منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=165)
-   -   الحجـاب والحـرِّية (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=33568)

بنت الهدى2 13-May-2013 08:50 AM


وصلنا الى

شهادات ميدانية :

ولعلّنا نتّفق على أنّ خير طريقة للتثبّت من أنّ الحجاب لا يتناقض مع الحرِّية ، هي شهادات النساء أنفسهنّ ، سواء السليبة منها ، والتي تتحدّث عن النتائج الوخيمة للتبرّج ، أو الايجابيـة التي تتحدّث عن نجاح تجربة الحجاب في خلق أجواء العفّة والاستقرار النفسي .

ـ تقـول الشاعرة الفرنسـية (مدام دولار مارديوس) : «قولوا لنسائكم ليقدِّرنَ سعادتهنّ ، وما يضطررن إليه من الحياة المحجّبة التي تصونهنّ عن اضطرابات كثيرة . إنّ في اُذنيّ ودائع من شكايات النساء تفتِّت الأكباد» .

ـ وفي دراسة نقابية اتّضح «أنّ كل نساء سريلانكا تقريباً يتعرّضن لمضايقات في العمل» ، وقد خلصت الدراسة التي شملت (600) سيِّدة عاملة تتراوح أعمارهنّ بين (20 ـ 39) سنة ، إلى أنّ المضايقات أكثر في القـطاع الخاص منها في القطاع العام ، وأنّ معظمهنّ تعرّضن إلى استغلال مظاهرهنّ وأزيائهنّ ، وأنّهنّ يشعرنَ بقلّة حيلتهنّ وبالهوان عندما يتعرّضن لمضايقات، ممّا يؤدِّي إلى زيادة الضغط على أعصابهنّ .

ـ وقد قامت مجلّة ( ماري كير ) الفرنسـية باسـتطلاع شملَ (5ر2) مليون فـتاة ، نشر تحت عنـوان : «وداعاً عصر الحرِّية .. أهلاً بعـصر الحريم» . وكان السـؤال المطروح للاستطلاع عن رأيهنّ بالزواج من العرب ولزوم البيت . فكانت الإجابة ( 90 % ) نعم» .

ـ (مارلين مـونرو ) التي توصَف بأنّها ممثِّـلة الإغـراء ، قالت قُبيل انتحارها : «إنِّي أتعس امرأة على هذه الأرض . لم أستطع أن أكون أمّاً ، إنِّي امرأة أفضِّل البيت والحياة الاُسرية الشريفة الطاهرة ، فهي رمز سعادة المرأة ، بل الانسانية» .

ـ وفي استطلاع للرأي نشرته صحيفة في التكملة ان شاء الله تعال
ى

بنت الهدى2 14-May-2013 07:11 AM

وصلنا
الى
ـ وفي استطلاع للرأي نشرته صحيفة ( الرأي العام الكويتية ) في عام 1992 ، جاء : "«إنّ 90 % من الجامعيات المصريات محجّبات ، وأنّ غالبيّتهنّ يتمتّعن بمستوى ثقافي وعلمي رفيع» .

ـ تقول فتاة جامعية : «طرح الحجاب وطرح الاختلاط الجامعي ، ترك لي الخـيار ، فوجدتُ أنّ النتيجة في الحالين تهمّني وحدي ، فاخترتُ الحجاب وازددتُ به تعلّقاً بعد دخولي الجامعة ، فهو الحصن الواقي للفتاة» .

ـ وتقول أخرى : «اختياري للحجـاب كان طوع إرادتي لأ نّني فهمتُ معناه منذ كنتُ صغيرة . إنّني لا أعمل شيئاً لا أفكِّر به جيِّداً ، ولا أقوم بتقليد الأشياء أبداً» .

ـ وتقول ثالثة : «إنّ الحجاب هو أفضل وسيلة للحفاظ على كرامة ومكانة المرأة ، وأنجح سبيل تستطيع من خلاله التحرّك والمساهمة في الأنشطة الاجتماعية والأعمال الأخرى، دون خوف من العيون الجائعة».

ـ وتقول أخرى : «الحجاب بالنسبة لي هو صمّام الأمان في علاقتي مع الرجل ، لأ نّه بمثابة الحدود التي لا يمكن تخطِّيها ، ولا يمكن بالتالي تجاهلها ، والتي تفرض على الرجل أن يتعامل معها كإنسانة وليس مجرّد جسد يثيره ويغويه» (1) .


وبالرغم من كلّ ما في التكملة ان شاء الله تعالى


(1) هذه العيِّنات مُقتبسة من مجلاّت نسوية : ( المؤمنة ) و ( عفاف)

بنت الهدى2 14-May-2013 07:15 AM

وصلنا الى

وبالرغم من كلّ ما قيل ويُقال في التزام الفنّانات المُعتزلات اللّواتي كنّ يغوين الشبّان والرجال بأجسـادهنّ ، والنساء بتقليد أزيائهنّ المتبرِّجة وحركاتهنّ المتخلِّعة ، فإنّ ما يمكن التقاطه من هذه

الظاهرة
، أنّ العودة إلى الذات والالتزام بمقرّرات الاسلام يعني أنّ الخروج عليها وعدم التقـيّد بها كان سبباً بارزاً من أسـباب بؤس المرأة وضياعها ، وبعودتها إلى رشدها كانت قد اختارت الطريق الأمين

الذي يُجنِّبها ومجتمعها مزالق ومخاطر كثيرة .


ومن خلال الشهادات ـ المارّة الذِّكر ـ سواء السلبية أو الايجابية ، يتّضح أنّ اللّواتي اكتوينَ بنار الخلاعة والاثارة ، بل حتى السافرات العاديّات يدفعنَ ضريبة باهضة لتخلِّيهنّ عن حدود ما أراد الله . وأمّا اللّواتي التزمنَ بتلك الحدود ، فإنّهنّ يعشنَ حياة أكثر استقراراً .

أصناف المحجّبات :في التكملة ان شاء الله تعالى

بنت الهدى2 16-May-2013 01:57 AM

وصلنا الى

أصناف المحجّبات

إنّ الأسـباب التي تدعـو الفتاة أو المرأة إلى الالتزام بالحـجاب
( الستر الشرعي ) كثيرة ، فليست كلّ محجّبة أو مستترة هي حقّاً إمرأة مؤمنة بهذا الضابط الشرعي للعفّة .

ولقد تحدّث بعض الكتّاب عن تصنيف المحجّبات على ضوء الدافع الذي يقف وراء التزامهنّ بالحجاب .

فالبعض اعتبر الدافع اجتماعياً ، وهو خشية الملتزمة بالستر من أن تكون غرضاً لكلام الناس . أو أ نّها تقوم بعملية تقليد إلزامية للمجتمع الذي يأخذ بأسلوب الستر ، فهي ملتزمة لا عن إيمان وقناعة بل عن تقليد ومحاكاة .
والبعض الآخر اعتـبر الدافع ذاتياً ، وهو حبّ الظهور وجذب الأنظار .

واعتبره آخرون ازدواجية في الشخصية ، أي أنّ هناك تناقضاً بين المحتوى الداخلي لشخصية المحجّبة ، وبين ما يضفيه الشكل الخارجي ، أو يحدثه من انطباع بالايمان والالتزام بالحشمة . أي أنّ المحجّبة تقوم بعملية تمويه ، فهي في الخارج مستترة ، وفي الداخل مخالفة للاسلام في كلّ شيء ، أو في أشياء كثيرة .

ونظر إليه آخـرون نظرة اقتصـادية ، فاعتـبروه لوناً من ألوان الاشتراكية ، وإلغاءً للفوارق الطبقية .

واعتبره قسم آخر في التكملة ان شاء الله تعال
ى

بنت الهدى2 16-May-2013 08:11 AM

وصلنا الى

واعتبره قسم آخر تعبـيراً عن صدمة عاطفية ألجأت الفتاة أو المرأة المصابة بالصّدمة إلى اتخاذ الحجاب أسلوباً احتجاجياً ، أو ردّة فعل لما تعانية من صدمة ، أو ما تشعر به من حالة إحباط شديد .

واعتـبره آخرون حالة من حالات التصوّف والانعزال ، وربّما الانغلاق في شعور الفتيات المحجّبات ـ حسب أصحاب هذا الرأي ـ أنّ طبيعة الحياة المعاشة لا تُبشِّر بالأمل والسعادة ، فلا بدّ من العودة إلى الايمان .

وهناك المحجّبة المنطلقة في سترها من منطلق إيماني راسخ ، وشعور حقيقي بالانتماء للاسلام ، والتزام واع بمقرّرات الشريعة الاسلامية ، ومعرفة بضرورة تحصين المجتمع بالعفّة والاحتشام .

ويجمع أصحاب هذه الآراء على أنّ المظهر لا يمكن اعتماده دليلاً وحيداً على نقاء الداخل وطهارة السريرة ، فقد تتحجّب الفتاة أو المرأة ، ولكن سلوكها العام لا يوافق ما ترتديه من زي اسلامي ولا يدلّ على معناه .

ومع أ نّنا مأمورون إسلامياً أن نأخذ بظواهر الأمور ، لكنّ مناقشة هذه الآراء ستعين على مواجهة الشبهات التي تُثار ضدّ الستر الشرعي ( الحجاب ) وتدفع إلى التمسّك والالتزام به أكثر فأكثر .

فبالرغم من أنّ خشية الفتاة من كلام الناس ونقـدهم يُعدّ عاملاً مساعداً من عوامل الحفاظ على أجواء العفّة ، ولا بدّ من مراعاته تجنّباً للخدش في سـمعتها ، إلاّ أ نّنا يمكن أن نعتبر الالتزام بالحجاب سواء بسبب التقليد الاجتماعي للاُمّهات أو الجدّات أو النساء المؤمنات ، أو الخوف من ألسِنة الناس ، لا يمكن أن يصمد طويلاً .

فعندما تتعرّض الفتاة لأوّل حالة اهـتزاز أو ضغط عنيف ، فإنّها يمكن أن تتخلّى عن حجابها ، أو في الأقل تتساهل فيه ، لأنّها أساساً لم تنطلق من قناعة ذاتية أو فكرية أو تشريعية للالتزام به .

وأمّا الصنف المتناقض في التكملة ان شاء الله تعالى

بنت الهدى2 17-May-2013 01:57 AM

وصلنا الى

وأمّا الصنف المتناقض الذي يبدو في الخارج ملتزماً ، وفي الداخل بعيداً عن الالتزام ، فإنّ الفتاة من هذا الصنف إنّما تقوم بعملية تجزئة للإلتزام وللإيمان ، فهي تراهُ شكليّاً ، ولذا فهي تلتقي مع الفتاة الاُولى في التخلِّي عن حجابها إذا دعتها الظروف الخارجية الضاغطة ، أو البقاء عليه رغماً عنها .

فالالتزام إذاً كلّ متكامل ، سواء في الداخل أو في الخارج . والعفّة النفسية والسلوكية أهمّ بكثير من العفّة المظهرية ، بل هي التي تعطي زخماً لعفّة الشكل لكي يكون فاعلاً مؤثِّراً ، بل وقادراً على المقاومة .
ولا يخفى أنّ الفتاة التي تتظاهر بالالتزام بالستر وتخالفه في واقعها الحياتي ، إنّما تقدِّم بذلك نموذجاً سيِّئاً للفتاة أو المرأة المسلمة ، فهي فتاة منافقة تتقيّد بالشكل وتهمل الجوهر .

وأمّا تلك التي تحجّبت حبّاً في الظهور ولأجل أن تتجه الأنظار إليها ، لأنّها تعيش في مجتمع يسود فيه الالتزام والمحافظة على العفّة ، ولذا فهي تخشى من عدم الزواج ، إلاّ إذا كانت محجّبة ، فهي تندرج تحت عنوان الالتزام السطحي بالحجاب الذي لا يرمز إلى عُمق إيماني ، ولا يُعبِّر عن حالة روحية تنعكس في السلوك عفّة واحتشاماً .

وأمّا اعتبار الحجاب حالة من التصوّف والانعزال في التكملة ان شاءالله تعالى

بنت الهدى2 18-May-2013 02:38 AM

وصلنا الى

وأمّا اعتبار الحجاب حالة من التصوّف والانعزال ، احتجاجاً على واقع الحياة المزري والمتردِّي، فقد يكون ظاهر هذا الرأي الحق وباطنه الباطل .

فأن تعتزل الفتاة حالة الانهيار الأخلاقي والفحش والفساد ، وتركن إلى ما يقيها من مهاوي الانفلات والانزلاق ، أمر تُحمَد عليه ، وهي من الصنف الملتزم المحتشم عن قناعة ووعي وإيمان .

وأمّا أن تصـبح في حالة من حـالات الانكـماش والانغـلاق عن المجتمع ، فلا تمارس دورها الاجتماعي والعملي والرسالي بسبب ذلك ، فإنّ هذا ممّا لم يقل به الاسلام .

أمّا أولئك الذين يعتبرون الزيّ الاسلامي ينطوي على اشتراكية وتكاليف أقلّ وتذويب للفوارق الطبقية ، لأ نّه يوحِّد الشكل أو المظهر من حيث اللباس الخارجي على الأقل ، فحتى على فرض أنّ النتيجة كانت كذلك بحيث تتقلّص الفوارق ويكون هناك نوع من التضامن بين لابسات الزيّ الواحد أو الموحّد
، فإنّ هدف المشرِّع الاسلامي أعمق من ذلك ، إذ يمكن اختراق هذه المحصّلة بالأقمشة التي تُصنع منها حجابات ونقابات المرأة من حيث الرخص والغلاء ، وبالتالي فكلّه ستر شرعي . فالمسألة ليست اقتصادية بالدرجة الاُولى بقدر ما هي المحافظة على الجوّ الاجتماعي والنفسي والروحي عفيفاً نظيفاً .

وأمّا اعتبار الحجاب في التكملة ان شاء الله تعالى

بنت الهدى2 18-May-2013 08:28 PM

وصلنا الى

وأمّا اعتبار الحجاب في بعض الحالات تعبيراً عن صدمة عاطفية في نفسية الفتاة كانفصال الأب عن الاُم ، أو وفاة أحد الأعزّاء في الاُسرة ، فلا تجد مهرباً من صدمتها سوى التقرّب إلى الله بالزهد والحجاب ، كما يعبِّر بعض أطبّاء علم النفـس ، فإنّ حالة الالتزام هنا طارئة سوف تزول بزوال السبب المؤثِّر ، وسرعان ما تعود الفتاة إلى وضعها السابق .
يقول طبيب نفسـاني : «وقد صادفتني عدّة حالات تتحجّب فيها المرأة مع بداية المرض النفسي ، وعند شفائها من المرض تخلع حجابها وتعود إلى طبيعها، والعكس صحيح، وبعض المحجّبات يخلعن الحجاب عندما يبدأ المرض ، وبعد شفائهنّ يعدنَ إلى لبس الحجاب» (1) .
وإذا كان تشخيص الحالة صحـيحاً ، فإنّها كأيّة حالة مرضيّة خاضعة لمدّة المرض وشدّة تأثـيره ، ولا يمكن اعتبار حجاب من هذا النوع حجاباً إسلامياً ثابتاً ، لأنّ الدوافع التي دفعت إليه نفسية قلقة .

ويبقى الصنف الأخير هو الأهم ،في التكملة ان شاء الله تعالى



(1)انظر د. أحمد عكاشة : ثقوب الضمير ، نظرة عامّة على أحوالنا ، ص 80 وما بعدها

بنت الهدى2 19-May-2013 02:19 AM

وصلنا الى

ويبقى الصنف الأخير هو الأهم ، وهو الصنف الذي ركّزنا حديثنا عليه في هذا الكُتيِّـب . وهو المثال الذي نتمـنّى على فتياتنا وبناتنا ونسائنا الالتزام به للدواعي الكثيرة التي تقدّم ذكرها .
لكنّنا ـ كفتيات ملتزمات بالحجاب أو على أهبة الالتزام به ـ يجب أن لا يخفى عليـنا أنّ بعض مَن يصنِّفون المحجّبات بهذه التصنيفات يحاولون الطّعن بالسّتر الشرعي من خلال هذه الاعتبارات
.
وعلينا أن لا نعتبر كلّ فتاة سافرة ساقطة خلقياً ، فقد تكون نشأتها أو ظروفها الخاصّة هي التي أجبرتها على ذلك ، وقد تكون مستعدّة لإصلاح أمرها إذا توافرت الأجواء المناسبة أو القناعات اللاّزمة .
كما يمكن الإفـادة من حجاب أيّة محجّبة لأسـباب غير شرعية ، كمقدّمة لإقناعها بالالتزام به دائماً ، فقد يُعبِّر ذلك عن استعداد للالتزام بالعفّة والحشمة والحياء ، وخطوة أولى على الطريق الصحيح .

مناقشة شبهات :في التكملة ان شاء الله تعالى

بنت الهدى2 19-May-2013 08:10 PM

وصلنا الى

مناقشة شبهات :
تعرّض ستر المرأة المسلمة الشرعي وما زال إلى هجوم سافِر من دُعاة التحـلّل الذين يرفعون دعـوتهم تحت ستار أو شعار (حرِّية المرأة) .
فمن قائل :

ليتَ النقاب على النساء محرّمُ***كي لا تغرّ قبيحةٌ إنسانا
وهذا هو قول من يقول بما لا يعلم ، لأنّ قوله مردود من جهة :
1 ـ إنّ من أبرز علامات القُبح والجمال هو الوجـه ، فطالما كان الوجه ممّا يُباح للمرأة كشفه ، فأين هو التغرير ؟
2 ـ وإذا كان المراد بالنقاب هو ستر الوجه ، فهو ممّا درج عليه العُرف ولم يقل به الشّرع .
3 ـ وإذا كان المراد بالتغرير أن يكون القُبح في الأجزاء المستورة من الجسد ، فإنّ المشرِّع الاسلامي عالج هذه المسألة من خلال :

أ ـ الجواز للرجـل أن ينظر إلى مَن يريد أن يتزوّج بها ، أي إلى محاسنها ، وهي : الشعر والعُنق والمعصم والساق .
ب ـ وإذا تأكّد بعد الزواج أنّ الفتاة أو المرأة قد أخفت على الرجل إصابتها ببعض التشويهات أو التعويقات ، فللرجل الحق في فسخ العقد دون أن يدفع لها من مهرها شيئاً ، لأنّ ذلك يعتبر من ( التدليس) أي الخداع في الشروط والمواصفات .
فما هي الحاجة إلى تحريم السّتر ـ حسب قول الشاعر ـ مع مراعاة هذه المباحات أو المسموحات ؟
ومن قائل(1) :
أسفري فالحجابُ يا ابنة فهر***هو داء في الاجتماع وخيمُ
كلُّ شيء إلى التجدّد ماض***فلماذا يُقَرُّ هذا القديمُ
أسفِري فالسفور للناسِ صبحٌ***زاهرٌ والحجاب ليلٌ بهيمُ


فالشاعر هنا يعتبر السـترفي التكمل ان شاء الله تعالى
_______________________________________



(1)قائل هذه الأبيات هو الشاعر العراقي (جميل صدقي الزهاوي) . وقد ردّ عليه شاعر النيل (حافظ ابراهيم) بالقول :
أنا لا أقول دعوا النساءَ سوافراً***بين الرِّجال يجلن في الأسواقِ
كلاّ ولا أدعوكمُ أن تُسرفوا***في الحجب والتضييق والإرهاقِ
فتوسّطوا في الحالتين وأنصِفوا***فالشرّ في التضييق والإطلاقِ

بنت الهدى2 20-May-2013 11:01 AM

وصلنا الى

فالشاعر هنا يعتبر السـتر شيئاً قديماً لا يجوز التمسّـك به طالما أنّ كلّ شيء في الحـياة ماض نحو التجدّد والتطوّر والتقدّم ، وهو قول مردود أيضاً من جهة :
1 ـ ليس كلّ قديم باطلاً ، وليس كلّ جديد صالحاً ، فما أكثر الجديد الباطل وما أكثر القديم الصالح . فالأمر ليس في جدّة الشيء وقدمه ، بل بما يعبِّر عنه من قيم وبما يحقِّقه من مصالح وأهداف اجتماعية وأخلاقية ونفسية وأمنية .
2 ـ إنّ صلاحية القديم تنتهي إذا انتهى مفعوله أو أسبابه ، وطالما أنّ مفعول السّتر الشرعي ودواعيه قائمة ، وأنّه يشكِّل حاجة فعليّة وأساسية ، فإنّه يعتبر علاجاً منظوراً فيه مدى الزمن وليس الفترة التي شُرِّع فيها فقط .
ومن قائل : «ليس الذنبُ في السفور ، ولكن بإساءة استعماله» .
والأسئلة التي يمكن أن تُطرَح أو توجّه لقائل هذا القول هي :
1 ـ أيّ سـفور تعني ؟ هل هو الكشـف عن محاسـن المرأة ؟ هل هو التـبرّج ؟ هل هو الاختلاف في الكشف عن بعض أجزاء الجسد الاُنثويّ ؟ هل هو اللِّباس الذي يستر الجسـد ما عدا الشـعر ؟ ما هو بالضّبط ؟!
2 ـ كيف يمكن ضمان عدم إساءة استعمال السفور ، وهو كالنافذة المفتوحة على القصر الجمـيل ، هل يُعقل أن يغمض الناظر عينه عن النظر من خلالها ؟
3 ـ ثمّ مَن هو ياترى يسيء اسـتعماله : المرأة السافرة ؟ أم الرّجل الذي يستغلّ فرصة سفورها ؟
إنّه تلاعب بالألفاظ ليس إلاّ .

ومن قائل :في التكملة ان شاء الله تعالى

بنت الهدى2 20-May-2013 11:07 AM

وصلنا الى نهاية الكتاب

ومن قائل : «إنّ الحجاب يصون العفّة ، لكنّه يسجن المرأة» .
ولمّا كان الاسلام قد أباح للمرأة اختيار الشكل المناسب للحجاب ضمن الشروط المنصوص عليها فقهياً ، ولم يلزمها بشكل معيّن ، كان لا بدّ من مناقشة الاعتراض من جهتين :

ـ طبيعة الحجاب في الاسلام والغاية منه .
ـ تعارض الحجاب مع الحرِّية .
وقد سبقت مناقشة ذلك .
فـ «ليس الحجاب ـ كما يصوِّره المتحلِّلون ـ تخلّفاً ورجعية وإنّما هو حشمة وحصانة تصون المرأة من التبذّل والإسفاف ، ويقيها تلصّص الغواة والداعرين ، ويجنِّبها مزالق الفتن والشرور .
وحسبُ المسلمين أن يعتبروا ما أصاب الاُمم الغربية من ويلات السفور والتبرّج واختلاط الجنسـين ، ما جعلها في وضع سيِّئ وحالة مزرية من التسـيُّب الخلقي ، وغدت تعاني ألوان المآسي الأخلاقية والصحية والاجتماعية .

إنّ الشريعة الاسلامية إنّما أمرت المرأة المسلمة بالحجاب ونهتها عن التبرّج والاختلاط المريب ، حرصاً على كرامتها وصيانتها من دوافع الاساءة والتغرير ، ووقاية المجتمع الاسلامي من المآسي والأرزاء التي حاقت بالاُمم الغربيـة ومسخت أخلاقها وضمائرها وأوردتها موارد الشقاء والهلاك» (1) .
وليس من شك في أنّ دعـوات إخراج المرأة عارية أو شبه عارية هي دعوات مُغرضة مسمومة يُراد منها إشاعة الفاحشة في المجتمعات الاسلامية ، والله تعالى يقول : (إنّ الّذينَ يحبّونَ أن تشيع الفاحشة في الّذينَ آمنوا لهُم عذابٌ أليم في الدّنيا والآخرة ) .

وآخر دعوانا أن الحمدُ لله ربّ العالمين

نهاية الكتاب
نسألكم الدعاء




(1)مهدي الصّدر : أخلاق أهل البيت ، ص 219



الساعة الآن »04:17 PM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc