منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=128)
-   -   موسوعه اصحاب الائمه عليهم السلام (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=16900)

ماهرالصندوق 28-Apr-2010 11:18 AM

السلام عليكم أخي أبو طالب وجهد مشكور
إن هؤلاء العمالقة كان لهم الدور الأساس في تثبيت المذهب الحق مذهب آل البيت عليهم السلام
وكان حبهم للأئمة عليهم السلام ومعرفتهم بقدرهم هو النبراس الذي ساروا به في حياتهم
وهنا اسمح أن أروي قصة استشهاد ابن السكيت (رضي الله عنه)
كان ابن السكيت معلماً ومؤدباً لأولاد المتوكل العباسي
وقد وصل إلى هذا الناصبي أن ابن السكيت من الرافضة
فأراد أن يتأكد من هذه التهمة فاستدعاه وسأله :
من أحب إليك الحسن والحسين أم ولدي ؟؟؟؟؟؟
فانتفض ابن السكيت وقال : والله لشسع نعل قنبر أحب إلي منك ومن ولديك
فأمر المتوكل اللعين بضرب عنق هذا العبد الصالح
أحسنت أبوطالب الغالي

رياض ابو طالب 29-Apr-2010 12:57 AM

السلام عليكم

أبو سعيد الخُدري ( رضوان الله عليه )


هو سعد بن مالك بن سنان بن الخزرج الأنصاري ، مشهور بكنيته ( أبو سعيد ) ، ولد سنة 10 قبل الهجرة .

شهد أبو سعيد الخدري الخندقَ وبيعة الرضوان ، و قال أبو سعيد : عُرضتُ يوم أحد وأنا ابن ثلاث عشرة ، فجعل أبي يأخذ بيدي ويقول : يا رسول الله إنّه عبل [ ضخم ] العظام ، و جعل نبي الله يصعِّد في النظر ويصوِّبه ثمّ قال : رُدّه فردّني .

كان أحد الصحابة والوجوه البارزة المشهورة من الأنصار وكان من المحدّثين الكبار ، وفي عداد رواة حديث الغدير ، وحديث المنزلة ويعد من أجلاء الصحابة الذين كانت لهم مواقف مشرِّفة مع أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) ومن الذين شهدوا لعلي ( عليه السلام ) بالولاية يوم الغدير .

روي أنّ عليّاً ( عليه السلام ) قام فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أنشد الله من شهد يوم غدير خم إلاّ قام ، فقام سبعة عشر رجلاً منهم أبو سعيد الخدري .

لم يترك مرافقة أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، وكان إلى جانبه في معركة النهروان .

ذكره الإمام الصادق ( عليه السلام ) بتبجيل وتكريم ، ونصّ على استقامته في طريق الحق .

في كتاب أُسد الغابة : توفي أبو سعيد سنة 74 هـ ودفن بالبقيع ، وقيل غير ذلك .

رياض ابو طالب 10-May-2010 01:46 AM

السلام عليكم
أُبي بن كعب ( رضوان الله عليه )
نسبه :

هو أُبي بن كعب بن قيس بي عبيد من بني النجار من الخزرج .

يكنى بـ ( أبو المنذر ) .

مكانته العلمية :

كان أّبي بن كعب من فقهاء صحابة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وكان من كُتَّاب الوحي ، ومن أفضل قرّاء كتاب الله عزّ وجل ، وهو أحد الإثنا عشر الذين بايعوا الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، في بيعة العقبة .

وقد روي أن أُبي بن كعب قال :

سألني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما هي برأيك أعظم آية جاءت في القرآن الكريم ؟ ، فقلت : آية الكرسي ، فضرب رسول الله (صلى الله عليه وآله) على صدري ، وقال لي : ليهنئك العلم يا أبا المنذر .

وروى الكليني في الكافي : عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال :

( نحن آل النبي ( صلى الله عليه وآله ) نقرأ كتاب الله على قراءة أُبي بن كعب ) .

وروي أن الصحابي قيس بن عبادة قال :

ذهبت إلى المدينة وجالست جميع أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، إلا أن أُبي بن كعب كانت له عندي منزلة خاصة ، وكنت أرى باقي الصحابة يكنون له نفس الودّ والاحترام ، لأنه كان عندما يتحدث أحس بأن كلامه مؤثر ، فيصتون إليه .

موقفه من بيعة أبي بكر :

جاء في كتاب ( الاحتجاج ) للطبرسي :

( أنكر على أبي بكر بيعته اثنا عشر رجلاً من المهاجرين والأنصار ، كان أُبي واحداً منهم ، حيث نهض بوجه أبي بكر وهو على المنبر ، فقال له : يا أبا بكر لا تجحد حقاً جعله الله لغيرك ، ولا تكن أول من عصى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في وصيته وصفيه وصدف عن أمره ، وأردد الحق إلى أهله تسلم ، ولا تَتَمادَ في غيِّك فتندم ، وبادر الإنابة يخف وزنك ، ولا تختص نفسك بهذا الأمر الذي لم يجعله الله لك فتلقى وبال عملك ، فعن قليل تفارق ما أنت فيه وتصير إلى ربك ، فيسألك عما جنيت ) .

وفاته :

اختلفت الروايات في وفاة أُبيِّ بن كعب ، فمنهم مَن قال كان وفاته سنة ( 19 هـ ) ، ومنهم مَن قال في سنة ( 36 هـ )

رياض ابو طالب 16-May-2010 12:39 AM

السلام عليكم
نتابع معكم
سلمان المحمدي(رضوان الله عليه)
من اهل بلاد فارس، لم تحدد الروايات تاريخاً لولادته، قرأ أخبار الاديان وهاجر الى الحجاز ويِعد من السابقين الأوليين الى الاسلام.


شهد مع الرسول (صلى الله عليه وآله) بدراً، ولم يفته بعد ذلك، مشهد من المشاهد.



سيرته ومنزلته :

روي عن الامام الصادق (عليه السلام) أنه قال فيه : ( كان عبداً صالحاً، حنيفا ، مسلما، وما كان من المشركين)، وفي حديث عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) : لا تغلطن في سلمان، فان الله تبارك وتعالى أمرني أن اطلعه على علم البلايا والمنايا والأنساب، وفصل الخطاب ..

وقد أدرك العلم الأول والآخر، وهو بحر لا ينزف، وقد أخبر عن مصارع الشهداء في كربلاء ، وعن أمر الخوارج ..

وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من وجوه، أنه قال : لو كان الدين عند الثريا لناله سلمان.

وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بحقه : (سلمان منا أهل البيت).
وعن الامام الصادق (عليه السلام) : كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأمير المؤمنين صلوات الله عليه يحدثان سلمان بما لا يحتمله غيره، من مخزون علم الله، ومكنونه.

ويأتيه الأمر : يا سلمان، إئت منزل فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإنها اليك مشتاقة، تريد أن تتحفك بتحفة قد اتحفت بها من الجنة ..

وعلمته صلوات الله وسلامه عليها أحد الأدعية أيضاً ..

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : سلمان مني، ومن جفاه فقد جفاني، ومن آذاه فقد آذاني...

وقال الامام الصادق (عليه السلام) ـ حسبما روي ـ : ( لا تقل : سلمان الفارسي، ولكن قل: سلمان المحمّدي).

موقفه من بيعة امير المؤمنين (عليه السلام) :

كان سلمان (رحمه الله) أحد الذين بقوا على أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد وفاته ..

وكان من المعترضين على صرف الاُمر عن علي أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى غيره، وله احتجاجات على القوم في هذا المجال، هو وأبيّ بن كعب رحمه الله.

وفاته :
توفي سلمان المحمدي سنة 34 هـ، وتولى غسله وتجهيزه، والصلاة عليه ودفنه الامام علي(عليه السلام)، وقد جاء من المدينة إلى المدائن من أجل ذلك. وهذه القضية من الكرامات المشهورة لأمير المؤمنين (عليه السلام).

وقد نظم أبو الفضل التميمي هذه الحادثة، فقال :

سمعت مني يســيراً من عجائبه وكل أمر علي لم يزل عــجبا
أدريت في ليلة سار الـوصي إلى أرض المدائن لما أن لـها طلبا
فألحد الطهر سلمانـاً ، وعـاد إلى عراص يثرب والإصباح ما قربا
كآصف لـم تـقل أأنت بـلى أنا بـحيدر غـال أورد الكـذبا


وقبره الآن معروف بالمدائن جنوب العاصمة بغداد.

رياض ابو طالب 07-Jun-2010 12:47 AM

السلام عليكم
نتابع معكم اخوتي الكرام
الأحنف بن قيس ( رضوان الله عليه (


قصة إسلامية :

روي أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أرسل جماعة يرأسهم رجل من بني ليث إلى البصرة ليدعوا أهلها إلى الإسلام والتمسك بفضائله ، لكنه لم يجد أذناً صاغية ، فقال الأحنف للناس : والله أن الرجل يدعو إلى خير ، ويأمر بالخير ، وما أسمع إلا حُسناً ، وأنه ليدعو إلى مكارم الأخلاق وينهى عن رذائلها .

