![]() |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (19) ما الفرق بين الحَجْر والحِجر ؟ : الحِجر : الحضن ، جمعه حُجور ، ومنه قوله تعالى : { ورَبائِبُكم اللاتي في حُجوركم } " النساء 23 " . والحَجر والحِجر : المنع . والحَجر في الشرع : المنع مِن التصرف لصغر أو سفه أو جنون . ويطلق الحِجر على العقل ، لأنه يمنع الإنسان مِن فعل الحرام . ويطلق على كلّ ما يمنع مِن التجاوز والتعدي ، كما في قوله تعالى عن البحرين العذب والمالح : { وجعل بينهما برزخاً وحِجراً محجوراً } " الفرقان 53 ". وعند انتشار المرض الساري تقوم الحكومة بالحَجر الصحي ، فتضع المصابين في مكان محجور أي معزول ، وتمنعهم مِن الاتصال بالآخرين . والحِجر : وادٍ بين المدينة والشام يسكنه قوم هود ، وبه سمّيت سورة الحِجر ، وفيهم نزل قوله تعالى : { ولقد كذّب أصحابُ الحِجر المرسلين } " سورة الحجر 80 ". أما ( الحـُجر ) : فهو المكان المحجور ، أي الذي أحيط بجدار لكيلا يصل إليه أحد ، ومنه الحـُجرة : وهي الغرفة . وهو اسم الصحابي الجليل حُجر بن عَدي الذي ذبحه معاوية في مرج عذراء مع أصحابه الستة بعد أن أعطاهم الأمان . لفظ الحروف النورانية : الحروف النورانية هي الحروف التي تبدأ بها بعض السور ، وهي تتصدّر 29 سورة ، وإذا حذفنا المتكرر منها نجد أن عددها 14 حرفاً ، تجمعها جملة ( صراط عليّ حقّ نمسكه ) . ويمكن تفريقها عند اللفظ إلى نوعين : 1- الحروف التي تنتهي بألف وهمزة ، مثل : حاء - راء - طاء - هاء - ياء . ويجب الانتباه عند قراءتها أنه يجب حذف الهمزة الأخيرة ، فنقول : حا - را - طا - ها - يا . 2- الحروف الأخرى ، وهي : ا - س - ص - ع - ق - ك - ل - ن - م . مثال على ذلِكَ : نلفظ { كهيعص } بالشكل التالي : كاف - ها - يا - عين - صاد . ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (20) الفرق بين الحـُزْن والحَزَن : حَزِن الرجل حَزَناً ، وحُزناً : اغتمّ ، فلا فرق بين المصدرين . يقول تعالى : { وقالوا : الحمد لله الذي أذهب عنّا الحَزَن } " فاطر 34 ". ويأتي الحُزن بمعنى البكاء ، كما في قوله تعالى : { وابيضّتْ عيناهُ مِنَ الحـُزن ، فهو كظيم } " يوسف 84 ". ( الحـُسبان ) لها معنيان : الحـُسبان : هو العدّ والإحصاء والحساب . يقول تعالى : { الشمسُ والقمر بِحُسبان } " الرحمن 5 "، أي يجريان بحساب وإحصاء مقدّر معلوم . والحـُسبان : العذاب والبلاء ، لأنه ناتج عن حساب وتقدير مِن الله تعالى مقابل لدرجة العصيان . يقول تعالى : { فعسى ربّي أن يُؤْتِيـَنِ خيراً مِن جنّتك ، ويُرسلَ عليها حُسباناً مِن السماء } " الكهف 40 "، أي بلاء وهلاكاً محسوباً مقدّراً وفق ما ارتكبت مِن المعصية . الفرق بين التحسّس والتجسّس : التحسس في الخير ، والتجسّس في الشر . والتحسّس لغيرك ، والتجسّس لنفسك ، ومنه قوله تعالى : { يا بَنيّ اذهبوا فتحسَّسوا مِن يوسفَ وأخيه } " يوسف 87 ". ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (21) ما معنى الحصد والحصيد ؟ : حصدَ الزرع : قطعه في إبّان نضجه . والحصيد : ما يُحصد ، أي يُقطع . يقول تعالى : { فما حصدتم فذروه في سُنبله إلا قليلاً مما تأكلون } " يوسف 47 ". وفي حفظ القمح بهذه الطريقة إعجاز علمي كبير ، فإذا ظل القمح في سنابله عدة سنين فإنه لا يخرب ولا يتعفن ، ذلِكَ لأن الله جعل في قشرة القمحة مادة حافظة مضادة للتعفن ( أنتي بيوتيك ) . ويقول سبحانه : { ونزّلنا مِنَ السماء ماء مباركاً ، فأنبتنا به جناتٍ وحبَّ الحصيد } " سورة ق 9 ". الحـُكم والحكمة : وردت كلمة { الحُكم } في القرآن 25 مرة ، وهي في بعضها تعني الحكم بين الناس في المنازعات ، ولكن بعضها جاء بمعنى { الحكمة } ، وذلك عند الكلام عن العلوم التي أعطاها اللّـهُ لبعض الناس والأنبياء (ع) ، ( والحُكم ) هنا يعني التفقّه والحكمة . مِن ذلِكَ قوله تعالى : { ما كان لبشر أن يؤتيَه اللّـهُ الحُكم والنبوة ، ثمّ يقول للناس : كونوا عباداً لي} " آل عمران 79 " . { أولئك الذين آتيناهمُ الكتابَ والحُكم والنبوة } " الأنعام 89 " . { يا يحيى خُذِ الكتابَ بقوّة * وآتيناهُ الحُكمَ صبيّاً } " مريم 12 " . { ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوّة } " الجاثية 16 " . { ولما بلغَ أشدّه آتيناه حُكماً وعلماً } " يوسف 22 " . { ففهّمناها سليمانَ ، وكلاًّ آتينا حُكماً وعلماً } " الصافات 107 ". وفي الآية الأولى يظهر أن ( الحكمة ) شيء هام جداً حتى آتاها اللّـهُ لبعض الناس ومنهم الأنبياء ، وهي غير النبوة . وفي الآيتين الأخيرتين يظهر تقديم ( الحُكم ) على ( العلم ) لبيان أهمية الحكمة ، وأنها مقدّمة على العلم . وقد عرّف العلماء الحكمة بأنها وضع الأشياء في مواضعها الصحيحة . فالذي ليست عنده حكمة يضع علمه في المواضع غير الصحيحة ، فلا يستفيد مِن علمه أحد . الفرق بين الحمد والشكر : مِن أول العبادة بعد الإقرار بالوحدانية ، الحمد والشكر لله . فهل مِن فرق بين الحمد والشكر ؟ . نعم . الحمد أشمل مِن الشكر ، فنحن حين نشكر الله ، فإننا نشكره على نعمه وعطائه ، فيكون الشكر مقابل العطاء . أما الحمد لله فهو لايكون مقابل شيء ، وإنما يكون له لأنه أهل للحمد ، سواء أعطانا أو لم يعطنا . ويكون الشكر على النعم وما فيه السرور ، بينما يكون الحمد على السرّاء والضرّاء . |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (22) الفرق بين الحَمل والحِمْل : الحَمل : ما تحمل الأنثى في بطنها . والحِمل : ما حملتَ على ظهر أو رأس ، أو على ظهر الحيوان . يقول تعالى : { وتضعُ كلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها } " الحج 2 ". ويقول : { قالوا : نفقِد صُواع الملِك ، ولِمَن جاء به حِمْلُ بعير } " يوسف 72 ". معنى ( الحوت ) و ( النون ) في القرآن : الحوت : هو السمكة ، صغيرة كانت أو كبيرة ، جمعها حيتان . يقول تعالى : { قال أرأيتَ إذ أوينا إلى الصخرة ، فإني نسيتُ الحوت } " الكهف 63 " ، أي السمكة الموضوعة في السلة التي كان يحملها خادم الخضر . أما النون : فهو الحوت الكبير ، كالذي التقم سيدنا يونس (ع) ، جمعه نينان . وقد جاء ذكره في القرآن بلفظ { ذا النون } . يقول تعالى : { وذا النونِ إذ ذهبَ مُغاضباً } " الأنبياء 87 ". ما الفرق بين الحياة والحيـَوان ؟ : الحياة : هي المدة المحدودة التي يعيشها الإنسان في الحياة الدنيا . أما الحيـَوان : فهي الحياة الأبدية التي يعيشها في الآخرة ، ومنه قوله تعالى : { وإنّ الدارَ الآخرةَ لَهيَ الحيـَوانُ لو كانوا يعلمون } " العنكبوت 64 "، أي لهي الحياة الدائمة الكاملة . ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (23) حرف الخاء الفرق بين ( الخـُطبة ) و ( الخِـطبة ) : الخـُطبة والخِـطبة : المراجعة في الكلام . لكن الخـُطبة ( بالضم ) : تختص بالموعظة والكلام المخطوب به . بينما الخِطبة ( بالكسر ) : فتختص بخِطبة النساء مِن الرجل . يقول تعالى : { ولا جُناح عليكم فيما عرّضتم به مِن خِطبة النساء } " البقرة 235 ". ما الفرق بين المخلِصين والمـُخْلـَصين ؟ : المخلِصين : الذين يخلصون مِن أنفسهم ، فيمكن أن يكونوا مخلصين في بعض الأوقات ، وغير مخلصين في غيرها . أما المـُخْلـَصين : فهم الذين جعلهم اللّـهُ مخلَصين ، بعناية إلهية منه ، فهم مخلصين دائماً منذ ولادتهم إلى وفاتهم ، كما هو الحال بالنسبة للأنبياء ، ولذلك قال سبحانه عن يوسف (ع) : { كذلكَ لِنصرفَ عنهُ السّوءَ والفحشاءَ ، إنّهُ مِن عبادنا المـُخْلـَصين } " يوسف 24 ". بينما قال عن المؤمنين : { فاعبدوا اللهَ مخلِصينَ لهُ الدّين } " البيّنة 5 ". الفرق بين الخـَلْف والخـُلف والخِلْفة : الخَلْف : الظهر ، أو الولد الطالح والعقب السيّئ ، ومنه قوله تعالى : { فخَلَفَ مِن بعدهم خَلـْفٌ أضاعوا الصلاة واتّبعوا الشّهوات } " مريم 59 ". والخـُلْف : اسم مِن الإخلاف ؛ كالإخلاف في العهد والوعد ، ومنه قوله تعالى : { بما أخلفوا اللهَ ما وعدوه } " التوبة 77 ". والخِلفة والاختلاف : التعاقب ؛ بمعنى أن يجيء شيء بعد شيء ، ومنه قوله تعالى : { وهو الذي جعل الليل والنهار خِلْفةً لِمن أراد أن يذّكر أو أراد شُكوراً } " الفرقان 62 "، وقوله سبحانه : { إنّ في خلق السموات والأرض ، واختلاف الليل والنهار ، لآياتٍ لأولي الألباب } " آل عمران 190 " . وأما قوله تعالى : { َلأقطّعنّ أيديَكم وأرجلَكم مِن خِلاف } " الأعراف 124 "، فيعني أن تقطع أيديهم اليمنى وأرجلهم اليسرى على خِلاف ، أو بالعكس . ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (24) الفرق بين الاختلاف والخلاف : الاختلاف : هو عدم التساوي ، كالاختلاف بين أبناء الرجل الواحد ، فكلّ واحد مِن أولاده له طبائع تختلف عن الآخر . ولكنهم مع ذلِكَ يحبون بعضهم البعض ، ولا يدعوهم الاختلاف إلى العداوة والكراهية ، وهو الخلاف . والاختلاف : هو أن يتعاقب الشيء مع الشيء الآخر ؛ كتتابع الليل والنهار ، يقول تعالى : { إنّ في اختلاف الليل والنهار } ، أي تتابعهما بحيث لا ينبغي للنهار أن يسبق الليل ، ولا الليل سابق النهار . ومن هذا المعنى إطلاق الاختلاف على التزاور والتردد ، ومنه قول النّبي (ص) : " اختلاف أمتي رحمة "، بمعنى التزاور فيما بينهم ، وليس بمعنى الخلاف ، فالخلاف الذي مظهره العداوة والبغضاء لا يمكن أن يكون رحمة ، وليس هو مِن صفات المؤمنين . ما الفرق بين خُلـُق وخَلاق ؟ : الخُلـُق : هو الأخلاق . والخَلاق : هو النصيب ، ومنه قوله تعالى : { أولئك لا خَلاقَ لهم } " آل عمران 77 ". الفرق بين الخـُلّة والخِلال : الخـُلّة : الصداقة والمحبة ، كما في قوله تعالى : { مِن قبلِ أن يأتيَ يومٌ لا بيعٌ فيه ولا خُلّة ولا شفاعة } " البقرة 254 " . والخِلال : الهبة النافعة مِن صديق ، كما في قوله سبحانه : { مِن قبل أن يأتيَ يومٌ لا بيعٌ فيه ولا خِلال } " إبراهيم 31 ". الفرق بين الخَير والخِـير: الخـِير : الكرم والشرف . والخـَـيْر : الحسن لذاته . وقد يطلقه القرآن على المال . ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (25) الفرق بين الخـَير والبِرّ ، والأخيار والأبرار : الخـَير : كلّ ما يحقق النفع للناس ، ولذلك أطلقه القرآن على المال الكثير في أكثر مِن موضع ، كما في قوله تعالى : { وإنه لحبّ الخير لَشديد } " سورة العاديات 8 " . أما البِـرّ : فهو الخير الذي يراد به وجه الله تعالى . وفي المعجم الوسيط : بَرَّ فلان ربَّه : توسع في طاعته ، وبَرَّ فلان والديه : توسّع في الإحسان إليهما ؛ فهو بارّ ، جمعها بَررة ؛ وهو بَرّ ، جمعها أبرار . فأديسون إن كان هدفه عندما اخترع الكهرباء نفعَ الناس ، فهذا مِن الخير ، ويكون أجره على الناس في الدنيا ؛ وإن كان قصده في سبيل الله ، فهو البِرّ ، ويكون أجره على الله في الآخرة . مِن هنا كان البِرّ أعظم درجة مِن الخير ، والأبرار أعلى درجة مِن الأخيار ، وفي التنزيل قال تعالى : { لن تنالوا البِرّ حتى تنفقوا مما تُحِبّون } " آل عمران 92 ". وقال :{ إنّ الأبرار يشربون مِن كأس كان مزاجها كافوراً } " الإنسان 5 " . وفي المثل : " سيئات الأبرار ، حسنات الأخيار ". والبَرّ : مِن أسماء الله تعالى ، كما في قوله : { إنهُ هوَ البَرّ الرحيم } " الطور 28 " . والبَرّ : ما انبسط مِن سطح الأرض ولم يغمره الماء . ما معنى الخيط الأبيض والخيط الأسود في آية الصيام ؟ : يقول تعالى : { وكلوا واشربوا حتى يتبيّن لكمُ الخيطُ الأبيض مِنَ الخيط الأسود مِنَ الفجر } " البقرة 187 ". لو قال تعالى : { حتى يتبيّن لكمُ الخيطُ الأبيض مِنَ الخيط الأسود } وسكت ، لأمكن الظنّ أن المقصود مِن الخيط ما هو مستخدم في الخياطة . ولكن لما قال { مِن الفجر } تبيّن أن الخيط هو شيء متعلق بالفجر ؛ فقد عبّر عن شعاع الفجر الكاذب الذي يغلب عليه الظلام ( بالخيط الأسود ) ، وعن شعاع الفجر الصادق الذي يغلب عليه الضياء ( بالخيط الأبيض ) . فالآية تقول : إذا ظهر الفجر الصادق واستبان مِن الفجر الكاذب فقد وجب الإمساك عن الطعام ، وبدأ وقت الصيام . وعلى الغالب في دمشق عندما يؤذن أهل السنّة في مآذنهم بأذان الفجر ، فهو الفجر الكاذب ، ولذلك لا يقيمون الصلاة إلا بعد فترة منه . ونحن نحتاط بالإمساك عند هذا الأذان ، ولكن لا نصلي صلاة الصبح إلا بعد مضي ثلث ساعة ، حيث يكون قد ظهر الفجر الصادق . ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (26) حرف الدال الفرق بين ( المدَّثر ) و ( المزّمل ) : صفتان للنبي (ص) سميت بهما سورتان . المـُدَّثـِّر : الذي يلبس الدِّثار ، وهو الملابس الخارجية ، التي تلبس فوق الشِّعار وهو الملابس الداخلية . أما المـُزَّمـِّل ، فمِن أزملَ : أي تلفّف في ثيابه وغطائه . يقول تعالى : { يا أيّها المدّثر * قُمْ فأنذِرْ } " المدثر 1 و2 ". ويقول : { يا أيّها المـزّمل * قُمِ الليلَ إلا قليلاً } " المزمل 1 و2 ". ما معنى الدِّين ؟ : يأتي ( الدِّين ) بثلاثة معانٍ هي : 1- الطاعة والانقياد . يقول تعالى : { قُلِ اللهَ أعبدُ مخلصاً له ديني } " الزمر 14 ". 2- الجـزاء . يقول تعالى : { مالكِ يوم الدِّين } . ويقول { فيومئذ يُوَفيهمُ اللّـهُ دينَهمُ الحقَّ } " النور 25 "، أي جزاءهم . 3- الشريعة والعبادة . يقول تعالى : { إنّ اللهَ اصطفى لكمُ الدِّينَ } " البقرة 132 ". ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (26) حرف الذال الذِّبْح العظيم :في القاموس : الذَّبْح مصدر ، والذِّبْح : هو الشيء المعدّ للذبح . يقول تعالى عن إسماعيل (ع) : { وفديناهُ بِذِبْحٍ عظيمٍ } " الصافات 107 ". والآية تبيّن قيمة الكبش الذي أنزله اللّـهُ مِن السماء ، وأمر إبراهيم (ع) أن يذبحه عوضاً عن ابنه إسماعيل ، فداءً له . وقد ذهب البعض إلى أن الذِّبح في الآية هو الحسين (ع) ، وأنه هو فداء إسماعيل . والذي أقوله : إن الحسين (ع) أعظم مِن إسماعيل ، فيجب أن يكون إسماعيل فداءَ الحسين (ع) وليس العكس ؛ لأن الفداء يكون دائماً أقل قيمة مِن المقدَّم عنه الفداء . واستدلوا على قولهم بأن تعبير{ الذِّبح العظيم } لا يليق إلا بشيء عظيم كالحسين (ع) ، مع أن كلمة ( عظيم ) في اللغة لا تعني دائماً الرفعة والسمو ، بل تعني الكثرة والشدة . فقد استخدمت هذه الكلمة للعذاب ( العظيم ) والصفات السيئة حوالي خمسين مرة في القرآن ، منها الآيات التالية : { ولهم عذاب عظيم } . { ولهم في الآخرة عذاب عظيم } . { ذلك الخزي العظيم } . { وفي ذلكم بلاء مِن ربّكم عظيمٌ } . { إنّ كيدكنّ عظيم } . { يا بُنَيّ لا تشركْ بالله ، إنّ الشّركَ لَظلمٌ عظيم } . { وكانوا يُصِرّونَ على الحِنثِ العظيم } وهو الإشراك بالله . وإذا كانت لفظة ( عظيم ) مقرونة بالكبش تعني القيمة والمنزلة ، فلأن الكبش جاء مِن الجنة وكان فداء لعبد عظيم ، فصار فداءً عظيماً . ونحن نقتدي في الحج بإبراهيم فنذبح الهدي . ما الفرق بين ذُنوب وذَنوب ؟ : الذُّنوب : هي المعاصي . والذَّنوب : هو النصيب ، ومنه قوله تعالى : { فإنّ لِلَّذينَ ظلموا ذَنوباً مِثلَ ذَنوب أصحابهم } " الذاريات 59 ". هل في سورة يوسف يجوز أن نقول ( فأكله الذِّيب ) عوضاً عن الذئب ؟ : قريش كانت تليّن الهمزة ، فتقول { فأكله الذّيب } ، أما تميم فكانت تلفظ الهمزة . وفي هذه المسألة أخذ القرآن بلهجة تميم ، وفي باقي الأشياء بلهجة قريش . وبشكل عام فإنه يجوز تليين الهمزة إلى ياء عند قراءة القرآن ، فنقول : ( اِيتوني ) عوضاً عن { اِئتوني } . وكان العرب يميلون إلى تخفيف الهمزة ، فيقولون { النبيّ } وأصلها ( النَّبيء ) ، ويقولون { آدم } وأصلها ( أَأْدَم ) ، ويقولون { معايش } وأصلها ( معائش ) . ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (27) حرف الراء الفرق بين الرؤية والرؤيا : الرؤية : الإدراك بالنظر حال اليقظة . والرؤيا : ما يراه النائم ، ومنه قوله تعالى : { لقد صدقَ اللّـهُ رسولَهُ الرؤيا بالحقّ } " الفتح 27 ". ما هو الترخيم ؟ : رخَّم الشيءَ : سهّله وليّنه . وفي النحو : ترخيم الاسم في النداء بحذف آخره تسهيلاً للنطق به . ومن هذا القبيل تخفيف { ربّي } إلى { رَبِّ } كما في قوله تعالى في سورة إبراهيم : { ربِّ اجعلْ هذا البلد آمناً } ، وقوله : { ربِّ اجعلني مُقيمَ الصلاة } . ونلاحظ أن القرآن كثيراً ما يحذف ياء المتكلم ( وهو نوع مِن الترخيم ) ، سواء للتخفيف أو لمراعاة السجع ، ويستعيض عنها بالكسرة ؛ فيكتب { وما خلقتُ الجنّ والإنس إلا لِيعبدونِ } أصلها ليعبدوني . ويكتب { أنا أنبّئكم بتأويله فأرسلونِ } أصلها فأرسلوني . ويكتب { فلا كيلَ لكم عندي ولا تقربونِ } أصلها ولا تقربوني . وقد يحذف القرآن مِن آخر الكلمة الألف أو الواو أو الياء ، نحو : الألف : يقول تعالى : { سنفرغ لكم أيّهَ الثـَّقَلان } أصلها : أيـّها . الواو : يقول سبحانه : { ويدعُ الإنسان بالشرّ دعاءه بالخير } أصلها : يدعو. الياء : يقول جلّ مِن قائل : { قال ذلّك ما كنّا نَبْغِ} أصلها : نبغي . ويقول : { يومَ يأتِ لا تَكَلـَّمُ نفسٌ إلا بإذنه } " هود 105 "، بحذف الياء مِن يأتي ، وهي لغة هذيل . الفرق بين ( الرِّجْز ) و ( الرِّجس ) : الرِّجْز : بمعنى العذاب ، كما في قوله تعالى : { فأنزلنا على الذين ظلموا رِجزاً مِنَ السماء } " البقرة 59 ". ورِجز الشيطان : وساوسه ، كما في قوله سبحانه : { ويُذهبَ عنكم رِجـْزَ الشّيطان } " الأنفال 11 ". أما الرِّجس : فهو القذر المادي والمعنوي ، ومنه قوله تعالى : { إنما يريد اللّـهُ لِيذهبَ عنكمُ الرِّجسَ أهلَ البيت ، ويطهّركم تطهيراً } " الأحزاب 33 " . ... يتبع .. |
الساعة الآن »11:07 AM. |