منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=128)
-   -   موسوعه اصحاب الائمه عليهم السلام (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=16900)

رياض ابو طالب 18-Apr-2010 01:50 AM

موسوعه اصحاب الائمه عليهم السلام
 
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم

كثيرا مانسمع او نقرأ اسماء لبعض اصحاب الائمه الذين يروون الروايات والاحاديث عن اهل البيت عليهم السلام والتي يعتبرها علمائنا بانهم ثقات فلذلك احببنا ان نقدم تفاصيل عن هؤلاء الرجال الذين اوصلوا الينا المذهب بهذه الصورة كعرفان منا اليهم لانهم جاهدوا في سبيل اظهار دين الحق ونسال الله ان يوفقنا ويوفقكم لكل خير

أبان بن تغلب(رضوان الله عليه)

أبوسعيد بن رباح البكريّ الجريريّ الكِنديّ الرّبعيّ الكوفيّ، الأديب، القارئ، الفقيه، المفسّر، وأحد المحدّثين المشهورين عند الإماميّة. ولا توجد لدينا معلومات دقيقة عن تاريخ ولادته ومحلّها. وأمضى جُلّ عمره مع التّابعين وأفاد منهم، لذا عدّه ابن حبّان من مشاهير أتباعهم بالكوفة.
أدرك أبان الإمامَ السّجّاد، والإمام الباقر، والإمام الصّادق عليهم السّلام، وأخذ منهم العلوم المتداولة يومئذٍ كعلم الحديث، ونال منزلة رفيعة في مدرسة الإمام الصّادق عليه السّلام، وكان معروفاً بكثرة الرّواية عنه عليه السّلام حتّى قيل إنّه روى ثلاثين ألف حديث. وكان من أعاظم القرّاء، بل كان يقرأ القرآن الكريم بطريقة خاصّة عُرفت بين القرّاء.
وكان يُعدّ من أُولي الرأي الحصيف في القرآن، والحديث، والفقه، والأدب، واللغة، والنّحو. ونقل الشّيخ الطّوسيّ أنّ الإمام الصّادق عليه السّلام انتدبه مرّةً لمناظرةٍ أدبيّة مع أحد المدّعين، وكان قال له: «اجلس في مسجد المدينة وأفتِ الناس، فإنّي أحبّ أن يُرى في شيعتي رجلٌ مثلُك».
وثّقه علماء الرّجال الشّيعة، وأيّد وثاقته محقّقو الرجال من أهل السّنّة كأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبي حاتم، والنَّسائيّ. كانت وفاته سنة (141 هـ) .
نُسبت إلى أبان كتب لم تصل الينا، ولم ترد أسماؤها في الفهارس. وفي ما يأتي بعضها:


1. معاني القرآن.
2. كتاب القراءات.
3. الغريب في القرآن.
4. الفضائل.
5. كتاب صفيّن

رياض ابو طالب 18-Apr-2010 01:54 AM

اللهم صل على مجمد وال مجمد وعجل فرجهم
أبو الأسود الدؤلي ( رضوان الله عليه )
اسمه ونسبه :

ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حَلس ابن نفاثة بن عدي بن الدئل بن بكر بن عبد مناة ، من قبيلة كِنَانة .

ولادته :

المُرجّح عند المؤرخين أنه ولد في الجاهلية قبل الهجرة النبوية بـ ( 16 ) عاماً .

إسلامه :

كان أبو الأسود ممن أسلم على عهد النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وغالب الظن أن أبا الأسود دخل الإسلام بعد فتح مكة وانتشاره في قبائل العرب ، وبعد وفاة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) انتقل إلى مكة والمدينة .

مواهبه العلمية :

كان أبو الأسود – من خلال ملكاته النفسية – يميل إلى المجالات الثقافية والفكرية ، ونرى ذلك واضحاً في أعماله وآثاره ، فقد أكَّد المؤرخون والمترجمون على ذلك .

وقد شعر أبو الأسود نفسه بما يملكه من مواهب ، فأخذ بتزويد نفسه من مختلف المجالات الثقافية المتعارفة آنذاك ، سواء المجالات التي تتصل بالشريعة الإسلامية ، كالفقه ، والقرآن الكريم ، والأحاديث الشريفة ، أو غيرها كاللغة ، والنحو ، والأدب .

أساتذته :

اتجه أبو الأسود في عقيدته الدينية لأهل البيت ( عليهم السلام ) ، وربما نشأ هذا الاتجاه في نفسه منذ بداية إسلامه .

وبما أنه كان من التابعين والشيعة – كما يجمع على ذلك المؤرخون – فلابد أن يكون أكثر اتصالاً وصحبة للإمام علي ( عليه السلام ) وللصحابة من شيعته ومواليه .

وقد روى أبو الأسود عن أمير المؤمنين والحسن والحسين وعلي بن الحسين ( عليهم السلام ) ، وروى أيضاً عن أبي ذر وابن عباس وغيرهم .

تلاميذه :

هناك بعض الأفراد أخذوا العلم من أبي الأسود ، ودرسوا على يَدَيه ، وخاصة علم النحو والعربية ، وقراءة القرآن الكريم ، وقد رووا عنه أيضاً بعض الروايات الشريفة .

يقول ابن الأثير في ( الكامل ) ، في حوادث سنة تسعين من الهجرة : وفيها توفي نصر بن عاصم الليثي النحوي ، وقد أخذ النحو عن أبي الأسود الدؤَلي .

ويقول أيضاً في حوادث سنة تسع وعشرين ومِائة : وفيها مات يحيى بن يعمر العدوي بـ ( خُرَاسان ) ، وكان قد تعلَّم النحو من أبي الأسود الدؤَلي ، وكان من فُصحاء التابعين ، وغيرهما من النحاة والقُرّاء الذين كان لهم دورهم الثقافي آنذاك .

وفي ( الروضات ) : وقيل أن أبا الأسود خَلَّف خمسة من التلامذة ، منهم عطاء ، والآخر أبو حرب – وهما ابناه – ، وثلاثة آخرين ، وهم : عنبسة ، وميمون ، ويحيى بن النعمان العداوني .

وفي ( بهجة الآمال ) : وبالجملة ، لأبي الأسود تلامذة فُضَلاء ، منهم سعد بن شداد الكوفي النحوي المُضحِك ، المعروف بـ ( سعد الرابية ) .

سيرته :

رغم توجه أبو الأسود واهتمامه الكبير بالمجالات الثقافية نراه قد شارك في الكثير من الحوادث والأنشطة السياسية والاجتماعية لتلك الفترة الحاسمة من تاريخ الإسلام .

ومن الجدير به أن يشارك في مثل هذه الممارسات ، لِمَا كان يملكه من خصائص ومؤهلات ، فقد وُصِف بالعقل ، والذكاء ، والتدبير ، والفقاهة ، وغيرها مما يوجِّه له الأنظار .

ومما يفرض على ولاة الأمور أن يسندوا إليه بعض المهام التي تتلاءم ومؤهلاته ، وأكثر ما وصفه مترجموه أنه كان مُتَّسِما بالعقل ، وأنه من العقلاء .

ولعل مرادهم من هذا التعبير حُسن التصرف والتدبير ، والحِنْكة في إدارة الأمور ومعالجة القضايا .

وقد نشأ ذلك من مواهب ذاتية ، ومن تربية جيدة ، ومن خلال تجاربه في الحياة كما صَرَّح بذلك نفسه .

أقوال العلماء فيه :

لو راجعنا كتب الرجال – سواء عند الشيعة أو أهل السنة – لرأينا أكثرها متفقة على مدح أبي الأسود بمختلف التعابير التي تدل على مدحه ، ولو أردنا استعراض أقوالهم وآرائهم في ذلك لطال المجال .

فقد ذكره الشيخ الطوسي في عدة مواضع من رجاله مكتفياً بأنه من أصحاب أمير المؤمنين والحسن والحسين وعلي بن الحسين ( عليهم السلام ) وأنه مِمَّن رَوى عنهم .

وفي كتاب ( اختيار معرفة الرجال ) : ( أبو الأسود الدؤَلي من أصفياء أصحاب أمير المؤمنين والسبطين والسجاد ( عليهم السلام ) وأجِلاَّئهم ) .

وهذه الألفاظ تدل على مدحه إنْ لم نَقُل أنها تدل على توثيقه .

ويقول الشيخ المامقاني في ( تنقيح المقال ) بعد ترجمة موسعة له : ( ثُمَّ لا يُخفى أن الرجل من الحسان لكونه شيعياً ممدوحاً بما سَمعتُ ) .

وفي ( عمدة عيون صحاح الآثار ) : ( أبو الأسود الدؤلي هو من بعض الفضلاء الفصحاء من الطبقة الأولى ، ومن شعراء الإسلام وشيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ) .

ويقول أبو الفرج في ( الأغاني ) : ( وكان أبو الأسود من وجوه التابعين ، وفقهائهم ، ومُحدِّثيهم ) .

وقال في ( غاية النهاية ) عنه : ( ثقة جليل ) .

ولكن يمكن أن نقول أن توثيق الرجل لا ينحصر بهذه الألفاظ المعينة ، بل يمكن استفادة توثيقه من بعض القرائن والأحوال ، كتأمير الإمام ( عليه السلام ) له على الجيش ، أو ولايته على بلد ، أو من سيرة حياته .

وفاته :

اتفقت أكثر الروايات على وفاته في سنة ( 69 هـ ) ، وكذلك اتفق أكثر المؤرخين على تحديد عمره حين وفاته بـ ( 85 ) عاماً .

رياض ابو طالب 19-Apr-2010 01:52 AM

مالك الأشتر ( رضوان الله عليه )
اسمه ونسبه :
هو مالك بن الحارث بن عبد يَغوث بن سَلِمة بن ربيعة .. بن يَعرُب بن قحطان .
ولُقِّب بـ ( الأشتر ) لأن إحدى عينيه شُتِرَت – أي شُقّت – في معركة اليرموك .
ولادته :
لم تذكر لنا المصادر التاريخية تاريخاً محدِّداً لولادته ، ولكن توجد قرائن تاريخية نستطيع من خلالها معرفة ولادته على وجهٍ تقريبيٍّ تخمينيٍّ .
فقد قُدِّرت ولادته بين سنة ( 25-30 ) قبل الهجرة النبوية الشريفة .
مواقفه :
عاصر مالك الأشتر النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ولكنه لم يره ولم يسمع حديثه ، وذكر عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال فيه النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إنه المؤمن حقاً ، وهذه شهادة تعدل شهادة الدنيا بأسرها .
كما عُدَّ مالك من بين المجاهدين الذين أبلَوا بلاءً حسناً في حروب الردَّة .
كما أنه ذُكر في جملة المحاربين الشُّجعان الذين خاضوا معركة اليرموك ، وهي المعركة التي دارت بين المسلمين والروم سنة ( 13 هـ ) .
وثمَّة إشارات تدل على أن مالكاً كان قبل اليرموك يشارك في فتوح الشام ، ويدافع عن مبادئ الإسلام وقيمه السامية ، ويدفع عن كيان الإسلام وثغور المسلمين شرور الكفار .
وحين دَبَّ الخلاف والاختلاف بين المسلمين في زمن عثمان ، بسبب مخالفة البعض لتعاليم القرآن الكريم وسنة النبي الأمين ( صلى الله عليه وآله ) لم يَسَع الأشترَ السكوتُ .
فجاهد في سبيل الله بلسانه عندما رأى عبد الله بن مسعود الصحابي الجليل قد كُسر ضلعه ، وأُخرج بالضرب من المسجد النبوي .
ونال عمّارُ بن ياسر من العنف والضرب ما ناله ، وهو الصحابي الشهم المخلص المضحي .
ولقي أبو ذرّ ما لقي من النفي والتشريد ، وقطع عطائه والتوهين بكرامته ، وهو الذي مُدح مدحاً جليلاً على لسان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
ولاؤه لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) :
وفي خلافة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وحكومته ، كانت مواقف الأشتر واضحةً جَليَّة المعالم .
فهذا العملاق الشجاع أصبح جُندياً مخلصاً لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فلم يفارق الإمام ( عليه السلام ) قطٌّ ، كما كان من قَبلِ تَسَلُّمِ الإمامِ لخلافَتِهِ الظاهرية .
فلم يَرِد ولم يصدُر إلا عن أمر الإمام علي ( عليه السلام ) حتى جاء المدح الجليل على لسان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فكان أن كتب ( عليه السلام ) في عهده له إلى أهل مصر ، حين جعله والياً على هذا الإقليم :
أما بعد ، فقد بَعثتُ إليكم عبداً من عباد الله ، لا ينام أيّامَ الخوف ، ولا يَنكُل عن الأعداء ساعاتِ الرَّوع ، أشدُّ على الفُجار من حريق النار ، وهو مالك بن الحارث أخو مَذْحِج .
ولهذا القول الشريف مصاديق مشرقة ، فقد كان لمالك الأشتر هذه المواقف والأدوار الفريدة : أولاً : قيل : أنه أول مَن بايَعَ الإمامَ علياً ( عليه السلام ) على خلافته الحقة ، وطالب المُحجِمين عن البيعة بأن يقدموا ضمانة على أن لا يُحدِثوا فِتَناً ، لكن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أمره بتركهم ورأيَهُم .
ثانياً : زَوَّد أميرَ المؤمنين ( عليه السلام ) بالمقاتلين والإمدادات من المحاربين في معركة الجمل الحاسمة ، مستثمراً زعامته على قبيلة مِذحج خاصة ، والنَّخَع عامة ، فحشَّد منهم قواتٍ مهمة .
فيما وقف على ميمنة الإمام ( عليه السلام ) في تلك المعركة يفديه ويُجندِل الصَّناديد ، ويكثر القتل في أصحاب الفتنة ، والخارجين على طاعة إمام زمانهم .
ثالثاً : وفي مقدمات معركة صفين عمل مالك الأشتر على إنشاء جسر على نهر الفرات ليعبر عليه جيش الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فيقاتل جيش الشِّقاق والانشقاق بقيادة معاوية بن أبي سفيان .
وكان له بَلاء حَسَن يوم السابع من صفر عام ( 37 هـ ) حين أوقع الهزيمة في جيش معاوية .
ولمّا رفع أهل الشام المصاحف ، يخدعون بذلك أهل العراق ، ويستدركون انكسارهم وهلاكهم المحتوم ، انخدع الكثير ، بَيْد أن مالكاً لم ينخدع ولم يتراجع حتى اضطَرَّهُ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى الرجوع .
كما اضطُرَّ إلى قبول صحيفة التحكيم – وكان لها رافضاً – خضوعاً إلى رضى إمامه ( عليه السلام ) .
شعره وأدبه :
لما كان مالك الأشتر صاحب تلك المواقف الشامخة حاول بعضهم أن يهملوا شعره ويطمسوه ، لكنهم لم يفلحوا في إطفاء الشمس .
ومن خصائص شعر مالك أن الغالب عليه غرضُ الحماسة والبطولة ، وهو انعكاس للصراع الخطير والمرحلة التاريخية الحساسة التي كان يمر بها الإسلام .
وقد جادت به قريحته النابضة الحَيَّة فيه ، ولعل الشعر البُطُولِيِّ هو الغالب العام في قصائده ، بما يمتاز به من سلاسة وروعة . نذكر هذين البيتين كنموذج قالهما لعمرو بن العاص في صفين :
يا ليت شعري كيف لي بعمرو ذاك الذي أجبت فيه نذري
ذاك الذي أطلبه بوتري ذلك الذي فيه شفاء صدري
وإلى موهبته الشاعرية الهادفة كان الأشتر ذا قوة خطابيّة فائقة ، مشفوعة بحُجَّةٍ واضحة ، وقدرة نادرة على تقديم البراهين المقنعة والأجوبة المُفحِمة .
وكان من خطبه في أحد أيام صفين قوله : ( الحمد لله الذي جعلَ فينا ابنَ عمِّ نبيِّه ، أقدَمُهُم هجرة ، وأوّلُهم إسلاما ، سيفٌ من سيوف الله صَبَّه على أعدائه ، فانظروا إذا حمِيَ الوَطيسُ ، وثار القَتام ، وتكسَّر المُرَّان ، وجالَت الخيلُ بالأبطال ، فلا أسمع إلا غَمغمةً أو همهمة ، فاتَّبِعوني وكوني في أثري ) .
شهادته :
وبعد حياة حافلة بالعز والجهاد ، وتاريخ مشرق في نصرة الإسلام والنبوة والإمامة ، يكتب الله تعالى لهذا المؤمن الكبير خاتمةً مشرِّفة ، هي الشهادة على يد أرذل الخَلْق .
فكان لأعداء الله طمع في مصر ، لقربها من الشام ولكثرة خراجها ، ولتمايل أهلها إلى أهل البيت ( عليهم السلام ) وكراهتهم لأعدائهم .
فبادر معاوية بإرسال الجيوش إليها ، وعلى رأسها عمرو بن العاص ، ومعاوية بن حديج ليحتلَّها .
فكان من الخليفة الشرعي الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أن أرسل مالكَ الأشتر ( رضوان الله عليه ) والياً له على مصر .
فاحتال معاوية في قتله ( رضوان الله عليه ) داسّاً إليه سُمّاً بواسطة الجايستار – وهو رجل من أهل الخراج – .
وقيل : كان دهقان القُلْزُم ، وكان معاوية قد وعد هذا ألا يأخذ منه الخراج طيلة حياته إن نفذ مهمته الخبيثة تلك .
فسقاه السم وهو في الطريق إلى مصر ، فقضى مالك الأشتر ( رضوان الله عليه ) شهيداً عام ( 38 هـ ) .

الاوائل الخمسة 19-Apr-2010 07:53 PM

جزاك الله كل خير

رياض ابو طالب 22-Apr-2010 12:07 AM

السلام عليكم
ابن السكيت(رضوان الله عليه)
(186-224هـ)
أبو يوسف يعقوب بن إسحاق، اللغويّ، النّحويّ، الرّاوي، الشّيعيّ المذهب، والسّكّيت لقب أبيه إسحاق، وعُرِف به لفرط سكوته. ولد ابن السكّيت في الدّورق، وهي من مدائن خوزستان، ثمّ رحل منها إلى بغداد مع أُسرته. وأفاد فيها من دروس أساتذة كبار كأبي عمرو الشّيبانيّ، والفرّاء، وابن الأعرابيّ، والأثرم، ونصران الخراسانيّ، وكلّهم كانوا من أعلام العلم والأدب آنذاك. وما لبث أن صار في مصافّ علماء عصره كابن الأعرابيّ، وأبي العبّاس ثعلب، وعُرف كأحد كبار فقهاء اللغة وصيارفة الكلام.
وكان لابن السّكّيت دور بالغ الأهميّة في جمع أشعار العرب وتدوينها مضافاً إلى نشاطاته الملحوظة في النّحو واللغة. وكان شديد التمسّك بالسّنّة النّبويّة والعقائد الدّينيّة، فقام بجمع الرّوايات ونقلها مع اهتمامه بجمع الشّعر العربيّ وتدوينه. وعدّه الذّهبيّ قويّاً في دينه، برّاً محسناً. وأشارت مصادر أُخرى إلى أنه استمات في حبّ أهل البيت عليهم السّلام. وذهب النجاشيّ إلى أنّه كان من خاصّة الإمامين الجواد والهادي عليهما السّلام، وأشار إلى رواياته عن الإمام الجواد عليه السّلام.
اغترف من علمه طلاّب كُثر. وكان يقرِضُ الشّعرَ أيضاً. وأثنى عليه الذّهبيّ. ودلّت معظم المصادر على أن سبب قتله إظهاره الحبّ الشّديد لآل عليّ عليه السّلام أمام المتوكّل العبّاسيّ.
وإليكم بعض آثاره المطبوعة:
1ـ إصلاح المنطق.
2ـ الأضداد.
3ـ الألفاظ.
4ـ القلب والإبدال.
كما أنّ له مؤلّفات مخطوطة، ونُسب إليه عدد من الكتب أيضاً.


شاذان(رضوان الله عليه)
(ت 260 هـ)


أبومحمّد الفضل بن شاذان بن خليل الأزديّ النيسابوريّ، متكلّم وفقيه إماميّ، نسبه ينتهي إلى قبيلة الأزد العربيّة. وكان أبوه شاذان بن خليل يُعدّ من محدّثي الإماميّة. وابنه كان أحد المعتمدين الثّقات بين علماء الإماميّة في خراسان أيّام الإمام العسكريّ عليه السّلام. وقد ذكر الكشّيّ صلته الوثيقة بالإمام عليه السّلام. وكان أبرز بُعدٍ علميّ في شخصيّة ابن شاذان هو كلامه، كما ذكره الشّيخ الطّوسيّ بوصفه متكلّماً جليلاً. وعدّه المحقّق الحلّيّ من الطراز الأوّل بين فقهاء الإماميّة.
وكان المترجَم له أحد الرّواة في سلسلة أسناد كثير من أحاديث الإماميّة، ونصّ النّجاشيّ على توثيقه. مرض ابن شاذان في أواخر سنة 259هـ.، و وافاه الأجل في أوائل عام 260هـ.، وقبره الآن في نيسابور.
بلغت كتبه 180 كتاباً، وبعضها في الكلام والفقه. وذكرها النّجاشيّ في رجاله، والطّوسيّ في فهرسته، ومنها:

1. الإيضاح.
2. إثبات الرجعة.
3. الطلاق.
4. العلل.
5. الفرائض الكبير.
6. الفرائض الأوسط.
7. الفرائض الصغير.
8. مسائل البلدان.
9. يوم وليلة.

نور العتره 22-Apr-2010 06:28 AM

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمه للعالمين
أبي القاسم محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين

شكراً جزيلاً لكم أخي الفاضل رياض أبو طالب على هذه المشاركه القيمه

http://www.mezan.net/forum/g11/175.gif

رياض ابو طالب 23-Apr-2010 01:19 AM

السلام عليكم
الأخ الأوائل الخمسه
الأخت ثم اهتديت
شكرا لكم على المرور

الرضية 25-Apr-2010 03:22 PM

الاخ رياض شكرا لك على هذا الموضوع استئذنك سانقل البعض من هذا الموضوع وارسله الى بعض الاصدقاء المحتاجين الى هذا النوع من المواضيع
موفقين لعمل الخير واثقل الله ميزانك بالحسنات

رياض ابو طالب 25-Apr-2010 11:50 PM

السلام عليكم
الأخت الكريمه الرضيه
مشكورة على المرور والأمر لايحتاج الى اذن لأن الموضوع نقلته من منتدى اخر وبدات اضيف عليه ما اجد من مواد خلال تجوالي بين المنتديات والكتب والهدف هو ان نعرف من وقف مع ساداتنا ائمه اهل البيت عليهم السلام ولنحاول ان نقتدي بهم
مرة اخرى اختي الكريمه مشكوره على المرور

رياض ابو طالب 25-Apr-2010 11:55 PM

أبو رافع ( رضوان الله عليه )

غَلَبتْ عليه كنيتُه ، واختُلف في اسمه ، فقيل : أسلمُ ، وهو أشهر ما قيل فيه ، وقيل : إبراهيم‏ وقيل غير ذلك .

أحد الوجوه البارزة في التشيّع ، ومن السابقين إلى التأليف والتدوين والعلم ، وأحد صحابة الإمام الأبرار .

كان غلاماً للعبّاس عمّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ثمّ وهبه العبّاس للنبي ، ولمّا أسلم العبّاس وبلّغ أبو رافع رسولَ‏ الله ( صلى الله عليه وآله ) بإسلامه أعتقه‏ .

شهد أبو رافع حروب النبي ( صلى الله عليه وآله ) كلّها إلا بدراً ، ووقف بعده إلى جانب الإمام أمير المؤمنين ‏( عليه السلام ) ثابت العقيدة ولم يفارقه‏ ، وهو أحد رواة حديث الغدير ، وعُدّ من أبرار الشيعة وصالحيهم وكان مع الإمام ( عليه السلام ) أيضاً في جميع معاركه‏ ، وكان مسؤولاً عن بيت ماله بالكوفة .

ولأبي رافع كتاب كبير عنوانه ( السُّنن والقضايا والأحكام ) ، يشتمل على الفقه في أبوابه المختلفة ، رواه جمع من المحدّثين الكبار وفيهم ولده .

وله كتب اُخرى منها كتاب ( أقضية أمير المؤمنين ) ، و( كتاب الديات ) وغيرهما .

ذهب أبو رافع مع الإمام الحسن ( عليه السلام ) إلى المدينة بعد استشهاد الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ووضع الإمام الحسن المجتبى ( عليه السلام ) نصف بيت أبيه تحت تصرّفه .

في رجال النجاشي عن أبي‏ رافع : دخلت على رسول‏ الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو نائم ، أو يوحى إليه ، وإذا حيّة في جانب البيت ، فكرهت أن أقتلها فاُوقظه ، فاضطجعت بينه وبين الحيّة ، حتى إن كان منها سوء يكون إليّ دونه ، فاستيقظَ وهو يتلو هذه الآية :

( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ الله وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) .

ثمّ قال : الحمد للَّه الذي أكمل لعلي ( عليه السلام ) مُنيته ، وهنيئاً لعلي بتفضيل الله إيّاه ، ثمّ التفت ، فرآني إلى جانبه ، فقال : ما أضجعك هاهنا يا أبا رافع ؟ فأخبرته خبر الحيّة ، فقال : قم إليها فاقتلها ، فقتلتها .

ثمّ أخذ رسول‏ الله ( صلى الله عليه وآله ) بيدي فقال : يا أبا رافع كيف أنت وقوم يقاتلون عليّاً هو على الحقّ وهم على الباطل ! يكون في حقّ الله جهادهم ، فمن لم يستطِع جهادهم فبقلبه ، فمن لم يستطع فليس وراء ذلك شي‏ء ؟ فقلت : ادعُ لي إن أدركتهم أن يُعينني الله ويُقوّيني على قتالهم ، فقال: اللهمّ إن أدركهم فقوِّه وأعِنْه ، ثمّ خرج إلى الناس ، فقال : يا أيّها الناس ! من أحبّ أن ينظر إلى أميني على نفسي وأهلي ، فهذا أبو رافع أميني على نفسي‏ .

وروي أنّه توفي سنة 40 هـ .

ماهرالصندوق 28-Apr-2010 11:18 AM

السلام عليكم أخي أبو طالب وجهد مشكور
إن هؤلاء العمالقة كان لهم الدور الأساس في تثبيت المذهب الحق مذهب آل البيت عليهم السلام
وكان حبهم للأئمة عليهم السلام ومعرفتهم بقدرهم هو النبراس الذي ساروا به في حياتهم
وهنا اسمح أن أروي قصة استشهاد ابن السكيت (رضي الله عنه)
كان ابن السكيت معلماً ومؤدباً لأولاد المتوكل العباسي
وقد وصل إلى هذا الناصبي أن ابن السكيت من الرافضة
فأراد أن يتأكد من هذه التهمة فاستدعاه وسأله :
من أحب إليك الحسن والحسين أم ولدي ؟؟؟؟؟؟
فانتفض ابن السكيت وقال : والله لشسع نعل قنبر أحب إلي منك ومن ولديك
فأمر المتوكل اللعين بضرب عنق هذا العبد الصالح
أحسنت أبوطالب الغالي

رياض ابو طالب 29-Apr-2010 12:57 AM

السلام عليكم

أبو سعيد الخُدري ( رضوان الله عليه )


هو سعد بن مالك بن سنان بن الخزرج الأنصاري ، مشهور بكنيته ( أبو سعيد ) ، ولد سنة 10 قبل الهجرة .

شهد أبو سعيد الخدري الخندقَ وبيعة الرضوان ، و قال أبو سعيد : عُرضتُ يوم أحد وأنا ابن ثلاث عشرة ، فجعل أبي يأخذ بيدي ويقول : يا رسول الله إنّه عبل [ ضخم ] العظام ، و جعل نبي الله يصعِّد في النظر ويصوِّبه ثمّ قال : رُدّه فردّني .

كان أحد الصحابة والوجوه البارزة المشهورة من الأنصار وكان من المحدّثين الكبار ، وفي عداد رواة حديث الغدير ، وحديث المنزلة ويعد من أجلاء الصحابة الذين كانت لهم مواقف مشرِّفة مع أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) ومن الذين شهدوا لعلي ( عليه السلام ) بالولاية يوم الغدير .

روي أنّ عليّاً ( عليه السلام ) قام فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أنشد الله من شهد يوم غدير خم إلاّ قام ، فقام سبعة عشر رجلاً منهم أبو سعيد الخدري .

لم يترك مرافقة أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، وكان إلى جانبه في معركة النهروان .

ذكره الإمام الصادق ( عليه السلام ) بتبجيل وتكريم ، ونصّ على استقامته في طريق الحق .

في كتاب أُسد الغابة : توفي أبو سعيد سنة 74 هـ ودفن بالبقيع ، وقيل غير ذلك .

رياض ابو طالب 10-May-2010 01:46 AM

السلام عليكم
أُبي بن كعب ( رضوان الله عليه )
نسبه :

هو أُبي بن كعب بن قيس بي عبيد من بني النجار من الخزرج .

يكنى بـ ( أبو المنذر ) .

مكانته العلمية :

كان أّبي بن كعب من فقهاء صحابة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وكان من كُتَّاب الوحي ، ومن أفضل قرّاء كتاب الله عزّ وجل ، وهو أحد الإثنا عشر الذين بايعوا الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، في بيعة العقبة .

وقد روي أن أُبي بن كعب قال :

سألني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما هي برأيك أعظم آية جاءت في القرآن الكريم ؟ ، فقلت : آية الكرسي ، فضرب رسول الله (صلى الله عليه وآله) على صدري ، وقال لي : ليهنئك العلم يا أبا المنذر .

وروى الكليني في الكافي : عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال :

( نحن آل النبي ( صلى الله عليه وآله ) نقرأ كتاب الله على قراءة أُبي بن كعب ) .

وروي أن الصحابي قيس بن عبادة قال :

ذهبت إلى المدينة وجالست جميع أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، إلا أن أُبي بن كعب كانت له عندي منزلة خاصة ، وكنت أرى باقي الصحابة يكنون له نفس الودّ والاحترام ، لأنه كان عندما يتحدث أحس بأن كلامه مؤثر ، فيصتون إليه .

موقفه من بيعة أبي بكر :

جاء في كتاب ( الاحتجاج ) للطبرسي :

( أنكر على أبي بكر بيعته اثنا عشر رجلاً من المهاجرين والأنصار ، كان أُبي واحداً منهم ، حيث نهض بوجه أبي بكر وهو على المنبر ، فقال له : يا أبا بكر لا تجحد حقاً جعله الله لغيرك ، ولا تكن أول من عصى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في وصيته وصفيه وصدف عن أمره ، وأردد الحق إلى أهله تسلم ، ولا تَتَمادَ في غيِّك فتندم ، وبادر الإنابة يخف وزنك ، ولا تختص نفسك بهذا الأمر الذي لم يجعله الله لك فتلقى وبال عملك ، فعن قليل تفارق ما أنت فيه وتصير إلى ربك ، فيسألك عما جنيت ) .

وفاته :

اختلفت الروايات في وفاة أُبيِّ بن كعب ، فمنهم مَن قال كان وفاته سنة ( 19 هـ ) ، ومنهم مَن قال في سنة ( 36 هـ )

رياض ابو طالب 16-May-2010 12:39 AM

السلام عليكم
نتابع معكم
سلمان المحمدي(رضوان الله عليه)
من اهل بلاد فارس، لم تحدد الروايات تاريخاً لولادته، قرأ أخبار الاديان وهاجر الى الحجاز ويِعد من السابقين الأوليين الى الاسلام.


شهد مع الرسول (صلى الله عليه وآله) بدراً، ولم يفته بعد ذلك، مشهد من المشاهد.



سيرته ومنزلته :

روي عن الامام الصادق (عليه السلام) أنه قال فيه : ( كان عبداً صالحاً، حنيفا ، مسلما، وما كان من المشركين)، وفي حديث عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) : لا تغلطن في سلمان، فان الله تبارك وتعالى أمرني أن اطلعه على علم البلايا والمنايا والأنساب، وفصل الخطاب ..

وقد أدرك العلم الأول والآخر، وهو بحر لا ينزف، وقد أخبر عن مصارع الشهداء في كربلاء ، وعن أمر الخوارج ..

وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من وجوه، أنه قال : لو كان الدين عند الثريا لناله سلمان.

وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بحقه : (سلمان منا أهل البيت).
وعن الامام الصادق (عليه السلام) : كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأمير المؤمنين صلوات الله عليه يحدثان سلمان بما لا يحتمله غيره، من مخزون علم الله، ومكنونه.

ويأتيه الأمر : يا سلمان، إئت منزل فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإنها اليك مشتاقة، تريد أن تتحفك بتحفة قد اتحفت بها من الجنة ..

وعلمته صلوات الله وسلامه عليها أحد الأدعية أيضاً ..

وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : سلمان مني، ومن جفاه فقد جفاني، ومن آذاه فقد آذاني...

وقال الامام الصادق (عليه السلام) ـ حسبما روي ـ : ( لا تقل : سلمان الفارسي، ولكن قل: سلمان المحمّدي).

موقفه من بيعة امير المؤمنين (عليه السلام) :

كان سلمان (رحمه الله) أحد الذين بقوا على أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد وفاته ..

وكان من المعترضين على صرف الاُمر عن علي أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى غيره، وله احتجاجات على القوم في هذا المجال، هو وأبيّ بن كعب رحمه الله.

وفاته :
توفي سلمان المحمدي سنة 34 هـ، وتولى غسله وتجهيزه، والصلاة عليه ودفنه الامام علي(عليه السلام)، وقد جاء من المدينة إلى المدائن من أجل ذلك. وهذه القضية من الكرامات المشهورة لأمير المؤمنين (عليه السلام).

وقد نظم أبو الفضل التميمي هذه الحادثة، فقال :

سمعت مني يســيراً من عجائبه وكل أمر علي لم يزل عــجبا
أدريت في ليلة سار الـوصي إلى أرض المدائن لما أن لـها طلبا
فألحد الطهر سلمانـاً ، وعـاد إلى عراص يثرب والإصباح ما قربا
كآصف لـم تـقل أأنت بـلى أنا بـحيدر غـال أورد الكـذبا


وقبره الآن معروف بالمدائن جنوب العاصمة بغداد.

رياض ابو طالب 07-Jun-2010 12:47 AM

السلام عليكم
نتابع معكم اخوتي الكرام
الأحنف بن قيس ( رضوان الله عليه (


قصة إسلامية :

روي أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أرسل جماعة يرأسهم رجل من بني ليث إلى البصرة ليدعوا أهلها إلى الإسلام والتمسك بفضائله ، لكنه لم يجد أذناً صاغية ، فقال الأحنف للناس : والله أن الرجل يدعو إلى خير ، ويأمر بالخير ، وما أسمع إلا حُسناً ، وأنه ليدعو إلى مكارم الأخلاق وينهى عن رذائلها .

ولما عاد الليثي إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ذكر له ما جرى هناك وما سمعه من الأحنف ، فقال ) صلى الله عليه وآله ) : ( اللهم اغفر للأحنف ) ، فكان الأحنف بعد ذلك يقول : فما شيء أرجى عندي من ذلك ، يعني من دعوة النبي (صلى الله عليه وآله) ، فَأسلَمَ .

أبرز صفاته :

أدرك الأحنف عصر النبي ( صلى الله عليه وآله ) ولكنه لم يراه ، وكان يُعد من دُهاة العرب ، وكان رجلاً عالماً حكيماً وشجاعاً وصاحب رأي .

وقد تميز بصفة الحلم حتى صار العرب يضربون به المثل فيقولون : ( أحلم من الأحنف(.

وسُئل ذات مرة كيف أصبحت رئيساً لقومك ؟ ، فقال : بعوني للمحتاجين ونصرتي للمظلومين .

موقفه مع أمير المؤمنين ( عليه السلام ( :

شهد الأحنف بن قيس جميع حروب الإمام علي ( عليه السلام ) ، إلا حرب الجمل ، إذ قال لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) قبل الخروج : يا أمير المؤمنين ، إِختَر مني واحدة من اثنتين ، إما أن أقاتل معك بمئتي محارب ، وإما أن أكف عنك ستة آلاف سيقاتلون مع طلحة والزبير ، فقال أمير المؤنين ( عليه السلام ) : أكفف عنا الستة آلاف أفضل ، فذهب الأحنف إليهم ودعاهم إلى القعود واعتزل بهم ، وكان ذلك سبباً في عدم ذهابه إلى حرب الجمل .

موقفه من خلافة معاوية :

روى صاحب أعيان الشيعة :

دخل الأحنف وجماعة من أهل العراق يوماً على معاوية ، فقال له معاوية : أنت الشاهر علينا السيف يوم صفين ، ومخذل الناس عن أم المؤمنين } عائشة { ؟ ، فقال له : يا معاوية لا تذكر ما مضى منا ، ولا تردّ الأمور على أدبارها ، والله إن القلوب التي أبغضناك بها ، يومئذٍ لفي صدورنا ، وإن السيوف التي قاتلناك بها لعلى عواتقنا ، والله لا تمدّ إلينا شبراً من غدر ، إلا مددنا إليك ذراعاً من ختر [غدر] .

وفاته :

توفي الأحنف بن قيس ( رضوان الله عليه ) سنة ( 67 هـ ( في الكوفة

الحرالرياحي 10-Jun-2010 02:25 PM

السلام عليكم أخي أبو طالب
نقل موفق بوركت يداك
وجعلها الله في موازين اعمالك يوم القيامة.

رياض ابو طالب 16-Jun-2010 01:55 AM

السلام عليكم
نتابع معكم
كان جابر بن عبد الله منقطعا الينا اهل البيت ................. الامام الصادق (ع)

--------------------------------------------------------------------------------


لمحات من سيرة جابر بن عبد الله الانصاري
مع النبي صلى الله عليه و آله وسلم
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الانصاري المدني الخزرجي . صحابي جليل عظيم الشأن من اصحاب رسول الله صلى عليه و آله وسلم .
اسلم هو وابوه قبل الهجرة , و هو من السبعين الذين بايعوا النبي صلى الله عليه و آله ليلة العقبة .
شهد بدرا وثماني عشر غزوة مع النبي صلى عليه و آله.
مات سنة 74 بعد ان كف بصره وله من العمر 94 .

