صفحة : 88   

قطع الشك باليقين:

قد يتخيل أحد من أولئك الناس: أن الذين هزموا بالراية أو اللواء بالأمس، إن كانوا لا يستحقون أخذ هذا اللواء وليسوا أهلاً له، فلعل غيرهم كان يستحق، فذلك جاء هذا التأكيد والتكرار منه «صلى الله عليه وآله» مرة بعد أخرى، فإنه يريد أن يقطع الشك باليقين بأن أحداً غير علي «عليه السلام» لا يستحق أخذ هذا اللواء، لأنه هو الوحيد الذي يأخذه بحقه، وقد اثبت ذلك عملاً في خيبر وغيرها.

وثبت أيضاً عملاً ومن خلال فرار الجمع كله أكثر من مرة حتى عن علي «عليه السلام» في خيبر نفسها ، فضلاً عما سواها: أن غيره «عليه السلام» يدعي ما ليس فيه، وبديهي أن:

كـل مـن يـدعـي بـما ليس فـيـه          كـذبـتــه شــواهــد الإمـتـحـان

يضاف إلى ذلك: أنه كان من المصلحة سد أبواب انتحال الأعذار، التي قد يصل بعضها في وقاحته إلى حد اتهام النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» بمحاباة أحبائه، وأصفيائه، وذوي قرابته.

 
   
 
 

موقع الميزان