![]() |
هل الإرادة من الصفات الذاتيه ؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أردت فقط أن أبين نقطة مهمة استشكل فيها الكثير من الشيعة وحتى بعض العلماء .. ولأهميتها أحببت تسليط الضوء عليها بشكل مبسط وقصير هنا أحبتي .. أولا ماهي الصفة الذاتية ؟؟ الصفة الذاتية هي التي لاتنفك عن الله تعالى فنقول أنها عين ذاته أي لايوصف الله بضدها , مثلا لايوصف الله تعالى بضد العلم فيعلم ولم يعلم بل عالم أزلي بشكل مستمر بلا انقطاع وهكذا بقية الصفات الذاتية أما لو التفتنا إلى الارادة فيجب أن تكون كباقي الصفات بلا انقطاع فيجب أن يكون مريدا بلا انقطاع وهذا مما لايقال به لعدة أسباب :: 1/ قول الإمام الرضا عليه السلام "من لم يزل يعتقد بأن الله شائيا مريدا فليس بموحد" يعني الذي يعتقد أن الإرادة صفة ذاتية فليس بموحد لأنه يجعل الذات المقدسة مريدة بشكل دائم لاينقطع بمعنى أن الله كما هو عالم لكل شيء فهو مريد لكل شيء والله مختار غير مضطر !! 2/ الله تعالى يقول "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت .." ويقول في آية أخرى "من يرد الله أن يطهر قلوبهم" فمرة أثبت الإرادة ومرة نفاها والصفة الذاتية لاتنفى عن الذات لأنك إذا نفيت صفة ذاتية نفيت الذات فالصفات الذاتية هي عين الذات . 3/ الإرادة فرع للمشيئة مثلا : أنت أولا تشاء أن تصلي ثم تريد فالمشيئة بالدرجة الأولى وهي النية ثم الإرادة وهي التحرك والفعل , يقول الصادق عليه السلام " خلق الله المشيئة بنفسها وخلق الأشياء بالمشيئة" فالمشيئة هي الأصل وهي مخلوقة فإذا كان الأصل مخلوقا فكيف يكون الفرع غير مخلوق ؟؟!! ومثال حكمي :أنت أيها الإنسان لديك صفات المشيئة والإرادة لكنها ليست صفات ذاتك فلو كان القعود مثلا صفة ذاتية وجب أن تكون قاعدا طول عمرك لأن الصفة الذاتية هي عين الذات وهكذا بقية الصفات .. وفي حديث سيد الموحدين عليه السلام"من عرف نفسه فقد عرف ربه" فإذا عرفت نفسك بأن صفاتك غير ذاتك عرفت أن الله تعالى صفاته غير ذاته كما أن لديك صفات ذاتية انسانية : الإنسان مركب من الإنسانية والناطقية (التفكير والعقل) اذا نتزع أحدهما تلاشى الإنسان .. ((وخلق الإنسان ذا نفس ناطقة قدسية إن زكاها بالعلم والعمل شابهت جواهر أوائل عللها)) . 4/ قولهم عليهم السلام "ارادة الله احداثه" لايهم ولايفكر ولايروي فهو إذا أراد شيء يقول له كن فيكون .. ونكتفي بهذا . |
اللهم صل على محمد وآل محمد نشكرك أختي على ما تبذلونه من إبداع متواصل وبحوث ولائية مميزة. لا حرمنا من إبداع قلمكم المتألق. شعاع المقامات |
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم إن الإرادة من صفات الكمال والجمال وهي عين ذات وليست زائده عليها ومرادنا من أن الصفات عين الذات إنما هو بملاحظ الوجود الخارجي لا بملاحظ عالم المفاهيم فإن المفهوم عالم يغاير مفهوم قادر ولا إشكال في ذلك ولكن في الوقع الخارجي إن العلم والإرادة و القدرة وغيرهما من الصفات الذات هي عين ذاته تعالى أي ليست أموراًُ زائدة عليها خارجه عنها وقد اتصف بها كما يقول الأشاعره إذلزم ذلك محاذير منها أولا : التركيب لكونه الصفة غير الموصوف فتكون الذات الإلهيه مركبه من صفة وهو محال على الله . ثانيا : أن تكون هذه الصفات قديمة لإتصاف الذات بها منذ الأزل فليزم تعدد القدماء أي لا ينحصر القديم منذ الأزل في الله تعالى هو باطل كما هو مقرر في محله . فنحن نعتقد بأن الله تعالى عالم وعلمه ذاته وليس علمه أمراً زائدا عن ذاته ونعتقد بأنه قادر من حيث إنه عالم ولا تعقل الإثنينية في حقه تعالى فينتزع من الذات الوحده البسيطة من جميع الجهات صفة العلم والقدرة أو غيرهما عنه كما ذهب إليه المسلمون فرارا من التركيب في حين لم نثبت التركيب له كما ذهب الأخرون من المسائل الدقيقة المعقدة . فالنأخذ الشمس مثلا لتوضيح فإنها مضيئة كلها وحاره كلها فهي حاره من حيث إنها مضيئه ومضيئه منحيث إنها حارة وحرارتها وإضائتها عين ذاتها . فأنت إذا رأيت الشمس في الواقع الخارجي تراها واحده لا تعدد فيها ولكنك تنتزع منها مفاهيم ثلاثة فتشير إليها تقول : هذه الشمس مضيئه حاره فالحراره و الإضاءة وصفان ذاتيان للشمس وهما عينها فلم تبلغ كونهما صفتين ولم تثبت التركيب وكذلك النار . الأدلّة العقلية على عموم إرادته إنّ الإرادة إذا كانت من صفات الذات بالدلالة التي ذكرناها وجب أن تكون عامة لكلّ ما يجوز أن يراد على حقيقته. يلاحظ عليه : أنّه لم يبيّن وجه الملازمة بين كون الإرادة من صفات الذات وعموميتها لجميع المحدثات ، فكون الإرادة من صفات الذات لا يستلزم تعلّقها بكلّ ما يجوز أن يراد. اللّهمّ إلاّ أن يرجع إلى وجه آخر ، وهو كون الإرادة من صفاته الذاتية ، والذات علّة تامّة بلا واسطة لكلّ شيء ، فيستنتج عموم إرادته لكلّ شيء من عموم علّيّة ذاته لكلّ شيء كما سيذكره. 2. دلّت الدلالة على أنّ الله تعالى خالق كلّ شيء حادث ، ولا يجوز أن يخلق ما لا يريده. (2) 3. قد دلّت الدلالة على أنّ كلّ المحدثات مخلوقات لله تعالى ، فلمّا استحال أن يفعل الباري تعالى مالا يريده ، استحال أن يقع من غيره ما لا يريده ، إذ كان ذلك أجمع أفعالاً لله تعالى. (3) ويلاحظ على الوجهين : أنّهما مبنيان على أصل غير مسلَّم عند المعتزلة وهو أنّ أفعال العباد مخلوقة لله سبحانه ، وأنّه سبحانه علّة تامة لها ، وفاعل مباشري لكلّ شيء ، وقائم مقام جميع العلل والأسباب. 4. إنّه لا يجوز أن يكون في سلطان الله تعالى مالا يريده ، لأنّه لو كان في سلطان الله تعالى مالا يريده لوجب أحد أمرين : إمّا إثبات سهو وغفلة ، أو إثبات ضعف وعجز ووهن وتقصير عن بلوغ ما يريده ، فلمّا لم يجز ذلك على الله تعالى استحال أن يكون في سلطانه مالا يريده. 5. لو كان في العالم مالا يريده الله تعالى لكان ما يكره كونه ، ولو كان ما يكره كونه ، لكان يأبى كونه. وهذا يوجب أنّ المعاصي كانت ، شاء الله أم أبى. وهذه صفة الضعيف المقهور. وتعالى ربّنا عن ذلك علوّاً كبيراً. يلاحظ على الوجهين : أنّ عدم تعلّق إرادته ليس بمعنى تعلّق إرادته بعدمه ، فلا يكون صدور الفعل عن الغير دليلاً على سهوه أو عجزه كما زعم ، كما لا يكون دليلاً على كونه مقهوراً ، إذ عدم كراهية وجود المعاصي لا يلازم كراهية عدمه ، حتى يستدلّ بوقوعها على المقهورية. وفي الختام ، إنّ القول بعموم إرادته سبحانه لكلّ ما لا يجوز أن يراد عند الأشاعرة ، يتفرع على أصل آخر ، وهو أنّه سبحانه خالق لكلّ شيء مباشرة ، وأنّه لا سبب ولا علّة في دار الوجود إلاّ هو ، وليس لغيره أي سببية وتأثير استقلالاً وتبعاً. فلازم ذلك القول إنكار النظام السببي والمسببي ، والاعتراف بعلة واحدة قائمة مقام جميع العلل الطبيعية والمجردة ، وهذا القول لا ينفك عن عموم إرادته لكلّ شيء ، فكان الأصل هو مسألة خلق الأعمال عندهم ، ويترتب عليها القول بعموم إرادته. ويشهد لذلك بعض ما مرّ من أدلّة الشيخ الأشعري كالدليل الثاني. قال الرازي في المحصل : « إنّه تعالى مريد لجميع الكائنات خلافاً للمعتزلة. وقال القاضي عضد الدين الإيجي في المواقف : إنّه تعالى مريد لجميع الكائنات ، غير مريد لما لا يكون لنا ، أمّا أنّه مريد للكائنات فلأنّه خالق الأشياء كلّها لما مرّ من استناد جميع الحوادث إلى قدرته تعالى ابتداء ، وخالق الشيء بلا إكراه مريد له بالضرورة. ثمّ إنّ الأشاعرة زعمت أنّ في ذلك القول تعظيماً لقدرة الله تعالى وتقديساً لها عن شوائب النقصان والقصور في التأثير ، ولكن غفلوا عن أنّ تفسير إرادته عن طريق خلق الأعمال مباشرة وبلا واسطة ، وإنكار سلسلة العلل والمعاليل في دار الوجود ، يستلزم نسبة كلّ عيب وشين إلى الله سبحانه ، فكفر الكافر مراد لله سبحانه لأنّه خالقه ، وإن كان المسؤول هو الكافر المجبور المكتوف الأيدي. نعم ، تفسير عموم إرادته بهذا الوجه في جانب الإفراط ، كما أنّ قول المعتزلة بإخراج أفعال العباد عن حريم إرادته في جانب التفريط ، حيث زعموا أنّه سبحانه أوجد العباد وأقدرهم على تلك الأفعال ، ففوض إليهم الأمر ، فهم مستقلون بإيجاد أفعالهم على طبق مشيئتهم وقدرتهم متمسكين بالقول المعروف : « سبحان من تنزّه عن الفحشاء » ناسين القول الآخر : سبحان من لا يجري في ملكه إلاّ ما يشاء » وقد ندّد أئمّة الإمامية بكلا الرأيين فقد سأل محمد بن عجلان الصادق ( عليه السَّلام ) فقال له : فوض الله الأمر إلى العباد؟ فقال : « الله أكرم من أن يفوّض إليهم ». قلت : فأجبر الله العباد على أفعالهم؟ فقال : « الله أعدل من أن يجبر عبداً على فعل ثمّ يعذّبه عليه ». وقال الإمام موسى الكاظم ( عليه السَّلام ) في ذم المفوضة : « مساكين القدرية أرادوا أن يصفوا الله عزّوجلّ بعدله ، فأخرجوه من قدرته وسلطانه ». شكرا اختي على هذا الموضوع في ميزان حسناتك |
حياكم الله جميعا أخوتي ..
شعاع المقامات ,, منتظرة المهدي .. وأقول ,, كلمة أخيرة بأن الله تعالى لما خلق الخلق خلقهم بإرادته وبمشيئته (خلق المشيئة بنفسها وخلق الأشياء بالمشيئة) وهو إذا لم يرد شيئا لايريده كقوله تعالى (من يرد الله أن يظهر قلوبهم ) فلاتكون الإرادة عين الذات , لما يطابق الآية فهو نفى إرادته في تطهير القلوب هذه , فانتفت الصفة الذاتية والصفة الذاتية هي عين الذات فلا تنفى ... وفقكم الله أحبتي وأشكر لكم مداخلاتكم . |
السلام على المؤمنين والمؤمنات ورحمة الله تعالى وبركاته
جسام الصغير يدعو الله تعالى لكل من يبصره في امر او علم بالتوفيق والسداد لذا احببت ان اداخلكم بمداخلة ضمن مقام الموضوع الذي وضع وكلنا يعرف ان امر التوحيد اذا لم يفهم وفق النهج الامامي فيكون امره خطير واخرته ندامة واسأل الصفة اما عين الذات او خارجة عن الذات ولما كانت الذات المقدسة بسيطة فهل يكون لدينا غير هذين الخيارين غير ( عين الذات او خارجة عن الذات ) يعني خيار ثالث ؟؟؟؟؟ مثلا فأن وجد فما هو وما هو مفهومه حتى يتضح الامر |
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بالرغم من اني لم أفهم سؤالك جيدا دكتورنا الفاضل .. إلا أن هذا التوضيح ربما يعينكم .. الصفات عبارة عن : صفات ذاتيه وهي عين ذاته , مامعنى عين ذاته ؟ عين ذاته يعني لا يتصف الله تعالى بضد هذه الصفة وهم ستة (العلم , الحياة , القدرة , السمع , البصر , القدم). لايجوز أن نصف الله تعالى بضدها يعني مثلا ضد عالم لايعلم فلا يجوز نقول أنه تعالى لايعلم والعلم لايفارقه طرفة عين أبدا أبدا لأنه اذا انتفت الصفة الذاتية عين الذات انتفت الذات فإذن انتفت صفة العلم أصبح غير إله وجل عن ذلك تعالى لأنه عالم أزلي وهكذا بقية الصفات , لانقول سَمِع ولم يسمع أو قدِر ولم يقدر , فنفيها لايجوز أبدا أبدا .. وإذا تسألون عن الصفات التالية كالقدسة والجلالة فهذه تسمى صفات الجمال والجلال وهي تتبع صفة العلم .. القسم الثاني الصفات الفعلية , ويمكن أن ننفيها يعني يجوز أن تقول أمات الله زيدا أو لم يمت الله زيدا ويجوز أن نقول شاء الله ولم يشاء أو أراد ولم يرِد لأنه نختار غير مضطر في إرادته فمتى شاء أن يريد يريد ومتى لم يشأ لم يرِد , بخلاص الصفات الذاتية الأزلية التي لايجوز نفيها البته .ونحن تكلمنا عن صفة الإرداة بالذات هنا لأن هناك بعض العلماء استشكل في انها صفة ذاتيه أو فعلية , والأدلة على أنها فعليه ذكرت سابقا وأهما قوله تعالى (إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ) فأثبت إرادته , وقال في آية أخرى (من يرد الله ..) وهنا نفى ارادته في أن يطهر قلوبهم , فهو مختار متى أراد راد ومتى لم يرد لم يرد وقول الرضا عليه السلام ( من لم يزل يعتقد بأن الله شائيا مريدا فليس بموحد) .. ونتمنى أن نكون أوصلنا المعلومة . |
|
ما أجمل دعواتكم حبيبتي منتظرة المهدي عجل الله فرجه .
|
اختي روح الاحقاقيه جزاك الله خيرآ على هذا الكلام والتوحيد الصافي النقي الذي يريده اهل البيت عليهم السلام
|
اللهم صل على محمد وآل محمد اقتباس:
ولو أنني لا شيء أمام علمكم ولكن هذا تطفل مني. مولاي إذا كنا سنتكلم عن التقسيم ، فأمامنا نوعان: الصفات الثبوتية ـ التي ذكرتها الأخت: روح الاحقاقية ـ وهي عين الذات. وقد جعلت هذه الصفات عين الذات باعتبار عدم سلبها عن الذات على الإطلاق. أما النوع الثاني: الصفات الفعلية : وهي الصفات التي يمكن نفيها عن الذات. كالخلق والرزق و...الخ. فتقول: رزق الله زيدا اليوم ولم يرزق فلانا. وحتى ينكشف لنا نوع الإرادة يجب علينا أن نطرح هذا السؤال: هل الإرادة تنفى عن الله سبحانه أم لا؟؟؟ الجواب: قال تعالى: 1- ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام...) الأنعام 125. 2- ( أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم ) المائدة 41. هذا القرآن الكريم قد أجاب بأن الإرادة يجوز أن تنفى. ثانيا: مولانا الشيخ الكليني أعلى الله مقامه الشريف في الكافي ج1 ص110 ذكر هذا الحديث الشريف: (خلق الله المشيئة بنفسها وخلق الأشياء بالمشيئة). لا شك أن الإرادة فرع المشيئة. فإذا كانت المشيئة قد خلقها الله سبحانه ؛ فبطريق أولى أن يكون فرعها (أي الإرادة) مخلوقة. آسف أستاذي الدكتور أنني تجرأت على مقامكم . تلميذكم العاق: شعاع المقامات |
الساعة الآن »09:22 PM. |