منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج) (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=75)
-   -   الجزيرة الخضراء (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=13143)

خادم الزهراء 02-Nov-2009 04:39 PM

نزول القرآن على سبعة أحرف:
بقي أن نشير إلى أن رواية «الجزيرة الخضراء» قد ذكرت: أن القرآن قد نزل على سبعة أحرف وأن النبي صلى الله عليه وآله بعد حجة الوداع قد قرأ القرآن من أوله إلى آخره، فكان كلما مر بموضع فيه اختلاف بيّنه له جبرائيل (عليه السلام)، وأمير المؤمنين (عليه السلام) يكتب ذلك في درج من أدم، وذلك بحضور جماعة منهم الحسن والحسين، وابن مسعود، والخدري، وأبي، وحذيفة، وجابر، وحسان بن ثابت، ثم تقول الرواية:

فالجميع قراءة أمير المؤمنين، ووصي رسول رب العالمين.

ونقول:
أولاً: لماذا كان ذلك سبباً في أن تكون القراءة لأمير المؤمنين (عليه السلام) ولا تكون للنبي صلى الله عليه وآله نفسه، أو لجبرائيل، أو لأي من جماعة الصحابة، الذين شهدوا، وحضروا، ونظروا؟!.
ثانياً: لقد أثبتنا في كتابنا «حقائق هامة حول القرآن الكريم» في فصل مستقل بطلان حديث نزول القرآن على سبعة أحرف. وقلنا ـ: إنه قد نزل على حرف واحد، من عند الواحد. فليراجع ما كتبناه هناك.

ثالثاً: إنه يظهر من رواية «الجزيرة الخضراء»: أن السبب في كون القراءات سبعاً هو الاختلاف الذي كان يبيّنه جبرائيل (عليه السلام)، ويكتبه علي صلوات الله وسلامه عليه.

ومع تحفظنا على دعوى: أن القراءات سبع فهي ـ كما يدعون ـ عشرة، أو حتى أكثر من ذلك بكثير، كما ذكره المؤلفون في هذا الفن. ومع أننا قد فندنا الدعاوى التي تقول: إن هذه القراءات توقيفية، فإننا نقول:

إن ذلك الاختلاف الذي كان يبينه جبرائيل، إن كان هو الذي يتعلق بأوائل السور، وأواخرها، وشأن نزولها ـ كما ربما يظهر من الرواية ـ فأين هي القراءات السبع إذن.

فإن هذه الأمور لا ربط لها بالقراءات، ولا هي من مواردها، لتكون موضع اختلاف وبيان.
وإن كان الاختلاف في الآيات نفسها زيادة ونقيصة، وغير ذلك مما يذكرونه.

فهو وإن كنا قد أثبتنا بطلانه أيضاً(1).

إلا أن الذي يلاحظ الرواية المتقدمة يجد فيها: أن جبرائيل قد صرح بأن مهمته إنما هي بيان أوائل السور، وأواخرها، وشأن نزولها، لا أكثر.

إلا أن يكون جبرائيل (عليه السلام) قد وجد النبي صلى الله عليه وآله يخطىء في القراءة في بعض الموارد فكان يصحح له الخطأ، فيكتب أمير المؤمنين (عليه السلام)، ويشهد أولئك الحاضرون!!.
وهذا القول يعتبر إهانة لمقام النبوة الأقدس، نعوذ بالله من الخذلان والزلل، في القول والعمل.
ورابعاً: نقول:

1 ـ إننا لا نستطيع أن نتحمل توجيه الإهانة إلى الرسول الأكرم، واتهامه بأنه كان يجهل أوائل السور، وأواخرها، وشأن نزولها.

مع أنهم يقولون: إن الصحابة كانوا يعرفون ذلك، حيث إنهم كانوا إذا نزلت {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} يعرفون ختم السورة، وابتداء غيرها .

2 ـ أضف إلى ذلك: أن النبي صلى الله عليه وآله كان باستمرار، وعلى مدى السنوات التي عاشها فيما بينهم كرسول، يذكر لهم فضائل السور، ويسميها بأسمائها، التي كانت متداولة منذئذ، وحتى يومنا هذا.

ولم يذكر لنا التاريخ: أنهم اختلفوا في عهده صلى الله عليه وآله في هذا الأمر، ولا أن النبي صلى الله عليه وآله قد تردد في شيء من ذلك، لا قبل حجة الوداع، ولا بعدها.

3 ـ وعدا عن ذلك كله، فهل معرفة أوائل السور، وأواخرها، وشأن نزولها يحتاج إلى قراءة القرآن كله على جبرائيل؟ ألم يكن يكفي: أن يعين له ذلك في كل مورد بخصوصه، ثم ينتقل إلى المورد الآخر ليعينه في مورده أيضاً؟.

أم أن القرآن كان مشوشاً أو مختلطاً بعضه ببعض؟ وإذا كان كذلك فماذا كان دور كتاب الوحي الذين كانوا عنده صلى الله عليه وآله.

---

(1) راجع كتابنا حقائق هامة حول القرآن.

يتبع>>>

خادم الزهراء 02-Nov-2009 04:47 PM

التجربة خير دليل:
لقد ذكرت الرواية: أن مراكب أعدائهم «لعل الضمير يرجع إلى من في الجزيرة، أو الشيعة» إذا دخلت البحر الأبيض تغرق، وإن كانت محكمة ببركة مولانا وإمامنا صاحب العصر.

لا ندري، هل حاول أحد من المؤمنين طيلة هذه القرون: أن يذهب إلى «الجزيرة الخضراء».

ما دام قد أصبح واضحاً: أنه سيكون في مأمن من الغرق!.

فهذه أكثر من سبع مائة سنة تمر على انكشاف هذا الأمر، ولم نشهد أية محاولة من هذا القبيل، ولو من رجل مؤمن واحد على الأقل!! وقد كنا ولا زلنا نتوقع من الشيعة المتفانين في حب السادات وأهل البيت، ويهتمون بأمر إخوانهم من الشيعة أينما كانوا أن يهبّوا هبة رجل واحد في محاولة لزيارة تلك الأماكن التي يتواجد فيها أبناء الإمام، ويتواجد فيها الإمام بنفسه مرة ـ على الأقل ـ في كل عام.

وهذه هي الطائرات حاضرة، والسفن متوفرة، والمؤمنون قادرون على استئجارها، بل وعلى شرائها، والقيام برحلات منظمة إلى الجزيرة!.

ولتظهر هذه المعجزة العظيمة للبحر الأبيض، ليؤمن من آمن عن بينة ويقين، ويهلك من يعاند ويكفر ويذهب إلى الجحيم!!.

وليكن ذلك سبباً في إعزاز الدين، وكبت الكافرين والجاحدين.

فلماذا الخوف والجزع، والرعب، والهلع، بعد أن جُرِّب هذا الأمر، واتضح صدقه، فهذا «مثلث برمودا» ماثل للعيان، وهذه السفن فيه تغرق، وسفن أهل الإيمان من الأسار تطلق، فلتنظم إليه الرحلات، لينال الشيعة من سيدهم البركات.

يتبع>>>

خادم الزهراء 02-Nov-2009 04:55 PM

الأمراء الثلاث مائة:
ومع غض النظر عن تناقض روايتي المجلسي والبحراني في عدد الذين وُلِدوا، والذين لم يولدوا بعد من أنصاره (عليه السلام) فإن البحراني قد أشار إلى قرب ظهور الفرج في ذلك الوقت حيث قال: «وبقي اثنان، والفرج قد آن»(1) مع أنه قد مرت حتى الآن على هذه الحادثة أكثر من سبعة قرون، ولكنه لم يظهر(عليه السلام).

ونذكر القارىء هنا بأن هناك رواية تتحدث عن هؤلاء الأنصار، وتذكر أسماءهم، وأسماء بلدانهم، وأنهم حين ظهوره (عليه السلام) سوف يُفقَدُون عن فرشهم، ويَصِلون إليه (عليه السلام) وهو في مكة.

فهل هي تتحدث عن أشخاص وُلِدوا، أو سيولدون! وإذا كانوا قد ولدوا فهل سوف يُعَمرّون إلى وقت ظهوره (عليه السلام)، أم أنهم سوف يموتون ثم يبعثهم الله لنصرته!.

وإذا كانوا سيفقدون من فرشهم فهل يكون ذلك من فرشهم التي في بيوتهم في الأصقاع والبلاد المختلفة؟ أم من خصوص «الجزيرة الخضراء»؟!.

وهل هم متزوجون ولهم أولاد، أم لا؟.

ولماذا لم يولد الاثنان الآخران، أو الثلاثة عشر، ليعيشوا مع إخوانهم بانتظار خروجه (عليه السلام)!.

ولماذا تتأخر ولادات الثلاث مائة وثلاثة عشر رجلاً إلى قرب ظهوره (عليه السلام)!.

وما هو الدور الذي يقوم به هؤلاء طيلة هذه المدة المتطاولة.

إلى غير ذلك من الأسئلة التي ربما تراود ذهن القارىء بملاحظة ما ذكرته رواية «الجزيرة الخضراء».

الرقعة التي تحت القبة:
هذا، وقد ذكرت الرواية: أن شمس الدين محمد العالم قد قال لعلي بن فاضل:
«إنه يمضي كل صباح جمعة إلى القبة فوق الجبل، فيجد هناك رقعة مكتوب فيها ما يحتاج إليه من المحاكمة بين المؤمنين، فمهما تضمنته الورقة يعمل به».

وأقول:
لم يذكر لنا السيد شمس الدين من الذي يكتب له هذه الورقة، لكن كلامه يوحي: أنها صادرة من قِبَل الإمام صاحب العصر (عليه السلام).

وعلى هذا القول:
أولاً: من الذي يستطيع أن يثبت لنا صدق شمس الدين فيما يدعيه!.

ثانياً: ولو سلمنا أنه صادق في ذلك، فهل لم يكن بوسع السيد شمس الدين أن يتعلم قواعد القضاء والمحاكمة بين المؤمنين، ثم يستقل في هذه المحاكمات، من دون أن يحتاج إلى هذه الورقة في كل جمعة!.

ثالثاً: كيف يمكن دفع احتمال أن تكون الورقة يكتبها أحد شياطين الإنس أو الجن، أو أحد الخادمين أو كلاهما، ويضعها هناك فيأتي السيد شمس الدين، ويأخذها بحسن نية، وسلامة طوية، بتخيل أنها من الإمام المعصوم، وهو إنما وقع تحت تأثير ماكر ماهر؟.

هل للإمام (عليه السلام) أولاد؟!:
هذا هو السؤال الأهم الذي يفرض نفسه، والذي تهرب من الإجابة عليه بعض من راق له أن يدافع عن رواية «الجزيرة الخضراء»، بكل حماس وقوة، وليس هذا هو الأول ولا الأخير من الإيرادات القوية التي تهرب منها، فإن له نظائر أخرى أيضاً.

بل نستطيع أن نقول:
إن هذا المؤلف قد حاول أن يشغل القارىء بأمور جانبية، وخارجة عن الموضوع الأساس ليبعده عن التفكير بهدوء في نفس القصة موضع البحث.

كما أنه قد حاول أن يتمسك بأمور ومؤاخذات وإيرادات صغيرة، استطاع أن يسجلها على باحثين لم يهتموا بالتدقيق في الرواية التي هي موضع البحث.

ثم هو قد ضخم هذه المؤاخذات الصغيرة، وأطال، وأطنب فيها، واستعمل مختلف الألفاظ الخشنة أحياناً، والمعسولة أحياناً أخرى للحط من شأن العلماء، والطعن في أساطين الفكر، وخَدَمةِ الشريعة ليغطي بذلك على هروبه من مواجهة الإشكالات القوية والحقيقية من قبيل الإشكال في أصل ثبوت الأولاد للإمام الحجة (عليه السلام).

ونحن بالنسبة لهذا الموضوع بالذات أعني موضوع ثبوت الأولاد له (عليه السلام) نقول:
إن ذلك موضع شك وريب أيضاً فإن بعض الأخبار وإن كان ظاهرها ذلك، ولكن العلماء من أمثال المفيد، والبياضي، والطبرسي، لم يرتضوا ذلك، بالإضافة إلى بعض الروايات المصرحة بعدمه كما سيأتي.

ونحن نذكر أولاً ما يمكن أن يستدل به على وجود أولاد له (عليه السلام) فنوجز ذلك على النحو التالي:

ـــــــــــــــ

(1) تبصرة الولي ص 249.

يتبع>>>

خادم الزهراء 03-Nov-2009 10:14 AM

روايات الأولاد له (عليه السلام) لا تصح ولا تدل:
إن ظاهر بعض الأخبار: يدل على ثبوت الأولاد له (عليه السلام)، وهي ـ فيما نعلم ـ الروايات التالية:

1ـ رواية الشيخ الطوسي، بسنده عن المفضل بن عمر، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، والتي يقول فيها:
«لا يطلع على موضعه أحد من ولده ولا غيره، إلا المولى الذي يلي أمره»(1).

والاستدلال بهذه الرواية لا يصح وذلك لما يلي:
أولاً: إن النعماني قد روى نفس هذه الرواية، ولكنها قالت: «لا يطلع على موضعه أحد من ولي، ولا غيره»(2).

فمع اتحاد الروايتين عند الطوسي والنعماني، ووجود هذا الاختلاف فيما هو محل الشاهد، فإن الرواية تسقط عن صلاحية الاستدلال بها(3).

وثانياً: قد يقال بحصول تحريف في خصوص رواية الشيخ الطوسي، (رحمه الله) تعالى حيث قد استعمل فيها ضمير المفرد محل ضمير الجمع فقال: «من ولده ولا غيره».

مع أن الصحيح هو أن يقول: «ولا غيرهم» إلا أن تكون الهاء في كلمة «ولده» قد زيدت من النساخ.

أو يقال: إن المقصود الإشارة إلى أنه ليس للإمام المهدي (عليه السلام) سوى ولد واحد.

أو يقال: قد قصد فيه جنس الولد وأعيد الضمير إليه مفرداً لمراعاة لفظه.

وثالثاً: لو سلمنا فإننا نقول: ليس في الرواية ما يدل على زمان وجود الأولاد له (عليه السلام)، فقد يولدون له (عليه السلام) بعد قرون من الزمن. مع التأكيد على أن مجرد دعوى البنوة له (عليه السلام) من البعض لا تكفي للتصديق بها.

2 ـ رواية «الجزيرة الخضراء»، التي هي موضع البحث(4).

وقد قدمنا ما يكفي لإسقاطها عن درجة الاعتبار، وعن صلاحية الاعتماد.
3 ـ رواية المدائن الخمس التي رواها أحمد بن محمد بن يحيى الأنباري(5).

وقد ضعفها العلماء وردوها بصورة قوية وحاسمة، فلتراجع كلماتهم رضوان الله تعالى عليهم(6).

4 ـ ما رواه ابن طاووس عن الإمام الرضا (عليه السلام) في الصلاة على الإمام المهدي (عليه السلام)، فقد وردت العبارات التالية:

«اللهم أعطه في نفسه، وأهله وولده وذريته، وجميع رعيته ما تقر به عينه، وتسرّ به نفسه، وتجمع له ملك المملكات كلها، قريبها وبعيدها، وعزيزها وذليلها، حتى يجري حكمه على كل حكم، ويغلب بحقه على كل باطل الخ»(7).

ونقول:

أولاً: إن سند هذه الرواية لا يصح الاعتماد عليه.

ثانياً: إن غاية ما يدل عليه هذا الدعاء الذي صدر عن الإمام الرضا (عليه السلام) قبل ولادة الإمام المهدي (عليه السلام) بأكثر من نصف قرن: أنه سيكون ثمة مهدي للأمة، وأنه سوف يولد له أولاد.
وليس فيه ما يدل على زمان ولادة أولئك الأولاد، فقد يولدون له في أول عمره، وقد يولدون له بعد قرون من الزمن، وربما بعد ظهوره (عليه السلام)، كما ربما يفهم من سياق الكلام الناظر في الأكثر إلى عصر ظهوره، وقيام دولته (عليه السلام).

5 ـ ما ذكره ابن طاووس من أنه قد روي عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنه قال: «اللهم صل على ولاة عهده، والأئمة من ولده»(8).

ولكن هذه الرواية أيضاً، لا يمكن الاعتماد عليها.

أولاً: لضعف أسنادها.

وثانياً: لأن هناك نصاً آخر للرواية يقول: «اللهم صل على ولاة عهده والأئمة من بعده» بتصريح ابن طاووس نفسه .

فمع هذا الاختلاف فيما هو محل الشاهد، فإن الرواية تسقط عن صلاحية الاستدلال بها، كما لا يخفى.
ثالثاً: لو سلمنا صحة الرواية فليس في الرواية دلالة على زمان ولادتهم له(عليه السلام).

6 ـ قد ورد ذكر الأئمة من ولده وذريته أيضاً في توقيع كان مع إنسان يزعم أنه قد أرسل إلى رجل يقال له القاسم بن العلاء وقد تعرف ذلك الرجل على امرأة عجوز سمراء، مجهولة الهوية، تدعي أنها على اطلاع على أمور كهذه، فعرض التوقيع عليها طالباً منها تأييده أو تفنيده، فأيدته له .

فترى: أن هذه كلها مجموعة مجاهيل، لا يمكن الاستناد إليهم، ولا الاعتماد عليهم في شيء.
بالإضافة إلى أن ذلك لا يدل على فعلية وجود الولد له (عليه السلام) كما قلنا.

------

(1) الغيبة للشيخ الطوسي ص 102 والأخبار الدخلية ج 1 ص 150 عنه وتاريخ الغيبة الكبرى ص 69 وعن النجم الثاقب ص 224.
(2) الغيبة للنعماني ص 172 والأخبار الدخلية ج 1 ص 150 وتاريخ الغيبة الكبرى ص 69.
(3) راجع: الأخبار الدخلية ج 1 ص 150 وتاريخ الغيبة الكبرى ص 70.
(4) تاريخ الغيبة الكبرى ص 69.
(5) المصدر السابق والرواية موجودة في البحار ج 53 ص 213/221 والصراط المستقيم ج2 ص264/266 والأنوار النعمانية ج 2 ص 59/64 وراجع: الأخبار الدخلية ج 1 ص 140/145 وراجع: تاريخ الغيبة الكبرى ص 69/77/80/83 عن النجم الثاقب ص 217 وقد اشار إليها ـ فيما يظهر ـ في جمال الأسبوع ص 512.
(6) راجع: الذريعة ج 5 ص 107/108 [الهامش] والأخبار الدخلية ج1 ص 152/146 وهامش كتاب الأنوار النعمانية ج2 ص69/64.
(7) جمال الأسبوع ص 510/516.
(8) جمال الأسبوع ص 512.

يتبع>>>

خادم الزهراء 03-Nov-2009 10:32 AM

وبعد ما تقدم نقول:
أدلة عدم وجود الأولاد للإمام (عليه السلام):
فالروايات الآنفة الذكر جميعها إذن ليست صالحة للدلالة على وجود أولاد له (عليه السلام) بالفعل.