--------------------------------------------------------------------------------

مع امير المؤمنين الامام علي عليه السلام
كان جابر بن عبد الله من اصحاب امير المؤمنين علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) , وكان يدور في سكك المدينة متوكئا على عصاه و يقول :
علي خير البشر من أبى فقد كفر .
يا معشر الانصار أدبوا أولادكم على حب علي بن ابي طالب ( عليه السلام )
و سئل جابر بن عبد الله عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال :
ذاك خير البشر , والله ان كنا لنعرف المنافقين على عهد رسول الله ( صلى الله عليه و آله) ببغضهم اياه .



--------------------------------------------------------------------------------

مع سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام

عن عطية العوفي قال :
خرجت مع جابر بن عبد الله الانصاري ( رحمه الله ) زائرين قبر الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) , فلما وردنا كربلاء ( في العشرين من صفر ) دنا جابر من شاطئ الفرات فاغتسل ثم لبس قميصا كان معه طاهرا ، ثم فتح صرة فيها سعد فنثرها على رأسه و بدنه ، ثم لم يخط خطوة إلا ذكر الله تعالى ، حتى إذا دنا من القبر كبر ثلاثا ثم قال : المسنيه ، فألمسته ، فخر على القبر مغشيا عليه . فرششت عليه شيئا من الماء ، فلما أفاق قال : يا حسين ،ثم قال : حبيب لا يجيب حبيبه .
ثم قال : وانى لك بالجواب وقد شحطت أوداجك وفرق بين بدنك ورأسك فأشهد انك ابن خاتم النبيين وابن سيد المؤمنين وابن حليف التقوى وسليل الهدى وخامس أصحاب الكساء وابن سيد النقباء وابن فاطمة سيدة النساء . ومالك لا تكون هكذا وقد غذتك كف سيد المرسلين وربيت في حجر المتقين ورضعت من ثدي الايمان وفطمت بالاسلام . فطبت حيا وطبت ميتا . غير ان قلوب المؤمنين غير طيبة لفراقك فعليك سلام الله ورضوانه ، وأشهد انك مضيت على ما مضى عليه أخوك يحيى بن زكريا .
ثم جال ببصره حول القبر وقال : السلام عليكم أيتها الأرواح التي حلت بفناء الحسين وأناخت برحله ، أشهد أنكم أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر وجاهدتم الملحدين وعبدتم الله حتى أتاكم اليقين .
والذي بعث محمدا بالحق ( نبيا ) لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه .
قال عطية : فقلت له : يا جابر كيف ولم نهبط واديا ولم نعل جبلا ولم نضرب بسيف ، والقوم قد فرق بين رؤوسهم وأبدانهم واوتمت أولادهم وارملت أزواجهم ؟
فقال لي : يا عطية سمعت حبيبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من أحب قوما حشر معهم ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم . والذي بعث محمدا بالحق نبيا ان نيتي ونية أصحابي على ما مضى عليه الحسين ( عليه السلام ) وأصحابه .
خذني نحو أبيات كوفان . فلما صرنا في بعض الطريق قال : يا عطية هل اوصيك وما أظن انني بعد هذه السفرة ملاقيك . أحبب محب آل محمد ( عليهم السلام ) ما أحبهم. وابغض مبغض آل محمد ما أبغضهم, وإن كان صواما قواما . وارفق بمحب محمد وآل محمد ، فانه إن تزل له قدم بكثرة ذنوبه ثبتت له اخرى بمحبتهم . فان محبهم يعود إلى الجنة ومبغضهم يعود إلى النار .


--------------------------------------------------------------------------------

مع الامام زين العابدين علي بن الحسين
والامام الباقر محمد بن علي عليهما السلام
أتى جابر بن عبد الله باب علي بن الحسين زين العابدين ( عليه السلام ) وبالباب أبو جعفر محمد بن علي ( عليه السلام ) في أغيلمة من بني هاشم قد اجتمعوا هناك ، فقال له جابر من أنت يا غلام ؟ قال : أنا محمد بن علي بن الحسين ، فبكى جابر وقال : أنت والله الباقر عن العلم . ادن مني بأبي أنت وامي ، فدنا منه ، فقال : اقرؤك عن جدك رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) السلام ، فقد قال ( صلى الله عليه وآله ) لي : يوشك ان تعيش ، وتبقى حتى تلقى من ولدي من اسمه اسمي وشمائله شمائلي ، يبقر العلم بقرا ، فاذا لقيته فاقرئه مني السلام . ثم قال له : إئذن لي على أبيك علي بن الحسين ( عليه السلام ) .
ثم أذن لجابر فدخل عليه فوجده في محرابه قد انضته العبادة ، فنهض زين العابدين ( عليه السلام ) وسأله عن حاله سؤالا حثيثا ثم أجلسه بجنبه فأقبل جابر عليه يقول له : يابن رسول الله أما علمت ان الله انما خلق الجنة لكم ولمن أحبكم وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم ، فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك .
فقال له علي بن الحسين ( عليه السلام ) : يا صاحب رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) أما علمت ان جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولم يدع الاجتهاد ، وقد تعبد بأبي هو وامي حتى انتفخ الساق وورم القدم ، فقيل له : أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فقال : أفلا أكون عبدا شكورا . فلما نظر جابر الى علي بن الحسين ( عليه السلام ) وانه ليس يغني قول من يستميله من الجهد والتعب الى القصد قال له : يابن رسول الله ، البقاء على نفسك فانك من اسرة بهم يستدفع البلاء وبهم تستمطر السماء . فقال : يا جابر لا أزال على منهاج آبائي حتى القاه .
فأقبل جابر على من حضر وقال : والله ما رؤي من أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين إلا يوسف بن يعقوب ، والله لذرية علي بن الحسين ( عليه السلام ) أفضل من ذرية يوسف بن يعقوب ، ان منه لمن يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا .

منتظرة المهدي 19-Jun-2010 04:59 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم

أحسنت وطيب اله أنفاسك
موفق لكل خير

رياض ابو طالب 29-Jun-2010 01:30 AM

الأخت منتظرة المهدي
شكرا لك للمرور وطيب الله انفاسك ايضا اختي الكريمه
نتابع معكم
شهادة محمد بن أبي بكر (رضي الله عنه)
اسمه وكنيته ونسبه (رضي الله عنه):
أبو القاسم، وقيل: أبو عبد الرحمن، محمّد بن أبي ‏بكر بن أبي‏ قُحافة.
أُمّه (رضي الله عنه):
السيّدة أسماء بنت عُميس الخثعمية.
ولادته (رضي الله عنه):
ولد عام 10 هـ بذي الحُلَيفة، في وقت كان رسول ‏الله (صلى الله عليه وآله) قد تهيّأ مع جميع أصحابه لأداء حجَّة الوداع.
نشأته (رضي الله عنه):
كانت أُمّه السيّدة أسماء قد تزوّجت جعفر بن أبي‏ طالب (رضي الله عنه)، وهاجرت معه إلى الحبشة، وبعد استشهاده في معركة مؤتة تزوَّجها أبو بكر، وبعد موته تزوّجها الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، فانتقلت إلى بيته مع أولادها، وفيهم محمّد الذي كان يومئذ ابن ثلاث سنين.
فنشأ في حِجر الإمام علي (عليه السلام) إلى جانب الحسن والحسين (عليهما السلام)، وامتزجت روحه بهما، وكان الإمام (عليه السلام) يعتبره مثل أبناءه حيث يقول فيه: (محمّد ابني من صُلب أبي ‏بكر).
جانب من حياته (رضي الله عنه):
كان محمّد أيّام حكومة عثمان بن عفّان في مصر، وفيها بدأ انتقاده على حكومة عثمان، واشترك في الثورة عليه، وبعد تصدِّي الإمام علي (عليه السلام) للخلافة، حمل كتابه إلى أهل الكوفة قبل نشوب حرب الجمل، وكان على الرجَّالة فيها.
وبعد انتهاء المعركة بانتصار الإمام (عليه السلام) على أهل الجمل، تولَّى متابعة الشؤون المتعلِّقة بعائشة ـ باعتبارها أخته ـ، وأعادها إلى المدينة المنوّرة.
مقامه (رضي الله عنه):
كان محمّد مُجِدّاً في الجهاد والعبادة، ولِجِدِّه في عبادته سُمِّي عابد قريش، وهو جدُّ الإمام الصادق (عليه السلام) من الأُمَّهات‏.
ولاَّه الإمام علي (عليه السلام) على مصر عام 36 هـ، وكتب له عهداً بذلك، بعدما عزل قيس بن سعد عنها، وكان الإمام (عليه السلام) يُثني عليه، ويذكره بخير في مناسبات مختلفة.
أقوال الأئمّة (عليهم السلام) فيه: نذكر منهم ما يلي:
1ـ قال الإمام الكاظم (عليه السلام): (إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين حواري محمّد بن عبد الله، رسول الله (صلى الله عليه وآله)، الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر).
( ثم ينادي: أين حواري علي بن أبي طالب، وصي محمّد بن عبد الله رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي، ومحمّد بن أبي بكر، وميثم بن يحيى التمّار مولى بني أسد، وأويس القرني) (1).
2ـ قال الإمام علي (عليه السلام): (محمّد ابني من صلب أبي بكر) (2).
3ـ قال الإمام الصادق (عليه السلام): (ما من أهل بيت إلاّ ومنهم نجيب من أنفسهم، وأنجب النجباء من أهل بيت سوء منهم: محمّد بن أبي بكر) (3).
أقوال العلماء فيه: نذكر منهم ما يلي:
1ـ قال العلاّمة الحلّي في خلاصة الأقوال: (جليل القدر، عظيم المنزلة، من خواص علي (عليه السلام)).
2ـ قال الشيخ علي النمازي الشاهرودي في مستدركات علم الرجال: (هو من حواري أمير المؤمنين (عليه السلام)... ومن خواصّه، من الأصفياء، ومن السابقين المقرّبين).
كتاب الإمام علي (عليه السلام) إلى أهل مصر:
قال (عليه السلام): (أحسنوا أهل مصر مؤازرة محمّد أميركم، واثبتوا على طاعته، تردوا حوض نبيّكم (صلى الله عليه وآله)، أعاننا الله وإيّاكم على ما يرضيه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته) (4).
شهادته (رضي الله عنه):
استشهد محمّد (رضي الله عنه) في 14 صفر 38 هـ في مصر، على يد معاوية بن حُدَيج الكندي، الذي أرسله معاوية مع جيش جرّار لاحتلال مصر، ومن ثم إحراقه في جوف جلد حمار ميت.
حزن الإمام علي (عليه السلام) عليه:
لقد حزن الإمام علي (عليه السلام) على محمّد بن أبي بكر حتّى رؤي ذلك فيه، وتبيّن في وجهه، وقام في الناس خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (فلقد كان إليَّ حبيباً، وكان لي رَبيباً، فعند الله نحتسبه ولداً ناصحاً، وعاملاً كادحاً، وسيفاً قاطعاً، وركناً دافعاً).
وقال المدائني: وقيل لعلي (عليه السلام): لقد جزعت على محمّد بن أبي بكر يا أمير المؤمنين؟ فقال: (وما يمنعني ! إنّه كان لي ربيباً، وكان لبني أخاً، وكنت له والداً، أعدّه ولداً) (5).
ـــــــــ
1ـ الاختصاص: 61.
2ـ شرح نهج البلاغة 6/53.
3ـ روضة الواعظين: 286.
4ـ الأمالي للشيخ المفيد، مجلس 31 ح3.
5ـ شرح نهج البلاغة 6/94.
بقلم : محمد أمين نجف

رياض ابو طالب 08-Jul-2010 02:05 AM

السلام عليكم
نتابع معكم
أبو ذر الغفاري ( رضوان الله عليه )
اسمه ونسبه :
جُندَب بن جُنادة ، ونسبه المعلوم إلى عدنان يعضد انتماءه إلى قبيلة بني غِفار .
ولادته :
لم يقدِّم لنا المؤرّخون معلومات عن تاريخ ولادته ، لكنهم لمَّا ذكروا أنه توفّي وهو شيخ كبير ، فلا بد أنه كان قد عَمَّر طويلاً قبل الإسلام .
إسلامه :
ذهب المؤرّخون إلى أنه كان في ثُلَّة الأوائل الذين آمنوا بالإسلام ، وعدُّوه رابعَ أو خامس من أسلم .
موقف شجاع :
كان أبو ذر من الإخلاص والجرأة بحيث وقف في الكعبة ، وأعداء الرسالة كانوا فيها ، ونادى بأعلى صوته : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله .
وبهذه الصورة افتتح تحدِّيه للأصنام ، وتحدِّيه للحكّام الجائرين المتكبرين في مكة ، وأعلن رفضه التام الصريح لهم ، وما كان للمسلمين - يومذاك - مثل هذه الجرأة من التحدي لقريش .
فركض الجميع ، وبدأوا بضرب أبي ذر ، وبدأوا بالشتم والطعن والسب ، وبدأ الناس بالتكاثر ، فلقد كانت وليمة دسمة للارتفاع عند السادة المتكبرين .
وبدأت الإمدادات بالوصول لتوِّها لضرب البطل أبي ذر ، وبقي ثابتاً صامداً رغم قسوة الظروف ، وكثرة الهراوات واللكمات التي تسقط على جسمه ، كان صوته يرتفع : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله .
بقي صامداً رغم الضربات القاسية ، فالإرادة والعزيمة والتصميم كانت قوية عنده ، وحينما سقط بأيدي الجهة الطاغية ، استخلصه أحد القوّاد من بين براثن الجهلة المضللين ، قائلاً : أتقتلون الرجل ، وطريقكم على غفار ، تمرُّون عليها بقوافلكم كل يوم ؟!!
فتركوه كارهين ، وهم ينظرون إليه نظرات تشفٍّ وحقد ، والكل يعد ويمنِّي نفسه ، إذا ما وجده بمفرده فلسوف يحرقه بالنار سبعين مرة .
سحب أبو ذر نفسه إلى أن وصل إلى زمزم ، والدماء تسيل من جميع جوارحه ، فغسل جميع جراحاته ، ونظَّف جسمه من الدم ، وكأنه يقول : مرحباً بدماء الحرية ، لقد وجدت هويتي في هذه الدماء ، هذه وثيقة إرادتي الحرة ، وضريبة العقيدة التي لا تلين أمام زيف الباطل ، رغم قوته .
ثم اتَّجه نحو المنبع الفكري ، اتجه إلى الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، ليستزيد منه علماً وتجربة ، وليأخذ منه التعاليم والدروس الحركية .
إن أبا ذر سيكرر المشهد ثانية ، لكن سيعيدها بزخم أكبر وأشد قوة ، بعد أن استزاد من توجيهات الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، قوة فوق قوة ، وصلابة فوق صلابة .
فقد قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( قل الحق وإن كان مُرّاً ) .
وقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( لا تَخَف في الله لَومَة لائم ) .
وإن الطغاة يحسون أبا ذر ثقيلاً عليهم ، فهو صعب الاستمالة ، وكرر التجربة وقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
سحبوه وضربوه حتى كاد أن يموت ، وأثخنوه بجراحات كبيرة ، ولكنهم لم يستطيعوا أن يثنوه عن عزمه ، لو كانوا يفعلون بالجبل ما فعلوه بأبي ذر ، لكان قد أصبح قاعاً صفصفاً ، لكنه بقي صامداً .
فالمؤمن أشدُّ من الجبل ، لأن الجبل يستقلّ منه المعاول ، والمؤمن لا يستقل من دينه شيء .
جهاده في زمن النبي ( صلى الله عليه وآله ) :
قَدِم أبو ذر إلى المدينة المنورة سنة ( 6 هـ ) ، فأسكنه النبي ( صلى الله عليه وآله ) في المسجد ، مع عِدَّةٍ من المسلمين الفقراء ، وهؤلاء هم المشهورون بأصحاب ( الصُّفَّة ) .
وقد شهد أبو ذر عدداً من الغزوات مثل غزوة الغابة ، كما شهد سَرِيَّة قرب المدينة .
وخَلَفَ النبيَّ ( صلى الله عليه وآله ) على المدينة في غزوة بني المصطلق ، وعُمرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) سنة ( 7 هـ ) فاضطلع بأعمالها ، ورفع لواء بني غفار ، وهم ثلاثمِائة في فتح مكة ، ومرَّ به على أبي سفيان .
منزلته :
يتمتع هذا الصحابي الجليل بمنزلة رفيعة مرموقة خاصة بين الإمامية ، ويسمُّونه والثلاثة الآخرين معه ( سلمان والمقداد وعمّار ) الذين ثبتوا على ولائهم للإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) بـ( الأركان الأربعة ) .
وتدل الروايات المأثورة عن الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) في أبي ذر على أنهم كانوا ينظرون إليه كرجلٍ زاهد كامل ، وقوله وعمله أسوة للشيعة ، وكانوا ( عليهم السلام ) يحدثون شيعتهم دائماً بسيرته ومواعظه .
وحريٌّ بالذكر أن نص النبي ( صلى الله عليه وآله ) على صدقه في الحديث المتواتر المشهور : ( مَا أظلَّت الخضراء ومَا أقَلَّت الغبراء أصدَق لهجةً من أبي ذرٍّ ) .
دفع علماء الشيعة والسنة إلى الثناء عليه و تمجيده .
موقفه من بيعة أبي بكر :
عندما انتقل النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى جوار ربه ، واستُخلف أبو بكر سنة ( 11 هـ ) ، كان أبو ذر في الصفوة التي أقبلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، رافضاً بيعة أبي بكر ، ثم بايعه مُكْرَهاً .
وبلغ في القُرب من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) درجةً أنه كان معه في الخاصة من أصحابه عند تشييع السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ودفنها .
موقفه من عثمان :
ساء أبو ذر ما رأى من ممارسات عثمان في المدينة ، وعامله معاوية في دمشق مِن مثل محاباته قُرباه بالأعمال المهمة .
ودفعه الأموال الطائلة ، وكنز الثروات ، والتبذير والإسراف ، وانتهاك السُّنّة النبوية ، فامتعض منهما وغضب عليهما .
فأراد عثمان إبعاده عن المدينة ( عاصمة الخلافة ) ، فأتفق مع معاوية على إبعاده إلى الشام ، ولما وصل إلى الشام بقي هناك على نهجه في التصدي إلى مظاهر الإسراف والتبذير لأموال المسلمين ، وظل صامداً بالرغم من محاولات معاوية في ترغيبه في الدنيا وتطميعه .
وبعد أن عجز عنه معاوية راسل عثمان في شأنه ، فطلب عثمان من معاوية أن يُرجِع أبا ذر إلى المدينة بُعنف ، فأركبه معاوية على جمل بلا غطاء ولا وطاء .
ولمَّا دخل المدينة منهَكاً متعَباً حاول عثمان أن يسترضيه بشيءٍ من المال ، فرفض ذلك ، وواصل انتقاده للنظام الحاكم والأسرة الأموية ، فغضب عثمان وأمر بنفيه إلى الرَّبَذة ، ليُبعده عن الناس .
نفيه إلى الربذة :
عند خروجه من المدينة متوجّهاً إلى منفاه ( الرّبذة ) ، شايعه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وبعض مقرَّبيه ، على الرغم من الحظر الذي فرضه عثمان .
وتكلّم الإمام ( عليه السلام ) عند توديعه كلاماً بليغاً ، أثنى فيه على أبي ذر ، وذمَّ عثمان وأعوانه .
وموقف الإمام ( عليه السلام ) هذا في مشايعة أبي ذرّ ودعمه أدّى إلى مواجهة شديدة بينه وبين عثمان .
توجَّه أبو ذر إلى الربذة مع زوجته وابنته ، وأقام هناك ومعه بعض الغلمان ، وعدد من الأغنام والجمال إلى صحراء الربذة ، حيث لا ماء ولا كلأ ، وهو مشرد عن وطنه ، وعن حرم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) له .
فحطَّ الرحال ، ونصب الخيمة بمفرده ، وأخذ يستعدُّ للمصير الذي أخبره به النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، حيث قال فيه : ( يَرحم الله أبا ذر ، يَمشي وَحده ، ويَمُوت وحده ، ويُبعَث وحده ، ويشهده عصابة من المؤمنين ) .
وفاته :
في المنفى ( الربذة ) اشتدَّ المرض بولده ، بعد أن ماتت زوجته من فرط الجوع ، فالتحق الولد بأمّه أيضاً ، فدفنه ورجع إلى الخيمة ليستريح .
لكنه ( رضوان الله عليه ) كان جائعاً قد ألمَّ به الطوى ، فأصابه الذهول ، وانهارت قواه ، وهو شيخ طاعن في السن ، فنظرت إليه ابنته ، وإذا بعينيه قد انقلبتا ، فبكت .
فقال ( رضوان الله عليه ) : ما يبكيك ؟
قالت : كيف لا أبكي ، وأنت تموت في فلاة من الأرض ، وليس عندنا ثوب يسعنا كفناً لي ولا لك ، ولا بدَّ لي من القيام بجهازك .
فقال ( رضوان الله عليه ) : أبصري الطريق ، لعلَّ هناك أحداً من المؤمنين .
فقالت يائسة : أنَّى ، وقد ذهب الحاج ، وتقطعت الطريق .
لكن أباها قال لها : أبشري ، فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( إنَّ رجالاً من المؤمنين سيدخلونَ الجنة بِتَجهيزِك ) .
فراحت ابنة الثائر العظيم ، ترسل عينيها راجية باكية ، وإذا بركب قادم من بعيد ، أشارت إليهم ، فأسعفوها ، وقالوا : ما لكِ ؟
قالت : أمرؤ من المسلمين ، تُكفِّنُونَه ، وتؤجَرون فيه .
قالوا : ومن هو ؟
قالت : أبو ذر الغفاري ، صاحب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
قالوا : بآبائنا وأمَّهاتِنا هو .
فدخلوا على أبي ذر في خيمته المتواضعة ، فبادرهم ( رضوان الله عليه ) قائلاً : والله ما كذبت ، ولو كان عندي ثوب يسعني كفناً لي ولابنتي ، لم أكفن إلاَّ في ثوب هو لي ولها .
وإني أنشدكم الله أن لا يكفنني رجل منكم كان أميراً ، أو عريفاً ، أو بريداً ، أو نقيباً .
فلم يُجِبه إلاَّ فتى من الأنصار ، قائلاً له : إني أكفنك يا عم في ردائي هذا الذي اشتريته بمال كسبته بعملي ، وفي ثوبين من غزل أمي ، حاكتهما لكي أحرم فيهما .
فقال ( رضوان الله عليه ) : أنت تكفِّنُني ، فثوبك هو الطاهر الحلال .
فاستشهد ، وبقي شاهداً على مجتمعه وعلى التاريخ كله ، وكأنه لم يمت .
أغمض الثائر العظيم عينيه ، وودَّع الدنيا شهيداً ، وكانت وفاته ( رضوان الله عليه ) سنة ( 31 هـ ) أو ( 32 هـ ) .

رياض ابو طالب 08-Jul-2010 02:12 AM

السلام عليكم
نتابع معكم
أبو ذر الغفاري ( رضوان الله عليه )
اسمه ونسبه :
جُندَب بن جُنادة ، ونسبه المعلوم إلى عدنان يعضد انتماءه إلى قبيلة بني غِفار .
ولادته :
لم يقدِّم لنا المؤرّخون معلومات عن تاريخ ولادته ، لكنهم لمَّا ذكروا أنه توفّي وهو شيخ كبير ، فلا بد أنه كان قد عَمَّر طويلاً قبل الإسلام .
إسلامه :
ذهب المؤرّخون إلى أنه كان في ثُلَّة الأوائل الذين آمنوا بالإسلام ، وعدُّوه رابعَ أو خامس من أسلم .
موقف شجاع :
كان أبو ذر من الإخلاص والجرأة بحيث وقف في الكعبة ، وأعداء الرسالة كانوا فيها ، ونادى بأعلى صوته : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله .
وبهذه الصورة افتتح تحدِّيه للأصنام ، وتحدِّيه للحكّام الجائرين المتكبرين في مكة ، وأعلن رفضه التام الصريح لهم ، وما كان للمسلمين - يومذاك - مثل هذه الجرأة من التحدي لقريش .
فركض الجميع ، وبدأوا بضرب أبي ذر ، وبدأوا بالشتم والطعن والسب ، وبدأ الناس بالتكاثر ، فلقد كانت وليمة دسمة للارتفاع عند السادة المتكبرين .
وبدأت الإمدادات بالوصول لتوِّها لضرب البطل أبي ذر ، وبقي ثابتاً صامداً رغم قسوة الظروف ، وكثرة الهراوات واللكمات التي تسقط على جسمه ، كان صوته يرتفع : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً رسول الله .
بقي صامداً رغم الضربات القاسية ، فالإرادة والعزيمة والتصميم كانت قوية عنده ، وحينما سقط بأيدي الجهة الطاغية ، استخلصه أحد القوّاد من بين براثن الجهلة المضللين ، قائلاً : أتقتلون الرجل ، وطريقكم على غفار ، تمرُّون عليها بقوافلكم كل يوم ؟!!
فتركوه كارهين ، وهم ينظرون إليه نظرات تشفٍّ وحقد ، والكل يعد ويمنِّي نفسه ، إذا ما وجده بمفرده فلسوف يحرقه بالنار سبعين مرة .
سحب أبو ذر نفسه إلى أن وصل إلى زمزم ، والدماء تسيل من جميع جوارحه ، فغسل جميع جراحاته ، ونظَّف جسمه من الدم ، وكأنه يقول : مرحباً بدماء الحرية ، لقد وجدت هويتي في هذه الدماء ، هذه وثيقة إرادتي الحرة ، وضريبة العقيدة التي لا تلين أمام زيف الباطل ، رغم قوته .
ثم اتَّجه نحو المنبع الفكري ، اتجه إلى الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، ليستزيد منه علماً وتجربة ، وليأخذ منه التعاليم والدروس الحركية .
إن أبا ذر سيكرر المشهد ثانية ، لكن سيعيدها بزخم أكبر وأشد قوة ، بعد أن استزاد من توجيهات الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، قوة فوق قوة ، وصلابة فوق صلابة .
فقد قال ( صلى الله عليه وآله ) : ( قل الحق وإن كان مُرّاً ) .
وقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( لا تَخَف في الله لَومَة لائم ) .
وإن الطغاة يحسون أبا ذر ثقيلاً عليهم ، فهو صعب الاستمالة ، وكرر التجربة وقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
سحبوه وضربوه حتى كاد أن يموت ، وأثخنوه بجراحات كبيرة ، ولكنهم لم يستطيعوا أن يثنوه عن عزمه ، لو كانوا يفعلون بالجبل ما فعلوه بأبي ذر ، لكان قد أصبح قاعاً صفصفاً ، لكنه بقي صامداً .
فالمؤمن أشدُّ من الجبل ، لأن الجبل يستقلّ منه المعاول ، والمؤمن لا يستقل من دينه شيء .
جهاده في زمن النبي ( صلى الله عليه وآله ) :
قَدِم أبو ذر إلى المدينة المنورة سنة ( 6 هـ ) ، فأسكنه النبي ( صلى الله عليه وآله ) في المسجد ، مع عِدَّةٍ من المسلمين الفقراء ، وهؤلاء هم المشهورون بأصحاب ( الصُّفَّة ) .
وقد شهد أبو ذر عدداً من الغزوات مثل غزوة الغابة ، كما شهد سَرِيَّة قرب المدينة .
وخَلَفَ النبيَّ ( صلى الله عليه وآله ) على المدينة في غزوة بني المصطلق ، وعُمرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) سنة ( 7 هـ ) فاضطلع بأعمالها ، ورفع لواء بني غفار ، وهم ثلاثمِائة في فتح مكة ، ومرَّ به على أبي سفيان .
منزلته :
يتمتع هذا الصحابي الجليل بمنزلة رفيعة مرموقة خاصة بين الإمامية ، ويسمُّونه والثلاثة الآخرين معه ( سلمان والمقداد وعمّار ) الذين ثبتوا على ولائهم للإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) بـ( الأركان الأربعة ) .
وتدل الروايات المأثورة عن الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) في أبي ذر على أنهم كانوا ينظرون إليه كرجلٍ زاهد كامل ، وقوله وعمله أسوة للشيعة ، وكانوا ( عليهم السلام ) يحدثون شيعتهم دائماً بسيرته ومواعظه .
وحريٌّ بالذكر أن نص النبي ( صلى الله عليه وآله ) على صدقه في الحديث المتواتر المشهور : ( مَا أظلَّت الخضراء ومَا أقَلَّت الغبراء أصدَق لهجةً من أبي ذرٍّ ) .
دفع علماء الشيعة والسنة إلى الثناء عليه و تمجيده .
موقفه من بيعة أبي بكر :
عندما انتقل النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى جوار ربه ، واستُخلف أبو بكر سنة ( 11 هـ ) ، كان أبو ذر في الصفوة التي أقبلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، رافضاً بيعة أبي بكر ، ثم بايعه مُكْرَهاً .
وبلغ في القُرب من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) درجةً أنه كان معه في الخاصة من أصحابه عند تشييع السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ودفنها .
موقفه من عثمان :
ساء أبو ذر ما رأى من ممارسات عثمان في المدينة ، وعامله معاوية في دمشق مِن مثل محاباته قُرباه بالأعمال المهمة .
ودفعه الأموال الطائلة ، وكنز الثروات ، والتبذير والإسراف ، وانتهاك السُّنّة النبوية ، فامتعض منهما وغضب عليهما .
فأراد عثمان إبعاده عن المدينة ( عاصمة الخلافة ) ، فأتفق مع معاوية على إبعاده إلى الشام ، ولما وصل إلى الشام بقي هناك على نهجه في التصدي إلى مظاهر الإسراف والتبذير لأموال المسلمين ، وظل صامداً بالرغم من محاولات معاوية في ترغيبه في الدنيا وتطميعه .
وبعد أن عجز عنه معاوية راسل عثمان في شأنه ، فطلب عثمان من معاوية أن يُرجِع أبا ذر إلى المدينة بُعنف ، فأركبه معاوية على جمل بلا غطاء ولا وطاء .
ولمَّا دخل المدينة منهَكاً متعَباً حاول عثمان أن يسترضيه بشيءٍ من المال ، فرفض ذلك ، وواصل انتقاده للنظام الحاكم والأسرة الأموية ، فغضب عثمان وأمر بنفيه إلى الرَّبَذة ، ليُبعده عن الناس .
نفيه إلى الربذة :
عند خروجه من المدينة متوجّهاً إلى منفاه ( الرّبذة ) ، شايعه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وبعض مقرَّبيه ، على الرغم من الحظر الذي فرضه عثمان .
وتكلّم الإمام ( عليه السلام ) عند توديعه كلاماً بليغاً ، أثنى فيه على أبي ذر ، وذمَّ عثمان وأعوانه .
وموقف الإمام ( عليه السلام ) هذا في مشايعة أبي ذرّ ودعمه أدّى إلى مواجهة شديدة بينه وبين عثمان .
توجَّه أبو ذر إلى الربذة مع زوجته وابنته ، وأقام هناك ومعه بعض الغلمان ، وعدد من الأغنام والجمال إلى صحراء الربذة ، حيث لا ماء ولا كلأ ، وهو مشرد عن وطنه ، وعن حرم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) له .
فحطَّ الرحال ، ونصب الخيمة بمفرده ، وأخذ يستعدُّ للمصير الذي أخبره به النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، حيث قال فيه : ( يَرحم الله أبا ذر ، يَمشي وَحده ، ويَمُوت وحده ، ويُبعَث وحده ، ويشهده عصابة من المؤمنين ) .
وفاته :
في المنفى ( الربذة ) اشتدَّ المرض بولده ، بعد أن ماتت زوجته من فرط الجوع ، فالتحق الولد بأمّه أيضاً ، فدفنه ورجع إلى الخيمة ليستريح .
لكنه ( رضوان الله عليه ) كان جائعاً قد ألمَّ به الطوى ، فأصابه الذهول ، وانهارت قواه ، وهو شيخ طاعن في السن ، فنظرت إليه ابنته ، وإذا بعينيه قد انقلبتا ، فبكت .
فقال ( رضوان الله عليه ) : ما يبكيك ؟
قالت : كيف لا أبكي ، وأنت تموت في فلاة من الأرض ، وليس عندنا ثوب يسعنا كفناً لي ولا لك ، ولا بدَّ لي من القيام بجهازك .
فقال ( رضوان الله عليه ) : أبصري الطريق ، لعلَّ هناك أحداً من المؤمنين .
فقالت يائسة : أنَّى ، وقد ذهب الحاج ، وتقطعت الطريق .
لكن أباها قال لها : أبشري ، فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( إنَّ رجالاً من المؤمنين سيدخلونَ الجنة بِتَجهيزِك ) .
فراحت ابنة الثائر العظيم ، ترسل عينيها راجية باكية ، وإذا بركب قادم من بعيد ، أشارت إليهم ، فأسعفوها ، وقالوا : ما لكِ ؟
قالت : أمرؤ من المسلمين ، تُكفِّنُونَه ، وتؤجَرون فيه .
قالوا : ومن هو ؟
قالت : أبو ذر الغفاري ، صاحب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
قالوا : بآبائنا وأمَّهاتِنا هو .
فدخلوا على أبي ذر في خيمته المتواضعة ، فبادرهم ( رضوان الله عليه ) قائلاً : والله ما كذبت ، ولو كان عندي ثوب يسعني كفناً لي ولابنتي ، لم أكفن إلاَّ في ثوب هو لي ولها .
وإني أنشدكم الله أن لا يكفنني رجل منكم كان أميراً ، أو عريفاً ، أو بريداً ، أو نقيباً .
فلم يُجِبه إلاَّ فتى من الأنصار ، قائلاً له : إني أكفنك يا عم في ردائي هذا الذي اشتريته بمال كسبته بعملي ، وفي ثوبين من غزل أمي ، حاكتهما لكي أحرم فيهما .
فقال ( رضوان الله عليه ) : أنت تكفِّنُني ، فثوبك هو الطاهر الحلال .
فاستشهد ، وبقي شاهداً على مجتمعه وعلى التاريخ كله ، وكأنه لم يمت .
أغمض الثائر العظيم عينيه ، وودَّع الدنيا شهيداً ، وكانت وفاته ( رضوان الله عليه ) سنة ( 31 هـ ) أو ( 32 هـ ) .

رياض ابو طالب 12-Jul-2010 11:02 PM

السلام عليكم
أويس القرني ( رضوان الله عليه )
إسمه ونسبه :
أويس بن عامر بن جزء بن مالك بن عمرو بن سعد بن عصوان بن قرن المذحجي المرادي .
زهده :
كان أويس زاهداً معرضاً عن ملذات الدنيا وزخارفها ، وروي أنه كان لديه رداء يلبسه ، إذا جلس مسَّ الأرض ، وكان يردد قول ( اللهم إني أعتذر إليك من كبد جائعة ، وجسد عارٍ ، وليس لي إلا ما على ظهري وفي بطني ) .
وروي في زهده أن رجلاً من قبيلة مراد ، جاء إلى أويس وسلم عليه ، وقال له : كيف أنت يا أويس ؟ ، قال : الحمد لله ، ثم قال له : كيف الزمان عليكم ؟ ، قال : ما تسأل رجلاً إذا أمسى لم يرَ أنه أصبح ، وإذا أصبح لم يرَ أنه يمسي .
يا أخا مراد : إن الموت لم يبقِ لمؤمن فرحاً .
يا أخا مراد : إن معرفة المؤمن بحقوق الله لم تبقِ له فضة ولا ذهباً .
يا أخا مراد : إن قيام المؤمن بأمر الله لم يبقِِ له صديقاً .
منزلته :
كانت لأويس منزلة رفيعة عند النبي والأئمة ( عليهم السلام ) ، وسنبين تلك المنزلة من خلال ما يأتي من الروايات :
الرواية الأولى :
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ليشفعن من أمتي لأكثر من بني تميم وبني مضر ، وأنه لأويس القرني .
الرواية الثانية :
قال الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ : أين حواري محمد بن عبد الله ( صلى الله عليه وآله ) الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه ؟
فيقف سلمان ، والمقداد ، وأبو ذر .
ثم ينادي منادٍ : أين حواري علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وصي محمد بن عبد الله رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟
فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي ، ومحمد بن أبي بكر ، وميثم بن يحيى التمار ، وأويس القرني .
الرواية الثالثة :
قال الكشي في رجاله : كان أويس من خيار التابعين ، ولم يرَ النبي ( صلى الله عليه وآله ) ولم يصحبه ، وهو من الزهاد الثمانية الذين كانوا مع علي ( عليه السلام ) ومن أصحابه ، وكانوا زهاداً أتقياء .
الرواية الرابعة :
قال فيه أبو نعيم ، صاحب حلية الأولياء : سيد العباد ، وعلم الأصفياء من الزهاد ، بشَّر النبي ( صلى الله عليه وآله ) به ، وأوصى به أصحابه .
الرواية الخامسة :
في كتاب خلاصة تهذيب الكمال : أويس القرني سيد التابعين ، وله مناقب مشهورة .
شهادته :
قاتل أويس القرني ( رضوان الله عليه ) بين يدي أمير المؤمنين (عليه السلام) في وقعة صفين حتى استشهد أمامه ، فلما سقط نظروا إلى جسده الشريف ، فإذا به أكثر من أربعين جرح بين طعنة وضربة ورمية .
وكانت شهادته ( رضوان الله عليه ) في سنة ( 37 هـ ) .

رياض ابو طالب 22-Jul-2010 12:20 AM

السلام عليكم
اتابع معكم
الأصبغ بن نباتة ( رضوان الله عليه )
أصبغ بن نباتة التميمي الحنظلي المُجاشِعي ، كان من خاصّة الإمام أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، ومن الوجوه البارزة بين أصحابه ، وأحد ثقاته ، وهو مشهور بثباته واستقامته على حبّه .
وصفته النصوص التاريخيّة القديمة بأنّه شيعي ، وأنّه مشهور بحبّ علي ( عليه السلام ) .
كان من ( شرطة الخميس ) ، ومن اُمرائهم ، عاهد الإمام ( عليه السلام ) على التضحية والفداء والاستشهاد ، وشهد معه الجمل ، وصفين ، وكان معدوداً في أنصاره الأوفياء المخلصين .
في ذكر وقعة صفّين : حرّض الامام علي ( عليه السلام ) أصحابه ، فقام إليه الأصبغ بن نباتة فقال : يا أمير المؤمنين ! قدِّمني في البقيّة من الناس ، فإنّك لا تفقد لي اليوم صبراً ولا نصراً ، أمّا أهل الشام فقد أصبنا منهم ، وأمّا نحن ففينا بعض البقيّة ، أيذن لي فأتقدّم ؟ فقال علي : تقدّم باسم الله والبركة ، فتقدّم وأخذ رايته ، فمضى وهو يقول :
حتّى متى ترجو البقايا أصب
إنّ الرجاء بالقنوط يُدمَ
أما ترى أحداث دهر تنب
فادبُغْ هواك، والأديمُ يُدبَ
والرفق فيما قد تريد أبل
اليوم شغل وغداً لا تفرفرجع الأصبغ وقد خضَبَ سيفه ورمحه دما ، وكان شيخاً ناسكاً عابداً ، وكان إذا لقي القوم بعضهم بعضاً يغمد سيفه ، وكان من ذخائر علي ممّن قد بايعه على الموت ، وكان من فرسان أهل العراق .
هو الذي روى عهده إلى مالك الأشتر ، ذلك العهد العظيم الخالد ، كان من القلائل الذين اُذن لهم بالحضور عند الإمام ( عليه السلام ) بعد ضربته‏ .
عُدّ الأصبغ في أصحاب الإمام الحسن ( عليه السلام ) أيضاً .
له كتاب مقتل الحسين ( عليه السلام ) .
عمّر بعد الامام علي ( عليه السلام ) طويلاً ، توفي بعد المائة .

حبيب بن مظاهر الأسدي (رضوان الله تعالى عليه)

اسمه وكنيته ونسبه :
هو حبيب بن مُظهر ( أو مظاهر ) بن رئاب الأسدي الكِنْدي ، ثمَّ الفقعسي ، ويُكنَّى بـ( أبي القاسم ) ، و يقال له : سيِّد القُرَّاء . وكان ذو جَمال وكمال ، وفي وقعة كربلاء كان عمره 75 سنة ، وكان يحفظ القرآن الكريم كلّه ، وكان يختمه في كلِّ ليلةٍ من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر .

صحبته :
رَوى صاحب كتاب ( مجالس المؤمنين ) : إنَّه تشرَّف بخدمة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، وسمع منه أحاديث ، وكان معزَّزاً مكرَّماً بملازمة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . وقال صاحب ( مجالس المؤمنين ) : حبيب بن مظاهر الأسدي محسوب من أكابر التابعين . فنزل حبيب ( رضوان الله عليه ) الكوفة ، وصحبَ علياً ( عليه السلام ) في جميع حروبه ، فكان من خاصَّته ، ومن أصفياءِ أصحابه وحَمَلة علومه . وجاء في المعين على معجم رجال الحديث : وزاد البرقي : ومن شرطة خَمِيسِه . فإنَّ أقل درجاته أنه من شرطة الخميس ، وهي وحدها تكفي لإثبات جلالته ووثاقته . فثبت أنه ( رضوان الله عليه ) من أصحاب الأئمّة علي والحسنين ( عليهم السلام ) ، وروى عنهم ، وهو من الرجال السبعين الذين نصروا الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، ولقوا آلاف الرجال بأنوفهم الحميَّة ، واستقبلوا الرماح بصدورهم المفعمة بالإيمان ، وجابهوا السيوف بوجوههم المشرقة . فكانت تُعرَض عليهم الأموالُ والأمانُ فيأبون و يقولون : لا عذرَ لنا عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، إنْ قُتِل الحسين ومنَّا عين تطرف . حتى قُتلوا جميعاً بين يديه ، يذبُّون عنه بكربلاء التضحية والفداء ، في اليوم العاشر من المحرَّم الحرام ، من سنة ( 61 هـ ) .

رياض ابو طالب 06-Aug-2010 11:25 PM

السلام عليكم
بين حبيب وميثم ورشيد ( رضوان الله عليهم ) :
قال الكشِّي في حبيب بن مظاهر : جبرائيل بن أحمد [يرفع الحديث إلى فُضيل بن الزبير] : مرَّ ميثم التمَّار على فرس له ، فاستقبل حَبيب بن مظاهر الأسدي عند مجلس بني أسد ، فتحدَّثا حتَّى اختلفَتْ أعناق فرسيهما . ثمَّ قال حبيب : لكأنِّي بشيخ أصلع ، ضخم البطن ، يبيع البطِّيخ عند دار الرزق ، قد صُلب في حُبِّ أهل بيت نبيِّه ( عليهم السلام ) ، يُبقر بطنه على الخشبة ، فقال ميثم : و إنِّي لأعرف رجلاً أحمر ، له ضفيرتان ، يخرج لنصرة ابن بنت نبيِّه ( صلى الله عليه وآله ) ، فيُقتل ، ويُجال برأسه في الكوفة . ثمَّ افترقا ، فقال أهلُ المجلس : ما رأينا أحداً أكذبُ من هذين . فلم يفترق أهل المجلس حتَّى أقبل رشيد الهجري فطلبهما ، فسأل أهل المجلس عنهما ، فقالوا : افترقا وسمعناهما يقولان كذا وكذا . فقال رشيد الهجري : رحم الله ميثماً ، ونسي ( ويُزاد في عطاء الذي يجيء بالرأس مِائة درهم ) ، ثمَّ أدبر . فقال القوم : هذا والله أكذبهم . فقال القوم : والله ما ذهبت الأيَّام والليالي ، حتى رأينا مَيثماً مصلوباً على دار عمرو بن حُريث ، وجيء برأس حبيب بن مظاهر قد قُتل مع الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، ورأينا كُلَّ ما قالوا .

من مواقفه المشرِّفة :
قال أهل السير : جعلَ حبيب ومسلم ابن عوسجة يأخذان البيعة للإمام الحسين ( عليه السلام ) في الكوفة ، حتَّى إذا دخلها عُبيد الله بن زياد وخذَّل أهلها عن مسلم بن عقيل ، وتفرَّق أنصاره ، حبسهما عشائرهما وأخفياهما . فلمَّا ورد الإمام الحسين ( عليه السلام ) كربلاء خرجا إليه مختفيين يسيران الليل ويكمنان النهار حتَّى وصلا إليه . وروى الطبري : ثمَّ دعا عمر بن سعد قرَّة بن قيس الحنظلي ، فقال له : وَيْحك يا قرَّة ، القِ حسيناً فسله ما جاء به ، وماذا يريد ؟ فأتاه قرَّة بن قبس ، فلمَّا رآه الإمام الحسين ( عليه السلام ) مقبلاً ، قال : ( أتَعْرِفُونَ هَذَا ؟ ) . فقال حبيب بن مظاهر : نعم ، هذا رجل من بني حنظلة ، تميمي ، وهو ابن أختنا ، ولقد كنت أعرفه بحسن الرأي ، وما كنت أراه يشهد هذا المشهد . فجاء حتى سَلَّم على الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، وأبلغه رسالة عمر بن سعد إليه ، فقال الإمام الحسين ( عليه السلام ) : ( كَتَبَ إليَّ أهلُ مِصْرِكُم هذا أن أقدِمَ ، فأمَّا إذا كَرِهُوني فَأنَا أنْصَرِفُ عَنْهُم ) . ثمَّ قال حبيب بن مظاهر : وَيْحَكَ يا قرَّة بن قيس ، إنَّما ترجع إلى القوم الظالمين ، أُنصُر هذا الرجل الذي بآبائه أيَّدك الله بالكرامة وإيَّانا معك . فقال له قرَّة : أرجع إلى صاحبي بجواب رسالته وأرى رأيي .

شهادته :
خرج حبيب بن مظاهر الأسدي ( رضوان الله عليه ) يوم الطفِّ وهو يضحك ، فقال له برير بن حصين الهمداني - وكان يقال له : سيِّد القُرَّاء - : يا أخي ، ليس هذا ساعة ضحك . فقال له حبيب : وأيُّ موضِعٍ أحقُّ من هذا بالسرور ؟! والله ما هذا إلاَّ أن تميل علينا هذه الطغاة بسيوفهم فنعانِقُ الحور العين . ولمَّا أصبح الإمام الحسين ( عليه السلام ) يوم العاشر من المحرَّم الحرام ، سنة ( 61 هـ ) ، عبَّأ أصحابه بعد صلاة الغداة ، وكان معه اثنان وثلاثون فارساً وأربعون راجلاً ، فجعلَ زُهَير بن القين في ميمنة أصحابه ، وحبيب بن مظاهر في ميسرة أصحابه ، وأعطَى رايتَه العبَّاسَ أخَاهُ ( عليه السلام ) . ولمَّا رمَى عمر بن سعد بسهمٍ نحو الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، ارتَمَى الناس وبدأ القتال ، وحينما صُرع مسلم بن عوسجة الأسدي ، مشى إليه الإمام الحسين ( عليه السلام ) وحبيب بن مظاهر الأسدي ، فَدَنا منه حبيب فقال : عزَّ عليَّ مصرعك يا مسلم ، أبشِرْ بالجنَّة . فقال له مسلم قولاً ضعيفاً : بشَّرَكَ الله بخير . فقال له حبيب : لولا أنِّي أعلم أنِّي في أثرك ، لاحِقٌ بك من ساعتي هذه ، لأحببتُ أن توصيَني بكلِّ همِّك حتَّى أحفظك في كلِّ ذلك . فقال له مسلم : بل أنا أوصِيكَ بِهَذا رحمَكَ الله - وأهوى بيده إلى الإمام الحسين ( عليه السلام ) - أن تموتَ دونه . فقال له حبيب : أفعلُ ورَبُّ الكعبة . وقاتل حَبيب قتالاً شديداً ، فحمل عليه بديل بن صريم العقفاني ، من بني عقفان من خزاعه ، فضربه حبيب بالسيف فقتله . وحمل عليه آبر من بني تميم فطعنه ، فوقع حبيب ( رضوان الله عليه ) ، فذهب ليقوم فضربه الحصين بن تميم على رأسه بالسيف ، فوقع ونزل إليه التميمي آبر فاحتزَّ رأسه . روى أبو مخنف : حدَّثني محمد بن قيس قال : لمَّا قُتل حبيب بن مظاهر هَدَّ ذلك حسيناً ، وقال : ( عِنْدَ الله أحْتَسِبُ نَفْسي وحُمَاة أصْحَابِي ) . وفي بعض المقاتل : ( للهِ دَرُّكَ يَا حَبِيْب ، لَقَدْ كُنْتَ فَاضِلاً ، تَخْتُم القرآنَ في لَيلْةٍ واحِدَة

رياض ابو طالب 04-Sep-2010 04:28 AM

السلام عليكم
اتابع معكم

أبو سعيد الخُدري ( رضوان الله عليه )


هو سعد بن مالك بن سنان بن الخزرج الأنصاري ، مشهور بكنيته ( أبو سعيد ) ، ولد سنة 10 قبل الهجرة .

شهد أبو سعيد الخدري الخندقَ وبيعة الرضوان ، و قال أبو سعيد : عُرضتُ يوم أحد وأنا ابن ثلاث عشرة ، فجعل أبي يأخذ بيدي ويقول : يا رسول الله إنّه عبل [ ضخم ] العظام ، و جعل نبي الله يصعِّد في النظر ويصوِّبه ثمّ قال : رُدّه فردّني .

كان أحد الصحابة والوجوه البارزة المشهورة من الأنصار وكان من المحدّثين الكبار ، وفي عداد رواة حديث الغدير ، وحديث المنزلة ويعد من أجلاء الصحابة الذين كانت لهم مواقف مشرِّفة مع أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) ومن الذين شهدوا لعلي ( عليه السلام ) بالولاية يوم الغدير .

روي أنّ عليّاً ( عليه السلام ) قام فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أنشد الله من شهد يوم غدير خم إلاّ قام ، فقام سبعة عشر رجلاً منهم أبو سعيد الخدري .

لم يترك مرافقة أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، وكان إلى جانبه في معركة النهروان .

ذكره الإمام الصادق ( عليه السلام ) بتبجيل وتكريم ، ونصّ على استقامته في طريق الحق .

في كتاب أُسد الغابة : توفي أبو سعيد سنة 74 هـ ودفن بالبقيع ، وقيل غير ذلك .



أُبي بن كعب ( رضوان الله عليه )

نسبه :

هو أُبي بن كعب بن قيس بي عبيد من بني النجار من الخزرج .

يكنى بـ ( أبو المنذر ( .

مكانته العلمية :

كان أّبي بن كعب من فقهاء صحابة النبي ) صلى الله عليه وآله ) ، وكان من كُتَّاب الوحي ، ومن أفضل قرّاء كتاب الله عزّ وجل ، وهو أحد الإثنا عشر الذين بايعوا الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، في بيعة العقبة .

وقد روي أن أُبي بن كعب قال :

سألني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما هي برأيك أعظم آية جاءت في القرآن الكريم ؟ ، فقلت : آية الكرسي ، فضرب رسول الله (صلى الله عليه وآله) على صدري ، وقال لي : ليهنئك العلم يا أبا المنذر .

وروى الكليني في الكافي : عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال :

) نحن آل النبي ( صلى الله عليه وآله ) نقرأ كتاب الله على قراءة أُبي بن كعب ( .

وروي أن الصحابي قيس بن عبادة قال :

ذهبت إلى المدينة وجالست جميع أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، إلا أن أُبي بن كعب كانت له عندي منزلة خاصة ، وكنت أرى باقي الصحابة يكنون له نفس الودّ والاحترام ، لأنه كان عندما يتحدث أحس بأن كلامه مؤثر ، فيصتون إليه .

موقفه من بيعة أبي بكر :

جاء في كتاب ( الاحتجاج ) للطبرسي :

) أنكر على أبي بكر بيعته اثنا عشر رجلاً من المهاجرين والأنصار ، كان أُبي واحداً منهم ، حيث نهض بوجه أبي بكر وهو على المنبر ، فقال له : يا أبا بكر لا تجحد حقاً جعله الله لغيرك ، ولا تكن أول من عصى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في وصيته وصفيه وصدف عن أمره ، وأردد الحق إلى أهله تسلم ، ولا تَتَمادَ في غيِّك فتندم ، وبادر الإنابة يخف وزنك ، ولا تختص نفسك بهذا الأمر الذي لم يجعله الله لك فتلقى وبال عملك ، فعن قليل تفارق ما أنت فيه وتصير إلى ربك ، فيسألك عما جنيت ( .

وفاته :

اختلفت الروايات في وفاة أُبيِّ بن كعب ، فمنهم مَن قال كان وفاته سنة ( 19 هـ ) ، ومنهم مَن قال في سنة ( 36 هـ

فارسة علي 04-Sep-2010 07:18 AM

نشكرررك أخي للافاده .. جزيت خيررا

ام علي الحلي 04-Oct-2010 08:45 AM

أحسنت كثيراً اخي الكريم موفق ان شاء الله

رياض ابو طالب 21-Nov-2010 02:17 AM

السلام عليكم
اتابع معكم

ابو سالم

ميثم بن يحيى التمار ( رضي الله عنه )


اسمه وكنيته ونسبه :
أبو سالم ، ميثم بن يحيى التمّار .


عتقه : كان ميثم عبداً لامرأة من بني أسد ، فاشتراه الإمام علي ( عليه السلام ) منها ، وأعتقه ، وقال له : ( ما اسمك ) ؟ فقال : سالم ، فقال ( عليه السلام ) : ( إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أخبرني أنّ اسمك الذي سمّاك به أبوك في العجم ميثم ) .

فقال ميثم : صدق الله ورسوله ، وصدقت يا أمير المؤمنين ، فهو والله اسمي ، قال ( عليه السلام ) : ( فارجع إلى اسمك ، ودع سالماً ، فنحن نكنّيك به ) (1) .


مقامه : كان ميثم من أصحاب الإمام علي والإمام الحسن والإمام الحسين ( عليهم السلام ) ، وكان من شرطة الخميس في حكومة الإمام علي ( عليه السلام ) ، وكان خطيب الشيعة بالكوفة ومتكلِّمها ، وفي مرّة قال لابن عباس : سلني ما شئت من تفسير القرآن ، فإنِّي قرأت تنزيله على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وعلَّمني تأويله (2) .


أقوال الأئمة ( عليهم السلام ) فيه : نذكر منهم ما يلي :
1ـ قال الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : ( إذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين حواري محمّد بن عبد الله رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه ؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر ، ثم ينادى مناد : أين حواري علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وصى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فيقوم عمرو بن الحمق ، ومحمّد بن أبي بكر ، وميثم بن يحيى التمّار ـ مولى بني أسد ـ ، وأويس القرني ) .

قال : ( ثم ينادى المنادى : ... فهؤلاء المتحوّرة أوّل السابقين ، وأوّل المقرّبين ، وأوّل المتحوّرين من التابعين ) (3) .

2ـ قال ميثم : دعاني أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وقال : ( كيف أنت يا ميثم إذا دعاك دعي بني أُمية عبيد الله بن زياد إلى البراءة منّي ) ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، أنا والله لا أبرأ منك ، قال : ( إذاً والله يقتلك ويصلبك ) ، قلت : أصبر فذاك في الله قليل ، فقال : ( يا ميثم إذاً تكون معي في درجتي ) (4) .


ممّن روى عنهم : نذكر منهم ما يلي : الإمام علي ( عليه السلام ) .


الراوون عنه : نذكر منهم ما يلي :
ابنه عمران ، ابنه صالح ، ابنه حمزة .


لقاؤه بأُمّ سلمة ( رضي الله عنها ) : حجّ ميثم في السنة التي قُتل فيها ، فدخل على أُمِّ سلمة ( رضي الله عنها ) ، فقالت له : ( من أنت ) ؟ فقال : عراقي ، فسألته عن نسبه ، فذكر لها أنّه كان مولى الإمام علي ( عليه السلام ) .

فقالت : ( سبحان الله ، والله لربَّما سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوصي بك علياً في جوف الليل ) ، ثمّ دعت بطيب فطيَّبت لحيته ، فقال لها : أما أنَّها ستخضَّب بدم ، فقالت : ( من أنبأَك هذا ) ؟ فقال : أنبأَني سيِّدي ، فبكت أُمّ سلمة وقالت له : ( إنّه ليس بسيِّدك وحدك ، وهو سيِّدي وسيِّد المسلمين ) ، ثمَّ ودَّعته (5) .


إخبار الإمام علي ( عليه السلام ) بقتله : قال الإمام علي ( عليه السلام ) لميثم : ( والله لتقطعن يداك ورجلاك ولسانك ، ولتقطعن النخلة التي في الكناسة ، فتشقّ أربع قطع ، فتصلب أنت على ربعها ، وحجر بن عدي على ربعها ، ومحمّد بن أكتم على ربعها ، وخالد بن مسعود على ربعها ) .

قال ميثم : فشككت والله في نفسي وقلت : إنّ علياً ليخبرنا بالغيب ! فقلت له : أو كائن ذلك يا أمير المؤمنين ؟ فقال : ( إي وربّ الكعبة ، كذا عهده إليّ النبي ( صلى الله عليه وآله )) .

وفي خبر آخر : ( إِنَّك تُؤخَذ بعدي ، فتُصلَب وتُطعَن بحربة ، فإذا كان اليوم الثالث ابتدر منخراك وفمك دماً ، فيخضِّب لحيتك ، فانتظر ذلك الخضاب ، وتصلب على باب دار عمرو بن حريث عاشر عشرة ، أنت أقصرهم خشبة ، وأقربهم من المطهرة ، وامض حتَّى أريك النخلة التي تصلب على جذعها ) .

فأراه إيَّاها ، ثمّ قال ( عليه السلام ) : ( يا ميثم ، لك ولها شأناً من الشأن ) ، فكان ميثم يأتيها ويصلِّي عندها ، ويقول : بوركت من نخلة ، لك خلقت ، ولي غذِّيت ، ولم يزل يتعاهدها حتَّى قطعت ، وحتَّى عرف الموضع الذي يصلب فيه .

وكان ميثم يلقى عمرو بن حريث فيقول له : إنِّي مجاورك ، فأحسن جواري ، فيقول له عمرو : أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار ابن حكيم ؟ وهو لا يعلم ما يقصد بكلامه (6) .


تحقّق ما أخبر به من قتله : لمّا ولي عبيد الله ابن زياد الكوفة ، علم بالنخلة التي بالكناسة فأمر بقطعها ، فاشتراها رجل من النجّارين فشقّها أربع قطع .

قال ميثم : فقلت لصالح ابني : فخذ مسماراً من حديد فانقش عليه اسمي واسم أبي ، ودقّه في بعض تلك الأجذاع ، قال : فلمّا مضى بعد ذلك أيّام أتوني قوم من أهل السوق فقالوا : يا ميثم انهض معنا إلى الأمير نشتكي إليه عامل السوق ، فنسأله أن يعزله عنّا ويولّي علينا غيره .

قال : وكنت خطيب القوم ، فنصت لي وأعجبه منطقي ، فقال له عمرو بن حريث : أصلح الله الأمير تعرف هذا المتكلّم ؟ قال : ومن هو ؟ قال : ميثم التمّار الكذّاب مولى الكذّاب علي بن أبي طالب .

قال ميثم : فدعاني فقال : ما يقول هذا ؟ فقلت : بل أنا الصادق ومولى الصادق ، وهو الكذّاب الأشر ، فقال ابن زياد : لأقتلنّك قتلة ما قُتل أحد مثلها في الإسلام .

فقلت له : والله لقد أخبرني مولاي أن يقتلني العتل الزنيم ، فيقطع يدي ورجلي ولساني ثمّ يصلبني ، فقال لي : وما العتل الزنيم ، فإنّي أجده في كتاب الله ؟ فقلت : أخبرني مولاي أنّه ابن المرأة الفاجرة .

فقال عبيد الله بن زياد : والله لأكذبنّك ولأكذبن مولاك ، فقال لصاحب حرسه : أخرجه فاقطع يديه ورجليه ودع لسانه ، حتّى يعلم أنّه كذّاب مولى الكذّاب ، فأخرجه ففعل ذلك به .

قال صالح بن ميثم : فأتيت أبي متشحّطاً بدمه ، ثمّ استوى جالساً فنادى بأعلى صوته : من أراد الحديث المكتوم عن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فليستمع ، فاجتمع الناس ، فأقبل يحدّثهم بفضائل بني هاشم ، ومخازي بني أُمية وهو مصلوب على الخشبة .

فقيل لابن زياد : قد فضحكم هذا العبد ، فقال : فبادروه فاقطعوا لسانه ، فبادر الحرسي فقال : أخرج لسانك ، فقال ميثم : ألا زعم ابن الفاجرة أنّه يكذّبني ويكذّب مولاي هلك ، فأخرج لسانه فقطعه ، فلمَّا كان في اليوم الثاني فاضت منخراه وفمه دماً ، ولمَّا كان في اليوم الثالث ، طعن بحربة ، فكبَّر ، فمات (7) .


شهادته :
استشهد ميثم ( رضي الله عنه ) في الثاني والعشرين من ذي الحجَّة 60 هـ ، أي : قبل وصول الإمام الحسين ( عليه السلام ) إلى كربلاء بعشرة أيّام .


إخباره بقتل المختار : قام عبيد الله بن زياد بحبس ميثم ، فالتقى ( رضي الله عنه ) في السجن بالمختار بن أبي عبيدة الثقفي ، فقال له : ( إنَّك تفلت ، وتخرج ثائراً بدم الحسين ( عليه السلام ) ، فتقتل هذا الذي يقتلنا ) (8) ، وفعلاً تحقّق ذلك بعد ستّ سنوات .

ـــــــــ

1ـ الغارات 2 / 797 .

2ـ اختيار معرفة الرجال 1 / 294 .

3ـ الاختصاص : 61 .

4ـ اختيار معرفة الرجال 1 / 295 .

5ـ الغارات 2 / 798 .

6ـ نفس المصدر السابق .

7ـ نفس المصدر السابق .

8ـ الإرشاد 1 / 325 .

إنسان بسيط 23-May-2011 02:22 PM

بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صل و سلم على فاطمة و أبيها و بعلها و بنيها و السر المستودع فيها
و عجل فرجهم و إلعن أعدائهم
عدد ما احاط به علمك و احصاه كتابك و زنة عرشك و مداد كلماتك و عدد خلقك يا رب العالمين



السلام عليكم يا أصحاب أهل البيت عليهم السلام و رحمة الله و بركاته
السلام عليكم يا أتباع أهل البيت عليهم السلام و رحمة الله و بركاته
السلام عليكم يا شيعة أهل البيت عليهم السلام و رحمة الله و بركاته




غفر الله لكم


نسألكم الدعاء



اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم و إلعن أعدائهم

شهداؤنا عظماؤنا 25-May-2011 08:42 PM

جزاكم الله خيرا وجعله الله في ميزا اعمالكم
وثيتنا الله واياكم على ولاية امير المؤمنين


الساعة الآن »12:24 PM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc