3 ـ القاضي النعمان (ت 363هـ.):
وقد نظم القاضي النعمان ـ وهو إسماعيلي النحلة ـ ما جرى
بعد وفاة رسول الله «صلى الله عليه وآله» في ضمن أرجوزته الجامعة في
العقائد فقال:
فبايعاه جهرة وقالا بل أنت خير
من نراه حالا
وقام منهم أهل قتلى بدر وغيرها وأهل
حقد الأسر
فبايعوا، وهم رؤوس قومهم فبايع الناس له من
يومهم
إلا قليلا منهم قد علموا ما كان من
نبيهم فاعتصموا
وقصدوا إمامهم علياً فقال: لستم
فاعلين شيا
قالوا: بلى نفعل، قال: انطلقوا من فوركم هذا
إذن فحلقوا
رؤوسكم كلكم لتعرفوا من بينهم
بذلكم وانصرفوا
إلي كيما أنصب القتالا حتى يكون
ربنا تعالى
يحكم فينا بيننا بحكمه.. ففشلوا لما
رأوا من عزمه
ولم يكن يأتيه إلا سبعة واستحسن
الباقون أخذ البيعة
وكنت قد سميتهم فقالا لست أرى عليكم
قتالا
لأنكم في قلة قليلة ليس لكم
بجمعهم من حيلة
فجلسوا إليه حتى ينظروا ماذا يرى في
أمرهم ويأمر
فجاءهم عمر في جماعة إذ لم يروا لمن
أقام طاعة
حتى أتوا باب البتول فاطمة وهي لهم قالية
مصارمة
فوقفت عن([1])
دونه تعذلهم ذفكسر الباب لهم أولهم
فاقتحموا حجابها فعولت فضربوها بينهم
فأسقطت
فسمع القول بذاك فابتدر إليهم الزبير
ـ قالوا ـ فعثر
فبدر السيف إليهم فكسر وأطبقوا على
الزبير فأسر
فخرج الوصي في باقيهم إذ لم يروا
دفاعهم ينجيهم
فاكتنفوهم ومضوا في ضيق حتى أتوا بهم إلى
عتيق
إلى أن قال:
يا حسرة من ذاك في فؤادي كالنار يذكي حرها
اعتقادي
وقتلهم فاطمة الزهراء أضرم حر النار
في أحشائي
لأن في المشهور عند الناس بأنها ماتت من
النفاس
وأمرت أن يدفنوها ليلا وأن يعمى
قبرها لكي لا
يحضرها منهم سوى ابن عمها ورهطه ثم مضت بغمها
صلى عليها ربها من ماضية وهي عن الأمة غير
راضية
فبايعوا كرها له تقية والله قد
رخص للبرية
لأنه الرؤوف بالعباد في الكفر
للكره بلا اعتقاد
إلى أن قال:
وقد روي في ذاك فيما ثبتا بأنه قال له
لما أتى:
بايع: فقال: إن أنا لم أفعل قال: إذن
آمرهم أن تقتل
فاشهد الله على استضعافه وبايع الغاصب في
خلافه
خوفا من القتل، وبايع النفر له على الكره
لخوف من حضر
فإن يكونوا استضعفوا الأمينا فقبله ما
استضعفت هارونا
أمة موسى إذ أرادوا قتله فقد أرادت قتل
ذاك قبله
وسلكوا سبيلها في الفعل في الأوصياء
مثل حذو النعل
بالنعل والقذة إذ تمثلوا كمثل ما
قال النبي المرسل([2])
([2])
الأرجوزة المختارة: ص 88 ـ 92.
|