>/ حوار هادئ بين موالي ومخالف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين وبالخصوص مولأنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وكرم الله وجهه. من الأسئلة المثارة في الساحة الإسلامية مسألة الأفضلية لمن من بعد الرسول الأكرم (ص) ، وعلى هذا قررت أن أقدم هذا البحث للجواب على السؤال لنعرف من هو الأفضل من بعد الرسول (ص) ؟.
المخالف : لماذا تقولون بالنص على الإمامة وهل هذه فكرة إسلامية أم دخيلة من الديانات الأخرى ؟.
الموالي : قبل أن أجاوب ، عن السؤال فلابد من أن يتقدمه مجموعة أسئلة لكي نمهد للموضوع المراد طرحه حول الإمامة.
المخالف : ما هي النظريات والآراء المطروحة في الأمة أوبين فرق المسلمين حول إختيار الإمام أو الخليفة بعد النبي (ص) أو بعد الإمام الذي قبله ؟.
الموالي : حسب علمي الناقص إعتقد أن هناك ثلاث نظريات وهى :
الأولى : الأفضلية أي إختيار أفضل أبناء الأمة من جميع الصفات فلا يتقدم الناقص على الأكمل منه وفاقد صفات التكامل على ذي الصفات. الثانية : نظرية الشورى فمن وقع عليه الإختيار فهو الإمام أو الخليفة حتى ولو كان من الجهال والجبناًء بل وصلت المسألة لأكثر من ذلك. الثالثة : النص من النبي (ص) أو من الإمام الذي قبله عليه فليس للأمة دخل في الموضوع وإنما الأمر يعود للمشرع فهوالذي يعيّن من يريد من أفراد الأمة الإسلامية.
المخالف : وأي النظريات الثلاث المختارة يا ترى ؟.
الموالي : أما نظرية الأفضلية فهي نظرية صحيحة وتوافق العقل والمنطق والتشريع لأن أساس نظرية القول بالنص تقول بأفضلية الإمام على غيره من البشر المتواجدين في زمانه ولكن تصادفها عقبة واحدة أو أشكال واحد ومحصله أن هذا الكلام جميل جداًً ولكن كيف يمكن لنا أن نعرف من هو الأفضل؟ لأن الكثير من الصفات لا يمكن التوصل إليها ومعرفتها فلعلنا نختار منافق ونسلمه مقال :يد الأمة الإسلامية وكما تعرفون بأن النفاق أمر خفي جداًً لا يتسنى للبشر أن يعرفوا كل المنافقين ولذلك يقول : سبحانه وتعالى : ( وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم ) - ( التوبة / 101 ) ، فهذا الخطاب للنبي (ص) فكيف بنا نحن وأنالنا ذلك أي معرفة الصالح من الطالح ولكن لو أرجعنا الأمر للشارع المقدس لبين لنا من هو الأفضل من أبناء الأمة.
- ولكن لو أردنا أن نتبنى هذا الرأي فمن هو الشخص الذي يكون مؤهلاً لمنصب الخليفة ؟ ما هي الصفات التي سوف تبحثها لتثبت بها من هو الأفضل ؟ فسوف نبحث في الصفات التالية :
1 - السبق إلى الإسلام. 2 - الإيمان. 3 - الجهاد. 4 - العلم. 5 - النسب.
السبق إلى الإسلام
المخالف : من هو السابق إلى فضيلة الإسلام من المسلمين ؟.
الموالي : أولاًًً : أتوقع أنه لا خلاف في أن الإمام علي بن أبي طالب (ع) هو الأسبق ولنبحث في الأخبار :
- قال (ص) أولكم وأرد – وروداً – علي الحوض أولكم إسلاماً علي بن أبي طالب ، المصادر ( نقلاً ، عن الغدير ج3 ص 220 و ج2 ص 314. أخرجه الحاكم في المستدرك ج 3 ص 136 وصححه ، والخطيب البغدادي في تاريخه ج 2 ص 81 ويوجد في الإستيعاب ج 2 ص 457 وشرح أبن أبي الحديد ج 3 ص 258 ).
- وفي لفظ آخر : أول هذه الأمة وروداً علي الحوض أولها إسلاماً علي بن أبي طالب ، المصدر ( السيرة الحلبية ج1 ص 285 وسيرة زيني دحلأن ج1 ص 188 وهامش الحلبية ).
- وقال (ص) : لفاطمة (ع) : زوجتك خير أمتي أعلمهم علماً وأفضلهم حلماً ً وأولهم سلماًً ، المصدر ( أخرجه الخطيب في المتفق والسيوطي في جامع الجوامع ج 6 ص 398 ).
- وقال (ص) : أيضاًً لفاطمة (ع) : أنه لأول أصحابي إسلاماً ، أو أقدم أمتي سلماًً ، وأكثرهم علماً ، وأعظمهم حلماًً ، المصدر ( مسند أحمد ج5 ص26 والاستيعاب ج3 ص 36 والرياض النضرة ج 2 ص 194 ، ومجمع الزوائد ج 9 ص 101 و 114 بطريقيين صحح أحدهما ووثق رجال الأخر والمرقاة في شرح المشكاة ج 5 ص 569 وكنز العمال ج6 ص 153 والسيرة الحلبية ج 1 ص 285 وسيرة زيني دحلأن ج 1 ص 188 هامش الحلبية ).
- وقال : الأمام علي (ع) : أنا عبد الله ، وأخو رسول الله وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلاّ كاذب مفتري ، ولقد صليت مع رسول الله قبل الناس بسبع سنين ، وأنا أول من صلى معه ، المصدر ( أخرجه إبن أبي شيبه بسند صحيح والنسائي في الخصائص ص 3 بسند رجاله ثقات.وأبن أبي عاصم في السنة والحاكم في المستدرك ج3 ص 112 وصححه وأبو نعيم في المعرفة ،وأبن ماجه في سننه ج1 ص 57 بسند صحيح والطبري في تاريخه ج2 ص 213 بإسناد صحيح والعقيلي والخلعي وأبن الأثير في الكامل ج2 ص 22 وأبن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج3 ص 257 ومحب الدين الطبري في الذخائر ص 60 والرياض ج 2 ص 155 و158 و 167 والحموميني في الفرائد في الباب التاسع والأربعون والسيوطي في الجمع كما في ترتيبه ج 6 ص 394 وفي طبقات الشعراني ج 2 ص 55 ).
- قال علي (ر) : أنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلاّ كاذب. وعن معاذة قالت : سمعت علياً وهو يخطب على منبر البصرة يقول : أنا الصديق الأكبر آمنت قبل أن يؤمن أبوبكر وأسلمت قبل أن يسلم أبوبكر ، المصدر ( أخرجه أبن قتيبة في المعارف ص 73 وأبن أيوب والعقيلي ومحب الدين الطبري في الذخائر ص 58 والرياض ج 2 ص 155 و 157 وذكره أبن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج 3 ص 251 و 257 والسيوطي في جمع الجوامع كما في ترتيبه ).
ثانياًً : لقد صرحت بعض الأخبار بأن الإمام رجل بالغ منها : قال الإمام علي (ع) : أنا أول رجل أسلم مع النبي (ص) أخرجه أبو داود بإسناده الصحيح كما في ، المصدر ( شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 3 ص 258 ) ، وعن خباب بن الأرت قال : رأيت علياً يصلي قبل الناس مع النبي (ص) وهو يومئذ بالغ.
المخالف : لكن من المعروف أن علياً هو أول من أسلم من الصبيان وأبوبكر من الرجال وزيد من العبيد وخديجة من النساء ؟.
الموالي : على العموم لا خلاف بين الأمة في أن أول من أسلم هو علي بن أبي طالب ولكن حصل أمر آخر فبعد أن أغلقت الطرق والمنافذ على مبغضي الأمير (ع) فلم يستطيعوا أن يصرفوا هذه المنقبة من الأمام علي (ع) إلى غيره فأخترعوا تقسيم جديد لم يسمع به من قبل على الإطلاق فقالوا نعم علي هو أول من أسلم من الصبيان وأبوبكر من الرجال وزيد من الغلمان وخديجة من النساء.
المخالف : أليس هذا هو الصحيح ولقد تعلمناه ونحن صغار ؟.
الموالي : أقول لا غير صحيح من جميع الجهات :
أولاًًً : هذا التقسيم غير شرعي أي أنه لا أصل له في الشريعة المقدسة ولم يرد به أي دليل من الكتاب أو السنة وإنما هوأمر مبتدع.
ثانياً : علي بن أبي طالب أسلم بدعوة من النبي (ص) فلو كان غير مكلف لما دعاه النبي (ص) للإسلاأولأجل هذا لم يثبت أن دعاء النبي ( ص) أي صبي على الإطلاق فكيف خص علي (ع ) من دونهم ألا إن يثبت أنه مكلف شرعاًً ومن هنا نجد أن النبي (ص) قد أعطى الإمام علي (ع) مسئولية كبرى في نفس الفترة الزمنية تقريباً ، وذلك عند نزول قوله سبحانه وتعالى : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) فقد دعاء النبي (ص) قرابته وكانوا قريب من أربعين رجلاًً. وبعد كلاأبينه وبينهم ، قال لهم يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شاباًً في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به ، جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه ، فأيكم يؤازرني على أمري هذا على أن يكون أخي ووصي وخليفتي فيكم ؟ فأحجم القوم عنها غير علي (ع) وكان أصغرهم إذ قام ، فقال : أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه ، فأخذ رسول الله (ص) برقبته ، وقال : إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فإسمعوا له وأطيعوا ، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لإبنك وتطيع.
ثالثاً : لو تأملنا هذه القضية وعلمنا بأن وقتها كان في بداية الدعوة وقبل أن يعلن النبي (ص) بالدعوة وإنما كانت في أولية وقتها فنتساءل كيف جاز له (ص) أي يعطي طفل لم يكلف بعد هذه المسئولية العظيمة ونرى بأن المجتمعين لم ينبهوا النبي (ص) إلى أن علياً ما زال طفلا غير صالح وهذا رد واضح وصريح على من أدعى طفولة الإمام (ع) عند الدعوة وأما المصادر لهذه الواقعة فكثيرة نأخذ بعضاًً منها : ( تاريخ الطبري ج 2 ص 319 – 321 ط المعارف بمصر ، والكامل في التاريخ لإبن الأثير ج 2 ص 62 و 63 ط دار صادر بيروت والسيرة الحلبية للحلبي الشافعي ج 1 ص 311 البهية بمصر وشواهد التنزيل للحسكاني ج 1 ص 371 حديث514و 580 ط بيروت وشرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 13 ص 210 و 244 وصححه ، ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل وكنز العمال ج 15 ص 115 حديث 334 ط 2 بحيدر أباد وتاريخ دمشق لإبن عساكر ترجمة الإمام علي ج 1 ص 85 ح 139 و 140 و 141 ط بيروت وتفسير الخازن ج 3 ص 371 و 390 ط مصر وكفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 205 ط الحيدرية وخصائص أمير المؤمنين للنسائي ص 30 ط بيروت ومسند أحمد ج2 ).
- وفي نهج البلاغه صرح بان الإمام من ابناء أربع عشرة سنة قائم يصلي مع النبي (ص) ليلاًً ونهاراًً وقريش يومئذ تسافه رسول الله (ص) ما يذب عنه إلاّ علي ، المصدر ( شرح نهج البلاغة لإبن الحديد ج3 ص 260 ).
وهناك روايات كثيرة ، عن عمره (ع) حيث أسلم وهو كبير ذكرها أبن عساكر في موسعته القيمة ، المصدر ( تاريخ إبن عساكر ترجمة الإمام علي (ع) ).
رابعاًً : نجد بأن النبي (ص) يصرح في أكثر من موقع وبروايات صحيحة بأن علي هو أول المسلمين منها ما مر عليك : كقوله (ص) أولكم وروداً على الحوض أولكم أسلاماً علي بن أبي طالب (ع) وقد تقدم توثيقه. وأنت ترى هذا الخطاب خطاب من النبي (ص) موجه للصحابة بأجمعهم من صغير وكبير ولم يكن موجه للأطفال والصغار فالنبي (ص) يخاطب الكل بقوله أولكم وروداً علي الحوض أولكم إسلاماً علي بن أبي طالب وأي كلام يخالف قول النبي (ص) فهو مردود وغير مقبول على الإطلاق لأنه إجتهاد في قبال النص.
خامساً : لقد صرح النبي (ص) لعلي (ع) بالسيادة لعلي (ع) على كل المسلمين بما فيهم الصحابة ومنهم أبوبكر وعمر : إن كانوا من المسلمين فالتعميم يشملهم ، وصرح أيضاًً (ص) بإمرته (ع) على كل المؤمنين صحابة وغيرهم وهذه بعض كلماته (ص) أوحي إلىَّ في عليِّ ثلاث : ( أنه سيد المسلمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ) ، المصادر ( المعجم الصغير للطبراني ج 2 ص 88 ومناقب علي بن أبي طالب لإبن المغازلي الشافعي ص 65 ح 93 وص 104 ح 146 و 147 الفصول الأمهمة لإبن الصباغ المالكي ص 107 ومجمع الزوائد ج 9 ص 121 وأسد الغابة ج 1 ص 169 و ج 3 ص 116. والمناقب للخوارزمي ص 235 وتاريخ دمشق لإبن عساكر ترجمة الإمام علي (ع) ج 2 ص 257 ح 773 و 774 ونظم درر السمطين للزرندي ص 144 وقريب منه راجع الرياض النضرة ج 2 ص 234 ط الثانية وذخائر العقبى ص 70 ومنتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج 5 ص 34 وحلية الأولياء لإبن نعيم ج1 ص 66 وشرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 9 ص 170 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل وينابيع المودة للقندوزي ص 213 ط إسلامبول. ومطالب السؤول لإبن طلحة ج 1 ص 46 – 60 وميزان الإعتدال للذهبي ج 1 ص 64 ).
المخالف : لقد قلت بأن هذا التقسيم غير شرعي وأن الشريعة لم تأت به ولكننا وجدنا ما يدل على ذلك مثل : ما ورد في ( المستدرك للحاكم ج 3 ص 69 ). ، عن عمرو بن عبسة (ر) قال : أتيت النبي رسول الله (ص) في أول ما بعث وهو بمكة وهو حينئذ مستخفِ ، فقلت : ما إنت ؟ ، قال : أنا :نبي قلت وما النبي؟ ، قال رسول الله قلت الله أرسلك ؟ ، قال : نعم قلت : فيم أرسلك ؟ ، قال : أن تعبد الله ، وتكسر الأصنام وأن تصل الأرحام ، قلت : نعم ما أرسلك به فمن أتبعك على هذا قال : ( عبد وحر) يعني أبابكر وبلالاً... الخ؟.
الموالي : على هذا التقسيم المشار إليه فهو باطل ومن عدة جهات :
أولاًًً : النبي (ص) أكرم من أن يعرض ببلال وبغيره حيث يقول حر وعبد فليس هذا من أخلاقه أن يفرق بين الحر والعبد ، فأخلاقه أسمى من ذلك. ثانياً : هذا الكلام غريب جداًً ، عن تقسيمكم لأنكم أجمعتم على قول أول من أسلم من الرجال أبوبكر ومن الغلمان أو العبيد زيد والتقسيم هنا يذكر بلال. ثالثاً : نجد أن النبي (ص) أغفل أو نسي ذكر المرأة والصبي لأنه من المفروض أن يكونوا أربعة. رابعاًً : ثبت بالأدلة القطعية تقدم إسلام زيد على بلال وهوأمر متفق عليه. خامساً : لقد أسلم قبل عمرو بن عبسة مجموعة من الناس فعلى هذا كله ، تسقط هذه الرواية مضافاً إلى أن القائل أبوبكر وبلال هو المؤلف بتوجيه وإجتهادِ من الراوي ووجدنا هذا التوجيه يصطدم مع التاريخ والواقع مع إمكان الحصول على توجيه سالم من العيوب تقريباً حيث تفسير عبد وحر بعلي وزيد.
المخالف : قد يقال : بأن هناك بعض النقولات التاريخية تقول بأن أبابكر هو أول من أسلم ومن دون تقسيم ؟.
الموالي : هذه النقولات أوضحها لكم في التالي :
أولاًًً : لم تنسب للقرآن أو النبي (ص) حيث أن الصحيح الثابت ، عن النبي (ص) قوله أولكم إسلاماً علي بن أبي طالب فأي قول يخالف فهو مردود مردود.
ثانياً : لقد ذكر ( الطبري في تاريخه ج1 ص 450 ) ، حدثنا : إبن حميد قال : ، حدثنا : كنانة بن جبلة ، عن إبراهيم بن طهمان ، عن الحجاج بن الحجاج ، عن قتادة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن محمد بن سعد قال : قلت : لأبي أكان أبوبكر أولكم إسلاماً ؟ ، فقال : لا ولقد أسلم قبله خمسين ولكن كان أفضلنا إسلاماً ، قوله أفضلنا أسلاماً إجتهاد في قبال النص لأن النبي (ص) : يقول ، عن علي (ع) أنه سيد المسلمين ولا يمكن أن يكون سيدهم إلاّ إذا كان أفضلهم.
ثالثاً : لقد ورد في بعض المصادر المبينة لكيفية إسلام أبوبكر ما يلي : قال : يونس ، عن أبي إسحاق: ثم إن أبابكر الصديق لقي رسول الله (ص) ، فقال : أحقا ما تقول قريش يا محمد ؟ من تركك ألهتنا ، وتسفيهك عقولنا ، وتكفيرك آبائنا ؟ ، فقال رسول الله (ص) بلى أني رسول الله ونبيه ، بعثني لأبلغ رسالته وأدعوك إلى الله بالحق ، فوالله إنه للحق ، أدعوك يا أبابكر إلى الله وحده لا شريك له ، ولا تعبد غيره ، والموالاة على طاعته وقرآ عليه القرآن ، فلم يقر ولم ينكر. فأسلم وكفر بالأصنام وخلع الأنداد وأقر بحق الإسلام ورجع أبوبكر وهو مؤمن مصدق ، المصدر ( البداية والنهاية ج 3 ص 38 ) ، وشاهدنا من هذا النص التاريخي هو أن أبابكر قد علم بالأمر بعد شيوعه بين الناس وإنتشاره ( لأنه سأل النبي (ص) بقوله أحقُ ما تقول قريش ) فالخبر إذاً كان مشهوراًً ومعلناً وهذا يؤيد ما سبق بأن إسلام أبوبكر جاء بعد الدعوة السرية فيكون صحيحاًً بعد خمسين شخصاًً.
رابعاًً : المتتبع للمنقولات التاريخية يجدها ترتب الداخلين للإسلام كالأتي :
أول من أسلم : الإمام علي. وهوأمر مجمع عليه وقد ( ذكرت مصادره فيما مضى ). ثاني من أسلم : زيد بن حارثة ، المصدر ( المعجم الكبير للطبراني ومجمع الزوائد للهيثمي ج 9 ص 447 كتاب المناقب باب فضل زيد بن حارثه ). ثالث من أسلم : سعد بن أبي وقاص ، المصادر ( صحيح البخاري ج2 كتاب فضائل الصحابة باب مناقب سعد بن أبي وقاص الزهري وبنو زهرة ). رابع وخامس من أسلم هما : أبو ذر الغفاري أو عمرو بن عبسة ، المصادر ( المستدرك للحاكم المجلد الثالث كتاب معرفة الصحابة (ر) ذكر مناقب أبي ذر الغفاري وص 69 ). فلم نجد أسم لأبي بكر.
الإيمان
المخالف : ما هو الدليل على إيمان الإمام علي (ع) ؟.
الموالي : لقد ذكر مجموعة من العلماء مجموعة من الروايات في إيمان الإمام على منها :
- ما أخرجه المتقي الهندي في ، المصدر ( منتخب كنز العمال ج 6 ص 393 طبع حيدر آباد الدكن ) ، عن عبد الله بن عباس قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : كفوا ، عن ذكر علي بن أبي طالب ، فلقد رأيت رسول الله (ص) : يقول فيه : خصال لأن تكون واحدة منهن في آل الخطاب أحب إلى مما طلعت عليه الشمس ، كنت أنا : وأبوبكر وأبو عبيدة في نفر من أصحاب رسول الله (ص) إلى باب أم سلمة وعلي قائم على الباب ، فقلنا أردنا رسول الله (ص) ، فقال : يخرج إليكم فخرج رسول الله (ص) فصرنا إليه فأتكا على علي بن أبي طالب ثم ضرب بيده على منكبه ، ثم قال : أنك مخاصم تخاصم أنت أول المؤمنين إيماناًً وأعلمهم بأيام الله وأوفاهم بعهده وأقسمهم بالسوية وأرأفهم بالرعية وأعظمهم رزية وأنت عاضدي وغاسلي ودافني والمتقدم إلى كل شديدة وكريهة ولن ترجع بعدي كافراًً وأنت تتقدمني بلواء الحمد وتذود ، عن حوضي..... الخ.
