![]() |
التمحيص والاختبار
لما نزل الحسين (عليه السلام) كربلاء في اليوم الثاني من المحرم عام 61 للهجرة وراى قلة انصاره قال : ( الناس عبيد الدنيا والدين لعق على السنتهم يحوطونه مادرت معايشهم فاذا محصوا بالبلاء قل الديانون ) { عق : ما يعلق ويلحس من بقايا الطعام يصف دينهم بالقلة . درت : لانت وكثرت واعطت ربحا كثيرا . يحوطونه : يحفظونه ويدافعون عنه . المعايش : المكاسب التي يعيشون بها من مطعم ومشرب وغيرهما . الديانون : المؤمنون الملتزمون بطاعة الله ودينه } ثم قال : ( الا ترون الى الحق لا يعمل به والى الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء ربه محقا فاني لا ارى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما ) { ضجرا وشقاء } فقام اليه زهير ببن القين وقال: سمعنا يا ابن رسول الله مقالتك ولو كانت الدنيا لنا باقية وكنا فيها مخلدين لاثرنا النهوض معك على الاقامة فيها وقام برير بن خضير وقال يا ابن رسول الله لقد من الله بك علينا ان نقاتل بين يديك تقطع فيك اعضاؤنا ثم يكون جدك يوم القيامة شفيعنا ثم قام نافع بن هلال الجملي وقال سر بنا راشدا معافى مشرقا ان شئت او مغربا وانا على نياتنا وبصائرنا نوالي من والاك ونعادي من عاداك استقلال العطاء قد يفعل الانسان خيرا فيصيبه العجب والاستكثار فيرى ما اعطاه كثيرا وكبيرا وقد يفعل خيرا كثيرا فيشعر بالتقصير والاستقلال فيرى ما بذله هينا وقليلا عندما قال الحسين (عليه السلام ) ليلة العاشر من المحرم لبني عقيل : حسبُكم { يكفيكم } من القتل بمسلم اذهبوا قد اذنت لكم قالوا : نفديك بانفسنا واموالنا واهلينا نقاتل معك حتى نرد موردك فقبح الله العيش بعدك وحينما قال الامام (عليه السلام ) لاصحابه جزاكم الله خيرا تفرقوا فان القوم يطلبونني قام له سعيد الحنفي فقال : اما والله لو علمت اني اقتل ثم احيا ثم احرق ثم اذرى يفعل بي ذلك سبعين مرة لما فارقتك حتى القى حمامى دونك ! وكيف لا افعل ذلك وانما هي قتلة واحدة ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها ابدا ؟! { الحمام : الموت } وقال زهير بن القين : والله وددت اني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى اقتل كذا الف مرة وان الله عز وجل يدفع بذلك القتل عن نفسك ! وقام عابس الشاكري فخاطب الحسين (عليه السلام) قائلا : ما امسى على ظهر الارض قريب ولا بعيد اعز علي منك ولو قدرت ان ادفع الضيم عنك بشيء اعز من نفسي لفعلت ! ولم تكتف ام عمرو باستشهاد زوجها حتى قدمت ولدها وفلذه كبدها كما لم تكتف ام وهب بذلك حتى بذلت نفسها كما راينا وسنرى اما الحسين (عيه السلام ) فلقد كان يردد في كربلاء هون علي مانزلب لي انه بعين الله تعالى ! تبعوا نا |
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن أعدائهم من الأولين والأخرين
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين عليهم السلام http://www.alkafeel.net/childrencorn...ges/st2511.jpg الاستئناس بالعطاء قد يعطي الانسان شيئا عزيزا وهو حزين مبتئس وقد يعطي اعز ما يملك وهو فرح مستانس ! استبشار برير في ليلة العاشرمن المحرم هازل برير بن خضير احد اصحابه فقال له : ماهذه ساعة باطل ؟! فقال برير لقد علم قومي اني ما احببت الباطل كهلا ولا شابا ولكني مستبشر بما نحن لا قون ! سرور حبيب وخرج حبيب بن مظاهر الاسدي يضك فقال له احدهم : ماهذه ساعة ضحك ؟! فقال حبيب واي موضع احق بالسرور من هذا ؟! استئناس الاصحاب على ضوء القمر خرج الامام (عليه السلام) يتفقد التلاع والروابي حول الخيام ثم رجع ودخل خيمة زينب (عليه السلام ) فوجدها تتهجد ! فقلت له : يا ابا عبد الله هل استعلمت من اصحابك نياتهم ؟ فاني اخاف ان يسلموك قبل الوثبة فقال لها (عليه السلام ) والله لقد بلوتهم فما وجدت فيهم غير الاشوس { الجريء على القتال } الاقعسم { الثابت العزيز } يستانسون بالمنية دوني استئناس الطفل الى محالب امه ! وكان لاصحاب الحسين (عليه السلام ) ليلة العاشر من المحرم دوي كدوي النحل بين قائم وقاعد وراكع وساجد . |
http://www.alkafeel.net/childrencorn...ges/st2512.jpg
انس زينب ومن اكبر المستانسين بالعطاء زينب الحوراء ولهذه ردت على ابن زياد حينما قال لها : كيف رايت صنع الله بك وباهلك المردة ؟ فقالت : ما رايت الا جميلا ! { الجمال : رقة الحسن } ماذا رأت زينب (عليه السلام) في كربلاء ؟ رأت دماء نازفة واعضاء مقطعة ورؤوسا مشالة وخياما تشتعل فيها النار ! ولا بد ان نذكر موقف زينب العصر الشهيده امنة الصدر ( بنت الهدى ) وهي تخاطب الاسلام قائلة اسلامنا انت الحبيت وكل صعب فيك سهل ولأجل دعوتك العزيزة علقم الايام يحلو بين السلة والذلة لما نظر الحسين (عليه السلام ) الى كثرة الذين خرجوا لحربه وقد بلغوا ثلاثين ألفا رفع يديه الى السماء وقال اللهم انت ثقتي في كل كرب ورجائي في كل شدة ثم دعا براحلته فركبها وراح يخطب فيه باعلى صوته ناصحا ومحذرا : اتسبوني من انا ارجعوا الى انفسكم وعاتبوها فانظروا هل يصلح لكم قتلي وانتهاك حرمتي ؟ الست انا ابن بنت نبيكم وابن وصيه ؟! الم يبلغكم ما قال رسول الله (ص) لي ولأخي : هذان سيدا شباب اهل الجنة ؟ وان كذبتموني فان فيكم من ان سالتموه عن ذلك اخبركم سلوا جابر بن عبد الله الانصاري وابا سعيد الخدري وزيد بن ارقم ومالك بن انس يخبروكم انهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله (صلى الله عليه وآله ) اما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي ؟! فناداه وحدهم قائلا : نحن لا ندري ما تقول ولكن انزل على حكم ابن عمك !! فقال (عليه السلام) لا والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا افر فرار العبيد ! ثم سالهم (عليهم السلام ) لم تقتلونني ؟ فاجابوه طاعة للامير ابن زياد !! فقال لهم : الا وان الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يابى الله ورسوله والمؤمنون { السلة : سل السيوف للحرب . الذلة : الاستسلام للطاغية . ركز } |
http://www.alkafeel.net/childrencorn...ges/st2513.jpg
ولادة الاراده كان اول من خرج لمحاربة الحسين (عليه السلام ) في الف فارس بعثه الطاغيه ابن زياد ليحبسه عن الرجوع الى المدينة اينما يجده او يقدم به الكوفة ولما وصل الركب الحسيني الى نينوى وصل كتاب ابن زياد الى الحر يقول فيه جعجع بالحسين حين تقرا كتابي ولا تنزله الا بالعراء على غير ماء { جعجع : ضيق واحبس } فقرا الحر الكتاب على الامام (عليه السلام ) وساروا قليلا حتى اذا ماوصلوا الى كربلا ء وقف الحر واصحابه امامه ومنعوه عن المسير ! كان ذلك يوم الثاني من المحرم وفي اليوم العاشر سمع الحر الرياحي كلام الحسين (عليه السلام ) واستغاثته فاقبل على عمر بن سعد وقال له : امقاتل انت هذا الرجل ؟ قال : اي والله قتلا ايسره ان تسقط فيه الرؤوس وتطيح الايدي !! واخذ الحر يدنو من معسكر الحسين (عليه السلام ) قليلا فقال له احد اصحابه ( المهاجر بن قيس ) اتريد ان تحمل ؟ فسكت واخذته الرعده ولم يعد يتمالك نفسه فظن المهاجر انه قد خاف وجبن فقال له لو قيل لي من اشجع اهل الكوفه لما عدوتك فما هذا الذي اراه منك ؟! فقال الحر وهو يرتجف اني اخير نفسي بين الجنة والنار والله لا اختار على الجنة شيئا ولو حرقت ! ضرب الحر جواده نحو معسكر الحسين (عليه السلام) منكسا رمحه قالبا ترسه وقد طأطأ برأسه حياء من ال الرسول (صلى الله عليه السلام ) بما اتى اليهم وجعجع بهم رافعا صوته (أللهم اليك انيب فتب علي فقد ارعبت قلوب اوليائك واولاد نبيك ! يا ابا عبد الله فهل لي من توبه ؟ ) http://www.alkafeel.net/childrencorn...ges/st2514.jpg كما سمتك امك اراد الحر ان يمحو اسائته بدمائه ومهجته فقاتل قتال الابطال حتى صرع فحملوه الى فسطاط الحسين (عليه السلام ) { المهجة : دم القلب ، الروح } جلس الامام (عليه السلام ) عنده وكان به رمق فقال له وهو يمسح الدم عنه : انت الحر كما سمتك امك انت الحر في الدنيا والاخرة هذا اول وقتها عند منتصف النهار وزوال الشمس عن كبد السماء حمى وطيس المعركة فقال ابو ثمامة الصائدي ابا عبد الله نفسي لك الفداء اني ارى هؤلاء قد اقتربوامنك ولا والله لاتقتل حتى اقتل دونك ان شاء الله واحب ان القى ربي وقد صليت هذه الصلاة التي دنا وقتها ! رفع الحسين (عليه السلام ) راسه الى السماء وقال : ذكرت الصلاة جعلك الله من المصلين الذاكرين نعم هذا اول وقتها ! قال (عليه السلام ) لأصحابه سلوهم ان يكفو عنا حتى نصلي ! http://www.alkafeel.net/childrencorn...ges/st2515.jpg يعبأ الاعداء بنداءات اصحابه فتقدم الحسين (عليه السلام ) للصلاة في نصف من اصحابه وقف سعيد الحنفي يصد النبل والسهام بيديه وصدره ووجهه حتى اثخن بالجراح فسقط الى الارض وهو يقول اللهم العنهم لعن عاد وثمود وابلغ نبيك مني السلام وابلغه ما لقيت من الم الجراح فاني اردت بذلك ثوابك في نصرة ذرية نبيك (صلى الله عليه وآله) ثم التفت الى الحسين (عليه السلام) قائلا : اوفيت يا ابن رسول الله ؟ قال : نعم وانت امامي في الجنة ثم قضى نحبه فوجدوا فيه ثلاثة عشر سهما غير الضرب والطعن ! جاء في الحديث تشجيعا للمبادرة الى الصلاة ( فضل الوقت الاول على الاخير كفضل الاخرة على الدنيا ) كما جاء في الحديث نهيا عن العجلة في الصلاة : ( اذا قام العبد في الصلاة فخفف صلاته قال الله تبارك وتعالى لملا ئكته اما ترون الى عبد ي كانه يرى ان قضاء حوائجه بيد غيري اما يعلم ان قضاء حوائجه بيدي ؟!) سنكمل بحول الله فتابعوانا |
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن أعدائهم من الأولين والأخرين
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين عليهم السلام اوصيك بهذا كان صحابيه ممن راى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفارسا شجاعا وعابدا متنكسا وممن كاتب الحسين (عليه السلام ) ووفى بعهده تحدى مخاطر الطريق وعيون الاعداء وخرج مع عياله من الكوفة والتحق بركب الحسين (عليه السلام ) وضم عياله الى عياله انه مسلم بن عوسجة وقد قاتل قتالا شديدا لم يسمع بمثله فكان يحمل على القوم وسيفه مصلت بيمينه ولم يزل يضرب فيهم حتى هجم عليه فارسان فاشتركا في قتله ووقعت لشدة الجلاد غبرة عظيمة فما انجلت الغبرة الا ومسلم بن عوسجة صريع وبه رمق انطلق اليه اليه الحسين (عليه السلام ) ومعه حبيب بن مظاهر فقال له (عليه االسلام) رحمك الله يا مسلم ( فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) ودنا منه حبيب وقال : عز علي مصرعك يا مسلم ابشربالجنة فقال مسلم بصوت ضعيف : بشرك الله بخير قال حبيب : لو لم اعلم اني بالاثر لاحببت ان توصي الي بما اهمك فقال مسلم : اوصيك بهذا { واشار الى الحسين (عليه السلام ) } ان تستشهد دونه ! قال حبيب : افعل ورب الكعبة صبي في كربلاء http://www.alkafeel.net/childrencorn...ges/st2516.jpg بعدما رات زوجها جنادة الانصاري قد هوى صريعا مخضبا بدمه التفتت اسماء الى ولدها عمروا وهو ابن احدى عشرة سنة فقالت له بني ! هل رايت اباك صرع ؟ قال : نعم يا اماه قالت بني اذن ماذا تنتظر ؟! اذهب بني وبيض وجهي عند فاطمة الزهراء (عليه السلام) البسته لامة حربه وتقدم ليستاذن الامام (عليه السلام) بالقتال فابى (عليه السلام) وقال : ( هذا غلام قتل ابوه في الحملة الاولى ولعل امه تكره ذلك ) فقال عمرو : سيدي .... والله ان امي هي التي البستني لامة حربي ارجعه الحسين (عليه السلام ) الى امه وسرعان ماجاءت به وقد مسكته من كتفيه ووقفت امام الامام (عليه السلام ) قائلة سيدي ابا عبد الله ! اتثكل امك الزهراء لولدها ولا اثكل بولدي ؟ دع ولدي يقاتل بين يديك لما اذن له الامام برز الغلام الى الميدان فرحا مسرورا وهو ينشد قائلا : اميري حسين ونعم الامير سرور فؤاد البشير النذير علي وفاطمة والداه فهل تعلمون له من نظير صبي اخر تقدم صبي لم يبلغ الحلم كان وجهه شقة قمر وطلب الاذن فلما راه الحسين (عليه السلام ) اعتنقه وبكى ثم اذن له فبرز يضرب بسيفه حتى انقطع شسع نعله فوقف ليشدها غير عابيء بالحرب والسيوف وبينما هو كذلك هجم عليه احد الاعداء وضربه على راسه فوقع الصبي على وجهه وهو ينادي : يا عماه ! اسرع اليه الحسين (عليه السلام ) ووقف عنده وقال بعدا لقوم قتلوك خصمهم يوم القيامة جدك وابوك وذلك الصبي هو القاسم بن الامام الحسن المجتبى (عليه السلام ) وامه رملة . |
وفاء وايثار
http://www.alkafeel.net/childrencorn...ges/st2517.jpg لم يستطع ابو الفضل العباس (عليه السلام) صبرا فتقدم ليطلب الاذن بالقتال فقال له الحسين (عليه السلام) يا اخي انت حامل لوائي وامره ان يطلب للاطفال ماء ركب العباس (عليه السلام) جواده واخذ القربه وتوجه نحو الفرات فاحاط به الاعداء فراح يضرب فيهم حتى كشفهم عن الماء ووصل الى الفرات لما اغترف ليشرب تذكر اخيه الحسين وعيالاته فرمى الماء من يده وقال : يا نفس من بعد الحسين هوني وبعده لا كنت او تكوني ثم ملأ القربة وركب جواده فقطعوا عليه الطريق فجعل يجاهدهم حتى اكثر القتل فيهم فكمن له احد الاعداء من وراء نخلة فضربه الى يمينه فقطعها فقال (عليه السلام) والله ان قطعتم يميني اني احامي ابدا عن ديني وكمن له اخر فضربه على شماله فقطعها وتكاثروا عليه حتى سقط على الارض الغضبان فراه صريعا مقطوع اليدين قال (عليه السلام) الان انكسر ظهري وقلت حيلتي ! |
بأي ذنب قتلت ؟
http://www.alkafeel.net/childrencorn...ges/st2518.jpg لم يكف عن البكاء حتى بح صوته فلا لبن تقدر ان تسقيه امه ولا ماء فجاؤا به الى ابيه الحسين (عليه السلام ) يودعه فاجلسه في حجرة يقبله ويقول : ( بعدا لهؤلاء القوم اذا كان جدك المصطفى خصمهم )! ثم اتى به نحو القوم يطلب له شربة ماء قائلا لهم : ( ان كان ذنب للكبار فما ذنب الصغار ؟!) فتنازعوا بينهم امرهم فقال عمر بن سعد لاحد جنوده يا حرملة اقطع نزاع القوم ! فرماه حرملة بسهم فوقع في نحره فذبحه ! تلقى الامام (عليه السلام ) الدم بكفه حتى امتلات ورمى به نحو السماء فلم تسقط منه قطرة ! وقال : ( هون علي مانزل له انه بعين الله تعالى ) ( الهي ان كنت حبست عنا النصر فاجعله لما هو خير منه وانتقم لنا من الظالمين واجعل ما حل بنا في العاجل ذخيرة لنا في الاجل )! وما أن اتهى الامام (عليه السلام ) من الدعاء حتى سمع قائلا يقول : دعه يا حسين فان له مرضعه في الجنة ! ولم يكن عبد الله يتجاوز الستة اشهر من العمر وامه الرباب واقفة تنظر اليه ! |
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن أعدائهم .
العار ولا النار http://www.alkafeel.net/childrencorn...ges/st2519.jpg الموت اولى من ركوب العار والعار اولى من دخول النار يقول احد الاعداء الذين شهدوا المعركة : مارايت مكثورا قط { الذي تكاثرت عليه الاعداء والمصائب } قد قتل ولده واهل بيته واصحابه اربط جاشا { نفسا } ولا امضى جنانا { قلبا } ولا اجرأ مقدما منه والله مارايت قله ولا بعده مثله ان كانت الرجالة لتشد عليه فيشد عليها بسيفه فتنكشف عن يمينه وعن شماله انكشاف المعزى اذا شد فيها الذئب ! السهم المثلث http://www.alkafeel.net/childrencorn...ges/st2519.jpg ولم يزل الحسين (عليه السلام ) يقاتل حتى اثخن بالجراح فسقط عن فرسه الى الارض وراح يقاتلهم راجلا ويصول في الميدان ويجول حتى ضعف عن القتال فوقف ليستريح فبينما هو كذلك اتاه سهم مسموم له ثلاث شعب فوقع على قلبه الشريف ! فقال (عليه السلام) بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله (صلى الله عليه وآله) الهي انك تعلم انهم يقتلون رجلا ليس على وجه الارض ابن بنت نبي غيره |
فرس الحسين
لما صرع الحسين (عليه السلام ) جعل فرسه يصهل ويحمحم وكان من جياد خيل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فصاح عمر بن سعد باصحابه واتوني به { الحمحمة : اقل من الصهيل } تراكضت الفرسان اليه فجعل يرفس برجليه ويمانع عن نفسه فصاح ابن سعد ويلكم ! دعوة لننظر ما يصنع لما امن الجواد الطلب اخذ يتخطى القتلى قتيلا بعد قتيل حتى اذا ماوصل الى الحسين (عليه السلام) اقبل عليه يشمه ويمرغ ناصيته بدمه ! ثم قصد نحو الخيام راكضا باكيا وهو يصهل صهيلا عاليا يقول الامام الباقر (عليه السلام) كان الفرس يقول : الظليمة الظليمة من امة قتلت ابن بنت نبيها !! فلما نظرت النساء الى الجواد مخزيا والسراج عليه ملويا خرجن من الخيام باكيات نادبات والى مصرع الحسين (عليه السلام) مبادرات وزينب العقيلة تنادي : وامحمداه ! واعلياه ! واجعفراه ! واحمزتاه ! هذا حسين بالعراء صريع بكربلاء حتى انتهت اليه وهو يجود بنفسه وقد دنا منه عمر بن سعد في جماعه من اصحابه فصاحت : اي عمر ! ايقتل ابو عبد الله وانت تنظر اليه ؟! ويحكم ! اما فيكم مسلم ؟! فلم يجبها احد !! { يجود بنفسه : قارب ان يقضي ويستشهد } الوجه الساطع http://www.alkafeel.net/childrencorn...ges/st2520.jpg مكث الحسين (عليه السلام ) طويلا على الارض وقد اجتمع حوله الاعداء من كل حدب وصوب وكلما جاءه احد انصرف عنه كراهية ان يلقى الله بدمه !! يقول احدهم ( هلال بن نافع ) وقفت على الحسين (عليه لسلام) وهو يجود ينفسه فو الله ما رايت قتيلا مخضبا بدمه احسن منه ولا انور وجها وقد شغلني نور وجهه عن الفكرة في قتله ! { ملاحظة : هلال بن نافع مع جيش يزيد ونافع بن هلال مع الحسين (عليه السلام ) } وحينما راى ابن سعد حيرة جنوده وذهولهم نادى فيهم : انزلو اليه واريحوه !! { اي اقتلوه !} وصاح الشمر ويحكم ! ماذا تنتظرون بالرجل اقتلوه ثكلتكم امهاتكم ! واخيرا اقبل الشمر مغاضبا وفعل بريحانة رسول الله وسيد شباب اهل الجنة ما فعل حتى احتز راسه المقدس !! واحسيناه ...وا اماماه ... وا سيداه .. |
سلب الحسين والعيال
ولم يكتفوا بذلك فاقبلوا على سلب الجسد الطاهر فاخذوا ماكان عليه من الثياب قميصه وثوبه وعمامته ونعليه !! وجاء رجل اسمه بجدل الكلبي فراى خاتما في اصبع الحسين (عليه السلام ) والدماء عليه فحاول ان ينتزعه فلم يستطع فقطع الاصبع واخذه !! ثم تسابقوا على سلب نساء ال البيت (عليه السلام) وعيالات الشهداء حتى اقتحموا عليهن الخيام ونهبوا كل ماكان فيها وان المراة لتسلب مقنعتها من راسها وملحفتها من ظهرها وخاتمها من اصبعها وقرطها من اذنها !! امراتان ورجل http://www.alkafeel.net/childrencorn...ges/st2521.jpg ارسل عمر بن سعد راس الحسين (عليه السلام) مع خولي بن يزيد الاصبحي الى عبيد الله بن زياد وذلك يوم عاشوراء فوصل الى الكوفة ليلا فوجد قصر الامارة مغلقا فاتى منزله ووضع الراس الشريف تحت اجانة { طشت } في ساحة داره كان لخولي زوجتان : ( النوار ) و( العيوف ) فدخل الى الاولى فراته قلقا مضطربا فسالته مالخبر ؟ قال : جئتك بغنى الدهر !! هذا راس الحسين بن علي معك في الدار غضبت النوار غضبا شديدا وصاحت في وجهه ويلك ! جئت براس ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله ) ؟! لا والله يجمع راسي وراسك فراش ولا بيت ابدا تقول النوار : فقمت من فراشي وخرجت الى الدار فو الله مازلت انظر الى نور يسطع مثل عمود من السماء الى الاجانة ورايت طيرا بيضاء ترفرف حولها ! اما العيوف فقد راعها ما راته من عمود النور وخرجت غاضبة باكية ولم تكتحل ولم تتطيب منذ ذلك اليوم حزنا على الحسين (عليه السلام) |
الساعة الآن »05:22 PM. |