذه الآية فقد ضل ضلالا مبينا وأن المقيم على أمر سماه الله ضلالا لمخذول وقال تعالى ( وما أرسلنا من رسول إلاّّ ليطاع بإذن الله ولوأنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله وإستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ) - ( النساء / 64 ) ، وقال تعالى ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وأبن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فإنتهوا وإتقوا الله إن الله شديداً العقاب) - ( الحشر / 7 ) ، المصدر ( الأحكام ج:1 ص:97 ).
- وقال : صاحب التسهيل : وربك يخلق ما يشاء ويختار قيل سببها استغراب قريش لاختصاص سيدنا محمد (ص) بالنبوة فالمعنى أن الله يخلق ما يشاء ويختار لرسالته من يشاء من عباده ولفظها أعم من ذلك والأحسن حمله على عمومه أي يختار ما يشاء من الأمور على الإطلاق ويفعل ما يريد ما كان لهم الخيرة ما نافية والمعنى ما كان للعباد إختيار إنما الاختيار والإرادة لله وحده فالوقف على قوله ويختار ، المصدر ( التسهيل لعلوم التنزيل - الكلبى ج:3 ص:110 ).
- وقال الفخر الرازي : وإعلم أن القوم كانوا يذكرون شبهة أخرى ويقولون ( لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ) ( الزخرف / 31 ) يعنون الوليد بن المغيرة أو أبا مسعود الثقفي فأجاب الله تعالى عنه بقوله وربك يخلق ما يشاء ويختار والمراد أنه المالك المطلق وهومنزه ، عن النفع والضر فله أن يخص من شاء بما شاء لا اعتراض عليه البتة وعلى طريقة المعتزلة لما ثبت أنه حكيم مطلق علم أنه كل ما فعله كان حكمة وصوابا فليس لأحد أن يعترض عليه وقوله : ما كان لهم الخيرة والخيرة إسم من الاختيار قام مقام المصدر والخيرة أيضاً إسم للمختار يقآل محمد خيرة الله في خلقه إذا عرفت هذا فنقول في الآية وجهان الأول وهو الأحسن أن يكون تمام الوقف على قوله ويختار ويكون ما نفيا والمعنى وربك يخلق ما يشاء ويختار ليس لهم الخيرة إذ ليس لهم أن يختاروا على الله أن يفعل والثاني أن يكون ما بمعنى الذي فيكون الوقف عند قوله وربك يخلق ما يشاء ثم يقول ويختار ما كان لهم الخيرة ، المصدر ( التفسير الكبير - الرازي ج:25 ص:9 ).
- وفي الدر المنثور : قوله تعالى ( وما كان لمؤمن إذا قضى الله ورسوله إمرأ أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلال مبينا ) - ( الأحزاب : 36 ) ، أخرج إبن جرير وأبن مردويه ، عن إبن عباس (ر) قال : أن رسول الله (ص) : إنطلق ليخطب على فتاة زيد بن حارثة فدخل على زينب بنت جحش الأسدية فخطبها ، قالت : لست بناكحته قال : بلى فإنكحيه قالت : يا رسول الله أوامر في نفسي فبينما هما يتحدثان أنزل الله هذه الآية على رسول الله (ص) ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله إمرأ ) - ( الأحزاب : 36 ) ، قالت : قد رضيته لي : يا رسول اللهمنكحا قال : نعم ، قالت : إذن لا أعصي رسول الله : قد أنكحته نفسي ، المصدر ( الدر المنثور - السيوطي ج:6 ص:609 ).
وعلى هذا ثبت لدينا أنه لا يجوز لأي شخص أن يخالف الله والرسول وإنما يجب على الأمة الامتثال والأنصياع للحكم الرباني ولا يحق لأي إنسان أن يختار في قبالة أمر الله ورسوله وعلى هذا إنتهت أدلة القوم من الكتاب والسنة فلا دليل بقي لديهم إلاّّ عمل الصحابة كما يدعى وهو ليس بحجة علينا وأن كناسوف نبحث ذلك لنجد هل الخلفاء الذين وصلوا للحكم يؤمنون بالشورى أم لا !!!
المخالف : أقول قبل أن تصل لهذه النتيجة لابد لك من إثبات أمرين : الأمر الأول أن الإمامة من الواجبات الإلهية حتى يكون الكلام السابق صحيح وأنه لا يحق لنا بأن نعمل بالشورى في الواجبات الإلهية ؟ ، والأمر الثاني أن تثبتوا بأن الشريعة المقدسة لها حكم ونص في المسألة فإذا ثبت ذلك فعند ذلك لا يحق لنا العمل بالشورى لأن مجال الشورى في غير هذين المجالين؟.
الموالي : كلام جميل جداً وسوف أحأول أن إثبت الأمر الأول هنا والأمر الثاني في البحوث اللاحقة إن شاء الله تعالى.
المخالف : وكيف ذلك وبأي طريقة سوف تثبتون الوجوب وبأي وجوب واجب ؟؟ بالوجوب العقلي أم السمعي وهل تعيين الإمام واجب على الله أم على الأمة ؟.
الموالي : لقد إجتمعت كلمتهم على أن التعيين واجب ولكنه واجب سمعي على الأمة وجعل الاختيار للأمة هي التي تختار لنفسها ضمن مقاييس ، ثم قالوا : وبعد الاختيار فإنه يجب علينا الطاعة لمن يتم اختياره لأن الله ، قال : أطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر منكم.
الأشكال الأول : أقول صحيح بأن الله طلب منا طاعة ولي الأمر ولكن نهانا ، عن طاعة الظالم والكذاب وذلك بقوله تعالى ( ولا تطع من أغفلنا قلبه ) - ( الأحزاب : 36 ) ، وقوله ( فلا تطع المكذبين ) - ( القلم / 8 ) ، وقوله ( ولا تطيعوا أمر المسرفين الذين يفسدون ولا يصلحون ) - ( الشعراء / 151 - 152 ) ، وقوله ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) - ( هود / 113 ) فإذا كان الاختيار بأيدينا نحن البشر فلن نختار شخص لا توجد فيه هذه الصفات وعليه من نختاره لا يجوز لنا طاعته ، فماذا نفعل هل نطيعه لأنه ولي أمر أو نعصيه لأنه ظالم وكذاب ومفسد وغافل ، عن ذكر الله ، فيحصل التعارض بين الطاعة وعدمها فلا نستطيع أن نطيعه ولا نستطيع أن نرفضه !!!!؟ ولكن لو جعلنا الاختيار لله فهو أعلم بالصالح من الطالح والمؤمن من الفاسق فإذا إختار لنا شخص وأمرنا باتباعه نعلم بأن طاعته واجبة ونعلم بأنه غير فاسد هذا الأشكال الأول على مسالة الاختيار للأمة.
الأشكال الثاني : ما هي الضابطة لاختيار الخليفة وكيف يعين لأن ما ذكروه من الأساليب لاختيار الخليفة فإنه سوف يدمر الأمة ويقودها للفرقة والأنحدار والدمار.
المخالف : وكيف ذلك يا ترى؟.
الموالي : تفضل وأقرا ما يقولون :
- يقول الآيجي في المواقف ص400 : وإذا ثبت حصول الإمامة بالاختيار والبيعة ، فإعلم أن ذلك لا يفتقر إلى الإجماع ، إذ لم يقم عليه دليل من العقل أو السمع. بل الواحد والاثنان من الحل والعقد كاف و يبرر ذلك ببيعة عمر لأبي بكر وعبد الرحمن لعثمان. فسبحان الله أي أمر هذا و أي كارثة على الأمة عندما نعطي الصلاحية لواحد أو إثنين ليختاروا شخصاً ومن ثم نقول يجب طاعته على الأمة أي أساءة أعظم من هذه الأساءة للأمة وجعلوا الدليل عمل فلان وفلان من الصحابة ، بل إنهم زادوا على ذلك وقالوا : بأنه من غلب على أمور المسلمين بالقوة واصبح إماماً أو خليفة فيجب على الأمة أن تطيعه راجع في ذلك ( حاشية الباجوري على شرح القزي ج2ص259 ).
وعلى هذا يثبت لنا بأن قولهم بأن تعيين الإمام واجب على الأمة أنه فيه اعتراف منهم بالوجوب ولكنهم اخطئوا في التطبيق لأن الاختيار للأمة يقودها للكوارث وهذا ما حصل بالفعل
المخالف : هل تريد أن تقول بأن الشورى التي قام بها الصحابة أمر غير شرعي ؟.
الموالي : أقول بأنه لم يثبت لنا بأن أحد من الخلفاء كان يعتقد بالشورى من أبي بكر وعمر وعثمان وعلي (ع) وسوف أبين لك الأن بالدليل بأن أبابكر لا يعتقد بالشورى على الإطلاق وخير دليلٍ على ذلك بأنه قد عين عمر بعده فإن كان يعتقد بالشورى وإنها دليل شرعي مفترض علينا فلماذا خالفه وعين عمر ونص عليه فهو يعتقد بماذا ؟؟ بالنص أم بالشورى ؟؟.
المخالف : وما حدث في السقيفة أليس هي الشورى التي أمرنا بها ؟.
الموالي : لا ، لأن ما حصل في السقيفة تهديد و وعيد بالقتل وغير ذلك بل هو انقلاب مخطط له بإحكام جداًً وضمن خطوات إليك بعضاًً منها :
الخطوة الأولى : منع النبي من كتابة الكتاب في رزية الخميس وهي كما يلي :
- ففي البخاري : 4168 - حدثنا : قتيبة ، حدثنا : سفيان ، عن سليمان الأحول ، عن سعيد بن جبير قال : قال بن عباس يوم الخميس وما يوم الخميس إشتد برسول الله (ص) وجعه فقال : إئتوني إكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده إبدأً فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقالوا ما شأنه أهجر استفهموه فذهبوا يردون عليه ، فقال : دعوني فالذي أنا : فيه خير مما تدعونني إليه وأوصاهم بثلاث قال : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم وسكت ، عن الثالثة أو قال : فنسيتها.
4169 - حدثنا : علي بن عبد الله ، حدثنا : عبد الرزاق أخبرنا : معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن بن عباس (ر) قال : لما حضر رسول الله (ص) وفي البيت رجال فقال النبي (ص) : هلموا إكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده ، فقال بعضهم أن رسول الله (ص) قد غلبه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ، فإختلف أهل البيت وإختصموا فمنهم من يقول : قربوا يكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده ومنهم من يقول غير ذلك فلما أكثروا اللغو والإختلاف قال رسول الله (ص) : قوموا قال عبيد الله فكان يقول بن عباس إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لإختلافهم ولغطهم.
4170 - حدثنا : يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي ، حدثنا : إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن عروة ، عن عائشة (ر) قالت : دعا النبي (ص) فاطمة عليها السلام في شكواه الذي قبض فيه فسارها بشيء فبكت ثم دعاها فسارها بشيء فضحكت فسألناها ، عن ذلك فقالت سارني النبي (ص) : إنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه فبكيت ثم سارني فأخبرني أني أول أهل بيته يتبعه فضحكت.
4171 - حدثني : محمد بن بشار ، حدثنا : غندر ، حدثنا : شعبة ، عن سعد ، عن عروة ، عن عائشة قالت : كنت أسمع أنه لا يموت نبي حتى يخير بين الدنيا والآخرة فسمعت النبي (ص) : يقول في مرضه الذي مات فيه وأخذته بحة يقول ( مع الذين أنعم الله عليهم ) - ( الأحزاب : 36 ) ، فظننت أنه خير ، المصدر ( صحيح البخاري ج:4 ص:1612 ).
5345 - حدثنا : إبراهيم بن موسى ، حدثنا : هشام ، عن معمر وحدثني : عبد الله بن محمد ، حدثنا : عبد الرزاق أخبرنا : معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن بن عباس (ر) قال : لما حضر رسول الله (ص) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال النبي (ص) : هلم إكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده ، فقال عمر : إن النبي (ص) قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ، فإختلف أهل البيت فإختصموا منهم من يقول : قربوا يكتب لكم النبي (ص) كتاباً لن تضلوا بعده ومنهم من يقول : ما قال عمر فلما أكثروا اللغو والإختلاف عند النبي (ص) قال رسول الله (ص) : قوموا قال عبيد الله فكان بن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من إختلافهم ولغطهم ، المصدر ( صحيح البخاري ج:5 ص:2146 ).
6932 - حدثنا : إبراهيم بن موسى أخبرنا : هشام ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن بن عباس قال : لما حضر النبي (ص) قال : وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال : هلم إكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده ، قال عمر : إن النبي (ص) غلبه الوجع وعندكم القرآن فحسبنا كتاب الله وإختلف أهل البيت إختصموا فمنهم من يقول : قربوا يكتب لكم رسول الله (ص) كتاباً لن تضلوا بعده ومنهم من يقول : ما قال عمر فلما أكثروا اللغط والإختلاف عند النبي (ص) قال : قوموا عني قال عبيد الله فكان بن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من إختلافهم ولغطهم ، المصدر ( صحيح البخاري ج:6 ص:2680 ).
- وقال مسلم في صحيحه : 1637 - حدثنا : سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد وأبوبكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد واللفظ لسعيد ، قالوا : ، حدثنا : سفيان ، عن سليمان الأحول ، عن سعيد بن جبير قال : قال بن عباس يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى حتى بل دمعه الحصى فقلت : يا بن عباس وما يوم الخميس قال : إشتد برسول الله (ص) وجعه فقال : إئتوني إكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعدي فتنازعوا وما ينبغي عند نبي تنازع وقالوا : ما شأنه أهجر استفهموه قال : دعوني فالذي أنا فيه خير أوصيكم بثلاث أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ، قال : وسكت ، عن الثالثة أوقالها فأنسيتها قال أبو إسحاق إبراهيم ، حدثنا : الحسن بن بشر قال : ، حدثنا : سفيان بهذا الحديث ، المصدر ( صحيح مسلم ج:3 ص:1258 ).
1637 - حدثنا : إسحاق بن إبراهيم أخبرنا : وكيع ، عن مالك بن مغول ، عن طلحة بن مصرف ، عن سعيد بن جبير ، عن بن عباس : أنه قال يوم الخميس وما يوم الخميس ثم جعل تسيل دموعه حتى رأيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ قال : قال رسول الله (ص) إئتوني بالكتف والدواة أو اللوح والدواة إكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده إبدأً فقالوا أن رسول الله (ص) يهجر.
1637 - وحدثني : محمد بن رافع وعبد بن حميد قال عبد أخبرنا : وقال بن رافع ، حدثنا : عبد الرزاق أخبرنا : معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن بن عباس قال : لما حضر رسول الله (ص) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب فقال النبي (ص) : هلم إكتب لكم كتاباً لا تضلون بعده ، فقال عمر : أن رسول الله (ص) قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ، فإختلف أهل البيت فإختصموا فمنهم من يقول : قربوا يكتب لكم رسول الله (ص) كتاباً لن تضلوا بعده ومنهم من يقول : ما قال عمر فلما أكثروا اللغو والإختلاف عند رسول الله (ص) قال رسول الله (ص) : قوموا قال عبيد الله فكان بن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من إختلافهم ولغطهم ، المصدر ( صحيح مسلم ج:3 ص:1259 ).
إلاّ يحق لنا أن نسأل القوم لماذا يقف عمر هذا الموقف من النبي الأكرم (ص) ويتجرأ على مقام الرسالة ويرد أوامر النبي (ص) ويتهمه بهذه الاتهامات التي لا تقال : لرجل عادي في بيته وعلى فراش الموت وماذا يضير إبن الخطاب أن يكتب النبي (ص) الكتاب إن لم يكن قد خطط للمسألة التخطيط الكامل لمنع النبي من أي يكتب ما يريد وكان عمر يعرف ماذا يريد النبي (ص).
قال إبن عباس : دخلت على عمر في أول خلافته ، وقد إلقي له صاع من تمر على خصفة ، فدعاني إلى الأكل ، فأكلت تمرة واحدة ، وأقبل يأكل حتى أتى عليه ، ثم شرب من جر كان عنده ، وإستلقى على مرفق له ، وطفق يحمد الله ، يكرر ذلك ، ثم قال : من أين جئت يا عبد الله ؟ قلت :من المسجد قال : كيف خلفت إبن عمك ؟ فظننته يعني عبد الله بن جعفر. قلت : خلفته يلعب مع أترابه قال :لم أعن ذلك ، إنما عنيت عظيمكم أهل البيت. قلت : خلفته يمتح بالغرب على نخيلات من فلان ، وهو يقرأ القرآن قال عبد الله ، عليك دماء البدن إن كتمتنيها ؟ هل بقي في نفسه شيء من أمر الخلافة؟ قلت :نعم ، قال : أيزعم أن رسول الله (ص) نص عليه ؟ قلت : نعم وأزيدك ، سألت أبي عما يدعيه ، فقالصدق. فقال عمر : لقد كان من رسول الله (ص) في أمره ذرومن قول لا يثبت حجة ، ولا يقطع عذراً ، ولقد كان يربع في أمره وقتاً ما ، ولقد أراد في مرضه أن يصرح بإسمه فمنعت من ذلك اشفاقاً وحيطة على الإسلام !!! لأورب هذه البنية لا تجتمع عليه قريش إبدأ ؟ ولووليها لأنتقضت عليه العرب من أقطارها ، فعلم رسول الله (ص) : إني علمت ما في نفسه ، فأمسك ، وأبى الله إلاّّ إمضاء ما حتم ، المصدر ( شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج12ص20و21 ).
إذاً هذه النقطة الأولى من المخطط وسوف تأتي النقاط تباعا إن شاء الله
المخالف : وما هي النقطة الثانية التي تبين بأن ما حدث هو انقلاب وليس بشورى ؟.
الموالي : أقول النقطة الثانية لإثبات هذه المسألة هي التآمر على بعث جيش أسامة وعدم الأنصياع لأوامر النبي (ص) والقصة هي كما يلي:
- فمن كتاب السقيفة لأحمد بن عبد العزيز الجوهري قال : ، حدثنا : أحمد بن إسحاق بن صالح ، عن أحمد بن سيار ، عن سعيد بن كثير الأنصاري ، عن رجاله ، عن عبد الله بن عبد الرحمن : أن رسول الله (ص) في مرض موته أمر أسامة بن زيد بن الحارثة على جيش فيه جله من المهاجرين والأنصار منهم أبوبكر ، وعمر ، وأبو عبيده بن الجراح ، وعبد الرحمن بن عوف ، وطلحه ، والزبير ـ وأمره أن يغير على حيث قتل أبوه زيد بن الحارثة وأن يغزوا وادي فلسطين فتثاقل أسامه وتثاقل الجيش بتثاقله وجعل رسول الله (ص) في مرضه يثقل ويخف ويؤكد القول في تنفيذ ذلك البعث حتى قال له أسامة : بأبي أنت وأمي أتأذن لي أن أمكث أياماًً حتى يشفيك الله تعالى فقال (ص) : أخرج وسر على بركة الله ، فقال : يا رسول إن أنا خرجت وأنت على هذه الحالة ، خرجت وفي قلبي قرحة فقال : (ص) : سر على النصر والعافية ، فقال : يا رسول الله إني أكره أسائل عنك الركبان فقال : (ص) : إنفذ لما أمرتك به ، ثم أغمى على رسول الله (ص) وقام أسامه فتجهز للخروج فلما أفاق رسول الله (ص) سأل ، عن أسامه والبعث فأخبر أنهم يتجهزون فجعل يقول : إنفذوا بعث أسامه لعن الله من تخلف عنه وكرر ذلك ، فخرج أسامه واللواء على رأسه والصحابة بين يديه حتى إذا كان بالجرف نزل ومعه أبوبكر وعمر وأكثر المهاجرين ومن الأنصار أسيد بن حضير وبشير بن سعد وغيرهم من الوجوه ، فجاءه رسول أم أيمن يقول له : إدخل فإن رسول الله يموت ، فقام من فوره فدخل المدينة واللواء معه ، فجاء به حتى ركزه بباب الرسول (ص) ورسول الله : قد مات في تلك الساعة.