- وفي ( ينابيع المودة للقندوزي ص 86 ط أسلامبول ) ، أن النبي (ص) قال : لعائشة أم المؤمنين (ر) هذا علي أول الناس إيماناًً وآخرهأبي عهداًً وأول الناس قيامة في القيامة.
- وفي ( كتاب الفردوس لأبي شجاع يشير به الديلمي الهمداني المتوفي في سنة 519 ) ، عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله (ص) يا علي أنت أول المسلمين إسلاماً وأنت أول المؤمنين إيماناًً وأنت مني بمنزلة هارون من موسى.
- وفي كتاب ( المناقب للخوارزمي ص 32 ط تبريز ) ، عن عبد الله بن عباس قال : سمعت عمر بن الخطاب وعنده جماعة فتذاكروا السابقين إلى الإسلام فقال عمر : أما علي (ع) فسمعت رسول الله (ص) : يقول فيه ثلاث خصال لوددت أن لي واحدة منهن فكان أحب إلى مما طلعت عليه الشمس ، كنت أنا وأبو عبيدة وأبوبكر وجماعة من أصحابه إذ ضرب النبي (ص) بيده على منكب علي (ع) ، فقال : يا علي أنت أول المؤمنين إيماناًً وأول المسلمين إسلاماً ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى ، وهذا الحديث مروي في ( كتاب الرياض النضرة لمحب الدين الطبري ج 2 ص 157 ط محمد امين الخانجي بمصر ورواه الطبري في ذخائر العقبى ص 58 ط مكتبة القدسي بمصر والمير محمد صالح في المناقب الرضويه ص74ط الهند والمتقي الهندي في كنز العمال ج 6 ص 395 ط حيدرآباد الدكن وزاد فيه قوله (ص) وكذب على من زعم أنه يحبني ويبغضك وفي المناقب للخوارزمي ص 66 ط تبريز ).
- وعن جابر قال : كنا عند النبي (ص) فأقبل علي بن أبي طالب (ع) ، فقال رسول الله (ص) : قد أتاكم أخي ثم إلتفت إلى الكعبة فضربها بيده ثم قال : والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ، ثم قال : أنه أولكم إيماناًً معي وأوفاكم بعهد الله.... الخ.
- وفي كتاب ( أسد الغابة ج 5 ص 543 ط مصر للعلامة إبن الأثير ) ، أن النبي (ص) قال : لعائشة : هذا علي بن أبي طالب أول الناس إيماناًً.. إلخ ، المصدر ( وأخرجه أبن حجر في الإصابة ج 4 ص 389 ط دار الكتب المصرية بمصر / وذكر إبن عساكر في كتابه تاريخ دمشق ترجمة الإمام علي ج 1 ط 117 ط بيروت ).
- عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله (ص) : يا علي أخصمك بالنبوة ولا نبوة بعدي ، وتخصم الناس بسبع ولا يحاجك فيه أحد من قريش إمامهم أنت ، أولهم إيماناًً بالله وأوفاهم بعد الله وأقومهم بأمر الله وأقسمهم بالسوية وأعدلهم في الرعية وأبصرهم بالقضية وأعظمهم عند الله مزية ، ولقد نقل هذا الحديث ( العلامة توفيق أبو علم في كتابه ( أهل البيت ) ص 216 ط سنة 1390ه ).
- وفي كتاب ( آل محمد ص 505 ( نسخة مكتبة السيد الأشكوري ) للشيخ حسام الدين المردي الحنفي ) قال : قال رسول الله (ص) هذا علي أول الناس إسلاما وآخرهم في عهداًً ، وأول الناس قياماً يوم القيامة.
- وفي كتاب ( مختصر تاريخ دمشق ج 17 ص 119 لجمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري ) ، عن إبن عباس قال : ستكون فتنة فأن أدركها أحد منكم فعليه بخصلتين كتاب الله وعلي بن أبي طالب ، فإني سمعت رسول الله (ص) : يقول وهو آخذ بيد علي : هذا أول من آمن بي وأول من يصافحني في يوم القيامة ، وهو فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المؤمن والمال يعسوب الظالمين وهو الصديق الأكبر ، وهو بأبي الذي أوتى منه ، وهو خليفتي بعدي.
- ثم أن الرسول (ص) لم يكتف من علي بأن شهد له بأولية الإيمان وإنما أعطاه وسلمه أمرة المؤمنين ، فقال : عنه أنه أمير المؤمنين - فقد ذكر ( أبو نعيم الإصبهاني في حلية الأولياء ج 1 ص 63 ط السعادة بمصر ) ، عن أنس قال : قال رسول الله (ص) : يا أنس إسكب لي وضوءاً ثم قام فصلى ركعتين ثم قال : يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين قال : قلت اللهم إجعله رجلاً من الأنصار وكتمته إذ جاء علي ، فقال : من هذا يا أنس ؟ فقلت : علي ، فقام مستبشراًً فإعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه ويمسح عرق وجه علي بوجهه ، قال علي : يا رسول الله لقد رأيتك صنعت بي شيئاًً ما صنعت بي من قبل قال : وما يمنعني وأنت تؤدي عني وتسمعهم صوتي وتبين لهم ما إختلفوا فيه من بعدي ، وقد أخرج هذا الكلام والقول ( الخوارزمي في المناقب ص 51 ط تبريز وكمال الدين محمد بن طلحه الشافعي في مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ص 21 ط طهران ، وعز الدين عبدالحميد بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج1 ص 4 ط القاهرة وإبراهيم الحمويني في فرائد السمطين ).
- ولقد ذكر في كتاب فرائد السمطين للحمويني. ، عن أبن عباس : قال رسول الله (ص) : لام سلمه هذا علي بن أبي طالب لحمه لحمي ودمه دمي وهو مني بمنزلة هارون من موسى ألا إنه لا نبي بعدي ، يا أم سلمه هذا علي أمير المؤمنين ، وسيد المسلمين ، ووصي وعيبة علمي وبابي الذي أوتي منه ، أخي في الدنيا والأخرة ومعي في السنام الأعلى يقتل القاسطين والمارقين والناكثين ، المصدر ( وذكره الخوارزمي في المناقب ص 85 ط تبريز ).
- وفي كتاب ( المناقب الرضوية ص 102 ط بمبي للمولى محمد صالح الكشفي الحنفي الترمذي ) ، قال : قال النبي (ص) ولو يعلم الناس متى سمي علي أمير المؤمنين ما إنكروا فضله ، سمي بذلك وأدأبين الروح والجسد قال الله : ألست بربكم؟ ، قالوا : بلى ، فقال تعالى ، أنا ربكم ومحمد نبيكم وعلي أميركم.
- وقد ذكر هذا صاحب كتاب ( در بحر المناقب ص 18 الشيخ جمال الدين محمد بن أحمد المعروف بأبن حسنوية وكذلك أبوشجاع شيرويه الديلمي في كتابه الفردوس ويروي صاحب كتاب در بحر المناقب ص 78 الشيخ جمال بن محمد المعروف بإبن حسنوية ) ، روي بالإسناد إلى أبي ذر (ر) قال : أمرنا رسول الله (ص) : إن نسلم على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وقال : سلموا على أخي ووارثي وخليفتي في قومي وولي كل مؤمن من بعدي ، سلموا عليه بأمرة المؤمنين وأنه ولي كل من تسكن ( ولعله من يسكن ) الأرض إلى يوم العرض ، ولوقدمتموه لأخرجت لكم الأرض بركاتها فأنه أكرم من عليها من أهلها ، قال أبو ذر : فرأيته وقد تغير لونه وقال : أحق من الله : يا رسول الله ؟ ، قال حق من الله أمرني به وبذلك أمرتك ، فقام وسلم عليه بأمرة المؤمنين ، ثم أقبل على أصحابه ، وقال : ما قاله ونقل هذا الكلام ( شمس الدين محمود بن عبد الرحمن الإصفهاني في كتاب تتشييد القواعد في شرح العقائد المعروف بالشرح القديم ص 249 ).
- ويروي الشيخ ( سليمان القندوزي في كتابه ينابيع المودة ص 495 ط أسلامبول ) قال : وعن يأسر الخادم ، عن علي الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن رسول الله (ص) قال : يا علي أنت حجة الله ، وأنت باب الله ، وأنت الطريق إلى الله ، وأنت النبأ العظيم ، وأنت الصراط المستقيم ، وأنت المثل الأعلى ، وأنت إمام المسلمين وأمير المؤمنين و خير الوصيين وسيد الصديقين ، يا علي أنت الفاروق الأعظم ، وأنت الصديق الأكبر ، وأن حزبك حزبي وحزبي حزب الله ، وأن حزب أعدائك حزب الشيطان.
- وذكر ( الذهبي في ميزان الإعتدال ج 1 ص 30 ط القاهرة ).. ، عن أنس : أن النبي (ص) قال لي : أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين ، وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين.
- وأما حول لقب سيد المؤمنين فننقل بعض من تلك المصادر منها :
- ما أخرجه ( أبو نعيم الإصفهاني في كتاب أخبار أصبهان ج2 ص 229 ط لين ) قال رسول الله (ص) : إن الله أوحى اليًّ في علي ثلاثة أشياء ليلة أسرى بي ، أنه سيد المؤمنين ، وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين.
- وذكر أيضاًً الشيخ ( إبراهيم الحمويني في فرائد السمطين وجمال الدين الزرندي في نظم درر السمطين ص 114 ط مطبعة القضاء ونور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 121 ط مكتبة القدسي بالقاهرة. وأبن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ص 105 والمير حسين بن معين الدين الميبدي اليزدي في شرح اليوان ص 176 وذكر شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني في لسان الميزان ج1 ص 440 ط حيدر آباد الدكن ) ، عن أنس (ر) مرفوعاًً : إذا كان يوم القيامة وضع لي : منبر طوله ثلاثون ميلا ثم يدعى بعلي فيجلس دونه بمرقاة ، فيعلم الخلائق أن محمداًً سيد المرسلين ، وأن علياً سيد المؤمنين فذكر الحديث ولو أردنا أن نواصل الحديث في نقل الروايات المتكلمة ، عن إسلام وإيمان الإمام علي (ع) لإحتجنا إلى مجلد وليس إلى صفحات لأن هدفنا هو إثبات صفة الإيمان لأمير المؤمنين وقد ثبت ذلك وثبتت سيادته على المؤمنين فهو أمير وسيد للمؤمنين كل المؤمنين لا فرق بين صحابي وغيره ولكن أبى الدهر إلا أن يقال : فلان أمير المؤمنين هذه خيانة الدنيا وحقارتها على العموم والأن جاء دور من يريد أن يثبت إيمان الخلفاء الذين تقدموه فهل هم من المؤمنين أنا :أقول لا ولا يمكن لأي شخص أن يثبت إيمان من تقدم علي أمير المؤمنين (ع).
المخالف : وما هو الدليل على عدم إيمان من تقدم على الإمام ؟.
الموالي : أقول لقد ذكرت في ما مضى أن معنى الإيمان هو التسليم المطلق ولكن لو رجعنا إلى سيرة الجماعة فأننا نجد بأنهم لم يمتثلوا لأوامر النبي (ص) في مواقف كثيرة ومتعددة وخالفوه صراحة وحتى لا يمل القارئ نذكر بعضاًً من تلك المواقف ومن أراد الإطلاع أكثر فعليه بالرجوع للكتب المطولة :
- فمن هذه الموارد رزية الخميس : فقد أخرجها أصحاب الصحاح كالبخاري ومسلم فقد نص البخاري بسنده إلى عبيد الله إبن عتبة بن مسعود ، عن إبن عباس قال : لما حضر رسول الله (ص) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال النبي (ص) : هلم إكتب لكم كتاباًً لا تضلوا بعده ، فقال عمر : إن النبي (ص) قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ، فإختلف أهل البيت فإختصموا منهم من يقول : قربوا يكتب لكم النبي (ص) كتاباًً لا تضلوا بعده ومنهم من يقول : ما قال عمر : فلما أكثروا اللغو والإختلاف عند النبي (ص) قال لهم رسول الله (ص) : قوموا عني فكان إبن عباس : يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من إختلافهم ولغطهم ، المصدر ( البخاري في باب قول المريض قوموا عني من كتاب المرضى وهذه هي الرواية بالنص ).
5345 - حدثنا : إبراهيم بن موسى ، حدثنا : هشام ، عن معمر وحدثني : عبد الله بن محمد ، حدثنا : عبد الرزاق أخبرنا : معمر ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن بن عباس (ر) قال : لما حضر رسول الله (ص) وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب قال النبي (ص) هلم إكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده ، فقال عمر : إن النبي (ص) قد غلب عليه الوجع وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله ، فإختلف أهل البيت فإختصموا منهم من يقول : قربوا يكتب لكم النبي (ص) كتاباً لن تضلوا بعده ومنهم من يقول : ما قال عمر فلما أكثروا اللغو والإختلاف عند النبي (ص) قال رسول الله (ص) قوموا قال عبيد الله فكان بن عباس يقول : إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص) وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من إختلافهم ولغطهم ، المصادر التالية ( البخاري في باب قول المريض قوموا عني من كتاب المرضى ج7ص9 افست دار الفكر على ط استانبول وج7ص156 ط محمد علي صبيح وصحيح مسلم في آخر كتاب الوصية ج5ص75 ط محمد علي صبيح وج2ص16 ط عيسى الحلبي وج11 ص95 ط مصر بشرح النووي ومسند أحمد بن حنبل ج4ص356 حديث 2992 بسند صحيح ط دار المعارف بمصر ).
المخالف : لعل قول عمر صحيح وأنه لم يقصد الرد ولكن المصلحة أقتضت ذلك ! ؟.
الموالي : أقول سبحان الله لماذا أنتم لا تقولون بأن عمر قد أخطأ ولم يكن مصيباًً بدلاً ً من أن تبرروا له الموقف فهذا القرآن يقول : ( وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فإنتهوا ) وقوله تعالى : ( إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين ، مطاع ثم أمين وما صاحبكم بمجنون ) وقوله تعالى : ( ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق ، عن الهوى إن هو ألاّ وحي يوحى علمه شديداً القوى ) صدق الله العظيم ، فهذه الآيات وغيرها دليل واضح على أن كل شئ يقوله النبي (ص) فهومن الله سبحانه وتعالى فلماذا لم يمتثل عمر وشك في اقواله (ص).
المخالف : لماذا ترك النبي (ص) الكتابة ولم يصر على موقفه هذا من الأمر بالكتابة ؟.
الموالي : لأن كلمتهم تلك التي فاجئوه بها اضطرته إلى العدول. إذ لم يبق بعدها أثر لكتابة الكتاب سوى الفتنة والإختلاف من بعده (ص) في أنه هجر فيما كتبه ولم يكن بوعيه التام. ولهذا إقتضت حكمته البالغة أن يترك الكتابة وأيضاً حتى لا يفتح باب للمنافقين للطعن في أصول النبوة.
المخالف : قد يقال : بأن عمر فهم من النبي (ص) : إنه يريد بهذا الكلام أن يختبر قدرات الصحابة وأنهم هل وصلوا للنضج أم لا ؟.
الموالي : أقول هذا الكلام مردود بقوله (ص) ( لن تضلوا ) فلابد من أن المراد مقصود فعلاً أي أن هذه الصيغة تدل بوضوح تام على أن المراد التنفيذ وليس الاختبار ولهذا الأمر أغراض كبيرة جداًً وهي حفظ الأمة ، عن الإختلاف.
المخالف : قد يقال : أن الأمر هنا ليس واجب وعزيمة وإنما هو مجرد مشورة من النبي ؟.
الموالي : بأن هذا الكلام غير صحيح لأن النبي (ص) بين الهدف من وراء الكتابة وهو حفظ الكيان الإسلامي والأمة الإسلامية من الافتراق وأن الكتابة الوسيلة لحفظ الأمة من التشرذم قد يقال : لو عزيمة لما تركه النبي (ص) ؟.
المخالف : إذا كان الأمر عزيمة فلماذا تركه (ص) ؟.
الموالي : لقد مر عليك بان المصلحة إقتضت الأن عدم الكتابة فيكون الواجب هنا مقيد بالطاعة والإمتثال أي ( يا محمد إكتب الكتاب إذا أطاعوك فإذا لم يطيعوا فلا تكتب ) وعلى هذا فلا مجال لإثبات إيمان عمر هنا لمخالفته الصريحة لأوامر النبي (ص) ؟.
المخالف : وما هي المخالفة الثانية إن وجدت ؟.
الموالي : المخالفة الثانية : مخالفتهم في عدم إمتثال أوامر النبي (ص) بقتل المنافق المارق فعن ( الإمام أحمد بن حنبل في مسنده الجزء الثالث ص 15 ) من حديث أبي سعيد الخدري قال : أن أبابكر جاء إلى رسول الله (ص) ، فقال : يا رسول الله إني مررت بوادي كذا وكذا ، فإذا رجل متخشع حسن الهيئة يصلي ، فقال له النبي (ص) إذهب إليه فإقتله ، قال : فذهب إليه أبوبكر فلما رآه على تلك الحال ، كره أن يقتله فرجع إلى رسول الله (ص) ، فقال النبي (ص) لعمر : أذهب فإقتله ، فذهب عمر فرآه على تلك الحال التي رآه أبوبكر عليها ، قال : فكره أن يقتله ، قال : فرجع ، فقال : يا رسول الله أني رأيته يصلى متخشعاً فكرهت أن إقتله ، قال : يا علي إذهب فإقتله ، قال : فذهب علي : فلم يرآه فرجع علي ، فقال : يا رسول الله إني لم أره ، قال : فقال النبي (ص) : إن هذا وأصحابه يقرآون القرآن لا يتجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم في فوقه ، فأقتلوهم هم شر البرية.
المخالف : وما هو الدليل هنا على عدم إيمان أبي بكر وعمر بن الخطاب فأنهما تركا قتله للحالة التي عليها من العبادة ؟.
الموالي : الأولى : أقول : هل أن أمر الرسول (ص) لهما هوأمر من عنده أو أنه من الله فأن قلت من عنده فهو مردود بقوله تعالى : ( وما ينطق ، عن الهوى ) وإن قلت من الله وهو الصحيح ففيه مسألتان الأولى لماذا لم يمتثلا الأمر وهوأمر من الله والرسول وأين قوله تعالى : ( أطيعوا الله والرسول ) وهنا لم يطيعا الله ولا الرسول (ص) ولم يسلما الأمر لله وللرسول وأن ما إجتهدا في قبال الأمر الإلهي والإيمان كما مر مشروط بالتسليم والإذعان المطلق.
والثانية : هل يعلم الله بأن أبابكر وعمر سيمتثلأن للأوامر أم لا ؟ ، فأن قلت : لا يعلم كفرة وإن قلت يعلم فأقول لماذا كلفهم بذلك ؟ فلابد أن يكون الجواب هو لإثبات مخالفتهم لله والرسول (ص).
الثالثة : وهناك قضية أخرى فلقد أخرج أبو يعلي في مسنده كما في ترجمة ذي الثديّة من إصابة إبن حجر ، عن أنس قال : كان في عهد رسول الله (ص) رجل يعجبناً تعبده وإجتهاده ، وقد ذكرنا ذلك لرسول الله (ص) بإسمه فلم يعرفه ، فوصفناه بصفته فلم يعرفه ، فبينما نحن نذكره إذ طلع الرجل ، قلنا هو ذا : قال : إنكم لتخبروني ، عن رجل أن في وجهه لسفعة من الشيطان ، فأقبل حتى وقف عليهأولم يسلم فقال له رسول الله (ص) : إنشدك بالله : هل قلت حين وقفت على المجلس : ما في القوم أحد أفضل مني أو خير مني ؟ ، قال : اللهم نعم ثم دخل يصلي ، فقال رسول الله (ص) من يقتل الرجل؟ ، فقال أبوبكر : أنا :فدخل عليه فوجده يصلي فقال : سبحان الله ، أقتل رجلاًً يصلي ، فخرج فقال رسول الله (ص) : ما فعلت ؟ ، قال : كرهت أن أقتله وهو يصلي ، وأنت قد نهيت ، عن قتل المصلين ، قال : من يقتل الرجل ؟ ، قال عمر : أنا :فدخل فوجده واضعاً جبهته ، فقال عمر : أبوبكر أفضل مني ؟ فخرج ، فقال له النبي (ص) مهيم ؟ ، قال : وجدته واضعاً جبهته لله ، فكرهت أن إقتله ، فقال : من يقتل الرجل ؟ ، فقال علي : أنا ، فقال : أنت إن أدركته ، فدخل عليه فوجده خرج ، فرجع إلى رسول الله (ص) ، فقال : مهيم ؟ ، قال : وجدته قد خرج قال : لو قتل ما إختلف من أمتي رجلان ، المصادر ( الإصابة لإبن حجر ج 1 ص 484 ، العقد الفريد لإبن عبد ربه ج2 ص 403 / 404 ).
المخالف : هل هناك من مخالفات أخرى أم فقط هذه التي ذكرتها ؟.
الموالي : هناك مخالفات كثيرة وكثيرة جداًً ، وسوف تأتي تباعاً في الأعداد القادمة إن شاء الله تعالى وفي هذا العدد سوف أتناول بعضاً منها فقط ، ولقد مرت عليك ثلاث مخالفات وسوف أذكر مخالفتين هنا ومخالفات أخرى في صفة الجهاد وصفة العلم.
المخالف : وما هي تلك المخالفات اذكرها لنا لنعرف هل هي مخالفة لله والرسول أم لا ؟.
الموالي : لقد ذكرت لك ثلاث مخالفات وإليك :
المخالفة الرابعة : صلح الحديبية ، ذلك الصلح الذي أبرمه النبي (ص) مع أهل مكة ولكن عمر أبى أن يمتثل لأوامر النبي (ص) وهذا هو موقفه. كما أخرجه ( مسلم في صحيحه ج2 باب صلح الحديبية ) : أنه ( أي عمر ) قال : لرسول الله ألسنا على الحق وهم على الباطل ؟ ، قال رسول الله بلى ، قال : أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ؟ ، قال : بلى ، قال : ففيم نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بينا وبينهم ؟!. فقال (ص) : يا بن الخطاب إني رسول الله ولن يضيعني الله إبدأً ، قال : فإنطلق عمر فلم يصبر متغيظاًً فأتى أبابكر فقال : يا أبابكر ألسنا على الحق وهم على الباطل ؟ : قال : بلى ، قال : أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ؟! قال : بلى ، قال : فعلام نعطي الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم ؟. فقال : يا أبن الخطاب أنه رسول الله (ص) ولن يضيعه إبدأًً ، المصادر ( صحيح مسلم كتاب الجهاد والسير باب 34 ج 3 ص 1412 حديث 1785 والبخاري كتاب التفسير سورة الفتح ج 6 ص 170 طبع مطابع الشعب وتفسير الطرطبي ج 16 ص 277 ) وغيرها من المصادر.
- ولعل في بعضها إحتجاج واضح من عمر على النبي (ص) مثال قوله للنبي (ص) أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به قال النبي (ص) بلى. افأخبرتك أنا :نأتيه العام ؟ ، قال عمر قلت : لا. فقال (ص) فإنك آتيه ومطوف به..... الحديث طويل فراجعه في ( صحيح البخاري كتاب الشروط باب الشروط في الجهاد ج 2 ص 122 ط دار الكتب العربية بحاشية السندي و ج 3 ص 256 ط مطابع الشعب ومسند أحمد ج 4 ص 330 ط الأولى ).
المخالفة الخامسة :
- أمر سرية زيد بن الحارثة فمن كتاب السقيفة لأحمد بن عبد العزيز الجوهري قال : ، حدثنا : أحمد بن إسحاق بن صالح ، عن أحمد بن سيار ، عن سعيد بن كثير الأنصاري ، عن رجاله ، عن عبد الله بن عبد الرحمن : أن رسول الله (ص) في مرض موته أمر أسامة بن زيد بن الحارثة على جيش فيه جله من المهاجرين والأنصار منهم أبوبكر ، وعمر ، وأبو عبيده بن الجراح ، وعبد الرحمن بن عوف ، وطلحة ، والزبير ـ وأمره أن يغير على حيث قتل أبوه زيد بن الحارثة وأن يغزو وادي فلسطين فتثاقل أسامه وتثاقل الجيش بتثاقله وجعل رسول الله (ص) في مرضه يثقل ويخف ويؤكد القول في تنفيذ ذلك البعث حتى قال له أسامة : بأبي أنت وأمي أتأذن لي أن أمكث اياماً حتى يشفيك الله تعالى فقال (ص) أخرج وسر على بركة الله ، فقال : يا رسول إن أنا خرجت وأنت على هذه الحالة ، خرجت وفي قلبي قرحة فقال (ص) سر على النصر والعافية فقال : يا رسول الله إني أكره أسائل عنك الركبان فقال (ص) : إنفذ لما أمرتك به : ثم أغمي على رسول الله (ص) وقام أسامة فتجهز للخروج فلما أفاق رسول الله (ص) سأل ، عن أسامة والبعث فأخبر أنهم يتجهزون فجعل يقول : إنقذوا بعث أسامه لعن الله من تخلف عنه وكرر ذلك ، فخرج أسامة واللواء على رأسه والصحابة بين يديه حتى إذا كان بالجرف نزل ومعه أبوبكر وعمر وأكثر المهاجرين ومن الأنصار أسيد بن حضير وبشير بن سعد وغيرهم من الوجوه ، فجاءه رسول أم أيمن يقول له : إدخل فإن رسول الله يموت ، فقال : من فوره فدخل المدينة واللواء معه ، فجاء به حتى ركزه بباب الرسول (ص) ورسول الله : قد مات في تلك الساعة ، وهنا نقاط :
الأولى : أنّ أبابكر وعمر كان في من كان في تلك السرية ، المصدر ( الطبقات الكبرى لإبن سعد ج 2 ص 190 وتاريخ اليعقوبي ج 2 ص 93 والكامل لإبن الأثير ج2 ص 317 شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 1 ص 53 ، وج 2 ص 21 ، أوفست على الطبعة الأولي بمصر ، وسمط النجوم العوالي لعبدالملك العاصمي المكي ج2 ص 224 ، والسيرة الحلبيه للحلبي الشافعي ج 3 ص 207 ، والسيرة النبوية لزين دحلأن بهامش السيرة الحلبية ج 3 ص 339 ، وكنز العمال ج 5 ص 312 ، ومنتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج 4 ص 180 ، وأنساب الأشراف ج1 ص 474 ، وتهذيب إبن عساكر ج 2 ص 391 بترجمة إسامه ) ، فإذا ثبت كونهما في الجيش فلماذا تخلفا ، عن الجيش ومن الذي أجاز لهما ذلك أو لم تكن هذه مخالفة لأوامر النبي (ص) وقد دافع البعض عنهم بأنهم رأوا المصلحة في حفظ الإسلام وهذا يكفينا في أنهم خالفوا النص ولأن النبي (ص) أعلم بالمصلحة منهم وخاصة إذا قلنا أن أمره هوأمر الله سبحانه وتعالى.
الثانية : بأنهم تثاقلوا في الإسراع والخروج في هذا الجيش بعذر أنهم ما كانوا ليخرجوا والنبي بتلك الحالة وأنهم لا يريدون أن يسألوا عنه الركبان كما إعتذر لهم البعض ، وهذا العذر غير مقبول لأن النبي (ص) لم يسمح لإسامة بالبقاء وأمر بالتعجيل رغم أن أسامة بين للنبي (ص) لماذا أراد التأخير فهذه مخالفة للنبي فلا نعذرهم فيها لأن النبي (ص) لم يعذر أسامة بسببها فكيف نعذرهم.
الثالثة : أنهم طعنوا في قيادة إسامة ونسوا أو تناسوا بان إمرته بأمر من النبي (ص) وليس لهم رأي مع رأي النبي (ص) وكونهم من الكبار والكهول والطبع لا يقبل بتولي صغير عليهم فهو مردود بأن الأمر من النبي (ص) والله يقول : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما ) و ( ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فإنتهوا ) صدق الله العظيم ، المصادر ( الإحتجاج على أمرة أسامة شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج 1 ص 53 أو فست على الطبعة الأولى بمصر والمغازي للواقدي ج 2 ص 1119 السيرة الحلبية ج3 ص 207 والسيرة النبوية بهامش السيرة الحلبية ج 2 ص 339 ، والطبقات لإبن سعد ج 2 ص 190 ).
المخالف : ومن المحتج هنا على الأوامر الصادرة من النبي وما هو الإحتجاج ؟.
الموالي : أقول الإحتجاج صادر من كبار الصحابة وعلى رأسهم عمر فإليك الإحتجاج ولقد قال النبي (ص) أيها الناس ما مقالة بلغتني ، عن بعضكم في تأميري أسامه ، ولئن طعنتم في تأميري أسامة لقد طعنتم في تأميري أباه من قبله ، وأيم الله إن كان لخليقاً بالأمارة ، وأن إبنه من بعده لخليق بها ، المصدر ( الواقدي في المغازي ج3ص1119والطبقات الكبرى لإبن سعد ج2ص190وشرح نهج البلاغه لإبن أبي الحديد والسيرة الحلبية ج3ص207والسيرة النبوية لزين دحلأن بهامش الحلبيه ج2ص 339 والمتتبع للتاريخ يجد أن من المحتجين على ذلك عمر ولذلك نجده بعد وفاة النبي(ص) يذهب لأبي بكر ويطلب منه أن يعزل اسامة ويولي غيره فقال له أبوبكر ثكلتك أمك وعدمتك يا إبن الخطاب ، إستعمله رسول الله (ص) وتأمرني أن أنزعه !راجع في ذلك تاريخ الطبري ج3ص226والكامل في التاريخ ج2صص335والسيرة الحلبية ج3صص209والسيرة النبوية بهامش الحلبية ).
المخالف : هل اللعن من النبي (ص) هنا صحيح ؟.
الموالي : لا يهمني صحة اللعن هنا وعدمه لأن كلامي يدور حول مخالفتهم للنص وإجتهادهم في قبالة وأما اللعن فقد نص عليه في بعض المصادر منها ( الملل والنحل للشهرستاني الشافعي ج 1 ص 23 وص 20 بهامش الفصل لإبن حسن وشرح نهج البلاغة ج 2 ص 21 بالإضافة لكتاب السقيفة للجوهري ).
المخالف : لماذا تتكلم فقط ، عن الإثنين ولا تتكلم ، عن عثمان أليس هو الثالث ؟.
الموالي : أقول لأن المسألة في عثمان واضحة ولا تحتاج إلى استدلال وموقف السيدة عائشة منه خير دليل حيث أطلقت عليه إسم نعثل وهو رجل يهودي وكذلك انقلاب الأمة الإسلامية عليه بسبب انحرافه ، عن الطريق الصحيح وسوف يأتيك في صفة الجهاد هروبه في كل المواقع فأين الإيمان ، وبهذا يتبين لنا مخالفة القوم لأوامر النبي (ص) وعدم الامتثال وهذا يدل على عدم إيمانهم لأن الإيمان هو التسليم المطلق والامتثال للأوامر الصادرة منه (ص) فما دام لم يمتثلوا لتلك الأوامر فنحكم عليهم بأنهم لم يصلوا إلى مرحلة الإيمان.
الجهاد
المخالف : من فضلك ؟ تفضل علي الرحب والسعة ؟.
الموالي : بعد أن إنتهيت من الإيمان وقلت سوف تتكلم ، عن فضيلة الجهاد من أين سوف تبتدئ في الكلام ؟ أقول على الله الإعتماد والاتكال سوف أبتدئ مع أمير المؤمنين (ع) أولاًً كالعادة ومن ثم أتحول لغيره أن وجدت لهم موقف جهادي.
المخالف : هل سوف تبتدئ من واقعة بدر باعتبارها المعركة الأولى للأمة الإسلامية ضد المشركين أليس كذلك؟.
الموالي : لا لن ابتدئ من تلك الواقعة ولكن سوف ابتدئ من مكة المكرمة إنشاء الله تعالى.
المخالف : وهل كان في مكة المكرمة قتال وجهاد حتى تثبت به شجاعة لأحد ؟.
الموالي : نعم فمن مكة بدأت رحلة الإمام علي الجهادية.
المخالف : وكيف ذلك حيرتني ؟.
الموالي : لقد إتفقت كلمة أهل مكة على قتل النبي (ص) بتخطيط ذكي وخبيث وذلك بأن يؤخذ من كل بيت أو قبيلة شخص فيهاجموا الرسول دفعة واحده فيتفرق الدم الطاهر بين البيوتات والقبائل وتم الاتفاق على ذلك ويقول : المؤرخون / أن أولئك القوم الذين انتدبتهم قريش ،إجتمعوا على باب النبي (ص) وهم الحكم بن أبي العاص ،وعقبة بن أبي معيط ، والنضر بن الحارث ، وأمية بن خلف ، وزمعة بن الأسود وأبو لهب ، وأبو جهل ، وأبو الغيطلة ، وطعمة بن عدي ، وأبي بن خلف ، وخالد بن الوليد و وعتبة ، وشيبة ، وحكيم بن حزام ، ونبيه بن الحجاج ، ومنبه بن الحجاج :::كما في بعض المصادر وإختلف في عددهأبين العشرة والأكثر من ذلك فأخبر الوحي رسول الله (ص) بالخطة المدبرة فأمر (ص) علياً (ع) بالمبيت على فراشه ، بعد أن أخبره بمكر قريش فقال علي (ع) وتسلم بمبيتي هناك يا نبي الله ؟ ، قال : نعم فتبسم علي ضاحكاً وأهوى إلى الأرض ساجداًً ، شكراً لله ، فنام على فراش النبي (ص) وأشتمل ببرده (ص) الحضرمي. ثم خرج النبي (ص) في فحمة العشاء ، والرصد من قريش قد أطافوا بداره ينتظرون فخرج (ص) وهو يقرأ هذه الآية : ( وجعلنا من بين أيديهم سدا ، ومن خلفهم سداً ، فأغشيناهم ، فهم لا يبصرون ) - ( يس / 9 ) ، وبقي الإمام علي فاديا بروحه رسول الله (ص) غير مكترث بالموت على الإطلاق وها هو الفداء الأعظم والشجاعة المطلقة التي قدمها أمير المؤمنين (ع) وكما يقول ( العلامة السيد هاشم معروف الحسني في سيرة المصطفى ص250 ). وهنا تبدأ قصة من أروع ما عرفه تاريخ الفداء والتضحية، فالشجعان والأبطال يثبتون في المعارك في وجه أعدائهم، يدافعون بما لديهم من سلاح وعتاد مع أنصارهم وأعوانهم، وقد تضطرهم المعارك إلى أن يثبتوا في مقابل العدو، لا منفردين، أما إن يخرج الإنسان ، إلى الموت طائعا مطمئنا بدون سلاح ولا عتاد، وكأنه يخرج ليعانق غادة حسناء، فينام على فراش تحف به المخاطر والأهوال، أعزل من كل شيء إلاّ من إيمانه، وثقته بربه، وحرصه على سلامة القائد، كما حدث لعلي (ع) حينما عرض عليه إبن عمه محمد (ص) أمر المبيت على فراشه، ليتمكن هو من الفرار، والتخلص من مؤامرة قريش، فهذا ما لم يحدث في تاريخ البطولات، وما لم يعرف من أحد في تاريخ المغامرات، في سبيل المبدأ والعقيدة ) إنتهى وهذه الحادثة لا تحتاج إلى مصادر لإثباتها فكل من كتب ، عن السيرة والهجرة تناول الموضوع فهل هناك موقف ينم ، عن شجاعة إنسان أوضح من هذا الموقف البطولي العظيم إنه علي بن أبي طالب (ع)
المخالف : بعد ذكر هذه الحادثة الواضحة والدالة فعلا على شجاعة مطلقه لفاعلها فما هو الموقف الآخر وأتمنى أن يكون واضحا غير مبالغ فيه أو مختلق ؟.
الموالي : الموقف الثاني أخي الفاضل هو الموقف الأول للمسلمين ذلك الموقف الذي هز كيان الكفار وأوجد الرعب في قلوبهم فقرروا بعده أن يقوموا بعمليه انتحارية فأما القضاء عليهم أو القضاء على النبي (ص) وأتباعه كما سوف يأتي ، عن أحد واقصد بهذا الكلام واقعة بدر الكبرى ولن أنقل التاريخ هنا ولكن سوف أكتفي بالمواقف للأمير (ع) فلقد ذكر الواقدي ( فقال : جميع من أحصي قتله تسعة وأربعون رجلاً منهم من قتله أمير المؤمنين علي (ع ) وأشرك في قتل إثنان وعشرون رجلاً ) ، المصدر ( مغازي الواقدي ج1ص152 ).
- ومن الذين قتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) في بدر كان : نوفل بن خويلد ، وعمير بن عثمان التميمي ، وعبد الله بن المنذر المخزومي ، والعاص بن منبه بن الحجاج ، وأبو العاص بن قيس السهمي ، المصدر ( تاريخ إبن الوردي ج1ص110 ).
- وأبو مسافع الأشعري ، وأبو قيس بن الفاكة بن المغيرة ، ومعاوية بن عامر ، المصدر ( سيرة إبن هشام ج2ص374 ).
- وحنظلة بن أبي سفيان ، والعاص بن سعيد ، وعامر بن عبد الله ، وعقيل بن الأسود بن المطلب ، والنضر بن الحارث بن كلدة ، وزيد بن مليص ، وعمير بن عثمان بن تميم ، ويزيد بن تميم ، وأبو قيس بن الوليد ، ومسعود بن أبي أمية ، وعبد الله بن أبي رفاعة ، وحاجز بن السائب ، واوس بن المعير ، ونبيه بن الحجاج ، المصدر ( مغازي الواقدي ج1ص152 ).
- والحارث بن زمعة ، وعثمان ومالك أبنا عبيد الله ، أخوا طلحة بن عبد الله ( فهل تريد من طلحة أن يحب علي ) وحذيفة بن أبي حذيفة بن المغيرة ، وعمرو بن مخزوم ، ومنبه بن الحجاج السهمي ، وعلقمة بن كلدة وهشام بن أبي أمية بن المغيرة ، المصدر ( الرشاد للشيخ المفيد ج1ص72 ).
- وعبيدة بن سعيد بن العاص ، المصدر ( تاريخ أبي الفداء ج1ص 189 ).
وعلى هذا نثبت للجميع أن لعلي بن أبي طالب الدور الأكبر في حسم المعركة وكان في سيفه العزة للدين الحنيف فهذا علي بن أبي طالب في بدر لم يحتمي في عريش ولا غيره على الإطلاق وإنما كان في طلائع القوة الإسلامية الضاربة.
المخالف : بعد الكلام ، عن واقعة بدر إلى أين سوف نتجه إنشاء الله ؟.
الموالي : قطعاً سوف نتجه إلى معركة أحد تلك المعركة التي إنهزم فيها المسلمون والأبطال المزعومين فلم تنفعهم بطولتهم المزعومة.
المخالف : ومن هم يا ترى ؟.
الموالي : ليس هذا هو مكان ذكرهأولكن إذا تعرضنا لهم سوف نذكر بعضاً من ذلك ، والأن انقل فقط مواقف الإمام علي في هذه المعركة لأجل الاختصار التام وعدم الإطالة :
- لقد قال : الطبري لما قتل علي بن أبي طالب أصحاب الألوية ، أبصر رسول الله (ص) جماعة من مشركي قريش ، فقال لعلي إحمل عليهم ، فحمل عليهم ففرق جمعهم وقتل عمرو بن عبد الله الجمحي ، قال : ثم أبصر رسول الله (ص) جماعة من مشركي قريش ، فقال لعلي إحمل عليهم ، فحمل عليهم ففرق جماعتهم ، وقتل شيبة بن مالك أحد بني عامر بن لوي، فقال جبريل يا رسول الله أن هذه المواساة ، فقال رسول الله (ص) : إنه مني وأنا منه ، فقال جبريل : وأنا منكما قال : فسمعوا صوتاً ينادي ( لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتى إلاّ علي ) ، المصدر ( راجع الطبري ج2ص197 والكامل لإبن الأثير ج2ص154والبداية والنهاية لإبن كثير ج4ص54 ) ولكن حذف إسم جبريل والإمام علي في الأخير.
- وقد ذكر الذهبي المعركة والهزيمة فقال : إنهزم الناس ، عن رسول الله (ص) يوم أحد فبقي معه أحد عشر رجلاً وقال : أن رسول الله (ص) أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش ، المصدر ( تاريخ الإسلام للذهبي المغازي ص191 ودلائل النبوة للبيهقي ج3ص234. والرجلأن هما علي بن أبي طالب وأبو دجانة :: راجع شرح نهج البلاغه ج13ص293والعثمانيه ص239 ).
- ولقد قتل الإمام علي حملة اللواء وهم : طلحة بن أبي طلحة وأخوه عثمان بن أبي طلحة وأخوهما أبو سعد ثم مسافع ثم كلاب بن طلحة بن أبي طلحة ثم اخوه الجلاس ثم أرطأة بن شرحبيل وصواب وشريح بن قانط وسقط اللواء فحملته عمرة بنت علقمة الحارثية فتراجعوا فقال : حسان :ولولا لواء الحارثية أصبحوا يباعون في الأسواق بالثمن البخس ، المصدر ( تاريخ الخميس ج1ص427 ولمعرفة عدد آخر من الذين قتلهم الأمير:: راجع مغازي الواقدي ج1ص307 وتاريخ الطبري ج2ص 197 ) ، فهذا هو علي في أحد ولنا لقاء مع الأمير في الخندق إن شاء الله.
المخالف : والأن أين سوف نصل وفي أي معركة سوف نتوقف ؟.
الموالي : التوقف سوف يكون في معركة عظيمة بالمقياس القرآني لأن القرآن أعطى هذه المعركة صفة خاصة بقوله تعالى : ( إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا @ هنالك إبتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديداً @ وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلاّ غرورا @ واذ قالت : طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فإرجعوا ويستئذن فريق منهم النبي يقولون : أن بيوتنا عورة وما هي بعورة أن يريدون إلاّ فرارا @ ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لأتوها وما تلبثوا بها إلاّ يسيراً @ ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد اللهمسئولا ) - ( الأحزاب : من 10إلى 15 ) ، إنه وصف دقيق للوضع الذي عاشه الأصحاب عندما اقتحم عمرو بن عبد الود العامري الخندق هو ومن معه فبانت الحقائق في القرآن ولم يذكرها وللأسف التاريخ على العموم أنا لا أريد نقل القصة كاملة وإنما سوف انقل ما يهمني هنا وهو موقف الإمام (ع ).
- فقد نقل التاريخ إلينا حيث قال : من نقل الحادث : إنه خرج عمرو بن عبد ود ، وهو مقنع بالحديد فنادى : من يبارز ؟ فقام علي بن أبي طالب فقالأناله : يا نبي الله. فقال : إنه عمرو ، إجلس. ثم نادى عمرو :إلاّ رجل يبرز ؟فجعل يؤنبهم ويقول: إبن جنتكم التي تزعمون إنه من قتل منكم دخلها أفلا تبرزون إلي رجلاً ؟ فقام علي ، فقال : أنا يا رسول الله ؟ ، فقال : إجلس. ثم نادى الثالثة ، فقال :
ولقد بححت من النداء * بجمعكم هل من مبارز ووقفت إذ جبن المشيع * موقف القرن المناجز ولذاك أني لــم أزل * متسرعا قبل الهزاهز أن الشجاعة في الفتى * والجود من خير الغرائز
قال : فقام علي (ع) ، فقال : يا رسول الله أنا ، فقال : إنه عمرو ، فقال : وأن كان عمراً ، فأذن له رسول الله (ص) فمشى إليه حتى أتى وهو يقول :
لا تعجلن فقد أتاك * مجيب صوتك غير عاجز في نية وبصيرة * والصدق منجي كل فائز إني لأرجوا أن أقيم * عليك نائحة الجنائز من ضربة نجـــلاء * يبقى ذكرها عند الهزائز
فقال له عمرو : من أنت ؟ ، قال : أنا علي ، قال : إبن عبد مناف ؟ ، قال علي بن أبي طالب ، قال : يا إبن أخي من أعمامك من هو أسن منك فإني أكره أن أهريق دمك ؟ ، فقال له علي : لكني والله لا أكره أن أهريق دمك ،فغضب وسل سيفه كأنه شعلة نار ، ثم أقبل نحوعلي مغضباًً وإستقبله علي بدرقته ، فضربه عمروفي درقته فقدها ، واثبت فيها السيف ، وأصاب رأسه فشجه ، وضربه علي على حبل عاتقه فسقط ، وثار العجاج وسمع رسول الله (ص) التكبير ، فعرفنا أن علياً قد قتله. وعرضت قريش شراء جيفة عمرو بن عبد ود بعشرة الآف فقال (ص) : لا نأكل ثمن الموتى !. فكان علي بن أبي طالب (ع) قد سد الثغرة التي عبر منها أبطال قريش ، وقتل عمرو ، وأبنه حسل ، ونوفل بن عبد الله المخزومي ، ولولا ذلك لعبر جيش الأحزاب إلى قلب المدينة.
- وكان علي (ع) قد قال : عند عبور فوارس قريش الخندق : أعلي تقتحم الفوارس هكذا عني وعنهم أخروا أصحابي ، المصادر ، بتفاوت بينهما ( البداية والنهاية ج4ص122 ودلائل النبوة للبيهقي ج3ص438والسيرة النبوية لإبن كثير ج3ص 203 ).
- وبعد مبارزة علي لعمرو وقتله ، قال رسول الله (ص) قتل علي لعمرو بن عبد ود أفضل من عبادة الثقلين ، المصدر ( السيرة الحلبية ج2ص320 ).
وبهذا ثبت لنا موقف الإماأولولاه لهتكت المدينة المنورة ولكن بفضل الله والإمام علي (ع) تم درء الطغاة المارقين.. لقد إنتهيت في الفقرة الماضية من معركة الخندق وعرفنا موقف أمير المؤمنين هناك وما هو الموقف الذي وقفه صلوات الله وسلامه عليه.
المخالف : والأن إلى أين سوف يتجه بنا الكلام يا ترى ؟.
الموالي : سوف أتوجه إلى معركة أخرى لا تقل ، عن المعارك السابقة وهي معركة خيبر تلك المعركة التي أرسل النبي (ص) ثلاث رايات انهزمت اثنتان وفتح الله على الثالثة.
المخالف : وهل ستتعرض للواقعة ولتلك الرايات كلها أم ماذا ؟.
الموالي : لن أتعرض إلاّ للراية الأخيرة وهي راية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وما بالنسبة للرايتين فإذا تعرضت في البحث ، عن شجاعة الخلفاء فسوف أتعرض لذلك إن شاء الله وإلافلن أتعرض لها ولا لغيرها ومن هناسوف انقل موقف أمير المؤمنين في خيبر فقط الأن وأبتدئ بهذه المقالة وهذا النقل التاريخي :
- فقد ذكر أن النبي (ص) قال : لأعطين الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله ،يفتح الله على يديه ،ليس بفرار ، فلما أصبح أرسل إلى علي بن أبي طالب (ع) وهو أرمد فقال :(ع) ما أبصر سهلا ولا جبلاً ،فقال (ص) إفتح عينيك ، ففتحهما ، فتفل فيهما ، قال علي (ع) فما رمدت حتى الساعة. ثم دفع إليه اللواء، ودعا له ومن معه من أصحابه بالنصر ، فكان أول من خرج إليهم الحارث اخو مرحب في عاديته ، فإنكشف المسلمون وثبت علي (ع) فاضطربا فقتله علي ( ع) ورجع أصحاب الحارث إلى الحصن فدخلوه وأغلقوا عليهم وخرج مرحب وهو يقول :
قد علمت خيبر أني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب * اطعن أحياناً وأحيانا أضرب
فقال علي (ع) :
أنا الذي سمتني أمي حيدرة * أكيلكم بالسيف كيل السندرة * ليث غابات شديداً قسورة
فإختلفا ضربتين فبدره علي (ع) فضربه ، فقد الحجر والمغفر ورأسه ، حتى وقع في الأضراس. وقد قتل علي (ع) الأخوة الثلاثة مرحباً والحارث ويأسر الذين طلبوا المبارزة على التوالي ، المصادر مع اختلافات لا تضر على أصل المطلب ( مغازي الواقدي ج2ص654وتاريخ الطبري ج2 ص 300 والسيرة الحلبية ج3ص37 وسيرة إبن هشام ج3ص349 ).
- وفي نقل آخر ، فقال رسول الله (ص) : لأدفعن لوائي غداً إلى رجل يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، لن يرجع حتى يفتح له ، فدعا علي بن أبي طالب وهو يشتكي عينه ، قال : فمسحها ثم دفع اليه اللواء ، وقال بريدة : إنه كان صاحب مرحب ، المصدر ( مختصر تاريخ دمشق لإبن عساكر ج5ص180وصحيح البخاري ص64باب غزوة خيبر ومسلم في فضائل الصحابه والبيهقي في دلائل النبوة ج4ص204والحاكم في المستدرك ج3ص37 وأبن سعد في الطبقات ج2ص112وتاريخ الذهبي المازي ص409 ).
- وذكر الذهبي رواية البكائي ، عن إبن إسحاق ، ورواية جابر بن عبد الله الأنصاري : أن علياً حمل باب خيبر ، حتى صعد المسلمون عليه ، فافتتحوها ، وإنه جرب بعد ذلك فلم يحمله أربعون رجلاً ، المصدر ( راجع تاريخ الذهبي المغازي ص412 ).
- وقيل حمل الباب علي ظهره حتى صعد المسلمون عليه ودخلوا الحصن. وحصن ناعم هو أول حصن فتح من حصون النطاة على يد علي كرم الله وجهه ، وأخذ الرجل الذي قتل اخا محمد بن مسلمة فسلمه اليه فقتله. ثم فتح علي كرم الله وجهه حصن القموص ، وكان منيعاً حاصره المسلمون عشرين ليلة ، ومنه سبيت صفية ، ولقد تزوج (ص) بصفية في الصهباء المكان الذي ردت فيه الشمس لعلي بعدما غربت ، المصدر ( راجع السيرة الحلبية للحلبي الشافعي ج3ص39 و40 و41و44 ).
- ولقد ذكر البيهقي الرواية وقتل علي لمرحب قائلاً : فإختلفا ضربتين ، فبدره علي بضربة فقد الحجر والمغفر ورأسه ، ووقع في الأضراس ، المصدر ( دلائل النبوة للبيهقي ج4ص210الى 212والبداية والنهاية لإبن كثير ج4ص213ومسلم في صحيحه كتاب الجهاد باب غزوة ذي قرد 1439. )
وعلى هذا نتوصل بان القوات الإسلامية هزمت مرتين ثم تحرك الإمام علي في المرة الثالثة فكان النصر والفتح على يديه الشريفتين وهذه من بطولاته وجهاده صلوات الله وسلامه عليه فأين غيره يا أصحاب العقول.
- وفي حنين لما إنهزم المسلمون بقي علي (ع) حول رسول الله (ص) مدافعا ، عن الرسالة وصاحب الرسالة ومعه بعض الهواشم ، المصدر ( تاريخ اليعقوبي ج2ص63 طبع لندن ).
فهذا هو علي الصامد المدافع حامل لواء النبي ومدافع ، عن العقيده والرساله وبعد هذا هل يحق لأحد أن يقدم أحد على علي في هذه الصفة صفة الجهاد إلاّ إذا كان مكابرا مبغضا للإمام علي (ع).
المخالف : لو تكرمت لقد ذكرت فضائل الإمام علي وجهاده وبطولاته ولكن رايتك توقفت ولم تتعرض لشجاعة الخلفاء الثلاثه الذين سبقوه فلماذا هل من جواب ؟.
الموالي : إسمحلي بأن أقول لك إمرأ وهوأني لم أكن قاصدا بأن أكتب المثالب وإنما كنت أريد أن أكتب الفضائل وبما إني لم أجد فضائل تدل على شجاعة من ذكرت من الخلفاء فتركت الكتابة عنهأوللمعلومية فإن بعض المنتديات لا تسمح بكتابة المثالب فكان توقفي لأجل ذاك.!!!!!! ، سبحان الله لماذا هذا التجاهل التام لشجاعة الخليفة أبي بكر الصديق وعمر الفاروق أو لم تطلع على هذه الرواية من علي بن أبي طالب يتكلم فيها ، عن شجاعة أبي بكر وهي :
- فقد ذكر أن علياً قال : من أشجع الناس ؟ ، قالوا : أنت قال : أشجع الناس أبوبكر. لما كان يوم بدر جعلنا لرسول الله (ص) عريشا فقلنا من مع رسول الله (ص) أي من يكون معه لئلا يهوي إليه أحد من المشركين فوالله ما دنا منا أحد إلاّّ أبوبكر شاهرا بالسيف ، المصدر ( السيرة الحلبية ج2ص 156 ).
- وأما في عمر ، فلا ننسى دعاء النبي : (ص) فلقد أخرج الترمذي ، عن إبن عمر ( إن النبي (ص) قال : اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك : بعمر بن الخطاب ، أو بأبي جهل بن هشام ) ، المصدر ( تاريخ الخلفاء للسيوطي ).
- ونقل التاريخ إنه بعد أن أسلم جاء إلى الكعبة وأعلن دعوته هناك وتقاتل مع المشركين إلى الليل ، المصدر ( الكامل في التاريخ لإبن الأثير ).
فلماذا لا تذكر هذه المواقف البطولية ؟ الجواب: أقول ما كنت أريد أن إدخل في هذه المطبات التاريخية لأن الدخول سوف يجر لبحث كثير فمجرد الادعاء بمثل هذه البطولات فلابد من دقة أكثر للوصول للغرض هذا الذي أوقفني ، عن مثل هذه النقولات وإلافأنا :مطلع عليها جيدا.
المخالف : وضح لو سمحت أكثر ماذا تقصد من البحث الكثير وهل هذا كذب يا ترى أم ماذا ؟.
الموالي : نعم كذب واضح ولندع الأن أبابكر والعريش لحين الوصول إلى بدر إن شاء الله فسوف نتبين الموقف هناك ونسال ، عن العريش المذكور. ولكن الأن سوف نقف مع بطولة عمر وإعزاز الإسلام به وقتاله للمشركين بنجب الكعبة فهنا مواقف ينبغي أن نقف فيها للوصول للحقيقة وهي كالتالي :
أولاًًً : ماهو التحول الذي حصل للمسلمين بعد إسلام عمر هل كان للأفضل أم للاردى فضاهر الموقف إنه إنه للاردى فمثلاً بعد إسلام عمر ازداد الضغط والحصار على المسلمين فقد حصر النبي وأهله في الشعب حتى كاد النبي وأهله وقبيلته أن يموتوا من الجوع فأين ذهب عمر ولماذا لا يفك عنهم الحصار وهو قادر أن يقاتل المشركين لوحده حتى المساء فلماذا جبن هنا !!! هل لأنه يريد للنبي أن يهلك مثلاً !!! أم أن الشجاعة عند عمر في أوقات معينة ؟؟.
ثانيا : إتفقت كلمتهم على أن الأذى ازداد على المسلمين بعد أن جهر عمر بإسلامه فراجع كتب السيرة والتاريخ ومنهم ( عبد الرزاق صاحب المصنف في ج5ص328 ).
ثالثا : لقد ذكر البعض : ومنهم ( البخاري في صحيحه ج4ص242باب مالقي النبي (ص) من المشركين بمكة طبع دار الفكر بيروت طبع بالاوففست ، عن طبعة دار الطباعة العامرة باستانبول ومقدمة فتح الباري في شرح صحيح البخاري لإبن حجر ص367الطبعة الثانية مطبعة دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت وعيون الأثر لإبن سيد الناس ج1ص163طبع سنة 1406المطبعة مؤسسة عز الدين، وسبل الهدى الرشاد للصالحي الشامي ج2ص374 بتحقيق عادل أحمد عبد الموجود الطبعة الأولى ) ، واللفظ للبخاري قال :، عن عبدالله بن عمر ، عن أبيه قال : بينما هو في الدار خائفا إذ جاءه العاص بن وائل السهمي أبو عمرو وعليه حلة حبرة وقميص مكفوف بحرير وهو من بني سهم وهم حلفاؤنا في الجاهلية فقال : ما بالك قال : زعم قومك أنهم سيقتلوني إن أسلمت قال : لا سبيل إليك بعد أن قالها أمنت فخرج العاص فلقي الناس.....الخ فأين البطولة المزعومة وكيف قاتل الناس!!؟!!.
رابعاً : لقد صرح عمر بأنه كان ذليل فاعزه الإسلام حيث قال : كنا أذل قوم فاعزنا الله بالإسلام ، المصدر ( مستدرك الحاكم ج1صص61وتلخيص المستدرك المستدرك للذهبي بهامش المستدرك وصححه ) ، ولا يمكن أن عمر يقصد العرب أو قريش!! لأن قريش عزيزة ، ولم تكن ذليلة ، فأين البطولة المدعاة إذاً ، ولنا لقاء مع المعارك وبطولة الخلفاء إنشاء الله.
المخالف : وهل سوف تواصل الكلام ، عن الغزوات و المعارك الإسلامية أوإنك سوف تقف ؟.
الموالي : بما إنك أقحمتني في شجاعة الخلفاء فلابد من الإستمرار فربما نجد موقف ما يخدم الجماعة ويثبت لهم موقف بطولي.
المخالف : ومن أين سوف تكون الأنطلاقة يا ترى ؟.
الموالي : البداية سوف تكون بمعركة بدر الكبرى لنبحث ، عن مواقع الخلفاء الثلاثة وما هو موقفهم فسوف نبتدئ معهم من قبل المعركة أي من الإستعداد للمعركة وما هي مواقف الصحابة منها فانناسوف نجد هذا الموقف الغير مسؤول من الخلافة الراشدة فقد إستشار النبي (ص) أصحابه قبل المعركة فماذا حدث لقد تكلم أبوبكر ثم عمر : ماذا قال : النقاللهذه الحادثة :
- فنجد مثلاً ( إبن كثير في السيرة النبويه ج2ص391 ) ، يقول : فقال أبوبكر : فأحسن ، وقال :عمر فأحسن ، ولكن سوف نبحث ، عن نص آخر ماذا قالا :؟ وهل هو كلام حسن أم لا !!؟ فننقل نقل آخر ومن مصادر أخرى :
- ففي ( صحيح مسلم باب غزوة بدر ج5ص170 ومسند أحمد ج3ص219والبداية والنهاية ج3ص263والسيرة النبوية لإبن كثير ج2ص394 ) فتكلم أبوبكر فأعرض عنه ، ثم تكلم عمر فأعرض عنه. فلماذا يا ترى أعرض النبي عنهما وهل قالا : قولاً غير جيد ؟ نبحث لنعرف أن ما قالا :ه هل هو حسن أم غير حسن ؟.
- لنستمع لقول عمر وبما إن قول هو نفس قول أبي بكر : فلقد قال عمر : يا رسول الله إنها قريش وعزها والله ما ذلت منذ عزت ولا آمنت منذ كفرت والله لتقاتلنك فتأهب لذلك وأعدد له عدته ، كلام جميل فيه تخويف للجيش الإسلامي من قريش ولماذا يا عمر ؟ أن كنت جبان فلماذا تتكلم ؟!! إسكت أفضل إليك من الكلام أعرفتوا الأن ماذا قال : المصدر ( راجع هذا الكلام في الدر المنثور ج3ص166الطبعة الأولى 1365دار المعرفة وذكره إبن سيد الناس في عيون الأثر ج1ص327طبع مؤسسة عز الدين والصالحي الشامي في سبيل الهدى والرشاد ج2ص26 ).
والأن ندخل المعركة لنبحث ، عن الخلفاء أين هم وفي أي موقع يا ترى في القلب أو الميمنة أو الميسرة في أي مكان !!؟؟؟!! لم أجدهم فساعدوني للبحث ، عن الأبطال الثلاثة وجدنا عثمان إنه خارج المعركة لم يحضر، لماذا ؟ إختلفت الأقوال في الرجل ، لماذا تخلف ؟ فبعضهم ، قال : أن النبي خلفه لكي يمرض رقيه ( الدكتور عثمان ) وقال بعض آخر إنه تخلف لأنه كان مريضاً بالجدري وهنا قول: بأنه تخلف خوفاً من المشاركة.
- فاننا نجد عبد الرحمن بن عوف يعير عثمان بتخلفه ، عن بدر ، المصدر ( مسند أحمد ج1ص68والدر المنثور ج2ص89 والبداية والنهاية ج7ص207 ) فلو أن تخلفه بأمر من النبي لما عيره عبد الرحمن.
- وكذلك نجد الصحابي الكبير إبن مسعود قد عير عثمان ببدر وتخلفه عنها ، المصدر ( راجع راجع أنساب الأشراف ج5ص36 ).
لا يهمنا كثير ولايهمناسبب التخلف المهم أنه لم يشارك ، نعود للبحث ، عن الخليفتين أبوبكر وعمر : إنهما في العريش أخيرا وجدناهما إنهما يقومان بحماية النبي (ص) في العريش ، ولي هنا أكثر من تساؤل :
الأول : لماذا النبي (ص) يعمل له عريش في هذه المعركة الوحيدة !؟ ولم يكررها في معاركه الأخرى ؟؟؟ ومن أين أتى بالسعف لكي يبني العريش؟. ثانيا : هل كان من عادة النبي (ص) الفرار حتى يستعد للهرب لو انهزمت قواته وهو الذي كان في وسط المعارك كلها. ثالثا : لو انهزمت القوة الإسلامية فهل سوف يسلم العريش ؟؟ وهل سوف تترك قريش النبي لكي يهرب هو من معه؟؟. رابعاً : ألم يقل النبي (ص) اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد...فما هي الفائدة من هروبه بعد ذلك ؟. خامسا : لقد رووا أن النبي كان في المعركة فلا ادري أكان الحراس معه !؟ أم بقوا في العريش فلا أجد جواباً لقصة العريش فمن عنده جواب فيقدمه لي وله الشكر والتقدير ، وإعتقد أن السبب الأساسي إنه لم يذكر لهذين البطلين دور في الساحة وسوف نسأل عنهما أين هما فيقال لنا أنهما في العريش.
المخالف : وهل سوف تتكلم ، عن واقعة أحد أم لا ؟.
الموالي : لابد من الكلام ، عن أحد وكل المعارك إلى حنين انشاء إله تعالى وسوف أمر بسرعة على مواقف الخلفاء الثلاثة مرورا سريعاً وسوف ابتدئ بقول أبي القاسم البلخي حيث قال : إنه لم يبق مع النبي (ص) يوم أحد إلاّّ ثلاثة عشر نفساً خمسة من المهاجرين : أبوبكر وعلي وطلحة وعبد الرحمن وسعد بن أبي وقاص والباقون من الأنصار ثم يقول : وأما سائر المنهزمين فقد إجتمعوا على الجبل ، وعمر بن الخطاب كان من هذا الصنف ، كما في خبر إبن جرير ، المصدر ( تفسير روح المعاني للآلوسى ج4ص99 ).
- وذكرالفخر الرازي : ومن المنهزمين عمر ألا إنه لم يكن في أوائل المنهزمين ، ولم يبعد بل ثبت على الجبل إلى أن صعد النبي (ص) ومنهم: أيضاً عثمان إنهزم مع رجلين من الأنصار ، يقال لهما : سعد وعقبة ، إنهزموا حتى بلغوا موضعاً بعيدا، ثم رجعوا بعد ثلاثة أيام ، المصدر ( راجع مفاتيح الغيب ج9ص52وتفسير الفخر الرازي ج3ص398 والسيرة الحلبية ج2ص227 ).
- وذكر النسفي : ( إنما إستزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ) بتركهم المركز الذي أمرهم رسول الله (ص) بالثبات فيه وكان أصحاب محمد (ع) تولوا عنه يوم أحد إلاّّ ثلاثة عشر رجلاً منهم:أبوبكر وعلي وطلحة وأبن عوف وسعد إبن أبي وقاص والباقون من الأنصار ، المصدر ( أنساب الأشراف ، عن هامش كتاب المغازي ج1ص18 ).
- ولقد جاءت إمرأة لعمر أيام خلافته تطلب برداً من برود كانت بين يديه ، وجاءت معها بنت لعمر ، فأعطى المرأة ورد إبنته. فقيل له في ذلك ، فقال : إن أب هذه ثبت في يوم أحد ، وأب هذه فر يوم أحد ، ولم يثبت –وهذا اعتراف صريح من عمر ، المصدر ( شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد ج15ص 22 ).
- وقال السيوطي : قال عمر : لما كان يوم أحد هزمنا ، ففررت حتى صعدت الجبل، فلقد رأيتني أنزو كأنني أروى ، المصدر ( حياة الصحابة ج3ص497 وكنز العمال ج2ص242 وتفسير إبن كثير ).
- وقال النيسابوري : قال القفال: الذي تدل عليه الأخبار في الجملة ، أن نفراً قليلاً تولوا وأبعدوا ، فمنهم من دخل المدينة ، ومنهم من ذهب إلى سائر الجوانب ومن المنهزمين عمر ، المصدر ( تفسير غرائب القرآن ج4ص112و113 بهامش تفسير الطبري ).
- وحدث إبن أبي سبرة : لقد كان خالد بن الوليد يحدث وهو بالشام يقول : الحمد لله الذي هداني للإسلام ! لقد رأيتني ورأيت عمر بن الخطاب رحمه الله حين جالوا وإنهزموا يوم أحد ، وما معه أحد ، وأني لفي كتيبة خشناء ، فما عرفه منهم أحد غيري ، فنكبت عنه ، وخشيت أن أغريت به من معي أن يصمدوا له، فنظرت إليه موجها إلى الشعب ، المصدر ( مغازي الواقدي ج2ص237 وحياة محمد (ص) لهيكل ص254 ).
- وعن أنس بن مالك : أنتهى أنس بن النضر عم أنس بن مالك إلى عمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله في رجال من المهاجرين والأنصار ، وقد ألقوا بأيديهم فقال : ما يجلسكم؟ ، قالوا : قتل محمد رسول الله (ص)قال : فما تصنعون بالحياة بعده ، قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله (ص) ثم إستقبل القوم يقاتل حتى قتل ، المصدر ( راجع تاريخ الطبري ج2ص201و197والكامل في التاريخ ج3ص156 ومغازي الواقدي ج1ص280 وتفسير إبن كثير ج1ص649 والسيرة النبوية لإبن كثير ج3ص68 ).
- وذكر البعض أن الهزيمة إنتهت بجماعة من المسلمين فيهم عثمان بن عفان وغيره إلى الأعوص فأقاموا به ثلاثاً ثم أتوا النبي (ص) ، فقال لهم (ص) حين رآهم : لقد ذهبتم فيها عريضة ، المصدر ( الكامل في التاريخ لإبن الأثير ج2ص158 والبداية والنهاية لإبن كثير ج4ص32 وتاريخ الطبري ج2ص203 ).
وبهذا ثبت لنا جليا فرار البطل المغوار عمر بن الخطاب وكذلك ذي النورين عثمان بن عفان ولكن بقي أن نتأكد هل أن أبابكر ثبت أم أنه من المنهزمين لعل بعض الأدلة تشير إلى ذلك منها :
- فعن السيدة عائشة : كان أبوبكر إذا ذكر يوم أحد بكى ، ثم قال : ذاك كان يوم طلحة...ثم أنشأ يحدث ، قال : كنت أول من فاء يوم أحد ، فرأيت رجلاً يقاتل مع رسول الله (ص) فقلت : كن طلحة ، حيث فاتني ما فاتني ، يكون رجلاً من قومي ، المصدر ( منحة المعبود في تهذيب مسند الطياليسي ج2ص99 ووطبقات إبن سعد ج3ص155والسيرة النبوية لإبن كثير ج3ص58 وتاريخ الخميس ج1ص431 والبداية والنهاية ج4ص29 وكنز العمال ج10ص268و269 وحياة الصحابة ج1ص272 ).
- وعن عائشة : إن أبابكر ، قال : لما جال الناس ، عن رسول الله (ص) يوم أحد كنت أول من فاء إلى رسول الله (ص) فبصرت به من بعد ، فإذا برجل قد إعتنقني من خلفي مثل الطير ، يريد رسول الله (ص) فإذا هو أبو عبيدة ، قال الحاكم : صحيح الإسناد ، المصدر ( راجع مستدرك الحاكم ج3ص27 وتلخيص المستدرك بهامش المسدرك نفس الصفحة ومجمع الزوائد ج6ص112 ).
- وقال : الأمير إسامة بن منقذ لما دون عمر الدواوين ، جاء طلحة بنفر من بني تميم يستفرض لهم. وجاء أنصاري بغلام مصفر سقيم ، فسأل عنه عمر ، فأخبر أنه البراء بن أنس بن النضر ، ففرض له أربعة الآف ، وفرض لأصحاب طلحة في ست مئة ، فأعترض طلحة. فأجابه عمر : إني رأيت أبا هذا جاء يوم أحد ، وأنا وأبوبكر قد ت، حدثنا : أن رسول الله قتل ، فقال : ياأبابكر ، ويا عمر ، مالي أراكما جالسين ؟! أن كان رسول الله (ص) قتل ، فإن الله حي لا يموت الخ ، المصدر ( راجع لباب الآداب ص179 وحياة محمد (ص) لهيكل ص265 )نكتفي بهذا القدر ومن أراد الزيادة فعليه بالبحث وهناك الكثير من الموارد أعرضت عنها خوف الأطالة ولي لقاء مع معركة أخرى.
المخالف : والأن هل سنواصل البحث في بقية المعارك أم سوف ينتهي الكلام هنا ؟.
الموالي : الظاهر بأن الكلام سوف ينتهي هنا لأنه ثبت حتى الأن عدم ثبوت الخلفاء فلا مجال للبحث في بقية المعارك الأخرى.
المخالف : ولماذا هذا التغير لأنك قد وعدت أن تتكلم ، عن المعارك كلها ولكن نراك وقفت هنا لماذا ؟.
الموالي : لسببين / الأول : ضيق الوقت والثاني لعدم وجود موقف من الخلفاء يستحق الوقوف عنده ولكن أحاول أمر مرورا سريعاً بواقعة الخندق وخيبر أما في الخندق فلقد أخبرنا : القرآن بان الأبصار زاغت والقلوب بلغت الحناجر وأساءوا الظن بالله وأخبرنا : التاريخ كما مر عليك عند الكلام ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بأن عمرو بن عبد ود وبخ الجيش الإسلامي بأكمله ولم يتصد له أحد ثلاث مرات الأمام علي يقوم والرسول يقول له أجلس لربما يقوم المعز للإسلام عمر بن الخطاب ولكن من دون فائدة وكأنما فعل الرسول ذلك خوفاً من أن يات شخص ما فيقول بان الرسول قدم إبن عمه علي مباشرة فالرسول (ص) لم يلب الطلب إلاّ بعد أن رأى الموقف من الصحابة وعدم تفاعلهم مع الموقف. وأما في خيبرفأيضا لا جديد فلقد علمنا فيما مضى بان الرسول لم يلتحم بجيشه مع اليهود وإنما جهز لهم حملأت ثلاث إنكسرت إثنتين وانتصرت الثالث وهي التي كانت بقيادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع).
المخالف : ومن هما قادة الحملتين السابقتين هل لنا بمعرفتهما أم لا ؟.
الموالي : بإختصار سوف أبحث عنهما فلعلي أجد وأعرف من هما فلقد ذكر ( إبن كثير في البداية والنهاية ج4ص212 ) ما يلي : فقال : أن رسول الله (ص) أخذ الراية وهزها ، ثم قال : من يأخذها بحقها ؟ ، فجاء فلان ( هذا إسم صحابي وهو فلان بن فلأني الفلأني ) فقال : أنا :فقال : إمض ، ثم جاء رجل آخر(هذا إسم صحابي آخر وهو رجل بن رجل من قبيلة بني رجال) فقال : إمض ثم قال النبي (ص) : والذي كرم وجه محمد لأعطينها رجلاً لايفر ( لايفر لايفر لايفر ) فقال : هاك ياعلي ، فإنطلق حتى فتح الله عليه خيبر وفدك وجاء بعجوتها وقديدها فعرفنا هنا أن الإثنين الأولين إنكسرا وأن الرسول عيرهما وقال : للثالث بأنه لا يفر ولكن من هما الرجلأن الأولأن ؟.
نعود للبحث مرة ثانيه لعلنا نجد تصريح الحمد لله وجدنا تصريح وهو من نفس المؤلف ( إبن كثير وفي البداية والنهاية أيضاً ج4ص212 ) فيقول : بعث النبي (ص) أبابكر إلى بعض حصون خيبر ، فقاتل ثم رجع، ولم يكن فتح وقد جهد، ثم بعث عمر ، فقاتل ثم رجع ولم يكن فتح، فقال رسول الله)ص)لأعطين الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله يفتح الله على يديه وليس بفرار ، لطيف هنا تبينت بعض النقاط وعرفنا من هما ولكن أيضاً مع اضافه وهي انهما قاتلا ولم يصرح أنهما قرأ ولكن في الآخر لمح لذلك بقول النبي(ص)وليس بفرار وهذا يعني إن الذين سبقاه قرأ ونبحث في نقل آخر لعلنا نتبين الموضوع ، عن قرب أكثر مما مضى فلقد ذكر بريدة بن الحصيب : ( لما كان يوم خيبر أخذ اللواء أبوبكر ، فرجع ولم يفتح له. فلما كان الغد أخذه عمر ، فرجع ولم يفتح له ، وقتل محمود بن مسلمة فرجع الناس فقال رسول الله (ص) : لادفعن لوائي غداً إلى رجل يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، لن يرجع حتى يفتح له....فدعا علي بن أبي طالب ، وهو يشتكي عينه ، قال : فمسحها ثم دفع اليه اللواء ). وقال بريدة : إنه كان صاحب مرحب ، المصدر ( راجع :مختصر تاريخ دمشق لإبن عساكر ج5ص180 وصحيح البخاري ص64 كتاب المغازي باب غزوة خيبر ومسلم في 44 باب فضائل الصحابه ودلائل النبوة للبيهقي ج4ص204 والمستدرك للحاكم ج3ص37 وطبقات إبن سعد ج2ص112 وتاريخ الذهبي المغازي ص409 ).
- فإذاً هنا لم نرى أثر لتلك المقاله فقاتل وإنما فقط لم يفتح له نواصل أكثر فلعلنا نجد أمر آخر مروي يصرح بالهزيمة والفرار نجد هذا التصريح : ولقد ذكر بريدة الأسلمي : أن رسول الله)ص) أعطى اللواء عمر بن الخطاب ونهض معه شيء من الناس فلقوا أهل خيبر ، فإنكشف عمر وأصحابه فرجعوا إلى رسول الله (ص) يجبنه أصحابه ويجبنهم ، قال رسول الله (ص) : لأعطين اللواء غداً رجلاً يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، فلما كان الغد تصادر لها أبوبكر وعمر ، فدعا علياً وهو أرمد ، فتفل في عينه ، وأعطاه اللواء ، المصدر ( راجع مختصر تاريخ دمشق لإبن عساكر ج10ص328 ).
- وفي نص آخر ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى إذ سألوا علياً (ع) : أو ما شهدت معنا خيبر ؟ ، قال : بلىقال : فما رأيت رسول الله (ص) حيث دعا أبابكر فعقد له وبعثه إلى القوم فإنطلق فلقي القوم فقاتلهم ثم رجع وقد هزم. فقال رسول الله (ص) عند ذلك : لأعطين الراية رجلاً يحبه الله ورسوله ، ويحب الله ورسوله ، يفتح الله عليه غير فرار، فدعاني فأعطاني الراية ثم قال (ص) : اللهم إكفه الحر والبرد ، فما وجدت بعد ذلك حراً ولا برداً ، المصدر ( راجع تاريخ الإسلام للذهبي ج2ص412 ).
- وكذلك حدث في حنين وهزموا فعلى هذا لا يحق لأحد أن يساوي بين علي وهؤلاء في الشجاعة فالفرق كما هوبين السماء والأرض فأين الثرى وأين الثرية أو أين الثرية من الثرى ، وبهذا أكون قد انهيت الصفة الثالثة ، وبعد الحج سوف أكمل الصفة الرابعة وهي العلم وأعمل مقارنه بين علم الإمام علي والخلفاء ولقد إعتمدت كثيراً في صفة الجهاد على العلامة نجاح الطائي في كتابه نظريات الخليفتين وكذلك على المحقق الكبير السيد جعفر مرتضى العاملى وكتابه الصحيح من سيرة الرسول أعود إليكم أيها الأخوة الأفاضل من جديد لكي أكمل هذا العدد ولقد طال كثيراً ولأن العدد القادم ذو أهمية بإعتبار إنه يناقش الطرح الثاني حول إختيار أو تعيين الخليفة في الأمة الإسلامية وهي نظرية الشورى ولكن ينبغي علي أن أكمل هذا العدد أولاًً حيث إنه بقي لدي الصفة الرابعة وهي صفة العلأولكن لي توقف وتساؤل لقد استوقفتني في صفة الجهاد مجموعة من المواقف لم اعرف لها جواب ولهذا سوف اطرحها على من هم أفضل مني علما وعقلاً لعلهم يساعدوني على ذلك.
مواقف تحتاج إلى جواب :
الموقف الأول : في بدر حيث إننا وجدنا أن رد الخليفتين رداً سلبيا للغاية ولم أعلم لماذا كان ذلك الرد الذي كان فيه تهويل وتعظيم لقوة قريش وتخويف للجيش الإسلامي فهل كان الدافع هو الحفاظ على القوات الإسلامية ؟! ، أم أن الدافع هو الحفاظ على سمعة قريش وهيبتها ؟.
الموقف الثاني : في أحد فلقد ذكر خالد بن الوليد وهو بالشام يقول لقد رايتني ورايت عمر بن الخطاب حين جالوا وإنهزموا يوم أحد وما معه أحد وأني لفي كتيبة خشناء فما عرفه منهم أحد غيري فنكبت عنه وخشيت إن أغريت به من معي أن يصمدوا له فنظرت إليه موجها إلى الشعب ، المصادر ( مغازي الواقدي ج2ص237 وحياة محمد (ص) لهيكل ص254 ).
السؤال : هولماذا تركه خالد ولماذا خاف عليه من القتل أليس عمر : من المسلمين وخالد من الكفار فلماذا لم يقتله وهل له إستثناء خاص لا أدري؟!.
والسؤال الثاني : أيضاً يتعلق بمعركة أحد حيث ورد ، عن أنس بن النضر أنه سمع نفر من المسلمين يقولون لما سمعوا أن النبي قتل: ليت لنا من يأتي عبد الله بن أبي بن سلول ليأخذ لنا أماناً من أبي سفيان قبل أن يقتلونا ، المصادر ( تاريخ الطبري ج2ص197 والكامل في التاريخ ج3ص156 ومغازي الواقدي ج1ص280 وتفسير إبن كثير ج1ص649 والسيرة النبوية لإبن كثير ج3ص68 ).
سؤالي : لماذا يريدون التوسط ، عن طريق زعيم المنافقين فهل هناك رابط يا ترى بينهم وبين إبن أبي وهو بدوره عنده مكانه عند أبي سفيان لم اعرف لماذا إبن أبي هو الوسيط وهناك سؤال آخر في الخندق فقد ذكر أن ضرار بن الخطاب تمكن من عمر وحمل عليه ليطعنه بالرمح ثم أمسك عنه وقال له : يا عمر هذه نعمة مشكورة أثبتها عليك ويد لي عندك غير مجزي بها فإحفظها وكذلك في أحد شد عليه بالرمح ثم تركه ، المصدر ( السيرة الحلبية للحلبي ج2ص321 ).
السؤال : لماذا لم يقتله لم اعرف السبب واترك من يعرف أن يجيب التساؤل الأخير ذلك الموقف العنيف والبطولي : من عمر بن الخطاب في صلح الحديبية فكان الرجل مستميت في محاولة إفشال الصلح مع القريش وهو الجبان في المعارك الأخرى يا ترى لماذا ؟
هل لأنه سمع بان هذا الصلح له فوائد كبيرة على الأمة وأراد عمر إفشال الصلح هذا إحتمال ولكن أترك الجواب للغير أعود إليكم إخوتي من جديد وأقول بعد أن إنتهيت من فضيلة الجهاد وثبت للقارئ أفضلية الإمام علي وتقدمه على القوم في هذه الفضيلة فسوف انتقل الأن لفضيلة أخرى وهي فضيلة العلم فالعلم هو من أكمل الصفات بعد الإيمان ولايتم الإيمان بلا علم.
العلم
المخالف : من فضلك لماذا تريد البحث ، عن هذه الفضيله ؟.
الموالي : أريد البحث ، عن هذه الفضيلة لأهميتها في إدارة الدولة فالحاكم المتصدي للقيادة ينبغي أن يكون على درجة عالية من العلم وأما إذا كان جاهلا فكيف يجوز له أن يتصدى لأمر خطير مثل الحاكمية وغيرها.
المخالف : وهل سوف تبحث في علم علي وتقارنه ببقية الصحابة أم ماذا ؟.
الموالي : لا وإنما سوف ابحث في علوم الخلفاء الأربعة أمير المؤمنين (ع) وأبي بكر وعمر وعثمان لأنهم هم الذين تصدوا تقدموا على الإمام علي (ع) فلابد أن يكون البحث متعلق بهم فقط كما فعلت فيما مضى.
المخالف : وكيف سوف يكون البحث يا ترى ؟.
الموالي : سوف يكون البحث أولاًً في أمير المؤمنين علي (ع) وأقوال النبي (ص) فيه ومن ثم أقوال الصحابة ومن ثم المواقف العملية وهكذا في بقية الثلاثة.
المخالف : ولماذا البحث في المواقف العملية إذا وجدت رواية في الأمر ؟.
الموالي : لابد من ذلك لأنه تبين لي في ما مضى أن هناك مختلقات كما روي في شجاعة عمر ولكن لما نزلنا لأرض الواقع وجدنا بان الواقع يثبت عدم شجاعة عمر وأنه فرار غير كرار وكذلك صاحبه الأول.
المخالف : ومن أين سوف تبتدئ ولماذا يا ترى ؟.
الموالي : سوف ابتدئ بأقوال النبي (ص) في علي (ع) وسوف ابتدئ بحديث أنا مدينة العلم وعلي بابها والسبب في ذلك بان هذه الرواية تعطينا وتبين لنا المكانة العلمية لأمير المؤمنين (ع) وأيضا تعطينا مفاهيم آخر ومن أهم هذه المفاهيم أن أي علم خالف علم علي (ع) ليس بحجة ومردود لأن ما يخرج من الباب أحق أن يتبع من ذلك العلم الذي قد يكون مسروق أو مزيف وهذا ليس كلامي وإنما كلام النبي (ص) كما بينته في العدد الرابع أن النبي (ص) قال لعلي أنت ألمُبيّن لأمتي ما إختلفوا فيه من بعدي وعلى هذا إذا تم الاتفاق فلا أشكال وأن إختلف فنأخذ بأقوال الإمام علي (ع) مرجحين له على أقوال الغير واليكم الأن الحديث الأول في علم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) بألفاظه المختلفة فقد قال (ص) : إن الله خلقني وعليا من شجرة أنا أصلها وعلي فرعها والحسن والحسين ، ثمرتها والشيعة ورقها فهل يخرج من الطيب إلاّ الطيب؟.
- وأنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها وفي لفظ آخر قال (ص) : إنا مدينة العلم وعلي بابها ولا تؤتى البيوت إلاّ من أبوابها ، وفي لفظ آخر قال (ص) : إنا مدينة العلم وأنت بابها كذب من زعم أنه يصل إلى المدينة إلاّ من قبل الباب وفي لفظ آخر قال (ص) : إنا مدينة العلم وأنت بابها كذب من زعم إنه يدخل المدينة بغير الباب قال الله عز وجل ( وآتوا البيوت من أبوابها ) ، وفي قول آخر قال (ص) : إنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت بابه! (الباب) ، وفي لفظ آخر قال (ص) : يا علي أنا مدينة العلم وأنت بابها ولن تؤتى المدينة إلاّ من قبل الباب ، وفي لفظ آخر ، عن جابر قال : سمعت رسول الله يوم الحديبية وهو آخذ بيد علي يقول هذا أمير البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله ثم مد بها صوته فقال : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد البيت فل يأتي الباب ، المصادر ( ترجمة الإمام على من تاريخ دمشق لإبن عساكر الشافعي ج2 ص 464 حديث 984 و 985 و986 و987 و988 و989 وما فوق شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج1 ص 334 حديث 459 المستدرك للحاكم ج3 ص 126 و 127 وصححه ، وأسد الغابة ج 4 ص 22 ومناقب علي بن أبي طالب لإبن المغازلي الشافعي ص 80 حديث 120 و121..... الخ ، كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 220 و221 الطبعة الحيدرية المناقب للخوارزمي الحنفي ص 40 نظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص 113 ، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 170 ، اسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص 140 ط العثمانية ، تذكرت الخواص للسبط إبن الجوزي الحنفي ص 47 و 48 ، فيض القدير للشوكاني ج3 ص 46 ، الإستيعاب بهامش الإصابة ج3 ص 38 ، الميزان للذهبي ج1 ص415 والجزء 2 ص 251 وغيرها من المصادر وهي كثيرة جداً ولقد نقل صاحب الغدير أسماء من خرجه من الحفاظ وأئمة الحديث فبلغ عددهم مئه وثلاثة واربعين حافظ وإمام من أئمة الحديث وحفاظه منهم عبد الرزاق الصنعاني والحافظ يحيى بن معين والهروي أحد مشايخ مسلم وأحمد بن حنبل والرواجني الأسدي أحد مشايخ البخاري والترمذي والبزار والحاكم وأبن مردويه الإصبهاني وأبو نعيم الإصبهاني وأبوبكر البيهقي والخطيب البغدادي وأبن عبد البر القرطبي والسمعاني والديلمي ) وغيرهم الكثير.
وقد نص على صحته كل من :
أولاًًً : الحافظ أبو زكريا يحيى بن معين البغدادي نص على صحته كما ذكره الخطيب وأبو الحجاج المزي وأبن حجر. ثانياً : أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صححه في تهذيب الآثار. ثالثا : الحاكم النيسابوري صححه في المستدرك. رابعاً : الخطيب البغدادي عده ممن صححه المولوي حسن زمان في القول المستحسن. خامسا : الحافظ أبو محمد الحسن السمرقندي في بحر الأسانيد سادسا : مجد الدين الفيروز آبادي صححه في النقد الصحيح. سابعا : الحافظ جلال الدين السيوطي صححه في جمع الجوامع. ثامنا : السيد محمد البخاري نص على صحته في تذكرة الأبرار. تاسعا : الأمير محمد اليماني الصنعاني صرح بصحته في ( الروضة الندية وغيرهم فراج الغدير الجزء السادس من ص61الى ص81 ).
- وهناك أقوال آخر للنبي (ص) في علم علي (ع) نأخذ بعضها خوف الاطاله فقد قال (ص) : لفاطمة (ع) أما ترضين أني زوجتك أول المسلمين اسلاما وأعلمهم علما ، المصدر ( المستدرك للحاكم وكنز العمال ج 6ص13 ).
- وقال (ص) : لها أيضاً : زوجتك خير أمتي أعلمهم علما وأفضلهم حلماً ، وأولهم سلماً ، المصدر ( أخرجه الخطيب في المتفق والسيوطي في جمع الجوامع كما في ترتيبه ج6ص398 ).
- وقوله (ص) للزهراء (ع) إنه لأول أصحابي اسلاما أو أقدم أمتي سلماً وأكثرهم علما وأعظمهم حلماً ، المصدر ( المصادر مسند أحمد ج5ص26 والاستيعاب ج3ص36 والرياض النضرة ج2ص194 ومجمع الزوائد ج9ص101و104 والمرقاة في شرح المشكاة ج5ص569 وكنز العمال ج6ص153 والسيرة الحلبية ج1ص285 وسيرة زيني دحلأن بهامش السيرة الحلبية ج1ص188 ).
وهناك أحاديث آخر منها أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب اقضى أمتي علي وحديث أقضاكم علي وغيرها بعد أن نقلت بعضاً من أقوال النبي(ص) في أمير المؤمنين (ع) فإني سوف أنقل الأن بعضاً من أقوال أمير المؤمنين.
المخالف : لو تكرمت لماذا تريد أن تنقل أقوال علي بن أبي طالب هنا ؟.
الموالي : على ذلك أقول الهدف من نقل أقوال الأمام علي (ع) هو لأجل أن أدفع أشكال يثيره البعض حول جهل الخليفة عمر وكثرة رجوعه للغير فيقولوا سؤاله هو من باب التواضع وأنه لا يريد أن يفتخر بما لديه من العلم فأقول لماذا أمير المؤمنين بين ما عنده هل لأنه غير متواضع مثلاً أوماذا أرجو الجواب؟
المخالف : ولكن اسألك أو لم يكن عمر في حال التواضع قد رجع للآخرين ؟.
الموالي : أقول مضافا إلى ما ذكرت لك بان أمير علي بن أبي طالب وغيره من الصحابة قد ذكروا ما لديهم فهل غير متواضعين أقول سوف يتضح لك عند البحث في مواقف عمر وعلمه فإن رجوعه للغير كان بعد الخطأ في الفتوى أو الحكم فيأتي البعض فيصحح له فيعترف بخطئه فأين التواضع فالتواضع لا يكون بعد الخطأ وإنما هو يبادر للغير من دون أن يتصدى للفتوى أو الحكم على العموم الأن سوف أمر على بعض من أقوال أمير المؤمنين (ع) وباختصار تام أيضاً ، فلقد قال الإمام (ع) :
- أن رسول الله (ص) علمني ألف باب كل باب فيها يفتح ألف باب ، فذلك ألف ألف باب حتى علمت ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ، وعلمت علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب ، المصدر ( ينابيع المودة للقندوزي ص77 وأرجح المطالب ص413 والهروي في الأربعين حديثاًًً وفتح الملك العلي ص19 ).
- وقال : الأمام (ع) سلوني ، فوالله لا تسألوني ، عن شيء إلاّ أخبرتكم ، سلوني ، عن كتاب الله ، فوالله ما من آية إلاّ وأنا أعلم ، أبليل نزلت أم بنهار ، أم سهل أم في جبل ، المصدر ( الإستيعاب ج2ص634 وجامع بيان العلم ص58 والمستدرك للحاكم ج2ص466 والرياض النضرة ج2ص1198 وتفسير إبن كثير والصواعق المحرقه وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص71 والإصابة ).
- ووقال (ع) والله ما نزلت آية إلاّ وقد علمت فيما نزلت ، وأين نزلت ، وعلى من نزلت ، أن ربي وهب لي قلبا عقولا ولسانا ناطقا ، المصادر ( طبقات إبن ج3ص338 وحلية الأولياء ج1ص67 والمناقب لأخطب خوارزم ص 54 وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص71 والصواعق المحرقه ص76 وينابيع المودة ص287 والشرف المؤبد للنبهاني ص112 واسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ) وغيرها من المصادر.
- ووقال (ع) القلوب أوعية ، وخيرها أوعاها ثم يقول هاه هاه أن هاهنا -وأشار بيده إليّ صدره – علما لو أصبت له حملة وفي رواية لو وجدت له حملة ، المصادر ( أعلام الموقعين ج1ص21والطبقات الكبرى لعبد الوهاب الشعراني ج1ص18 وينابيع المودة ص26 ولطائف المنن لعبد الوهاب المصري ج2ص89 والفائق للزمخشري ج3ص188 ولسان العرب ج13ص390 ).
- وروي عنه (ع) إنه قال : أما والله لو طرحت لي وسادة لقضيت لأهل التوراة بتوراتهأولاهل الأنجيل بأنجيلهأولاهل القرآن بقرآنهم ، المصادر ( شرح المقاصد للتفتازاني ج2ص220 ومطالب السؤول ص26 والتذكرة لإبن الجوزي ص20 وينابيع الموده ص70 220 وارجح المطالب لعبد الله الحنفي ص111 ).
المخالف : والأن ماذا سوف تنقل لنا بعد نقل أقوال علي بن أبي طالب ؟.
الموالي : أقول بعد أن ذكرت أقوال أمير المؤمنين (ع) فسوف أقل بعض الأقوال لمجموعه من الصحابة في علم أمير المؤمنين (ع) وسوف أكون مختصراً قدر الأمكان ، وأول من سوف انقل عنه ، السيدة عائشة ومن ثم عمر ومن بعده حبر ألأمة إبن عباس وغيرهم فقد قالت :
- علي أعلم الناس بالسنة ، المصادر ( الإستيعاب ج3ص40هامش الأصابة والرياض النضرة ج2ص93ومناقب الخوارزمي ص54 والصواعق المحرقة ص76 وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص115 ).
- وعن إبن عباس (ر) وقد سأله الناس فقالوا :أي رجل كان علياً قال :كان ممتلئا جوفه حكما وعلماً وبأسا ونجدة مع قرابته من رسول الله (ص) ، المصادر ( الرياض النضرة ج2صص194 ).
- وكذلك ذكره أحمد في المناقب وقال إبن عباس أيضاً : قسم علم الناس خمسة أجزاء فكان لعلى منها أربعة أجزاء ، ولسائر الناس جزء شاركهم علي فيه فكان أعلمهم فيه ، المصادر ( الكامل لإبن الأثير ج3ص200 والأستيعاب ج3ص463 والبيان والتبين للجاحظ ج3ص247 ).
- وقال أيضاً : والله لقد أعطي علي بن أبي طالب تسعة أعشار العلم ، وأيم الله لقد شارككم في العشر العاشر ، المصادر ( الإستيعاب ج3ص40 ومطالب السؤول ص30 ).
- وأما كلمات الخليفة عمر بن الخطاب فأشهر من أن تخفى على أحد منها :
- قوله لولا علي لهلك عمر وقوله لا أبقاني الله بأرض لست فيها أبا الحسن وقوله لا أبقاني الله بعدك يا علي وقوله اللهم لا تبقني لمعضلة ليس لها إبن أبي طالب وقوله أقضانا علي أو علي اقضانا في لفظ آخر وكلمات آخر ، المصادر ( حلية الأولياء ج1ص65 وطبقات إبن سعد ص 459و460 والأستيعاب ج4ص38و39 هامش الإصابة والرياض النضرة ج2ص198 وتاريخ إبن كثير ج7ص359 وتاريخ إبن عساكر ج2ص325ومطالب السؤول ص30 ) ، وسوف يتبين أكثر في المستقبل.
- وما أقوال إبن مسعود فإليك بعضاً منها حيث يقول : قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزاء والناس جزءاً وعلي أعلمهم بالواحد منها ، وقال : أعلم أهل المدينة بالفرائض علي بن أبي طالب ، وقال : كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة وأقضاها علي ، وقال : إن القرآن أنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلاّ وله ظهر وبطن وأن علي بن أبي طالب عنده منه الظاهر والباطن ، المصدر ( كنز العمال ج5ص156و401 والاستيعاب ج3ص41والرياض ج2ص194ومستدرك الحاكم واسنى المطالب للجزري ص14والصواعق ص76وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص 115و ومفتاح السعادة ج1ص400 ).
- وأما أقوال العلماء انقل قولين أو ثلاثة فقط فلقد قال : النووي كما في ( الأسماء واللغات ج1ص246 ) يقول وسؤال كبار الصحابة له ، ورجوعهم إلى فتاويه وأقواله في المواطن الكثيرة ، والمسائل المعضلة ، مشهور وقال إبن كثير في أسد الغابة : ولوذكرنا ما سأله الصحابة به من مثل عمر وغيره (ر) لأطلنا.
- وفي ( الإستيعاب ج3ص40والرياض النضرة ج2ص194 والفتوحات الإسلاميه ج2ص337 ) ، نقلوا ، عن عطاء إنه قال : عندما سئل أكان في أصحاب محمد أحد أعلم من علي ؟قال : لا والله ما اعلمه ، وبعد هذا العرض السريع أتضح مكان أمير المؤمنين من العلم وما هي درجته العلمية وبقي نقطة واحدة تأتي إن شاء الله.
المخالف : وماهي النقطة الباقية في مبحث علم الإمام علي كرم الله وجهه ؟.
الموالي : أقول النقطة الباقية هي المواقف العملية.
المخالف : وماذا تقصد بالمواقف العملية ؟.
الموالي : أقصد بالمواقف العملية هي العلم العملي الذي طبقه الأمام في القضايا الخارجية فهناك مواقف عملية وقفها الأمام (ع) بينت القيمة العلمية التي يحملها الأمام (ع).
المخالف : ولماذا تذكر هذه النقطة وقد بينت فيما مضى أحاديث النبي والصحابة وأقوال الأمام فهل لنقل هذه النقطة وهذه المواقف أمر جديد تقصده أم لا ؟.
الموالي : نعم هناك أمر مهم بل هو أهم من كل النقاط السابقة قد تقول لماذا أقول لك لقد ثبت على مر العصور الكثير من الدعاوئي والافترآءآت ولكن لم تدعم بمواقف عملية مشهودة تثبت تلك الدعاوى ومن هنا لابد وأن أذكر مجموعه من مواقف أمير المؤمنين (ع) لكي أبرهن على صحة ما قيل في علمه (ع) وسوف أحاول الاختصار بقدر الأمكان لكثرة المواقف والأن هلموا لنقل بعضاً من تلك المواقف :
الموقف الأول : فعن أنس بن مالك قال : أقبل يهودي بعد وفاة رسول الله (ص) فأشار القوم إلى أبي بكر فوقف عليه ، فقال : أريد أن أسألك ، عن أشياء لايعلمها إلاّ نبي أو وصي نبي قال أبوبكر سل ، عن مإبدألك ، قال : اليهودي : أخبرني : عما ليس لله وعما ليس عند الله وعما لايعلمه الله ، فقال أبوبكر : هذه مسائل الزنادقة يا يهودي ! ، وهم أبوبكر والمسلمون (ر) باليهودي ، فقال إبن عباس (ر) : ما إنصفتم الرجل فقال أبوبكر : أما سمعت ما تكلم به ؟ ، فقال إبن عباس : إن كان عندكم جوابه وإلافأذهبوا به إلى علي (ع) يجيبه فإني سمعت رسول الله (ص) يقول : لعلي بن أبي طالب الله أهدي قلبه وثبت لسانه قال : قام أبوبكر ومن حضره حتى أتوعلي بن أبي طالب فإستأذنوا عليه ، فقال أبوبكر : يا أبا الحسن أن هذا اليهودي سألني مسائل الزنادقة فقال علي : ماتقول يا يهودي قال : أسالك ، عن أشياء لا يعلمها إلاّ نبي أو وصي نبي فقال له : قل فرد اليهودي المسائل ، فقال علي (ع) أما لا يعلمه الله فذلك قولكم يا معشر اليهود إن العزير إبن الله والله لا يعلم أن له ولداً. وأما قولك : أخبرني : بما ليس عند الله ، فليس عنده ظلم للعباد ، وأما قولك : أخبرني : بما ليس لله فليس له شريك. فقال : اليهودي : أشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأن محمداً رسول الله ، وإنك وصي رسول الله (ص) ، فقال أبوبكر : والمسلمون لعلي (ع) : يا مفجر الكرب ، المصدر ( المجتني لإبن دريد ص 35 ).
الموقف الثاني : أخرج الحافظ العاصمي ، عن سلمان الفارسي (ر) قال : لما قبض النبي (ص) إجتمعت النصارى إلى قيصر ملك الروم فقالوا له : أيها الملك أنا وجدنا في الأنجيل رسول يخرج من بعد عيسى أسمه أحمد وقد رمقنا خروجه وجاءنا نعته فأشر علينا فإنا قد رضيناك لديننا ودنيانا قال : فجمع قيصر من نصارى بلاده مائة رجل وأخذ عليهم المواثيق أن لا يغدروا ولا يخفوا عليه من أمورهم شيئاً وقال : إنطلقوا إلى هذا الوصي الذي من بعد نبيهم فسلوه عما سئل ، عن الأنبياء (ع) وعما أتاهم به من قبل والدلائل التي عرفت بها الأنبياء ، فإن أخبركم فآمنوا به وبوصيه وأكتبوا بذلك الي ، وأن لم يخبركم فأعلوا أنه رجل مطاع في قومه ، يأخذ الكلام بمعانيه ويرده على مواليه ، وتعرفوا خروج هذا النبي قال : فسارا القوم حتى دخلوا بيت المقدس وإجتمعت اليهود إلى رأس جالوت فقالوا له مثل مقالة النصارى لقيصر ، فجمع رأس جالوت من اليهود مائة رجل ، قال : سلمان فإغتنمت صحبة القوم فسرنا حتى دخلنا المدينة وذلك يوم عروب (أي يوم الجمعة) وأبوبكر قاعد في المسجد يفتي الناس فدخلت عليه فأخبرته بالذي قدم له النصارى واليهود فأذن لهم بالدخول إليه فدخل عليه رأس جالوت فقال : يا أبابكر أنا :قوم من النصارى واليهود جئناكم لنسألكم ، عن فضل دينكم فأن كان دينكم أفضل من ديننا قبلناه وإلافديننا أفضل الأديان قال أبوبكر : سل عما تشاء أجبك إن شاء الله : قال : ما أنا وأنت عند الله ؟ ، قال أبوبكر : أما أنا :فقد كنت عند اللهمؤمنا وكذلك عند نفسي إلى الساعة ولا أدري ما يكون من بعد فقال : اليهودي: فصف لي صفة مكانك في الجنة وصفة مكاني في النار ، لأرغب في مكانك وأزهد ، عن مكاني. قال : فأقبل أبوبكر ينظر إلى معاذ مرة وإلى إبن مسعود مرة ، وأقبل رأس جالوت يقول لأ صحابه بلغة أمته : ماكان هذا نبياً : قال : سلمان : فنظر إلى القوم ، قلت لهم : أيها القوم أبعثوا إلى رجل لوثنيتم الوسادة لقضى لأهل التوراة بتوراتهم ، وأهل الأنجيل بإنجيلهأولأهل الزبور بزبورهم ، ولأهل القرآن بقرآنهم ، ويعرف ظاهر الآية من باطنها ، وباطنها من ظاهرها ، قال معاذ فقمت فدعوت علي بن أبي طالب فأخبرته بالذي قدمت له اليهود والنصارى فأقبل حتى جلس في مسجد رسول الله (ص) قال إبن مسعود : وكان علينا ثوب ذل : فلما جاء علي بن أبي طالب كشفه الله عنا قال علي : سلني عما تشاء أخبرك إن شاء الله ، قال : اليهودي : ما أنا وأنت عند الله ؟ ، قال : أما أنا :فقد كنت عند الله وعند نفسي مؤمناً إلى الساعة فلا أدري ما يكون بعد ، وأما إنت فقد كنت عند الله وعند نفسي إلى الساعة كافر ولا أدري ما يكون بعد قال : رأس جالوت : فصف لي صفة مكانك في الجنة وصفة مكاني في النار فأرغب في مكانك وأزهد ، عن مكاني قال علي : يايهودي لم أرى ثواب الجنة ولا عذاب النار فأعرف ذلك ، ولكن كذلك أعد الله للمؤمنين الجنة وللكافرين النار ، فإن شككت في شيء من ذلك فقد خالفت النبي(ص) ولست في شيء من الإسلام قال : صدقت رحمك الله فأن الأنبياء يوقنون على ماجاؤا به فأن صدقوا آمنوا ، وأن خولفوا كفروا قال : فأخبرني أعرفت الله بمحمد أم محمد بالله ؟ ، قال علي : يا يهودي ما عرفت الله بمحمد ولكن عرفت محمداً بالله لأن محمداً محدود مخلوق وعبد من عباد الله اصطفاه الله وإختاره لخلقه وألهم الله نبيه كما ألهم الملائكة الطاعة وعرفهم نفسه بلا كيف ولا شبه قال : صدقت قال : فأخبرني الرب في الدنيا أم في الآخرة ؟ ، فقال علي : أن في وعاء فمتى ماكان بفي كان محدوداً ولكنه يعلم ما في الدنيا والآخرة وعرشه في هواء الآخرة وهو محيط بالدنيا والآخرة بمنزلة القنديل في وسطه أن خليت يكسر ، وأن أخرجته لم يستقم مكانه هناك فكذلك الدنيا وسط الآخرة. قال : صدقت قال : فأخبرني الرب يحمل أو يحمل ؟ قال علي بن أبي طالب : يحمل قال : رأس جالوت : فكيف ؟ وأنا :نجد في التوراة مكتوباً ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية قال علي : يا يهودي : أن الملائكة تحمل العرش ، والثرى يحمل الهواء ، والثرى موضوع على القدرة وذلك قوله تعالى: له : ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى ، قال : اليهودي صدقت رحمك الله الحديث ، المصدر ( زين الفتى في شرح سورة هل أتى للحافظ العاصمي ).
- ولقد أخرج الحافظاًن العقيلي وأبن السمان ، عن أبي حزم بن الأسود : أن عمر أراد رجم المرأة التي ولدت لستة أشهر فقال علي :إن الله تعالى يقول : وحمله وفصاله ثلاثون شهراً. وقال تعالى : وفصاله في عامين. فالحمل ستة أشهر والفصال في عامين. فترك عمر رجمها وقال :: لولا علي لهلك عمر ، المصادر ( السنن الكبرى ج7ص442 ، ومختصر جامع العلم ً150 والرياض النضرة ج2ص194، ذخائر العقبى ص82،وتفسير الرازي ج7ص484، وأربعين الرازي ص466، وتفسير النيسابوري في سورة الاحقاف ، وكفاية الكنجي ص105، والمناقب الخوارزمي ص57، وتذكرة السبط إبن الجوزي ص87، والدر المنثور ج 1 ص 288، ج6ص40،نقلاً ، عن جمع من الحفاظ ، وكنز العمال ج3ص96، وج3ص22 ).
- ولقد أخرج الحفاظ ، عن بعجة بن عبد الله الجهني قال : تزوج رجل منا إمرأة من جهينة فولدت له تماماً لستة أشهر فإنطلق زوجها إلى عثمان فأمر بها أن ترجم فبلغ ذلك علياً (ع) فأتاه فقال : ما تصنع ؟ ليس ذلك عليها ، قال الله تبارك وتعالى: وحمله وفصاله ثلاثون شهراً وقال : والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين. فالرضاعة أربعة وعشرون شهراً والحمل ستة أشهر وقال عثمان : واللهمافطنت لهذا ، فأمر بها عثمان أن ترد فوجدت قد رجمت ، وكان من قولها لأختها : يا أخية لا تحزني فوالله ما كشف فرجي أحد قط غيره ، قال : فشب الغلام بعد فإعترف الرجل به وكان أشبه الناس به قال : فرأيت الرجل بعد ويتساقط عضواً عضواً على فراشه ، المصدر ( أخرجه مالك في الموطأ ج2ص176 والبيهقي في السنن الكبرى ج7ص442وأبو عمرفي العلم ص150 وأبن كثير في تفسيره ج4ص157 وصاحب تيسير الوصول ج2ص9 والعيني في عمدة القارئ ج9ص642 والسيوطي في الدر المنثور ج6ص40 ).
- ولقد مر علي بمجنونة بني فلان قد زنت وهي وترجم فقال علي لعمر : يا أمير المؤمنين أمرت برجم فلأنة فقال : نعم ، قال :أما تذكر قول رسول الله (ص)رفع القلم ، عن ثلاثة : ، عن النائم حتي يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم وعن المجنون حتى يفيق قال : نعم، فأمر بها فخلى عنها ، المصدر ( أخرجه أبو داود بعدة طرق ج2ص227 وأبن ماجة في سننه ج2ص227 والحاكم في المستدرك ج2ص59 وج4ص389وصححه والبيهقي في السنن الكبرى ج8ص264وغيرهم ).
- وعن أبي سعيد الخدري قال : حججنا مع عمر بن الخطاب فلما دخل الطواف إستقبل الحجر فقال : إني أعلم إنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا إني رأيت رسول الله(ص)يقبلك ما قبلتك فقبله ، فقال علي بن أبي طالب (ع) بل يا أمير المؤمنين يضر وينفع ولو علمت ذلك من تأويل كتاب الله لعلمت أنه كما أقول قال ::قال الله تعالى وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم الآية فلما أقروا أنه الرب عز وجل وأنهم العبيد كتب ميثاقهم في رق وألقمه في هذا الحجر وأنه يبعث يوم القيامة وله عينان ولسان وشفتان ويشهد لمن وافى بالموافاة وهو أمين الله في هذا الكتاب فقال له عمر لا أبقاني الله بأرض لست فيها يا أبا الحسن وفي لفظ : أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن ، ( راجع الحاكم في المستدرك ج1ص 457 وأبن الجوزي في سيرة عمر ص106 والأزرقي في تاريخ مكة كما في العمدة والقسطلأني في إرشاد الساري ج3ص195 والعيني في عمدة القارئ ج4ص606 بلفظيه والسيوطي في الجامع الكبير كما في ترتيبه ج3ص35 ) وغيرهم.
- ولقد ذكر محمد بن الزبير قال : دخلت مسجد دمشق فإذا أنا :بشيخ قد التوت ترقوتاه من الكبر فقلت : ياشيخ من أدركت قال عمر قلت فما غزوت قال : اليرموك قلت : ، حدثني : بشي سمعته قال : خرجنا مع قتيبه حجاجاً فأصبنا بيض النعام وقد أحرمنا فلما قضينا نسكنا ذكرنا ذلك لأمير المؤمنين عمر فأدبر وقال :: اتبعوني حتى أنتهي إلى حجر رسول الله (ص) فضرب حجرة منها فأجابته إمرأة فقال : أثم أبو الحسن قالت :لا فمر في المقتاة فأدبر وقال : اتبعوني حتى أنتهي إليه وهو يسوي التراب بيده فقال : مرحباً يا أمير المؤمنين فقال : أن هؤلاء أصابوا بيض نعام وهم محرمون قال : إلاّ أرسلت الي قال : أنا أحق بإتيانك قال : يضربون الفحل قلائص أبكارا بعدد البيض فما إنتج منها أهدوه قال عمر : فأن الإبل تخدج قال علي: والبيض يمرض فلما أدبر قال عمر : اللهم لا تنزل بي شديدة إلاّ وأبو الحسن إلى جنبي ، المصدر ( راجع الرياض النضرة ج2ص50و154 وكفاية الشنقيطي ص57 ).
- ولقد ذكر محمد بن عبد الله بن أبي رافع ، عن أبيه قال : خاصم غلام من الأنصار أمه إلى عمر بن الخطاب فجحدته فسأله البينة فلم تكن عنده وجاءت المرأة بنفر فشهدوا أنها لم تزوج وأن الغلام كاذب عليها وقد قذفها فأمر عمر بضربه فلقيه علي(ع) فسأل ، عن أمرهم فدعاهم ثم قعد في مسجد النبي (ص) وسأل المرأة فجحدت فقال : للغلام: اجحدها كما جحدتك فقال : يا إبن عم رسول الله أنها أمي قال : اجحدها وأنا أبوك والحسن والحسين أخواك قال : قد جحدتها وأنكرتها فقال علي : لأولياء المرأة : أمري في هذه المرأة جائز فقالوا : نعم ، وفينا أيضاً فقال علي: أشهد من حضر أني قد زوجت هذا الغلام من هذه المرأة الغريبة منه يا قنبر اتني بطينة فيها دراهم فأتاه بها فعد اربعمئة وثمانين درهماً وقذفها مهرا لها وقال : للغلام : خذ بيد إمرأتك ولا تاتينا إلاّ وعليك أثر العرس فلما ولى قالت : المرأة : يا أبا الحسن الله الله هو النار هو والله أبني قال : كيف ذلك قالت : أن أباه كان زنجيا وأن أخوتي زوجوني منه فحملت بهذا الغلام وخرج الرجل غازيا فقتل وبعثت بهذا إلى حي بني فلان فنشأ فيهم وأنفت أن يكون أبني فقال علي : أنا أبو الحسن وألحقه وثبت نسبه ، المصدر ( إبن القيم الجوزيه في الطرق الحكميه ص 45 ).
- ولقد ذكر أن علي دخل على عمر فإذا إمرأة حبلى تقاد لترجم فقال : ما شان هذه قالت : يذهبون بي ليرجموني فقال : يا أمير المؤمنين لأي شيء ترجم أن كان لك سلطان عليها فمالك سلطان على ما في بطنها فقال عمر : كل أحد أفقه مني -- ثلاث مرات -- فضمنها علي (ع) حتى وضعت غلاماً ثم ذهب بها اليه فرجمها ، المصدر ( أخرجه الحافظ محب الدين الطبري في الرياض النضرة ج2ص 196 وذخاير العقبى ص81 والكنج في الكفاية ص105 ).
- وأخرج إبن المبارك قال : ، حدثنا : اشعث ، عن الشعبي ، عن مسروق قال : بلغ عمر : إن إمرأة من قريش تزوجها رجل من ثقيف في عدتها فأرسل اليهما ففرق بينهما وعاقبهما وقال : لاينكحها إبدأً وجعل الصداق في بيت المال وفشى ذلك بين الناس فبلغ علياً (ع) ، فقال : رحم الله أمير المؤمنين ما بال الصداق وبيت المال انهما جهلاً فينبغي للإمام أن يردهما إلى السنة قيل : فما تقول أنت فيها قال لها الصداق بما أستحل من فرجها ويفرق بينهما ولا يجلد عليهما وتكمل عدتها من الأول ثم تكمل العدة من الآخر ثم يكون خاطبا فبلغ ذلك عمر فقال : يا أيها الناس ردوا الجهالات إلى السنة وروى إبن زائدة ، عن أشعث مثله ، وقال فيه فرجع عمر إلى قول علي (ع) المصدر ( راجع احكام القرآن للجصاص ج1ص504 ).
- وذكر أن عمر إستدعى إمرأة ليسألها ، عن أمر وكانت حاملا فلشدة هيبته ألقت ما في بطنها فأجهضت به جنينا ميتاً فإستفتى عمر أكابر الصحابة في ذلك فقالوا : لاشيء عليك أنما إنت مؤدب فقال له علي (ع) إن كانوا راقبوك فقد غشوك وأن كان هذا جهد رأيهم فقد أخطأوا عليك غرة يعني عتق رقبة فرجع عمر والصحابة إلى قوله ، المصدر ( راجع إبن الجوزي في سيرة عمر ص117وأبوعمر في العلم ص146والسيوطي في جمع الجوامع كما في ترتيبه ج7ص300 ).
- وعن عبد الرحمن السلمي قال : أتي عمر بإمرأة أجهدها العطش فمرت على راعي فاستسقته فأبى أن يسقيها إلاّ تمكنه من نفسها ففعلت فشاور الناس في رجمها فقال علي (ع) : هذه مضطرة أرى أن يخلى سبيلها ففعل ، المصدر ( سنن البيهقي ج8ص236والرياض النضرة ج2ص196وذخاير العقبى ص81 والطرق الحكمية ص53 ).
وبهذا أكون قد ذكرت بعضاً من مواقف الأمام علي (ع) الدالة على علمه فمن يريد المزيد فعليه بالمراجعه للكتب المختصة.
المخالف : لماذا لم تنقل لنا الأخبار والأقوال ، عن علم الخليفتين أبي بكر وعمر ؟.
الموالي : سوف أنقل بعضاً منها من باب الأمانة العلميه ولكن لن إعتمد عليها وسوف أطالبكم بأثبات المواقف العملية لكي يثبت لي أنهما فعلا يحملأن علما وما مضى حتى الأن وضح منه عدم المامهما بأي علم وسو ف يأتي مزيدا من ذلك.
المخالف : لماذا لا تعتمد على هذه الروايات في حقهما ؟.
الموالي : لسببين ، الأول : بعد أن أنقل بعضاً من تلك الأقوال سوف أنقل أقوال مجموعه من الأعلام الذين ضعفوا هذه الاقوال وثانيا بأن المواقف العمليه تناقض هذه الروايات والأقوال.
المخالف : ممكن أن تنقل لنا الأن بعضاً من تلك الاقوال والأخبار لنرى ؟.
الموالي : نعم فمن هذه الأخبار والأقوال قول ( أبن تيميه في منهاج السنة ج3ص128 ) لم يكن أبوبكر وعمر وغيرهما من أكابر الصحابة يخصان علياً بسؤال ، والمعروف : أن علياً أخذ العلم ، عن أبي بكر ومنها قول ( إبن حجر في الصواعق ص19 ) أن أبابكر من أكابر المجتهدين بل هو أعلم الصحابة على الأطلاق.
- ومنها قول ( إبن حزم في الفصل ج4ص136 ) علم كل ذي حظ من العلم أن الذي كان عند أبي بكر من العلم أضعاف ما كان عند على منه وغيرها من الأقوال ولقد إعتمدوا على مجموعه من الروايات نسبت إلى النبي(ص) منها قوله (ص) رأيت كأني أعطيت عسا مملوءا لبنا فشربت منه حتى إمتلأت ، فرأيتها تجري في عروقي بين الجلد واللحم ففضلت منها فضلة فأعطيتها أبابكر قالوا : يا رسول الله ! هذا علم أعطاكه الله حتى إذا إمتلأت ففضلت فضلة فأعطيتها أبابكر ، قال :(ص) قد أصبتم وفي خبر آخر نسب إليه(ص) : إنه قال : ما صب الله في صدري شيئاً إلاّ وصبه في صدر أبي بكر وغيرها من الأقوال والأخبار ولكن وبمراجعة سريعة فأننا نجد بأن هناك من العلماء من تكلم في هذه الفضائل والمعطيات.
- منهم ( العجلوني في كتابه كشف الخفا ص419الى 424 ) فقد عد مئة باب من ابواب الفقه وغيره فقال : لم يصح فيه حديث أو :ليس فيه حديث صحيح ومن ثم قال : في ص419فضائل أبي بكر الصديق (ر) أشهر المشهورات من الموضوعات كحديث إن الله يتجلى للناس عامة ولأبي بكر خاصة.
- وقال : ( السيوطي في اللئالي المصنوعة ج1ص186الى 302 ) ثلاثين حديثاًًً من أشهر فضائل أبي بكر مما إتخذه المؤلفون في القرون الأخيرة من المتسالم عليه ، وأرسلوه إرسال المسلمات بلا أي سند أو أي مبالاة وزيفها وحكم فيها بالوضع وذكر رأي الحفاظ فيها وكذلك الفيروز آبادي في خاتمة كتابه سفر السعادة قال : عن ، عن هذه الأحاديث وليس منها شي صحيح ولم يثبت منها عند جهابذة علماء الحديث شيء ثم عد أبواب إلى أن قال : باب فضائل أبي بكر الصديق (ر) أشهر المشهورات من الموضوعات أن الله يتجلى للناس عامة ولأبي بكر خاصة. وحديث : ما صب الله في صدري شيئاً إلاّ وصبه في صدر أبي بكر وحديث كان(ص)ذا اشتاق الجنة قبل شيبة أبي بكر.......إلى أن قال : وأمثال هذا من المفتريات المعلوم بطلانها ببديهة العقل وعلى هذا الكلام لابد من أن ننقل مواقف الخليفتين حتى نتبين صدق هذه المدعيات وهل لها واقع أم أن الواقع ضدها وبعكسها تماماً :
المصداق الأول : أخرج الإمام مسلم في صحيحه في باب التيمم ، عن عبد الرحمن بن ابزي : أن رجلاً أتى عمر فقالأني أجنبت فلم أجد ماء ؟ فقال عمر :لا تصل فقال عمار :أما تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنا وأنت في سرية فاجنبنا فلم نجد ماء فأما إنت فلم تصل وأما أنا فتمعكت في التراب وصليت فقال النبي (ص) : إنما كان يكفيك أن تضرب بيديك الأرض ثم تنفخ ثم تمسح بهما وجهك وكفيك ؟ ، فقال عمر إتق الله : يا عمار قال :إن شئت لم أحدث به ؟ ، المصدر ( وراجعه في المصادر التالية بشتى ألفاظه :سنن أبي داود ج1ص53وسنن إبن ماجه ج1ص200ومسند أحمد ج4ص265وسنن النسائي ج1ص59 وص61وسنن البيهقي ج1ص209 ) ، فعجبا لعلم الخليفة وكأنه لم يقرا القرآن ( فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً ) - ( النساء / 43 ) و ( المائدة / 6 ) ( أهذا هو علم الخليفة في الأوليات من المسائل الشرعية.
المصداق الثاني : لعلم الخليفة : أخرج ( الإمام أحمد في مسنده ج1ص192 ) بإسناده ، عن مكحول أن رسول الله (ص) قال : إذا صلى أحدكم فشك في صلاته فإن شك في الواحدة والثنتين فليجعلها واحدة،وأن شك في الثنتين والثلاث فليجعلها إثنتين ، وأن شك في الثلاث والأربع فليجعلها ثلاثا،يكون الوهم في الزيادة ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم ثم يسلم.قال محمد بن إسحاق :وقال لي حسين بن عبد الله :هل أسنده لك ؟ فقلت : لا.فقاللكنه ، حدثني : أن كريبا مولى إبن عباس حدثه ، عن إبن عباس قال ::جلست إلى عمر بن الخطاب فقال ::يابن عباس إذا إشتبه على الرجل في صلاته فلم يدر أزاد أم نقص ؟ ، قلت :يا أمير المؤمنين ما ادري ما سمعت في ذلك شيئاً فقال عمر :والله ما ادري ---وفي لفظ البيهقي --: لا والله ما سمعت منه (ص) فيه شيئاً ولا سألت عنه فبينما نحن على ذلك إذ جاء عبد الرحمن بن عوف فقال ::ما هذا الذي تذكران ؟ ، فقال له عمر : ذكرنا الرجل يشك في صلاته كيف يصنع ؟ ، فقال ::سمعت رسول الله (ص) : يقول هذا الحديث.....
- وقد مر ذكر الحديث وفي موقع آخر من ( المسند ج1ص190و195وسنن البيهقي ج2ص332 ) ، عن كريب ، عن إبن عباس إنه قال له عمر: يا غلام هل سمعت من رسول الله (ص) أو من أحد من أصحابه إذا شك الرجل في صلاته ماذا يصنع ؟ ، قال : فبينما هو كذلك إذ أقبل عبد الرحمن بن عوف فقال ::فيما إنتما؟فقال عمر :سألت هذا الغلام هل سمعت من رسول الله (ص) أو أحد من أصحابه إذا شك الرجل في صلاته ماذا يصنع ؟فقال عبد الرحمن :سمعت رسول الله)ص( يقول إذا شك أحدكم الحديث...وقد مر ذكره فعجبا لهذا العالم والخليفة الذي لا يحسن أحكام الشك وهي محل إبتلاء فماذا يصنع بما هو أصعب ويقل الإبتلاء به.
المصداق الثالث : لعلم عمر : قام عمر خطيباً فقال : أيها الناس لا تغالوا بصداق النساء فلوكانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها رسول الله (ص) ما أصدق إمرأة من نسائه أكثر من إثني عشر أوقية ، فقامت إليه إمرأة فقالت له : يا أمير المؤمنين لم تمنعنا حقاً جعله الله : لنا ؟ والله يقول : وآتيتم إحداهن قنطاراً.فقال عمر كل أحد أعلم من عمر ، ثم قال : لأصحابه : تسمعونني أقول مثل القول فلا تنكرونه علي حتى ترد علي إمرأة ليست من أعلم النساء ، المصدر ( راجع تفسير الكشاف ج1ص357 وشرح صحيح البخاري للقسطلأني ج8ص57 وله مصادر أخرى والفاظ أخرى فراجع إبن الجوزي في سيرة عمر ص129وأبن كثير في تفسيره ج1ص467عن أبي يعلي ، وقال : إسناده جيد قوي والهيثمي في مجمع الزوائد ج4ص284 والسيوطي في الدر المنثور ج2ص133 وفي جمع الجوامع كما في ترتيبه ج8ص298 والدرر النتثرة ص243 نقلاً ، عن سبة من الحفاظ منهم أحمد وأبن حبان والطبراني والشوكاني في فتح القدير ج1ص407والعجلوني في كشف الخفاء ج1ص269 نقلاً ، عن أبي يعلىوقال : سنده جيد ).
- وأخرج ( البيهقي بهذا النص في السنن الكبرى ج7ص233 ) ، عن الشعبي ، قال : خطب عمر بن الخطاب (ر) الناس فحمد الله وأثنى عليه وقال : إلاّ تغالوا في صداق النساء فإنه لا يبلغني ، عن أحد ساق أكثر من شيء ساقه رسول الله (ص) أو سبق إليه إلاّ جعلت فضل ذلك في بيت المال ثم نزل ،عرضت له إمرأة من قريش فقالت : يا أمير المؤمنين أكتاب الله تعالى أحق أن يتبع أو قولك ؟ ، قال : بل كتاب الله تعالى،فما ذاك؟ ، قالت : نهيت الناس آنفاً أن يغالوا في صداق النساء والله تعالى يقول في كتابه : وآتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً. فقال عمر (ر) كل أحد افقه من عمر. مرتين أو ثلاثاً وذكره ( السيوطي في جمع الجوامع كما في الكنز ج8ص298 نقلاً ، عن سنن سعيد بن منصور و البيهقي ورواه السندي في حاشية السنن لإبن ماجه ج1ص583 والعجلوني في كشف الخفاء ج1ص269وج2ص118 ).
- وفي لفظ آخر قال عمر (رض)على المنبر : لا تغالوا بصدقات النساء فقالت إمرأة : انتبع قولك أم قول الله : وآتيتم إحداهن قنطاراً؟ ، فقال عمر :كل أحد أعلم من عمر ، تزوجوا على ما شئتم ( تفسير النسفي هامش تفسير الخازن ج1ص353 وكشف الخفاء ج1ص388 )وغيرها وقد وضح إلى هنا الإعتراف الصريح من عمر بان كل الناس أعلم من عمر فأين علم الخليفة المدعى.
المصداق الرابع : لعلم عمر :، عن أنس بن مالك قال : إن عمر قرأ على المنبر :فأنبتنا فيها حباً وعنباً وقضباً وزيتوناً ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا ( سورة عبس ) قال ::كل هذا عرفناه فما الأب ثم رفض عصا كانت في يده فقال : هذا لعمر الله هو التكلف فما عليك أن لا تدري ما الأب إتبعوا مابين لكم هداه من الكتاب فإعملوا به وما لم تعرفوه فكلوه إلى ربه ولهذه القصة نقولات وألفاظ متعددة إليك ، المصادر فتابعها لتعرف علم عمر هذه الأحاديث ( أخرجها سعيد بن منصور في سننه وأبو نعيم في المستخرج وأبن الإيمان وأبن جرير في تفسيره ج30 ص38 والحاكم في المستدرك ج2ص514وصححه هو واقره الذهبي في تلخيصه والخطيب في تاريخه ج11ص468 والزمخشري في الكشاف ج2ص 253ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة ج2ص49نقلا ، عن البخاري والبغوي والمخلص والذهبي والشاطبي في الموافقات ج1ص21وص25وأبن الجوزي في سيرة عمر ص120 وأبن الأثير في النهايه ج1ص10وأبن تيميه في مقدمة أصول التفسير ص30 وأبن كثير في تفسيره ج4ص473وصححه والخازن في تفسيره ج4ص37 ).
المصداق الخامس : ، عن مسعود الثقفي قال : شهدت عمر بن الخطاب أشرك الأخوة من الأب والأم ومع الأخوة من الأم في الثلث ، فقال له رجل : قضيت في هذا عام أول بغير هذا قال : كيف قضيت ؟ ، جعلته للأخوة من الأأولم تجعل للأخوة من الأب والأم شيئاً ، قال : تلك على ما قضينا وهذا على ما قضينا. وفي لفظ : تلك على ما قضينا يومئذ ، وهذه ما قضينا اليوم ، المصدر ( البيهقي في السنن الكبرى ج6ص255 بعدة طرق والدارمي في سننه ص154 وأبو عمر في العلم ص139 ).
فأقول سبحان الله لهذا القائد الذي في كل يوم له حكم شرعي :
المصداق الأول : من علم الخليفة الأول : لقد سال الخليفة سائل عن قوله تعالى : وفاكهة وأبا فقالآية سماء تظلني أو آية أرض تقلني أم أين أذهب؟ ، أم كيف إصنع إذا قلت : في كتاب الله بما لم أعلم ؟ ، أما الفاكهة فأعرفها وأما الأب فالله أعلم فبلغ ذلك أمير المؤمنين علياً (ع) ، فقال ::إن الأب هو الكلأ والمرعى ، المصدر ( الزمخشري في الكشاف ج3ص253والقرطبي في تفسيره ج1ص29وأبن تيميه في مقدمة أصول التفسير ص30وأبن كثير في تفسيره ج1ص5 وصححه وأبن القيم ص158وض159وابونعيم الإصفهاني في حلية الأولياء والبيهقي في أعلام الموقعين ص29وصححه والخازن في تفسيره ج4ص274والنسفي في تفسيره هامش الرازي ج8ص389 والسيوطي في الدر المنثور ج6ص317وأبن حجر في فتح الباري ج13ص230 ).
المصداق الثاني : فعن قبيصة بن ذويب قال : جاءت الجدة إلى أبي بكر الصديق (عتيق) تسأله ، عن ميراثها فقال لها أبوبكر :مالك في كتاب الله شيء ( نحن معاشر الجدود لا نورث ، هذه زيادة مني للتوضيح ) وما علمت لك في سنة رسول الله (ص) شيئاً فارجعي حتى أسال الناس فقال المغيرة بن شعبة :حضرت رسول الله (ص) أعطاها السدس فقال أبوبكر : هل معك غيرك ؟ فقام محمد مسلمه الأنصاي فقال : مثل ما قال : المغيرة فانفذه لها أبوبكر ، المصدر ( موطا مالك ج1ص 335وسنن الدارمي ج2ص351 وسنن أبي داود ج2ص17وسنن إبن ماجه ج2ص163 ومسند أحمد ج4ص224وسنن البيهقي ج6ص234وبداية المجتهد ج2ص244 ومصابيح السنه ج2ص 22 ).
المصداق الثالث : أخرج أئمة الحديث بإسناد صحيح رجاله ثقات ، عن الشعبي ، قال : سئل أبوبكر ، عن الكلالة ؟ ، فقال : أني سأقول فيها برايي فإن يك صواباً فمن الله وأن يك خطاً فمني ومن الشيطان ، والله ورسوله بريئان منه ، أراه ما خلا الولد والوالد ، المصدر ( الدارمي في سننه ج2ص365 وأبن جرير الطبري في تفسيره ج6ص30 والبيهقي في سننه الكبرى ج6ص223 والسيوطي في الجامع الكبير كما في ترتيبه ج6ص20 وأبن كثير في تفسيره ج1ص260 ) وغيرهم.
فسبحان الله منه ومن الشيطان ثم يمشيه على الأمة ولماذا لم يرجع فيه للعلماء فمثل هؤلاء يحق أن يقال : بأنهم من العلماء وهم يجهلون أوضح الواضحات ومن أراد المزيد فعليه بالبحث فإن هناك الكثير من هذه المسائل ولكن أخذت بعضاً منها لأثبات واقع الجهل الذي يعيشه هؤلاء الإفراد والأن قد أوشكنا أن ننتهي من هذا العدد بقيت نقطة أخيره وهي الأفضلية في النسب أيهم الأفضل ؟.
النسب
المخالف : وما فائدة هذه المسألة والإسلام نهانا أن نتكلم في هذه النقطة ونتكلم في الأنساب فلماذا تثير أنت هذا الأشكال ؟.
الموالي : أخي الفاضل أقول نعم كما قلت أنت أن الإسلام نهانا ، عن الخوض في هذه المسألة حيث قال تعالى : إن أكرمكم عند الله اتقاكم وبحثي لأجل نقطة أخرى وهي قول النبي (ص) في المصادر الصحيحة أن الخلفاء من قريش وعليه فقد ورد في بعض المصادر خدشة في نسب بعض من اولائك الأشخاص وعليه سوف أذكر هذه النقطة وسوف أمر بها بسرعة ولا أقف فيها.
- من هو علي بن أبي طالب ؟ : هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بعد لا أزيد على هذا لأنه وصل إلى النبي (ص) والذي يريد أن يبحث في نسبه فعليه : أن يبحث في نسب النبي(ص) : لاتحاد النسبين فأكتفي بذلك.
- من هو أبوبكر ؟ : قيل هو عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بت تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي ، التيمي ، يلتقي مع رسول الله (ص) في مرة ، المصدر ( تاريخ الخلفاء للسيوطي ص21ثم يواصل فيقول ، قال : النووي في تهذيبه (ي تهذيب الأسماء واللغات للنووي ج2ص181 ) ، وما ذكرناه من إسم أبي بكر الصديق عبد الله هو الصحيح المشهور ، وقيل : إسمه عتيق ، والصواب الذي عليه كافة العلماء أن عتيقالقب له لا إسم ، ولقب عتيقالعتقه من النار ، كما ورد في حديث رواه الترمذي ، وقيل لعتاقتة وجهه --- أي حسنه وجماله --- قاله مصعب بن الزبير ، والليث بن سعد ، وجماعة. وقيل لأنه لم يكن في نسبه شيء يعاب إنتهى كلامه وهنا شك يثار في نسب الرجل.
المخالف : وهل تشك في نسبه هذا ؟.
الموالي : إحتمل أن في الأمر شيئاً مخفي ولعل مما يثير الشكوك هذه الترجمة كما في ( تاريخ الخلفاء للسيوطي ص22 ) ، فيقول :
قال إبن كثير : إتفقوا على أن إسمه عبد الله بن عثمان إلاّ ما روى إبن سعد ، عن إبن سيرين : أن إسمه عتيق والصحيح إنه لقبه ، ثم إختلف في وقت تلقيبه به وفي سببه فقيل : لعتاقة وجهه أي لجماله ، قاله الليث بن سعد وأحمد بن حنبل وأبن معين وغيرهم.
- وقال أبو نعيم الفضل بن دكين : لقدمه في الخير وقيل : لعتاقة نسبه أي طهارته إذ لم يكن في نسبه شيء يعاب به وقيل : سمي به أولاًً ثم سمي بعبد الله.
- وروى الطبراني ، عن القاسم بن محمد أنه سأل عائشة ، عن أسم أبي بكر فقالت : عبد الله ، فقال : أن الناس يقولون عتيق قالت : إن أبا قجافة كان له ثلاثة أولاد سماهم : عتيقا ومعتقا ومعيتقا.
- وأخرج إبن منده وأبن عساكر ، عن موسى بن طلحة قال : قلت : لأبي طلحة : لم سمي أبوبكر عتيقا قال : كانت أمه لايعيش لها ولد فلما ولدته إستقبلت به البيت ، ثم قالت : اللهم أن هذا عتيق من الموت فهبه لي.
- وأخرج الطبراني ، عن بن عباس قال : إنما سمي عتيقالحسن وجهه.
- وأخرج إبن عساكر ، عن عائشة قالت : إسم أبي بكر الذي سماه به أهله عبد الله ولكن غلب عليه إسم عتيق وفي لفظ : ولكن النبي (ص) سماه عتيقا.
- وأخرج أبو يعلي في مسنده وأبن سعد والحاكم وصححه ، عن عائشة قالت : والله إني لفي بيتي ذات يوم ورسول الله (ص) وأصحابه في الفناء والستر بيني وبينهم إذ أقبل أبوبكر فقال النبي (ص) : من سره أن ينظر إلى عتيق من النار فلينظر إلى أبي بكر وأن أسمه الذي سماه أهله عبد الله فغلب عليه أسم عتيق.
- وأخرج الترمذي والحاكم ، عن عائشة : أن أبابكر دخل على رسول الله (ص) ، فقال : يا أبابكر أنت عتيق الله من النار فمن يومئذ سمي عتيقا وأخرج البزار والطبراني بسند جيد ، عن عبد الله بن الزبير : قال : كان أسم أبي بكر عبداً لله ، فقال له رسول الله (ص) : إنت عتيق الله من النار فسمي عتيقا.
المخالف : وماذا في هذه الترجمة يا ترى من الأشكال ؟.
الموالي : أتركه للقاري ولكن مسألة عتيق ومحاولة إيجاد الأسباب إليها وسبب إطلاقها وتولد الكثير من الشكوك ومن أجل ذلك وللايضاح أكثر سوف انقل هنا للقاري الكريم ما ذكره المحقق الشيخ ( نجاح الطائي في كتابه نساء النبي وبناته ص83 ).
- فقد ذكر مايلي والعهدة عليه وكان أبوبكر وأبوه أبو قحافة من عبيد الحبشة وأسم أبي بكر عتيق وكان أسود اللون فقد ذكروه في جملة السودان فقال إبن الجوزي في عيون الأثر : أن السودان : أسامة بن زيد وأبوبكر وسالم مولى أبي حذيفة وبلال بن رباح ( راجع عيون الأثر لإبن سيد الناس ص449 وقد حذف الناشرون ذلك في الطبعات الجديدة ).
- وسمي عتيق لأنه إعتق من العبودية فجاء : قال : جبير بن مطعم بن عدي لعبده وحشي : أن أنت قتلت حمزة عم محمد بعمي طعيمة بن عدي فأنت طليق ( راجع :السيرة الحلبية ج2ص217 ).
- فعتيق هو كل من يعتق وكان أولاد أبي قحافه هم : عتيق وعتيق ومعتق وهذه أسماء المعتقين من العبودية. وأعترف الشاعر عمير بن الأهلب الضبي المشارك في جيش عائشة في معركة الجمل بعبودية أبي بكر قائلاً اطعنا بني تيم إبن مرة شقوة وهل تيم إلاّ أعبد واماء ( راجع : تاريخ الطبري ج3ص 531 ) ،
- لذلك قال أبو سفيان ، عن حكم أبي بكر : ما بال هذا الأمر في أقل قريش مكانة وأذلها ذلة أي أذلاء بالعبودية ( الحاكم وصححه الذهبي تاريخ الخلفاء للسيوطي ص66 ).
- وقال قيس بن سعد بن عبادة لأبي بكر : ليس عندك حسب كريم ( البحار ج29ص167 ).
- وقال عمر لأبي بكر : والهفاه على ضئيل بني تيم والضئيل هو العبد ( شرح نهج البلاغه للمعتزلي ج2ص31الى 34 ).
- وكان أبو قحافة من عبيد عبداً لله بن جدعان التيمي وعمله النداء على طعامه فجاء في حق أبن جدعان من الشعر : له داع بمكة مشمعل وآخر فوق دارته ينادي فالمشمعل هو سفيان بن عبد الاسد والآخر هو أبو قحافة والأثنان من عبيد عبدالله بن جدعان قال هشام بن الكلبي : كانت أم سفيان بن عبد الأسد أمة لإبن جدعان ( مثالب العرب لهشام بن الكلبي ص139ط دار الهدى للتراث بيروت ومعجم البلدان للحموي ج2ص424وج5ص185والسيرة النبوية لإبن كثير ج1ص117 ) ، فأم سفيان وأم عتيق من عبيد عبد الله بن جدعان إنتهى كلام المحقق الشيخ الطائي وأنا :أخرجت هذه الترجمة كاملة وأترك للقارئي أن يتأمل ويحكم بنفسه على نسب الرجل وهل هناك إحتمال على إنه ليس بقرشي أم لا؟ وهل أنه كان من العبيد أم لا،? ولن أتدخل هنا لأنه لا يهمني كثيراً.
**** - وأما من هو عمر بن الخطاب فهو : عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي أمير المؤمنين أبو حفص القرشي العدوي الفاروق. ولا أريد أن اقف كثيراً أيضاً عند نسب عمر ولكن أقول بان هذا التعريف عليه ماعليه من مثل الفاروق وقد مر إنه لقب خاص بامير المؤمنين علي بن أبي طالب وكذلك لقب أمير المؤمنين ولكن أقف وقفة أخرى مع ذات النسب فلقد ذكر المحقق الشيخ نجاح الطائي مايلي في كتابه نساء النبي وبناته ما يلي لقد غير الرواة الأمويون والقصاصون كل ما إستطاعوا تغييره ومن ذلك لون الصحابة وأصلهم وعبوديتهم. فقد كان عمر بن الخطاب عبداً حبشيا أسود اللون من عبيد الوليد بن المغيرة المخزومي فجعلوه حراً ومن ولد إسماعيل (ع) وابيض اللون وهذا الزيف المتعمد يفقد القارئ الثقة بأولئك الكتاب والرواة.وكانت صهاك جدة عمر زنجية وكان نفيل جده زنجنيا من الحبشة وكانا من عبيد عبد المطلب بن هاشم وكانت حنتمة أم عمر ممن عثر عليها هشام بن المغيرة المخزومي ورباها ، المصدر ( شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج3ص102وتهذيب اللغة ج8ص122وتاج العروس للزبيدي ج13ص188والنهاية في غريب الحديث والأثر لإبن الأثير ج 338ومثالب العرب للكلبي ص103 ).
- فأصبح عمراً عبداً للوليد بن المغيرة المخزومي. فقد جاء أن عمر بن الخطاب كان عسيفا أي عبداً للوليد بن المغيرة المخزومي ، المصدر ( أقرب الموارد مادة عسف ).
- وقال إبن حجر العسقلاني ، عن عمر بن الخطاب : كان أعسر يسرا طويلاً آدم شديداً الأدمه أي أسود اللون ، المصدر ( تهذيب التهذيب لإبن حجر ج7ص386 ).
- وقال سفيان الثوري : كان عمر رجلاً آدم ، المصدر ( المصدر السابق ).
- وأقر ( الواقدي ) بزنجينته قائلاً : أن سمرته أنما جاءت من أكل الزيت عام الرمادة ( راجع نفس المصدر ) إنتهى كلام الشيخ الطائي من كتابه المذكور ( ص82وص83 ) وأترك الحكم للقاري المفضل يحكم بنفسه ومن دون تعليق من قبلي وأقول والعلم لله تعالى لعل النبي (ص) عندما ركز على كون الخلفاء من قريش يريد أن يشير إلى هذه النقطة الخفيه والله هو وحده العالم.
وبهذا أكون قد إنتهيت من العدد الخامس على أن التقي معاكم في العدد القادم حول الشورى والحمد لله على التوفيق وله الحمد والشكر.
أبو حسام خليفة عبيد الكلباني العماني تم البحث في 18—3—2004م الموافق 26—1—1425هجري
|