لو ردت لعلي
عليه السلام
لردت للنبي صلى الله عليه وآله:
وقالوا:
لو ردت الشمس لعلي
«عليه
السلام»
لردت للنبي
«صلى
الله عليه وآله»،
حينما نام هو وأصحابه عن صلاة الصبح في الصهباء، وهو راجع من غزوة خيبر
نفسها([1]).
ونقول:
أولاً:
حديث نوم النبي «صلى الله عليه وآله» عن صلاة الصبح لا يمكن قبوله.
ثانياً:
إن
الشمس ردت على رسول الله «صلى الله عليه وآله» في غزوة الخندق وغيرها،
وحبست له «صلى الله عليه وآله» حين الإسراء.
وتقدم أيضاً:
أنها ردَّت وحبست لغيره من الأنبياء والأوصياء السابقين..
بل زعموا:
أنها حبست للحضرمي، ولأبي بكر أيضاً. كما أن من يصدق بهذا وذاك، فعليه
أن يعتقد أن ذلك لا يوجب اختلال النظام الكوني أيضاً.
ثالثاً:
قال الخفاجي:
«إنما
ردت إلى علي
«عليه
السلام»
ببركة دعائه
«صلى الله
عليه وآله».
مع أن كرامات الأولياء في معنى معجزات الأنبياء».
إلى أن قال:
«مع أن
المفضول قد يوجد فيه ما لا يوجد في الفاضل. كما يلزم منه القول بعدم
حبسها ليوشع»([2]).
ولعله يقصد بقوله:
قد يوجد في المفضول ما لا يوجد في الفاضل: أن بعض المصالح قد توجب حدوث
أمر للمفضول، ولا يكون هناك ما يوجب حدوثه للفاضل..
فإذا كان هناك
من سوف يعاند علياً «عليه السلام» في إمامته، وفي خصوصيته، وفي أفضليته
على البشر جميعاً، باستثناء رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فإن الله
يختصه «عليه السلام» بكرامات تثبت له ذلك كله، وتقيم عليهم الحجة فيه،
فيولد علي «عليه السلام» في الكعبة، ولا يولد رسول الله «صلى الله عليه
وآله» فيها، ويقلع علي «عليه السلام» باب حصن خيبر، وترد له الشمس و..
و.. الخ.. ولا يكون هناك ما يقتضي حدوث ذلك لرسول الله «صلى الله عليه
وآله»..
([1])
البداية والنهاية ج6 ص79 و 80 و 87 و (ط دار إحياء التراث
العربي) ج6 ص88 وراجع: منهاج السنة ج4 ص187 و 189.
([2])
شرح الشفاء للقاري (مطبوع مع نسيم الرياض) ج3 ص13.
|