الباب ذو المفتاح:
وقد كان لأبواب بيوت المدينة مفاتيح أيضاً، ولا يمكن
للستائر أن يكون لها مفاتيح. فلاحظ ما يلي:
1 ـ
روي عن دكين بن سعيد المزني قال: أتينا النبي «صلى الله
عليه وآله» ـ فسألناه الطعام، فقال: يا عمر، إذهب فأعطهم.
فارتقى بنا إلى علية، فأخذ المفتاح من حجزته، ففتح
الخ..([1]).
2 ـ ويؤيد ذلك:
ما روي عن علي «عليه السلام» أنه قال في خطبة له: «قد أعدوا لكل حق
باطلا، ولكل قائم مائلاً، ولكل حي قاتلاً، ولكل باب مفتاحاً، ولكل ليل
مصباحاً»([2]).
وهو «عليه السلام» إنما يتحدث مع الناس بما يعرفونه
ويألفونه. مما كان في عهده وقبله إلى زمن رسول الله «صلى الله عليه
وآله» ـ .
3 ـ ويؤيد ذلك أيضاً:
أنه حين كلم علي «عليه السلام» طلحة في أمر عثمان: انصرف علي «عليه
السلام» إلى بيت المال، فأمر بفتحه، فلم يجدوا المفتاح، فكسر الباب،
وفرق ما فيه على الناس، فانصرفوا من عند طلحة حتى بقي وحده، فسر عثمان
بذلك([3]).
([1])
سنن أبي داود: ج 4 ص 361 ح 5238. ومسند أحمد: ج 4 ص 174.
([2])
نهج البلاغة: الخطبة رقم 194، والبحار: ج 69 ص 176 و 177.
([3])
تاريخ الطبري: ج 4 ص 431، والبحار: ج 32 ص 57 عنه.
|