صفحة :392   

الدليل على أننا ننكر وجود أم كلثوم:

وقد استدلّ المعترض على أنّنا ننكر وجود أم كلثوم، بأننا بعد أن طرحنا أسئلة عن سبب عدم ذكرها في جملة من هاجر مع علي، قلنا: «لا ندري، ولعل الفطن الذكي يدري» ([1]).

فقال المعترض:

«والجملة الأخيرة أوحت لي بأن السيد شاك بوجودها أصلاً. وعندي شاهد على ذلك، أنّ صاحبه الكوفي لم يذكرها على الإطلاق، وتلك قرينة حملتني على التداعي هذا»([2]).

ونقول:

أولاً: إن الجملة الأخيرة تعطي أننا بصدد الإيحاء للقارئ بأن عليه أن يفهم أن ذلك لأجل أنها لم تكن بنتاً لرسول الله «صلى الله عليه وآله» على الحقيقة، وأنها لم تكن ترجع إليه في أمورها، ولا كانت في جملة أهله الذين يعتبرونه المسؤول عن تدبير شؤونهم.

ثانياً: قوله: إن عدم ذكر الكوفي لها يدل على أنه يشك بوجودها، فنتج من ذلك أننا نحن نشك أيضاًَ فيه.. في غير محله، فإن عدم ذكره لها قد يكون لأجل عدم وجود شك أو شبهة حولها، وقد يكون لغير ذلك من أسباب.. كما أن شك الكوفي في أمرها ـ لو صح ـ لا يلازم شكنا نحن أيضاً في ذلك. بل نحن نشك في أن تكون بنتاً للنبي «صلى الله عليه وآله»، لأن الأدلة على كونها ربيبة قائمة أيضاً.


 

([1]) القول الصائب، ص60.

([2]) بنات النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه، ص132.

 
   
 
 

موقع الميزان