ما روي عن الإمام الكاظم
:
35 ـ
ونقل العلامة المجلسي «رحمه الله» تعالى، عن كتاب الطرف
للعلامة الجليل السيد ابن طاووس، نقلا عن كتاب الوصية للشيخ عيسى بن
المستفاد الضرير، عن موسى بن جعفر عن أبيه، قال:
«لما حضرت رسول الله «صلى الله عليه وآله» الوفاة دعا
الأنصار، وقال: يا معشر الأنصار، قد حان الفراق..
إلى أن قال:
ألا إن فاطمة بابها بابي، وبيتها بيتي، فمن هتكه، فقد هتك حجاب الله».
قال عيسى: فبكى أبو الحسن «عليه السلام» طويلاً، وقطع
بقية كلامه، وقال: هتك ـ والله ـ حجاب الله، هتك ـ والله ـ حجاب الله،
هتك ـ والله ـ حجاب الله، يا أمه «صلوات الله عليها»([1]).
36 ـ
عن هارون بن موسى، عن أحمد بن محمد بن عمار العجلي
الكوفي، عن عيسى الضرير، عن الكاظم «عليه السلام»، قال:
قلت لأبي: فما كان بعد خروج الملائكة عن رسول الله «صلى
الله عليه وآله»؟!
قال: فقال: ثم دعا علياً وفاطمة، والحسن، والحسين
«عليهم السلام»، وقال لمن في بيته: أخرجوا عني..
إلى أن تقول الرواية:
إنه «صلى الله عليه وآله» قد قال لعلي:
«واعلم يا علي، إني راض عمن رضيت عنه ابنتي فاطمة،
وكذلك ربي وملائكته.
يا علي ويل لمن ظلمها، وويل لمن ابتزها حقها، وويل لمن
هتك حرمتها، وويل لمن أحرق بابها، وويل لمن آذى خليلها، وويل لمن شاقها
وبارزها.
اللهم إني منهم برئ، وهم مني براء.
ثم سماهم رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وضم فاطمة
إليه، وعلياً، والحسن، والحسين «عليهم السلام»، وقال:
اللهم إني لهم ولمن شايعهم سلم، وزعيم بأنهم يدخلون
الجنة، وعدو وحرب لمن عاداهم وظلمهم، وتقدمهم، أو تأخر عنهم وعن
شيعتهم، زعيم بأنهم يدخلون النار.
ثم ـ والله ـ يا فاطمة لا أرضى حتى ترضي.
ثم ـ لا والله ـ لا أرضى حتى ترضي.
ثم ـ لا والله ـ لا أرضى حتى ترضي..»([2]).
37 ـ
عن محمد بن يحيى، عن العمركي بن علي، عن علي بن جعفر،
عن أخيه، عن أبي الحسن «عليه السلام»:
«إن فاطمة «عليها السلام» صديقة شهيدة، وإن بنات
الأنبياء لا يطمئن»([3]).
قال المجلسيان الأول والثاني، وهما من أعاظم علمائنا:
هذا الحديث صحيح([4]).
38 ـ
وروى العلامة الجليل العابد الزاهد، السيد ابن طاووس
بإسناده عن الإمام الكاظم «عليه السلام»، عن أبيه «عليه السلام» قال:
قال رسول الله «صلى الله عليه وآله»: يا علي، ما أنت
صانع لو قد تآمر القوم عليك بعدي، وتقدموا عليك، وبعث إليك (..) يدعوك
إلى البيعة، ثم لببت بثوبك تقاد، كما يقاد الشارد من الإبل، مذموما
مخذولا، محزونا مهموماً. وبعد ذلك ينزل بهذه الذل الخ..([5]).
([1])
بحار الأنوار: ج 22 ص 476 و 477، وفي هامشه عن الطرف لابن
طاووس: ص 18 ـ 21.
([2])
بحار الأنوار: ج 22 ص 484 و 485 وفي هامشه عن خصائص الأئمة: ص
72، وعوالم العلوم: ج 11 ص 400 وعن الطرف: ص 29 ـ 34، وعن
مصباح الأنوار.
([3])
الكافي: ج 1 ص 458، وعوالم العلوم: ج 11 ص 260، والرسائل
الاعتقادية للخواجوئي: ص 302 و 301.
([4])
مرآة العقول: ج 5 ص 315، وروضة المتقين: ج 5 ص 342.
([5])
البحار: ح 22 ص 493.
|