وأكثر ما لفت نظرنا في النص المتقدم قوله:
«ففعل ـ والله ـ كما قال، وعد وأنصف، وأنفذ الأحكام، مهتدياً بهدي
الله، غير محتاج إلى مؤامرة ولا مراجعة».
فقد تضمنت هذه
الفقرة أموراً لا واقع لها فلاحظ:
ألف:
قول الرواية: إنه فعل كما قال، ولو فعل ذلك وقتل أحداً ممن لم يحضر
الصلاة لضج التاريخ بالحديث عن ذلك..
ب:
إن هذا النص يصور عتاب بن أسيد الأموي، وكأنه رجل يوحى إليه.. حيث إنه
يقول: إنه كان مهتدياً بهدي الله، فإذا ضممنا ذلك إلى حقيقة: أنه لم
يدخل في الإسلام إلا قبل ذلك بساعات أو بيوم، او بأيام. فلا بد أن نفهم
أنه يقصد بالهدي الإلهي ما يجعله مستغنياً عن تعليم أحد..
ج:
قوله: من غير حاجة إلى مؤامرة ولا مراجعة، قد جاء ليؤكد ما يسعون إليه
من الإيحاء بأنه كان يتمتع بالإكتفاء الذاتي حتى بالنسبة لرسول الله
«صلى الله عليه وآله»..
ولذلك لم يحتج
إلى أن يؤامره في شيء، ولا أن يراجعه بشيء، ولا يمكن تفسير ذلك إلا على
أساس نزول الوحي على عتاب..
كما أن ذلك
يطرح الإشكال في أن يكون قد احتاج إلى الإعتراف بنبوة النبي «صلى الله
عليه وآله»، طيلة حياة النبي «صلى الله عليه وآله»، أو أنه كان في غنى
عن ذلك أيضاً!..
|