السلام على سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم وألعن أعدائهم

نشكركم أخي الفاضل خادم الزهراء عليها السلام
فقد تشرفنا بتعقيبكم على الموضوع ...
أما معنى قوله تعالى (وعصى أدم ربه فغوى )
1/ فعقيدتنا نحن الشيعة الإمامية الإثناعشرية أن جميع الأنبياء عليهم الصلاوة والسلام منزهون عن الذنوب والمعاصي وارتكاب الفواحش والأثام ( أي أنهم معصومون) وإن ماصدر من آدم عليه السلام من باب ترك الأولى ليس إلا
توصلنا من البحث أن مدة مكوث أدم وزوجه في الجنة ست ساعات
وفي تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام ولا تقربا هذه الشجرة شجرة العلم شجرة علم محمد وآل محمد آثرهم الله تعالى به على سائر خلقه فقال الله تعالى ( ولا تقربا هذه الشجرة ) شجرة العلم فإنها خاصة لمحمد وآله خاصة دون غيرهم لا يتناول منها بأمر الله إلا وهم منها ماكان يتناوله النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين بعد إطعامهم المسكين واليتيم والأسير وهي شجرة تميزت من بين أشجار الجنة أن سائر أشجار الجنة كان كل نوع منها يحمل نوعاً من الثمار والمأكول وكانت هذه الشجرة وجنسها تحمل البر والعنب والتين والعناب وسائر أنواع الثمار والفواكه والأطعمة

نرجع للآية الشريفة ( وعصى آدم ربه فغوى )
أجاب علم الهدى طاب ثراه بأن العصيان مخالفة الأمرأعم من كونه واجباً أو مندوباً وأطال في تحقيق المقام وكل هذا يرجع إلى قول الإمام الحسن العسكري عليه السلام : ( حسنات الأبرار سيئات المقربين )

نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا

السلام على سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيه وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم

1/ روى الصدوق قدس الله ضريحه في كتاب الأمالي بإسناد إلى أبي الصلت الهرويقال: لما جمع المـأمون لعلي بن موسى الرضا عليه السلام أهل المقالات من أهل الإسلام والديانات واليهود والنصارى والمجوس والصابئة وسائر أهل المقالات فلم يقم أحد إلا وقد ألزمه حجتهكأنه ألقم حجراً فقام إليه علي بن الجهم فقال يابن رسول اللهأتقول بعصمة الأنبياء ؟ قال بلى ، قال: فما تقول في قول الله عزوجل ( وعصى آدم ربه فغوى ) وقوله عزوجل ( وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه ) وقوله في يوسف ( ولقد همت به وهم بها ) وقوله في داود ( وظن داود إنما فتناه) وقوله في نبيه محمد ( وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه ) فقال مولانا الرضا عليه السلام ويحك ياعلي اتق الله ولا تنسب إلى أنبياء الله الفواحش ولا تأول كتاب الله برأيك فإن الله عزوجل يقول ( ومايعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم ) وأما قوله عزوجل ( وعصى أدم ربع فغوى) فإن الله عزوجل خلق آدم حجة في أرضه وخليفة في بلاده ولم يخلقه للجنة وكانت المعصية من آدم في الجنة لا في الأرض لتتم مقادير أمر الله عزوجل فلما أهبط الى الأرض جعله حجة وخليفة عصم بقوله عزوجل ( إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ) وأما قوله عزوجل ( وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه ) إنما ظن أن الله عزوجل لايضيق عليه ، ألا تسمع قول الله عزوجل ( وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه ) أي ضيق عليه ولو ظن أن الله لا يقدر عليه لكان قد كفر ، وأما قوله عزوجل في يوسف ( ولقد همت به وهم بها ) فإنها همت بالمعصية وهم يوسف بقتلها إن أجبرته لعظم ماداخله فصرف الله عنه قتلها والفاحشة وهو قوله كذلك ( لنصرف عنه السوء والفحشاء ) يعني الزنا ، وأما داود فمايقولون من قبلكم فيه؟ فقال علي بن الجهم يقولون أن آدم كان في محرابه يصلي إذ تصور له إبليس على صورة طير أحسن مايكون من الطيور فقطع صلاته وقام ليأخذ الطير فخرج الطير إلى الدار فخرج في أثره فطار إلى السطح فصعد في طلبه فسقط الطير في دار أوريا ابن حنان فاطلع داود في أثر الطير فإذا بإمرأة أوريا تغتسل فلما نظر إليها هواها وكان أوريا قد أخرجه فيبعض غزواته فكتب إلى صاحبه أن أقدم أوريا أمام الحرب فقدم فظفر أوريا رحمه الله وتزوج داود بإمرأته ، فقال فضرب الإمام الرضا عليه السلام بيده على جبهته وقال إنا لله وإنا إليه راجعون ولقد نسبتم نبياً من الأنبياء إلى التهاون بصلاته حتى خرج في أثر الطير ثم بالفاحشة ثم بالقتل فقال يابن رسول الله فماكانت خطيئته فقال ويحك أن داود إنما ظن أن الله لم يخلق خلقاً هو أعلم منه فبعث الله إليه الملكين فتسوروا المحراب فقالا (خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا الى سواء الصراط أن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال اكفلنيها وعزني في الخطاب ) فعجل داود على المدعي عليه فقال ( لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ) ولم يسأل المدعي البينة على ذلك ولم يقبل على المدعي عليه فيقول مايقول ، فقال هذا خطيئة حكمه لا ماذهبتم إليه الا تسمع قول الله عزوجل ( ياداود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق )
فقلت يابن رسول الله فما قصته مع أوريا ؟ فقال الإمام الرضا عليه السلام إن المرأة في أيام داود كانت اذا مات بعلها أو قتل لا تتزوج بعده أبداً وأول من أباح الله عزوجل أن يتزوج بامرأة قتل بعلها داود فذلك الذي على أوريا وأما محمد وقول الله عزوجل ( وتخفي في نفسك مالله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه ) فن الله عزوجل عرف نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أزواجه في دار الدنيا وأسماء أزواجه في الأخرة وانهن امهات المؤمنين وأحد من سمي له زينب بنت جحش وهي يومئذ تحت زيد بن حارثة فأخفى صلى الله عليه وآله وسلم اسمها في نفسه ولم يبد له لكيلا يقول أحد المنافقين أنه قال في إمرأة في بيت رجل أنها أحد أزواجه من أمهات المؤمنين وخشى قول المنافقين قال الله عزوجل ( والله أحق أن تخشاه في نفسك )


2/ عن الإمام الرضا عليه السلام قال لإبن الصلت الهروي ( فقال ياأبا الصلت أن شجرة الجنة تحمل أنواعاً فكانت شجرة الحنطة وفيها عنب وليست كشجر الدنيا ....الخ )

نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا

السلام على سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم لعنة دائمة الى يوم الدين

تشرفنا أخي الفاضل بمروركم على ردنا وإشرافكم ورعايتكم ورحابة صدركم
ولقد استفدنا من خلال الروايات التي تشرفنا بقرائتها في ردودكم
أما عن السؤال المطروح : فبإجماع المعصومين صلوات الله و سلامه عليهم تفيد أن جميع الأنبياء معصومون عن الخطأ والزلل
ولو لم يكن كذلك لم يختارهم لحمل رسالة النبوة إذ أن هذا ينافي حكمته سبحانه وتعالى أن يبعث للناس رسولاً يصدر منه الخطأ ( لا يعصون الله ماأمرهم ويفعلون مايؤمرون ) وسوف نواصل البحث ع هذا السؤال بشكل أعمق لاحقاً إنشاء الله
أخي الفاضل ولكم الفضل في إتاحة هذا الحوار لنا لكي نستفيد وننهل من روايات الأئمة الأطهار
نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا

السلام على سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم لعنة دائمة الى يوم الدين
السؤال المطروح : فهل لنا أن نقول أن آدم عليه السلام عصى وخالف أمر ربه ؟...
الجواب : نحن الشيعة الإمامية الإثنا عشرية اعتقادنا في الأنبياء والرسل والأئمة والملائكة صلوات الله عليهم أنهم معصومون مطهرون من كل دنس ، وأنهم لا يذنبون ذنباً صغيراً ولا كبيراً ، و (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون مايؤمرون ) ، ومن نفى عنهم العصمة في شيء من أحوالهم فقد جهلهم ، واعتقادنا فيهم أنهم موصوفون بالكمال والتمام والعلم من أوائل أمورهم إلى أواخرها ، لا يوصفون في شيء من أحوالهم بنقص ولا جهل
وندلل على هذا الكلام بما دار بين الإمام الرضا عليه السلام وأبي الصلت الهروي الذي سبق وأن ذكرناه
وعن علي بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الإمام الرضا علي بن موسى عليه السلام فقال له المأمون : يابن رسول الله أليس من قولك أن الأنبياء معصومون ؟ قال : بلى ، قال : فما معنى قول الله عزوجل : ( وعصى ءادم ربه فغوى ) فقال عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى قال لآدم : ( اسكن أنت وزوجك الجنة رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة ) وأشار لهما إلى شجرة الحنطة ( فتكونا من الظالمين) ولم يقل لهما لا تأكلا من هذه الشجرة ولا مما كان من جنسها ، فلم يقربا تلك الشجرة ، وإنما أكلا من غيرها لما أن وسوس الشيطان إليهما وقال ( مانهاكما ربكما عن هذه الشجرة ) وإنما نهاكما أن تقربا غيرها ولم ينهكما عن الأكل منها (إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين- وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين ) ولم يكن آدم وحواء شاهدا قبل ذلك على من يحلف بالله كاذباً ( فدلهما بغرور ) فأكلا منها ثقة بيمينه بالله ، وكان ذلك من آدم قبل النبوة ولم يكن ذلك بذنب كبير استحق به دخول النار ، وإنما كان من الصغائر الموهوبة التي تجوز على الأنبياء قبل نزول الوحي عليهم ، فلما اجتباه الله وجعله نبياً كان معصوماً لا يذنب صغيرة ولا كبيرة قال الله عزوجل ( وعصى آدم ربه فغوى - ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى ) ..... الخ
فقال المأمون للإمام الرضا عليه السلام : أشهد أنك ابن رسول الله حقاً

نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا

السلام على سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم

أخي الفاضل خادم الزهراء يتوجب علينا نحن أن نقوم بشكرك لقيادتك لهذا الحوار والنقاش لأنه بأسئلتكم التي تقومون بطرحها نشعر بأ ن النقاش في الموضوع يأخذ منحى ً أعمق وأدق
س: هل أكل آدم عليه السلام من نفس الشجرة التي منعه الله تعالى منها ؟
هناك قول أنه أكل من شجرة الحنطة وأن الله سبحانه وتعالى نهاه عن شجرة الخلد وهي شجرة العلم وهي خاصة بحمد وآل محمد وأن لا ينظر إليها بنظرة الحسد أوأن يتمنى منزلة محمد وآله أي انها خاصة لهم وحدهم وبعد أكله من شجرة الحنطة ورد بعد ذلك تفصيل لما ترتب على أكله من تشريع الصلوات الخمس والوضوء وصوم رمضان والطواف بين الصفا والمروة ....الخ
س: هل خروج النبي آدم عليه السلام من الجنة يعتبر طرد له وهل يليق الطرد بمقامه ؟...
أما خروج أدم من من الجنة لم يكن على وجه العقوبة بل لأن المصلحة قد تغيرت بتناوله من الشجرة فاقتضت الحكمة إهباطه إلى الأرض
ومن الجدير بالذكر ماذكره الأمام الصادق عليه السلام عندما سُئل عن جنة آدم ، أمن جنان الدنيا كانت أم جنان الآخرة ؟ فقال : كانت من جنان الدنيا تطلع فيها الشمس والقمر ولوكانت من جنان الأخرة ماخرج منها أبداً
إذ أن آدم لوكان في جنة الخلد لا يخرجه الله منها أبدا لأم من دخل فيها لزم المقام ويهنأ بالخلود فيها
كذلك فإن الإنتقال من أرض إلى أرض يسمى هبوطاً كقوله تعالى : ( أهبطوا مصراً )
هل لو لم يأكل آدم عليه السلام لكانت الحياة في الجنة بدل الأرض ؟...
الأية الشريفة التي مفادها أن الله أخبر الملائكة قبل أن يسجدوا لأدم ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم مالا تعلمون - وعلم آدم الأسماء كلها م عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين -قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ماعلمتنا إنك أنت العليم الحكيم - قال أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسماهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ماتبدون وماكنتم تكتمون )
إذن الخليفة من ينوب عن غيره وهذه الأية ومابمعناها دالة على أن الغرض والمقصود من خلق آدم عليه السلام أن يكون خليفة في الأرض لمن تقدمه من الجان وليس المقصود من خلقه أن يكون في الجنة
وخفى في البداية على الملائكة أن الله اصطفى آدم لعمارة الأرض
أذن هبوطه للأرض ليس على وجه العقوبة بل من أجل عمارة الأرض والدعوة إلى عبادة الله فيما بعد ( ظهور الرسالات )
وإنما كان يترتب لأدم لو لم يأكل من الشجرة أن تسجد له الملائكة أيضا عند هبوطه
س: { وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ }الأعراف21 هل على آدم عليه السلام أن يلتزم بالقسم ؟...
آدم عليه السلام وزوجه لم يكونا ليتصورا بأن أي مخلوق من خلق الله يحلف بالله كاذباً
وهذه النقطة نترك لكم التعقيب عليها .........
{ وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ }الأعراف20 ما هو طموح آدم عليه السلام ؟...
لربما كان طموح آدم هو النظر إلى الشجرة وهي شجرة العلم وهي شجرة محمد وآل محمد عليهم السلام بمعنى النظر إلى أنوار محمد وآل محمد ويتمنى أن يحظى عند الله بمثل منزلتهم
ولكن الواقع أن محمد وآل محمد عليهم السلام هم أشرف الكائنات
أتمنى أن أكون وفقت للإجابة على الأسئلة المطروحة وننتظر تعقيبكم لتعم الفائدة لنا وللجميع
وأشكركم أستاذنا الفاضل على هذا النقاش لأنه أرجعني لمكتبتي وذكرني ببعض الكتب التي للأسف انشغلت عنها بعض الوقت
نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا