فضة النوبيّة.. خادمة ربي في بيت البتولة
 

خادمة ربي في بيت البتولة.. كحلتي عينـﭻ بروية زﭼـية
يالشهدتي من مواقفها البطولة.. وأخذتي من خصال الهاشمية
خدمتي الي صفت تخدم هالأملاك.. وإلى عالي قدرها تسجد أفلاك
يَمن قـلتي لظفر هالروح تفداك.. و يا قـلب الي فقدها شلي واساك
نظرتيها دمع يشكي بمصلاها تهامى..
عرفتي هالسفينة والشفيعه في القيامه..
لمستيها الكريمة والحنونه على اليتامى..

فضة بنت ملك الهند جارية السيدة فاطمة (سلام الله عليها)، كانت رحمها الله على درجة عالية من الإيمان والتقوى، والزهد والورع، ومحبّتها لأهل البيت عليهم السلام معروفة ومشهوره، وبلاغتها وحسن منطقها لا يخفى على الكثير.. عاشت و تربت في بيت النبوه واحضان الرسالة فنهلت من آداب اهل البيت واخلاقهم وعلومهم بحكم ملازمتها لمولاتها وسيدتها الزهراء عليها السلام مما غرس في نفسها معاني الكمال والفضيلة...

عن أبو القاسم القشيري في كتابه: قال بعضهم: انقطعت في البادية عن القافلة فوجدت امرأة، فقلت لها : من أنت؟ فقالت ((وقل سلام فسوف تعلمون)) فسلمت عليها..
فقلت : ما تصنعين ههنا؟ قالت: ((من يهدي الله فلا مضل له))..
فقلت : أمن الجن أنت أم من الانس؟ قالت: ((يا بني آدم خذوا زينتكم))..
فقلت : من أين أقبلت؟ قالت: ((ينادون من مكان بعيد ))..
فقلت : أين تقصدين؟ قالت: ((ولله على الناس حج البيت))..
فقلت : متى انقطعت؟ قالت: ((ولقد خلقنا السموات والارض في ستة أيام))..
فقلت : أتشتهين طعاما؟ فقالت: ((وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام)) فأطعمتها..
ثم قلت : هرولي ولا تعجلي، قالت: ((لا يكلف الله نفسا إلا وسعها))..
فقلت: أردفك؟ فقالت: (( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا)) فنزلت فأركبتها، فقالت: ((سبحان الذي سخرلنا هذا))..
فلما أدركنا القافلة قلت: ألك أحد فيها؟ قالت: (( يا داود إنا جعلناك خليفة في الارض))... ((وما محمد إلا رسول))... ((يا يحيى خذ الكتاب))... ((يا موسى إني أنا الله))... فصحت بهذه الاسماء، فإذا أنا بأربعة شباب متوجهين نحوها..
فقلت : من هؤلاء منك؟ قالت: ((المال والبنون زينة الحيوة الدنيا))..
فلما أتوها قالت : ((يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الامين)) فكافوني بأشياء فقالت: (( والله يضاعف لمن يشاء)) فزادوا علي..
فسألتهم عنها فقالوا: هذه امنا فضة جارية الزهراء عليها السلام ما تكلمت منذ عشرين سنة إلا بالقرآن...

لم تكن مساعدتها للزهراء سلام الله عليها مقتصرة على العمل اليومي في المنزل، ولم يكن اسهامها في خدمة البيت فقط، بل كانت التربية الفاطميّة تنعكس على هذه التلميذة التي كانت ملازمة لمعلّمتها.

عن الحافظ رجب البرسي: لما جاءت إلى بيت الزهراء عليها السلام ودخلت بيت النبوة ومعدن الرحمة ومنبع العصمة ودار الحكمة وأم الأئمة لم تجد هناك إلا السيف والدرع والرحى وكان عندها ذخيرة من الإكسير وعلم الكيمياء فأخذت قطعة من النحاس وألانتها وجعلتها على هيئة السمكة وألقت الدواء وصبغتها ذهباً فلما جاء أمير المؤمنين عليه السلام وضعتها بين يديه فلما رآها قال: أحسنت يا فضة ولكن لو أُذبت الجسد لكان الصبغ أعلا والقيمة أغلا فقالت يا سيدي أتعرف هذا العلم فقال: نعم وهذا الطفل يعرفه وأشار إلى الحسن عليه السلام... فجاء وقال كما قال أمير المؤمنين عليه السلام. ثم قال لها أمير المؤمنين نحن نعرف أعظم من هذا، ثم أومأ بيده وإذا عنق من ذهب وكنوز سائرة، فقال: ضعيها مع إخوتها فوضعتها فسارت...

روي عن الإمام الصادق عن آبائه، عن علي (عليهم الصلاة والسلام) أنّه قال: إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) أخدم فاطمة ابنته ( سلام الله عليها ) جارية اسمها فِضَّة النوبيَّة. وكانت تشاطرها الخدمة، فعلَّمها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) دعاء تدعو به .
فقالت لها فاطمة : أتعجنين أو تخبزين؟
فقالت: بل أعجن يا سيَّدتي واحتطب ... فذهبت واحتطبت وبيدها حزمة، فأرادت حملها فعجزت، فدعت بالدعاء الذي علَّمَها (صلى الله عليه وآله وسلم)... وكان الدعاء هو: (يَا واحدُ لَيس كَمِثلِهِ أَحَد، تُميتَ كُلَّ أحدٍ وأنتَ على عَرشِكَ وَاحِد لا تَأخُذهُ سِنَةٌ وَلا نَوم) ... فجاء أعرابي كأنّه من أزد شنوءة، فحمل الحزمة إلى باب فاطمة الزهراء سلام الله عليها.

وفي رواية، لما حمل امير المؤمنين صلوات الله عليه من مصلاه الى البيت والناس من حوله قد أشرفوا على الهلكة من شدة البكاء والنحيب، وبلغوا به منزله ومعهم ابن ملجم موثوقا، أقبلت فضة أمة فاطمة الزهراء وبيدها حربة، فقالت: مواليّ ذروني أضرب عدو الله بهذه الحربة فأشفي بعض جوى صدري، فقد أحرق فؤادي، وأقلق رقادي، وهيج حزني، وأوهى ركني، وأجرى دمعي، وهتك ستري، واجتث أصلي وفخري، وانقضت عليه كالشهاب، فقال لها الحسن صلوات الله عليه: اصبري يا أمة الله ، وردها إلى الدار فقالت لابن ملجم : ويلك يا عدو الله أفجعتنا وجميع الاسلام، فمصيرك النار.

بقيت فضة ملازمة للبيت المحمدي العلوي حتى بعد استشهاد الإمام الحسين صلوات الله عليه في واقعة الطف في أرض كربلاء ومن ذلك ما كان من أمرها ليلة الحادي عشر من محرم فإنها قد سمعت وتعلمت من أمير المؤمنين صلوات الله عليه عدداً من الأدعية ومنها كلام له عليه السلام بعد أن يتكلم به يأتيه أسدٌ عظيم مطأطأ رأسه إلى الأرض مأتمر بأمر الإمام صلوات الله عليه فتكلمت فضة بعد منتصف الليل في ليلة الحادي عشر من محرم بهذا الكلام الوارد عن أمير المؤمنين عليه السلام فحضر الأسد فأخبرته بأن هذه الجثث هي لأبناء أمير المؤمنين عليه السلام ومحبيهم وأنصارهم وطلبت منه أن يحرسها فسمعت بذلك السيدة زينب سلام الله عليها فأخبرتها بأن الجثث الطواهر والأطفال واليتامى بحراسة الله الواحد وقادرين على فعل أي شيء... وبقي هذا الأسد محله في أرض المعركة حتى ورود الإمام السجاد صلوات الله عليه يوم الثالث عشر من محرم لدفن الأجساد الشريفة.

وفي رواية، لمّا قتل الحسين (عليه السّلام) أراد القوم أن يوطئوه الخيل فقالت فضّة لزينب: يا سيّدتي، إن سفينة( لقب مولى رسول الله صلى الله عليه واله) كسر به في البحر فخرج به إلى جزيرة فإذا هو بأسد فقال يا أبا الحارث(كنية الاسد)، أنا مولى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فهمهم بين يديه حتى وقفه على الطريق والأسد رابض في ناحية، فدعيني أمضي إليه فأعلمه ما هم صانعون غدا؟ قال: فمضت إليه فقالت: يا أبا الحارث، فرفع رأسه ثم قالت: أتدري ما يريدون أن يعملوا غدا بأبي عبد الله (عليه السّلام)؟ يريدون أن يوطئوا الخيل ظهره.
قال: فمشى حتى وضع يديه على جسد الحسين (عليه السّلام) فأقبلت الخيل فلمّا نظروا إليه قال لهم عمر بن سعد ـ لعنه الله ـ فتنة لا تثيروها انصرِفوا، فانصرَفوا.

وعن ورقة بن عبدالله الأزدي قال: خرجتُ حاجّاً إلى بيت الله الحرام، راجياً لثواب الله ربّ العالمين، فبينما أنا أطوف وإذا أنا بجارية سمراء مليحة الوجه عذبة الكلام، وهي تنادي بفصاحة منطقها وهي تقول :
ربّ البيت الحرام، والحفظة الكرام، وزمزم والمقام، والمشاعر العِظام، وربّ محمّد خير الأنام صلى الله عليه وآله وسلم البررة الكرام، أن تحشرني مع ساداتي الطاهرين وأبنائهم الغرّ المحجلين الميامين، ألا فاشهدوا يا جماعة الحجّاج والمعتمرين أنّ مواليّ خيرة الأخيار، وصفوة الأبرار، الذين علا قدرهم على الأقدار، وارتفع ذكرهم في سائر الأمصار المرتدين بالفخار .
قال ورقة : فقلتُ: يا جارية انّي لأظنّك من موالي أهل البيت..
فقالت: أجل .
فقلت لها: ومَن أنتِ من مواليهم ؟
قالت: أنا فضة أمة فاطمة الزهراء عليها السلام بنت محمّد المصطفى صلّى الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها .
فقلت لها: مرحباً بك وأهلاً وسهلاً، فلقد كنتُ مشتاقاً إلى كلامكِ ومنطقكِ فأريدُ منكِ الساعة أن تجيبني عن مسألة أسألك، فإذا أنت فرغتِ من الطواف قفي لي عند سوق الطعام حتى آتيك، وأنت مثابة مأجورة.
فافترقنا في الطواف، فلما فرغتُ من الطواف وأردتُ الرجوع إلى منزلي جعلتُ طريقي على سوق الطعام، وإذا أنا بها جالسة في معزل عن الناس، فأقبلتُ عليها واعتزلتُ بها وأهديتُ إليها هدية ولم أعتقد أنّها صدقة، ثم قلت لها: يا فضة أخبريني عن مولاتك فاطمة الزهراء، وما الذي رأيتِ منها عند وفاتها بعد موت أبيها محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ؟
قال ورقة : فلمّا سمعتْ كلامي تغرغرت عيناها بالدموع، ثم انتحبت باكية وقالت: يا ورقة هيّجت عليّ حزناً ساكناً، وأشجاناً في فؤادي كانت كامنة، فاسمع الآن ما شاهدتُ منها:
اعلم أنّه لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم افتجع له الصغير والكبير، وكثر عليه البكاء ، وقلّ العزاء ، وعظم رزؤه على الأقرباء والأصحاب، والأولياء والأحباب، والغرباء والأنساب، ولم تلقِ إلاّ كلّ باكٍ وباكيةٍ ونادبٍ ونادبة، ولم يكن في أهل الأرض والأصحاب والأقرباء والأحباب أشد حزناً وأعظم بكاءً وانتحاباً من مولاتي فاطمة، وكان حزنها يتجدّد ويزيد وبكاؤها يشتد، فجلست سبعة أيام لا يهدأ لها أنين ولا يسكن منها الحنين، وكلّ يوم جاء كان بكاؤها أكثر من اليوم الأوّل، فلمّا كان في اليوم الثامن أبدتْ ما كتمتْ من الحزن، فلم تطق صبراً إذا خرجت وصرخت فكأنّها من فم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تنطق...

يا فضة..

تذكري مصيبة علي وطه ورحيله.. وكل حادث وﮔـع للعترة كلها
يالحضرتي الغاضريه ويا العقيله.. حملتي من مصايبها وحملها
يا فضة تذكري الزهراء ورا الباب.. يعصروها وتخر من فوﮒ الأعتاب
يا فضة و تذكرين الطاح في التراب.. جبينه بالحجر في كربلا انصاب

و رضيعه الي انذبح ظامي جنين الزهرا فاطم..
و مسمار الصدر سهمه الخرﮒ ضلع المكارم..و نار الخيم نار المنزل السجرها ظالم..
أمية بكربلاء و في دار أبو الحورة تهاجم..

اسألـﭻ يا فضة عن ست النساوين.. وعن صبرﭺ على المحنه وجمرها
ما دعيتين على ظلام و ملاعين.. طفلها طاح و مسمار بصدرها
مهو إنتي الي شفتي حسين مفرود.. و شفتي ذبحة أزهاره و الورود
ولا صبرﭺ بـقـى في الروح موجود.. دعيتي على بني أمية بلا حدود

تشوفي الزهرا معصوره و يتسايل دمعها..
أسايل ما دعيتي عالذي كسر ظلعها..
عجب صبرﭺ يا فضة تنظري الزهرا بوجعها..
و تدري من فدك يا فضة ظالمها منعها..

في معانيها.. في بحار الزهراء غرﮔـانه يا فضه..

ما تشوفيها.. والألم فيها..
على الأعادي الي يآذوها معترضه..

إسمعيها تبـﭼـي في ظلمة الليلة.. تبـﭼـي محسنها الي غابت قناديله
و انظريها في الدعاء لله تشكي له.. تدري يا فضة أمرها و تفاصيله

تذكري الزهراء.. ميته بحسره..
يوم يمددها على المغتسل حيدر..يوم يكفنها.. ويستمع ونها..ما يخلي أولاده تنظرها ما يـﮕـدر..

دخلت أولاد الوصي و ودعوا أمهم.. و على طول الراحلة يوﮔـعوا بهمهم
و البتولة المن عطفها ما تحرمهم.. من كفنها تخرج ايديها و تلمهم
إنتي يا فضة الي عشتي ويا الوديعة.. و الشفيعه
عشتي ويا الحوراء و حسين و رضيعه.. و الفجيعه الفظيعه

مع البتولة.. هالصبر ينفذ،،، مع العقيلة.. دعوى تتردد

يا عجب صبرﭺ.. حرت أنا بأمرﭺ
داعية بخدرﭺ.. في أراضي الطف
شايله ودها.. صابره عندها
شلسبايب ما.. ترفعين الكف

لـك يا فضة من النبي جملة كرامات.. والعلامات
إحنا شفناها بأراضي الغاضريات.. في البليات والرزيات

ضلع تكسر.. في حشى البضعه،،، و لا سمعنا.. دعوة مرتفعه

هالأمر ألم.. زلزل العالم
و السما بالهم.. تبـﭼـي بآلامه
ادعي عالظالم.. الحرم فاطم
و الغصب فاطم.. وانزل جوابه

دعوه في جوف الليل.. و يحل أعظم ويل
عـَالي خانوا التنزيل.. عالزهراء مالوا ميل
دعوه تنهال بسيل.. شيليها لله شيل
دعوه تهز العدوان.. و الطغيان وأركانه
تفنى صروح الشيطان.. في الأزمان وأقرانه
يالقدرﭺ عالي الشان.. بالإيمان وإحسانه
إلى زهرا المظلومه.. إلى زهرا المألومه
على ظالمها الجاني.. والعصبه المشؤمه

مَنتي الجندلتي جنود .. يوم الطف المشهود
يا ربنا يالمعبود .. بحسين وأهل الجود
و بحق جوفه الموقود .. والغربة يا موجود
ماظنـﭻ تتخلين .. في الحالين ﭼـم يصعب
و تعوفي أم حسين.. بين البين تتعذب
لازم منـﭻ كفين.. كل اليومين تتـﮕـرب
تدعي رب الكونين.. بالحسنين و بزينب

على من هجموا عالباب.. على من كسروا الضلوع
على من عصروا الأحباب.. على من طفوا الشموع

اللهم اشفع لنا يوم القيامة بحق فاطمة الزهراء سلام الله عليها..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسألكم الدعاء

حياك الله تعالى أختي الفاظلة مشرفتنا القديرة موضوع جيد يحكي لنا قصة بطلة من بطلات الاسلام ويبين لنا دور المرأة السالية
رسالة شيعيه

بسم الله الرحمن الرحيم وبة نستعين
والصلاه والسلام على المبعوث رحمه للعالمين
أبي القاسم محمد و آل بيته الطيبين الطاهرين

أختنا الفاضله riham بارك الله فيكِ وشكرا على الموضوع القيم