![]() |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (1) المقـدمة أثناء قراءتي القرآن كنت أصادف بعض الكلمات المتشابهة في اللفظ أو المعنى ، ويصعب على الكثيرين تمييز الفروق بينها ، ومن ذلِكَ الكلمات المتطابقة في اللفظ والمختلفة في المعنى ، وهو ما يسمى في علم البديع ( الجناس التام ) ، أو الكلمات المختلفة في التشكيل فتعطي معنى جديداً ، وهو ما يسمى ( بالجناس الناقص ) ، كما في قولنا { نِعمة } و { نَعمة } ، وقولنا ( الكـُره ) و ( الكـَره ) ، وقولنا { خَلْف } و{ خُلْف } ... وهكذا . فأحببت في هذا الكتاب أن ألقي الضوء على بعض هذه الكلمات ، لبيان معانيها المختلفة ، أو توضيح الفروق بينها ، وسميتها { إضاءات قرآنية } . وهي إن دلّت على شيء فإنها تدل على دقة التعبير في القرآن ، وهو مما يميّز اللغة العربية عن غيرها مِن اللغات . وقد أحصيت أكثر مِن 190 عنواناً مِن هذه الكلمات ، رتـّبتُها على الحروف الهجائية ، لتسهيل الرجوع إليها والإستفادة منها . واللّـهُ ولي التوفيق . دمشق في 1 شباط 2010 م الدكتور لبيب بيضون حرف الألف الفرق بين الآلاء والآيات : الآلاء : هي النّعم ، ومنه قوله تعالى : { فبأيِّ آلاءِ ربِّكما تُكذّبان } " سورة الرحمن ". وأما الآيات ، ففي ( معجم ألفاظ القرآن الكريم ) ما نصه : الأصل في معنى الآية : العلامة الواضحة ، وهو متحقّق في كلّ ما تطلق عليه كلمة ( آية ) : 1- فسمّي خلق الكون آية ، لأنه علامة على قدرة الله . يقول تعالى : { سنُريهم آياتِنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبـيَّن لهم أنه الحقّ } " فصلت 53 ". 2- وسميت العِبرة آية ، لأنها علامة على معاني العظة والاعتبار . يقول تعالى : { فاليومَ نُنَجّيكَ بِبدنكَ لِتكونَ لِمَن خَلفك آية } " يونس 92 ". 3- وسميت معجزات الأنبياء آية ، لأنها علامة على صدقهم وعلى قدرة الله . يقول تعالى : { وجعلنا ابنَ آدمَ وأُمـَّه آية } " المؤمنون 50 ". ويقول : { فأراهُ الآيةَ الكبرى } " النازعات 20 "، وهي معجزة العصا واليد البيضاء . 4- وقيل لكلّ جملة في القرآن بين فاصلتين آية ، علامة على ما تضمنَتْه مِن أحكام وآداب ونحوهما ، وجمعها آيات . يقول تعالى : { ولقد أنزلنا إليك آياتٍ بيّنات } " البقرة 99 ". ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (2) الفرق بين ( الآل ) و ( الأهل ) : الأهل : الأقارب والعشيرة ، وقد تدخل الزوجة . وأهل البيت : الذين يسكنون البيت . وشرط أن تعتبر الزوجة والابن مِن الأهل أن يكونا مؤمنَين ، فإذا كفرت الزوجة أو الابن خرجا مِن كونهما مِن الأهل . وخير مثال على ذلِكَ ( كنعان ) الذي ربّاه نوح (ع) حين تزوج مِن أمه ( واغلة ) ، فعندما كفر لم يعتبره القرآن مِن أهله . قال نوح : { ربِّ إنّ ابني مِن أهلي ، وإنّ وعدَك الحقُّ وأنت أحكم الحاكمين } فأجابه سبحانه بقوله : { يا نوحُ إنه ليس مِن أهلك ، إنه عملٌ غير صالح ... } . ومثله أبو لهب عم النّبي ، فحين كفر خرج عن كونه مِن أهل النّبي (ص) ، بينما سلمان فقد اعتبر مِن أهل البيت لشدة إيمانه وإخلاصه . يقول الشاعر : لعمرك ما الإنسان إنْ يَدْنُ دينه ! فلاتتركِ الإسلام اتكالاً على النسبْ لقد رفع الإسلامُ سلمانَ فارسٍ وقد خُصّ بالجهل النسيبُ أبو لهب ويقول أبو فراس الحمداني في قصيدته الميمية ( الشافية ) : كانت مودة سلمان لنا رحماً ولم يكن بين نوح وابنه رحمُ أما لفظة ( الآل ) فلها معان مختلفة ، وفق المجال الذي تطبّق فيه . ففي البيت آل الرجل أسرته وأهله الذين يسكنون معه . وفي الحيّ آل الرجل أقرباؤه وأصحابه الذين يلوذون به ، وفي المنطقة آله عشيرته . وقد يمتد معنى ( الآل ) ليشمل الأتباع والأنصار . ويتعين معنى ( الآل ) مِن السياق الذي يحدّد المجال الذي يطبَّق فيه . ولتوضيح المعنى نضرب مثالين مِن آيتين : الأولى : قوله تعالى : { إنّ اللهَ اصطفى آدمَ ونوحاً وآلَ إبراهيمَ وآلَ عمرانَ على العالمين } " آل عمران 33 ". فقد ذُكر في الآية آل إبراهيم وآل عمران ، ولما كان سياق الاصطفاء للأنبياء يتكلم عن ذرية معينة وقع عليها الاختيار مِن الله تعالى ، دلّ ذلِكَ على أن الآل المذكورين في الآية هم الأبناء والأحفاد مِن الذرية على وجه التخصيص ، وليس معنى آخر . الثانية : قوله تعالى : { إنما يريد اللّـهُ لِيذهبَ عنكمُ الرِّجسَ أهلَ البيت ، ويطهّركم تطهيراً } " الأحزاب 33 " . فعندما نرجع إلى أسباب نزول هذه الآية ندرك أنها نزلت في خمسة أشخاص محددين ضمّهم كساء النّبي (ص) هم : محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (ع) . وكانت الحادثة في بيت أم سلمة ، فلما استأذنتْ بالدخول معهم قال لها النّبي (ص) : اذهبي أنت إلى خير . وكانت أم سلمة مِن أخلص نساء النّبي (ص) بعد خديجة (ع) . مما يدل على عدم دخول نساء النّبي في آية التطهير ، وإن كانت الآية موضوعة بين الآيات التي نزلت في تهديد نساء النّبي بالطلاق إن هنّ لم يطعن الله ورسوله . والمتتبع لحقيقة اصطفاء الأنبياء يرى أن المقصود ( بالآل ) فيها هو السلالة والذرية على نحو التخصيص دون الأتباع أو الأصحاب . يقول تعالى : { إنْ اللهَ اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمرانَ على العالمين * ذرّيةً بعضها مِن بعض ... } . وقوله { ذرية } يدل على أن مقصوده بالاصطفاء هو النسل المتصل . وما آية التطهير إلا استمرار لمعنى الآية السابقة ، لأن النّبي محمّد (ص) هو مِن آل إبراهيم ، وعترته هم مِن نفس الذرية المصطفاة ، ولأن الآية تتكلم عن التطهير الذي هو شرط الاصطفاء . ومعنى الآية أن الله اختار ذرية متصلة معينة مِن كلّ ذريات البشرية ، لحمل مقاليد الأمانة والرسالة ، وهي الذرية ذات الأفضلية على غيرها ، وهي تبدأ بآدم ثمّ نوح ثمّ إبراهيم ونسله ، ثمّ محمّد ونسله ، وهي شجرة نسَبيّة متصلة ، لذلك قال تعالى { ذرّيةً بعضها مِن بعض } . وواضح مِن هذا المفهوم أن زوجات الأنبياء لا علاقة لهم بهذا الاصطفاء ، فقد يكنّ مؤمنات وقد يكنّ كافرات . ومن هذا المنطلق بعينه كانت زوجة نوح كافرة ، وزوجة لوط كافرة ، فضرب اللّـهُ بهما المثل على الكافرات ، في قوله تعالى { ضربَ اللّـهُ مثلاً للّذين كفروا امرأةَ نوح وامرأة لوط ، كانتا تحت عبدَين مِن عبادنا صالحَين فخانتاهما ، فلم يُغنيا عنهما مِن الله شَيْئاً ، وقيل ادخلا النار مع الداخلين } " سورة التحريم 10 ". وفي هذا بيان أن زوجة النّبي إذا أخطأت لا يخفِّف مِن عقوبتها كونُها زوجة للنبي ، بل يزيد ذلِكَ مِن إثمها وعقوبتها ، كما أن ضلال الزوجة وكفرها لا يوهن من قيمة النّبي ونزاهته ، فكل شخص يحاسب عن نفسه ، واللّـهُ يقول : { كلّ امرئ بما كسب رهين } " المدثر 38 ". ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (3) الفرق بين ( الإيمان ) و ( الأَيمان ) : الإيمان : هو الإذعان والتصديق . وأما الأَيمان : فهي جمع يمين . واليمين له معان : 1- اليمين : بمعنى الحلف والقسم والعهد . يقول تعالى : { ولا تجعلوا اللهَ عُرضةً لأيمانكم } " البقرة 224 ". 2- اليمين مِن اليدين : ضد الشمال . يقول تعالى : { وترى الشمس إذا طلعت تَزاوَرُ عن كهفهم ذاتَ اليمين وذاتَ الشمال } " الكهف 17 ". 3- ومُلك اليمين : هو الرقيق مِن النساء والرجال . يقول تعالى : { إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غيرُ مَلومين } " المعارج 30 ". ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (4) الفرق بين الأب والوالد : الوالد : هو الأب الصلبيّ للولد ، أما الأب : فهو إما الأب الصلبي أو الذي قام بتربية الطفل . وفي القرآن قوله تعالى : { ووالدٍ وما وَلَدَ } " البلد 3 " يقصد بالوالد آدم (ع) . وبالنسبة لسيدنا إبراهيم (ع) ، فقد كان أبوه ( تارح ) مؤمناً ، وحين توفي ربّاه عمه ( آزَر ) وكان مشركاً . لذلك حين يتكلم القرآن عن عمه يذكره بصيغة ( أبيه ) لأنه ربّاه ، ولا يقول ( والده ) لأنه ليس مِن صلبه . يقول تعالى : { وإذ قال إبراهيم لأبيه آزرَ } " الأنعام 74 " ، وهو الذي حاول إبراهيم كثيراً هدايته للتوحيد فلم يفلح . أما والد إبراهيم ووالدته فقد كانا مؤمنين ، بدلالة قوله تعالى على لسانه : { ربنا اغفر لي ولوالديّ وللمؤمنين يومَ يقوم الحساب } " إبراهيم 41 "، إذ لا يجوز الإستغفار للكافر . وحين استغفر إبراهيم لأبيه آزر ، كان في معرض احتمال هدايته ، حتى قال سبحانه : { وما كان استغفارُ إبراهيم لأبيه إلا عن موعدةٍ وعدها إياه ، فلما تبيّن له أنه عدوّ لله تبرّأَ منه } " التوبة 114 ". وفي قوله تعالى : { ورفع أبَوَيه على العرش ، وخرّوا له سُجّداً } " يوسف 100 "، ذكر ( أبويه ) ولم يقل ( والديه ) ؛ لأن أم يوسف التي سجدت له مع والده لم تكن والدته ، فقد توفيت والدته راحيل ، وتزوج يعقوب بعدها أختها ( لَيـّا ) وهي التي ربّته فصارت أمه ، ولذلك قال : ( أبويه ) ولم يقل ( والديه ) . الفرق بين الابن والولد : كلّ مَن تربّيه فهو ( ابن ) لك ، سواء كان مِن صلبك أم لم يكن . أما ( الولد ) فيطلق على الابن الصلبي حصراً . لذلك نجد القرآن في آيات المواريث يحدد الابن الوارث بصيغة الولد ، فيقول : { يوصيكمُ اللّـهُ في أولادكم } ، ويقول { إنْ كان له ولد } " النساء 11 ". والولد هنا الذكر والأنثى على حدّ سواء . وبما أن ابن نوح (ع) وهو ( كنعان ) لم يكن ابنه الصلبي ، بل هو ابن زوجته الكافرة ( واغلة ) عبّر عنه بلفظ ( ابن ) . يقول تعالى : { ونادى نوحٌ ابنَهُ وكان في معزل : يا بنيّ اركب معنا ولا تكن مع الكافرين } " هود 42 " إلى أن قال : { ونادى نوحٌ ربَّه ، فقال : ربِّ إنّ ابني مِن أهلي ، وإنّ وعدكَ الحقُّ وأنت أحكم الحاكمين } " هود 45 " ، ولم يقل : إن ولدي . ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (5) ما الفرق بين ( إبليس ) و ( الشيطان ) ؟ : في ( معجم ألفاظ القرآن الكريم ) تأليف مجمع اللغة العربية بالقاهرة : الشيطان : كلّ عاتٍ متمرد مِن الإنس والجن . يقول تعالى : { وكذلك جعلنا لكلّ نبيّ عدواً شياطينَ الإنس والجن } " الأنعام 112 " . والشيطان : مخلوق خبيث لا يُرى ، يغري بالفساد والشرّ . وفي ( المعجم الوسيط ) : إبليس : رأس الشياطين . (أقول) : إن رأس الشياطين كان اسمه ( إبليس ) ، وكان يعبد الله مع الملائكة ، فلما أمره اللّـهُ مع الملائكة بالسجود لآدم (ع) فسجدوا كلهم ، إلا إبليس عصى أمر ربه ، فصار في القرآن يطلق عليه اسم ( الشيطان ) . يقول تعالى في سورة الكهف : { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ، فسجدوا إلا إبليس ، كان مِن الجنّ ففسقَ عن أمر ربّه } " الكهف 50 ". ويقول في سورة البقرة : { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدمَ ، فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر ، وكان مِن الكافرين } " البقرة 34 ". عند ذلِكَ طرده الله مِن الجنة ورجمه باللعنة فصار شيطاناً ، لذلك قال سبحانه بعد آيتين مِن السورة : { فأزلّهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه } " البقرة 36 ". وصار لإبليس ذرية كلهم شياطين ، همّهم الوسوسة بالشرّ لبني آدم ، لذلك حذّرنا سبحانه منهم حيث قال : { أفتَتّخذونه وذريّتَه أولياءَ مِن دوني وهم لكم عدوّ ، بئس للظالمين بدَلاً } " الكهف تتمة الآية 50 " . ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (6) معاني فعل ( أتى ) : في ( معجم ألفاظ القرآن الكريم ) طبع مجمع القاهرة : تأتي ( أتى ) بمعان متعددة ، أحدها بمعنى ( جاء ) . فتأتي بمعنى مرّ ، وبمعنى قرب ، وبمعنى فعل ، وبمعنى وطئ ، وبمعنى هدم . يقول تعالى : { هل أتى على الإنسان حينٌ مِنَ الدهر لم يكن شَيْئاً مذكوراً } " الإنسان 1 "، أي قد مرّ به . { أتى أمرُ اللهِ فلا تستعجلوه } " النحل 1 "، أي قرب ودنا . { ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى } " التوبة 54 "، أي يفعلون الصلاة . { إنّكم لَتأتونَ الرجال } " الأعراف 81 "، أي تطؤون الرجال . { فأتى اللّـهُ بُنيانَهم مِن القواعد } " النحل 26 "، أي هدم بنيانهم . وأصل الإتيان : المجيء بسهولة ويسر ، وإلى هذا المعنى ترجع كلّ المعاني التي وردت في القرآن لـ ( أتى ) وتصريفاتها . الفرق بين أتى وجاء : عند استقراء الآيات نلاحظ أن ( أتى ) تستعمل غالباً للمجيء السهل ، مثل آيات نزول العذاب ، كقوله تعالى : { فأتاهمُ اللّـهُ مِن حيث لم يحتسبوا } " الحشر 2 ". { قلْ أرأيتُكُم إن أتاكم عذابُ الله أو أتتْكم الساعة } " الآنعام 40 ". { أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً ، فجعلناها حَصيداً } " يونس 24 ". وفي حديث للدكتور فاضل السامرائي مِن قناة الشارقة سأل سائل : يأتي بعض الأحيان في نفس الآية ( جاء ) و ( أتى ) فهل هناك فرق في المعنى ؟. أمثلة على ذلِكَ : { قالوا : أوذينا مِن قبلِ أن تأتِيَنا ، ومن بعد ما جئتنا } " الأعراف 129 ". { أفلم يتدبّروا القول ، أم جاءهم ما لم يأتِ آباءَهم الأولين } " المؤمنون 68 ". { فهل ينظرون إلا الساعةَ أن تأتيهم بغتة ، فقد جاء أشراطُها } " محمّد 18 ". { يا أبتِ إني قد جاءني مِن العلم ما لم يأتك } " مريم 43 ". { ولا يأتونك بمَثَلٍ إلا جئناك بالحقّ وأحسنَ تفسيراً } " الفرقان 33 ". { إنْ كنتَ جئتَ بآية ، فأْتِ بها إن كنت مِن الصادقين } " الأعراف 106 ". قال الدكتور : هناك فرق بين جاء وأتى ، فإنّ ( جاء ) تستعمل عندما يكون المجيء بمشقة ، أما ( أتى ) فبيسر وسهولة . يقول تعالى : { أتى أمر الله فلا تستعجلوه } أي يأتي بيسر مِن الله . بينما يقول سبحانه { فإذا جاء أمر الله قضي بينهم بالحقّ ، وخسر هنالك المبطلون } " غافر 78 ". هذا الأمر الآتي مِن الله فيه صعوبات ، فهنالك حساب وجزاء وخسران . ويقول تعالى : { حتى إذا استيأس الرُّسُلُ وظنّوا أنهم قد كُذِبوا جاءهم نصرنا ؛ فنُجِّيَ مَن نشاءُ ، ولا يُرَدّ بأسنا عن القوم المجرمين } " يوسف 110 ". الاستيئاس أقوى مِن اليأس ، فمجيء النصر هنا يأتي بعد صعوبات ومشقات . وقال الدكتور السامرائي : هناك ملاحظة وهي أن القرآن لم يستخدم مِن ( جاء ) غير الفعل الماضي ، فلم يستخدم يجيء و جِئْ ، ولا اسم الفاعل ولا اسم المفعول . ومن جهة أخرى قال الأستاذ رياض المونس : إن ( جاء ) تأتي للأمر الواقعي والحقيقي والمشاهد ، أما ( أتى ) فتأتي للأمر الغيبي وللغير المصدّق ، كما في قوله تعالى : { إنْ كنتَ جئتَ بآية ، فأْتِ بها إن كنت مِن الصادقين } " الأعراف 106 ". يؤيد ذلِكَ مداخلة على الدكتور السامرائي لأحد الباحثين قال : وجدت أن الفرق بين جاء وأتى ، أن ( جاء ) تأتي للماضي ، وللأمر الذي حصل وانتهى ، أما ( أتى ) فهي للمستقبل ، كقوله تعالى : { أتى أمر الله فلا تستعجلوه } . كأن يكون الأمر قد أقبل ولم يصل بعد ، فنقول ( أتى ) . ما الفرق بين ( آتَوُا الزكاة ) و ( آتُوا الزكاة ) ، وبين ( ألقَوا ) و ( ألقُوا ) ؟ : آتى الزكاة : أي أعطاها ، والجمع ( آتَـوُا الزكاة ) بفتح التاء وضم الواو . هذا بالنسبة للفعل الماضي . أما فعل الأمر منه فهو ( آتُوا الزكاة ) بضم التاء وتسكين الواو ؛ أي اِدفعوا الزكاة . يقول تعالى حكاية عن الفعل الماضي : { وأقاموا الصلاةَ وآتـَوُا الزّكاةَ } " البقرة 43 " . ويقول سبحانه حكاية عن الفعل الأمر : { وأَقيموا الصلاةَ وآتـُوا الزكاة واركعوا مع الراكعين } " البقرة 43 " . وعلى غرار ذلِكَ الفرق بين ( ألقـَوا ) و ( ألقُوا ) . ألقى الشيءَ يُلقيه : رماه أو طرحه ، جمعه أَلـْـقَوا ، وفي الأمر : أَلْقـُوا . وقد ورد الفعلان في آية واحدة حكاية عن موسى والسحرة . قال تعالى : { قال ألقـُوا . فلما ألقـَوا سحروا أعين الناس } " الأعراف 116 "؛ الفعل الأول بصيغة الأمر ، والثاني بصيغة الماضي . ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (7) معاني ( الإثم ) : الإثم : هو الذنب الذي يستحق العقوبة عليه ، جمعها آثام . يقول تعالى : { فمَنِ اضطُرَّ غيرَ باغٍ ولا عادٍ فلا إثمَ عليه } " البقرة 173 ". والأَثام : الإثم ، وجزاء الإثم . يقول تعالى : { ومَن يفعلْ ذلِكَ يَلـْقَ أَثاماً ، يضاعَف له العذاب } " الفرقان 68 ". ويطلق الإثم على الخمر ، لأنه جُماع الإثم ، وقد نصّ القرآن على أن فيه إثم كبير . يقول تعالى : { يسألونكَ عنِ الخمر والميسر ، قلْ فيهما إثمٌ كبير ومنافعُ للناس ، وإثمـُهما أكبر مِن نفعهما } " البقرة 219 ". وحين ذكر اللّـهُ المحرمات وعددّها عبّر عن الخمر بالإثم حيث قال : { قلْ إنما حرّم ربّي الفواحشَ ما ظهرَ منها وما بطَن ، والإثمَ ، والبغي بغير الحقّ ... } " الأعراف 33 ". وفي ( مختار الصحاح ) : وقد تسمى الخمر إثماً . يقول الشاعر : شربتُ الإثم حتى ضلّ عقلي كذاك الإثم تذهب بالعقولِ ولا غرابة فالخمر مِن كبائر الإثم ، لأن مَن يشرب الخمر يمكن أن يرتكب كلّ المحرمات . والنبي (ص) يقول : " الخمر جُماع الإثم ، وأم الخبائث ، ومفتاح الشرّ " ( بحار الأنوار ، ج 79 ص 149 ) . ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (8) الفرق بين ( الآخَر ) و ( الآخِر ) : الآخَر ( بالفتح ) : معناه أحد الشيئين . يقول تعالى : { فتُقُبـِّلَ مِن أحدهما ولم يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَر } " المائدة 27 " . ومؤنثها : أُخرى ، كما في قوله تعالى : { فتُذَكِّرَ إحداهُما الأُخرى } " البقرة 282 ". والجمع أُخَر ، كما في قوله تعالى : { فمَن كان منكم مريضاً أو على سفَرٍ ، فعِدَّةٌ مِن أيام أُخَرَ } " البقرة 184 ". والآخِر ( بالكسر ) : مقابل الأول ، وجمعه آخِرون ، ومؤنثه آخِرة . واليوم الآخِر : يوم القيامة ، وكذلك الآخِرة ، والدار الآخرة ؛ مقابل الدنيا . يقول تعالى : { إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخِر } " النساء 59 ". ما الفرق بين ( الأزلي ) و ( السرمدي ) ؟ : الأزَلي : القديم ، وما لا أول له . ... يتبع ..والسَّرمدي : الدائم الذي لا ينقطع . يقول تعالى : { قلْ أرأيتم إنْ جعل اللّـهُ عليكمُ الليلَ سرمداً } " القصص 71 ". واللّـهُ سبحانه أزليّ سرمدي ، أي موجود مِن الأزل ، ويبقى إلى الأبد . |
يعطيـــــــــــــــك العافيه أخي الكريم وجعلها في موازين حسناتك
|
السلام عليم
مشكورين على هّذا الموضع الرائع جزاكم الله خيرا . |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (9) الفرق بين ( الأسوة ) و ( القدوة ) : اقتدى به : فعل مثل فعله تشبّهاً به ، وفي التنزيل قوله : { أولئك الذين هدى اللّـهُ ، فبِهُداهمُ اقْتَدِه } " الأنعام 90 ". والأسوة : هو القدوة . ولكن آفاق مصطلح ( الأسوة ) الذي استخدمه القرآن أبعد وأوسع وأعمق . يقول تعالى : { لقد كان لكم في رسول الله أُسوةٌ حسنة } " الأحزاب 21 ". فالنبي (ص) هو الأسوة للمؤمنين في كلّ أمور الدنيا والدين ، وعلى مستوى الفلاح الدنيوي والأخروي . فهو الأسوة لكل الناس وفي كلّ الصفات الحسنة . أما القدوة فهو مفهوم محدود كماً وكيفاً . وقد يكون شخص قدوة في الأفعال المنكرة ، ولكن الأسوة لا يكون قدوة إلا في الأفعال الحسنة . الفرق بين ( الإل ) و ( الذمّة ) : الإل : العهد أو القرابة . يقول تعالى عن المشركين : { كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقُبوا فيكم إلاًّ ولا ذِمـّة } " التوبة 8 " . أما الذمة ( والذمام ) : فهي العهد والأمان والكفالة ، سميت بذلك لأنه يُذَمّ على إضاعتها . يقول تعالى : { لا يرقُبون فيكم إلاًّ ولا ذِمّة } " التوبة 10 ". وأهل الذمة : المعاهدون مِن أهل الكتاب ، فيكونون في أمن على دينهم ومالهم وأعراضهم . الفرق بين ( الأَمارة ) و ( الإمارة ) و ( إمـْراً ) : الأَمارة : الوقت والعلامة . والإمارة : أن يكون أميراً على بلد أو قطر . وشيئاً إمـْراً : منكراً . يقول تعالى : { لقد جئتَ شَيْئاً إمراً } " الكهف 71 " . ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (10) كم معنى للأُم ؟ : الأُمّ : أصل الشيء ؛ ومنه أمّ القرى ( مكة ) ، وأم القرآن ( الفاتحة ) ، وأم الكتاب ( اللوح المحفوظ ) ، وأم الرأس ( الدماغ ) ، وأم الخبائث ( الخمر ) ، والأمّ : المأوى ( كجهنم ) ، والأم : الوالدة ، لأنها أصل النسل ؛ وتطلق على الجدة ، كما في قولنا : حواء أم البشر . وهذه بعض الآيات التي تضمنت كلمة ( أُمّ ) : { لِتنذرَ أُمَّ القُرى ومَن حولها } " الشورى 7 ". { منه آيات محكماتٌ هُنّ أمُّ الكتاب } " آل عمران 7 ". { فأُمـُّه هاوية } " القارعة 9 "، أي مأواه جهنم . { وأوحينا إلى أُمّ موسى أن أرضعيهِ } " القصص 7 ". ما معنى أُمـّي وأميّين ؟ : الأُمـّي : مَن لا يكتب ولا يقرأ ، كقوله تعالى : { الذين يتّبعون الرسول النّبيَّ الأُمِـّيّ } " الأعراف 157 ". جمعها : أُمِّـيُّون ، كقوله تعالى : { ومنهم أُمّيـّون لا يعلمون الكتابَ إلا أمانيّ } " البقرة 78 ". وقوله : { هو الذي بعثَ في الأُميّين رسولاً منهم ، يتلو عليهم آياتِه ويزكّيهم ، ويعلّمهمُ الكتابَ والحكمة } " سورة الجمعة 2 "، يقصد بالأميين العرب الذين كانوا يعيشون في غمرة الجاهلية . ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (11) الفرق بين ( الأنام ) و ( الورى ) : الأنام : جميع ما على الأرض مِن الخلق ؛ مِن إنسان وحيوان ، ومنه قوله تعالى : { والأرضَ وضعها للأنام } " الرحمن 10 " . أما الورى : فهم الناس . الفرق بين ( الأيامى ) و ( اليتامى ) : الأَيـِّم : المرأة لا زوج لها ، والرجل لا مرأة له ؛ جمعها ( أيامى ) . يقول تعالى : { وأَنْكِحوا الأيامى منكم ، والصالحين مِن عِبادكم وإمائكم } " النور 32 "، أي زوِّجوا مَن تأيـَّم منكم مِن الأحرار والحرائر ، ومَن كان فيه الصلاح مِن عبيدكم وجواريكم . أما اليتيم : فهو الولد الذي فقد أباه قبل البلوغ ، وجمعه ( يتامى ) . يقول تعالى : { ويطعمون الطعام على حُبـّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً } " الإنسان 8 ". وقد يقصد باليتيم مَن كان يتيماً وبلغ ، وهذا على سبيل الاستصحاب ، كقوله تعالى : { وآتوا اليتامى أموالَهم } " النساء 2 "، يقصد باليتامى مَن كانوا يتامى قبل البلوغ . ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (12) حرف الباء في الاستبدال ؛ أيهما هو المأخوذ ، وأيهما هو المتروك ؟ : البَدَل : هو العوض . وبدّلَ الشيءَ بالشيء : جعله بدله . وتدخل الباء على المتروك في عملية الاستبدال . مثل قوله تعالى : { قال أتستبدلونَ الذي هو أدنى بالذي هو خير } " البقرة 61 "، أي تجعلون الذي هو أدنى عوض الذي هو خير . وقوله : { وبدّلناهم بجنتهم جنتين } " سبأ 16 "، فالباء تدخل على المتـروك . الفرق بين ( بَلَى ) و ( نَعَم ) : في ( مختار الصحاح ) : بَلى : للتحقيق توجب ما يقال لك ، لأنها ترك للنفي . أما نَعم : فعِدَة وتصديق وجواب استفهام . فإذا قيل : ليس لي عندك وديعة ؛ فقولك ( نعم ) تصديق ، وقولك ( بلى ) تكذيب . يقول تعالى : { ألستُ بربّكم ؟ قالوا : بَلى } " الأعراف 172 " ، أي نعم أنت ربنا . ولو قال : نعم ، لكان المعنى : لستَ بربّنا . و ( أجل ) : جواب مثل نعم . قال الأخفش : هو أحسن مِن نعم في التصديق ، ونعم أحسن منه في الاستفهام . الفرق بين ( البَيعة ) و ( البِيعة ) : البَيعة جاءت في القرآن بمعنى المعاهدة ، ومنها مبايعة الصحابة للنبي (ص) . يقول تعالى : { لقد رضي اللّـهُ عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة } " الفتح 18 ". أما البِـيعة : فهي كنيسة النصارى ، جمعها : بِيَع ، كما في قوله تعالى : { ولولا دفعُ اللهِ الناسَ بعضَهم ببعض لَهُدِّمَتْ صَوامعُ وبِيَع } " الحج 40 ". ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (13) حرف التاء الفرق بين ( الصلب ) و ( الترائب ) : يقول تعالى : { خُلِـقَ مِن ماء دافق * يخرجُ مِن بين الصُّلْب والتّرائِب } " الطارق 6 و 7 ". الصُّلْب : فَقار الظهر ، جمعه أصلاب . والترائب : عظام الصدر ، وموضع القلادة منه ، مفردها تَريبة . فالجنين يتشكل مِن نطفتين ؛ إحداهما مِن الرجل تخرج مِن الصلب ، والأخرى مِن المرأة تخرج مِن الترائب . ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (14) حرف الثاء الفرق بين ( الثـِّقْل ) و ( الثـَّقَل ) : الثِـّـقْل : الوزن ، والحِمل الثقيل ؛ جمعها أثقال ، ومنه قوله تعالى : { وأخرجتِ الأرضُ أثقالها } " الزلزلة 2 ". وتستخدم بمعنى الذنب ، كما في قوله تعالى : { ولَيحمِلُّنّ أثقالَهم وأثقالاً مع أثقالهم } " العنكبوت 12 ". وأما الثـِـّقَل : فهو عكس الخِـفّة ، نقول : رجل به خِفّة ، ورجل به ثِقَل . أما الثَّقَل : فهو المتاع ، والشيء النفيس ، كما في الحديث : إني تارك فيكم الثـَّقَلَين : كتابَ الله ، وعِترتي . والثَّقَلان : الجنّ والإنس ، كما في قوله تعالى : { سنفرُغُ لكم أيـُّهَ الثَّقَلانِ } " الرحمن 31 ". الفرق بين ( ثَمّ ) و ( ثـُمّ ) : ( ثَمّ ) : اسم إشارة بمعنى هناك . يقول تعالى : { وإذا رأيتَ ثَمَّ ، رأيتَ نعيماً ومُلكاً كبيراً } " الإنسان 20 ". أما ( ثـُمّ ) : فهي حرف عطف . والفرق بينه وبين ( فاء ) العطف ، أن الفاء تعني العطف القريب ، أما ثُمّ فتعني العطف البعيد . خير شاهد على ذلِكَ قوله تعالى : { ولقد خلقنا الإنسان مِن سُلالة مِن طين ، ثُمّ جعلناه نطفةً في قرار مَكين ، ثمّ خلقنا النُّطفة علقة . فخلقنا العلقة مُضغة ، فخلقنا المضغة عظاماً ، فكسونا العظام لحماً . ثمّ أنشأناه خَلقاً آخرَ . فتباركَ اللّـهُ أحسن الخالقين } " المؤمنون 15 ". في قوله ( ثُمّ ) إشارة دقيقة خفيّة إلى المدة والبعد بين خلق الإنسان مِن سلالة ، وبين جعله نطفة ، وبين خلقه علقة ؛ فهذه الأدوار الثلاثة مِن خلق الإنسان متباعدة . أما الأدوار الباقية المذكورة فهي متقاربة في البعد متتالية في الحدوث ، فعطفها على بعضها بحرف ( الفاء ) للدلالة على ذلِكَ . ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (15) حرف الجيم الفرق بين الجِد والجـَدّ : الجِدّ : الاجتهاد . والجـَدّ : أبو الأب أو الأم . والجـَدّ : الحظ . والجـَدّ : العظمة ، ومنه قوله تعالى : { وأنه تعالى جَدُّ ربـِّنا ما اتّخذَ صاحبةً ولا ولداً } " سورة الجن 3 ". ما الفرق بين الجسم والجسد والبدن ؟ : الجسم يطلق على كلّ شيء كالجماد والحيوان والإنسان . والجسد يطلق على ذوات الأرواح كالحيوان والإنسان ، وهو جسمهم الجامد الذي لا روح فيه ، ومنه قوله تعالى : { فأخرج لهم عجلاً جسداً له خُوار } " طه 88 " ، وقوله { ولقد فتـنّا سليمان ، وألقينا على كرسيه جسداً } " سورة ص 34 ". وقد يطلق ( البدن ) على الجسد ، ومنه قوله تعالى عن فرعون : { فاليوم نُنَجّيكَ ببدنك ، لتكون لِمَن خَلفك آية } " يونس 92 ". نُنَجّيكَ : أي نلقيك على نجوة مِن الأرض ، أي مرتفع . وقيل كانت على فرعون درع مِن ذهب وهي البدن ، فأخرجه اللّـهُ إلى البرّ وعليه تلك الدرع التي يُعرف بها . ما الفرق بين جِمال وجِمالة ؟ : قال السيوطي : ليس في كلام العرب جمعُ جَمعٍ ست مرات إلا ( الجَمَل ) ، فإنهم جمعوا جَمَلاً : أجملاً ، ثمّ أجمالاً ، ثمّ جاملاً ، ثمّ جِمالاً ، ثمّ جِمالة ، ثمّ جِمالات ؛ ومنه قوله تعالى : { كأنه جِمالةٌ صُفر } " المرسلات 33 . فجِمالة هي جمعُ جمعِ جمعِ جمعِ الجمع . ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (16) الفرق بين ( جَناح ) و ( جُناح ) : جنحَ : مالَ . وجناح الظائر : ما يخفق به في الطيران . يقول تعالى : { وما مِن دابّة في الأرض ولا طائرٍ يطير بجناحيه إلا أُممٌ أمثالُكم } " الأنعام 38 ". والجـُناح : الإثم . يقول تعالى : { ليس عليكم جُناحٌ أن تدخلوا بيوتاً غير مسكونة فيها متاع لكم } " النور 29 ". الفرق بين الجَنَّة والجِنَّة والجـُنّة : لقد جمع الشاعر المعاني الثلاث لهذه الألفاظ في البيتين التاليين في مدح الإمام علي (ع) : عليّ حُبـّه جُنـّةْ = قسيم النار والجَنـّةْ وصيّ المصطفى حقاً = إمام الإنس والجِنـّة كلّ هذه الألفاظ متولدة مِن فعل ( جَنّ ) بمعنى استتر وغطّى . فالجـُنّة : هي الوقاية ؛ ومنها المِجَنّ ، وهو الترس الذي يحمي صاحبه مِن الضرب في الحرب . والجـَنّة : سميت بذلك لكثرة الأشجار فيها التي تغطّي ما وراءها . والجِنّ : سمّوا بذلك لاختفائهم عن الناس . وأما الجنون : فهو الذي يغطي العقل ويفقده الإدراك . والجنين : سمّي بذلك لأنه يكون مستوراً في ظلمة الرحم . الفرق بين الجـُهد والجَهْد : في ( أدب الكاتب ) لابن قتيبة : الجَهد : المشقة . والجـُهد : الوسع والطاقة ، يقول تعالى : { والذين لا يجدون إلا جُهدهم } " التوبة 79 ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (17) ما الفرق بين { الجار الجـُنُب } و { الصاحب بالجَنـْب } ؟ : يقول تعالى : { وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين ، والجار ذي القربى و الجار الجـُنُب و الصاحب بالجَنب } " النساء 36 ". في الآية { الجار الجـُنُب } أي الجار البعيد ، و { الصاحب بالجَنب } : الجار القريب . والجـُنـُب : الغريب الذي ليس مِن ذي القربى . الفرق بين الجِـيد والجـَيب : الجِيد : العنق ، وهو موضع القلادة . يقول تعالى : { في جِيدها حبلٌ مِن مَسَد } " المسد 5 ". أما الجَيب مِن القميص : فهو ما ينفتح على النحر والصدر . جمعها جيوب . يقول تعالى : { وأدخلْ يدَك في جَيبك تخرجْ بيضاء مِن غير سوء } " النمل 12 ". ويقول سبحانه : { ولْيضربْنَ بِخُمُرِهنّ على جُيوبِهن } " النور 31 "، أي بعد أن يسترن رأسهن وشعرهن بالخمار وهو غطاء الرأس ، عليهن أن يجعلنه على الصدر بحيث يغطي الجيب ، وهو مِن واجب الستر على المرأة . وأكد عليه لكثرة ما يتهاون النساء في ستره . ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (18) حرف الحاء الفرق بين الحِـبر والحـَبر : الحِبر : هو السائل المستخدم في الكتابة ، وقد ذكره القرآن بلفظ ( المِداد ) كما في قوله تعالى : { قلْ لو كان البحر مِداداً لكلمات ربي لنَفِدَ البحرُ قبلَ أن تَنْفَدَ كلماتُ ربي } " الكهف 109 ". أما الحـَبـْر : فهو العالم . وأطلق القرآن على علماء اليهود لفظ ( الأحبار ) . يقول تعالى : { اتّخذوا أحبارَهم ورُهبانَهم أرباباً مِن دون الله } " التوبة 31 ". الفرق بين الحـَج والحِجّ : الحَجّ : أحـد أركان الإسلام ، ولا فرق بين الحَج والحِجّ . قال تعالى : { وأذانٌ مِنَ الله ورسوله إلى الناس يوم الحَجّ الأكبر } " التوبة 3 "، وقال : { وللهِ على الناس حِجُّ البيت مَن استطاعَ إليه سبيلاً } " آل عمران 97 " . الفرق بين الحَجّة والحِجّة : الحَجّة : المرة مِن الحَجّ . والحِجّة : الاسم مِن الحج ، ومنه شهر ذو الحِجّة . والحِجّة : السنة ، جمعها حِجَج ، ومنه قوله تعالى : { على أن تأجرني ثمانيَ حِجَج } " القصص 27 ". ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (19) ما الفرق بين الحَجْر والحِجر ؟ : الحِجر : الحضن ، جمعه حُجور ، ومنه قوله تعالى : { ورَبائِبُكم اللاتي في حُجوركم } " النساء 23 " . والحَجر والحِجر : المنع . والحَجر في الشرع : المنع مِن التصرف لصغر أو سفه أو جنون . ويطلق الحِجر على العقل ، لأنه يمنع الإنسان مِن فعل الحرام . ويطلق على كلّ ما يمنع مِن التجاوز والتعدي ، كما في قوله تعالى عن البحرين العذب والمالح : { وجعل بينهما برزخاً وحِجراً محجوراً } " الفرقان 53 ". وعند انتشار المرض الساري تقوم الحكومة بالحَجر الصحي ، فتضع المصابين في مكان محجور أي معزول ، وتمنعهم مِن الاتصال بالآخرين . والحِجر : وادٍ بين المدينة والشام يسكنه قوم هود ، وبه سمّيت سورة الحِجر ، وفيهم نزل قوله تعالى : { ولقد كذّب أصحابُ الحِجر المرسلين } " سورة الحجر 80 ". أما ( الحـُجر ) : فهو المكان المحجور ، أي الذي أحيط بجدار لكيلا يصل إليه أحد ، ومنه الحـُجرة : وهي الغرفة . وهو اسم الصحابي الجليل حُجر بن عَدي الذي ذبحه معاوية في مرج عذراء مع أصحابه الستة بعد أن أعطاهم الأمان . لفظ الحروف النورانية : الحروف النورانية هي الحروف التي تبدأ بها بعض السور ، وهي تتصدّر 29 سورة ، وإذا حذفنا المتكرر منها نجد أن عددها 14 حرفاً ، تجمعها جملة ( صراط عليّ حقّ نمسكه ) . ويمكن تفريقها عند اللفظ إلى نوعين : 1- الحروف التي تنتهي بألف وهمزة ، مثل : حاء - راء - طاء - هاء - ياء . ويجب الانتباه عند قراءتها أنه يجب حذف الهمزة الأخيرة ، فنقول : حا - را - طا - ها - يا . 2- الحروف الأخرى ، وهي : ا - س - ص - ع - ق - ك - ل - ن - م . مثال على ذلِكَ : نلفظ { كهيعص } بالشكل التالي : كاف - ها - يا - عين - صاد . ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (20) الفرق بين الحـُزْن والحَزَن : حَزِن الرجل حَزَناً ، وحُزناً : اغتمّ ، فلا فرق بين المصدرين . يقول تعالى : { وقالوا : الحمد لله الذي أذهب عنّا الحَزَن } " فاطر 34 ". ويأتي الحُزن بمعنى البكاء ، كما في قوله تعالى : { وابيضّتْ عيناهُ مِنَ الحـُزن ، فهو كظيم } " يوسف 84 ". ( الحـُسبان ) لها معنيان : الحـُسبان : هو العدّ والإحصاء والحساب . يقول تعالى : { الشمسُ والقمر بِحُسبان } " الرحمن 5 "، أي يجريان بحساب وإحصاء مقدّر معلوم . والحـُسبان : العذاب والبلاء ، لأنه ناتج عن حساب وتقدير مِن الله تعالى مقابل لدرجة العصيان . يقول تعالى : { فعسى ربّي أن يُؤْتِيـَنِ خيراً مِن جنّتك ، ويُرسلَ عليها حُسباناً مِن السماء } " الكهف 40 "، أي بلاء وهلاكاً محسوباً مقدّراً وفق ما ارتكبت مِن المعصية . الفرق بين التحسّس والتجسّس : التحسس في الخير ، والتجسّس في الشر . والتحسّس لغيرك ، والتجسّس لنفسك ، ومنه قوله تعالى : { يا بَنيّ اذهبوا فتحسَّسوا مِن يوسفَ وأخيه } " يوسف 87 ". ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (21) ما معنى الحصد والحصيد ؟ : حصدَ الزرع : قطعه في إبّان نضجه . والحصيد : ما يُحصد ، أي يُقطع . يقول تعالى : { فما حصدتم فذروه في سُنبله إلا قليلاً مما تأكلون } " يوسف 47 ". وفي حفظ القمح بهذه الطريقة إعجاز علمي كبير ، فإذا ظل القمح في سنابله عدة سنين فإنه لا يخرب ولا يتعفن ، ذلِكَ لأن الله جعل في قشرة القمحة مادة حافظة مضادة للتعفن ( أنتي بيوتيك ) . ويقول سبحانه : { ونزّلنا مِنَ السماء ماء مباركاً ، فأنبتنا به جناتٍ وحبَّ الحصيد } " سورة ق 9 ". الحـُكم والحكمة : وردت كلمة { الحُكم } في القرآن 25 مرة ، وهي في بعضها تعني الحكم بين الناس في المنازعات ، ولكن بعضها جاء بمعنى { الحكمة } ، وذلك عند الكلام عن العلوم التي أعطاها اللّـهُ لبعض الناس والأنبياء (ع) ، ( والحُكم ) هنا يعني التفقّه والحكمة . مِن ذلِكَ قوله تعالى : { ما كان لبشر أن يؤتيَه اللّـهُ الحُكم والنبوة ، ثمّ يقول للناس : كونوا عباداً لي} " آل عمران 79 " . { أولئك الذين آتيناهمُ الكتابَ والحُكم والنبوة } " الأنعام 89 " . { يا يحيى خُذِ الكتابَ بقوّة * وآتيناهُ الحُكمَ صبيّاً } " مريم 12 " . { ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوّة } " الجاثية 16 " . { ولما بلغَ أشدّه آتيناه حُكماً وعلماً } " يوسف 22 " . { ففهّمناها سليمانَ ، وكلاًّ آتينا حُكماً وعلماً } " الصافات 107 ". وفي الآية الأولى يظهر أن ( الحكمة ) شيء هام جداً حتى آتاها اللّـهُ لبعض الناس ومنهم الأنبياء ، وهي غير النبوة . وفي الآيتين الأخيرتين يظهر تقديم ( الحُكم ) على ( العلم ) لبيان أهمية الحكمة ، وأنها مقدّمة على العلم . وقد عرّف العلماء الحكمة بأنها وضع الأشياء في مواضعها الصحيحة . فالذي ليست عنده حكمة يضع علمه في المواضع غير الصحيحة ، فلا يستفيد مِن علمه أحد . الفرق بين الحمد والشكر : مِن أول العبادة بعد الإقرار بالوحدانية ، الحمد والشكر لله . فهل مِن فرق بين الحمد والشكر ؟ . نعم . الحمد أشمل مِن الشكر ، فنحن حين نشكر الله ، فإننا نشكره على نعمه وعطائه ، فيكون الشكر مقابل العطاء . أما الحمد لله فهو لايكون مقابل شيء ، وإنما يكون له لأنه أهل للحمد ، سواء أعطانا أو لم يعطنا . ويكون الشكر على النعم وما فيه السرور ، بينما يكون الحمد على السرّاء والضرّاء . |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (22) الفرق بين الحَمل والحِمْل : الحَمل : ما تحمل الأنثى في بطنها . والحِمل : ما حملتَ على ظهر أو رأس ، أو على ظهر الحيوان . يقول تعالى : { وتضعُ كلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها } " الحج 2 ". ويقول : { قالوا : نفقِد صُواع الملِك ، ولِمَن جاء به حِمْلُ بعير } " يوسف 72 ". معنى ( الحوت ) و ( النون ) في القرآن : الحوت : هو السمكة ، صغيرة كانت أو كبيرة ، جمعها حيتان . يقول تعالى : { قال أرأيتَ إذ أوينا إلى الصخرة ، فإني نسيتُ الحوت } " الكهف 63 " ، أي السمكة الموضوعة في السلة التي كان يحملها خادم الخضر . أما النون : فهو الحوت الكبير ، كالذي التقم سيدنا يونس (ع) ، جمعه نينان . وقد جاء ذكره في القرآن بلفظ { ذا النون } . يقول تعالى : { وذا النونِ إذ ذهبَ مُغاضباً } " الأنبياء 87 ". ما الفرق بين الحياة والحيـَوان ؟ : الحياة : هي المدة المحدودة التي يعيشها الإنسان في الحياة الدنيا . أما الحيـَوان : فهي الحياة الأبدية التي يعيشها في الآخرة ، ومنه قوله تعالى : { وإنّ الدارَ الآخرةَ لَهيَ الحيـَوانُ لو كانوا يعلمون } " العنكبوت 64 "، أي لهي الحياة الدائمة الكاملة . ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (23) حرف الخاء الفرق بين ( الخـُطبة ) و ( الخِـطبة ) : الخـُطبة والخِـطبة : المراجعة في الكلام . لكن الخـُطبة ( بالضم ) : تختص بالموعظة والكلام المخطوب به . بينما الخِطبة ( بالكسر ) : فتختص بخِطبة النساء مِن الرجل . يقول تعالى : { ولا جُناح عليكم فيما عرّضتم به مِن خِطبة النساء } " البقرة 235 ". ما الفرق بين المخلِصين والمـُخْلـَصين ؟ : المخلِصين : الذين يخلصون مِن أنفسهم ، فيمكن أن يكونوا مخلصين في بعض الأوقات ، وغير مخلصين في غيرها . أما المـُخْلـَصين : فهم الذين جعلهم اللّـهُ مخلَصين ، بعناية إلهية منه ، فهم مخلصين دائماً منذ ولادتهم إلى وفاتهم ، كما هو الحال بالنسبة للأنبياء ، ولذلك قال سبحانه عن يوسف (ع) : { كذلكَ لِنصرفَ عنهُ السّوءَ والفحشاءَ ، إنّهُ مِن عبادنا المـُخْلـَصين } " يوسف 24 ". بينما قال عن المؤمنين : { فاعبدوا اللهَ مخلِصينَ لهُ الدّين } " البيّنة 5 ". الفرق بين الخـَلْف والخـُلف والخِلْفة : الخَلْف : الظهر ، أو الولد الطالح والعقب السيّئ ، ومنه قوله تعالى : { فخَلَفَ مِن بعدهم خَلـْفٌ أضاعوا الصلاة واتّبعوا الشّهوات } " مريم 59 ". والخـُلْف : اسم مِن الإخلاف ؛ كالإخلاف في العهد والوعد ، ومنه قوله تعالى : { بما أخلفوا اللهَ ما وعدوه } " التوبة 77 ". والخِلفة والاختلاف : التعاقب ؛ بمعنى أن يجيء شيء بعد شيء ، ومنه قوله تعالى : { وهو الذي جعل الليل والنهار خِلْفةً لِمن أراد أن يذّكر أو أراد شُكوراً } " الفرقان 62 "، وقوله سبحانه : { إنّ في خلق السموات والأرض ، واختلاف الليل والنهار ، لآياتٍ لأولي الألباب } " آل عمران 190 " . وأما قوله تعالى : { َلأقطّعنّ أيديَكم وأرجلَكم مِن خِلاف } " الأعراف 124 "، فيعني أن تقطع أيديهم اليمنى وأرجلهم اليسرى على خِلاف ، أو بالعكس . ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (24) الفرق بين الاختلاف والخلاف : الاختلاف : هو عدم التساوي ، كالاختلاف بين أبناء الرجل الواحد ، فكلّ واحد مِن أولاده له طبائع تختلف عن الآخر . ولكنهم مع ذلِكَ يحبون بعضهم البعض ، ولا يدعوهم الاختلاف إلى العداوة والكراهية ، وهو الخلاف . والاختلاف : هو أن يتعاقب الشيء مع الشيء الآخر ؛ كتتابع الليل والنهار ، يقول تعالى : { إنّ في اختلاف الليل والنهار } ، أي تتابعهما بحيث لا ينبغي للنهار أن يسبق الليل ، ولا الليل سابق النهار . ومن هذا المعنى إطلاق الاختلاف على التزاور والتردد ، ومنه قول النّبي (ص) : " اختلاف أمتي رحمة "، بمعنى التزاور فيما بينهم ، وليس بمعنى الخلاف ، فالخلاف الذي مظهره العداوة والبغضاء لا يمكن أن يكون رحمة ، وليس هو مِن صفات المؤمنين . ما الفرق بين خُلـُق وخَلاق ؟ : الخُلـُق : هو الأخلاق . والخَلاق : هو النصيب ، ومنه قوله تعالى : { أولئك لا خَلاقَ لهم } " آل عمران 77 ". الفرق بين الخـُلّة والخِلال : الخـُلّة : الصداقة والمحبة ، كما في قوله تعالى : { مِن قبلِ أن يأتيَ يومٌ لا بيعٌ فيه ولا خُلّة ولا شفاعة } " البقرة 254 " . والخِلال : الهبة النافعة مِن صديق ، كما في قوله سبحانه : { مِن قبل أن يأتيَ يومٌ لا بيعٌ فيه ولا خِلال } " إبراهيم 31 ". الفرق بين الخَير والخِـير: الخـِير : الكرم والشرف . والخـَـيْر : الحسن لذاته . وقد يطلقه القرآن على المال . ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (25) الفرق بين الخـَير والبِرّ ، والأخيار والأبرار : الخـَير : كلّ ما يحقق النفع للناس ، ولذلك أطلقه القرآن على المال الكثير في أكثر مِن موضع ، كما في قوله تعالى : { وإنه لحبّ الخير لَشديد } " سورة العاديات 8 " . أما البِـرّ : فهو الخير الذي يراد به وجه الله تعالى . وفي المعجم الوسيط : بَرَّ فلان ربَّه : توسع في طاعته ، وبَرَّ فلان والديه : توسّع في الإحسان إليهما ؛ فهو بارّ ، جمعها بَررة ؛ وهو بَرّ ، جمعها أبرار . فأديسون إن كان هدفه عندما اخترع الكهرباء نفعَ الناس ، فهذا مِن الخير ، ويكون أجره على الناس في الدنيا ؛ وإن كان قصده في سبيل الله ، فهو البِرّ ، ويكون أجره على الله في الآخرة . مِن هنا كان البِرّ أعظم درجة مِن الخير ، والأبرار أعلى درجة مِن الأخيار ، وفي التنزيل قال تعالى : { لن تنالوا البِرّ حتى تنفقوا مما تُحِبّون } " آل عمران 92 ". وقال :{ إنّ الأبرار يشربون مِن كأس كان مزاجها كافوراً } " الإنسان 5 " . وفي المثل : " سيئات الأبرار ، حسنات الأخيار ". والبَرّ : مِن أسماء الله تعالى ، كما في قوله : { إنهُ هوَ البَرّ الرحيم } " الطور 28 " . والبَرّ : ما انبسط مِن سطح الأرض ولم يغمره الماء . ما معنى الخيط الأبيض والخيط الأسود في آية الصيام ؟ : يقول تعالى : { وكلوا واشربوا حتى يتبيّن لكمُ الخيطُ الأبيض مِنَ الخيط الأسود مِنَ الفجر } " البقرة 187 ". لو قال تعالى : { حتى يتبيّن لكمُ الخيطُ الأبيض مِنَ الخيط الأسود } وسكت ، لأمكن الظنّ أن المقصود مِن الخيط ما هو مستخدم في الخياطة . ولكن لما قال { مِن الفجر } تبيّن أن الخيط هو شيء متعلق بالفجر ؛ فقد عبّر عن شعاع الفجر الكاذب الذي يغلب عليه الظلام ( بالخيط الأسود ) ، وعن شعاع الفجر الصادق الذي يغلب عليه الضياء ( بالخيط الأبيض ) . فالآية تقول : إذا ظهر الفجر الصادق واستبان مِن الفجر الكاذب فقد وجب الإمساك عن الطعام ، وبدأ وقت الصيام . وعلى الغالب في دمشق عندما يؤذن أهل السنّة في مآذنهم بأذان الفجر ، فهو الفجر الكاذب ، ولذلك لا يقيمون الصلاة إلا بعد فترة منه . ونحن نحتاط بالإمساك عند هذا الأذان ، ولكن لا نصلي صلاة الصبح إلا بعد مضي ثلث ساعة ، حيث يكون قد ظهر الفجر الصادق . ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (26) حرف الدال الفرق بين ( المدَّثر ) و ( المزّمل ) : صفتان للنبي (ص) سميت بهما سورتان . المـُدَّثـِّر : الذي يلبس الدِّثار ، وهو الملابس الخارجية ، التي تلبس فوق الشِّعار وهو الملابس الداخلية . أما المـُزَّمـِّل ، فمِن أزملَ : أي تلفّف في ثيابه وغطائه . يقول تعالى : { يا أيّها المدّثر * قُمْ فأنذِرْ } " المدثر 1 و2 ". ويقول : { يا أيّها المـزّمل * قُمِ الليلَ إلا قليلاً } " المزمل 1 و2 ". ما معنى الدِّين ؟ : يأتي ( الدِّين ) بثلاثة معانٍ هي : 1- الطاعة والانقياد . يقول تعالى : { قُلِ اللهَ أعبدُ مخلصاً له ديني } " الزمر 14 ". 2- الجـزاء . يقول تعالى : { مالكِ يوم الدِّين } . ويقول { فيومئذ يُوَفيهمُ اللّـهُ دينَهمُ الحقَّ } " النور 25 "، أي جزاءهم . 3- الشريعة والعبادة . يقول تعالى : { إنّ اللهَ اصطفى لكمُ الدِّينَ } " البقرة 132 ". ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (26) حرف الذال الذِّبْح العظيم :في القاموس : الذَّبْح مصدر ، والذِّبْح : هو الشيء المعدّ للذبح . يقول تعالى عن إسماعيل (ع) : { وفديناهُ بِذِبْحٍ عظيمٍ } " الصافات 107 ". والآية تبيّن قيمة الكبش الذي أنزله اللّـهُ مِن السماء ، وأمر إبراهيم (ع) أن يذبحه عوضاً عن ابنه إسماعيل ، فداءً له . وقد ذهب البعض إلى أن الذِّبح في الآية هو الحسين (ع) ، وأنه هو فداء إسماعيل . والذي أقوله : إن الحسين (ع) أعظم مِن إسماعيل ، فيجب أن يكون إسماعيل فداءَ الحسين (ع) وليس العكس ؛ لأن الفداء يكون دائماً أقل قيمة مِن المقدَّم عنه الفداء . واستدلوا على قولهم بأن تعبير{ الذِّبح العظيم } لا يليق إلا بشيء عظيم كالحسين (ع) ، مع أن كلمة ( عظيم ) في اللغة لا تعني دائماً الرفعة والسمو ، بل تعني الكثرة والشدة . فقد استخدمت هذه الكلمة للعذاب ( العظيم ) والصفات السيئة حوالي خمسين مرة في القرآن ، منها الآيات التالية : { ولهم عذاب عظيم } . { ولهم في الآخرة عذاب عظيم } . { ذلك الخزي العظيم } . { وفي ذلكم بلاء مِن ربّكم عظيمٌ } . { إنّ كيدكنّ عظيم } . { يا بُنَيّ لا تشركْ بالله ، إنّ الشّركَ لَظلمٌ عظيم } . { وكانوا يُصِرّونَ على الحِنثِ العظيم } وهو الإشراك بالله . وإذا كانت لفظة ( عظيم ) مقرونة بالكبش تعني القيمة والمنزلة ، فلأن الكبش جاء مِن الجنة وكان فداء لعبد عظيم ، فصار فداءً عظيماً . ونحن نقتدي في الحج بإبراهيم فنذبح الهدي . ما الفرق بين ذُنوب وذَنوب ؟ : الذُّنوب : هي المعاصي . والذَّنوب : هو النصيب ، ومنه قوله تعالى : { فإنّ لِلَّذينَ ظلموا ذَنوباً مِثلَ ذَنوب أصحابهم } " الذاريات 59 ". هل في سورة يوسف يجوز أن نقول ( فأكله الذِّيب ) عوضاً عن الذئب ؟ : قريش كانت تليّن الهمزة ، فتقول { فأكله الذّيب } ، أما تميم فكانت تلفظ الهمزة . وفي هذه المسألة أخذ القرآن بلهجة تميم ، وفي باقي الأشياء بلهجة قريش . وبشكل عام فإنه يجوز تليين الهمزة إلى ياء عند قراءة القرآن ، فنقول : ( اِيتوني ) عوضاً عن { اِئتوني } . وكان العرب يميلون إلى تخفيف الهمزة ، فيقولون { النبيّ } وأصلها ( النَّبيء ) ، ويقولون { آدم } وأصلها ( أَأْدَم ) ، ويقولون { معايش } وأصلها ( معائش ) . ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (27) حرف الراء الفرق بين الرؤية والرؤيا : الرؤية : الإدراك بالنظر حال اليقظة . والرؤيا : ما يراه النائم ، ومنه قوله تعالى : { لقد صدقَ اللّـهُ رسولَهُ الرؤيا بالحقّ } " الفتح 27 ". ما هو الترخيم ؟ : رخَّم الشيءَ : سهّله وليّنه . وفي النحو : ترخيم الاسم في النداء بحذف آخره تسهيلاً للنطق به . ومن هذا القبيل تخفيف { ربّي } إلى { رَبِّ } كما في قوله تعالى في سورة إبراهيم : { ربِّ اجعلْ هذا البلد آمناً } ، وقوله : { ربِّ اجعلني مُقيمَ الصلاة } . ونلاحظ أن القرآن كثيراً ما يحذف ياء المتكلم ( وهو نوع مِن الترخيم ) ، سواء للتخفيف أو لمراعاة السجع ، ويستعيض عنها بالكسرة ؛ فيكتب { وما خلقتُ الجنّ والإنس إلا لِيعبدونِ } أصلها ليعبدوني . ويكتب { أنا أنبّئكم بتأويله فأرسلونِ } أصلها فأرسلوني . ويكتب { فلا كيلَ لكم عندي ولا تقربونِ } أصلها ولا تقربوني . وقد يحذف القرآن مِن آخر الكلمة الألف أو الواو أو الياء ، نحو : الألف : يقول تعالى : { سنفرغ لكم أيّهَ الثـَّقَلان } أصلها : أيـّها . الواو : يقول سبحانه : { ويدعُ الإنسان بالشرّ دعاءه بالخير } أصلها : يدعو. الياء : يقول جلّ مِن قائل : { قال ذلّك ما كنّا نَبْغِ} أصلها : نبغي . ويقول : { يومَ يأتِ لا تَكَلـَّمُ نفسٌ إلا بإذنه } " هود 105 "، بحذف الياء مِن يأتي ، وهي لغة هذيل . الفرق بين ( الرِّجْز ) و ( الرِّجس ) : الرِّجْز : بمعنى العذاب ، كما في قوله تعالى : { فأنزلنا على الذين ظلموا رِجزاً مِنَ السماء } " البقرة 59 ". ورِجز الشيطان : وساوسه ، كما في قوله سبحانه : { ويُذهبَ عنكم رِجـْزَ الشّيطان } " الأنفال 11 ". أما الرِّجس : فهو القذر المادي والمعنوي ، ومنه قوله تعالى : { إنما يريد اللّـهُ لِيذهبَ عنكمُ الرِّجسَ أهلَ البيت ، ويطهّركم تطهيراً } " الأحزاب 33 " . ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (28) متى يذكر القرآن { الله } ومتى يذكر { الرحمن } ؟ : إن كان السياق فيه تهديد ووعيد يذكر { الله } ، وإن كان السياق فيه ذكر بعض معجزات الله التي فيها رحمة يذكر { الرحمن } ، كقوله تعالى في سورة الملك : { أوَلم يرَوا إلى الطير فوقهم صافّاتٍ ويقبِضْنَ ، ما يمسكهنّ إلا الرحمنُ } " الملك 19 "، وقوله : { قلْ هوَ الرحمنُ آمنّا به وعليه توكلنا } " الملك 29 ". أما سورة الأنعام التي يشيع فيها التحذير والتهديد ، فقد ذُكرت فيها لفظة الجلالة { الله } 87 مرة ، ولم يرِد فيها ذكر { الرحمن } ولا مرة . أما ذكر { الربّ } فيرد عند ذكر الرسالة ، كقوله تعالى : { ربَّنا يعلم إنّا إليكم مُرسَلون } " يس 16 " . الفرق بين { الرحمن } و { الرحيم } : أعظم آية في القرآن هي البسملة ، ذكرت { الرحمن } و { الرحيم } للتأكيد على الرحمة الإلهية ، وأن رحمة الله وسعت كلَّ شيء ، أفلا تسع العبد المذنب ؟. ويتساءل المؤمن : ما الفرق بين اسم { الرحمن } واسم { الرحيم } حتى ذكرا معاً ؟. لقد ذكر العلماء أربعة فروق بين هذين الاسمين الكريمين مِن أسماء الله الحسنى : 1- أن اللهَ { رحمن } بكل المخلوقات ، { رحيم } بالمؤمنين خاصة . 2- أن الله { رحمن } في الدنيا ، { رحيم } في الآخرة . 3- أن الله { رحمن } في ذاته ، { رحيم } في آثاره . 4- أن { الرحمن } صفة خاصة بالله وحده ، بينما { الرحيم } فهي صفة مشتركة بينه وبين مخلوقاته . لذلك فإن اسم { الرحمن } له ميزة خاصة ، أنه ينوب عن لفظ الجلالة { الله } ، كما في قوله تعالى : { قلِ ادعوا اللهَ ، أو ادعوا الرحمنَ ، أيـَّاً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى } " الإسراء 110 ". ... يتبع .. |
إضاءات قرآنية ( د لبيب بيضون )
إضاءات قرآنية (29) الفرق بين ( الرسول ) و ( النبيّ ) : في أصل اللغة كلُّ مَن يتنبأ فهو ( نبي ) ، وكلّ مَن ترسله فهو ( رسول ) . ولذلك وصف القرآن جبرائيل بأنه رسول في قوله تعالى في سورة مريم (ع) : { قال إنما أنا رسول ربِّكِ } ، وقال سبحانه في قصة يوسف : { فلما جاءه الرسول ، قال : ارجعْ إلى ربّك فاسأله } " يوسف 50 ". ولقد وضعت عدة فرضيات عن الفرق بين ( النبيّ ) و ( الرسول ) ؛ منها أن الرسول يأتي برسالة جديدة تنسخ الرسالة التي قبله ، بينما النّبي فهو يبلّغ الرسالة الموجودة في زمانه . ومنها أن الرسول ينزل عليه الوحي ، بينما النّبي لا يوحى إليه . ومنها أن الرسول تكون رسالته عامة شاملة لكل البشرية ، بينما النّبي فيكون مسؤولاً عن منطقة محددة مِن الأرض . وهذا يفسّر تعدّد الأنبياء في آن واحد ، فقد كان في بني إسرائيل العديد مِن الأنبياء في وقت واحد . وإذا وضعنا هذه الفرضيات على محكّ المناقشة ، نجد أنها كلها مردودة وفق معطيات القرآن ، فإذا كان الرسل هم الذين كانت لهم رسالات ، وهم الخمسة أولو العزم : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد (ص) ، فلقد وصف القرآن أنبياء غيرهم بصفة ( الرسول ) ، ووصف بعضهم بأنهم أنبياء ورسل في آن واحد ، كما في قوله تعالى : { إذْ قال لهم أخوهم هودٌ : ألا تتّقون * إني لكم رسول أمين } " الشعراء 125 ". { إذ قال لهم أخوهم صالحٌ : ألا تتّقون * إني لكم رسول أمين } " الشعراء 143 ". { واذكرْ في الكتاب إسماعيل ، إنه كان صادقَ الوعد، وكان رسولاً نبيّاً } " مريم 54 " . { ورُسُلاً قد قصصناهم عليكَ مِن قبلُ ، ورُسُلاً لم ننقصصْهم عليكَ } " النساء 164 " . الفرق بين الرَّقّ والرِّقّ : الرِّقّ : العبودية ، والشيء الرقيق . والرَّقّ : ما يُكتب به . ومنه قوله تعالى : { والطّورِ * وكتابٍ مسطور * في رَقٍّ منشور } " سورة الطور 1-3 ". ... يتبع .. |
الساعة الآن »09:43 AM. |