منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=116)
-   -   خطب الإمام الحسين عليه السلام (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=15056)

منتظرة المهدي 01-Feb-2010 02:02 PM

خطب الإمام الحسين عليه السلام
 
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .

بمناسبة ذكرى أربعين الإمام الحسين عليه السلام سوف يتم وضع بعض من خطبه سلام الله عليه إلى يوم الأربعين


الخطبة الأولى

خطبته‌ عليه‌ السّلام‌ لإصلاح‌ الناس‌
وقال‌ في‌ نهاية‌ الخطبة‌ التي‌ أنشأها عليه‌ السلام‌ وتطرّق‌ فيها إلي‌ ترك‌ الامر بالمعروف‌ والنهي‌ عن‌ المنكر وإلي‌ الثورة‌ علي‌ الظَّلَمة‌ وحكّام‌ الجور، وتحدّث‌ فيها مفصّلاً عن‌ محروميّة‌ المظلومين‌ والتفرّق‌ عن‌ الحقّ؛ وذكّر ضمناً بأنّ: مَجَارِي‌ الاْمُورِ وَالاْحْكَامِ عَلَي‌ أَيْدِي‌ الْعُلَمَآءِ بِاللَهِ، الاْمَنَآءِ عَلَي‌ حَلاَلِهِ وَحَرَامِهِ، قال‌:

اللَهُمَّ إنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَا كَانَ مِنَّاتَنَافُساً فِي‌سُلْطَانٍ، وَلاَ الْتِمَاساً مِنْ فُضُولِ الْحُطَامِ، وَلَكِنْ لِنَرَي‌ الْمَعَالِمَ مِنْ دِينِكَ، وَنُظْهِرَ الإصْلاَحَ فِي‌ بِلاَدِكَ، وَيَأْمَنَ الْمَظْلُومُونَ مِنْ عِبَادِكَ، وَيُعْمَلَ بِفَرَائِضِكَ وَسُنَنِكَ وَأَحْكَامِكَ.

فَإنْ لَمْ تَنْصُرُونَا وَتُنْصِفُونَا قَوِي‌َ الظَّلَمَةُ عَلَيْكُمْ، وَعَمِلُوا فِي‌ إطْفَاءِ نُورِ نَبِيِّكُمْ؛ وَحَسْبُنَا اللَهُ، وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا، وَإلَيْهِ أَنَبْنَا، وَإلَيْهِ الْمَصِيرُ.


ثانيا

وصيّته‌ عليه‌ السّلام‌ إلي‌ محمّد بن‌ الحنفيّة‌

وحين‌ عَزَم‌ عليه‌ السلام‌ علي‌ الخروج‌ من‌المدينة‌ المنوّرة‌ إلي‌ مكّة‌ المكرّمة‌، فكتب‌ وصيّةً وطواها وختمها بخاتمه‌ ودفعها إلي‌ أخيه‌ محمّد بن‌ الحنفيّة‌، ثمّ ودّعه‌ وسار في‌ جوف‌ الليل‌ بجميع‌ أهل‌ بيته‌ إلي‌ مكّة‌ ليلة‌ الثالث‌ من‌ شعبان‌ لسنة‌ ستّين‌ هجريّة‌؛ وتلك‌ الوصيّة‌ هي‌:

بِسْمِ اللَهِ الرَّحْمَنِ الرَّحيمِ؛ هَذَا مَا أَوْصَي‌ بِهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِي‌ِّ بْنِ أَبِي‌طَالِبٍ إلَي‌ أَخِيهِ مُحَمَّدٍ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الْحَنَفِيَّةِ:

إنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِي‌ٍّ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ؛ وَأَنَّ مُحَمَّداً صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ الْحَقِّ. وَأَنَّ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ حَقٌّ؛ (وَأَنَّ السَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ لاَ رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَهَ يَبْعَثُ مَن‌ فِي‌ الْقُبُورِ ).

إنِّي‌ لَمْ أَخْرُجْ أَشِراً وَلاَ بَطِراً وَلاَ مُفْسِداً وَلاَظَالِماً؛ وَإنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ الإصْلاَحِ فِي‌ أُمَّةِ جَدِّي‌ مُحَمَّدٍ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ؛ أُرِيدُ أَنْ آمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَأَنْهَي‌ عَنِ الْمُنْكَرِ؛ وَأَسِيرَ بِسِيرَةِ جَدِّي‌ وَسِيرَةِ أَبِي‌ عَلِي‌ِّ بْنِ أَبِي‌ طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ.

فَمَنْ قَبِلَنِي‌ بِقَبُولِ الْحَقِّ، فَاللَهُ أَوْلَي‌ بِالْحَقِّ؛ وَمَنْ رَدَّ عَلَي‌َّ هَذَا، أَصْبِرُ حَتَّي‌ يَقْضِي‌َ اللَهُ بَيْنِي‌ وَبَيْنَ الْقَوْمِ بِالْحَقِّ؛ (وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ).

وَهَذِهِ وَصِيَّتِي‌ إلَيْكَ يَا أَخِي‌؛ (وَمَا تَوْفِيقِي‌´ إلاَّ بِاللَهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ )؛ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَي‌ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَي‌؛ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ.

Mahdio 01-Feb-2010 03:05 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

سلام من وطن العلم ، من شمس المعرفة التي لا تغيب ولا تنضب ، سلام من القدس الأقدس لحضرة الإمام الحسين على روحك ِ ونفسك ِ ووجودك ِ يا منتظرة المهدي

إرفعو رايتي على كل دار وأوصلو استغاثتي إلى أرجاء الأرض

أحسنت ِ إطاعة

نور العتره 01-Feb-2010 03:52 PM

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاه والسلام على المبعوث رحمه للعالمين
أبي القاسم محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين

ومن الخطبه الأولى للأمام الحسين عليه السلام اليوم العاشر , بعد أن صفّ ابن سعد الملعون جيشه للحرب

(الحمد لله الذي خلق الدنيا،فجعلها دار فناء وزوال،متصرّفة بأهلها حالاً بعد حال،فالمغرور من غرته،والشقي من فتنته،فلا تغرنّكم هذه الدنيا،فإنّها تقطع رجاء من ركن إليها،وتخيب طمع من طمع فيها،وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم،وأعرض بوجهه الكريم عنكم،وأحلّ بكم نقمته،وجنبكم رحمته،فنعم الرب ربّنا،وبئس العبيد أنتم.

أقررتم بالطاعة،وآمنتم بالرسول محمّد (صلى الله عليه وآله)،ثمّ إنّكم زحفتم إلى ذرّيته وعترته تريدون قتلهم،لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم،فتباً لكم ولما تريدون،إنا لله وإنا إليه راجعون،هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم،فبعداً للقوم الظالمين.


أيها الناس: انسبوني من أنا،ثمّ ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها،وانظروا هل يحل لكم قتلي،وانتهاك حرمتي،ألست ابن بنت نبيكم،وابن وصيه وابن عمّه،وأوّل المؤمنين بالله،والمصدّق لرسوله بما جاء من عند ربّه؟
أو ليس حمزة سيّد الشهداء عم أبي؟ أو ليس جعفر الطيار عمّي؟
أو لم يبلغكم قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) لي ولأخي: (هذان سيّدا شباب أهل الجنّة)،فإن صدّقتموني بما أقول وهو الحق،والله ما تعمّدت الكذب منذ علمت،أنّ الله يمقت عليه أهله،ويضرّ به من اختلقه،وإن كذّبتموني،فإنّ فيكم من أن سألتموه عن ذلك أخبركم،سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري،وأبا سعيد الخدري،وسهل بن سعد الساعدي،وزيد بن أرقم،وأنس بن مالك،يخبرونكم أنّهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لي ولأخي،أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟).


فقال الشمر: هو يعبد الله على حرف إن كان يدري ما يقول.

فقال له حبيب بن مظاهررضوان الله عليه , والله إنّي أراك تعبد الله على سبعين حرفاً،وأنا أشهد أنّك صادق ما تدري ما يقول، قد طبع الله على قلبك.



اللهم إلعن قتلة أمير المؤمنين وقتلة الحسن والحسين عليهم السلام وقتلة أهل بيت النبوه
اللهم إلعن أعداء آل محمد وقتلتهم وزدهم عذاباً فوق العذاب وهواناً فوق هوان وذلاً فوق ذل وخزياً فوق خزي،اللهم دُعّهم إلى النار دعّاً واركسهم في أليم عذابك ركساً وإحشرهم وأتباعهم إلى جهنم زمراً لعنة الله على بني أميّة قاطبةً وكل من تبعهم وشايعهم وكل من رضى بفعلهم ومن بلغه ذلك فرضى به .

مشكوره أختي الفاضله منتظره المهدي عظم الله أجورنا وأجوركم

ياليتنا كنا معهم فنفوز فوزاً عظيما

منتظرة المهدي 01-Feb-2010 08:33 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .

رائحة السطور الحسينية
التي دونتها أيادي علوية
وعطرت سطوري
اللهم أكتبهم من زوار الحسين عليه السلام

شكرا لمروركم جميعا

منتظرة المهدي 01-Feb-2010 08:36 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .

الخطبة الثالثة

خطبته‌ عليه‌ السلام‌ بمني‌ وتنوير الاذهان‌ في‌ زمن‌ معاوية‌
وفي‌ كتاب‌ سليم‌ بن‌ قيس‌:
لمّا مات‌ الحسن‌ بن‌ عليّ عليهما السلام‌ (استشهد الإمام‌ الحسن‌ المجتبي‌ عليه‌ السلام‌ بالسمّ في‌ سنة‌ 49 هجريّة‌ علي‌ يد زوجته‌ جعدة‌ بنت‌ الاشعث‌ بن‌ قيس‌ بإيعاز من‌ معاوية‌ )، لم‌تزل‌ الفتنة‌ والبلاء يعظمان‌ ويشتدّان‌ (علي‌ الشيعة‌)، فلم‌ يبقَ ولي‌ّ للّه‌ إلاّ خائفاً علي‌ دمه‌، (وفي‌ رواية‌ أُخري‌: إلاّ خائفاً علي‌دمه‌ أنّه‌ مقتول‌)، وإلاّ طريداً وإلاّ شريداً، ولم‌ يبق‌ عدوّ للّه‌ إلاّ مظهراً حجّته‌ غير مستتر ببدعته‌ وضلالته‌؛ فلمّا كان‌ قبل‌ موت‌ معاوية‌ بسنة‌ حجّ الحسينُ بنُ علي‌ّ صلوات‌ الله‌ عليه‌ وعبد الله‌ بن‌ عبّاس‌ وعبد الله‌ بن‌ جعفر معه‌، فجمع‌ الحسينُ عليه‌ السلام‌ بني‌ هاشم‌ رجالهم‌ ونساءهم‌ ومواليهم‌ ومن‌ الانصار ممّن‌ يعرفه‌ الحسين‌ عليه‌ السلام‌ وأهل‌ بيته‌، ثمّ أرسل‌ رسلاً لاتَدَعوا أحداً ممّن‌ حجّ العام‌ من‌ أصحاب‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ المعروفين‌ بالصلاح‌ والنسك‌ إلاّ اجمعهم‌ لي‌، فاجتمع‌ إليه‌ بمني‌ أكثر من‌ سبعمائة‌ رجل‌ وهم‌ في‌ سرادقه‌، عامّتهم‌ من‌ التابعين‌ ونحو من‌مائتي‌ رجل‌ من‌ أصحاب‌ النبي‌ّ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌.

فَقَامَ فِيهِمْ خَطِيباً، فَحَمِدَ اللَهَ وَأَثْنَي‌ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ؛ فَإنَّ هَذَا الطَّاغِيَةَ قَدْ فَعَلَ بِنَا وَبِشِيعَتِنَا مَاقَدْ رَأَيْتُمْ وَعَلِمْتُمْ وَشَهِدْتُمْ!

وَإنِّي‌ أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكُمْ عَنْ شَي‌ْءٍ؛ فَإِنْ صَدَقْتُ فَصَدِّقُونِي‌، وَإِنْ كَذَبْتُ فَكَذِّبُونِي‌!

وَأَسْأَلُكُمْ بِحَقِّ اللَهِ عَلَيْكُمْ وَحَقِّ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَقَرَابَتِي‌ مِنْ نَبِيِّكُمْ لَمَّا سَيَّرْتُمْ مَقَامِي‌ هَذَا وَوَصَفْتُمْ مَقَالَتِي‌، وَدَعَوْتُمْ أَجْمَعِينَ فِي‌ أَمْصَارِكُمْ مِنْ قَبَائِلِكُمْ مَنْ آمَنْتُمْ مِنَ النَّاسِ (وَفِي‌ رِوَايَةٍ أُخْرَي‌ بَعْدَ قَوْلِهِ: فَكَذِّبُونِي‌: اسْمَعُوا مَقَالَتِي‌ وَاكْتُبُوا قَوْلِي‌، ثُمَّ ارْجِعُوا إلَي‌ أَمْصَارِكُمْ وَقَبَائِلِكُمْ فَمَنْ آمَنْتُمْ مِنَ النَّاسِ) وَوَثِقْتُمْ بِهِ فَادْعُوهُمْ إلَي‌ مَا تَعْلَمُونَ مِنْ حَقِّنَا؛ فَإِنِّي‌ أَتَخَوَّفُ أَنْ يَدْرُسَ هَذَا الاْمْرُ وَيَذْهَبَ الْحَقُّ وَيُغْلَبَ؛ (وَاللَهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ).

وَمَا تَرَكَ شَيْئاً مِمَّا أَنْزَلَ اللَهُ فِيهِمْ مِنَ الْقُرآنِ إلاَّتَلاَهُ وَفَسَّرَهُ؛ وَلاَ شَيْئاً مِمَّا قَالَهُ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي‌ أَبِيهِ وَأَخِيهِ وَأُمِّهِ وَفِي‌ نَفْسِهِ وَأَهْلِبَيْتِهِ إلاَّ رَوَاهُ. وَكُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ أَصْحَابُهُ: اللَهُمَّ نَعَمْ! وَقَدْ سَمِعْنَا وَشَهِدْنَا؛ وَ يَقُولُ التَّابِعِي‌ُّ: اللَهُمَّ قَدْحَدَّثَنِي‌ بِهِ مَنْ أُصَدِّقُهُ وَأَئْتَمِنُهُ مِنَ الصَّحَابَةِ.


أمـــا الرابعة


مناشدته‌ عليه‌ السلام‌ للاصحاب‌ والتابعين‌
فَقَالَ: أَنْشُدُكُمُ اللَهَ إلاَّ حَدَّثْتُمْ بِهِ مَنْ تَثِقُونَ بِهِ وَبِدِينِهِ!
قَالَ سُلَيْمٌ: فَكَانَ فِيمَا نَاشَدَهُمُ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَذَكَّرَهُمْ أَنْ قَالَ: أَنْشُدُكُمُ اللَهَ! أَتَعْلَمُونَ أَنَّ عَلِي‌َّ بْنَ أَبِي‌ طَالِبٍ كَانَ أَخَا رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ حِينَ آخَي‌ بَيْنَ أَصْحَابِهِ فَآخَي‌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَفْسِهِ وَقَالَ: أَنْتَ أَخِي‌ وَأَنَا أَخُوكَ فِي‌ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ؟
قَالُوا: اللَهُمَّ نَعَمْ!
قَالَ: أَنْشُدُكُمُ اللَهَ! أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ نَصَبَهُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ فَنَادَي‌ لَهُ بِالْوِلاَيَةِ؛ وَقَالَ: لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ؟
قَالُوا: اللَهُمَّ نَعَمْ!
قَالَ: أَنْشُدُكُمُ اللَهَ! أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ قَالَ فِي‌ آخِرِ خُطْبَةٍ خَطَبَهَا: إنِّي‌ تَرَكْتُ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ: كِتَابَ اللَهِ وَأَهْلَ بَيْتِي‌ فَتَمَسَّكُوا بِهِمَا لَنْتَضِلُّوا؟
قَالُوا: اللَهُمَّ نَعَمْ!

و بعد نقل‌ فِقْرات‌ كثيرة‌ من‌ هذه‌ المناشدة‌، قال‌: ثُمَّ نَاشَدَهُمْ أَنَّهُمْ قَدْ سَمِعُوهُ يَقُولُ: مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يُحِبُّنِي‌ وَيُبْغِضُ عَلِيّاً فَقَدْ كَذَبَ؛ لَيْسَ يُحِبُّنِي‌ وَيُبْغِضُ عَلِيّاً. فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَهِ! وَكَيْفَ ذَلِكَ ؟

قَالَ: لاِنَّهُ مِنِّي‌ وَأَنَا مِنْهُ؛ مَنْ أَحَبَّهُ فَقَدْ أَحَبَّنِي‌، وَمَنْ أَحَبَّنِي‌ فَقَدْ أَحَبَّ اللَهَ؛ وَمَنْ أَبْغَضَهُ فَقَدْ أَبْغَضَنِي‌، وَمَنْ أَبْغَضَنِي‌ فَقَدْ أَبْغَضَ اللَهَ ؟
فَقَالُوا: اللَهُمَّ نَعَمْ! قَدْ سَمِعْنَا. وَتَفَرَّقُوا عَلَي‌ ذَلَكَ.

Mahdio 01-Feb-2010 09:34 PM

مع كل حرف ٍ يصدح باسم الحسين لك ِ سلام ، من كل قول ٍ للحياة لك ِ مني تحية ، من كل ذرة ِ إيمان بالحسين ، من كل مرة ٍ كنت أثق فيها بالحسين ، من كل ساعة ٍ قضيتها قرب الضريح المقدس ، أشكرك ِ ، وأهنئك أرجو لك ِ دوام التقدم في خدمة العلم الإلهي الذي بثه إلينا الحسين عليه السلام في أحسن صور ٍ ومشاهد َ ومواقف ، عرفنا عليه بدمه ، بحبه ، بعطفته ، بأبوته ، وما زال هو هو ، ولي نعمة الوجود من البادئ إلى اللا نهاية

يا حُسَين

منتظرة المهدي 02-Feb-2010 03:07 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم

الخطبة السادسه
خطبته‌ عليه‌ السلام‌ عند خروجه‌ من‌ مكّة‌
خطبته‌ عليه‌ السلام‌ في‌ مكّة‌ حين‌ عزم‌ علي‌ الخروج‌ إلي‌ كربلاء: وَرُوِي‌َ أَنَّهُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَمَّا عَزَمَ عَلَي‌ الْخُرُوجِ إلَي‌ الْعِرَاقِ قَامَ خَطِيباً، فَقَال‌: الْحَمْدُ لِلَّهِ؛ مَاشَاءَ اللَهُ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَهِ؛ وَصَلَّي‌ اللَهُ عَلَي‌ رَسُولِهِ.

خُطَّ الْمَوْتُ عَلَي‌ وُلْدِ آدَمَ مَخَطَّ الْقِلاَدَةِ عَلَي‌ جِيدِ الْفَتَاةِ. وَمَا أَوْلَهَنِي‌ إلَي‌ أَسْلاَفِي‌ اشْتِيَاقَ يَعْقُوبَ إلَي‌ يُوسُفَ. وَخُيِّرَ لِي‌ مَصْرَعٌ أَنَا لاَقِيهِ؛ كَأَنِّي‌ بَأَوْصَالِي‌ تَتَقَطَّعُهَا عُسْلاَنُ الْفَلَوَاتِ بَيْنَ النَّوَاوِيسِ وَكَرْبَلاَءَ؛ فَيَمْلاَنَ مِنِّي‌ أَكْرَاشاً جُوفاً، وَأَجْرِبَةً سُغْباً.

لاَ مَحِيصَ عَنْ يَوْمٍ خُطَّ بِالْقَلَمِ. رِضَا اللَهِ رِضَانَا أَهْلَ الْبَيْتِ؛ نَصْبِرُ عَلَي‌ بَلاَئِهِ، وَيُوَفِّينَا أُجُورَ الصَّابِرِينَ.
لَنْ تَشُذَّ عَنْ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ لُحْمَتُهُ، وَهِي‌َ مَجْمُوعَةٌ لَهُ فِي‌ حَظِيرَةِ الْقُدْسِ، تَقِرُّ بِهِمْ عَيْنُهُ، وَيُنْجَزُ لَهُمْ وَعْدُهُ.

مَنْ كَانَ فِينَا بَاذِلاً مُهْجَتَهُ، وَمُوَطِّناً عَلَي‌ لِقَاءِ اللَهِ نَفْسَهُ، فَلْيَرْحَلْ مَعَنَا؛ فَإنَّنِي‌ رَاحِلٌ مُصْبِحاً إنْ شَاءَ اللَهُ تَعَالَي‌.
أشعاره‌ عليه‌ السلام‌ في‌ جواب‌ الفرزدق‌ و محادثته‌ معه‌

* وقد التقاه‌ (عليه‌ السلام‌) وهو متوجّه‌ إلي‌ الكوفة‌ الفرزدقُ بن‌ غالب‌ (الشاعر المعروف‌ في‌ ذلك‌ العصر) وقال‌ له‌:
يابنَ رسولِ الله‌ ؟ كيفَ تَركَنُ إلي‌ أهل‌ الكوفةِ وهم‌ الذين‌ قَتلوا ابنَ عَمِّك‌ مسلمَ بنَ عقيل‌ وشيعته‌ ؟

فترحّمَ (الحسينُ) علي‌ مُسلمٍ وقال‌: صار إلي‌ رَوْحِ اللَهِ ورِضوانِهِ، أما إنَّهُ قَضَي‌ مَا عَلَيهِ وبَقِي‌ مَا عَلَيْنَا وأنشده‌:
وَإنْ تَكُنِ الدُّنْيَا تُعَدُّ نَفِيسَةً فَدَارُ ثَوَابِ اللَهِ أَعْلَي‌ وَأَنْبَلُ
وَإنْ تَكُنِ الاْبْدَانُ لِلْمَوْتِ أُنْشِئَتْ فَقَتْلُ امْرِيً بِالسَّيْفِ فِي‌ اللَهِ أَفْضَلُ
وَإنْ تَكُنِ الاْرْزَاقُ قِسْمـاً مُقَـدَّراً فَقِلَّةُ حِرْصِ الْمَرْءِ فِي‌ الْكَسْبِ أَجْمَلُ
وَإنْ تَكُنِ الاْمْوَالُ لِلتَّرْكِ جَمْعُهَا فَمَا بَالُ مَتْرُوكٍ بِهِ الْمَرْءُ يَبْخَلُ وقال‌ الكثير من‌ أصحاب‌ المقاتل‌ إنّه‌ عليه‌ السلام‌ كان‌ يرتجز يوم‌ عاشوراء ويقاتل‌ بسيفه‌، ويتمثّل‌ في‌رجزه‌ بهذه‌ الاشعار؛ مثل‌ المحدّث‌ القمّيّ في‌ «نفس‌المهموم‌» والشيخ‌ سليمان‌ القندوزيّ في‌ «ينابيع‌ المودّة‌».

* يقول‌ علي‌ّ بن‌ عيسي‌ الإربِليّ:
قَالَ الْفَرَزْدَقُ: لَقِيَنِي‌ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي‌مُنْصَرَفِي‌ مِنَ الْكُوفَةِ؛
فَقَالَ: مَا وَرَاكَ يَا أَبَا فِرَاسٍ؟
قُلْتُ: أَصْدُقُكَ ؟!
قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: الصِّدْقَ أُرِيدُ!
قُلْتُ: أَمَّا الْقُلُوبُ فَمَعَكَ؛ وَأَمَّا السُّيُوفُ فَمَعَ بَنِي‌ أُمَيَّةَ؛ وَالنَّصْرُ مِنْ عِنْدِ اللَهِ.

قَالَ: مَا أَرَاكَ إلاَّ صَدَقْتَ! النَّاسُ عَبِيدُ الدُّنْيَا وَالدِّينُ لَغْوٌ عَلَي‌ أَلْسِنَتِهِمْ؛ يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ بِهِ مَعَايِشُهُمْ؛ فَإذَا مُحِّصُوا بِالْبَلاَءِ قَلَّ الدَّيَّانُونَ.

الخطبة السابعة

خطبة‌ الإمام‌ عليه‌ السلام‌ عند ممانعة‌ الحرّ إياه
* وحين‌ اعترض‌ الحرُّ بن‌ يزيد الرياحيّ الإمامَ ومنعه‌ بشدّة‌ من‌ التوجّه‌ إلي‌ الكوفة‌ أو الرجوع‌ إلي‌ المدينة‌، فقام‌ عليه‌ السلام‌ في‌ «ذي‌ حَسَم‌» وفق‌ رواية‌ الطبريّ في‌تأريخه‌ عن‌ عَقَبة‌ بن‌ أبي‌ العيزار: فَحَمِدَ اللَهَ وَأَثْنَي‌ عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، إنَّهُ قَدْ نَزَلَ مِنَ الاْمْرِ مَا قَدْ تَرَوْنَ؛ وَإنَّ الدُّنْيَا قَدْ تَغَيَّرَتْ وَتَنَكَّرَتْ وَأَدْبَرَ مَعْرُوفُهَا وَاسْتَمَرَّتْ حَذَّاءَ، فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إلاَّ صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الإنَاءِ، وَخَسِيسُ عَيْشٍ كَالْمَرْعَي‌ الْوَبِيلِ.

أَلاَ تَرَوْنَ أَنَّ الْحَقَّ لاَيُعْمَلُ بِهِ، وَأَنَّ الْبَاطِلَ لاَيُتَنَاهَي‌ عَنْهُ ؟! لِيَرْغَبِ الْمُؤْمِنُ فِي‌ لِقَاءِ اللَهِ مُحِقّاً؛ فَإنِّي‌ لاَ أَرَي‌ الْمَوتَ إلاَّ سَعَادَةً، وَلاَ الْحَيَاةَ مَعَ الظَّالِمِينَ إلاَّبَرَماً.

وزاد في‌ كتاب‌ «تحف‌ العقول‌» هذه‌ الجملة‌ بعد ذكره‌ لهذه‌ الجملات‌ من‌ الخطبة‌: قال‌ عليه‌ السلام‌: إنَّ النَّاسَ عَبِيدُ الدُّنيَا، وَالدِّينُ لَعْقٌ عَلَي‌ أَلْسِنَتِهِمْ، يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ؛ فَإذَا مُحِّصُوا بِالْبَلاَءِ قَلَّ الدَّيَّانُونَ.
فقام‌ آنذاك‌ زُهَيْر بن‌ القَيْن‌ ونافِع‌ بن‌ هِلال‌ وبُرَيْر ابن‌ خُضير، كلاّ بدوره‌، فتكلّموا وأظهروا موالاتهم‌ ومساندتهم‌ للإمام‌.

* وأقبل‌ الحرّ بن‌ يزيد يُساير الإمام‌ ولا يُفارقه‌ وهو يقول‌ له‌: يَا حسين‌! إنّي‌ أُذكِّركَ اللهَ في‌ نفسكَ، فإنّي‌ أشهَد لَئن‌ قاتلتَ لَتُقْتَلَنَّ.


Mahdio 02-Feb-2010 03:27 PM

مجد الخالق الرسل من نور الحسين عليه السلام ، وأنعم علينا أيضاً من نوره ، الحمد لله على أكبر نعمة ٍ لنا ولاية أمير المؤمنين عليه السلام

إن الحسين عليه السلام أبو الأحرار ، اللذين أرادو أن يتحررو من الدنيا الدنية ، وهو القائد المقدام الذي ضحى بنفسه وولده وأصحابه وأهل بيته ونسائه من أجل أن نحيا أحرارا ً ، وننفذ أوامره التي هي حجة ٌ علينا من ولينا المقدس

كل الشكر والتقدير لروح السيد الطهراني قدس سره ، الذي أضاء في دربنا الطريق لنسلكها ونحط رحالنا في رحب الحسين عليه السلام ، كيف لا وهو حفيد الحسين عليه السلام ، ومنفذ أوامره والعامل بوصاياه

شكراً لك ِ أختنا الكبيرة على النقل ، أدام الله وجودك ِ في خدمة شيعة الحسين عليه السلام

منتظرة المهدي 06-Feb-2010 11:44 PM

اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .
الخطبه الثامنه
كلامه‌ عليه‌ السلام‌ في‌ جواب‌ تهديد الحرّ
فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: أَفَبِالْمَوْتِ تُخَوِّفُنِي‌ ؟! وَهَلْ يَعْدُو بِكُمُ الْخَطْبُ إنْ تَقْتُلُونِي‌ ؟!
وَسَأَقُولُ كَمَا قَالَ أَخُو الاْوْسِ لاِبْنِ عَمِّهِ وَهُوَ يُرِيدُ نُصْرَةَ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ؛ فَخَوَّفَهُ ابْنُعَمِّهِ وَقَالَ: أَيْنَ تَذْهَبُ ؟ فَإنَّكَ مَقْتُولٌ.
فَقَالَ:
سَأَمْضِي‌ وَ مَا بِالْمَوْتِ عَارٌ عَلَي‌ الْفَتَي‌ إذَا مَا نَوَي‌ حَقّاً وَ جَاهَدَ مُسْلِمَا
وَ وَاسَي‌ الرِّجَالَ الصَّالِحِينَ بِنَفْسِهِ وَ فَارَقَ مَثْبُوراً وَ خَالَفَ مُجْرِمَا
فَإنْ عِشْتُ لَمْ أَنْدَمْ وَ إنْ مِتُّ لَمْ أُلَمْ كَفَي‌ بِكَ ذُلاّ أَنْ تَعِيشَ وَ تُرْغَمَا .


الخطبة التاسعه
كلام‌ سيّد الشهداء عليه‌ السلام‌ في‌ استعداده‌ للشهادة‌
وربّما كانت‌ تلك‌ الكلمات‌ القيّمة‌ كالدرر التي‌ أوردها العلاّمة‌ المعاصر توفيق‌ أبوعلم‌ في‌ كتابه‌ الموسوم‌ بـ «أهل‌ البيت‌» كانت‌ إجابة‌ سيّد الشهداء عليه‌ السلام‌ في‌هذا المكان‌ للحرّ بن‌ يزيد الرياحيّ، حيث‌ يقول‌:
لَيْسَ شَأْنِي‌ شَأْنَ مَنْ يَخَافُ الْمَوْتَ. مَا أَهْوَنَ الْمَوْتَ عَلَي‌ سَبِيلِ نَيْلِ الْعِزِّ وَإحْيَاءِ الْحَقِّ. لَيْسَ الْمَوْتُ فِي‌ سَبِيلِ الْعِزِّ إلاَّ حَيَاةً خَالِدَةً؛ وَلَيْسَتِ الْحَيَاةُ مَعَ الذُّلِّ إلاَّ الْمَوْتَ الَّذِي‌ لاَ حَيَاةَ مَعَهُ.
أَفَبِالْمَوْتِ تُخَوِّفُنِي‌ ؟! هَيْهَاتَ؛ طَاشَ سَهْمُكَ، وَخَابَ ظَنُّكَ! لَسْتُ أَخَافُ الْمَوْتَ.
إنَّ نَفْسِي‌ لاَكْبَرُ مِنْ ذَلِكَ، وَهِمَّتِي‌ لاَعْلَي‌ مِنْ أَنْأَحْمِلَ الضَّيْمَ خَوْفاً مِنَ الْمَوتِ؛ وَهَلْ تَقْدِرُونَ عَلَي‌أَكْثَرَ مِنْ قَتْلِي‌ ؟!
مَرْحَباً بِالْقَتْلِ فِي‌ سَبيلِ اللَهِ! وَلَكِنَّكُمْ لاَ تَقْدِرُونَ عَلَي‌ هَدْمِ مَجْدِي‌ وَمَحْوِ عِزَّتِي‌ وَشَرَفِي‌؛ فَإذاً لاَ أُبَالِي‌ مِنَ الْقَتْلِ.

* وسيّد الشهداء هو القائل‌: مَوْتٌ فِي‌ عِزٍّ خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ فِي‌ ذُلٍّ.

* وهو الذي‌ كان‌ يرتجز في‌ الحرب‌ حين‌ يحمل‌ علي‌ جيش‌ الاعداء فيقول‌: الْمَوْتُ خَيْرٌ مِنْ رُكُوبِ الْعَارِ وَالْعَارُ أَوْلَي‌ مِنْ دُخُولِ النَّارِ .


الخطبة العاشرة

خطبته‌ عليه‌ السلام‌ في‌ أصحابه‌ و أصحاب‌ الحرّ
ونُقل‌ عن‌ الطبري‌ أنّ أبا مخنف‌ روي‌ عن‌ عَقَبَة‌ ابن‌ أبي‌ العيزار أنّ الحسين‌ عليه‌ السّلام‌ خطب‌ أصحابه‌ وأصحاب‌ الحرّ في‌ «البَيْضَة‌»:

فَحَمِدَ اللَهَ وَأَثْنَي‌ عَلَيْهِ؛ ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! إنَّرَسُولَ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ قَالَ: مَنْ رَأَي‌ سُلْطَاناً جَائِراً مُسْتَحِلاّ لِحُرَمِ اللَهِ، نَاكِثاً لِعَهْدِ اللَهِ، مُخَالِفاً لِسُنَّةِ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، يَعْمَلُ فِي‌ عِبَادِاللَهِ بِالإثْمِ وَالْعُدْوَانِ، فَلَمْ يُعَيِّرْ يُغَيِّرْ عَلَيْهِ بِفِعْلٍ وَلاَقَوْلٍ؛ كَانَ حَقّاً عَلَي‌ اللَهِ أَنْ يُدْخِلَهُ مَدْخَلَهُ. أَلاَ وَإنَّ هَؤُلاَءِ قَدْلَزِمُوا طَاعَةَ الشَّيْطَانِ، وَتَرَكُوا طَاعَةَ الرَّحْمَنِ، وَأَظْهَرُوا الْفَسَادَ، وَعَطَّلُوا الْحُدُودَ، وَاسْتَأْثَرُوا بِالْفَي‌ْءِ، وَأَحَلُّوا حَرَامَ اللَهِ، وَحَرَّمُوا حَلاَلَهُ؛ وَأَنَا أَحَقُّ مِنْ غَيْرٍ ( مَنْ غَيَّرَ؛ مَنْ عَيَّرَ ).

وَقَدْ أَتَتْنِي‌ كُتُبُكُمْ، وَقَدِمَتْ عَلَي‌َّ رُسُلُكُمْ بِبَيْعَتِكُمْ أَنَّكُمْ لاَ تُسَلِّمُونِي‌ وَلاَ تَخْذُلُونِي‌؛ فَإنْتَمَمْتُمْ عَلَي‌ بَيْعَتِكُمْ تُصِيبُوا رُشْدَكُمْ.
فَأَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِي‌ٍّ، وَابْنُ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِاللَهِ صَلَّي‌ اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ؛ نَفْسِي‌ مَعَ أَنْفُسِكُمْ، وَأَهْلِي‌ مَعَ أَهْلِيكُمْ ؛ فَلَكُمْ فِي‌َّ أُسْوَةٌ.

وإنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَنَقَضْتُمْ عَهْدَكُمْ، وَخَلَعْتُمْ بَيْعَتِي‌ مِنْ أَعْنَاقِكُمْ، فَلَعَمْرِي‌ مَا هِي‌َ لَكُمْ بِنُكْرٍ؛ لَقَدْ فَعَلْتُمُوهَا بِأَبِي‌ وَأَخِي‌ وَابْنِ عَمِّي‌ مُسْلِمٍ.

وَالْمَغْرُورُ مَنِ اغْتَـرَّ بِـكُمْ؛ فَحَظَّكُمْ أَخْطَأْتُمْ؛ وَنَصِيبَكُمْ ضَيَّعْتُمْ؛ وَ مَن‌ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَي‌" نَفْسِهِ. وَسَيُغْنِي‌ اللَهُ عَنْكُمْ. وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَهِ وَبَرَكَاتُهُ.

* وحين‌ نزل‌ سيّد الشهداء عليه‌ السلام‌ كربلاء دعا بدواة‌ وبياض‌ وكتب‌ نظير هذه‌ الخطبة‌ التي‌ ذُكرت‌، إلي‌أشراف‌ الكوفة‌ ممّن‌ يُظَنّ أنـّه‌ علي‌ رأيه‌ ، ثمّ طوي‌ الكتاب‌ وختمه‌ بخاتمه‌ الشريف‌ ودفعه‌ إلي‌ قَيْس‌ بن‌ مُسْهر الصَّيداويّ وأمره‌ أن‌ يسير إلي‌ الكوفة‌.

منتظرة المهدي 06-Feb-2010 11:53 PM

الخطبة الحادي عشر
خطبة‌ الإمام‌ ليلة‌ عاشوراء في‌ أصحابه‌
* جمع‌ سيّد الشهداء عليه‌ السلام‌ أصحابه‌ عند قرب‌ المساء ليوم‌ تاسوعاء؛ قال‌ علي‌ّ بن‌ الحسين‌ زين ‌العابدين‌ عليهما السلام‌: فدنوتُ منه‌ لاسمع‌ ما يقول‌ لهم‌، وكنتُ إذ ذاك‌ مريضاً، فسمعتُ أبي‌ يقول‌ لاصحابه‌: أُثْنِي‌ عَلَي‌ اللَهِ أَحْسَنَ الثَّنَاءِ؛ وَأَحْمَدُهُ عَلَي‌السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ.

اللَهُمَّ إنِّي‌ أَحْمَدُكَ عَلَي‌ أَنْ أَكْرَمْتَنَا بِالنُّبُوَّةِ، وَعَلَّمْتَنَا الْقُرْآنَ، وَفَقَّهْتَنَا فِي‌ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ، فَإنِّي‌ لاَ أَعْلَمُ أَصْحَاباً أَوفَي‌ وَلاَ خَيْراً مِنْ أَصْحَابِي‌، وَلاَ أَهْلَ بَيْتٍ أَبَرَّ وَ لاَ أَوْصَلَ مِنْ أَهْلِبَيْتِي‌؛ فَجَزَاكُمُ اللَهُ عَنِّي‌ خَيْرَ الْجَزَاءِ.

أَلاَ وَ إنِّي‌ قَدْ أَذِنْتُ لَكُمْ فَانْطَلِقُوا جَمِيعاً فِي‌ حِلٍّ؛ لَيْسَ عَلَيْكُمْ مِنِّي‌ ذِمَامٌ. هَذَا اللَيْلُ قَدْ غَشِيَكُمْ فَاتَّخِذُوهُ جَمَلاً.

فنهض‌ إخوته‌ وأبناؤه‌ وأبناء إخوته‌ وأبناء عبدالله‌ بن‌ جعفر، ومسلم‌ بن‌ عوسجة‌، وزهير بن‌ القين‌ وجماعة‌ آخرون‌ من‌ الاصحاب‌ فتكلّم‌ كلٌّ منهم‌ معتذراً كلاماً معناه‌: لا بقينا بعدك‌! لا أبقانا الله‌ بعدك‌! لن‌ يكون‌ ذلك‌ منّا أبداً! لوددنا لو كان‌ لدينا عدّة‌ أرواح‌ لنفديك‌ بها جميعاً!


الثاني عشر


دعاؤه‌ عليه‌ السلام‌ صبيحة‌ يوم‌ عاشوراء
* ويُروي‌ عن‌ سيّد الساجدين‌ وزين‌ العابدين‌ عليه‌السلام‌ أنّه‌ قال‌: لَمَّا صَبَّحَتِ الْخَيْلُ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، رَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: اللَهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي‌ فِي‌ كُلِّ كَرْبٍ؛ وَأَنْتَ رَجَائِي‌ فِي‌كُلِّ شِدَّةٍ؛ وَأَنْتَ لِي‌ فِي‌ كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِـي‌ ثِقَةٌ وَعُدَّةٌ.

كَمْ مِنْ هَمٍّ يَضْعُفُ فِيهِ الْفُؤَادُ، وَتَقِلُّ فِيهِ الْحِيلَةُ، وَيَخْذُلُ فِيهِ الصَّدِيقُ، وَيَشْمَتُ فِيهِ الْعَدُوُّ؛ أَنْزَلْتُهُ بِكَ، وَشَكَوْتُهُ إلَيْكَ، رَغْبَةً مِنِّي‌ إلَيْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ؛ فَفَرَّجْتَهُ عَنِّي‌، وَكَشَفْتَهُ، وَكَفَيْتَهُ.

فَأَنْتَ وَلِي‌ُّ كُلِّ نِعْمَةٍ، وَصَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ، وَمُنْتَهَي‌ كُلِّ رَغْبَةٍ.



الثالث عشر
خطبته‌ عليه‌ السلام‌ صبيحة‌ يوم‌ عاشوراء

* ثمّ دعا الحسينُ عليه‌ السلام‌ براحلته‌ فركبها ونادي‌ بأعلي‌ صوته‌ بحيث‌ يسمعه‌ الجميع‌ فقال‌:

أَيُّهَا النَّاسُ! اسْمَعُوا قَوْلِي‌، وَلاَ تَعْجَلُوا حَتَّي‌ أَعِظَكُمْ بِمَا يَحِقُّ عَلَيَّ لَكُمْ ؛ وَحَتَّي‌ أُعْذِرَ إلَيْكُمْ! فَإنْأَعْطَيْتُمُونِي‌ النِّصْفَ كُنْتُمْ بِذَلِكَ أَسْعَدَ! وَإنْ لَمْتُعْطُونِي‌ النِّصْفَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ فَأَجْمِعُوا رَأْيَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُو´ا إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ! إنَّ وَلِــِّيَ اللَهُ الَّذِي‌ نَزَّلَ الْكِتَـ"بَ وَهُوَ يَتَوَلَّي‌ الصَّـ"لِحِينَ.

ثُمَّ حمد الله‌ وأثني‌ عليه‌، وذكر الله‌ تعالي‌ بما هو أهله‌، وصلّي‌ علي‌ النبي‌ّ وآله‌ وعلي‌ ملائكته‌ وأنبيائه‌، فلم‌يُسمع‌ متكلّم‌ قطّ قبله‌ و لا بعده‌ أبلغ‌ في‌ منطق‌ منه‌.

ثمّ قال‌: أمّا بعد، فانسبوني‌ فانظروا مَن‌ أنا، ثمّ ارجعوا إلي‌ أنفسكم‌ وعاتبوها فانظروا هل‌ يصلح‌ لكم‌ قتلي‌ وانتهاك‌ حرمتي‌؟!

ألستُ ابن‌ بنت‌ نبيّكم‌ وابن‌ وصيّه‌ وابن‌ عمّه‌ وأوّل‌ المؤمنين‌ المصدّق‌ لرسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ بما جاء به‌ من‌ عند ربّه‌ ؟!

أو ليس‌ حمزة‌ سيّد الشهداء عمّي‌ ؟ أو ليس‌ جعفر الطيّار في‌ الجنّة‌ بجناحين‌ عمّي‌ ؟!

أولم‌ يبلغكم‌ ما قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ لي‌ ولاخي‌: هَذَانِ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟

فإن‌ صدّقتموني‌ بما أقول‌ ـ وهو الحقّ ـ واللهِ ماتعمّدتُ كذباً منذ علمتُ أنَّ اللَه‌ يمقت‌ عليه‌ أهله‌، وإنْكذّبتموني‌ فإنّ فيكم‌ من‌ إنْ سألتُموه‌ عن‌ ذلك‌ أخبركم‌. سَلوا جابر بن‌ عبد الله‌ الانصاريّ وأبا سعيد الخدريّ وسهل‌ بن‌ سعد الساعديّ وزيد بن‌ أرقم‌ وأنس‌ ابن‌ مالك‌، يخبروكم‌ أنّهم‌ سمعوا هذه‌ المقالة‌ من‌ رسول‌الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ لي‌ ولاخي‌. أما في‌ هذا حاجزٌ لكم‌ عن‌ سفك‌ دمي‌ ؟!

فقال‌ له‌ شمر بن‌ ذي‌ الجوشن‌: هو يعبد اللهَ علي‌حَرْفٍ إنْ كان‌ يدري‌ ما تقول‌.

فقال‌ له‌ حبيب‌ بن‌ مظاهر: واللهِ إنّي‌ لاراك‌ تعبدُ اللهَ علي‌ سبعين‌ حرف‌، وأنا أشهد أنّك‌ صادق‌ ما تدري‌ مايقول‌، قد طبع‌ اللهُ علي‌ قلبك‌. ثمّ قال‌ لهم‌ الحسين‌ عليه‌السلام‌: فإنْ كنتم‌ في‌ شكٍّ من‌ هذا أفتشكّون‌ أَنّي‌ ابن‌بنت‌ نبيّكم‌ ؟ فواللهِ ما بينَ المشرقِ والمغربِ ابنُبنتِ نَبيٍّ غَيري‌، فيكم‌ ولا في‌ غيركم‌. وَيْحَكُمْ أتطلبوني‌ بقتيلٍ منكمْ قتلتُه‌ ؟ أو مالٍ لكم‌ استهلكتُه‌ ؟ أو بقصاصِ جراحةٍ ؟

فأخذوا لا يكلّمونه‌ ؛ فنادي‌: يا شبث‌ بن‌ ربعيّ! ويا حجّار بن‌ أبجر! ويا قيس‌ بن‌ الاشعث‌! ويا يزيد بن‌ الحارث‌! ألم‌ تكتبوا إليّ: أنْ قدْ أينعت‌ الثمارُ واخضرَّ الجنابُ، وإنّما تَقْدَمُ عَلي‌ جُندٍ لَكَ مُجَنَّدَةٍ ؟!

فقال‌ له‌ قيسُ بن‌ الاشعثِ: ما ندري‌ ما تقول‌ ؛ ولكن‌ انْزِل‌ علي‌ حُكم‌ بَني‌ عمّكَ، فَإنّهم‌ لن‌ يُرُوك‌ إلاّ ما تحبّ.

فَقَالَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: لاَ وَاللَهِ لاَ أُعْطِيكُمْ بِيَدِي‌ إعْطَاءَ الذَّلِيلِ؛ وَلاَ أُقِرُّ لَكُمْ إقْرَارَ الْعَبِيدِ ؛ ثُمَّ نَادَي‌: يَا عِبَادَ اللَهِ! إِنِّي‌ عُذْتُ بِرَبِّي‌ وَرَبِّكُمْ أَن‌تَرْجُمُونِ ؛ وَأَعُوذُ بِرَبِّي‌ وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لاَيُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ

منتظرة المهدي 14-Feb-2010 02:01 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم اللعن عدوهم .

الرابع عشرة


دعاؤه‌ عليه‌ السلام‌ صبيحة‌ يوم‌ عاشوراء
* ويُروي‌ عن‌ سيّد الساجدين‌ وزين‌ العابدين‌ عليه‌السلام‌ أنّه‌ قال‌: لَمَّا صَبَّحَتِ الْخَيْلُ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، رَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: اللَهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي‌ فِي‌ كُلِّ كَرْبٍ؛ وَأَنْتَ رَجَائِي‌ فِي‌كُلِّ شِدَّةٍ؛ وَأَنْتَ لِي‌ فِي‌ كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِـي‌ ثِقَةٌ وَعُدَّةٌ.

كَمْ مِنْ هَمٍّ يَضْعُفُ فِيهِ الْفُؤَادُ، وَتَقِلُّ فِيهِ الْحِيلَةُ، وَيَخْذُلُ فِيهِ الصَّدِيقُ، وَيَشْمَتُ فِيهِ الْعَدُوُّ؛ أَنْزَلْتُهُ بِكَ، وَشَكَوْتُهُ إلَيْكَ، رَغْبَةً مِنِّي‌ إلَيْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ؛ فَفَرَّجْتَهُ عَنِّي‌، وَكَشَفْتَهُ، وَكَفَيْتَهُ.

فَأَنْتَ وَلِي‌ُّ كُلِّ نِعْمَةٍ، وَصَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ، وَمُنْتَهَي‌ كُلِّ رَغْبَةٍ.


الخطبة الخامس عشرة


خطبته‌ عليه‌ السلام‌ صبيحة‌ يوم‌ عاشوراء

* ثمّ دعا الحسينُ عليه‌ السلام‌ براحلته‌ فركبها ونادي‌ بأعلي‌ صوته‌ بحيث‌ يسمعه‌ الجميع‌ فقال‌:

أَيُّهَا النَّاسُ! اسْمَعُوا قَوْلِي‌، وَلاَ تَعْجَلُوا حَتَّي‌ أَعِظَكُمْ بِمَا يَحِقُّ عَلَيَّ لَكُمْ ؛ وَحَتَّي‌ أُعْذِرَ إلَيْكُمْ! فَإنْأَعْطَيْتُمُونِي‌ النِّصْفَ كُنْتُمْ بِذَلِكَ أَسْعَدَ! وَإنْ لَمْتُعْطُونِي‌ النِّصْفَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ فَأَجْمِعُوا رَأْيَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُو´ا إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ! إنَّ وَلِــِّيَ اللَهُ الَّذِي‌ نَزَّلَ الْكِتَـ"بَ وَهُوَ يَتَوَلَّي‌ الصَّـ"لِحِينَ.

ثُمَّ حمد الله‌ وأثني‌ عليه‌، وذكر الله‌ تعالي‌ بما هو أهله‌، وصلّي‌ علي‌ النبي‌ّ وآله‌ وعلي‌ ملائكته‌ وأنبيائه‌، فلم‌يُسمع‌ متكلّم‌ قطّ قبله‌ و لا بعده‌ أبلغ‌ في‌ منطق‌ منه‌.

ثمّ قال‌: أمّا بعد، فانسبوني‌ فانظروا مَن‌ أنا، ثمّ ارجعوا إلي‌ أنفسكم‌ وعاتبوها فانظروا هل‌ يصلح‌ لكم‌ قتلي‌ وانتهاك‌ حرمتي‌؟!

ألستُ ابن‌ بنت‌ نبيّكم‌ وابن‌ وصيّه‌ وابن‌ عمّه‌ وأوّل‌ المؤمنين‌ المصدّق‌ لرسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ بما جاء به‌ من‌ عند ربّه‌ ؟!

أو ليس‌ حمزة‌ سيّد الشهداء عمّي‌ ؟ أو ليس‌ جعفر الطيّار في‌ الجنّة‌ بجناحين‌ عمّي‌ ؟!

أولم‌ يبلغكم‌ ما قال‌ رسول‌ الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ لي‌ ولاخي‌: هَذَانِ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟

فإن‌ صدّقتموني‌ بما أقول‌ ـ وهو الحقّ ـ واللهِ ماتعمّدتُ كذباً منذ علمتُ أنَّ اللَه‌ يمقت‌ عليه‌ أهله‌، وإنْكذّبتموني‌ فإنّ فيكم‌ من‌ إنْ سألتُموه‌ عن‌ ذلك‌ أخبركم‌. سَلوا جابر بن‌ عبد الله‌ الانصاريّ وأبا سعيد الخدريّ وسهل‌ بن‌ سعد الساعديّ وزيد بن‌ أرقم‌ وأنس‌ ابن‌ مالك‌، يخبروكم‌ أنّهم‌ سمعوا هذه‌ المقالة‌ من‌ رسول‌الله‌ صلّي‌ الله‌ عليه‌ وآله‌ لي‌ ولاخي‌. أما في‌ هذا حاجزٌ لكم‌ عن‌ سفك‌ دمي‌ ؟!

فقال‌ له‌ شمر بن‌ ذي‌ الجوشن‌: هو يعبد اللهَ علي‌حَرْفٍ إنْ كان‌ يدري‌ ما تقول‌.

فقال‌ له‌ حبيب‌ بن‌ مظاهر: واللهِ إنّي‌ لاراك‌ تعبدُ اللهَ علي‌ سبعين‌ حرف‌، وأنا أشهد أنّك‌ صادق‌ ما تدري‌ مايقول‌، قد طبع‌ اللهُ علي‌ قلبك‌. ثمّ قال‌ لهم‌ الحسين‌ عليه‌السلام‌: فإنْ كنتم‌ في‌ شكٍّ من‌ هذا أفتشكّون‌ أَنّي‌ ابن‌بنت‌ نبيّكم‌ ؟ فواللهِ ما بينَ المشرقِ والمغربِ ابنُبنتِ نَبيٍّ غَيري‌، فيكم‌ ولا في‌ غيركم‌. وَيْحَكُمْ أتطلبوني‌ بقتيلٍ منكمْ قتلتُه‌ ؟ أو مالٍ لكم‌ استهلكتُه‌ ؟ أو بقصاصِ جراحةٍ ؟

فأخذوا لا يكلّمونه‌ ؛ فنادي‌: يا شبث‌ بن‌ ربعيّ! ويا حجّار بن‌ أبجر! ويا قيس‌ بن‌ الاشعث‌! ويا يزيد بن‌ الحارث‌! ألم‌ تكتبوا إليّ: أنْ قدْ أينعت‌ الثمارُ واخضرَّ الجنابُ، وإنّما تَقْدَمُ عَلي‌ جُندٍ لَكَ مُجَنَّدَةٍ ؟!

فقال‌ له‌ قيسُ بن‌ الاشعثِ: ما ندري‌ ما تقول‌ ؛ ولكن‌ انْزِل‌ علي‌ حُكم‌ بَني‌ عمّكَ، فَإنّهم‌ لن‌ يُرُوك‌ إلاّ ما تحبّ.

فَقَالَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: لاَ وَاللَهِ لاَ أُعْطِيكُمْ بِيَدِي‌ إعْطَاءَ الذَّلِيلِ؛ وَلاَ أُقِرُّ لَكُمْ إقْرَارَ الْعَبِيدِ ؛ ثُمَّ نَادَي‌: يَا عِبَادَ اللَهِ! إِنِّي‌ عُذْتُ بِرَبِّي‌ وَرَبِّكُمْ أَن‌تَرْجُمُونِ ؛ وَأَعُوذُ بِرَبِّي‌ وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لاَيُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ.



الخطبة السادسة عشرة

خطبة‌ الإمام‌ الغرّاء يوم‌ عاشوراء
* وروي‌ ابن‌ طاووس‌ الخطبة‌ الغرّاء التالية‌ عن‌ سيّدالشهداء عليه‌ السلام‌ خطبها يوم‌ عاشوراء، بهذا المضمون‌:

قالَ الرَّاوي‌: وَرَكِبَ أَصْحَابُ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ لَعَنَهُمُ اللَهُ، فَبَعَثَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بُرَيْرَ بْنَ خُضَيْرٍ فَوَعَظَهُمْ ؛ فَلَمْ يَسْتَمِعُوا وَذَكَّرَهُمْ فَلَمْ يَنْتَفِعُوا.

فَرَكِبَ الْحُسَيْنُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ نَاقَتَهُ ـ وَقِيلَ فَرَسَهُ ـ فَاسْتَنْصَتَهُمْ فَأَنْصَتُوا. فَحَمِدَاللَهَ، وَأَثْنَي‌ عَلَيْهِ، وَذَكَرَهُ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ؛ وَصَلَّي‌ عَلَي‌ مُحَمَّدٍ وَعَلَي‌ الْمَلاَئِكَةِ وَالاْنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ ؛ وَأَبْلَغَ فِي‌ الْمَقَالِ ؛ ثُمَّ قَالَ:

تَبّاً لَكُمْ أَيَّتُهَا الْجَمَاعَةُ وَتَرَحاً حِينَ اسْتَصْرَخْتُمُونَا وَالِهِينَ، فَأَصْرَخْنَاكُمْ مُوجِفِينَ ؛ سَلَلْتُمْ عَلَيْنَا سَيْفاً لَنَا فِي‌ أَيْمَانِكُمْ! وَحَشَشْتُمْ عَلَيْنَا نَاراً اقْتَدَحْنَاهَا عَلَي‌عَدُوِّنَا وَعَدُوِّكُمْ! فَأَصْبَحْتُمْ ألْباً لاِعْدَائِكُمْ عَلَي‌أَوْلِيَائِكُمْ بِغَيْرِ عَدْلٍ أَفْشَوْهُ فِيكُمْ، وَلاَ أَمَلٍ أَصْبَحَ لَكُمْ فِيهِمْ!

فَهَلاَّ ـ لَكُمُ الْوَيْلاَتُ ـ تَرَكْتُمُونَا ؛ وَالسَّيْفُ مَشِيمٌ، وَالجَأْشُ طَامِنٌ، وَالرَّأْيُ لَمَّا يُسْتَحْصَفْ ؟! وَلكِنْ أَسْرَعْتُمْ إلَيْهَا كَطَيْرَةِ الدَّبَي‌! وَتَدَاعَيْتُمْ إلَيْهَا كَتَهَافُتِ الْفَرَاشِ!

فَسُحْقاً لَكُمْ يَا عَبِيدَ الاْمَّةِ! وَشُذَّاذَ الاْحْزَابِ! وَنَبَذَةَ الْكِتَابِ! وَمُحَرِّفِي‌ الْكَلِمِ! وعُصْبَةَ الآثَامِ! وَنَفَثَةَ الشَّيْطَانِ! وَمُطْفِئِي‌ السُّنَنِ! أَهَؤُلاَءِ تَعْضُدُونَ ؟! وَعَنَّا تَتَخَاذَلُونَ ؟!

أَجَلْ وَاللَهِ غَدْرٌ فِيكُمْ قَدِيمٌ! وَشَجَتْ إلَيْهِ أُصُولُكُمْ! وَتَأَزَّرَتْ عَلَيْهِ فُرُوعُكُمْ! فَكُنْتُمْ أَخْبَثَ ثَمَرٍ شَجاً لِلنَّاظِرِ! وَأُكْلَةً لِلْغَاصِبِ!

أَلاَ وَإنَّ الدَّعِيَّ ابْنَ الدَّعِيِّ قَدْ رَكَزَ بَيْنَ اثْنَتَيْنِ: بَيْنَ السِّلَّةِ وَالذِّلَّةِ ؛ وَهَيْهَاتَ مِنَّا الذِّلَّةُ!

يَأْبَي‌ اللَهُ ذَلِكَ لَنَا وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَحُجُورٌ طَابَتْ وَطَهُرَتْ، وَأُنُوفٌ حَمِيَّةٌ، وَنُفُوسٌ أَبِيَّةٌ، مِنْ أَنْنُؤْثِرَ طَاعَةَ اللِئَـامِ عَلَي‌ مَصَـارِعِ الْكِرَامِ.

أَلاَ وَإنِّي‌ زَاحِفٌ بِهَذِهِ الاْسْرَةِ مَعَ قِلَّةِ الْعَدَدِ، وَخَذْلَةِ النَّاصِرِ. ثُمَّ أَوصَلَ كَلاَمَهُ بِأَبْيَاتِ فَرْوَةَ بْنِ مُسَيْكٍ الْمُرَادِي‌ِّ:
فَإنْ نَهْزِمْ فَهَزَّامُونَ قِدْماً وَإنْ نُغْلَبْ فَغَيْرُ مُغَلَّبِينَا
وَمَا إنْ طِبُّنَا جُبْنٌ وَلَكِنْ مَنَايَانَا وَدَوْلَةُ آخَرِينَا
إذَا مَا الْمَوْتُ رَفَّعَ عَنْ أُنَاسٍ كَلاَكِلَهُ أَنَاخَ بِآخَرِينَا
فَأَفْنَي‌ ذَلِكُمْ سُرَوَاءَ قَوْمِي‌ كَمَا أَفْنَي‌ الْقُرُونَ الاْوَّلِينَا
فَلَوْ خَلَدَ الْمُلُوكُ إذاً خَلَدْنَا وَلَوْ بَقِيَ الْكِرَامُ إذاً بَقِينَا
فَقُلْ لِلشَّامِتِينَ بِنَا أَفِيقُوا سَيَلْقَي‌ الشَّامِتُونَ كَمَا لَقِينَا

ثُمَّ أَيْمُ اللَهِ لاَ تَلْبَثُونَ بَعْدَهَا إلاَّ كَرَيْثِمَا يُرْكَبُ الْفَرَسُ، حَتَّي‌ تَدُورَ بِكُمْ دَوْرَ الرَّحَي‌! وَ تَقْلَقَ بِكُمْ قَلَقَ الْمِحْوَرِ! عَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَي‌َّ أَبِي‌ عَنْ جَدِّي‌ ؛ فَأَجْمِعُو´ا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُو´ا إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ!

إِنِّي‌ تَوَكَّلْتُ عَلَي‌ اللَهِ رَبِّي‌ وَ رَبِّكُم‌ مَا مِن‌ دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ ءَاخِذُ بِنَاصِيَتِهَآ إِنَّ رَبِّي‌ عَلَي‌" صِرَطٍ مُسْتَقِيمٍ.

اللَهُمَّ احْبِسْ عَنْهُمْ قَطْرَ السَّمَاءِ ؛ وَابْعَـثْ عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِني‌ يُوسُفَ ؛ وَسلِّطْ عَلَيْهِمْ غُلاَمَ ثَقِيفٍ! فَيَسُومَهُمْ كَـأْساً مُصَبَّرَةً ؛ فإنَّهُمْ كَذَّبُونَا وَخَذَلُونَا وَأَنْتَ رَبُّنَا! عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإلَيْكَ أَنَبْنَا وَإلَيْكَ الْمَصِيرُ!

منتظرة المهدي 14-Feb-2010 02:08 AM

شعره سلام الله عليه في ليلة العاشر من محرم
بعدما تحدّث لأنصاره وسمع منهم الوفاء والاستعداد للبذل والعطاء عاد إلى خيمته وأخذ ينشد وهو يهيئ سلاحه:

يـا دهـر أُفٍّ لـك مـن خـلـيـل
كـم لـك بـالإشـراق والأصـيـل
مـن صـاحـبٍ وطـالـبٍ قـتيـلِ
والـدهـر لا يـقـنـع بـالبـديـل
وإنّـمـا الأمــر إلـى الجـلـيـل
وكـلّ حـي سـالـك الـسـبـيـل

أشعاره‌ الرجزيّة‌ يوم‌ عاشوراء
* وجاء في‌ كتاب‌ «كشف‌ الغمّة‌» عن‌ كتاب‌ «الفتوح‌» أنـّه‌ عليه‌ السلام‌ لمّا أحاطت‌ به‌ جموع‌ ابن‌ زياد وقتلوا من‌ قتلوا من‌ أصحابه‌ ومنعوهم‌ الماء كان‌ له‌ عليه‌السلام‌ ولدٌ صغير فجاءه‌ سهمٌ منهم‌ فقتله‌، فزمّله‌ الحسين‌ عليه‌ السلام‌ وحفر له‌ بسيفه‌ وصلّي‌ عليه‌ ودفنه‌، (ووقف‌ أمام‌ جيش‌ الاعداء وَحمل‌ عليهم‌ مرتجزاً):
غَدَرَ الْقَوْمُ وَ قِدْماً رَغِبُوا عَنْ ثَوابِ اللَهِ رَبِّ الثَّقَلَيْن‌
قَتَلُوا قِدْماً عَلِيّاً وَابْنَهُ حَسَنَ الْخَيْرِ كَرِيمَ الطَّرَفَيْن‌
حَسَداً مِنْهُمْ وَ قَالُوا أَجْمِعُوا نُقْبِلِ الآنَ جَمِيعاً بِالْحُسَيْن‌
يَا لَقَوْمٍ لاِنَاسٍ رُذَّلٍ جَمَعُوا الْجَمْعَ لاِهْلِ الْحَرَمَيْن‌
ثُمَّ سَارُوا وَ تَوَاصَوْا كُلُّهُمْ لاِجْتِيَاحِي‌ لِلرِّضَا بِالْمُلْحِدَيْن‌
لَمْ يَخَافُوا اللَهَ فِي‌ سَفْكِ دَمِي‌ لِعُبَيْدِ اللَهِ نَسْلِ الْفَاجِرَيْن‌
وَابْنُ سَعْدٍ قَدْ رَمَانِي‌ عَنْوَةً بِجُنُودٍ كَوُكُوفِ الْهَاطِلَيْن‌
لاَ لِشَي‌ْءٍ كَانَ مِنِّي‌ قَبْلَ ذَا غَيْرِ فَخْرِي‌ بِضِيَاءِ الْفَرْقَدَيْن‌
بِعَلِيٍّ خَيْرِ مَنْ بَعْدَ النَّبِي‌ّ وَالنَّبِيِّ الْقُرَشِي‌ِّ الْوَالِدَيْن‌
خَيْرَةُ اللَهِ مِنَ الْخَلْقِ أَبِي‌ ثُمَّ أُمِّي‌ فَأَنَا ابْنُ الْخَيْرَتَيْن‌
فِضَّةٌ قَدْ صُفِيَتْ مِنْ ذَهَبٍ فَأَنَا الْفِضَّةُ وَابْنُ الذَّهَبَيْن‌
مَنْ لَهُ جَدٌّ كَجَدِّي‌ فِي‌ الْوَرَي‌ أَوْ كَشَيْخِي‌ فَأَنَا ابْنُ الْقَمَرَيْن‌
فَاطِمُ الزَّهْرَاءِ أُمِّي‌ وَ أَبِي‌ قَاصِمُ الْكُفْرِ بِبَدْرٍ وَ حُنَيْن‌
وَ لَهُ فِي‌ يَوْمِ أُحْدٍ وَقْعَةٌ شَفَتِ الغِلَّ بِفَضِّ الْعَسْكَرَيْن‌
ثُمَّ بِالاْحْزَابِ وَالْفَتْحِ مَعاً كَانَ فِيهَا حَتْفُ أَهْلِ الْقِبْلَتَيْن‌
فِي‌ سَبِيلِ اللَهِ مَاذَا صَنَعَتْ أُمَّةُ السَّوْءِ مَعاً بِالْعِتْرَتَيْن‌
عِتْرَةِ الْبَرِّ النَّبِي‌ِّ الْمُصْطَفَي‌ وَ عَلِيِّ الْوَرْدِ بَيْنَ الْجَحْفَلَيْن‌

* قال‌ عبد الله‌ بن‌ عَمّار بن‌ يَغوث‌: ما رأيتُ مكثوراً قَطّ قد قُتلَ ولده‌ وأهلُ بيته‌ وصحبُهُ أربط‌ جَأشاً منهُ ولاأمْضي‌ جناناً ولا أجرأ مقدماً، ولقد كانت‌ الرجال‌ تنكشف‌ بين‌ يديه‌ إذا شدّ فيها، ولم‌ يثبتْ له‌ أحد.

فصاح‌ عُمر بن‌ سَعد بالجمع‌: هذا ابنُ الانْزَعِ البطين‌ ، هذا ابنُ قتّالِ العرب‌، احملوا عليه‌ من‌ كلّ جانب‌! فأتته‌ أربعةُ آلاف‌ نبلة‌ ، وحال‌ الرجال‌ بينه‌ وبين‌ رحله‌، فصاح‌ بهم‌ سيّد الشهداء عليه‌ السلام‌:



نداؤه‌ عليه‌ السلام‌ في‌ أتباع‌ آل‌ أبي‌ سفيان‌
يَا شِيعَةَ آلِ أَبِي‌ سُفْيَانَ! إنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ دِينٌ، وَكُنْتُمْ لاَ تَخَافُونَ الْمَعَادَ، فَكُونُوا أَحْرَاراً فِي‌دُنْيَاكُمْ! وَارْجِعُوا إلَي‌ أَحْسَابِكُمْ إنْ كُنْتُمْ عُرْباً كَمَا تَزْعُمُونَ!

فناداه‌ شمر: ما تقولُ يا ابنَ فاطمة‌!

قال‌: أنا الذي‌ أقاتلكم‌ والنِّساءُ ليس‌ عليهنّ جُناح‌ فامنعوا عُتاتكم‌ عن‌ التعرّض‌ لحرمي‌ ما دمتُ حيّاً.
قَالَ اقْصُدُونِي‌ بِنَفْسِي‌ وَاتْرُكُوا حَرَمِي‌ قَدْ حَانَ حِينِي‌ وَقَدْ لاَحَتْ لَوَائِحُهُ
فقال‌ شمر: لك‌ ذلك‌!

وقصده‌ القوم‌، واشتدّ القتال‌ وقد اشتدّ به‌ العطش‌.

ثمّ إنّه‌ عليه‌ السلام‌ رجع‌ إلي‌ الخيمة‌ وودّع‌ عياله‌ ثانياً، فحملوا عليه‌ يرمونه‌ بالسهام‌، فحمل‌ عليهم‌ كالليث‌ الغضبان‌، ورجع‌ إلي‌ مركزه‌ يُكثر من‌ قول‌: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَهِ!

* ورماه‌ أبو الحُتوف‌ الجُعْفي‌ بسهم‌ في‌ جبهته‌، فنزعه‌ وسالت‌ الدماء علي‌ وجهه.


دعاؤه‌ عليه‌ السلام‌ علي‌ أهل‌ الكوفة‌ و مخاطبته‌ لهم‌
اللَهُمَّ إنَّكَ تَرَي‌ مَا أَنَا فِيهِ مِنْ عِبَادِكَ هَؤُلاَءِ الْعُصَاةِ! اللَهُمَّ أَحْصِهِمْ عَدَداً! وَاقْتُلْهُمْ بَدَداً! وَلاَ تَذَرْ عَلَي‌ وَجْهِ الاْرْضِ مِنْهُمْ أَحَداً! وَلاَ تَغْفِرْ لَهُمْ أَبَداً!

و صاح‌ بصوت‌ عالٍ: يَا أُمَّةَ السَّوْءِ بِئْسَمَا خَلَّفْتُمْ مُحَمَّداً فِي‌ عِتْرَتِهِ! أَمَا إنَّكُمْ لاَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً بَعْدِي‌ فَتَهَابُونَ قَتْلَهُ! بَلْ يَهُونُ عَلَيْكُمْ ذَلِكَ عِنْدَ قَتْلِكُمْ إيَّاي‌َ! وَأَيْمُ اللَهِ إنِّي‌ لاَرْجُو أَنْيُكْرِمَنِيَ اللَهُ بِالشَّهَادَةِ، ثُمَّ يَنْتَقِمَ لِي‌ مِنْكُمْ مِنْ حَيْثُ لاَتَشْعُرُونَ!
فقال‌ الحُصَيْن‌: وبماذا ينتقم‌ لك‌ منّا يا ابن‌ فاطمة‌ ؟

قال‌ (عليه‌ السلام‌): يُلقي‌ بأسَكم‌ بينكم‌ ويسفك‌ دماءَكُم‌ ثُمّ يصبّ عليكم‌ العذابَ صَبّاً.



السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين .


الساعة الآن »08:01 AM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc