![]() |
الفصل : 36 ((شاب يبكي قلبك)) وجدت في طريقي حسينية اهل الكوفة العلوية الاحرار ؛ سلمت عليهم وصليت عندهم صلاة الفجر ذات الشهود؛ واذا هم قد حضروا الافطار؛ افطرت حامدا لله الواحد القهار بما انعم من رزقه الحسيني الهني وتابعت المسير الى سيد الاحرار عليه سلام رب الممات والحياة ؛ فوجدت سيارة كبيرة للحمولة جديدة وانيقة قد وضع فيها الطعام الذي يوزعه على الزوار فوقفت بين الناس مادا يدي نحو الطعام الشهي ؛ وانا اتبرك بوقفتي وانتظاري لانها لسيد الشهداء ؛ عليه قلوب كل ولي يرفرف بحبه الجلي . فناولني صحنا فشكرت الله تعالى واردت ان التهم الطعام؛ فقال لي ولدا صغيرا ياعم ؟ فقلت نعم فقال: هل تعطيني هذا الصحن الذي بيدك فناولته اياه ووقفت مادا يدي نحو الموزع وقبل ان اتناول الصحن من الموزع رجع الصبي وبيده نفس الصحن الذي اخذه مني وقال يا عم خذه فقلت له لا احتاجه وها هو خادم الامام الحسين عليه السلام في حال مناولته لي الصحن الاخر ؛ قال وباصرار تام لا.. لاعمي خذ الصحن فاخذته منه وتحيرت هل من الصحيح ان اخذ الصحن منه لاني تذكرت هذه الرواية القائلة : تهذيبالأحكام 9 158 عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: أَنْتَ بِالْخِيَارِ فِي الْهِبَةِ مَا دَامَتْ فِي يَدِكَ فَإِذَا خَرَجَتْ إِلَى صَاحِبِهَا فَلَيْسَ لَكَ أَنْ تَرْجِعَ فِيهَا وَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : مَنْ رَجَعَ فِي هِبَتِهِ فَهُوَ كَالرَّاجِعِ فِي قَيْئِهِ . الإستبصار 4 109 عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله مَنْ يَرْجِعُ فِي هِبَتِهِ كَالرَّاجِعِ فِي قَيْئِهِ . ففكرت هل هي رجوع في الهبة فتشملني الرواية وكأني راجع بقيئي ؛ والعياذ بالله ؛ لكن فكرت ان هذا الصبي انما ارجع الصحن وكأنه يريد اعادة كرامته حيث طلب مني الصحن ولم يطلبه من الموزع؛ وكأنه تصور انني انا الموزع فطلبه مني والان ان لم آخذه منه قد اجرح واخدش كرامته؛ مع انني لست من رجع بهديته وانما ارجعها هو بنفسه وعلى اي حال ؛ اخذت الصحن منه وانا اكله و افكر مع نفسي عن الشعب العراقي وكيف ان له خصوصيات جدا جميلة وهي منبع للفخر والاعتزاز ولا اقول ليس هناك استثناء وانما الحساب عادة على الاغلب والله العالم ؛ كنا نزور في زمن الحكم البائد فنجد بعض الصبية و البنات الصغار كانوا يمدون ايديهم ويطلبون العطاء للفقر المصطنع الذي فرضوه على الشعب المظلوم ؛ وما ان تحسنت اوضاعهم واذا بك لم تجد اي اثر من هؤلاء؛ وماذا يعني هذا الا الاباء والعز والعمل وفق الضرورة وهذا الولد الصغير نموذج لما اقوله حيث انه اخذ الصحن مني ولكن ما ان حصل على صحن الطعام ارجع صحني ولم يمسه . ثم سرت نحو كربلاء العز والاباء .... والحمد لله قربنا من كربلاء ؛ واسمع الكثير يقول الان سنرى (السايلو) وهو مركز لخزن الحبوب وكان بناء مرتفع قد تراه من بُعد عشر كيلومترات وهكذا نسير والخدام يتوسلون بالزوار ؛ تعالوا وكلوا من التمر والشاى والفواكه والعصير؛ والكراسي منصوبة من جهتي الطريق ووجدت من بين الخدمة رجل كبير السن شاهدني وانا احمل على عاتقي الشال الاخضر وفي العراق وايران انما يحمل هذا الشال الاخضر من هو من ذرية الرسول الكريم صلى الله عليه واله ولذلك الكل ينادي هذا الحامل لهذا الشال ب ( سيدنا ) فناداني هذا الرجل الطاعن بالسن سيدنا ....سيدنا.... فقلت له: نعم يا عم قال :تعال الى مضيفنا وكل عندنا فقلت له : الله يشهد من كثرة ما تبركت بطعام سيد الشهداء عليه السلام امتلأت ولم استطع ان اكل. فقال: اقسم عليك بجدك الحسين عليه السلام الا ما جلست في مضيفنا؛ فدخلت المضيف ومجرد ان جلست شاهدت هناك صحن قد اكل منه احد الزائرين المشاة وترك الباقي فتناولت منه لانه قد مسته يد زائر تبركا واذا بالرجل الطاعن بالسن ياتيني بصحن جديد وقد ملئ من الرز واللوز وفيه مالذ وطاب ؛ حقا كنت اشعر ان هذا الخادم كأنه يتمنى ان يجعل مقلتيه في الطعام حبا لامامه عليه السلام . وهكذا ونحن نسير واذا بنا نصل الى المقابر التي هي على اطراف كربلاء وهي المقبرة المعروفة في كربلاء ووجدت قطعة مكتوبة عليها بخط كبير من لم يكن عنده اجرة الدفن و.. فيدفن مجانا . كم فرحت وسررت ان الانسان في اخلاقيات العراقيين لم يقلق لمصيره وعاقبته ؛ بل ويهدء باله .. وانا اتابع المشي شاهدت شخصا ماسكا بيده دراجته وقد وضع عليها قليل من (النبق) فاكهة شجرة السدر يبكي قلبك منظره حينما تفكر بحاله وتعرف نيته حيث انه فقير ولم يملك ما يقدمه لامامه الحسين عليه السلام الا ثمار هذه الشجرةالتي هي في بيته ؛ تصور منظره وهو واقف وعلى محيّاه مسحة من حياء فتاة نجيبة خجلا من امامه ان لا يملك سوى هذه الفاكهة؛ وكان ينادي بنبرات متكسرة وكأنها قارورة صنعت من عقيق تتكسر فتكون صواعق على رؤوس جيش يزيد ومحبيه واتباعه تعالوا وتناولوا من هذه الفاكهة فاني لا املك سواها ......يا حسين .......يا حسين والله ابكاني وانا اكتب الان اشعر ان قلبي يؤلمني من شدة الحزن ودموعي تكاد تغسل وجهي من ذنوبها |