ولما عاد الليثي إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ذكر له ما جرى هناك وما سمعه من الأحنف ، فقال ) صلى الله عليه وآله ) : ( اللهم اغفر للأحنف ) ، فكان الأحنف بعد ذلك يقول : فما شيء أرجى عندي من ذلك ، يعني من دعوة النبي (صلى الله عليه وآله) ، فَأسلَمَ .

أبرز صفاته :

أدرك الأحنف عصر النبي ( صلى الله عليه وآله ) ولكنه لم يراه ، وكان يُعد من دُهاة العرب ، وكان رجلاً عالماً حكيماً وشجاعاً وصاحب رأي .

وقد تميز بصفة الحلم حتى صار العرب يضربون به المثل فيقولون : ( أحلم من الأحنف(.

وسُئل ذات مرة كيف أصبحت رئيساً لقومك ؟ ، فقال : بعوني للمحتاجين ونصرتي للمظلومين .

موقفه مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ( :

شهد الأحنف بن قيس جميع حروب الإمام علي ( عليه السلام ) ، إلا حرب الجمل ، إذ قال لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) قبل الخروج : يا أمير المؤمنين ، إِختَر مني واحدة من اثنتين ، إما أن أقاتل معك بمئتي محارب ، وإما أن أكف عنك ستة آلاف سيقاتلون مع طلحة والزبير ، فقال أمير المؤنين ( عليه السلام ) : أكفف عنا الستة آلاف أفضل ، فذهب الأحنف إليهم ودعاهم إلى القعود واعتزل بهم ، وكان ذلك سبباً في عدم ذهابه إلى حرب الجمل .

موقفه من خلافة معاوية :

روى صاحب أعيان الشيعة :

دخل الأحنف وجماعة من أهل العراق يوماً على معاوية ، فقال له معاوية : أنت الشاهر علينا السيف يوم صفين ، ومخذل الناس عن أم المؤمنين } عائشة { ؟ ، فقال له : يا معاوية لا تذكر ما مضى منا ، ولا تردّ الأمور على أدبارها ، والله إن القلوب التي أبغضناك بها ، يومئذٍ لفي صدورنا ، وإن السيوف التي قاتلناك بها لعلى عواتقنا ، والله لا تمدّ إلينا شبراً من غدر ، إلا مددنا إليك ذراعاً من ختر [غدر] .

وفاته :

توفي الأحنف بن قيس ( رضوان الله عليه ) سنة ( 67 هـ ( في الكوفة

الحرالرياحي 10-Jun-2010 02:25 PM

السلام عليكم أخي أبو طالب
نقل موفق بوركت يداك
وجعلها الله في موازين اعمالك يوم القيامة.

رياض ابو طالب 16-Jun-2010 01:55 AM

السلام عليكم
نتابع معكم
كان جابر بن عبد الله منقطعا الينا اهل البيت ................. الامام الصادق (ع)

--------------------------------------------------------------------------------


لمحات من سيرة جابر بن عبد الله الانصاري
مع النبي صلى الله عليه و آله وسلم
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الانصاري المدني الخزرجي . صحابي جليل عظيم الشأن من اصحاب رسول الله صلى عليه و آله وسلم .
اسلم هو وابوه قبل الهجرة , و هو من السبعين الذين بايعوا النبي صلى الله عليه و آله ليلة العقبة .
شهد بدرا وثماني عشر غزوة مع النبي صلى عليه و آله.
مات سنة 74 بعد ان كف بصره وله من العمر 94 .

--------------------------------------------------------------------------------

مع امير المؤمنين الامام علي عليه السلام
كان جابر بن عبد الله من اصحاب امير المؤمنين علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) , وكان يدور في سكك المدينة متوكئا على عصاه و يقول :
علي خير البشر من أبى فقد كفر .
يا معشر الانصار أدبوا أولادكم على حب علي بن ابي طالب ( عليه السلام )
و سئل جابر بن عبد الله عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال :
ذاك خير البشر , والله ان كنا لنعرف المنافقين على عهد رسول الله ( صلى الله عليه و آله) ببغضهم اياه .



--------------------------------------------------------------------------------

مع سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام

عن عطية العوفي قال :
خرجت مع جابر بن عبد الله الانصاري ( رحمه الله ) زائرين قبر الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) , فلما وردنا كربلاء ( في العشرين من صفر ) دنا جابر من شاطئ الفرات فاغتسل ثم لبس قميصا كان معه طاهرا ، ثم فتح صرة فيها سعد فنثرها على رأسه و بدنه ، ثم لم يخط خطوة إلا ذكر الله تعالى ، حتى إذا دنا من القبر كبر ثلاثا ثم قال : المسنيه ، فألمسته ، فخر على القبر مغشيا عليه . فرششت عليه شيئا من الماء ، فلما أفاق قال : يا حسين ،ثم قال : حبيب لا يجيب حبيبه .
ثم قال : وانى لك بالجواب وقد شحطت أوداجك وفرق بين بدنك ورأسك فأشهد انك ابن خاتم النبيين وابن سيد المؤمنين وابن حليف التقوى وسليل الهدى وخامس أصحاب الكساء وابن سيد النقباء وابن فاطمة سيدة النساء . ومالك لا تكون هكذا وقد غذتك كف سيد المرسلين وربيت في حجر المتقين ورضعت من ثدي الايمان وفطمت بالاسلام . فطبت حيا وطبت ميتا . غير ان قلوب المؤمنين غير طيبة لفراقك فعليك سلام الله ورضوانه ، وأشهد انك مضيت على ما مضى عليه أخوك يحيى بن زكريا .
ثم جال ببصره حول القبر وقال : السلام عليكم أيتها الأرواح التي حلت بفناء الحسين وأناخت برحله ، أشهد أنكم أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر وجاهدتم الملحدين وعبدتم الله حتى أتاكم اليقين .
والذي بعث محمدا بالحق ( نبيا ) لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه .
قال عطية : فقلت له : يا جابر كيف ولم نهبط واديا ولم نعل جبلا ولم نضرب بسيف ، والقوم قد فرق بين رؤوسهم وأبدانهم واوتمت أولادهم وارملت أزواجهم ؟
فقال لي : يا عطية سمعت حبيبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من أحب قوما حشر معهم ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم . والذي بعث محمدا بالحق نبيا ان نيتي ونية أصحابي على ما مضى عليه الحسين ( عليه السلام ) وأصحابه .
خذني نحو أبيات كوفان . فلما صرنا في بعض الطريق قال : يا عطية هل اوصيك وما أظن انني بعد هذه السفرة ملاقيك . أحبب محب آل محمد ( عليهم السلام ) ما أحبهم. وابغض مبغض آل محمد ما أبغضهم, وإن كان صواما قواما . وارفق بمحب محمد وآل محمد ، فانه إن تزل له قدم بكثرة ذنوبه ثبتت له اخرى بمحبتهم . فان محبهم يعود إلى الجنة ومبغضهم يعود إلى النار .


--------------------------------------------------------------------------------

مع الامام زين العابدين علي بن الحسين
والامام الباقر محمد بن علي عليهما السلام
أتى جابر بن عبد الله باب علي بن الحسين زين العابدين ( عليه السلام ) وبالباب أبو جعفر محمد بن علي ( عليه السلام ) في أغيلمة من بني هاشم قد اجتمعوا هناك ، فقال له جابر من أنت يا غلام ؟ قال : أنا محمد بن علي بن الحسين ، فبكى جابر وقال : أنت والله الباقر عن العلم . ادن مني بأبي أنت وامي ، فدنا منه ، فقال : اقرؤك عن جدك رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) السلام ، فقد قال ( صلى الله عليه وآله ) لي : يوشك ان تعيش ، وتبقى حتى تلقى من ولدي من اسمه اسمي وشمائله شمائلي ، يبقر العلم بقرا ، فاذا لقيته فاقرئه مني السلام . ثم قال له : إئذن لي على أبيك علي بن الحسين ( عليه السلام ) .
ثم أذن لجابر فدخل عليه فوجده في محرابه قد انضته العبادة ، فنهض زين العابدين ( عليه السلام ) وسأله عن حاله سؤالا حثيثا ثم أجلسه بجنبه فأقبل جابر عليه يقول له : يابن رسول الله أما علمت ان الله انما خلق الجنة لكم ولمن أحبكم وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم ، فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك .
فقال له علي بن الحسين ( عليه السلام ) : يا صاحب رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) أما علمت ان جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولم يدع الاجتهاد ، وقد تعبد بأبي هو وامي حتى انتفخ الساق وورم القدم ، فقيل له : أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال : أفلا أكون عبدا شكورا . فلما نظر جابر الى علي بن الحسين ( عليه السلام ) وانه ليس يغني قول من يستميله من الجهد والتعب الى القصد قال له : يابن رسول الله ، البقاء على نفسك فانك من اسرة بهم يستدفع البلاء وبهم تستمطر السماء . فقال : يا جابر لا أزال على منهاج آبائي حتى القاه .
فأقبل جابر على من حضر وقال : والله ما رؤي من أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين إلا يوسف بن يعقوب ، والله لذرية علي بن الحسين ( عليه السلام ) أفضل من ذرية يوسف بن يعقوب ، ان منه لمن يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا .

منتظرة المهدي 19-Jun-2010 04:59 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم

أحسنت وطيب اله أنفاسك
موفق لكل خير

رياض ابو طالب 29-Jun-2010 01:30 AM

الأخت منتظرة المهدي
شكرا لك للمرور وطيب الله انفاسك ايضا اختي الكريمه
نتابع معكم
شهادة محمد بن أبي بكر (رضي الله عنه)
اسمه وكنيته ونسبه (رضي الله عنه):
أبو القاسم، وقيل: أبو عبد الرحمن، محمّد بن أبي ‏بكر بن أبي‏ قُحافة.
أُمّه (رضي الله عنه):
السيّدة أسماء بنت عُميس الخثعمية.
ولادته (رضي الله عنه):
ولد عام 10 هـ بذي الحُلَيفة، في وقت كان رسول ‏الله (صلى الله عليه وآله) قد تهيّأ مع جميع أصحابه لأداء حجَّة الوداع.
نشأته (رضي الله عنه):
كانت أُمّه السيّدة أسماء قد تزوّجت جعفر بن أبي‏ طالب (رضي الله عنه)، وهاجرت معه إلى الحبشة، وبعد استشهاده في معركة مؤتة تزوَّجها أبو بكر، وبعد موته تزوّجها الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، فانتقلت إلى بيته مع أولادها، وفيهم محمّد الذي كان يومئذ ابن ثلاث سنين.
فنشأ في حِجر الإمام علي (عليه السلام) إلى جانب الحسن والحسين (عليهما السلام)، وامتزجت روحه بهما، وكان الإمام (عليه السلام) يعتبره مثل أبناءه حيث يقول فيه: (محمّد ابني من صُلب أبي ‏بكر).
جانب من حياته (رضي الله عنه):
كان محمّد أيّام حكومة عثمان بن عفّان في مصر، وفيها بدأ انتقاده على حكومة عثمان، واشترك في الثورة عليه، وبعد تصدِّي الإمام علي (عليه السلام) للخلافة، حمل كتابه إلى أهل الكوفة قبل نشوب حرب الجمل، وكان على الرجَّالة فيها.
وبعد انتهاء المعركة بانتصار الإمام (عليه السلام) على أهل الجمل، تولَّى متابعة الشؤون المتعلِّقة بعائشة ـ باعتبارها أخته ـ، وأعادها إلى المدينة المنوّرة.
مقامه (رضي الله عنه):
كان محمّد مُجِدّاً في الجهاد والعبادة، ولِجِدِّه في عبادته سُمِّي عابد قريش، وهو جدُّ الإمام الصادق (عليه السلام) من الأُمَّهات‏.
ولاَّه الإمام علي (عليه السلام) على مصر عام 36 هـ، وكتب له عهداً بذلك، بعدما عزل قيس بن سعد عنها، وكان الإمام (عليه السلام) يُثني عليه، ويذكره بخير في مناسبات مختلفة.
أقوال الأئمّة (عليهم السلام) فيه: نذكر منهم ما يلي:
1ـ قال الإمام الكاظم (عليه السلام): (إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين حواري محمّد بن عبد الله، رسول الله (صلى الله عليه وآله)، الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر).
( ثم ينادي: أين حواري علي بن أبي طالب، وصي محمّد بن عبد الله رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي، ومحمّد بن أبي بكر، وميثم بن يحيى التمّار مولى بني أسد، وأويس القرني) (1).
2ـ قال الإمام علي (عليه السلام): (محمّد ابني من صلب أبي بكر) (2).
3ـ قال الإمام الصادق (عليه السلام): (ما من أهل بيت إلاّ ومنهم نجيب من أنفسهم، وأنجب النجباء من أهل بيت سوء منهم: محمّد بن أبي بكر) (3).
أقوال العلماء فيه: نذكر منهم ما يلي:
1ـ قال العلاّمة الحلّي في خلاصة الأقوال: (جليل القدر، عظيم المنزلة، من خواص علي (عليه السلام)).
2ـ قال الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدركات علم الرجال: (هو من حواري أمير المؤمنين (عليه السلام)... ومن خواصّه، من الأصفياء، ومن السابقين المقرّبين).
كتاب الإمام علي (عليه السلام) إلى أهل مصر:
قال (عليه السلام): (أحسنوا أهل مصر مؤازرة محمّد أميركم، واثبتوا على طاعته، تردوا حوض نبيّكم (صلى الله عليه وآله)، أعاننا الله وإيّاكم على ما يرضيه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته) (4).
شهادته (رضي الله عنه):
استشهد محمّد (رضي الله عنه) في 14 صفر 38 هـ في مصر، على يد معاوية بن حُدَيج الكندي، الذي أرسله معاوية مع جيش جرّار لاحتلال مصر، ومن ثم إحراقه في جوف جلد حمار ميت.
حزن الإمام علي (عليه السلام) عليه:
لقد حزن الإمام علي (عليه السلام) على محمّد بن أبي بكر حتّى رؤي ذلك فيه، وتبيّن في وجهه، وقام في الناس خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (فلقد كان إليَّ حبيباً، وكان لي رَبيباً، فعند الله نحتسبه ولداً ناصحاً، وعاملاً كادحاً، وسيفاً قاطعاً، وركناً دافعاً).
وقال المدائني: وقيل لعلي (عليه السلام): لقد جزعت على محمّد بن أبي بكر يا أمير المؤمنين؟ فقال: (وما يمنعني ! إنّه كان لي ربيباً، وكان لبني أخاً، وكنت له والداً، أعدّه ولداً) (5).
ـــــــــ
1ـ الاختصاص: 61.
2ـ شرح نهج البلاغة 6/53.
3ـ روضة الواعظين: 286.
4ـ الأمالي للشيخ المفيد، مجلس 31 ح3.
5ـ شرح نهج البلاغة 6/94.
بقلم : محمد أمين نجف

رياض ابو طالب 08-Jul-2010 02:05 AM

السلام عليكم
نتابع معكم
أبو ذر الغفاري ( رضوان الله عليه )
اسمه ونسبه :
جُندَب بن جُنادة ، ونسبه المعلوم إلى عدنان يعضد انتماءه إلى قبيلة بني غِفار .
ولادته :
لم يقدِّم لنا المؤرّخون معلومات عن تاريخ ولادته ، لكنهم لمَّا ذكروا أنه توفّي وهو شيخ كبير ، فلا بد أنه كان قد عَمَّر طويلاً قبل الإسلام .
إسلامه :
ذهب المؤرّخون إلى أنه كان في ثُلَّة الأوائل الذين آمنوا بالإسلام ، وعدُّوه رابعَ أو خامس من أسلم .
موقف شجاع :
كان أبو ذر من الإخلاص والجرأة بحيث وقف في الكعبة ، وأعداء الرسالة كانوا فيها ، ونادى بأعلى صوته : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله .
وبهذه الصورة افتتح تحدِّيه للأصنام ، وتحدِّيه للحكّام الجائرين المتكبرين في مكة ، وأعلن رفضه التام الصريح لهم ، وما كان للمسلمين - يومذاك - مثل هذه الجرأة من التحدي لقريش .
فركض الجميع ، وبدأوا بضرب أبي ذر ، وبدأوا بالشتم والطعن والسب ، وبدأ الناس بالتكاثر ، فلقد كانت وليمة دسمة للارتفاع عند السادة المتكبرين .
وبدأت الإمدادات بالوصول لتوِّها لضرب البطل أبي ذر ، وبقي ثابتاً صامداً رغم قسوة الظروف ، وكثرة الهراوات واللكمات التي تسقط على جسمه ، كان صوته يرتفع : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله .
بقي صامداً رغم الضربات القاسية ، فالإرادة والعزيمة والتصميم كانت قوية عنده ، وحينما سقط بأيدي الجهة الطاغية ، استخلصه أحد القوّاد من بين براثن الجهلة المضللين ، قائلاً : أتقتلون الرجل ، وطريقكم على غفار ، تمرُّون عليها بقوافلكم كل يوم ؟!!
فتركوه كارهين ، وهم ينظرون إليه نظرات تشفٍّ وحقد ، والكل يعد ويمنِّي نفسه ، إذا ما وجده بمفرده فلسوف يحرقه بالنار سبعين مرة .
سحب أبو ذر نفسه إلى أن وصل إلى زمزم ، والدماء تسيل من جميع جوارحه ، فغسل جميع جراحاته ، ونظَّف جسمه من الدم ، وكأنه يقول : مرحباً بدماء الحرية ، لقد وجدت هويتي في هذه الدماء ، هذه وثيقة إرادتي الحرة ، وضريبة العقيدة التي لا تلين أمام زيف الباطل ، رغم قوته .
ثم اتَّجه نحو المنبع الفكري ، اتجه إلى الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، ليستزيد منه علماً وتجربة ، وليأخذ منه التعاليم والدروس الحركية .
إن أبا ذر سيكرر المشهد ثانية ، لكن سيعيدها بزخم أكبر وأشد قوة ، بعد أن استزاد من توجيهات الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، قوة فوق قوة ، وصلابة فوق صلابة .
فقد قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( قل الحق وإن كان مُرّاً ) .
وقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( لا تَخَف في الله لَومَة لائم ) .
وإن الطغاة يحسون أبا ذر ثقيلاً عليهم ، فهو صعب الاستمالة ، وكرر التجربة وقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
سحبوه وضربوه حتى كاد أن يموت ، وأثخنوه بجراحات كبيرة ، ولكنهم لم يستطيعوا أن يثنوه عن عزمه ، لو كانوا يفعلون بالجبل ما فعلوه بأبي ذر ، لكان قد أصبح قاعاً صفصفاً ، لكنه بقي صامداً .
فالمؤمن أشدُّ من الجبل ، لأن الجبل يستقلّ منه المعاول ، والمؤمن لا يستقل من دينه شيء .
جهاده في زمن النبي ( صلى الله عليه وآله ) :
قَدِم أبو ذر إلى المدينة المنورة سنة ( 6 هـ ) ، فأسكنه النبي ( صلى الله عليه وآله ) في المسجد ، مع عِدَّةٍ من المسلمين الفقراء ، وهؤلاء هم المشهورون بأصحاب ( الصُّفَّة ) .
وقد شهد أبو ذر عدداً من الغزوات مثل غزوة الغابة ، كما شهد سَرِيَّة قرب المدينة .
وخَلَفَ النبيَّ ( صلى الله عليه وآله ) على المدينة في غزوة بني المصطلق ، وعُمرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) سنة ( 7 هـ ) فاضطلع بأعمالها ، ورفع لواء بني غفار ، وهم ثلاثمِائة في فتح مكة ، ومرَّ به على أبي سفيان .
منزلته :
يتمتع هذا الصحابي الجليل بمنزلة رفيعة مرموقة خاصة بين الإمامية ، ويسمُّونه والثلاثة الآخرين معه ( سلمان والمقداد وعمّار ) الذين ثبتوا على ولائهم للإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) بـ( الأركان الأربعة ) .
وتدل الروايات المأثورة عن الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) في أبي ذر على أنهم كانوا ينظرون إليه كرجلٍ زاهد كامل ، وقوله وعمله أسوة للشيعة ، وكانوا ( عليهم السلام ) يحدثون شيعتهم دائماً بسيرته ومواعظه .
وحريٌّ بالذكر أن نص النبي ( صلى الله عليه وآله ) على صدقه في الحديث المتواتر المشهور : ( مَا أظلَّت الخضراء ومَا أقَلَّت الغبراء أصدَق لهجةً من أبي ذرٍّ ) .
دفع علماء الشيعة والسنة إلى الثناء عليه و تمجيده .
موقفه من بيعة أبي بكر :
عندما انتقل النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى جوار ربه ، واستُخلف أبو بكر سنة ( 11 هـ ) ، كان أبو ذر في الصفوة التي أقبلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، رافضاً بيعة أبي بكر ، ثم بايعه مُكْرَهاً .
وبلغ في القُرب من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) درجةً أنه كان معه في الخاصة من أصحابه عند تشييع السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ودفنها .
موقفه من عثمان :
ساء أبو ذر ما رأى من ممارسات عثمان في المدينة ، وعامله معاوية في دمشق مِن مثل محاباته قُرباه بالأعمال المهمة .
ودفعه الأموال الطائلة ، وكنز الثروات ، والتبذير والإسراف ، وانتهاك السُّنّة النبوية ، فامتعض منهما وغضب عليهما .
فأراد عثمان إبعاده عن المدينة ( عاصمة الخلافة ) ، فأتفق مع معاوية على إبعاده إلى الشام ، ولما وصل إلى الشام بقي هناك على نهجه في التصدي إلى مظاهر الإسراف والتبذير لأموال المسلمين ، وظل صامداً بالرغم من محاولات معاوية في ترغيبه في الدنيا وتطميعه .
وبعد أن عجز عنه معاوية راسل عثمان في شأنه ، فطلب عثمان من معاوية أن يُرجِع أبا ذر إلى المدينة بُعنف ، فأركبه معاوية على جمل بلا غطاء ولا وطاء .
ولمَّا دخل المدينة منهَكاً متعَباً حاول عثمان أن يسترضيه بشيءٍ من المال ، فرفض ذلك ، وواصل انتقاده للنظام الحاكم والأسرة الأموية ، فغضب عثمان وأمر بنفيه إلى الرَّبَذة ، ليُبعده عن الناس .
نفيه إلى الربذة :
عند خروجه من المدينة متوجّهاً إلى منفاه ( الرّبذة ) ، شايعه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وبعض مقرَّبيه ، على الرغم من الحظر الذي فرضه عثمان .
وتكلّم الإمام ( عليه السلام ) عند توديعه كلاماً بليغاً ، أثنى فيه على أبي ذر ، وذمَّ عثمان وأعوانه .
وموقف الإمام ( عليه السلام ) هذا في مشايعة أبي ذرّ ودعمه أدّى إلى مواجهة شديدة بينه وبين عثمان .
توجَّه أبو ذر إلى الربذة مع زوجته وابنته ، وأقام هناك ومعه بعض الغلمان ، وعدد من الأغنام والجمال إلى صحراء الربذة ، حيث لا ماء ولا كلأ ، وهو مشرد عن وطنه ، وعن حرم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) له .
فحطَّ الرحال ، ونصب الخيمة بمفرده ، وأخذ يستعدُّ للمصير الذي أخبره به النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، حيث قال فيه : ( يَرحم الله أبا ذر ، يَمشي وَحده ، ويَمُوت وحده ، ويُبعَث وحده ، ويشهده عصابة من المؤمنين ) .
وفاته :
في المنفى ( الربذة ) اشتدَّ المرض بولده ، بعد أن ماتت زوجته من فرط الجوع ، فالتحق الولد بأمّه أيضاً ، فدفنه ورجع إلى الخيمة ليستريح .
لكنه ( رضوان الله عليه ) كان جائعاً قد ألمَّ به الطوى ، فأصابه الذهول ، وانهارت قواه ، وهو شيخ طاعن في السن ، فنظرت إليه ابنته ، وإذا بعينيه قد انقلبتا ، فبكت .
فقال ( رضوان الله عليه ) : ما يبكيك ؟
قالت : كيف لا أبكي ، وأنت تموت في فلاة من الأرض ، وليس عندنا ثوب يسعنا كفناً لي ولا لك ، ولا بدَّ لي من القيام بجهازك .
فقال ( رضوان الله عليه ) : أبصري الطريق ، لعلَّ هناك أحداً من المؤمنين .
فقالت يائسة : أنَّى ، وقد ذهب الحاج ، وتقطعت الطريق .
لكن أباها قال لها : أبشري ، فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( إنَّ رجالاً من المؤمنين سيدخلونَ الجنة بِتَجهيزِك ) .
فراحت ابنة الثائر العظيم ، ترسل عينيها راجية باكية ، وإذا بركب قادم من بعيد ، أشارت إليهم ، فأسعفوها ، وقالوا : ما لكِ ؟
قالت : أمرؤ من المسلمين ، تُكفِّنُونَه ، وتؤجَرون فيه .
قالوا : ومن هو ؟
قالت : أبو ذر الغفاري ، صاحب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
قالوا : بآبائنا وأمَّهاتِنا هو .
فدخلوا على أبي ذر في خيمته المتواضعة ، فبادرهم ( رضوان الله عليه ) قائلاً : والله ما كذبت ، ولو كان عندي ثوب يسعني كفناً لي ولابنتي ، لم أكفن إلاَّ في ثوب هو لي ولها .
وإني أنشدكم الله أن لا يكفنني رجل منكم كان أميراً ، أو عريفاً ، أو بريداً ، أو نقيباً .
فلم يُجِبه إلاَّ فتى من الأنصار ، قائلاً له : إني أكفنك يا عم في ردائي هذا الذي اشتريته بمال كسبته بعملي ، وفي ثوبين من غزل أمي ، حاكتهما لكي أحرم فيهما .
فقال ( رضوان الله عليه ) : أنت تكفِّنُني ، فثوبك هو الطاهر الحلال .
فاستشهد ، وبقي شاهداً على مجتمعه وعلى التاريخ كله ، وكأنه لم يمت .
أغمض الثائر العظيم عينيه ، وودَّع الدنيا شهيداً ، وكانت وفاته ( رضوان الله عليه ) سنة ( 31 هـ ) أو ( 32 هـ ) .


الساعة الآن »11:58 AM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc