![]() |
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم اللعن عدوهم . الرابع عشرة دعاؤه عليه السلام صبيحة يوم عاشوراء كَمْ مِنْ هَمٍّ يَضْعُفُ فِيهِ الْفُؤَادُ، وَتَقِلُّ فِيهِ الْحِيلَةُ، وَيَخْذُلُ فِيهِ الصَّدِيقُ، وَيَشْمَتُ فِيهِ الْعَدُوُّ؛ أَنْزَلْتُهُ بِكَ، وَشَكَوْتُهُ إلَيْكَ، رَغْبَةً مِنِّي إلَيْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ؛ فَفَرَّجْتَهُ عَنِّي، وَكَشَفْتَهُ، وَكَفَيْتَهُ. فَأَنْتَ وَلِيُّ كُلِّ نِعْمَةٍ، وَصَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ، وَمُنْتَهَي كُلِّ رَغْبَةٍ. الخطبة الخامس عشرة خطبته عليه السلام صبيحة يوم عاشوراء * ثمّ دعا الحسينُ عليه السلام براحلته فركبها ونادي بأعلي صوته بحيث يسمعه الجميع فقال: أَيُّهَا النَّاسُ! اسْمَعُوا قَوْلِي، وَلاَ تَعْجَلُوا حَتَّي أَعِظَكُمْ بِمَا يَحِقُّ عَلَيَّ لَكُمْ ؛ وَحَتَّي أُعْذِرَ إلَيْكُمْ! فَإنْأَعْطَيْتُمُونِي النِّصْفَ كُنْتُمْ بِذَلِكَ أَسْعَدَ! وَإنْ لَمْتُعْطُونِي النِّصْفَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ فَأَجْمِعُوا رَأْيَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُو´ا إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ! إنَّ وَلِــِّيَ اللَهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَـ"بَ وَهُوَ يَتَوَلَّي الصَّـ"لِحِينَ. ثُمَّ حمد الله وأثني عليه، وذكر الله تعالي بما هو أهله، وصلّي علي النبيّ وآله وعلي ملائكته وأنبيائه، فلميُسمع متكلّم قطّ قبله و لا بعده أبلغ في منطق منه. ثمّ قال: أمّا بعد، فانسبوني فانظروا مَن أنا، ثمّ ارجعوا إلي أنفسكم وعاتبوها فانظروا هل يصلح لكم قتلي وانتهاك حرمتي؟! ألستُ ابن بنت نبيّكم وابن وصيّه وابن عمّه وأوّل المؤمنين المصدّق لرسول الله صلّي الله عليه وآله بما جاء به من عند ربّه ؟! أو ليس حمزة سيّد الشهداء عمّي ؟ أو ليس جعفر الطيّار في الجنّة بجناحين عمّي ؟! أولم يبلغكم ما قال رسول الله صلّي الله عليه وآله لي ولاخي: هَذَانِ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ فإن صدّقتموني بما أقول ـ وهو الحقّ ـ واللهِ ماتعمّدتُ كذباً منذ علمتُ أنَّ اللَه يمقت عليه أهله، وإنْكذّبتموني فإنّ فيكم من إنْ سألتُموه عن ذلك أخبركم. سَلوا جابر بن عبد الله الانصاريّ وأبا سعيد الخدريّ وسهل بن سعد الساعديّ وزيد بن أرقم وأنس ابن مالك، يخبروكم أنّهم سمعوا هذه المقالة من رسولالله صلّي الله عليه وآله لي ولاخي. أما في هذا حاجزٌ لكم عن سفك دمي ؟! فقال له شمر بن ذي الجوشن: هو يعبد اللهَ عليحَرْفٍ إنْ كان يدري ما تقول. فقال له حبيب بن مظاهر: واللهِ إنّي لاراك تعبدُ اللهَ علي سبعين حرف، وأنا أشهد أنّك صادق ما تدري مايقول، قد طبع اللهُ علي قلبك. ثمّ قال لهم الحسين عليهالسلام: فإنْ كنتم في شكٍّ من هذا أفتشكّون أَنّي ابنبنت نبيّكم ؟ فواللهِ ما بينَ المشرقِ والمغربِ ابنُبنتِ نَبيٍّ غَيري، فيكم ولا في غيركم. وَيْحَكُمْ أتطلبوني بقتيلٍ منكمْ قتلتُه ؟ أو مالٍ لكم استهلكتُه ؟ أو بقصاصِ جراحةٍ ؟ فأخذوا لا يكلّمونه ؛ فنادي: يا شبث بن ربعيّ! ويا حجّار بن أبجر! ويا قيس بن الاشعث! ويا يزيد بن الحارث! ألم تكتبوا إليّ: أنْ قدْ أينعت الثمارُ واخضرَّ الجنابُ، وإنّما تَقْدَمُ عَلي جُندٍ لَكَ مُجَنَّدَةٍ ؟! فقال له قيسُ بن الاشعثِ: ما ندري ما تقول ؛ ولكن انْزِل علي حُكم بَني عمّكَ، فَإنّهم لن يُرُوك إلاّ ما تحبّ. فَقَالَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: لاَ وَاللَهِ لاَ أُعْطِيكُمْ بِيَدِي إعْطَاءَ الذَّلِيلِ؛ وَلاَ أُقِرُّ لَكُمْ إقْرَارَ الْعَبِيدِ ؛ ثُمَّ نَادَي: يَا عِبَادَ اللَهِ! إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنتَرْجُمُونِ ؛ وَأَعُوذُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لاَيُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ. الخطبة السادسة عشرة * وروي ابن طاووس الخطبة الغرّاء التالية عن سيّدالشهداء عليه السلام خطبها يوم عاشوراء، بهذا المضمون:خطبة الإمام الغرّاء يوم عاشوراء قالَ الرَّاوي: وَرَكِبَ أَصْحَابُ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ لَعَنَهُمُ اللَهُ، فَبَعَثَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بُرَيْرَ بْنَ خُضَيْرٍ فَوَعَظَهُمْ ؛ فَلَمْ يَسْتَمِعُوا وَذَكَّرَهُمْ فَلَمْ يَنْتَفِعُوا. فَرَكِبَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ نَاقَتَهُ ـ وَقِيلَ فَرَسَهُ ـ فَاسْتَنْصَتَهُمْ فَأَنْصَتُوا. فَحَمِدَاللَهَ، وَأَثْنَي عَلَيْهِ، وَذَكَرَهُ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ؛ وَصَلَّي عَلَي مُحَمَّدٍ وَعَلَي الْمَلاَئِكَةِ وَالاْنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ ؛ وَأَبْلَغَ فِي الْمَقَالِ ؛ ثُمَّ قَالَ: تَبّاً لَكُمْ أَيَّتُهَا الْجَمَاعَةُ وَتَرَحاً حِينَ اسْتَصْرَخْتُمُونَا وَالِهِينَ، فَأَصْرَخْنَاكُمْ مُوجِفِينَ ؛ سَلَلْتُمْ عَلَيْنَا سَيْفاً لَنَا فِي أَيْمَانِكُمْ! وَحَشَشْتُمْ عَلَيْنَا نَاراً اقْتَدَحْنَاهَا عَلَيعَدُوِّنَا وَعَدُوِّكُمْ! فَأَصْبَحْتُمْ ألْباً لاِعْدَائِكُمْ عَلَيأَوْلِيَائِكُمْ بِغَيْرِ عَدْلٍ أَفْشَوْهُ فِيكُمْ، وَلاَ أَمَلٍ أَصْبَحَ لَكُمْ فِيهِمْ! فَهَلاَّ ـ لَكُمُ الْوَيْلاَتُ ـ تَرَكْتُمُونَا ؛ وَالسَّيْفُ مَشِيمٌ، وَالجَأْشُ طَامِنٌ، وَالرَّأْيُ لَمَّا يُسْتَحْصَفْ ؟! وَلكِنْ أَسْرَعْتُمْ إلَيْهَا كَطَيْرَةِ الدَّبَي! وَتَدَاعَيْتُمْ إلَيْهَا كَتَهَافُتِ الْفَرَاشِ! فَسُحْقاً لَكُمْ يَا عَبِيدَ الاْمَّةِ! وَشُذَّاذَ الاْحْزَابِ! وَنَبَذَةَ الْكِتَابِ! وَمُحَرِّفِي الْكَلِمِ! وعُصْبَةَ الآثَامِ! وَنَفَثَةَ الشَّيْطَانِ! وَمُطْفِئِي السُّنَنِ! أَهَؤُلاَءِ تَعْضُدُونَ ؟! وَعَنَّا تَتَخَاذَلُونَ ؟! أَجَلْ وَاللَهِ غَدْرٌ فِيكُمْ قَدِيمٌ! وَشَجَتْ إلَيْهِ أُصُولُكُمْ! وَتَأَزَّرَتْ عَلَيْهِ فُرُوعُكُمْ! فَكُنْتُمْ أَخْبَثَ ثَمَرٍ شَجاً لِلنَّاظِرِ! وَأُكْلَةً لِلْغَاصِبِ! أَلاَ وَإنَّ الدَّعِيَّ ابْنَ الدَّعِيِّ قَدْ رَكَزَ بَيْنَ اثْنَتَيْنِ: بَيْنَ السِّلَّةِ وَالذِّلَّةِ ؛ وَهَيْهَاتَ مِنَّا الذِّلَّةُ! يَأْبَي اللَهُ ذَلِكَ لَنَا وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَحُجُورٌ طَابَتْ وَطَهُرَتْ، وَأُنُوفٌ حَمِيَّةٌ، وَنُفُوسٌ أَبِيَّةٌ، مِنْ أَنْنُؤْثِرَ طَاعَةَ اللِئَـامِ عَلَي مَصَـارِعِ الْكِرَامِ. أَلاَ وَإنِّي زَاحِفٌ بِهَذِهِ الاْسْرَةِ مَعَ قِلَّةِ الْعَدَدِ، وَخَذْلَةِ النَّاصِرِ. ثُمَّ أَوصَلَ كَلاَمَهُ بِأَبْيَاتِ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ الْمُرَادِيِّ: فَإنْ نَهْزِمْ فَهَزَّامُونَ قِدْماً وَإنْ نُغْلَبْ فَغَيْرُ مُغَلَّبِينَا وَمَا إنْ طِبُّنَا جُبْنٌ وَلَكِنْ مَنَايَانَا وَدَوْلَةُ آخَرِينَا إذَا مَا الْمَوْتُ رَفَّعَ عَنْ أُنَاسٍ كَلاَكِلَهُ أَنَاخَ بِآخَرِينَا فَأَفْنَي ذَلِكُمْ سُرَوَاءَ قَوْمِي كَمَا أَفْنَي الْقُرُونَ الاْوَّلِينَا فَلَوْ خَلَدَ الْمُلُوكُ إذاً خَلَدْنَا وَلَوْ بَقِيَ الْكِرَامُ إذاً بَقِينَا فَقُلْ لِلشَّامِتِينَ بِنَا أَفِيقُوا سَيَلْقَي الشَّامِتُونَ كَمَا لَقِينَا ثُمَّ أَيْمُ اللَهِ لاَ تَلْبَثُونَ بَعْدَهَا إلاَّ كَرَيْثِمَا يُرْكَبُ الْفَرَسُ، حَتَّي تَدُورَ بِكُمْ دَوْرَ الرَّحَي! وَ تَقْلَقَ بِكُمْ قَلَقَ الْمِحْوَرِ! عَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيَّ أَبِي عَنْ جَدِّي ؛ فَأَجْمِعُو´ا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُو´ا إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ! إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَي اللَهِ رَبِّي وَ رَبِّكُم مَا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ ءَاخِذُ بِنَاصِيَتِهَآ إِنَّ رَبِّي عَلَي" صِرَطٍ مُسْتَقِيمٍ. اللَهُمَّ احْبِسْ عَنْهُمْ قَطْرَ السَّمَاءِ ؛ وَابْعَـثْ عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِني يُوسُفَ ؛ وَسلِّطْ عَلَيْهِمْ غُلاَمَ ثَقِيفٍ! فَيَسُومَهُمْ كَـأْساً مُصَبَّرَةً ؛ فإنَّهُمْ كَذَّبُونَا وَخَذَلُونَا وَأَنْتَ رَبُّنَا! عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإلَيْكَ أَنَبْنَا وَإلَيْكَ الْمَصِيرُ! |
شعره سلام الله عليه في ليلة العاشر من محرم يـا دهـر أُفٍّ لـك مـن خـلـيـل كـم لـك بـالإشـراق والأصـيـل مـن صـاحـبٍ وطـالـبٍ قـتيـلِ والـدهـر لا يـقـنـع بـالبـديـل وإنّـمـا الأمــر إلـى الجـلـيـل وكـلّ حـي سـالـك الـسـبـيـل أشعاره الرجزيّة يوم عاشوراء غَدَرَ الْقَوْمُ وَ قِدْماً رَغِبُوا عَنْ ثَوابِ اللَهِ رَبِّ الثَّقَلَيْن قَتَلُوا قِدْماً عَلِيّاً وَابْنَهُ حَسَنَ الْخَيْرِ كَرِيمَ الطَّرَفَيْن حَسَداً مِنْهُمْ وَ قَالُوا أَجْمِعُوا نُقْبِلِ الآنَ جَمِيعاً بِالْحُسَيْن يَا لَقَوْمٍ لاِنَاسٍ رُذَّلٍ جَمَعُوا الْجَمْعَ لاِهْلِ الْحَرَمَيْن ثُمَّ سَارُوا وَ تَوَاصَوْا كُلُّهُمْ لاِجْتِيَاحِي لِلرِّضَا بِالْمُلْحِدَيْن لَمْ يَخَافُوا اللَهَ فِي سَفْكِ دَمِي لِعُبَيْدِ اللَهِ نَسْلِ الْفَاجِرَيْن وَابْنُ سَعْدٍ قَدْ رَمَانِي عَنْوَةً بِجُنُودٍ كَوُكُوفِ الْهَاطِلَيْن لاَ لِشَيْءٍ كَانَ مِنِّي قَبْلَ ذَا غَيْرِ فَخْرِي بِضِيَاءِ الْفَرْقَدَيْن بِعَلِيٍّ خَيْرِ مَنْ بَعْدَ النَّبِيّ وَالنَّبِيِّ الْقُرَشِيِّ الْوَالِدَيْن خَيْرَةُ اللَهِ مِنَ الْخَلْقِ أَبِي ثُمَّ أُمِّي فَأَنَا ابْنُ الْخَيْرَتَيْن فِضَّةٌ قَدْ صُفِيَتْ مِنْ ذَهَبٍ فَأَنَا الْفِضَّةُ وَابْنُ الذَّهَبَيْن مَنْ لَهُ جَدٌّ كَجَدِّي فِي الْوَرَي أَوْ كَشَيْخِي فَأَنَا ابْنُ الْقَمَرَيْن فَاطِمُ الزَّهْرَاءِ أُمِّي وَ أَبِي قَاصِمُ الْكُفْرِ بِبَدْرٍ وَ حُنَيْن وَ لَهُ فِي يَوْمِ أُحْدٍ وَقْعَةٌ شَفَتِ الغِلَّ بِفَضِّ الْعَسْكَرَيْن ثُمَّ بِالاْحْزَابِ وَالْفَتْحِ مَعاً كَانَ فِيهَا حَتْفُ أَهْلِ الْقِبْلَتَيْن فِي سَبِيلِ اللَهِ مَاذَا صَنَعَتْ أُمَّةُ السَّوْءِ مَعاً بِالْعِتْرَتَيْن عِتْرَةِ الْبَرِّ النَّبِيِّ الْمُصْطَفَي وَ عَلِيِّ الْوَرْدِ بَيْنَ الْجَحْفَلَيْن * قال عبد الله بن عَمّار بن يَغوث: ما رأيتُ مكثوراً قَطّ قد قُتلَ ولده وأهلُ بيته وصحبُهُ أربط جَأشاً منهُ ولاأمْضي جناناً ولا أجرأ مقدماً، ولقد كانت الرجال تنكشف بين يديه إذا شدّ فيها، ولم يثبتْ له أحد. فصاح عُمر بن سَعد بالجمع: هذا ابنُ الانْزَعِ البطين ، هذا ابنُ قتّالِ العرب، احملوا عليه من كلّ جانب! فأتته أربعةُ آلاف نبلة ، وحال الرجال بينه وبين رحله، فصاح بهم سيّد الشهداء عليه السلام: نداؤه عليه السلام في أتباع آل أبي سفيان فناداه شمر: ما تقولُ يا ابنَ فاطمة! قال: أنا الذي أقاتلكم والنِّساءُ ليس عليهنّ جُناح فامنعوا عُتاتكم عن التعرّض لحرمي ما دمتُ حيّاً. قَالَ اقْصُدُونِي بِنَفْسِي وَاتْرُكُوا حَرَمِي قَدْ حَانَ حِينِي وَقَدْ لاَحَتْ لَوَائِحُهُ فقال شمر: لك ذلك! وقصده القوم، واشتدّ القتال وقد اشتدّ به العطش. ثمّ إنّه عليه السلام رجع إلي الخيمة وودّع عياله ثانياً، فحملوا عليه يرمونه بالسهام، فحمل عليهم كالليث الغضبان، ورجع إلي مركزه يُكثر من قول: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَهِ! * ورماه أبو الحُتوف الجُعْفي بسهم في جبهته، فنزعه وسالت الدماء علي وجهه. دعاؤه عليه السلام علي أهل الكوفة و مخاطبته لهم و صاح بصوت عالٍ: يَا أُمَّةَ السَّوْءِ بِئْسَمَا خَلَّفْتُمْ مُحَمَّداً فِي عِتْرَتِهِ! أَمَا إنَّكُمْ لاَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً بَعْدِي فَتَهَابُونَ قَتْلَهُ! بَلْ يَهُونُ عَلَيْكُمْ ذَلِكَ عِنْدَ قَتْلِكُمْ إيَّايَ! وَأَيْمُ اللَهِ إنِّي لاَرْجُو أَنْيُكْرِمَنِيَ اللَهُ بِالشَّهَادَةِ، ثُمَّ يَنْتَقِمَ لِي مِنْكُمْ مِنْ حَيْثُ لاَتَشْعُرُونَ! فقال الحُصَيْن: وبماذا ينتقم لك منّا يا ابن فاطمة ؟ قال (عليه السلام): يُلقي بأسَكم بينكم ويسفك دماءَكُم ثُمّ يصبّ عليكم العذابَ صَبّاً. السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين . |
الساعة الآن »08:18 AM. |