صفحة : 9   

حديثان آخران:

وفي حديث آخر: أنه «صلى الله عليه وآله» بعث خالداً والياً على صدقات بني المصطلق حي من خزاعة.

ثم ساق الحديث نحو ما تقدم، ولكنه «صلى الله عليه وآله» قال لعلي «عليه السلام» في آخره:

«أرضيتني، رضي الله عنك، يا علي، أنت هادي أمتي. ألا إن السعيد كل السعيد من أحبك، وأخذ بطريقتك. ألا إن الشقي كل الشقي من خالفك، ورغب عن طريقتك إلى يوم القيامة»([1]).

وفي حديث المناشدة يوم الشورى، قال «عليه السلام»:

«نشدتكم بالله، هل علمتم أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» بعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، ففعل ما فعل، فصعد رسول الله «صلى الله عليه وآله» المنبر، فقال: «اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد» ثلاث مرات.

ثم قال: «اذهب يا علي».

فذهبت، فوديتهم، ثم ناشدتهم بالله هل بقي شيء؟!

فقالوا: إذا نشدتنا بالله، فميلغة كلابنا، وعقال بعيرنا.

فأعطيتهم لهما([2]). وبقي معي ذهب كثير، فأعطيتهم إياه، وقلت: وهذا لذمة رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ولما تعلمون، ولما لا تعلمون، ولروعات النساء والصبيان.

ثم جئت إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فأخبرته، فقال: «والله، ما يسرني يا علي أن لي بما صنعت حمر النعم».

قالوا: اللهم نعم([3]).


 

([1]) الأمالي للشيخ الطوسي (ط سنة 1414 هـ) ص498 وبحار الأنوار ج21 ص143 وموسوعة أحاديث أهل البيت «عليهم السلام» ج11 ص219.

([2]) أي أنه أعطى بني جذيمة مالاً لأجل ميلغة الكلب، وعقال البعير.

([3]) الخصال ج2 ص562 وبحار الأنوار ج1 ص141 و 327.

 
   
 
 

موقع الميزان