وهذا يؤيد صحة ما ذهب إليه الشيخ المفيد، والبياضي والطبرسي، وغيرهم رحمهم الله تعالى ومما يدل عليه بالإضافة إلى ذلك، ما يلي:

أولاً: روى المسعودي: أن علي بن أبي حمزة وابن السراج، وابن أبي سعيد المكاري دخلوا على الإمام الرضا (عليه السلام)، فقال له علي بن أبي حمزة:

روينا عن آبائك… إلى أن قال:
«فإنا روينا: أن الإمام لا يمضي حتى يرى عقبه؟

فقال له الرضا: أما رويتم في هذا الحديث بعينه: إلا القائم.

قالوا: لا.

قال الرضا: بلى قد رويتموه. وأنتم لا تدرون لم قيل، ولا ما معناه.

قال ابن أبي حمزة: إن هذا لفي الحديث.

فقال له الرضا:
ويحك، تجرأت على أن تحتج علي بشيء تدمج بعضه بعضاً؟

ثم قال: إن الله تعالى سيريني عقبي»(1).

ثانياً: عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه، عن علي بن سليمان بن رشيد، عن الحسن بن علي الخزاز، قال:

«دخل علي بن أبي حمزة على أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، فقال له:

أنت إمام؟.

قال: نعم..

فقال له: إني سمعت جدك جعفر بن محمد (عليه السلام)، يقول: لا يكون الإمام إلا وله عقب .

فقال: أنسيت يا شيخ، أو تناسيت، ليس هكذا قال جعفر، إنما قال جعفر:

لا يكون الإمام إلا وله عقب، إلا الإمام الذي يخرج عليه الحسين بن علي (عليه السلام)، فإنه لا عقب له.

فقال له: صدقت، جعلت فداك، هكذا سمعت جدك يقول»(2).
وواضح: أن المقصود هو الإشارة إلى رجوع الإمام الحسين (عليه السلام) وخروجه من قبره في عهد الإمام المهدي (عليه السلام).

«لما روي سابقاً في أحاديث كثيرة من رجعة الحسين (عليه السلام) عند وفاة المهدي ليغسله»(3).

وثالثاً: وأما ما يذكر من أنه سيكون لأولاد المهدي (عليه السلام) دولة من بعده، فإنه أيضاً موضع شك وريب فقد قال المفيد (رحمه الله):

«وليس بعد دولة القائم (عليه السلام) لأحد دولة إلا ما جاءت به الرواية من قيام ولده إن شاء الله ذلك(4) ولم يرد به على القطع والثبات. وأكثر الروايات: لن يمضي مهدي الأمة إلا قبل القيامة بأربعين يوماً يكون فيها الفرج(5)، وعلامات

خروج الأموات، وقيام الساعة للحساب»(6).

وعبارة الطبرسي قريبة من عبارة المفيد، إلا أنه قال:

«وجاءت الرواية الصحيحة بأنه ليس بعد دولة القائم دولة لأحد الخ..»(7).

وقال البياضي بعد أن وصف الرواية الواردة عن ابن عباس وأنس، وظاهرها بأنه سيكون بعد المهدي دولة، بأنها شاذة: «وأكثر الروايات أنه لن يمضي إلا قبل يوم القيامة بأربعين يوماً، يكون فيها الهرج، وعلامة خروج الأموات للحساب»(3).

وبعد أن ذكر البياضي (رحمه الله) الرواية التي تقول: إنه سيكون بعد الأئمة الاثني عشر اثناعشر مهدياً قال:

«قلت: الرواية بالإثني عشر بعد الاثني عشر شاذة، ومخالفة للروايات الصحيحة، والمتواترة الشهيرة، بأنه ليس بعد القائم دولة، وأنه لن يمضي من الدنيا إلا أربعين يوماً فيها الهرج، وعلامة خروج الأموات، وقيام الساعة..»(9).

وأما بالنسبة لروايات الأربعين يوما، المشار إليها آنفاً، فقد قال الحر العاملي عنها:
«أقول: أما حديث وفاة الإمام المهدي (عليه السلام) قبل القيامة بأربعين

يوماً، فقد ورد من طرق متعددة لا تحضرني الآن»(10).

ويمكن أن يكون المقصود هو الروايات التي تقول: إن الأرض لا تخلو من حجة ولا ينقطع الحجة من الأرض إلا أربعين يوماً قبل القيامة(11).

ويمكن تأييد ذلك بما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش.

فسئل: ثم يكون ماذا؟.

قال: ثم يكون الهرج(12).

ويظهر أن هذا الأمر قد كان من اعتقادات الشيعة بصورة عامة، فقد روي عن عبد الله بن جعفر الحميري، قال:

اجتمعت أنا والشيخ أبا عمرو (رحمه الله) عند أحمد بن إسحاق. فغمزني أحمد بن إسحاق أن أسأله عن الخلف، فقلت له:

يا أبا عمرو، إني أريد أن أسألك عن شيء، وما أنا بشاك فيما أريد أن أسألك عنه، فإن اعتقادي وديني: أن الأرض لا تخلو من حجة إلا إذا كان قبل يوم القيامة بأربعين يوما، فإذا كان ذلك رفعت الحجة، وأغلق باب التوبة الخ..(13).

والمقصود بالحجة هو الإمام، كما يظهر من سياق الرواية، وكما يظهر من الروايات الأخرى، تقول: «إن الأرض لا تخلو من حجة»(14).

ومما يدل على عدم وجود دولة بعد المهدي ما ورد أنه لو بقي اثنان على وجه الأرض لكان أحدهما الإمام(15).

وبعد كل ما تقدم: فإننا لا نستطيع أن نؤكد صحة ما يقال: من أن للإمام (عليه السلام) أولاداً في «الجزيرة الخضراء»، أو في غيرها، ولا أن نطمئن إلى الروايات «التي وصفت بالشذوذ» التي تقول: إن له أولاداً سيحكمون من بعده.

وشكنا بوجود الولد له قبل الظهور يستند إلى الروايتين اللتين ذكرناهما تحت عنوان: أولاً وثانياً.

وشكنا في هذا الأخير يستند إلى هذا الذي ذكرناه ثالثاً وأخيراً.. لا سيما مع وجود النفي القاطع من هؤلاء الأعلام، وقولهم: إنه توجد روايات صحيحة تدل على ذلك.

وحسبنا ما ذكرناه حول هذا الأمر، والحمد لله أولاً وآخراً، وباطناً وظاهراً.

ـــــــــــــــ

(1) إثبات الوصية ص 201.
(2) الغيبة للطوسي ص 134 /135 ودلائل الإمامة للطبري ص130/131 والإيقاظ من الهجعة ص 354/355.
(3) الإيقاظ من الهجعة ص 404 وراجع بعض الروايات في ص 306 و 310 أيضاً.
(4) لعل الصحيح: بذلك.
(5) عبارة البحار عن الإرشاد: الهرج. وكذا عبارة الطبرسي والبياضي.
(6) الإرشاد ص 366 [الصفحة الأخيرة] والبحار ج 53 ص 145 عنه وأشار إليه في الإيقاظ من الهجعة ص 397.
(7) إعلام الورى ص 466.
(8) الصراط المستقيم ج 2 ص 254 وعنه في الإيقاظ من الهجعة ص 397.
(9) الصراط المستقيم ج 2 ص 152.
(10) إعلام الورى ص 466.
(11) راجع: كمال الدين ج 1 ص 229 والمحاسن للبرقي ص 236 والإيقاظ من الهجعة ص 296 عن الأول.
(12) الخصال ج 2 ص 470 /471 /472 وراجع ص 474 وراجع: الإيقاظ من الهجعة ص 395.
(13) الكافي ج 1 ص 265 والإيقاظ من الهجعة ص 392.
(14) راجع على سبيل المثال: البحار ج 23 ص 56 باب الاضطرار إلى الحجة، وراجع المصادر التي نقل عنها.
(15) راجع المصدر السابق.


يتبع>>>

خادم الزهراء 03-Nov-2009 10:35 AM

أمور تلفت النظر:
وقبل أن ندخل في بقية ما يرد على هذه الرواية نشير إلى أمور وهي:

1ـ الدراهم الخارجة من الجزيرة:

لقد نصت رواية البحراني على أن السيد شمس الدين قد قال لعلي بن فاضل: «إن هذه الجزيرة لا يدخل إليها درهم، ولا يخرج منها درهم».

ولكن رواية المجلسي قد ذكرت: أن السيد شمس الدين قد أعطى علي بن فاضل خمسة دراهم من دراهمهم، فهي محفوظة عنده للبركة.

فكيف خرجت هذه الدراهم الخمسة من تلك الجزيرة يا ترى.

ولماذا لم يطلبها الطيبي والحاضرون من العلماء وغيرهم من الذين استمعوا لعلي بن فاضل وهو يروي لهم ذلك، لماذا لم يطلبوها منه لرؤيتها، والتبرك بها، لمساً وتقبيلاً و.. و.. الخ..

وماذا كان مصير هذه الدراهم بعد موت علي بن فاضل، وإلى من صارت؟.

فهل المقصود إضافة فضيلة جديدة لعلي بن فاضل، حيث خولف القرار المتخذ حول الدراهم لأجله، ولأجله فقط.

2ـ آخر ما سمعه الطيبي:
وتنص رواية المجلسي: على أن الطيبي بعد ذكره لعلماء الإمامية، الذين سمع بذكرهم في الجزيرة، قال: «هذا آخر ما سمعته من الشيخ الصالح التقي.. الخ».

ولكننا نجد في رواية البحراني عدة أسطر أخرى ذكرها بعد ذلك، تضمنت سؤال علي بن فاضل للسيد شمس الدين عن سبب تفريقه بين الظهرين، وجواب السيد له.

ثم إنه ذكر تاريخ رؤيته للسيد شمس الدين، وكم مضى عليها من السنين الى ذلك الوقت، وهي أشياء لم تذكر في رواية المجلسي (رحمه الله).

ومعنى ذلك: أن أسماء علماء الإمامية لم تكن هي آخر ما سمعه الطيبي من علي بن فاضل.

3ـ المسافة بين بلاد المغرب والجزيرة:

وقد ذكرت الرواية: أن المسافة بين «جزيرة الرافضة» و «الجزيرة الخضراء» قد قطعت في مدة خمسة وعشرين يوماً.

بل في رواية القاضي التستري: أنها قد قطعت في مدة خمسة عشر يوماً فقط.

فإذا قبلنا بما يدعيه البعض: من انطباق «الجزيرة الخضراء» على الجزيرة التي في «مثلث برمودا»، فإن المسافة التي بين بلاد المغرب، وبين هذا المثلث، تزيد كثيراً على الخمسة آلاف كيلومتراً.

فإذا أخذنا بنظر الاعتبار: أن السفن في القرن السابع لم تكن تسير بالمحركات الآلية، وإنما كانت شراعية، تعتمد على هبوب الريح، وعلى كون هبوبها موافقاً للاتجاه المطلوب.

وعرفنا: أن الريح قد تتوقف أحياناً، وقد تهب في غير الاتجاه المطلوب أحياناً أخرى، بل إن الريح الآتية من جهة الشرق ـ والتي هي المطلوبة في دفع السفن إلى الغرب ـ هذه الريح إنما تهب في أيام معدودة ومحدودة خلال السنة..

نعم، إذا عرفنا ذلك كله، فإنه يصبح من الصعوبة بمكان تحصيل القناعة بقطع كل تلك المسافات الشاسعة جداً في أشهر فضلاً عن أيام قلائل، خمسة عشر يوماً مثلاً، بل وحتى خمسة وعشرين يوماً أيضاً.

4ـ تحديد موقع الجزيرة والمثلث:
وقد حاول البعض أن يدعي: أن «الجزيرة الخضراء» تقع في المحيط الأطلسي، حيث يقع «مثلث برمودا» أيضاً.

وعمدة ما استدل به على ذلك: أن علي بن فاضل، وهو في جزيرة الرافضة قد خرج إلى حيث يقع المسجد في جهة الغرب على ساحل البحر، فنظر إلى جهة الغرب، فرأى المراكب القادمة من «الجزيرة الخضراء» إذ لو كان في البحر الأبيض المتوسط لوجب أن يكون المسجد في الجهة الشمالية أو الشمالية الشرقية لا في جهة الغرب لأن البحر لا يقع إلى جهة الغرب بل إلى الجهة الشمالية، والشمالية الشرقية، كما أن مجيء المراكب من جهة المغرب يشير إلى أنه كان على ساحل المحيط الأطلسي لأن البحر الأبيض ليس في جهة الغرب من بلاد البربر.

ومهما يكن من أمر فإن هذا الرجل قد حاول بكل ما أوتي من قوة وحول إثبات كون الجزيرة في المحيط الأطلسي لا في المتوسط.

ونقول:
إن الرواية قد صرحت بأن البلدة التي يقيم بها الرافضة إنما كانت جزيرة في البحر أيضاً. والجزيرة تكون عادة محاطة بالمياه فقد يكون المسجد في غربي الجزيرة، وقريباً من البحر، وينظر علي بن فاضل إلى جهة الغرب من البحرالمتوسط، وهي جهة مضيق جبل طارق، فيجد المراكب قادمة من ذلك المضيق إلى المتوسط. ولا يضر في ذلك إطلاقاً.

بل يكفي أن يكون الرافضة في شبه جزيرة تكون محاطة بالمياه من ثلاثة جوانب(1).

نعم، لو كانت مدينة الرافضة تقع على ساحل البحر، لكان المسجد القريب من البحر، إلى الجهة الشمالية، ولكان قوله صحيحاً.

ولكن هذا الفرض يخالف ما نصت عليه الرواية، من كونهم يعيشون في جزيرة، كما هو ظاهر.

وبذلك يتضح: أن قول الرواية: إن مجيء الميرة إلى البلد قد كان من جهة الغرب، لا يصلح دليلاً على كون الجزيرة في المحيط الأطلسي، فضلاً عن أن يكون من أكبر الأدلة كما زعم ذلك البعض.

إذ قد قلنا: إن كونها جزيرة معناه أنها محاطة بمياه البحر فيمكن أن يخرج الرجل إلى جهة الغرب حيث البحر، ثم ينظر باتجاه مضيق جبل طارق، وتأتي المراكب من تلك الجهة، كما قلنا.
ـــــــــــــــ
(1) كما قد يشير إليه قوله: «وتلك الجزيرة بحصونها راكبة على شاطىء البحر».

يتبع>>>

خادم الزهراء 03-Nov-2009 10:47 AM

الفصل الرابع:
 
مثلث برمودا والجزيرة الخضراء.
بداية:
قد عرفنا فيما سبق: أن حديث «الجزيرة الخضراء» لا يصح سنداً، ولا متناً، ولا مجال للقبول به، ولا الاعتماد عليه بوجه.

وقد تقدمت في أوائل الفصل السابق، وأواخره بعض الإشارات أيضاً إلى عدم صحة ما يقال من وجود صلة بين «الجزيرة الخضراء» و «مثلث برمودا» ورغم ميل البعض إلى وجود الجزيرة في نفس منطقة المثلث.

مستعيناً ببعض الشواهد لإثبات هذه الصلة، وتصحيحها.

وقد رأينا قبل أن نغلق ملف الجزيرة: أن نسجل ملاحظات يسيرة وعابرة حول مدى دلالة الشواهد على تلك الصلة دون محاولة لاستقصاء ذلك.

وكذلك دون الإفاضة في البحث تأييداً أو تفنيداً حول مدى صحتها ودلالة الشواهد نفسها على وجود حالة غير عادية في منطقة المثلث، مع أننا نعتقد: أن أكثرها لا يصلح لذلك.
فنقول:

الجزيرة الخضراء، ومثلث برمودا:
قد يروق للبعض أن يدعي: أن عدم إمكان تصحيح السند لأي سبب كان لا يعني: أن هذه الرواية يمكن رفضها، وتجاهلها، وذلك لأن الواقع الراهن يصدقها ويؤكد صحتها، حيث إن المثلث المعروف بـ «مثلث برمودا»، قد أصبح لغزاً عجيباً ومحيراً للعلماء، حيث حصلت فيه حوادث لا يمكن تفسيرها على وجه معقول، إلا على أساس ما ورد في رواية «الجزيرة الخضراء».

ففي هذا المثلث ـ كما يروي لنا بعض المؤلفين عن مصادره ـ تفقد السفن والطائرات، ويموت ركابها، وتتوقف الأجهزة، و.. و.. الخ.

وبمقارنة أجراها بين ما يذكر عن هذه الجزيرة، وعن ذلك المثلث، وجد البعض أن ثمة وجوه شبه فيما بينهما تقرب انطباق أحدهما على الآخر، فقد ورد في كل منهما اسم «جزيرة» وورد في كل منهما القول بأن البحر تغير وصار أبيضاً.

وهذان الأمران هما السبب في تأكيد ذلك البعض على سبيل الاحتمال تارة وعلى سبيل الجزم أخرى على أن «الجزيرة الخضراء» هي نفس «مثلث برمودا».

ونقول:
إننا نسجل هنا ما يلي:أولاً: إن مجرد وصفها بـ «الجزيرة» ووجود جزيرة في «مثلث برمودا»، وكذا وجود ماء أبيض فيهما، لا يلازم كون هذا ذاك، ولا العكس.

وثانياً: إن وجود «مثلث برمودا» ـ لو صح ـ فإنه لا يصلح دليلا على صحة حديث «الجزيرة الخضراء»، إذ من الممكن أن يكون بعض أهل المناطق قد اكتشف أمر منطقة المثلث، وبلغ هذا الأمر هذا الرجل، فصاغ قصة خيالية بالشكل الذي ينسجم مع ما عرفوه واكتشفوه عن هذا المثلث الغريب العجيب.

فدعوى: أن هذا الاكتشاف يؤيد صحة تلك الرواية. لا تخلو عن مجازفة ظاهرة.

بل إن نفس بعض الذين يريدون التأكيد على صحة الرواية بواسطة ظهور أمر المثلث، قد ذكروا روايات عنه يرجع تاريخها إلى أكثر من مائة سنة.

فمن الذي قال: إن هذه الحوادث لم تكن تتكرر باستمرار بالنسبة للمئات من السفن التي كانت تجوب المحيط الأطلسي!.

ومن الذي قال: إن الناس ما كانوا على اطلاع تام على ما يجري وما يحدث لتلك السفن المنكوبة في تلك المنطقة!.

ثالثاً: لقد ذكرت الرواية: أن مراكب الأعداء إذا دخلت البحر الأبيض، فإنها تغرق وذلك ببركة مولانا صاحب العصر.

ولكن الأمر في «مثلث برمودا» ليس كذلك، فقد قال البعض كما ذكره ذلك المدعي نفسه:

«بينما في أحيان كثيرة يختفي الملاحون والمسافرون أو الملاحون فقط. وتعود السفن أو البواخر، وهي خاوية على عروشها، دون أي أثر لعنف، أو قرصنة، أو مشاكل.

وكانت السفن في بعض الأحيان تعود، ولكن الملاحين ميتون. وقد بدت على وجوههم آثار الرعب والموت، خوفاً من منظر مروع تعرضوا له.

في حين مرت بعض السفن والطائرات من منطقة المثلث، ولم تتعرض لأي سوء أو مكروه، وأخرى مرت وكادت أن تقع في كارثة مروعة لولا صدور الأوامر من المثلث بالعفو عنها، وإطلاق سراحها في اللحظات الأخيرة»(1) انتهى..

ثم ذكر أمثلة لكل ما ذكره، أكثرها مأخوذ من مجلة كذا أو جريدة كذا، أو من الإذاعة الفلانية، وهكذا. أو من كتاب «تشارلز بيرلتز».

ونقول:
يتضح من النص المتقدم وأمثلته: أن بعض السفن التي للأعداء، لا تغرق، وإنما ترجع فارغة، أو يموت أصحابها فيها، بل بعضها ترجع سالمة ببركة العفو عنها.

وهذا يشير إلى عدم صحة ما ذكره ذلك الرجل، من أن سفن الأعداء تغرق ببركة مولانا صاحب العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف.

فهذه سفن أعدائهم لا تغرق في بعض الأحيان.

والطريف في الأمر: أن بعض من يحاول تطبيق حديث الجزيرة على المثلث قد أشار في بحثه إلى موضوع غرق بعض السفن دون بعض، وهو ما ينطبق ـ كما يرى ـ على حديث «الجزيرة الخضراء».

ولكنه لم يشر إلى موت الناس في السفن، ولا إلى عودتها سالمة أحياناً وليس فيها أحد، رغم أنه هو نفسه قد ذكر العبارة الآنفة الذكر، وذكر لها الشواهد أيضاً.
ـــــــــــــــ
(1) الجزيرة الخضراء ص 32.

يتبع>>>

خادم الزهراء 03-Nov-2009 10:50 AM

سلامة السفن والطائرات في المثلث:
ونلاحظ هنا: أن مئات السفن أو الطائرات تمر في المثلث وتجوبه طولاً وعرضاً، ولا يحدث لها أي شيء على الإطلاق.

فإن السفن أو الطائرات التي كانت تتعرض لحادث في المثلث كان يعقبها عمليات بحث واسعة ودقيقة جداً، يشارك فيها أحياناً مئات الطائرات، ومئات السفن، المدنية والحربية على حد سواء.

بل لقد جرت عمليات مسح دقيق ومستوعب، لخمسين ألف ميل مرة، ولمائة ألف ميل، مرة أخرى، ولثلاث مائة ألف ميل مرة ثالثة في منطقة وقوع الحادث.

وأحياناً تقوم سبعون طائرة جناحاً بجناح بعملية البحث والمسح هذه.ولم يغرق من كل ذلك شيء على الإطلاق.

وقد تم العثور في أحيان كثيرة على حطام ما يعتقد أنه المفقود.

وقد نشرت وسائل الإعلام في أستراليا في العام الماضي: أنباء انتشال بعض حطام ما فقد مؤخراً.

وهذه قائمة بما ذكره بعض المؤلفين من حوادث جرت فيها عمليات البحث في منطقة الحدث في قلب «مثلث برمودا»، ولم يغرق شيء من السفن أو الطائرات الباحثة.

وهي التالية:
1 ـ البحث عن الباخرة التي غرقت سنة 1872 م.
2 ـ البحث عن الطائرة التي فقدت سنة 1949 م.
3 ـ البحث عن الطائرة التي فقدت سنة 1949 م. قرب ميامي.
4 ـ البحث عن سفينة سنة 1962 م.
5 ـ البحث عن الطائرتين اللتين انفجرتا سنة 1963 م.
6 ـ البحث عن الطراد البريطاني سنة 1880 م.
7 ـ البحث عن باخرة سنة 1924 م.
8 ـ البحث عن طائرة سنة 1800 م.
9 ـ البحث عن طائرة سنة 1947 م.
10 ـ البحث عن طائرة سنة 1948 م.
11 ـ البحث عن سفينة سنة 1951 م.
12 ـ البحث عن طائرة سنة 1954 م.
13 ـ البحث عن ناقلة سنة 1963 م.
14 ـ البحث عن طائرة سنة 1965 م.
15 ـ البحث عن طراد سنة 1967 م.
16 ـ ناقلة نفط انفجرت، وقتل تسعة من بحارتها، فانتشلت زوارق نجاة تابعة لسفن سويدية الاثني عشر بحاراً الباقين.


ونذكر القارىء العزيز هنا بأن الأمثلة التي نسوقها إنما هي نفس الشواهد التي استشهد بها بعض من يرى إمكانية انطباق «مثلث برمودا» على حكاية «الجزيرة الخضراء»، وإن كنا نرى أنها غير تامة الدلالة من الأساس.

لجنة باحثة في منطقة المثلث:وقد أظهرت إحدى الصور التي بثتها بعض الأقمار الصناعية صورة تظهر وجود قطعة من اليابسة وسط منطقة المثلث.

وبما أن من المستحيل أن يكون في تلك المياه، وتلك المنطقة قطعة يابسة فقد توجهت بعثة من الباحثين للكشف عن الكتلة في منطقة برمودا، إلا أنهم لم يجدوا سوى صمت الرياح، وتلاطم الأمواج.

فهؤلاء الباحثون يدخلون إذن إلى منطقة المثلث، ولا يغرقون، ولا يجدون شيئاً غير الرياح، والأمواج.

يتبع>>>

خادم الزهراء 03-Nov-2009 10:53 AM

مناطق أخرى يدعى خطورتها:
هناك أماكن أخرى، يزعمون أنها ـ على حد تعبيرهم ـ تكاد تكون أشد خطورة من المثلث، مثل المنطقة التي قرب اليابان، وتعرف باسم «بحر الشيطان» وكذا المنطقة التي تقع قرب ماليزيا، ويطلق عليها أيضاً اسم: «بحر الشيطان»!!.

ومناطق أخرى أيضاً.. تقع فيها جميعاً حوادث شبيهة في غموضها، وعدم معقوليتها بما يذكرونه عن «مثلث برمودا»، مثل موت جميع من في البواخر، أو اختفائهم مع الآلة السدسية، وبقاء الأثاث مرتباً بعناية.. الخ.

وقد عثر على ما يعتقد أنه حطام بعض ما فقد.أو نحو ذلك.

فهل توجد أيضاً في تلك المناطق جزيرة خضراء ثانية، وثالثة.

هذا.. والأسئلة التي ألمحنا إلى بعضها فيما يرتبط بمنطقة المثلث آتية بعينها بالنسبة لغيره أيضاً.

البحث عن المفقود في منطقة الحدث:

وكما هو الحال في «مثلث برمودا»، فإنه يجري البحث عن ما يفقد في بحري الشيطان (!!) قرب اليابان وقرب ماليزيا، وفي غيرهما.

ولكن لا يحدث شيء للسفن ولا للطائرات الباحثة، ونذكر من ذلك الحوادث التالية:

1 ـ البحث عن باخرة غرقت في بحر الشيطان قرب ماليزيا سنة 1948م.
2 ـ البحث عن باخرة غرقت قرب جزيرة فيجي سنة 1955 م.
3 ـ البحث عن سفينة شمال غربي إسبانيا سنة 1981 م.
4 ـ البحث عن غواصة سنة 1968 م. على بعد 460 ميلاً جنوب شرقي جزر الآزور في المحيط الأطلسي.

5 ـ البحث عن سفينة سنة 1976 م.

ونلاحظ كما لاحظنا سابقاً أننا إنما نأتي بنفس الشواهد التي استدل بها بعض من يرى: إمكان تطبيق رواية الجزيرة على «مثلث برمودا».

وإن كنا نرى أن هذه الشواهد لا تكفي للدلالة على ذلك.

يتبع>>>

خادم الزهراء 03-Nov-2009 11:00 AM

توضيحات:
وقد يكون من المفيد هنا التذكير بما يلي:
ألف: إن عدداً كبيراً من الحوادث المزعومة للطائرات أو للسفن، إنما هو للحربية منها أو للغواصات.

وقد صرحت بعض الموارد بوجود شخصية عسكرية كبيرة على متن الطائرة.

كما في الطائرة التي فقدت سنة 1948 م.

ب: قد ذكر في بعض الحوادث أن السبب فيما حدث هو رداءة الطقس.

وقد انقطع حبل أحد زوارق الإنقاذ، وانفصل عن السفينة، ولم يغرق. وذلك في الحادثة التي كانت سنة 1951 م.

ج: بعض الحوادث عُلِّقَ عليها بعد عملية البحث بـ «احتمال وجود عمل تخريبي موجه ضد الطائرة».

د: هناك طيار أمريكي محترف، يتمتع بوضع أمني جيد من قبل الحكومة الأمريكية، له خبرة في مجال الطيران كبيرة.

ويعمل في ميامي يدعي أنه قد تعرض للخطر الغامض في سنة 1964 م. في «مثلث برمودا» ونجا بأعجوبة.

يقول: إنه لم يكن يعرف شيئاً قبل تلك الحادثة عن «مثلث برمودا».

وهذا عجيب حقاً من رجل له تلكم المواصفات، ويعيش قرب منطقة المثلث، ويعمل طياراً، ويتمتع بوضع أمني جيد، ومجرب، ومحترف. ثم هو لا يعرف شيئاً عن منطقة المثلث، التي شهرتها ـ في حوادثها الغامضة ـ قد سارت في الآفاق، حسبما يدعون!!.

هـ: يقول العالم الكندي «دافيد كوش» الذي نشر كتاباً عن سر «مثلث برمودا»:

إن قصص المثلث ما هي إلا خرافات.

وسبب الحوادث يرجع إلى كثرة تردد البواخر والطائرات في هذه المنطقة.

ويعتمد كوش على الوثائق التي نشرتها الدوائر الأمريكية التي أثبتت عدة مرات: أن تقلبات الجو في هذه المنطقة هي التفسير الوحيد لذلك(1).

ويقول العالم السوفياتي «ليونيد برايكوفسكي»: «إن موضوع الغموض بأكمله هو مجرد تكهن كاذب، روجت له الصحافة الرأسمالية» (2).

و: يلاحظ أن بعض الوثائق تفقد مع خصوص الآلة السدسية وذلك في حادثتين من الحوادث التي استشهد بها بعض من يريد تطبيق قصة «الجزيرة الخضراء» على المثلث، وهما الحادثتان اللتان وقعتا في سنتي 1855 م. و 1872 م.

كما أن اختفاء الآلة السدسية، قد ذكر في عدة حوادث.

واختفى خصوص الأشخاص في عدة حوادث أخرى.

ووجد في البعض الآخر موتى عليهم آثار الرعب.

ولا ينحصر تفسير ذلك بدعوى وجود حالة غيبية خاصة بالمثلث أو ببحري الشيطان، أو غير ذلك.

فإن من الجائز أن يكون هناك نشاط مخابراتي يهدف إلى الوصول إلى بعض الوثائق، أو يهدف للتخلص من بعض الناس الذين لا يُرغَبُ في بقائهم أحياء ـ وقد يكون من بينهم شخصيات عسكرية كبيرة، بطريقة التي لا تثير الشكوك.

وقد يكون ثمة عصابات تلاحق بعض الناس أو كلهم، وتعمل على إزهاق أرواحهم لأغراض مختلفة، شخصية أو غيرها.

وقد يكون هناك عمل تخريبي، قد استهدف بعض الطائرات أو السفن.

وقد تغرق بعض الطائرات بسبب خلل فني، أو تغيّر جوي مفاجىء.

وقد..وقد.

ز: أما التركيز على حالة الغموض، الذي يلف مصير سفينة أو طائرة تمنى بكارثة، فليس في محله، إذ إن ذلك أمر طبيعي بالنسبة لمركبة تجوب الفضاء، أوتطفو على الماء وحدها وتفصلها عن سائر الناس مسافات شاسعة، وآفاق واسعة حيث لا يمكن معرفة أي شيء عنها إلا من خلال ما ترسله من إشارات الخطر، وطلب النجدة. أو من خلال الناجين أنفسهم إن وجدوا، وحسبما يروق لهم. فالاستدلال بالغموض لا يجدي شيئاً في هذا المجال.

ح: ثم إن من الطبيعي أيضاً: أن تصدر عن الذين يواجهون خطر الموت صرخات استغاثة فيها تصوير للهول الذي يواجهونه، وهي تصدر بصورة عفوية عن إنسان يعيش حالة الرعب الأقصى، ويفقد حالة التوازن في شخصيته نتيجة لذلك.

ط: وأخيراً، فإننا نسجل هنا: أن قسماً كبيراً من الذين كانت تغرق سفنهم، أو تختفي طائراتهم، لم يأتوا إلى تلك المنطقة لأغراض عدوانية، وإنما هي طائرات أو ناقلات نفط أو ركاب، أو نحو ذلك. فلماذا تتعرض للغرق أو للاختفاء أو غير ذلك.

وبالنسبة لتلك التي يدعى: أنها قد تعرضت للخطر ثم نجت، لماذا تعرضت للخطر أولاً. ولماذا نجت أخيراً.

فإن كانت من الأعداء فلماذا نجت، ولم تغرق، كما غرقت السفن والطائرات التجارية الأخرى، وإن لم تكن فلماذا تعرضت للخطر.

وعلى كل حال، فإن الحديث في هذا المجال عريض وطويل ولعل فيما ذكرناه كفاية.

-----

(1) عن الوكالة الجديدة للصحافة. باريس. العدد 557 في 18/1/1978 م.
(2) عن جريدة: العراق. بغداد. العدد 240 في 6/12/1976 م.

يتبع>>>


الساعة الآن »05:46 AM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc