إذا عرف السبب زال العجب:
وبعد ما تقدم يتضح:
أن سبب إنكار وجود الأبواب لبيوت أزواج النبي «صلى الله عليه وآله»
بالمدينة، ثم إنكار الأبواب لبيوت المدينة بأسرها هو التشكيك في
الروايات الكثيرة التي رواها أهل السنة والشيعة، التي تثبت محاولة بعض
صحابة الرسول إحراق باب الزهراء وبيتها بمن فيه، وفيه الزهراء، وعلي،
والحسنان وآخرون.
وإذا لم يكن ثمة مصاريع وأبواب، فلا أثر بعد هذا لكل ما
رواه المحدثون والمؤرخون أن إسقاط المحسن بن علي قد كان بسبب ضربها
«عليها السلام»، ثم حصرها بين الباب والحائط؟!
إن من يطلع على الكيد العلمي، والثقافي والتاريخي
والمذهبي الذي أظهره خصوم أهل البيت «عليهم السلام» في مواجهتهم لهم
«صلوات الله وسلامه عليهم» لا يستطيع أن يتردد كثيرا في البخوع لهذا
الأمر، ولا أقل من جعله في الحسبان، متلمسا الشواهد والمؤيدات له.
ويتضح ما جرى للزهراء في هذا المجال، إذا اطلعنا على ما
تقدم من نصوص لا نجد مبررا للتشكيك فيها، بعد أن رواها الكثيرون من
أولئك الذين يهمهم تبرئة ساحة هذا الفريق الذي ما زالوا يحبونه،
ويعظمونه على مر الدهور والعصور.
|