![]() |
هند زوجة يزيد تزور السبايا في الخربة فأقبلت هند وجلست على الكرسي قريباً من السيدة زينب ـ باعتبارها زعيمة القافلة ـ ، وقالت : أخيّة أراكِ طأطأتِ رأسكِ ؟ فسكتت زينب ولم تردّ جواباً ! ثم قالت هند : أخيّه من أي البلاد أنتم ! فقالت السيدة زينب : من بلاد المدينة ! فلمّا سمعت هند بذكر المدينة نزلت عن الكرسي وقالت : على ساكنها أفضل السلام . ثم التفتت إليها السيدة زينب وقالت : أراكِ نزلتِ عن الكرسي ؟ قالت هند : إجلالاً لمن سكن في أرض المدينة ! ثم قالت هند : أخيّه أريد أن أسألكِ عن بيت في المدينة ؟ فقالت السيدة زينب : إسألي عمّا بدا لكِ . قالت : أسألكِ عن دار علي بن أبي طالب ؟ قالت لها السيدة زينب : ومِن أينَ لكِ المعرفة بدار علي ؟ فبَكت هند وقالت : إنّي كنت خادمة عندهم . قالت لها السيدة زينب : وعن أيّما تسألين ؟ قالت : أسألك عن الحسين واخوته وأولاده ، وعن بقيّة أولاد علي ، وأسألك عن سيدتي زينب ! وعن أختها أم كلثوم وعن بقيّة مخدّرات فاطمة الزهراء ؟ فبَكت ـ عند ذلك ـ زينب بكاءً شديداً ، وقالت لها يا هند : أمّا إن سألتِ عن دار علي فقد خَلّفناها تنعى أهلها ! وأما إن سألت عن الحسين فهذا رأسه بين يدي يزيد !! وأمّا إن سألت عن العباس وعن بقية أولاد علي (عليه السلام) فقد خلّفناهم على الأرض .. مجزّرين كالأضاحي بلا رؤوس ! وإن سالت عن زين العابدين فها هو عليل نحيل .. لا يطيق النهوض من كثرة المرض والأسقام ، وإن سألتِ عن زينب فأنا زينب بنت علي !! وهذه أمّ كلثوم ، وهؤلاء بقية مخدّرات فاطمة الزهراء !!! فلمّا سمعت هند كلام السيدة زينب رقّت وبكت ونادت : واإماماه ! واسيداه ! واحسيناه ! ليتني كنتُ قبل هذا اليوم عمياء ولا أنظر بنات فاطمة الزهراء على هذه الحالة ، ثم تناولت حجراً وضرب به رأسها !! فسال الدم على وجهها ومقنعتها ، وغشي عليها . فلمّا أفاقت من غشيتها أتت إليها السيدة زينب وقالت لها : يا هند قومي واذهبي إلى دارك ، لأنّي أخشى عليك من بعلكِ يزيد . فقالت هند : والله لا أذهب حتى أنوح على سيّدي ومولاي أبي عبد الله ، وحتى أُدخِلكِ وسائر النساء الهاشميّات .. معي إلى داري !! فقامت هند وحَسَرت رأسها وخرجت حافية إلى يزيد وهو في مجلس عام ، وقالت : يا يزيد ! أنت أمرتَ رأس الحسين يُشال على الرمح عند باب الدار ؟ أرأسُ ابن فاطمة بنت رسول الله مصلوب على فناء داري ؟! وكان يزيد في ذلك الوقت جالساً وعلى رأسه تاج مكلّل بالدر والياقوت والجواهر النفيسة ! فلمّا رأى زوجته على تلك الحالة وَثَب إليها وغطّاها وقال : نعم فاعوِلي يا هند وابكي على ابن بنت رسول الله وصريخة قريش ، فقد عجّل عليه ابن زياد (لعنه الله) فقتله .. قتله الله !!! فلمّا رأت هند أنّ يزيد غطّاها قالت له : ويلك يا يزيد ! أخَذَتك الحميّة عليّ ، فلِم لا أخذتك الحميّة على بنات فاطمة الزهراء ؟! هتكتَ ستورهنّ وأبديتَ وجوههنّ وأنزلتهنّ في دارٍ خرِبة !! والله لا أدخل حرَمَك حتى أُدخلهنّ معي . فأمر يزيد بهنّ إلى منزله وأنزلهم في داره الخاصّة ، فلمّا دخلت نساء أهل البيت (عليهم السلام) في دار يزيد ، إستقبلتهنّ نساء آل أبي سفيان ، وتهافتنَ يُقبّلن أيدي بنات رسول الله وأرجلهن ، ونُحنَ وبكين على الحسين ، ونزعن ما عليهنّ من الحُلي والزينة ، وأقمن المأتم والعزاء ثلاثة أيام |
آل رسول الله يقيمون المآتم على الإمام الحسين (عليه السلام) في الشام لقد جاء في كتب التاريخ : أنّ جمعاً كثيراً من أهل الشام تغيّرت نظرتهم الإيجابيّة إلى حكومة بني أميّة بشكل عام ، وإلى الطاغية يزيد بشكل خاص ، إلى نظرة سلبيّة . وصار هذا الجمع الكثير يُشكّلون الرأي العام الناقم على السلطة ، ممّا جعل يزيد يضطرّ إلى أن يتظاهر بتغيير موقفه تجاه أهل البيت (عليهم السلام) فنقلهم إلى بيته الخاص حتى يُخفّف التوتّر السائد على عائلته وحريمه ، بل وعلى كافّة نساء آل أبي سفيان . وجاء في التاريخ ـ أيضاً ـ : أنّ يزيد إستدعى بِحُرَم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لهن : «أيّهما أحبّ إليكن : المُقام عندي ، أو الرجوع إلى المدينة ؟ فقلنَ : نُحبّ أوّلاً أن ننوح على الحسين . فقال : إفعلوا ما بدا لكم . ثمّ أُخليَت الحجرات والبيوت في دمشق ، ولم تبق هاشميّة ولا قُرشيّة إلا ولَبِسَت السواد على الحسين ، وندبوه سبعة أيام ، فلمّا كان اليوم الثامن أرادوا الرجوع إلى المدينة ، فأمر يزيد أن يُحضروا لهنّ المحامل ، وأعطاهنّ أموالاً كثيرة وقال : هذا المال عِوَض ما أصابكم ! فقالت أمّ كلثوم : «يا يزيد ! ما أقلّ حياؤك وأصلبَ وجهك ؟! تقتل أخي وأهل بيتي وتُعطينا عِوَضهم ؟! فردّوا جميع الأموال ، ولم يأخذوا منها شيئاً . وجاء في بعض كتب التاريخ : أنّ السيدة زينب (عليها السلام) أرسلت إلى يزيد تسأله الإذن أن يُقِمن المآتم على الإمام الحسين ، فأجاز ذلك ، وأنزلهنّ في دار الحجارة ، فأقمنَ المآتم هناك سبعة أيام ، وكانت تجتمع عندهنّ ـ في كل يوم ـ جماعة كثيرة لا تُحصى من النساء» . فقصد الناس أن يَهجموا على يزيد في داره ويقتلوه ، فاطّلع على ذلك مروان ، وقال ليزيد : «لا يصلح لك توقّف أهل البيت في الشام فأعدّ لهم الجهاز ، وابعث بهم إلى الحجاز» . فهيّأ لهم المسير ، وبعث بهم إلى المدينة . كتاب السيده زينب عليها السلام من المهد الى الحد من ص 504-506 |
ضرب كل من يبكي من السبايا على الامام الحسين عليه السلام قال الإمام زين العابدين (عليه السلام) «إن دمعت من أحدنا عينٌ قُرع رأسه بالرمح» بحار الانوار ج45 ص154 كانوا بنو اميه يلعنهم الله يضربون كل من يبكى من السبايا على الامام الحسين عليه السلام ترى ماحال مولاتي زينب عليها السلام وماهو حال إمام زمانهم علي بن الحسين عليه السلام عندما يرى الأطفال والنساء يضربن إذا بكوا على الامام الحسين عليه السلام |
السيده زينب عليها السلام وحديث أم أيمن أنّه لمّا نظر الإمام السجاد (عليه السّلام) إلى أجساد الشهداء بلا مواراة وذلك حين أرادوا بهم الكوفة، كادت نفسه أن تخرج، فتداركته عمّته زينب (عليها السّلام) وأخبرته عمّا سيكون للطّف من علو ورفعة، والقبر الشريف من عظمة وبركة، فسألها: ممّن الخبر؟ فقالت: حدّثتني أمّ أيمن قائلة: إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) زار منزل فاطمة (عليها السّلام) في يوم من الأيام فعملت له حريرة[4] صلّى الله عليها وأتاه عليّ (عليه السّلام) بطبق فيه تمر، ثم قالت أم أيمن: فأتيتهم بعُسّ[5] فيه لبن وزبد فأكل رسول الله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم الصلاة السّلام) من تلك الحريرة وشرب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وشربوا من ذلك اللبّن ثم أكل وأكلوا من ذلك التمر بالزبد ثم غسل رسول الله يده وعليّ يصبُّ عليه الماء. فلمّا فرغ من غسل يده مسح وجهه ثم نظر إلى عليّ وفاطمة والحسن والحسين نظراً عرفنا فيه السرور في وجهه ثم رمق بطرفه نحو السماء ملياً ثم وجَّه وجهه نحو القبلة وبسط يديه يدعو ثم خرَّ ساجداً وهو ينشج[6]، فأطال النشوج وعلا نحيبه وجرت دموعه ثم رفع رأسه وأطرق إلى الأرض ودموعه تقطر كأنَّها صوب المطر فحزنت فاطمة وعليّ والحسن والحسين وحزنت معهم، لمّا رأينا من رسول الله وهبناه أن نسأله حتى إذا طال ذلك قال له عليًّ وقالت له فاطمة: ما يبكيك يا رسول الله، لا أبكى الله عينيك؟ وقد أقرح قلوبنا ما نرى من حالك؟ فقال: يا حبيبي إني سررت بكم سروراً ما سررت مثله قطُّ وإنّي لأنظر إليكم وأحمد الله على نعمته عليَّ فيكم إذ هبط عليَّ جبرئيل فقال: يا محمّد، إن الله تبارك وتعالى اطَّلع على ما في نفسك وعرف سرورك بأخيك وابنتك وسبطيك فأكمل لك النِّعمة وهنّأك العطيّة بأن جعلهم وذرّياتهم ومحبّيهم وشيعتهم معك في الجنَّة لا يفرِّق بينك وبينهم، يحيون كما تحيا ويعطون كما تعطى حتى ترضى وفوق الرّضا على بلوى كثيرة تنالهم في الدنيا ومكاره تصيبهم بأيدي أنّاس ينتحلون ملّتك ويزعمون أنَّهم من أمتك براء من الله ومنك خبطاً خبطاً وقتلاً قتلاً، شتّى مصارعهم، نائية قبورهم، خيرة من الله لهم ولك فيهم فاحمد الله جلَّ وعزَّ على خيرته وارض بقضائه فحمدت الله ورضيت بقضائه بما اختاره لكم. ثم قال جبرئيل: يا محمّد، إنَّ أخاك مضطهد بعدك، مغلوب على أمّتك، متعوب من أعدائك، ثم مقتول بعدك يقتله أشرُّ الخلق والخليقة، وأشقى البريّة نظير عاقر النّاقة، ببلد تكون إليه هجرته وهو مغرس شيعته وشيعة ولده، وفيه على كل حال يكثر بلواهم، ويعظم مصابهم وإنّ سبطك هذا وأومأ بيده إلى الحسين (عليه السّلام) مقتول في عصابة من ذرِّيتك وأهل بيتك وأخيار من أمتّّك بضفة الفرات بأرض تدعى كربلاء من أجلها يكثر الكرب والبلاء على أعدائك وأعداء ذرِّيتك في اليوم الذي لا ينقضي كربه ولا تفنى حسرته وهي أطهر بقاع الأرض وأعظمها حرمة وإنها لمن بطحاء الجنّة. فإذا كان ذلك اليوم الذي يقتل فيه سبطك وأهله وأحاطت بهم كتائب أهل الكفر واللعنة تزعزعت الأرض من أقطارها ومادت الجبال وكثر اضطرابها واصطفقت البِّحار بأمواجها، وماجت السّماوات بأهلها غضباً لك يا محمّد، ولذريّتك واستعظاماً لمّا ينتهك من حرمتك ولشرِّ ما يتكافئ به في ذرّيتك وعترتك ولا يبقى شيء من ذلك إلا استأذن الله عزَّ وجلَّ في نصرة أهلك المستضعفين المظلمين الذين هم حُجّة الله على خلقه بعدك. فيوحي الله إلى السّماوات والأرض والجبال والبحار ومن فيهنَّ أنّي أنا الله، الله الملك القادر، والذي لا يفوته هارب، ولا يعجزه ممتنع، وأنا أقدر على الانتصار والانتقام، وعزَّتي وجلالي لأُعذِّبن من وتر رسولي وصفييّ وانتهك حرمته وقتل عترته ونبذ عهده وظلم أهله عذاباً لا أُعذِّبه أحداً من العالمين فعند ذلك يضج كل شيء في السماوات والأرضين بلعن من ظلم عترتك واستحلّ حرمتك فإذا برزت تلك العصابة إلى مضاجعها تولّى الله جلَّ وعزَّ قبض أرواحها بيده وهبط إلى الأرض ملائكة من السّماء السابعة معهم آنية من الياقوت والزُّمرُّد مملوءة من ماء الحياة وحلل من حلل الجنَّة وطيب من طيب الجنَّة فغسلوا جثثهم بذلك الماء وألبسوها الحلل وحنّطوها بذلك الطيب، وصلّى الملائكة صفّاً صفّاً عليهم. ثم يبعث الله قوماً من أُمتّك لا يعرفهم الكفّار لم يشركوا في تلك الدِّماء بقول ولا فعل ولا نيّة فيوارون أجسامهم، ويقيمون رسماً لقبر سيّد الشهداء بتلك البطحاء يكون علمّاً لأهل الحقِّ وسببا للمؤمنين إلى الفوز وتحفّه ملائكة من كلِّ سماء مائة ألف ملك في كل يوم وليلة ويصلون عليه ويسبّحون الله عنده ويستغفرون الله لزواره ويكتبون أسماء من يأتيه زائراً من أمّتك متقربا إلى الله وإليك بذلك وأسماء آبائهم وعشائرهم وبلدانهم ويوسمون في وجوههم بميسم نور عرش الله هذا زائر قبر خير الشهداء وابن خير الأنبياء فإذا كان يوم القيامة سطح في وجوههم من أثر ذلك الميسم نور تغشى منه الأبصار يدل عليهم ويعرفون به وكأني بك يا محمّد، بيني وبين ميكائيل وعليٌّ أمامنا ومعنا من ملائكة الله ما لا يحصى عدده ونحن نلتقط من ذلك الميسم في وجهه من بين الخلائق حتى ينجيهم الله من هول ذلك اليوم وشدائده وذلك حكم الله وعطاؤه لمن زار قبرك يا محمّد، أو قبر أخيك أو قبر سبطيك لا يريد به غير الله جلَّ وعزَّ وسيجتهد أنّاس ممن حقّت عليهم من الله اللعنة والسخط أن يعفوا رسم ذلك القبر ويمحوا أثره فلا يجعل الله تبارك وتعالى لهم إلى ذلك سبيلا. ثم قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): فهذا أبكاني وأحزنني. قالت زينب: فلمّا ضرب ابن ملجم ـ لعنه الله ـ أبي (عليه السّلام) ورأيت أثر الموت منه قلت له: يا أبة، إحدّثتني أم أيمن بكذا وكذا وقد أحببت أن أسمعه منك. فقال: يا بنيّة، الحديث كما حدّثتك أم أيمن وكأنّي بك وببنات أهلك سبايا بهذا البلد أذلاء خاشعين تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النّاس فصبراً صبراً، فو الذي فلق الحبَّة وبرأ النَّسمة، ما لله على ظهر الأرض يومئذ وليٌّ غيركم وغير محبيّكم وشيعتكم، ولقد قال لنا رسول الله حين أخبرنا بهذا الخبر: إن إبليس في ذلك اليوم يطير فرحاً فيجول الأرض كلّها في شياطينه وعفاريته فيقول: يا معشر الشياطين، قد أدركنا من ذريَّة آدم الطلبة وبلغنا في هلاكهم الغاية، وأورثناهم النَّار إلا من اعتصم بهذه العصابة فاجعلوا شغلكم بتشكيك النّاس فيهم، وحملهم على عداوتهم، وإغرائهم بهم وأوليائهم، حتى تستحكم ضلالة الخلق وكفرهم ولا ينجو منهم ناج ولقد صدق عليهم إبليس وهو كذوب أنه لا ينفع مع عداوتكم عمل صالح ولا يضرّ مع محبتكم وموالاتكم ذنب غير الكبائر. قال زائدة: ثم قال عليّ بن الحسين بعد أن حدثني بهذا الحديث: خذه إليك أما لو ضربت في طلبه آباط الإبل حولاً لكان قليلاً. |
الخطبة الفدكيه برواية سيدتي زينب عليها السلام السيده زينب عليها السلام تروي خطبة الزهراء عليهم السلام الفدكيه وكان عمرها خمس سنوات وهذه معجزة للسيده زينب عليها السلام أنها إستطاعت تحفظ خطبة أمها الطويلة في صغر سنها واليك بعض الامثلة لسند الروايه عن السيده زينب عليها السلام السيّدة فاطمة الزهراء (عليها السّلام) بسنده عن أحمد بن محمّد بن جابر ، عن زينب بنت علي (عليه السّلام) علل الشرائع 1 / 289 . وروى أيضاً بسنده عن عبد الله بن محمّد العَلَوي ، عن رجال من أهل بيته ، عن زينب بنت علي ، عن فاطمة (عليها السّلام) . وروى أيضاً بسنده عن حفص الأحمر ، عن زيد بن علي ، عن عمّته زينب بنت علي ، عن فاطمة (عليها السّلام) ايضا يوجد روايه تروى عن طريق الامام علي عليه السلام والامام الحسن عليهم السلام وهي روى عبد الله بن الحسن بإسناده عن آبائه راجع كتاب السيده زينب عليها السلام من المهد الى الحد ص 532 |
روى الشيخ الطوسي بإسناده عن السيّدة زينب بنت علي (عليهما السّلام) ، قالت : صلّى أبي مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) صلاة الفجر ، ثمّ أقبل على علي (عليه السّلام) فقال : (( هل عندكم طعام ؟ )) . فقال : (( لم آكل منذ ثلاثة أيّام طعاماً )) . فقال رسول الله (ص) : (( امض بنا إلى ابنتي فاطمة )) . فدخلا عليها وهي تَتَلوّى من الجوع ، وابناها معها ، فقال رسول الله (ص) : (( يا فاطمة ، فِداك أبوكِ ! هل عندك شيء من الطعام ؟ )) . فاستَحيَت فاطمة (عليها السّلام) أن تقول : لا ، وقامت واستقبلت القِبلة لِتُصلّي ركعتين ، فأحسّت بحَسيس ، فالتفَتَت وإذا بصفحة ملأى ثَريداً ولحماً ، فأتت بها ووضعتها بين يدي أبيها ، فدعا رسول الله (ص) بعليّ والحسن والحسين (عليهم السّلام) . ونظر عليّ إلى فاطمة متعجّباً ، وقال : (( يا بنت رسول الله , أنّى لكِ هذا ؟! )) . فقالت : (( هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ )) . فضحك النبي (ص) وقال : (( الحمد لله الذي جعل في أهلي نظير زكريّا ومريم ، إذ قال لها : أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَاب )) |
وجاء في التاريخ : أنّ السيّدة زينب (عليها السّلام) كانت جالسة ذات يوم وعندها أخواها الإمامان الحسن والحسين (عليهما السّلام) ، وهما يتحدّثان في بعض أحاديث رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، فقالت السيّدة زينب سمعتُكُما تقولان : إنّ رسول الله (ص) قال : (( الحلال بَيّن ، والحرامُ بيّن ، وشُبُهاتٌ لا يعلمها كثير من الناس )) . ثمّ استمرّت السيّدة زينب تُكمل الحديث وتقول : (( مَنْ تَركها ـ أي تَرَك الشبهات ـ صَلُحَ له أمر دينه ، وصَلُحت له مُروءَته وعِرضه . ومَنْ تلبّس بها ووقع فيها واتّبعها كان كمَنْ رعى غنمه قرب الحِمى ، ومَنْ رعى ماشيته قرب الحمى نازعته نفسه أن يرعاها في الحمى ، ألا وإنّ لكلّ ملكٍ حِمى ، وإنّ حمى الله محارمه )) |
الإمام الحسن عليه السلام يقول أن السيده زينب عليها السلام إنّكِ حَقّاً من شجرة النبوّة ومِن معدن الرسالة قالت السيّدة زينب عليها السلام : أما سمعتما (تقصد الحسن والحسين عليهما السلام )رسول الله (صلّى الله عليه وآله)الذي تأدّب بأدب الله (عزّ وجلّ) ويقول : (( أدَّبَني رَبّي فأحسن تأديبي )) يقول : (( الحلالُ : ما أحلّه الله (عزّ وجلّ) في القرآن الكريم ، وبيّنه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، مثل : البيع والشراء ، وإقام الصلاة في أوقاتها ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحجّ البيت لمَنْ استطاع سبيلاً ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وترك الكذب والنفاق والخيانة . والحرام : ما حرّمه الله (عزّ وجلّ) وذكره في القرآن الكريم ، وبيّنه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) . والحرام نقيضُ الحلال . وأمّا الشبهات : فهي اُمور لا يُعلَمُ حلالها وحرامها ، والمؤمن إذا لم يَعلم الشيء أنّه حلال أو حرام ، وكان يرجو سعادة الدنيا والآخرة ، فعليه أن لا يَتّبَع الشُّبُهات ؛ فالشبهات تَجُرّه إلى المُحرّمات )) . فقال لها الإمام الحسن (عليه السّلام) : (( زادَكِ الله كمالاً . نعم ، إنّه كما تقولين ، إنّكِ حَقّاً من شجرة النبوّة ومِن معدن الرسالة )) |
روت السيّدة زينب (عليها السّلام) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، فقالت : (ألا وإنّ في الجسد مُضغة ؛ إذا صَلُحت صَلُح الجسد كلّه ، وإذا فَسَدت فسد الجسد كلّه ، ألا وهي القَلب) وروى أحمد بن جعفر بن سليمان الهاشمي ، قال : كانت زينب بنت علي (عليهما السّلام) تقول : ( مَن أراد أن لا يكون الخَلقُ شُفعاءه إلى الله فليحمده ، ألم تسمع إلى قولهم (سمع الله لِمَن حَمِدَه) ، فَخِف الله لقُدرته عليك ، واستحِ منه لقُربه منك ) ورُويَ عن السيّدة زينب (عليها السّلام) أنّها قالت : ( إنّ جدّي المصطفى (صلّى الله عليه وآله) شَرَّع لنا حُقوقاً لأزواجنا كما شَرّع على الرجال حقوقاً مفروضة) ورُوي عنها (عليها السّلام) أيضاً : يقول جدّي الرسول الكريم : (( إذا صلّت المرأةُ خَمسَها ، وصامَت شَهرها ، وحَفَظت فرجَها ، وأطاعت زوجها ، قيل لها : ادخُلي الجنّة من أيّ أبواب الجنّة شئتِ )) |
الجار ثم الدار روَت السيّدة فاطمة بنت الإمام الحسين (عليهما السّلام) عن عمّتها زينب الكبرى (عليها السّلام) أنّها قالت : رأيتُ اُمّي فاطمة (عليها السّلام) قامَت في محرابها ليلة جُمُعَتِها ، فلم تزل راكعة ساجدة حتّى اتّضح عمود الصبح ، وسَمِعتُها تدعو للمؤمنين والمؤمنات ،وتُسمّيهم وتُكثر الدعاء لهم ، ولا تدعو لنفسها شيء . فقال لها أخي الحسين ذات يوم : (( يا أُمّاه ، لِمَ لا تَدعين لنفسكِ كما تَدعين لغيركِ ؟ )) . قالت : (( بُنَيَّ ، الجارُ ثمّ الدار )) |
الساعة الآن »12:47 AM. |