الفصل : 37 ((لَأَبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بَدَلَ الدُّمُوعِ دَماً)) والحمد لله ؛ اخيرا وصلنا الى كربلاء الحزن والصمود والعز والشموخ؛ كربلاء الاباء؛ كربلاء عدم المسالمة مع الظلم حتى اذا ادى الى تقديم الطفل الرضيع قربانا في التسليم لامر الله تعالى ؛ كربلاء العز في طاعة الله تعالى وان ادى الى سبي العيال كربلاء الرضا في الله وان تفطرت شفاه نساء الوحي ورجال العصمة من العطش . وحينما دخلنا المدينة واذا بها تموج في الدموع وتتعالى فيها صراخ المعزين وتسمع من كل صوب ...ياحسين ...ياحسين ...ياحسين.......... والنساء يهتفن يازينب جئنا لمواساتك ؛ اتحدى الصخر ان لم يسيل منه بدل الدموع دما ؛ ثم انك لا تشك بان السماء باكية ؛ والارض تهتز مع اهتزاز حناجر الغضب والغاضبين من كل ظالم غاشم عنيد . أيقتل ظمآنا حسين بكربلا . . . وفي كل عضو من أنامله بحر ووالده الساقي على الحوض في غد . . . وفاطمة ماء الفرات لها مهر فيا لك مقتولا بكته السما دما . . . فمغبر وجه الأرض بالدم محمر وكانت الملابس كلها سوداء والجدران حزينة بارتدائها السواد والاعلام ترفرف في الايدي والمنائر كلها سود فترى الحزن والاسى في كل صوب واين ما وجهت وجهك طفرت دموعك وسحبتها خدودك لتسيل عليها فتسجل لنفسها مواساة لامامها الشهيد وامام زمانها عليهم السلام فان الامام امام على كل شيئ وحتى على كل خلية من بدنك وكل ذرة في الوجود ... وترى المعزين المشاة وغيرهم من كل اقطار العالم ينادون خلف امام زمانهم بصوت واحد : بحارالأنوار 98 237 باب 18- زياراته صلوات الله عليه ......... ِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَ عَلَى مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْمُرَفْرَفِينَ حَوْلَ قُبَّتِكَ الْحَافِّينَ بِتُرْبَتِكَ الطَّائِفِينَ بِعَرْصَتِكَ الْوَارِدِينَ لِزِيَارَتِكَ السَّلَامُ عَلَيْكَ فَإِنِّي قَصَدْتُ إِلَيْكَ وَ رَجَوْتُ الْفَوْزَ لَدَيْكَ السَّلَامُ عَلَيْكَ سَلَامَ الْعَارِفِ بِحُرْمَتِكَ الْمُخْلِصِ فِي وَلَايَتِكَ الْمُتَقَرِّبِ إِلَى اللَّهِ بِمَحَبَّتِكَ الْبَرِيءِ مِنْ أَعْدَائِكَ سَلَامَ مَنْ قَلْبُهُ بِمُصَابِكَ مَقْرُوحٌ وَ دَمْعُهُ عِنْدَ ذِكْرِكَ مَسْفُوحٌ سَلَامَ الْمَفْجُوعِ الْمَحْزُونِ الْوَالِهِ الْمِسْكِينِ سَلَامَ مَنْ لَوْ كَانَ مَعَكَ بِالطُّفُوفِ لَوَقَاكَ بِنَفْسِهِ مِنْ حَدِّ السُّيُوفِ وَ بَذَلَ حُشَاشَتَهُ دُونَكَ لِلْحُتُوفِ وَ جَاهَدَ بَيْنَ يَدَيْكَ وَ نَصَرَكَ عَلَى مَنْ بَغَىَ عَلَيْكَ وَ فَدَاكَ بِرُوحِهِ وَ جَسَدِهِ وَ مَالِهِ وَ وُلْدِهِ وَ رُوحُهُ لِرُوحِكَ الْفِدَاءُ وَ أَهْلُهُ لِأَهْلِكَ وِقَاءٌ فَلَئِنْ أَخَّرَتْنِي الدُّهُورُ وَ عَاقَنِي عَنْ نُصْرَتِكَ الْمَقْدُورُ وَ لَمْ أَكُنْ لِمَنْ حَارَبَكَ مُحَارِباً وَ لِمَنْ نَصَبَ لَكَ الْعَدَاوَةَ مُنَاصِباً فَلَأَنْدُبَنَّكَ صَبَاحاً وَ مَسَاءً وَ لَأَبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بَدَلَ الدُّمُوعِ دَماً حَسْرَةً عَلَيْكَ وَ تَأَسُّفاً وَ تَحَسُّراً عَلَى مَا دَهَاكَ وَ تَلَهُّفاً حَتَّى أَمُوتَ بِلَوْعَةِ الْمُصَابِ وَ غُصَّةِ الِاكْتِيَابِ .... وكنت اسير بين الصفوف المتراصة من الناس وكأني اشق امواج الجبال التي تمر مر السحاب كلها باتجاه حرم الامام الحسين عليه السلام وابا الفضل عليهما السلام واخيرا وصلت خارج الصحن الشريف ولم استطع التقدم الى داخل الصحن المبارك فجلست هناك بين اقدام الزائرين وتلوت زيارة ابا الفضل العباس عليه السلام ... |
الفصل : 37 ((لَأَبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بَدَلَ الدُّمُوعِ دَماً)) والحمد لله ؛ اخيرا وصلنا الى كربلاء الحزن والصمود والعز والشموخ؛ كربلاء الاباء؛ كربلاء عدم المسالمة مع الظلم حتى اذا ادى الى تقديم الطفل الرضيع قربانا في التسليم لامر الله تعالى ؛ كربلاء العز في طاعة الله تعالى وان ادى الى سبي العيال كربلاء الرضا في الله وان تفطرت شفاه نساء الوحي ورجال العصمة من العطش . وحينما دخلنا المدينة واذا بها تموج في الدموع وتتعالى فيها صراخ المعزين وتسمع من كل صوب ...ياحسين ...ياحسين ...ياحسين.......... والنساء يهتفن يازينب جئنا لمواساتك ؛ اتحدى الصخر ان لم يسيل منه بدل الدموع دما ؛ ثم انك لا تشك بان السماء باكية ؛ والارض تهتز مع اهتزاز حناجر الغضب والغاضبين من كل ظالم غاشم عنيد . أيقتل ظمآنا حسين بكربلا . . . وفي كل عضو من أنامله بحر ووالده الساقي على الحوض في غد . . . وفاطمة ماء الفرات لها مهر فيا لك مقتولا بكته السما دما . . . فمغبر وجه الأرض بالدم محمر وكانت الملابس كلها سوداء والجدران حزينة بارتدائها السواد والاعلام ترفرف في الايدي والمنائر كلها سود فترى الحزن والاسى في كل صوب واين ما وجهت وجهك طفرت دموعك وسحبتها خدودك لتسيل عليها فتسجل لنفسها مواساة لامامها الشهيد وامام زمانها عليهم السلام فان الامام امام على كل شيئ وحتى على كل خلية من بدنك وكل ذرة في الوجود ... وترى المعزين المشاة وغيرهم من كل اقطار العالم ينادون خلف امام زمانهم بصوت واحد : بحارالأنوار 98 237 باب 18- زياراته صلوات الله عليه ......... ِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَ عَلَى مَلَائِكَةِ اللَّهِ الْمُرَفْرَفِينَ حَوْلَ قُبَّتِكَ الْحَافِّينَ بِتُرْبَتِكَ الطَّائِفِينَ بِعَرْصَتِكَ الْوَارِدِينَ لِزِيَارَتِكَ السَّلَامُ عَلَيْكَ فَإِنِّي قَصَدْتُ إِلَيْكَ وَ رَجَوْتُ الْفَوْزَ لَدَيْكَ السَّلَامُ عَلَيْكَ سَلَامَ الْعَارِفِ بِحُرْمَتِكَ الْمُخْلِصِ فِي وَلَايَتِكَ الْمُتَقَرِّبِ إِلَى اللَّهِ بِمَحَبَّتِكَ الْبَرِيءِ مِنْ أَعْدَائِكَ سَلَامَ مَنْ قَلْبُهُ بِمُصَابِكَ مَقْرُوحٌ وَ دَمْعُهُ عِنْدَ ذِكْرِكَ مَسْفُوحٌ سَلَامَ الْمَفْجُوعِ الْمَحْزُونِ الْوَالِهِ الْمِسْكِينِ سَلَامَ مَنْ لَوْ كَانَ مَعَكَ بِالطُّفُوفِ لَوَقَاكَ بِنَفْسِهِ مِنْ حَدِّ السُّيُوفِ وَ بَذَلَ حُشَاشَتَهُ دُونَكَ لِلْحُتُوفِ وَ جَاهَدَ بَيْنَ يَدَيْكَ وَ نَصَرَكَ عَلَى