وهنا نقاط:
الأولى : أنّ أبابكر وعمر كان في من كان في تلك السرية. للإطلاع على المصادر الرجاء الأنتقاللهذا
الرابط : http://www.radood.net/Seerah/4JO.htm http://www.radod.net/Seerah/4JO.htm
وعلى هذا نسأل من الكل لماذا النبي (ص) إختار هذا الوقت بالذات لكي يرسل هذا البعث ويخرج أكثر الصحابة وأكابرهم وهو (ص)يعلم بأنه سوف يموت إلاّ تلتمسون وتحسون معي بأن النبي (ص) كان يريد أن يبعد الجماعة ، عن المدينة لأنه (ص) علم بما يخططون ؟؟. وأيضا إلاّ تدركوا معي بأن عمر ومن معه قد عرفوا هدف النبي (ص) ولذلك تمردوا على أوامر النبي (ص) وهم يعلمون علم اليقين بأن مخالفة أوامر النبي فسق واضح ورد على الله لأن الله يقول ( أطيعوا الله و أطيعوا الرسول ) - ( محمد / 33 )... فلماذا لم يطيعوا الله : يا ترى ؟؟!!
نترك الأمر لكم أيها المتابعون للموضوع وبينوا لي لماذا لم يمتثلوا لأوأمره (ص) !! لا تقولوا لأنهم خافوا عليه : أن يموت وغير ذلك لأن هذا الأمر بينه أسامة للنبي ولم يوافقه النبي على ذلك ، ولي وقفة مع نقطة أخرى إن شاء الله.
المخالف : وما هي النقطة الآتية إن وجدت ؟.
الموالي : النقطة الآتية المسرحية العمرية مقولة عمر بأن النبي (ص) لم يمت وإنما هو حي يرزق وأنه رفع للسماء وسوف يعود مرة أخرى وغير ذلك من الأقوال ، لماذا فعل ذلك ؟ وماهي مصلحته ؟ وهل فعلا يعتقد عمر بهذه العقيدة ؟ وهل فعلا صدم عمر بالخبر ؟ ، أسئلة لم أجد لها حل ولعل القارئ الكريم يساعدني ، ولكن أولاًًً سوف أورد موقف عمر ونبحث بعد ذلك ، عن هذه الأسئلة إن شاء الله تعالى ، إليكم ما ذكره القوم :
- قال : في البدء والتاريخ : قالوا : وارتجت المدينة بالصراخ والبكاء وإقتحم الناس يقولون مات رسول الله محمد مات محمد فجاء عمر بن الخطاب (ر) فقام على الباب وقال : إن المنافقين يزعمون أن محمداً قد مات وأن رسول الله لم يمت ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران فقد غاب ، عن قومه أربعين ليلة ثم عاد إليهم بعد أن قيل قد مات وليرجعن رسول الله كما رجع موسى فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أن رسول الله : قد مات وقال عمر نظن أن رسول الله (ص) : لا يموت حتى يفتح الأرض لوعد الله فلذلك قال : ما قال : وبلغ الخبر أبابكر فأقبل مسرعاً على فرس عمر يكلم الناس فلم يلتفت إليه حتى دخل بيت عائشة فإذا رسول الله (ص) مسجى عليه برد حبرة فكشف ، عن وجهه وقبله ، وقال : بأبي أنت وأمي أما الموتة التي كتب الله عليك فقد ذقتها فلا تذوق بعدها إبدأً ثم خرج إلى الناس وعمر يكلمهم فقال على رسلك يا عمر : إنصت فأبى إلاّّ أن يتكلم فلما رآه أبوبكر لا ينصت إليه أقبل على الناس فلما سمع الناس كلام أبي بكر تركوا عمر وأقبلوا عليه فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي (ص) ثم قال : يا أيها الناس إن الله : قد نعى نبيكم إلى نفسه وهو حي بين أظهركم ونعاكم إلى أنفسكم فقال : ( إنك ميت وإنهم ميتون ) فعلم الناس حينئذ أن رسول الله : قد مات وروي ، عن عمر : إنه قال : فما هو ألاّّ أن سمعتها من أبي بكر فعقرت حتى وقعت على الأرض ما نقلني رجلاي ثم تلا أبوبكر ( وما محمد إلاّّ رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل إنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين ) ثم قال : يا أيها الناس من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ومن كان يعبد محمداً أو يراه إلها فإن محمداً قد مات ووعظ الناس وحضهم على التقوى ونزل ، عن المنبر المصدر ، ( البدء والتاريخ ج:5 ص62- 64 ).
- وقال في الكامل في التاريخ : ولما توفي كان أبوبكر بمنزله بالسنح وعمر حاضر فلما توفي قام عمر فقال : إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله توفي وإنه والله ما مات ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران والله ليرجعن رسول الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا إنه مات وأقبل أبوبكر وعمر يكلم الناس ولم يلتفت إلى شيء حتى دخل على رسول الله وهو مسجى في ناحية البيت عليه بردة حبرة فكشف ، عن وجهه ، ثم قبله ، وقال : بابي أنت وأمي طيب حياً وميتاً أما الموتة التي كتب الله عليك فقد متها ثم رد الثوب علي وجهه ، ثم خرج وعمر يكلم الناس فأمره بالسكوت فأبى إلاّّ أن يتكلم فلما رآه أبوبكر لا ينصت أقبل على الناس فلما سمع الناس كلامه أقبلوا عليه وتركوا عمر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ثم تلا هذه الآية ) وما محمد إلاّّ رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل إنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين ( قال : فوالله لكأن الناس ما سمعوها غلا منه قال عمر فوالله ما هو ألاّّ إذا سمعتها فعقرت حتى وقعت على الأرض ما تحملني رجلاي وقد علمت أن رسول الله : قد مات ، المصدر ( الكامل في التاريخ ج:2 ص:187 ).
- وقال في تاريخ الطبري : قال أبو جعفر توفي رسول الله وأبوبكر بالسنح وعمر حاضر فحدثنا إبن حميد قال : ، حدثنا : سلمة ، عن إبن إسحاق ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة قال : لما توفي رسول الله قام عمر بن الخطاب فقال : إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله توفي وأن رسول الله والله ما مات ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران فغاب ، عن قومه أربعين ليلة ثم رجع بعد أن قيل قد مات والله ليرجعن رسول الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم يزعمون أن رسول اللهمات قال : وأقبل أبوبكر حتى نزل على باب المسجد حين بلغه الخبر وعمر يكلم الناس فلم يلتفت إلى شيء حتى دخل على رسول الله في بيت عائشة ورسول اللهمسجى في ناحية البيت عليه برد حبرة فأقبل حتى كشف ، عن وجهه ، ثم أقبل عليه فقبله ثم قال : بأبي أنت وأمي أما الموتة التي كتب الله عليك فقد ذقتها ثم لن يصيبك بعدها موتة إبدأً ثم رد الثوب علي وجهه ، ثم خرج وعمر يكلم الناس فقال على رسلك يا عمر فأنصت فأبى إلاّّ أن يتكلم فلما رآه أبوبكر لا ينصت أقبل على الناس فلما سمع الناس كلامه أقبلوا عليه وتركوا عمر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس إنه من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ثم تلا هذه الآية ( وما محمد إلاّّ رسول قد خلت من قبله الرسل ) - ( آل عمران / 144 ) إلى آخر الآية ، قال : فوالله لكأن الناس لم يعلموا أن هذه الآية نزلت على رسول الله حتى تلاها أبوبكر يومئذ قال : وأخذها الناس ، عن أبي بكر فإنما هي في أفواههم ، قال أبو هريرة قال عمر : والله ما هو ألاّّ أن سمعت أبابكر يتلوها فعقرت حتى وقعت إلى الأرض ما تحملني رجلاي وعرفت أن رسول الله : قد مات ، حدثنا : إبن حميد قال : ، حدثنا : جرير ، عن مغيرة ، عن أبي معشر زياد بن كليب ، عن أبي أيوب ، عن إبراهيم قال : لما قبض النبي كان أبوبكر غائبا فجاء بعد ثلاث ولم يجترئ أحد أن يكشف ، عن وجهه حتى اربد بطنه فكشف ، عن وجهه وقبل بين عينيه ، ثم قال : بأبي أنت وأمي طبت حياً وطبت ميتاً ثم خرج أبوبكر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ومن كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ثم قرأ ( وما محمد إلاّّ رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل إنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين ) - ( آل عمران / 144 ) المصدر ( تاريخ الطبري ج:2 ص 232 - 233 ).
- وقال في الطبقات الكبرى :أخبرنا : محمد بن عمر ، حدثني : مسلمة بن عبد الله بن عروة ، عن زيد بن أبي عتاب ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : اقتحم الناس على النبي (ص) في بيت عائشة ينظرون إليه ، فقالوا كيف يموت وهو شهيد علينا ونحن شهداء على الناس فيموت ولم يظهر على الناس لا والله ما مات ولكنه رفع كما رفع عيسى بن مريم (ع) وليرجعن وتوعدوا من قال : إنه مات ونادوا في حجرة عائشة وعلى الباب لا تدفنوه فإن رسول الله (ص) لم يمت أخبرنا : محمد بن عمر ، حدثني : هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم قال : لما قبض رسول الله (ص) خرج العباس بن عبد المطلب فقال : هل عند أحد منكم عهد من رسول الله (ص) في وفاته فيحدثانه فقالوا : لا ، قال : هل عندك يا عمر : من ذلك قال : لا ، قال : العباس إشهدوا أن أحداًً لا يشهد على نبي الله (ص) بعهد إليه بعد وفاته إلاّّ كذّاب والله الذي لا إله إلاّّ هو لقد ذاق رسول الله (ص) الموت أخبرنا : محمد بن عمر ، حدثني : القاسم بن إسحاق ، عن أمه ، عن أبيها القاسم بن محمد بن أبي بكر أوعن أم معأوية أنه لما شك في موت النبي (ص) قال : بعضهم قد مات وقال بعضهم لم يمت وضعت أسماء بنت عميس يدها بين كتفيه وقالت : قد توفي رسول الله (ص) قد رفع الخاتم من بين كتفيه ، المصدر ( الطبقات الكبرى ج:2 ص:271 ).
- وقال أيضاً : ، عن عائشة قالت : لما توفي رسول الله (ص) إستأذن عمر والمغيرة بن شعبة فدخلا عليه فكشفا الثوب ، عن وجهه فقال عمر واغشيا ما أشد غشي رسول الله (ص) ثم قاما فلما انتهيا إلى الباب قال : المغيرة يا عمر : مات والله رسول الله (ص) ، فقال عمر كذبت ما مات رسول الله (ص) ولكنك رجل تحوشك فتنة ولن يموت رسول الله (ص) حتى يفني المنافقين ثم جاء أبوبكر وعمر يخطب الناس فقال له أبوبكر إسكت فسكت فصعد أبوبكر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قرأ إنك ميت وإنهم ميتون ثم قرأ وما محمد إلاّّ رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل إنقلبتم على أعقابكم حتى فرغ من الآية ، ثم قال : من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت قال : فقال عمر هذا في كتاب الله ، قال : نعم ، فقال : أيها الناس هذا أبوبكر وذو شيبة المسلمين فبايعوه فبايعه الناس أخبرنا : أبوبكر بن عبد ، المصدر ( الطبقات الكبرى ج:2 ص:267 ).
والمصادر كثيرة وهي من المسائل المجمع عليها فراجعوها في سيرة إبن هشام وتفسير القرطبي وتفسير الزمخشري وانساب الأشراف والملل والنحل ومسند أحمد وغيرها من المصادر.
فنعود ونسأل هل عمر لم يطلع على هذه الروايات والآيات وهي كثيرة جداً تخبر بموت النبي (ص) من مثل قوله تعالى ( وما محمد إلاّّ رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل إنقلبتم على أعقابكم ) - ( آل عمران / 144 ) ، وقوله تعالى ( كل نفس ذائقة الموت ) - ( العنكبوت / 57 ) ، وقوله تعالى ( إنك ميت وأنهم ميتون ) - ( الزمر / 30 ) ، أفلم يطلع عليها عمر كلها أمر محتمل بأن عمر لم يطلع عليها لأنها ليست من سورة البقرة التي إطلع عليها عمر بن الخطاب !!! ، ولكن ألم يكن عمر في حجة الوداع موجود أم لا ؟؟!! ، وقد سمع النبي يردد كلمات الوداع وهو يقول لعلي لا أراكم بعد عامي هذا ، وإليكم بعضاًً من تلك الأقوال كما ينقلها القوم :
- قال : مسلم في صحيحه : 1297 - حدثنا : إسحاق بن إبراهيم وعلي بن خشرم جميعاً ، عن عيسى بن يونس قال بن خشرم أخبرنا : عيسى ، عن بن جريج أخبرني : أبو الزبير أنه سمع جابراً يقول رأيت النبي (ص) يرمى على راحلته يوم النحر ويقول لتأخذوا مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه ، المصدر ( صحيح مسلم ج:2 ص:943 ).
- وقال إبن حجر في المطالب العالية : 1275 - 1 وقال أبو يعلى ، حدثنا : عمرو بن الضحاك بن مخلد ، ثنا : أبي ، ثنا : ربيعة بن عبد الرحمن بن حصين الغنوي حدثتني جدتي السرى بنت نبهان بن عمرو وكانت ربة بيت في الجاهلية قالت : سمعت رسول الله في حجة الوداع يقول أتدرون أي يوم هذا قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال هذا أوسط أيام التشريق قال : تدرون أي بلد هذا قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال هذا المشعر الحرام قال : إني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكأبينكم حرام بعضكم على بعض كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا حتى تلقوا الله عز وجل فيسألكم ، عن أعمالكم إلاّ فليبلغ أدناكم أقصاكم قال : ثم أتبعها اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت فتوفي حين بلغ المدينة ، المصدر ( المطالب العالية ج:7 ص:75 ).
- وقال : صاحب جامع العلوم والحكم : فقلنا : يا رسول الله كأنها موعظة مودعة فأوصنا يدل على أنه كان (ص) قد أبلغ في تلك الموعظة ما لم يبلغ في غيرها فلذلك فهموا أنها موعظة مودع فإن المودع يستقصي ما لم يستقص غيره في القول والفعل ولذلك أمر النبي (ص) : إن يصلي صلاة مودع لأنه من استشعر أنه مودع بصلاته أتقنها على أكمل وجوهها وربما كان قد وقع منه (ص) تعريض في تلك الخطبة بالتوديع كما عرض بذلك في خطبته في حجة الوداع وقال : لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا وطفق يودع الناس فقالوا هذه حجة الوداع ، المصدر ( جامع العلوم والحكم ج:1 ص:261 ).
- وقال في مجمع الزوائد : وعن سراء بنت نبهان وكانت ربة بيت في الجاهلية قالت : سمعت رسول الله (ص) : يقول في حجة الوداع هل تدرون أي يوم هذا وهو الذي تدعون يوم الروس قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : إن هذا أوسط أيام التشريق قال : هل تدرون أي بلد هذا قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال هذا مشعر الحرام ثم قال : إني لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا إلاّّ وإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا حتى تلقون ربكم فيسألكم ، عن أعمالكم إلاّّ فليبلغ أقصاكم أدناكم إلاّ هل بلغت ، المصدر ( مجمع الزوائد ج:3 ص:273 ).
- وقال في الأحكام : إلى حجة الوداع التي قال : فيها خذوا عني مناسككم لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا ، المصدر ( الأحكام ج:3 ص:313 ).
فعلمنا بأن عمر كان يعلم بأن النبي سوف يموت بلا أشكال في ذلك لوضوح الأمر ولكنه اخترع هذه المسرحية لغرض في نفسه وهو انتظار الشريك العزيز أبوبكر بن أبي قحافة لأن الرجل غير موجود والخوف بأن يتم الاختيار فتذهب اللعبة على الفاضي ومن هنا نسأل من جديد من الذي بعث في طلب إبن قحافة بهذه السرعة ؟؟!! ونسأل أيضاً من الكل لماذا بعد أن عرف عمر الواقعة الحقيقية بأن النبي (ص) قد مات لم يدخل إليه ويقوم بمهام التجهيز وإنما تحرك من فوره وساعته للسقيفة والصراع على الرئاسة ؟!؟!! ، المصدوم لا يتصرف بهذه التصرفاًت وكذلك المحب فإنه يبقى بجانب الحبيب إلاّّ عمر ترك النبي من أجل الخلافة فسبحان الله !!! وللكلام بقية...
المخالف : وما هي النقطة الأخرى يا ترى ؟ وهل بقي من النقاط شيء أم لا ؟.
الموالي : عندي نقطة أخرى تساعدنا على الوصول للاحتمال الذي فرضناه وهوأنه لم يكن هناك إختيار ومشورة وإنما هي حرب وانقلاب وعند الكلام ، عن السقيفة سوف يتبين ذلك أكثر ولكن الكلام هنا ، عن أمر حدث بعد السقيفة مباشرة. وهو قدم قبيلة أسلم وهي قبيلة ليست من قبائل المدينة وإنما من خارج المدينة وهي القبيلة التي أراحت قلب الخليفة عمر وضمنت البيعة للخليفة أبي بكر.
- فلقد قال : الطبري : قال هشام قال أبو مخنف فحدثني أبوبكر بن محمد الخزاعي أن أسلم أقبلت بجماعتها حتى تضايق بهم السكك فبايعوا أبابكر فكان عمر يقول : ما هو ألاّّ أن رأيت أسلم فأيقنت بالنصر ، ( تاريخ الطبري ج:2 ص:244 ).
- وقال في الكامل في التاريخ : فقوموا فبايعوا أبابكر فقاموا إليه فبايعوه فإنكسر على سعد والخزرج ما أجمعوا عليه وأقبل الناس يبايعون أبابكر من كل جانب ثم تحول سعد بن عبادة إلى داره فبقي أياماً وأرسل إليه أن أقبل فبايعه فإن الناس قد بايعوا فقال : لا والله حتى أرميكم بما في كنانتي من نبلي وأخضب سنان رمحي وأضربكم بسيفي ما ملكته يدي وأقاتلكم بأهل بيتي ومن أطاعني ولو إجتمع معكم الجن والأنس ما بايعتكم حتى أعرض على ربي فقال عمر لا تدعه حتى يبايع فقال بشير بن سعد إنه قد لج وأبى ولا يبايعكم حتى يقتل وليس بمقتول حتى يقتل معه أهله وطائفة من عشيرته فاتركوه ولا يضركم تركه وإنما هورجل واحد فتركوه وجاءت أسلم فبايعت فقوي أبوبكر بهم وبايع الناس بعد قيل إن عمرو بن حريث قال : لسعيد بن زيد متى بويع أبوبكر قال يوم مات رسول الله كرهوا أن يبقوا بعض يوأوليسوا في جماعة قال الزهري بقي علي وبنو هاشم والزبير ستة أشهر لم يبايعوا أبابكر حتى ماتت فاطمة (ر) فبايعوه فلما كان الغد من بيعة أبي بكر جلس على المنبر وبايعه الناس بيعة عامة ثم تكلم فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس قد وليت عليكأولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني الصدق أمانة والكذب خيانة والضعيف فيكم ، ( الكامل في التاريخ ج:2 ص:194 ).
السؤال المطروح هنا هل كان عمر داخل في حرب وخلاف حتى يقول مقولته هذه ما أيقنت بالنصر حتى رأيت أسلم يعني على أمل النصر لأني قد أعددت له عدته وهيأت الأمور ولكن خفت أن يحصل خلل في التنفيذ ولكن لما رأيت أسلم في المدينة أيقنت بالنتيجة المخطط لها جيدا قبل وفاة النبي (ص) ، وإلاّ فكيف أتت هذه القبيلة في هذه السرعة لحفظ إلا من للقيادة الجديدة ومن الذي أرسل إليها ومن الذي رسل لا نعرف هل هي الصدفة ؟ أمر محتمل أن تأتي هذه القبيلة وتصتك بهم سكك المدينة ، ولكن أيضاً كان صدفة مقولة عمر : ما أيقنت بالنصر حتى رأيت أسلم فمن الذي أخبره أن أسلم جاءت لتكون معاه وليس ضده ، لأن هناك إنقسام فمن أخبر عمر بأن أسلم كلها معكأوليس مع المعارضين يمكن الإلهاأوليس التخطيط المسبق.
ولكن إلاّ تتأملوا معي بأن ثلاثة أشخاص فقط من المهاجرين كانوا يتكلمون بقوة وبلغة الواثق إمام أهل الدار وأهل البلد إعتقد أمر غير ممكن أن يقوم غريب بتهديد أهل البلد لو لم يعد العدة لذلك من قبل وفعلا هذا الذي حصل فبمجرد أن قدمت أسلم بايعت لأبي بكر فقوي بهم وقويت شوكتهم فتبين بأن التهديد والوعيد مدعوم بحركة مسبقة معد لها إعداد محكم جداً
المخالف : إلى أين سوف تتوجه بالبحث الأن وهل إنتهت النقاط الأنقلابيه أم لا ؟.
الموالي : تقرباًً شبه إنتهت وسوف أتوجه إلى السقيفة لأعرف كيف كانت الشورى هناك هل بالحجج أو بالأصوات أو بالقوة والتهديد أو بماذا وأي أسلوب استخدم للوصول لتلك النتيجة التي وصل فيها أبوبكر للخلافة ؟؟
ولكن لدي سؤال قبل أن أتوجه للسقيفة وهو سؤال عادي جداً وربما ساذج ولكن يبقى سؤال مهما كان شكله وهولماذا ترك النبي (ص) مسجى وذهب القوم للسقيفة ؟. اليس تجهيز النبي (ص) أمر مهم لهذه الدرجة لأن كرامة الميت في التعجيل به ودفنه فلماذا تركوه وإنصرفوا للسقيفة ؟ قد يقال : لأنهم ذهبوا لاختيار قائد للأمة ومن الخطر الفادح أن تبقى الأمة من غير قائد وهذا أمر مهم لدفع الخطر المتوجه للأمة أقول سبحان الله أبوبكر وعمر وأبوعبيدة احسوا بهذا الخطر ولم يحس به النبي (ص) وكان بإمكانه أن يقيم للناس من يرجعون إليه ويدفع هذا الخطر ، عن الأمة !! إلاّّ أن يقال : بأن حرص الثلاثة على الأمة أكثر من حرص النبي (ص) عليها وهذا أمر جداً محتمل ووارد بلا أشكال في ذلك لدرجة أن عمر أمر بقتل أهل الشورى إذ لم يعينوا أحداًًً خلال ثلاثة أيام وهم من أهل الجنة كما يقال : كان مهتماً بالأمة أكثر من النبي (ص) و قبله كان أبوبكر لم يشأ أن يترك الأمة من دون قيادة فعين لهم شخص من حرصه على الأمة والنبي (ص) لم يحس بذلك ولم يفعل شي للأمة، الأمر لله الواحد القهار من هكذا أساءة للنبي الأكرم (ص) ، على العموم إرجع لجواب القوم لماذا تركوا النبي (ص) : لاجل إختيار الخليفة آسف قصدي خليفة للأمة ! ولكن هل هناك شرط أن يكون الخليفة هو أبوبكر
قد تقول لماذا هذا السؤال ؟ أقول لأن الأنصار قد قاموا بالأمر وهم صحابة وعدول وسوف يختاروا للأمة من يقودها وإعتقد بأن الأنصار هم أكثر حرصاًً على الأمة من المهاجرين ولقد نصروا الإسلام في بدايته فإذا هذه الحجة مندفعة إذا كان الهدف هو تعيين من يقود الأمة إلاّّ أن يراد إختيار من يقود الأمة وهوأبوبكر دون غيره فهذا أمر آخر لا جواب عندي عليه ولكن يخطر ببالي سؤال آخر لماذا ترك النبي (ص) ثلاثة أيام متواليه ؟ وهل كانوا يتوقعوا قدوم الحكام و وسائل الإعلام لتغطية الحدث ؟ أم هناك أمر قد حصل في العاصمة الإسلاميه مما يسمى في هذه الأيام بفرض حضر تجول وفرض الأحكام العرفية على الأمة ؟؟ وإلاّ لماذا لم يدفن بعد إختيار الخليفة مباشرة ؟ لم أجد جواب لسؤالي هذا أترك أهل العلم لكي يجيبوني اجابة شافية وهم أهل لذلك. نتوجه الأن للسقيفة ونقول لماذا لم يذهب من المهاجرين إلاّّ هؤلاء النفر ولم يخبر بقية الصحابة لكي تكون شورى متكاملة؟ لا أعلم لعله لأمر سري اقتضته المصلحة الإسلامية العلم عند الله ومن لهم مصلحة في الأمر وصل الجماعة للسقيفة وماذا جرى فيها ؟
المخالف : هل سوف تسرد لنا الأن القصة الكاملة للسقيفة وأحداثها ؟.
الموالي : لا لأني لم اقصد من الأساس هذا الكلام وإنما كلامي متوجه للشورى فقط وحجية الشورى ، ولذلك سوف أتناول جزئيات لبعض ما حدث وأطبق مبادي الشورى عليه.
المخالف : وماذا سوف تختار لنا من السقيفة وما جرى فيها وبعدها يا ترى ؟.
الموالي : سوف أختار أولاًً تزوير عمر لأعرف ماذا زور وماذا حصل منه لدعم السقيفة ؟.
قد تسألني وتقول أي تزوير هذا أقول أذهب للتاريخ فأناسوف أنقل من التاريخ وأترك لكأوللتاريخ الحكم ، لن أحكم بنفسي عليه إبدأً. وهذه بعض ما توصلت إليه من كلمات التاريخ أنقلها لكم وإليكم الحكم.
- قال : في البداية والنهاية : فلما سكت أردت أن أتكلم وكنت قد زورت مقالة أعجبتني أردت أن اقولها بين يدي أبي بكر وكنت أداري منه بعض الحد وهو كان احكم مني وأوقر والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلاّّ قالها في بدهته حتى سكت ( البداية والنهاية ج:5 ص:246 ).
- وقال في المنتظم : فلما سكت أردت أن أتكلم وكنت قد زورت مقالة أعجبتني أردت أن أقولها بين يدي أبي بكر (ر) وقد كنت أداري منه بعض الحد وهو كان أحلم مني وأوقر فقال أبوبكر (ر) على رسلك فكرهت أن أغضبه وكان أحلم مني وأوقر والله ما ترك كلمة أعجبتني في تزويري إلاّّ قالها في بديهته وأفضل حتى سكت ( المنتظم ج:4 ص:65 ).
- وقال في سمط النجوم العوالي : فلما سكت أردت أن أتكلم وقد كنت زورت مقالة أعجبتني أردت أن أقولها بين يدي أبي بكر فقال لي أبوبكر على رسلك فكرهت أن أعصيه وكان أعلم مني ثم تكلم فوالله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلاّّ قالها في بديهته وأفضل ( سمط النجوم العوالي ج:2 ص:330 ).
- وقال في تاريخ الخلفاء : فلما سكت أردت أن أتكلم وقد كنت زورت مقالة أعجبتني أردت أن أقولها بين يدي أبي بكر وقد كنت أداري منه بعض الحد وهو كان أحلم مني وأوقر فقال أبوبكر : على رسلك ، فكرهت أن أغضبه وكان أعلم مني والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلاّّ قال : في بداهته ( مثلها ) وأفضل منها حتى سكت ، ( تاريخ الخلفاء ج:1 ص:68 ).
- وقال في تاريخ دمشق : قال عمر فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا ويحصنونا من الأمر فلما قضى مقالته أردت أن أتكلم قال : وكنت قد زورت مقالة أعجبتني أريد أن أقوم بها بين يدي أبي بكر وكنت أداري منه بعض الحدة فلما أردت أن أتكلم قال أبوبكر على رسلك فكرهت أن أغضبه فتكلم أبوبكر وهو كان أحلم مني وأوقر والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلاّّ تكلم بمثلها أو أفضل في بديهته حتى سكت فتشهد أبوبكر وأثنى على الله بما هو أهله ثم قال : أما بعد أيها الأنصار فما ذكرتم فيكم من خير فأنتم أهله ولن تعرف العرب هذا الأمر إلاّّ لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب نسبا ودارا وقد رضيت لكم هذين ، ( تاريخ مدينة دمشق ج:30 ص:282 ).
- وقال في الكامل في التاريخ : فلما سكت وكنت قد زورت في نفسي مقالة أقولها بين يدي أبي بكر فلما أردت أن أتكلم قال أبوبكر على رسلك فكرهت أن أعصيه فقام فحمد الله وما ترك شيئاً كنت زورت في نفسي إلاّّ جاء به أو بأحسن منه ، ( الكامل في التاريخ ج:2 ص:191 ).
- وقال في البداية والنهاية : وقام عمر فتكلم قبل أبي بكر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال : أيها الناس إني قد كنت قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت وما وجدتها في كتاب الله ولا كانت عهداً عهدها الي رسول الله ولكني كنت أرى أن رسول الله سيدبر أمرنا يقول : يكون آخرنا وأن الله : قد أبقى فيكم كتابه الذي هدى به رسول الله فإن إعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه الله له ، ( البداية والنهاية ج:5 ص:248 ).
- وقال أيضاً : وكان الغد جلس أبوبكر فقام عمر فتكلم قبل أبي بكر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال : أيها الناس إني قد قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت وما وجدتها في كتاب الله ولا كانت عهداً عهده إلي رسول الله ولكني قد كنت أرى أن رسول الله سيدبر أمرنا يقول : يكون آخرنا وإن الله : قد أبقى فيكم الذي به هدى رسول الله فإن إعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه الله ، ( البداية والنهاية ج:6 ص:301 ).
- وقال في تاريخ الطبري : فقام عمر فتكلم قبل أبي بكر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال : أيها الناس إني قد كنت قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت إلاّّ ، عن رأيي وما وجدتها في كتاب الله ولا كانت عهداً عهده إلي رسول الله ولكني قد كنت أرى أن رسول الله سيدبر أمرنا حتى يكون آخرنا وإن الله : قد أبقى فيكم كتابه الذي هدى به رسول الله فإن إعتصمتم به هداكم الله لما كان هداه له ( تاريخ الطبري ج:2 ص:237 ).
- وقال في البدء والتاريخ : فقام عمر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس إني كنت قلت لكم بالأمس مقالة ما وجدتها في كتاب الله ولا كانت عهداً عهده إلي رسول الله ولكني كنت أرى أن رسول الله سيدبر أمرنا ويكون آخرنا فإن الله عز وجل قد أبقى فيكم كتابه الذي هدى به رسوله فمن إعتصم به هداه كما كان هداه له ، ( البدء والتاريخ ج:5 ص:66 ).
ياسبحان الله إذا هنا تزوير من أحدهما فهمه الثاني واكتشفه لا أعرف بواسطة الغيب أو الإلهام أو الاتفاق المسبق أو بماذا !! المهم أنهما كلاهما زور على الأنصار، وأن الكلام المعسول الذي قاله أبوبكر هو كلام مزور وليس بصحيح !! أما كذب أو أنه محسن ومعدل وليس هو ما يعتقدانه اتجاه الأنصار وإنما الظروف والحاجة دعت أبابكر يقوله وعمر يزوره.
المخالف : ماذا قال أبو بكــر ياترى ؟.
الموالي : إقرأ ما قال :
- قال : في البدء والتاريخ : فقال أبوبكر : أما ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل ولن تعرف العرب هذا الأمر إلاّّ لهذا الحي من قريش أوسط العرب نسبا ودارا وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم وأخذ بيد عمر وأبي عبيدة بن الجراح فقال : الحباب بن المنذر أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير فكثر اللغط وإرتفعت الأصوات حتى خيف الإختلاف فقال عمر لأبي بكر إبسط يدك أبايعك فبسط يده فبايعه ، ( البدء والتاريخ ج:5 ص:65 ).
هنا التزوير محتمل في نقاط من هذه الكلمات منها تصديقه لكلمات الأنصار فأنا :إعتقد أنه لم يصدقهم في الواقع ولكن استرضاهم بالتصديق. ومنها مقولته لن ترضى لكم العرب بهذا الأمر يعني لا يعتقد بأن الشريعة لا ترضى وإنما العرب لن يرضوا لهم بذلك !! فأقول العرب لم ترضى للرسول (ص) ولكنها دانت غصبا عنها بسبب الأنصار وبني هاشم عندما كانت العرب وقريش يعبدون الأصنام فهذا كلام مزور أيضاً.
فلو لم يكن مزور لكان الواجب عليهم أن يقدموا بني هاشم لأنهم الاشرف والاكمل والأفضل علي كل الاصعدة وخاصة إن الأنصار دعت إلى بيعة الإمام (ع) كما سوف يأتي فخاف القوم أن يخرج الأمر منهم فعجلوا بالبيعة لأبي بكر.
ومنها مقولته وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم وأخذ بيد عمر وأبي عبيدة بن الجراح فهذا كلام مزور قاله لكي لا يقول الناس أنه قدم نفسه وبإتفاق مسبق هو يقدم أحد الرجلين وهما يقدمانه فتصبح المسرحية مخرجة آخراًجا محكما أليس كذلك ؟ فأبوبكر لا يقبل بعمر فلقد قال : عنه ماهو بخير له أن يلي أمة محمد (ص) راجع كتاب الثقاة لإبن حبان ج2ص192 فكيف يتقدم حفار القبور إبن الجراح والجاهل الجبان عمر على سعد بن عبادة الذي حمى الإسلام وجاهد هو وعشيرته من أجله وحفظه أنها السياسة ياقــوم. فهذا هو الكلام المزور فلو ألقاه عمر لما إستطاع أن يوصله للناس لأنه أحمق وجلف لا يحسن الحنكة والتصرف فأناب صاحبه لقي يلقيه نيابة عنه.
المخالف : هذا التزوير الأول عرفناه !! ، وهل هناك من تزوير آخر ؟.
الموالي : نعم هناك تزوير آخر لم نعرفه إبدأً !! و هل هو نفس هذا التزوير أم أنه تزوير آخر لم يصل الينا وما أكثر الاشياء التي لم تصل ؟ نعم وصل الينا الإعتراف بهذا التزوير فقط ولم تصلنا مادته وألفاظه وحيثياته وإليكم الإعتراف من السيد عمر بن الخطاب :
- فلقد قال : في البداية والنهاية : وقام عمر فتكلم قبل أبي بكر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال : أيها الناس إني قد كنت قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت وما وجدتها في كتاب الله ولا كانت عهداً عهدها الي رسول الله ، ( البداية والنهاية ج:5 ص:248 ).
- وقال أيضاً : وكان الغد جلس أبوبكر فقام عمر فتكلم قبل أبي بكر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال : أيها الناس إني قد قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت وما وجدتها في كتاب الله ولا كانت عهداً عهده إلي رسول الله ، ( البداية والنهاية ج:6 ص:301 ).
- وقال : الطبري في تاريخه : فقام عمر فتكلم قبل أبي بكر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال : أيها الناس إني قد كنت قلت لكم بالأمس مقالة ما كانت إلاّّ ، عن رأيي وما وجدتها في كتاب الله ولا كانت عهداً عهده إلي رسول الله ، ( تاريخ الطبري ج:2 ص:237 ).
- وقال في البدء والتاريخ : فقام عمر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس إني كنت قلت لكم بالأمس مقالة ما وجدتها في كتاب الله ولا كانت عهداً عهده إلي رسول الله ، ( البدء والتاريخ ج:5 ص:66 ).
أي مقالة كنت زورتها وكذبت على الأمة بها يا سيدنا عمر ؟! هل هي مقولتك كفانا كتاب الله عند طلب النبي (ص) لكي يكتب الكتاب ؟ أم أنك تقصد التمثيلية التي اخترعتها ، عن عدم موت النبي (ص) ؟ ولماذا كذبت ياترى عليهم من أجل الخلافة يا إبن الخطاب وهل الخلافة عندك بهذا المستوى حتى تختلق وتزور لاجلها الله : يا دنيا والله : يا كرسي تستحق كل هذا من عمر !!!؟؟؟!!! ، النقطة الأخرى في البحث.
المخالف : وماهي النقطة الأخرى وهل أيضاً مهمة لكي تذكر ؟.
الموالي : أترك الحكم في أهميتها للقارئ الكريأوليس لي.
والنقطة هي : لماذا تم الاستعجال في اتخاذ القرار بالبيعة لأبي بكر ولم يكملوا النقاش وطرح الافكار وتداولها هل هل طرح أحد قول ما خوف الجماعة لا أعلأولكن أنقل لكم الخوف الذي حصل عند عمر بن الخطاب الراعي الرسمي لهذه القضية :
- قال : في البداية والنهاية : قال : فكثر اللغط وإرتفعت الأصوات حتى خشينا الإختلاف فقلت : إبسط يدك يا أبابكر فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون ثم بايعه الأنصار ونزونا على سعد بن عبادة فقال قائل منهم : قتلتم سعداً فقلت : قتل الله سعداً قال عمر أما والله ما وجدنا فيما حضرنا إمرأ هو أرفق من مبايعة أبي بكر خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يحدثوا بعدنا بيعة فأما نبايعهم على مالاً نرضى وأما إن نخالفهم فيكون فساد ، ( البداية والنهاية ج:5 ص:246 ).
- وقال في الكامل في التاريخ : فلما قضى أبوبكر كلامه قام منهم رجل فقال : أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير وإرتفعت الأصوات وكثر اللغط فلما خفت الإختلاف قلت : لأبي بكر إبسط يدك أبايعك فبسط يده فبايعته وبايعه الناس ثم نزونا على سعد بن عبادة فقال قائلهم قتلتم سعداً فقلت : قتل الله سعداً وأنا والله ما وجدنا إمرأ هو أقوى من بيعة أبي بكر خشيت إن فارقت القوم ولم تكن بيعة أن يحدثوا بعدنا بيعة فإما إن نتابعهم على ما لا نرضى به وأما إن نخالفهم فيكون فساداً ، ( الكامل في التاريخ ج:2 ص:191 ).
- وقال في تاريخ الطبري : فلما قضى أبوبكر كلامه قام منهم رجل فقال : أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش ، قال : فإرتفعت الأصوات وكثر اللغط فلما أشفقت الإختلاف قلت : لأبي بكر إبسط يدك أبايعك فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون وبايعه الأنصار ثم نزونا على سعد حتى قال : قائلهم قتلتم سعد بن عبادة فقلت : قتل الله سعداً وأنا والله ما وجدنا إمرأ هو أقوى من مبايعة أبي بكر خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يحدثوا بعدنا بيعة فإما إن نتابعهم على ما نرضى أو نخالفهم فيكون فساد ، ( تاريخ الطبري ج:2 ص:235 ).
- وقال في تاريخ الخلفاء : فقال قائل من الأنصار أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش وكثر اللغط وإرتفعت الأصوات حتى خشيت الإختلاف فقلت : إبسط يدك يا أبابكر فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون ثم بايعه الأنصار أما والله ما وجدنا فيما حضرنا إمرأ هو أوفق من مبايعة أبي بكر خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يحدثوا بعدنا بيعة فإما إن نبايعهم على ما لا نرضى وأما إن نخلفهم فيكون فيه فساد ، ( تاريخ الخلفاء ج:1 ص:68 ).
- وقال في تاريخ مدينة دمشق : فلما قضى أبوبكر مقالته قال : قائل من الأنصار أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش ، قال عمر فكثر اللغط وإرتفعت الأصوات حتى أشفقت الإختلاف قلت إبسط يدك يا أبابكر فبسط أبوبكر يده فبايعته وبايعه المهاجرون والأنصار فنزونا على سعد بن عبادة فقال قائل من الأنصار قتلتم سعداً قال عمر : فقلت : وأنا مغضب قتل الله سعداً فإنه صاحب فتنة وشر وأنا والله ما رأينا فيما حضر من أمرنا أمر أقوى من بيعة أبي بكر خشينا أن فارقنا القوم قبل أن تكون بيعة أن يحدثوا بعدنا بيعة فأما إن نبايعهم على ما لا نرضى وأما إن نخالفهم فيكون فساداً فلا يغترن إمرؤ أن يقول : إن بيعة أبابكر كانت فلتة فتمت فقد كانت فلتة ولكن الله ، وقال : شرها ألا وإنه ليس فيكم اليوم مثل أبي بكر ، ( تاريخ مدينة دمشق ج:30 ص:283 ).
- وقال أيضاً : فقام الحباب بن المنذر السلمي فقال : أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش إن شئتم أعدنا الحرب جذعة فإرتفعت الأصوات وكثر اللغط حتى خشيت الإختلاف فقلت : يا أبابكر إبسط يدك فبسطها فبايعته وبايعه أبا عبيدة بن الجراح وبايعه المهاجرون ثم بايعه الأنصار ونزونا على سعد فقال قائل الأنصار قتلتم سعداً فقلت : قتل الله سعداً أنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمرنا أقوى من مبايعة أبي بكر خفنا إن فارقنا القوم أن يحدثوا بعدنا بيعة فإما بايعناهم على ما نكره أو نخالفهم فيكون فساداً ولا نعرف إمرأ أن يقول : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة إلاّّ أنها كانت فلتة ولكن الله ، وقال : شرها ، ( تاريخ مدينة دمشق ج:30 ص:285 ).
ملاحظـة : انتبهوا للأخطاء حتى بايعه المهاجرون والأنصار فإنه لا يوجد أحد من الأنصار إلاّّ عمر وأبن الجراح ويحتمل سالم فمن أين أتى بهم الطبري وغيره وأما الأنصار فسوف يتبين لك موقفهم ، أقول جميل جداً ياعمر : إنك خفت الفتنة وتعجلت الأمر.
- وصدقت سيدتي ومولاتي الزهراء (ع) حيث تقول روحي لها الفداء ، فلما إختار الله : لنبيه (ص) دار أنبيائه ، ومحل أصفيائه ، ظهرت حسيكة النفاق ، وانسمل جلباب الدين ، وأخلق عهده ، وانتقض عقده ، ونطق كاظم ، ونبغ خامل ، وهدر فنيق الباطل : يخطر في عرصاتكم ، وإطلع الشيطان رأسه من مغرزه ، صارخاً بكم ، فألفاكم لدعوته مصيخين ( أو مستجيبين ) وللغرة ملاحظين ، واستنهضكم فوجدكم خفافا ، وأحمشكم فألفكم غضابا ، فخطمتم ( فوستم ) غير ابلكم ، وأوردتموها غير شربكم ، بدارا زعمتم خوف الفتنة ( إلاّ في الفتنة سقطوا وأن جهنم لمحيطة بالكافرين ) - ( التوبة / 49 ) ، هذا مقطع من خطبة الزهراء كما نقلها ( إبن الأثير في منال الطالب في شرح طوال الغرائب لإبن الأثير ص501الى ص507 نقلاً ، عن كتاب محنة فاطمة للشيخ عبدالله الناصر ).
إذا استعجل عمر خوف الفتنة وعقب بقوله خفت أن يعقدوا بيعة وماذا فيها يا عمر بايعهم يقول : لا لأننا لا نقبل بتلك البيعة التي سوف يعقدوها بغض النظر ، عن من هو الذي سوف تعقد إليه البيعة ، عمر لا يقبل بهذه البيعة !! لا أعرف لماذا لا يقبل !! ، أليس الهم الذي شغل قلب عمر هو إختيار قيادة للأمة ياعمر !! ، فلماذا لا تقبل بالقائد الذي تختاره الأمة أو من يمثلها في الأمر سر وإحساس خطير على عمر ومن عمر إذاً المسالة ليست شورى واختيار وإنما هو فرض على الأمة أمر لا تريده !!.
المخالف : وما هو الأمر الذي خوف عمر ؟.
الموالي : سوف نعود لأقوال الأنصار التي خوفت عمر لعلنا نجد بصيص أمل في المعرفة لذلك الأمر المخوف والذي هز كيان عمر وأرعبه لعله الدعوة لمنافس أقوى من أبي بكر وغيره ومن قريش التي دعا إليها أبوبكر فتكون الحجة قوية وملزمة لعمر ولغيره.
- قال : في الكامل في التاريخ : ثم قال أبوبكر قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين عمر وأبا عبيدة أمين هذه الأمة فقال عمر أيكم يطيب نفساً أن يخلف قدمين قدمهما النبي فبايعه عمر وبايعه الناس فقالت الأنصار أو بعض الأنصار لا نبايع إلاّّ علياً قال : وتخلف علي وبنو هاشم والزبير وطلحة ، عن البيعة وقال : الزبير لا أغمد سيفاً حتى يبايع علي ، فقال عمر خذوا سيفه وإضربوا به الحجر ثم أتاهم عمر فأخذهم للبيعة ، ( الكامل في التاريخ ج:2 ص:189 ).
- وقال : الطبري في تاريخه : ثم قال أبوبكر إني قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين عمر أو أبا عبيدة إن النبي جاءه قوم فقالوا إبعث معنا أميناً فقال : لأبعثن معكم أميناً حق أمين فبعث معهم أبا عبيدة بن الجراح وأنا أرضى لكم أبا عبيدة فقام عمر فقال : أيكم تطيب نفسه أن يخلف قدمين قدمهما النبي فبايعه عمر وبايعه الناس فقالت الأنصار أو بعض الأنصار لا نبايع إلاّّ علياً ، حدثنا : إبن حميد قال : ، حدثنا : جرير ، عن مغيرة ، عن زياد بن كليب قال : أتى عمر بن الخطاب منزل علي وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين فقال : والله لأحرقن عليكم أو لتخرجن إلى البيعة فخرج عليه الزبير مصلتا السيف فعثر فسقط السيف من يده فوثبوا عليه فأخذوه ، ( تاريخ الطبري ج:2 ص:233 ).
- وقال في تاريخ اليعقوبي : ثم نادى أبو عبيدة يا معشر الأنصار إنكم كنتم أول من نصر فلا تكونوا أول من غير وبدل وقام عبد الرحمن بن عوف فتكلم فقال : يا معشر الأنصار إنكم وإن كنتم على فضل فليس فيكم مثل أبي بكر وعمر وعلي وقام المنذر بن أرقم فقال : ما ندفع فضل من ذكرت وإن فيهم لرجلاً لوطلب هذا الأمر لم ينازعه فيه أحد يعني علي بن أبي طالب ، ( تاريخ اليعقوبي ج:2 ص:123 ).
- وقال أيضاً : وجاء البراء بن عازب فضرب الباب على بني هاشم وقال : يا معشر بني هاشم بويع أبوبكر فقال بعضهم ما كان المسلمون يحدثون حدثاً نغيب عنه ونحن أولى بمحمد ، فقال العباس فعلوها ورب الكعبة وكان المهاجرون والأنصار لا يشكون في علي : فلما خرجوا من الدار قام الفضل بن العباس وكان لسان قريش فقال : يا معشر قريش إنه ما حقت لكم الخلافة بالتمويه ونحن أهلها دونكم وصاحبنا أولى بها منكم وقام عتبة بن أبي لهب فقال : ما كنت أحسب أن الأمر منصرف ، عن هاشم ثم منها ، عن أبي الحسن ، عن أول الناس إيماناً وسابقة وأعلم الناس بالقرآن والسنن وآخر الناس عهداً بالنبي ومن جبريل عون له في الغسل والكفن من فيه ما فيهم لا يمترون به وليس في القوم ما فيه من الحسن فبعث إليه علي فنهاه ( تاريخ اليعقوبي ج:2 ص:124 ).
عرفتم الأن أي عنصر دخل وغير الموازين ؟؟ إنها الدعوة لمبايعة علي بن أبي طالب (ع) وحيث أن كل الشروط متوفرة فيه فلا مجاللهم لرفضه والوقوف في وجهه فاستعجل عمر الأمر وقرر إنهاء القضية والبيعة لأبي بكر بن أبي قحافة. هذه هي الشورى ياقوم !! صراخ وتهديد بالقتل وتهديد وتوعيد !! فهل هذه هي الشورى المطلوبة لاختيار الخليفة وهل كانت ضمن المقاييس الشرعية ؟ لا أجد جواباًً ، ولكن عمر بن الخطاب لديه الجواب.
المخالف : وما هو جواب عمر؟.
الموالي : إليك جواب عمر كما نقله وبينه التاريخ.
- قال : في البدء والتاريخ : وقال : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرها فمن عاد إلى مثلها من غير مشورة فأقتلوه ، ( البدء والتاريخ ج:5 ص:190 ).
- وقال في البداية والنهاية : وقد بلغني أن قائلاً منكم يقول لو قد مات عمر بايعت فلاناً فلا يغترن امروء أن يقول : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة فتمت ألا وإنها كانت كذلك إلاّّ إن الله وقى شرها ( البداية والنهاية ج:5 ص:245 ).
- وقال في الكامل في التاريخ : إنه بلغني أن قائلاً منكم يقول لو مات أمير المؤمنين بايعت فلاناً فلا يغرن إمرءاً أن يقول : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة فقد كانت كذلك ولك الله وقى شرها ( الكامل في التاريخ ج:2 ص:190 ).
- وقال : الطبري في تاريخه : ثم إنه بلغني أن قائلاً منكم يقول لو قد مات أمير المؤمنين بايعت فلاناً فلا يغرن إمرأ أن يقول : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة فقد كانت كذلك غير أن الله وقى شرها ( تاريخ الطبري ج:2 ص:235 ).
- وقال في تاريخ دمشق : ثم إنه بلغني أن فلاناً منكم يقول : والله لو قد مات عمر لقد بايعت فلاناً فلا يغترن إمرؤ أن يقول : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة فتمت فإنها قد كانت كذلك ألا وإن الله عز وجل وقا شرها ( تاريخ مدينة دمشق ج:30 ص:281 ).
- وقال أيضاً : فنزونا على سعد بن عبادة فقال قائل من الأنصار قتلتم سعداً قال عمر : فقلت : وأنا مغضب قتل الله سعداً فإنه صاحب فتنة وشر وأنا والله ما رأينا فيما حضر من أمرنا أمر أقوى من بيعة أبي بكر خشينا أن فارقنا القوم قبل أن تكون بيعة أن يحدثوا بعدنا بيعة فأما إن نبايعهم على ما لا نرضى وأما إن نخالفهم فيكون فساداً فلا يغترن إمرؤ أن يقول : إن بيعة أبابكر كانت فلتة فتمت فقد كانت فلتة ولكن الله ، وقال : شرها ( تاريخ مدينة دمشق ج:30 ص:283 ).
- وقال : الزمخشري في الفائق : فلت خطب (ر) الناس فقال : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرها إنه لا بيعة إلاّّ ، عن مشورة وأيما رجل بايع من غير مشورة فإنه لا يؤمر واحد منهما تغرة أن يقتلا ( الفائق للزمخشري ج:3 ص:139 ).
نعم هذا هو جواب عمر !! ، جوزها لأبي بكر ونهى الناس عنها لماذا ياعمر لا أجد جواباً؟! بقي الكلام أخوتي وأخواتي في النقطة الأخيرة هل أحد من الخلفاء يعتقد بان الشورى هي مبدء شرعي لاختيار الخليفة إعتقد لا لأن الخليفة الأول عين عمر بعد وفاته فلــوكان يعتقد بأنها شورى فيكون قد خالف الدليل الشرعي بالتنصيص والتعيين لمن بعده فتبين لي بذلك أن الخليفه طبق الإثنين الشورى والتنصيص فإذا هو إجتهاد من الخليفة يختار الأسلوب الأمثل في إختيار الخليفة وأما عمر فإنه استلم الخلافة من أبي بكر بالنص، فإذا كان يعتقد بأنها شورى لماذا استلم الخلافة منه وهو يعلم بأن هذا الأمر مخالف للشريعة المقدسة وقد ثبت ، عن عمر : إنه قال : إن إستخلف فقد إستخلف من هو خير مني يعني أبابكر وإن أترك فقد ترك من هو خير مني يعني رسول الله ، واليك نقولات الأعلام :
- ففي البداية والنهاية : ثبت في الصحيحين من حديث هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن إبن عمر : إن عمر بن الخطاب لما طعن قيل له إلاّ تستخلف يا أمير المؤمنين فقال : إن إستخلف فقد إستخلف من هو خير مني يعني أبابكر وإن أترك فقد ترك من هو خير مني يعني رسول الله ، قال إبن عمر فعرفت حين ذكر رسول الله أنه غير مستخلف وقال سفيان الثوري ، عن عمرو بن قيس ، عن عمرو بن سفيان قال : لما ظهر علي على الناس ، قال : يا أيها الناس أن رسول الله لم يعهد إلينا في هذه الإمارة شيئاً حتى رأينا من الرأي أن يستخلف أبابكر فأقام واستقام حتى مضى لسبيله ثم إن أبابكر رأى من الرأي أن يستخلف عمر فأقام واستقام حتى مضى لسبيله أو قال : حتى ضرب ، ( البداية والنهاية ج:5 ص:250 ).
- وفي تاريخ دمشق: ، أخبرنا : أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم ثم أخبرنا : أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن أناسهل بن بشر قالا أنا : أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن الطفال أنا :القاضي أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله نا : أبو أحمد محمد بن عبدوس بن كامل نا : محمد بن الصباح الجرجاني ناعبد العزيز بن محمد الدراوردي ، عن عمر مولى غفرة ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن إبن عمر قال : قال عمر لأصحاب الشورى لله درهم إن ولوها الأصلع كيف يحملهم على الحق وإن حملا على عنقه بالسيف قال : فقلت أتعلم ذلك منه ولا توله ، فقال : إن أستخلف فقد إستخلف من هو خير مني وإن أترك فقد ترك من هو خير مني (ص) ( تاريخ مدينة دمشق ج:42 ص:428 ).
- وفي مقتل الشهيد عثمان : وروى سيف بن عمر (ر) ، عن عبد الملك بن جريح ، عن نافع ، عن بن عمر (ر) قال : قلت لعمر إستخلف ما تقول لربك إذا قدمت عليه وقد تركت أمة محمد (ص) : لا راعي لها ، فقال : إن أستخلف فقد إستخلف من هو خير مني وأن أترك فقد ترك من هو خير مني فقلت أرئيت لو أن راعيك أتاك وترك غنمك ما كنت قائلاً له فعند ذلك جعلها شورى وعند ذلك قال : إني لأعلم أنهم لا يعدلون بهذين الرجلين ( مقتل الشهيد عثمان ج:1 ص:28 ).
- وقال في الطبقات الكبرى : قال : ، أخبرنا : عارم بن الفضل قال : ، أخبرنا : حماد بن زيد قال : ، أخبرنا : أيوب ، عن عبد الله بن أبي مليكة أن بن عمر قال : لعمر بن الخطاب لو إستخلفت قال : من قال : تجتهد فإنك لست لهم برب تجتهد أرئيت لو أنك بعثت إلى قيم أرضك ألم تكن تحب أن يستخلف مكانه حتى يرجع إلى الأرض قال : بلى ، قال : أرئيت لو بعثت إلى راعي غنمك ألم تكن تحب أن يستخلف رجلاً حتى يرجع قال حماد فسمعت رجلاً يحدث أيوب أنه قال : إن أستخلف فقد إستخلف من هو خير مني وإن أترك فقد ترك من هو خير مني فلما عرض بهذا ظننت أنه ليس بمستخلف ( الطبقات الكبرى ج:3 ص:343 ).
- وقال في سير أعلام النبلاء : ، أخبرنا : علي بن محمد الحافظ وإسماعيل بن مكتوم وعيسى بن أبي محمد وأحمد بن أبي طالب وأبو العز بن عساكر قالوا : ، أخبرنا : عبد الله بن عمر أخبرنا : أبو الوقت أخبرنا : الداوودي أخبرنا : إبن حمويه أخبرنا : إبراهيم بن خزيم ، حدثنا : عبد بن حميد ، حدثنا : محمد بن بشر ، عن هشام إبن عروة ، عن أبيه ، عن إبن عمر قال : قيل لعمر إلاّ تستخلف قال : إن أترك فقد ترك من هو خير مني رسول الله (ص) وإن أستخلف فقد أستخلف من هو خير مني أبوبكر (ر) متفق عليه من حديث هشام ( سير أعلام النبلاء ج:9 ص:267 ).
- وقال في الكامل في التاريخ : أما لقد جهدت نفسي وحرمت أهلي وإن نجوت كفافا لا وزر ولا أجراً إني لسعيد أنظر فإن إستخلف فقد إستخلف من هو خير مني وإن أترك فقد ترك من هو خير مني ولن يضيع الله دينه ( الكامل في التاريخ ج:2 ص:459 ).
- وقال : الطبري في تاريخه : وأنظر فإن إستخلفت فقد إستخلف من هو خير مني وإن أترك فقد ترك من هو خير مني ولن يضيع الله دينه ( تاريخ الطبري ج:2 ص:580 ).
إذاً تبين لكم أعزائي بأن الخليفة عمر لا يقول بالشورى ولا بالنص وهو المنظر للشورى ، فمن أين لكم بدليل الشورى وقد وضح لكم موقف عمر بن الخطاب جلياً واضحاً ؟؟ ، بل أقول بأن عمر كان يريد أن يعين ولكنه لم يجد الرجل الكفؤ ، ومن هنا قال : هذه الكلمات الطيبه لو كان سالم حياًً ما تخالجني فيه شك ، وإليكم هذه الأقوال من التاريخ :
- فقد ذكر في تاويل مختلف الحديث : فذكر سالماً فقال : لو كان حياً ما تخالجني فيه الشك وذكر الجارود العبدي فقال : لو كان أعيمش بني عبد القيس حياً لقدمته ( تأويل مختلف الحديث ج:1 ص:123 ).
المخالف : قد يقول لكم قائل أراد أن يقدمه للصلاة وليس للقيادة والخلافة ؟.
الموالي : نعم ولقد دافع بعضهم بهذا الدفاع وإليك أقوالهم.
- وقال في تاويل مختلف الحديث : قال عمر (ر) عند وفاته لو كان سالم حياً ما تخالجني فيه الشك يريد لقدمته للصلاة بالناس إلى أن يتفق أصحاب الشورى على تقديم رجل منهم ثم قدم صهيبا ( تأويل مختلف الحديث ج:1 ص:306 ).
- واضاف أيضاً : ثم رويتم ، عن عمر (ر) : أنه قال : عند موته لو كان سالم مولى أبي حذيفة حياً ما تخالجني فيه الشك وسالم ليس مولى لأبي حذيفة وإنما هو مولى لإمرأة من الأنصار وهي إعتقته وربته ونسب إلى أبي حذيفة بحلف فجعلتم الإمامة تصلح لموالي الأنصار ولو كان مولى لقريش لأمكن أن تحتجوا بأن مولى القوم منهم ومن أنفسهم ، قالوا : وهذا تناقض وإختلاف قال أبو محمد ونحن نقول إنه ليس في هذا القول تناقض وإنما كان يكون تناقضا لو قال عمر : لو كان سالم حياً ما تخالجني الشك في توليته عليكم أوفي تأميره فأما قوله : ما تخالجني الشك فيه فقد يحتمل غير ما ذهبوا إليه وكيف يظن بعمر (ر) : أنه يقف في خيار المهاجرين والذين شهد لهم رسول الله (ص) بالجنة فلا يختار منهم ويجعل الأمر ( تأويل مختلف الحديث ج:1 ص:122 ).
ولكن هذا الدفاع لا يصمد إمام النقاش لمخالفته للصريح من قول عمر فإنه قد نصّ على الإمارة وليس الصلاة ، وهذه أقواله في حق سالم وأبي عبيدة :
- ففي الطبقات الكبرى : ثم قال : لو أدركني أحد رجلين فجعلت هذا الأمر إليه لوثقت به سالم مولى أبي حذيفة وأبي عبيدة بن الجراح قال : ، أخبرنا : وكيع بن الجراح ، عن الأعمش ، عن إبراهيم قال : قال عمر : من أستخلف لو كان أبو عبيدة بن الجراح فقال له رجل يا أمير المؤمنين فأين أنت من عبد الله بن عمر فقال : قاتلك الله والله ما أردت الله بهذا أستخلف رجلاً ليس يحسن يطلق إمرأته ، ( الطبقات الكبرى ج:3 ص:343 ).
- وقال في تهذيب الأسماء : وكان عمر بن الخطاب (ر) يثني عليه كثيراً حتى قال : حين أوصى قبل وفاته لو كان سالم حياً ما جعلته شورى قال أبو عمر بن عبد البر رحمه اللهمعناه أنه كان يصدر ، عن رأيه فيمن ينجز له تولية الخلافة ( تهذيب الأسماء ج:1 ص:202 ).
- وقال في البداية والنهاية : وروى ، عن عمر : إنه قال : لما إحتضر لو كان سالم حياً لما جعلتها شورى قال أبو عمر بن عبد البر معناه أنه كان يصدر ، عن رأيه فيمن ( البداية والنهاية ج:6 ص:336 ).
- وقال في الوافي بالوفيات : وروي ، عن عمر : إنه قال : لو كان سالم حياً ما جعلتها شورى وذلك بعد أن طعن ( الوافي بالوفيات ج:15 ص:58 ).
- وقال في المعين في طبقات المحدثين : وقال : صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد وراشد بن سعد وغيرهما قالوا : لما بلغ عمر سرغ وحدث أن بالشام الوباء فقال : إن أدركني أجلي وأبو عبيدة حي أستخلفته ( المعين في طبقات المحدثين ج:1 ص:18 ).
وعلى هذا أكون قد وصلت لنهاية البحث فأرجوا المسامحة من الكل وأرجومن الله القبول والتوفيق ومن أهل البيت الرعاية والشفاعة.
إنتهيت في تاريخ 21-7-2004 م الموافق 4-6-1425هجري مع تحيات أبو حسام خليفه الكلباني العماني
|