مَنْ بَغَىَ عَلَيْكَ وَ فَدَاكَ بِرُوحِهِ وَ جَسَدِهِ وَ مَالِهِ وَ وُلْدِهِ وَ رُوحُهُ لِرُوحِكَ الْفِدَاءُ وَ أَهْلُهُ لِأَهْلِكَ وِقَاءٌ فَلَئِنْ أَخَّرَتْنِي الدُّهُورُ وَ عَاقَنِي عَنْ نُصْرَتِكَ الْمَقْدُورُ وَ لَمْ أَكُنْ لِمَنْ حَارَبَكَ مُحَارِباً وَ لِمَنْ نَصَبَ لَكَ الْعَدَاوَةَ مُنَاصِباً فَلَأَنْدُبَنَّكَ صَبَاحاً وَ مَسَاءً وَ لَأَبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بَدَلَ الدُّمُوعِ دَماً حَسْرَةً عَلَيْكَ وَ تَأَسُّفاً وَ تَحَسُّراً عَلَى مَا دَهَاكَ وَ تَلَهُّفاً حَتَّى أَمُوتَ بِلَوْعَةِ الْمُصَابِ وَ غُصَّةِ الِاكْتِيَابِ .... وكنت اسير بين الصفوف المتراصة من الناس وكأني اشق امواج الجبال التي تمر مر السحاب كلها باتجاه حرم الامام الحسين عليه السلام وابا الفضل عليهما السلام واخيرا وصلت خارج الصحن الشريف ولم استطع التقدم الى داخل الصحن المبارك فجلست هناك بين اقدام الزائرين وتلوت زيارة ابا الفضل العباس عليه السلام ... |
الفصل : 38 ((ابا الفضل لم ولن ينسى عطش الحسين)) وانا ادخل سمعت صوت الخطيب من مكبرات الصوت وهو يقول : "دخل العباس عليه السلام الى المشرعة وحمل الماء ليشرب فتذكر عطش الحسين عليه السلام فلما تذكر عطش الحسين عليه السلام رمى بالماء ولم يشرب وفاء لاخيه وامامه عليه السلام" . ما ان سمعت الخطيب يقول هذا الا وغضبت وتألمت وودت ان امسك المكرفون من هذا الخطيب وصوتي يلعلع من على منارة ابي الفضل العباس عليه السلام لكي اوضح لكل الزوار هذه الحقيقة التاريخية التي قد فُهمت خطأ ؛ وتمسك كثير من الخطباء بها خطأً سبحان الله ولم يستطيع احد ان يفك بينهم وبين ما فهموه خطا واشتباها. قارئي العزيز : بالله عليك هل تتصور ان ابا الفضل عليه السلام نسي عطش الحسين عليه السلام ولو للحظة واحدة وهل يمكن ان نتصوره ينسى عطش الحسين عليه السلام والطفل الرضيع ورقية وسكينة وصراخ العيال والاطفال من العطش هل ينسى كل ذلك ولو للحظة واحدة انا لله وانا اليه راجعون هذا من المحال . الم تسمع ان الحسين عليه السلام حينما نزل في المشرعة واراد ان يشرب الماء طاطا الفرس راسه نحو الماء ليشرب فقال الامام الحسين عليه السلام انت عطشان وانا عطشان فرفع الفرس راسه عن الماء ولم يشرب ؛ان الفرس يفهم عطش الامام عليه السلام ؛ فكيف نتصور العباس عليه السلام وهو من تربى في حضن امير المومنين و الحسن والحسين عليهم السلام وفي احضان حبيبة قلوبنا ام البنين ام الوفاء كيف ينسى عطش اخيه؛ كلا وحاشا ومعاذ الله!! . هذا هو النص التاريخي وانت تامله : مقتل الحسين (عليه السلام ) - أبو مخنف الأزدي - ص 178 "وكان العباس ربما ركز لوائه امام الحسين وحامى عن أصحابه أو استقى ماءا فكان يلقب السقاء ، ويكنى أبا قربة بعد قتله . قالوا : ولما رأى وحدة الحسين عليه السلام بعد قتل أصحابه وجملة من أهل بيته قال لإخوته من أمه : تقدموا لأحتسبكم عند الله تعالى فإنه لا ولد لكم ، فتقدموا حتى قتلوا ، فجاء إلى الحسين عليه السلام واستأذنه في .. . فقال ( عليه السلام ) له : أنت حامل لوائي ، فقال : لقد ضاق صدري وسئمت الحياة ، فقال له الحسين ( عليه السلام ) . ان عزمت فاستسق لنا ماءا ، فاخذ قربته وحمل على القوم حتى ملاء القربة قالوا واغترف من الماء غرفة ثم ذكر عطش الحسين ( عليه السلام ) فرمى بها وقال : يا نفس من بعد الحسين هوني * وبعده لا كنت ان تكوني هذا الحسين وارد المنون * وتشربين بارد المعين ..الى اخر النص . وجاء في كتاب ينابيع المودة لذوي القربى - القندوزي - ج 3 - ص 67 فحمل عليهم العباس فقتل رجالا من الأعداء حتى كشفهم عن المشرعة ، ودفعهم عنها ، ونزل فملأ القربة ، وأخذ غرفة من الماء ليشرب فذكر عطش الحسين وأهل بيته فنفض الماء من يدهوقال : " والله لا أذوق الماء وأطفاله عطاش والحسين " وأنشأ يقول : يا نفس من بعد الحسين هوني * فبعده لا كنت أن تكوني هذا الحسين شارب المنون * وتشربين بارد المعين والله ما هذا فعال ديني * ولا فعال صادق اليقين(انتهى) لاحظ قوله عليه السلام :"والله ما هذا فعال ديني * ولا فعال صادق اليقين" وهو صريح ان من يفعل ذلك لا هو مطيع لدينه ولا هو في يقينه صادق وكأنه روحي لتراب أقدامه الفداء يرد على المفترين عليه ثم بالله عليك من يعلم ما جرى في نفس هذا الوفي لكي يتكلم عما جرى في نفسه مع نفسه ومن ابن مخنف وغيره حتى يتكلم عن الغيب واي غيب غيب عن قلب حامل اسرار اهل الاسرار النورانية !! سبحانك ربنا ان هذا الا افتراء عظيم فهل يمكن اذن ان نتصوره كان يفكر ان يكون مخالفا لدينه ويكذب يقينه حاشاك يا ابا الفضل ولو قلنا انه ذكر عطش امام زمانه والاطفال والنساء لا بمعنى من النسيان ذكر؛ وانما في اللغة العربية للذكر معنى اخر وهو : فان الذكر الذي ورد في النص التاريخي لا يعني ان الانسان يتذكر بعد النسيان وهذا الفهم الخاطئ سبب هذا التمسك غير الواعي بظاهر النص بينما كما سانقل لكم من كتاب العين وهو من اهم مصادرنا اللغوية وكذلك من كتاب مجمع البحرين والمعنى فيهما صريح بان الذكر ليس من النسيان وانما هو تكرار ما في النفس واعادته وهو ذاكر له؛ تفضل معى لنقرء : كتابالعين : 5 : 346 ذكر: الذكر: الحفظ للشيء تذكره، و هو مني على ذكر. و الذكر: جري الشيء على لسانك، تقول جرى منه ذكر. مجمعالبحرين : 3 : 309 قوله و اذكروا ما فيه [2/63] أي ادرسوا. قوله: ذكرى لأولي الألباب [40/54] أي عبرة لهم. قوله: أو يحدث لهم ذكرا [20/113] أي تذكرا. قال الشيخ أبو علي: الذكر هو حضور المعنى في النفس، و قد يستعمل الذكر بمعنى القول لأن من شأنه أن يذكر به المعنى، و التذكر هو طلب القول. (انتهى) وعلى هذا المعنى يكون هكذا : دخل صاحب لواء السماء والطالب بثار الانبياء عليهم السلام ابا الفضل العباس عليه السلام الى المشرعة وحينما شاهد الماء البارد رقراقا ناعما أسس اول مأتم لمصاب اخيه الحسين عليه السلام و اخذ يقرء تعزية على عطش الحسين عليه السلام فحمل من الماء في يده وقال شعره لنفسه ويفديها لامام زمانه . آه طبيعي للعباس الوفي حينما ينظر تماسك الماء باجزائه يتذكرانشقاق شفتي الحسين وعياله ؛ يتذكر الطفل الرضيع وصراخه ؛ يتذكر بنات الخدر ؛ بنات الوحي وقد الصقن بطونهن باعماق التراب لعل رطوبته يخفف عنهن وهج لهيب الظمأ. وهذا هو المأتم الذي اقامه ابا الفضل العباس عليه السلام على الماء ولم يسبقه احد في مواساته لاخيه بل هو السباق والمؤسس للماتم الحسيني . ماتم وهيئة حسينية يالها من هيئة؛ اعضائها كفيه وعينيه وجبينه وقدميه واعلامها صدره حين سقط على الارض متكا على السهام الداخلات في قلبه واي مصيبة هذه مصيبة كسرت ظهر المعصوم خامس اصحاب الكساء والذي خلق من اجلهم الارض والسماء لتنصب العزية في قلب من كسر مصابه ظهر اخيه المعصوم عليه السلام حسين حسين حسين ياحسين آه يا ابالفضل آه ياحسين ابكيك سيدي حتى اموت بلوعة المصاب آه آه آآآآآآآآآآآآآآآآه |
الفصل : 39 ((زيارة ابا الفضل)) لقد وردت زيارة ابا الفضل عليه السلام في كتاب كاملالزيارات: 257 قال الصادق عليه السلام: إذا أردت زيارة قبر العباس بن علي عليه السلام و هو على شط الفرات بحذاء الحائر فقف على باب السقيفة و قل: سلام الله و سلام ملائكته المقربين و أنبيائه المرسلين و عباده الصالحين و جميع الشهداء و الصديقين و الزاكيات الطيبات فيما تغتدي و تروح عليك يا ابن أمير المؤمنين أشهد لك بالتسليم و التصديق و الوفاء و النصيحة لخلف النبي المرسل و السبط المنتجب و الدليل العالم و الوصي المبلغ و المظلوم المهتضم فجزاك الله عن رسوله و عن أمير المؤمنين و عن الحسن و الحسين صلى الله عليهم اجمعين أفضل الجزاء بما صبرت و احتسبت و أعنت فنعم عقبى الدار لعن الله من قتلك و لعن الله من جهل حقك و استخف بحرمتك و لعن الله من حال بينك و بين ماء الفرات أشهد أنك قتلت مظلوما و أن الله منجز لكم ما وعدكم جئتك يا ابن أمير المؤمنين وافدا إليكم و قلبي مسلم لكم و أنا لكم تابع و نصرتي لكم معدة حتى يحكم الله و هو خير الحاكمين فمعكم معكم لا مع عدوكم إني بكم و بإيابكم من المؤمنين و بمن خالفكم و قتلكم من الكافرين قتل الله أمة قتلتكم بالأيدي و الألسن .........الى آخر ما ورد من الزيارة تنوير عن الزيارة : اولا: ان هذه الزيارة واردة في كتاب كامل الزيارات لابن قولويه وهو معتمد فقهاء الشيعة والرواية عن ابي حمزة الثمالي عن امامنا الصادق عليه السلام . ثانيا : اول سلام جاء في الزيارة قوله عليه السلام (سلام الله): وهذا يعني ان اول سلام هو من الله تعالى لابي الفضل عليه السلام ليعرف كل زائر مهما بلغ من العلم والمقام والوجاهة عليه ان يتواضع امام من يسلم عليه رب العالمين قبل سلامه . ثالثا : اول شهادة يشهدها الامام الصادق عليه السلام لابي الفضل عليه السلام هي قوله: )) أشهد لك بالتسليم)) والتسليم هو اعلى مرتبة يمكن ان يصل اليها الانسان كما سنقرء في هذه الروايات المباركة : بحارالأنوار 2 160 عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً قَالَ فَقَالَ الِاقْتِرَافُ التَّسْلِيمُ لَنَا وَ الصِّدْقُ عَلَيْنَا وَ أَنْ لَا يَكْذِبَ عَلَيْنَا وعن الأمالي للشيخ الطوسي وكتاب الأمالي للصدوق؛ وكتاب معاني الأخبار: فِي خَبَرِ الشَّيْخِ الشَّامِيِّ أَنَّهُ سَأَلَ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام أَيُّ الْأَعْمَالِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ؟؟ قَالَ التَّسْلِيمُ وَ الْوَرَعُ وعن كتاب المحاسن: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : كُلُّ مَنْ تَمَسَّكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى فَهُوَ نَاجٍ قُلْتُ مَا هِيَ قَالَ التَّسْلِيمُ . وَ عَنِ الصَّادِقِ عليه السلام فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ قَالَ عليه السلام : غَيْرَ التَّسْلِيمِ لِوَلَايَتِنَا وعن عَنْ كَامِلٍ التَّمَّارِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام : يَا كَامِلُ تَدْرِي مَا قَوْلُ اللَّهِ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ؟ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ: أَفْلَحُوا وَ فَازُوا وَ أُدْخِلُوا الْجَنَّةَ قَالَ: قَدْ أَفْلَحَ الْمُسَلِّمُونَ إِنَّ الْمُسَلِّمِينَ هُمُ النُّجَبَاءُ فالامام الصادق عليه السلام اول شهادة شهدها لابي الفضل عليه السلام هو التسليم الذي هو مقام عظيم فيه الفلاح والنجاح وقد بلغها ابراهيم عليه السلام آخر عمره المبارك حينما سلم امره لله في ذبحه لابنه اسماعيل عليه السلام : فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُني إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَما وَ تَلَّهُ لِلْجَبينِ (103) وَ نادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ (105) إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبينُ (106) وَ فَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظيمٍ (107) وَ تَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرينَ (108) سَلامٌ عَلى إِبْراهيمَ (109) كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنينَ (111)(الصافات ) فتدبر !! ان اسماعيل لم يُذبح وابا الفضل قد قدم نفسه لله تعالى فقطع اربا اربا وجعل قلبه درعا واقيا لامام زمانه فاصبح للسهام هدفا . ثم الزائر اول كلمة يقر بها امام ابا الفضل عليه السلام هو قوله : (جئتك يا ابن أمير المؤمنين وافدا إليكم و قلبي مسلم لكم) ايضا هو التسليم فينبغي للزائر ان يكون قلبه مسلم لآل محمد عليهم السلام كما كان قلب ابي الفضل مسلّم لامام زمانه عليه السلام . اللهم ارزقنا مقام التسليم واجعلنا ممن احب المسلّمين . |
الفصل : 41 ((الزيارة المطلقة الاولى لسيد الشهداء)) ان اهم زيارة واصحها متنا وسندا كما يقول الشيخ الصدوق عليه الرحمة هي الزيارة المطلقة الاولى: ونقل ذلك عنه الشيخ المحدث القمي في مفاتيح الجنان فقال هكذا : ان الشيخ الطوسي في التهذيب والصدوق في كتاب من لايحضره الفقيه نقلوا هذه الزيارة ؛ وقال الشيخ الصدوق: اني في كتاب المزار للمقتل نقلت انواع الزيارات ولكنني لكتابي من لايحضره الفقيه نقلت هذه الزيارة لانها باعتبار الرواية اصح الزيارت وهذه الزيارة كافية ووافية (انتهى نقل القمي عن الصدوق ) والان انقل لكم نص ما نقله الكليني رحمة الله عليه لهذه الزيارة: الكافي ج : 4 ص : 576 عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ ثُوَيْرٍ قَالَ كُنْتُ أَنَا وَ يُونُسُ بْنُ ظَبْيَانَ وَ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ وَ أَبُو سَلَمَةَ السَّرَّاجُ جُلُوساً عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام وَ كَانَ الْمُتَكَلِّمُ مِنَّا يُونُسَ وَ كَانَ أَكْبَرَنَا سِنّاً فَقَالَ لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي أَحْضُرُ مَجْلِسَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ يَعْنِي وُلْدَ الْعَبَّاسِ فَمَا أَقُولُ فَقَالَ إِذَا حَضَرْتَ فَذَكَرْتَنَا: فَقُلِ اللَّهُمَّ أَرِنَا الرَّخَاءَ وَ السُّرُورَ فَإِنَّكَ تَأْتِي عَلَى مَا تُرِيدُ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي كَثِيراً مَا أَذْكُرُ الْحُسَيْنَ عليه السلام فَأَيَّ شَيْءٍ أَقُولُ فَقَالَ قُلْ: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ تُعِيدُ ذَلِكَ ثَلَاثاً فَإِنَّ السَّلَامَ يَصِلُ إِلَيْهِ مِنْ قَرِيبٍ وَ مِنْ بَعِيدٍ .......الى ان قال عليه السلام قَالَ إِذَا أَتَيْتَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فَاغْتَسِلْ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ ثُمَّ الْبَسْ ثِيَابَكَ الطَّاهِرَةَ ثُمَّ امْشِ حَافِياً فَإِنَّكَ فِي حَرَمٍ مِنْ حَرَمِ اللَّهِ وَ حَرَمِ رَسُولِهِ وَ عَلَيْكَ بِالتَّكْبِيرِ وَ التَّهْلِيلِ وَ التَّسْبِيحِ وَ التَّحْمِيدِ وَ التَّعْظِيمِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ كَثِيراً وَ الصَّلَاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِهِ حَتَّى تَصِيرَ إِلَى بَابِ الْحَيْرِ ثُمَّ تَقُولُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ وَ ابْنَ حُجَّتِهِ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا مَلَائِكَةَ اللَّهِ وَ زُوَّارَ قَبْرِ ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ ثُمَّ اخْطُ عَشْرَ خُطُوَاتٍ ثُمَّ قِفْ وَ كَبِّرْ ثَلَاثِينَ تَكْبِيرَةً ثُمَّ امْشِ إِلَيْهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ فَاسْتَقْبِلْ وَجْهَكَ بِوَجْهِهِ وَ تَجْعَلُ الْقِبْلَةَ بَيْنَ كَتِفَيْكَ ثُمَّ قُلِ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ وَ ابْنَ حُجَّتِهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا قَتِيلَ اللَّهِ وَ ابْنَ قَتِيلِهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ثَارَ اللَّهِ وَ ابْنَ ثَارِهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَتْرَ اللَّهِ الْمَوْتُورَ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ أَشْهَدُ أَنَّ دَمَكَ سَكَنَ فِي الْخُلْدِ وَ اقْشَعَرَّتْ لَهُ أَظِلَّةُ الْعَرْشِ وَ بَكَى لَهُ جَمِيعُ الْخَلَائِقِ وَ بَكَتْ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَ الْأَرَضُونَ السَّبْعُ وَ مَا فِيهِنَّ وَ مَا بَيْنَهُنَّ وَ مَنْ يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّةِ وَ النَّارِ مِنْ خَلْقِ رَبِّنَا وَ مَا يُرَى وَ مَا لَا يُرَى أَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ وَ ابْنُ حُجَّتِهِ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَتِيلُ اللَّهِ وَ ابْنُ قَتِيلِهِ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ ثَائِرُ اللَّهِ وَ ابْنُ ثَائِرِهِ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ وَتْرُ اللَّهِ الْمَوْتُورُ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَ نَصَحْتَ وَ وَفَيْتَ وَ أَوْفَيْتَ وَ جَاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ مَضَيْتَ لِلَّذِي كُنْتَ عَلَيْهِ شَهِيداً وَ مُسْتَشْهَداً وَ شَاهِداً وَ مَشْهُوداً أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَ مَوْلَاكَ وَ فِي طَاعَتِكَ وَ الْوَافِدُ إِلَيْكَ أَلْتَمِسُ كَمَالَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ اللَّهِ وَ ثَبَاتَ الْقَدَمِ فِي الْهِجْرَةِ إِلَيْكَ وَ السَّبِيلَ الَّذِي لَا يُخْتَلَجُ دُونَكَ مِنَ الدُّخُولِ فِي كَفَالَتِكَ الَّتِي أُمِرْتَ بِهَا مَنْ أَرَادَ اللَّهَ بَدَأَ بِكُمْ بِكُمْ يُبَيِّنُ اللَّهُ الْكَذِبَ وَ بِكُمْ يُبَاعِدُ اللَّهُ الزَّمَانَ الْكَلِبَ وَ بِكُمْ فَتَحَ اللَّهُ وَ بِكُمْ يَخْتِمُ اللَّهُ وَ بِكُمْ يَمْحُو مَا يَشَاءُ وَ بِكُمْ يُثْبِتُ وَ بِكُمْ يَفُكُّ الذُّلَّ مِنْ رِقَابِنَا وَ بِكُمْ يُدْرِكُ اللَّهُ تِرَةَ كُلِّ مُؤْمِنٍ يُطْلَبُ بِهَا وَ بِكُمْ تُنْبِتُ الْأَرْضُ أَشْجَارَهَا وَ بِكُمْ تُخْرِجُ الْأَشْجَارُ أَثْمَارَهَا وَ بِكُمْ تُنْزِلُ السَّمَاءُ قَطْرَهَا وَ رِزْقَهَا وَ بِكُمْ يَكْشِفُ اللَّهُ الْكَرْبَ وَ بِكُمْ يُنَزِّلُ اللَّهُ الْغَيْثَ وَ بِكُمْ تَسِيخُ الْأَرْضُ الَّتِي تَحْمِلُ أَبْدَانَكُمْ وَ تَسْتَقِرُّ جِبَالُهَا عَنْ مَرَاسِيهَا إِرَادَةُ الرَّبِّ فِي مَقَادِيرِ أُمُورِهِ تَهْبِطُ إِلَيْكُمْ وَ تَصْدُرُ مِنْ بُيُوتِكُمْ وَ الصَّادِرُ عَمَّا فَصَلَ مِنْ أَحْكَامِ الْعِبَادِ لُعِنَتْ أُمَّةٌ قَتَلَتْكُمْ وَ أُمَّةٌ خَالَفَتْكُمْ وَ أُمَّةٌ جَحَدَتْ وَلَايَتَكُمْ وَ أُمَّةٌ ظَاهَرَتْ عَلَيْكُمْ وَ أُمَّةٌ شَهِدَتْ وَ لَمْ تُسْتَشْهَدْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ النَّارَ مَثْوَاهُمْ وَ بِئْسَ وِرْدُ الْوَارِدِينَ وَ بِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَنَا إِلَى اللَّهِ مِمَّنْ خَالَفَكَ بَرِيءٌ ثَلَاثاً ثُمَّ تَقُومُ فَتَأْتِي ابْنَهُ عَلِيّاً عليه السلام وَ هُوَ عِنْدَ رِجْلَيْهِ فَتَقُولُ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ خَدِيجَةَ وَ فَاطِمَةَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ تَقُولُهَا ثَلَاثاً أَنَا إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ بَرِيءٌ ثَلَاثاً ثُمَّ تَقُومُ فَتُومِئُ بِيَدِكَ إِلَى الشُّهَدَاءِ وَ تَقُولُ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ ثَلَاثاً فُزْتُمْ وَ اللَّهِ فُزْتُمْ وَ اللَّهِ فَلَيْتَ أَنِّي مَعَكُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً ثُمَّ تَدُورُ فَتَجْعَلُ قَبْرَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام بَيْنَ يَدَيْكَ فَصَلِّ سِتَّ رَكَعَاتٍ وَ قَدْ تَمَّتْ زِيَارَتُكَ فَإِنْ شِئْتَ فَانْصَرِفْ . اما الفقرات المراد شرحها هي : |
*أَشْهَدُ أَنَّ دَمَكَ سَكَنَ فِي الْخُلْدِ * وَ الْوَافِدُ إِلَيْكَ أَلْتَمِسُ بِذَلِكَ كَمَالَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ * وَ ثَبَاتَ الْقَدَمِ فِي الْهِجْرَةِ إِلَيْكَ * السَّبِيلَ الَّذِي لَا يُخْتَلَجُ دُونَكَ مِنَ الدُّخُولِ فِي كَفَالَتِكَ الَّتِي أُمِرْتُ بِهَا * أَبْدَانَكُمْ وَ تَسْتَقِرُّ جِبَالُهَا عَنْ مَرَاسِيهَا إِرَادَةُ الرَّبِّ فِي مَقَادِيرِ أُمُورِهِ تَهْبِطُ إِلَيْكُمْ وَ تَصْدُرُ مِنْ بُيُوتِكُمْ وَ الصَّادِرُ عَمَّا فَصَلَ مِنْ أَحْكَامِ الْعِبَاد الحاصل من بحوثنا السابقة ان الزيارة المطلقة الاولى في مفاتيح الجنان هي اصح زيارة للامام عليه السلام متنا وسندا عند الصدوق رحمه . الشرح *أَشْهَدُ أَنَّ دَمَكَ سَكَنَ فِي الْخُلْدِ كتابالعين: 4 : 231 خلد: الخلد: من أسماء الجنان، و الخلود: البقاء فيها، و هم فيها خالدون و مخلدون. ان الامام جسده فينا ولكن جسده لا كاجسادنا كما قال الامام الباقر عليه السلام في كتاب بحارالأنوار 11 55 عن كتاب بصائر الدرجات: عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ إِنَّا مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ تَنَامُ عُيُونُنَا وَ لَا تَنَامُ قُلُوبُنَا وَ نَرَى مِنْ خَلْفِنَا كَمَا نَرَى مِنْ بَيْنِ أَيْدِينَا . وكما في زيارة الجامعة الكبيرة : منلايحضرهالفقيه 2 615 ذِكْرُكُمْ فِي الذَّاكِرِينَ وَ أَسْمَاؤُكُمْ فِي الْأَسْمَاءِ وَ أَجْسَادُكُمْ فِي الْأَجْسَادِ وَ أَرْوَاحُكُمْ فِي الْأَرْوَاحِ وَ أَنْفُسُكُمْ فِي النُّفُوسِ وَ آثَارُكُمْ فِي الْآثَارِ وَ قُبُورُكُمْ فِي الْقُبُور. وهكذا فان كل شيئ من الامام في ظاهره يشبه البشر العادي بينما في واقعه ليس كذلك وانما لهم خصوصيات خاصة بهم ولذلك فان دم الامام الحسين عليه السلام ليس كدمائنا وانما جمعت دمائه عليه السلام ورفعت لتسكن الخلد الفقرة الثانية : * وَ الْوَافِدُ إِلَيْكَ أَلْتَمِسُ بِذَلِكَ كَمَالَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ. ان لله سبحانه وتعالى في الاخرة منازل متفاوتة : هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَ اللَّهُ بَصيرٌ بِما يَعْمَلُونَ (163) وَ لِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَ ما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (132) أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ كَريمٌ (4) انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَ لَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَ أَكْبَرُ تَفْضيلاً (21) ومن هذه الآيات ومن غيرها يتبين ان في الآخرة تفاوت كبير في الدرجات والمنازل ومن اراد كمال المنزلة عند الله سبحانه فسبيله الوفادة الى الحسين عليه السلام لذلك تقول في هذه الزيارة : * وَ الْوَافِدُ إِلَيْكَ أَلْتَمِسُ بِذَلِكَ كَمَالَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ. والسير الى الامام الحسين عليه السلام يختصر لك الوصول الى كمال المنزلة عند الله تعالى ؛ فاي نعمة اعظم واكبر من هذه النعمة ؛ فهيا بنا نسجل من الان في نيتنا اننا من زوار الامام الحسين عليه السلام مهما استطعنا اليه سبيلا .ونكون وافدين دوما بنياتنا ومتى ما استطعنا فنسير اليه بمهجتنا ان شاء الله تعالى ومن ترك الزيارة اختيارا لعلةٍ ؛ سواء كان لطلب العلم او لاي علة اخرى فسيخسر الصفقة في نيل كمال المنزلة فتنبه لتعرف قدر زوار الامام الحسين عليه السلام والمشاة السائرين لزيارته عليه السلام . * وَ ثَبَاتَ الْقَدَمِ فِي الْهِجْرَةِ إِلَيْكَ ان الهجرة الى الامام الحسين عليه السلام هي الفلاح والنجاح كما قال سلام الله عليه في رسالته التي بعثها الى بني هاشم : بصائر الدرجات أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ ذَكَرْنَا خُرُوجَ الْحُسَيْنِ وَ تَخَلُّفَ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ عَنْهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَا حَمْزَةُ إِنِّي سَأُحَدِّثُكَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَ لا تَسْأَلْ عَنْهُ بَعْدَ مَجْلِسِنَا هَذَا إِنَّ الْحُسَيْنَ لَمَّا فَصَلَ مُتَوَجِّهاً دَعَا بِقِرْطَاسٍ وَ كَتَبَ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مِنَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ إِلَى بَنِي هَاشِمٍ أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّهُ مَنْ لَحِقَ بِي مِنْكُمْ اسْتُشْهِدَ مَعِي وَ مَنْ تَخَلَّفَ لَمْ يَبْلُغِ الْفَتْحَ وَ السَّلَامُ فان الكثير هجروا مع الامام الحسين عليه السلام ولكن حينما وصل خبر استشهاد مسلم بن عقيل عليه السلام وهاني بن عرورة وعبد الله بن يقطر رضوان الله تعالى عليهم فرّ اكثر من جاء معه عليه السلام لانهم انما تبعوه لمآرب دنيوية ؛ وكذلك نحن والعياذ بالله ان هجرنا الى الامام الحسين عليه السلام طمعا لدنيا نصيبها ولسعة في ارزاقنا ولمصالح نبتغيها من وراء هجرتنا لا لغير فاننا سنترك امامنا عليه السلام ولا نثبت في هجرتنا اليه معاذ الله مستدركالوسائل 4 131 وَ رُوِّينَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه واله أَنَّهُ قَالَ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَ إِنَّمَا لِامْرِئٍ مَا نَوَى فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ مَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِامْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا أَوْ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ . ولذلك نطلب من الله سبحانه وتعالى بهذه الزيارة ان يثبتنا في هجرتنا الى الامام الحسين عليه السلام ولا يسلبنا خدمة الحسين عليه السلام بكل انواعها . نعم ان الهجرة الى الامام الحسين عليه السلام فيها كل الخير والبركة والسعادة في الدارين وسائلالشيعة 7 32 4- باب استحباب الدعاء في الحاجة ... أَحْمَدُ بْنُ فَهْدٍ فِي عُدَّةِ الدَّاعِي قَالَ فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ يَا مُوسَى سَلْنِي كُلَّ مَا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ حَتَّى عَلَفَ شَاتِكَ وَ مِلْحَ عَجِينِكَ . ولكن على ان لا تكون النية فقط لهذه الاغراض الدنيوية ؛ والهدف منحصر فيها. الفقرة الاخرى من الزيارة المباركة: * السَّبِيلَ الَّذِي لا يُخْتَلَجُ دُونَكَ مِنَ الدُّخُولِ فِي كَفَالَتِكَ الَّتِي أُمِرْتُ بِهَا عن كتابالعين : 5 : 373 و الكفيل: الضامن للشيء. كفل به يكفل به كفالة. و الكافل: الذي يكفل إنسانا يعوله و ينفق عليه. وعن مجمعالبحرين : 5 : 462 (كفل) قوله تعالى أكفلنيها [38/23] أي ضمها إلي و اجعلني كافلا لها و القائم بأمرها و انزل أنت عنها. وله و يكفلونه[28/12] أي يضمونه إليهم.( انتهى) الذي فهمته من العبارة ان هناك مجموعة من الزوار لهم خصوصيات معينة وشرائط خاصة امر الله سبحانه الامام الحسين عليه السلام ان يكونوا بكفالته ؛ وطبيعي ان من يكون بكفالة الامام الحسين عليه السلام ستكون جميع اعماله وارزاقه وتوفيقاته في جميع النواحي الدنيوية والاخروية في كفالة الامام الحسين عليه السلام ؛فطوبى لهم واي سعادة في الوجود كسعادة من دخل في كفالة الامام الحسين عليه السلام وهذه الزيارة المباركة تبشر الزائر بانه يستطيع ان يدخل في هذه الكفالة الحسينية بالهجرة الى الحسين عليه السلام فيكون في كفالته سلام الله عليه : * السَّبِيلَ الَّذِي لا يُخْتَلَجُ دُونَكَ مِنَ الدُّخُولِ فِي كَفَالَتِكَ الَّتِي أُمِرْتُ بِهَا كتابالعين : 4 : 160 خلج: خلج الرجل حاجبيه عن عينيه، و اختلج حاجباه و عيناه، إذا تحركتا. قال يكلمني و يخلج حاجبيه لأحسب عنده علما قديما و الخلج: جذبك شيئا أخرجته من شيء، و يقال للميت: اختلج من بينهم فذهب به. مجمعالبحرين : 2 : 295 و الخليج أيضا: نهر يقتطع من النهر الأعظم إلى موضع ينتفع به فيه، ومن هذه المعاني يمكن ان نعرف بان شرط الهجرة الى الامام الحسين عليه السلام ان لا نضطرب في اعتقادنا في هجرتنا هذه ولا نتخذ اي سبيل دون سبيل الامام الحسين عليه السلام ولا نسمح لاي انسان او وجود او نية وغيرها ان يقطع سبيلنا اليه عليه السلام . اللهم نسالك بحق اول شهيد في الاسلام محسن السقط وبحق رضيع الحسين عليهم السلام ان تجعلنا من جملة الداخلين بكفالة الحسين عليه السلام اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم والعن اعدائهم . الفقرة الاخيرة من الزيارة المباركة: وَ تَسْتَقِرُّ جِبَالُهَا عَنْ مَرَاسِيهَا إِرَادَةُ الرَّبِّ فِي مَقَادِيرِ أُمُورِهِ تَهْبِطُ إِلَيْكُمْ وَ تَصْدُرُ مِنْ بُيُوتِكُمْ وَ الصَّادِرُ عَمَّا فَصَلَ مِنْ أَحْكَامِ الْعِبَاد ان الامور التي تنزل من السماء بما قدر الله تعالى للعباد انما تنزل في كل سنة في ليلة القدر الى حجة الله عليه السلام ففي زمن الرسول صلى الله عليه واله تنزل على رسول الله صلى الله عليه واله وفيما بعد حياته تنزل على الامام المعصوم عليه السلام من بعده وهكذا الى امام زماننا وبعد نزولها الى الامام المعصوم في ليلة القدر تصدر المقدرات من بيوتهم عما فصل لكل عبد بما قدر له كما ستقرأ فيما يلي من الروايات المباركة : الكافي 1 249 وَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ كَانَ عَلِيٌّ عليه السلام كَثِيراً مَا يَقُولُ: مَا اجْتَمَعَ التَّيْمِيُّ وَ الْعَدَوِيُّ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه واله وَ هُوَ يَقْرَأُ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ بِتَخَشُّعٍ وَ بُكَاءٍ فَيَقُولانِ مَا أَشَدَّ رِقَّتَكَ لِهَذِهِ السُّورَةِ فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله لِمَا رَأَتْ عَيْنِي وَ وَعَى قَلْبِي وَ لِمَا يَرَى قَلْبُ هَذَا مِنْ بَعْدِي فَيَقُولانِ وَ مَا الَّذِي رَأَيْتَ وَ مَا الَّذِي يَرَى قَالَ فَيَكْتُبُ لَهُمَا فِي التُّرَابِ: تَنَزلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ قَالَ ثُمَّ يَقُولُ: هَلْ بَقِيَ شَيْءٌ بَعْدَ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ كُلِّ أَمْرٍ فَيَقُولانِ لا فَيَقُولُ : هَلْ تَعْلَمَانِ مَنِ الْمُنْزَلُ إِلَيْهِ بِذَلِكَ؟؟ فَيَقُولانِ : أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَيَقُولُ: نَعَمْ فَيَقُولُ: هَلْ تَكُونُ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مِنْ بَعْدِي؟ فَيَقُولانِ نَعَمْ. قَالَ فَيَقُولُ: فَهَلْ يَنْزِلُ ذَلِكَ الامْرُ فِيهَا؟؟ فَيَقُولانِ نَعَمْ قَالَ فَيَقُولُ: إِلَى مَنْ؟؟ فَيَقُولانِ : لَا نَدْرِي. فَيَأْخُذُ بِرَأْسِي وَ يَقُولُ: إِنْ لَمْ تَدْرِيَا فَادْرِيَا هُوَ هَذَا مِنْ بَعْدِي قَالَ فَإِنْ كَانَا لَيَعْرِفَانِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه واله مِنْ شِدَّةِ مَا يُدَاخِلُهُمَا مِنَ الرُّعْبِ . |
الفصل : 43 ((التوديع)) وبعد ان زرت الامام الحسين عليه السلام وابا الفضل روحي فداهما وزرت الشهداء روحي فداهم عزمت على الاستاذان للرحيل الى النجف الاشرف وكانت السيارات كلها خارج مدينة كربلاء ويُنقل الزائرين الكرام الى خارج المدينة عن طريق سيارات خاصة معدة لذلك الامر ومنها الى سيارات اخرى ثم الى خارج كربلاء . ركبت انا وصديق لي في تلك السيارات المؤقتة وهو المؤمن الموالي سماحة الشيخ حميد رضا الروحاني - حفظه الله تعالى - وهو من عشاق الامام الحسين عليه السلام يلهج باسمه وذكره ؛ وكان ممن مشى من النجف الاشرف الى كربلاء حزينا ؛ وكان برفقتي في العودة من كربلاء الحزن المنور واذا اناس يوزعون علينا انواع الطعام؛ فسالني سماحة الشيخ وكان واقفا بجواري هل ان هذه الاطعمة تباع علينا ؟! فقلت له: لا وانما توزع مجانا حبا للامام الشهيد واله عليهم صلوات الله جميعا وحينما وصلنا خارج البلد واذا بانواع السيارات العسكرية تنقل الزوار وتعجبنا حينما رأينا سيارات "الهَمَر العسكرية" المعروفة وهي تحمل النساء والعجائز وكان نصيبنا من تلك السيارات سيارة حمل كبيرة جدا وحملنا ونحن لا نرى من الدنيا الا السماء لارتفاع جدران السيارة ويستحب ان تقرء عند ركوب الوسيلة: الكافي 3 471 وَ إِنْ خَرَجْتَ بَرّاً فَقُلِ: الَّذِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ. وَ إِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عَبْدٍ يَقُولُهَا عِنْدَ رُكُوبِهِ فَيَقَعَ مِنْ بَعِيرٍ أَوْ دَابَّةٍ فَيُصِيبَهُ شَيْءٌ بِإِذْنِ اللَّه. قارئي العزيز : حتى المشي القادم باذن الله استودعكم الله السميع العليم واسال الله تعالى ان يكتبكم من الزوار معنا ونعتذر من الجميع انقصرت او اسات الادب مع سماحاتكم مع السلامة حرسكم الله ..........يا حسين يا حسين يا.......... ((الخاتمة)) واختم كتابي هذا بما اختم به كتبي تيمنا واقتداء ببعض العلماء الاجلاء: الكافي 2 578 باب دعوات موجزات لجميع الحوائج للدن عن مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى وَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً عَنْ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ قَالَ كَتَبَ عَلِيُّ بْنُ بَصِيرٍ يَسْأَلُهُ أَنْ يَكْتُبَ لَهُ فِي أَسْفَلِ كِتَابِهِ دُعَاءً يُعَلِّمُهُ إِيَّاهُ يَدْعُو بِهِ فَيُعْصَمُ بِهِ مِنَ الذُّنُوبِ جَامِعاً لِلدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ فَكَتَبَ عليه السلام بِخَطِّهِ : - "ِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ يَا مَنْ أَظْهَرَ الْجَمِيلَ وَ سَتَرَ الْقَبِيحَ وَ لَمْ يَهْتِكِ السِّتْرَ عَنِّي يَا كَرِيمَ الْعَفْوِ يَا حَسَنَ التَّجَاوُزِ يَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ يَا بَاسِطَ الْيَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ يَا صَاحِبَ كُلِّ نَجْوَى وَ يَا مُنْتَهَى كُلِّ شَكْوَى يَا كَرِيمَ الصَّفْحِ يَا عَظِيمَ الْمَنِّ يَا مُبْتَدِئَ كُلِّ نِعْمَةٍ قَبْلَ اسْتِحْقَاقِهَا يَا رَبَّاهْ يَا سَيِّدَاهْ يَا مَوْلَاهْ يَا غِيَاثَاهْ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَسْأَلُكَ أَنْ لَا تَجْعَلَنِي فِي النَّارِ ."- ثُمَّ تَسْأَلُ مَا بَدَا لَكَ قدمت الكتاب الى الطباعة وسيتم طبعه ان شاء الله باسم ((((زوار عرش الله)))) واسالكم الدعاء لاتمامه وتوزيعه |
الساعة الآن »01:38 PM. |