![]() |
كتاب انتظار الخطوبة اذاب قلبي - النسخة الجديدة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين سانقل لكم هنا كتابي انتظار الخطوبة اذاب قلبي ... وانه حياتي الخاصة التي عشتها بمرها وحلوها ولذلك حرام شرعا نقل الكتاب بدون ذكر المؤلف وانا خصم من ينقله بدون ذكر اسم المؤلف امام الله سبحانه والان سانقل لكم نص الكتاب بشكل فصول ان شاء الله تعالى |
القسم الاول: ((ذكريات ما قبل الزواج)) الفصل : 1 ((موت امّي)) كنت جالسا في البيت وانا في الصف الرابع الابتدائي ؛ سمعت صرخات اذابت قلبي حين ولادة اخي الصغير وفي النهاية ؛ جاء المولود الى الدنيا؛ ولكن مرضت اُمي ؛ وبقيت في مرضها سنة كاملة ؛ الى ان توفيت رحمة الله عليها ودفنت في صحن امير المؤمنين عليه السلام بين باب القبلة للصحن الشريف وباب الحرم المبارك ؛بعد ما عانت من آلام المرض والفقر اللهيبين القاسيين. وبقيت يتيما؛ولي قلب صغير لا أعي من مستقبلي شيئا , ولا ادري كيف ستكون لي الدنيا وهي خالية من اُمي ؛ كنت اشعر بان قلبي عطشان لشربة من حنان الام وكلما رأيت طفلا يساير امه ؛ لم املك زمام عيني بل صوبت نظراتي البريئة نحوهما وابدء بالدعاء للام فاقول: يارب انا حرمت من مسايرة أمي فلا تحرم هذا الغافل عن نعمة الام من مسايرة اغصان الحنان التي تحتضنه ؛ واحفظها له . كم هو عذب ان يمشي الانسان مع امه؟! وكم جميل حينما يكون في المدرسة يرتع ويلعب لانه يأمل ان يعود للبيت وأحضان امه الدافئة بالحنان والود تنتظره نعم ؛ وكلما شعر بوخزة من ألم الجوع تذكر ان امه وهي تنتظره على المائدة الشهية ؛ فيزداد فرحا واملا ؛ وانا اليتيم من ينتظرني؟؟ ومن يسلي احشائي المكلومة من جراح الجوع وفقدان منبع الحب والشفقة ؟؟؟ فابدء بالدعاء لكل اُمٍ في الوجود!! اللهم احفظ كل ام في هذه الدنيا ؛ لان وجودها يسلي حتى اليتيم المحروم منها ؛ حيث يطمئن ان في الوجود أمّا ؛ فوجودها وان لم تكن امي يبعث الامل في قلبي.... ثم اعود فاناجي الطفل مرّة اخرى فاقول له : حبيبي الصغير آه — آه -- لو تعلم ما في قلبي من الصرخات والآلآم من فقدان امي ؛ لمتّ خوفا لفقدانها منك!! اتمنى لو كانت امّي لكنت احملها على عنقي.. لا -- لا -- اخشى ان تسقط امي ! بل احوك لها من رموش عيني سجادة موردة وافرشها على قلبي ؛ آه -- وهذا الطفل غافل عن اُمه !! يا طفل كيف لا تلتفت ان لك أمّا ؟ كنت هكذا كلما سرت في الطرقات وهذه تاملاتي التي تبكي على قلبي. وفي كل ليلة حينما أنام ؛افكر: ان استيقظت فمن سينتظرني؟؟ ومن يهمه امري بقيت نائما ام استيقضت؟ لا اعلم عزيزي القارئ هل تقبّل يدي امك؟ افكر لوكان لي ام ؛ لكنت في كل ليلة اقبل اقدامها التي مشت بها طول النهار لخدمتي واحتضاني . ارجوك لاحظ حروفها التي صاغها الرحمن للام ؛ كلمة الأم تجمع لك الشفتين حينما تنطق بها وكأنها تحتضنك باضلاعها. سبحان الله نحن نغفل عن نعمة وجود الله فكيف لا نغفل عن نعمة وجود الام؟ |
الفصل : 2 ( الحنان واحضان الزوجة) حينما فقدت امي بقيت متحيراً في نفسي افكر دائماً هل ان الله سبحانه عوّض الانسان بحنان من نوع آخر لكي يملئ فراغ الحنان عند من فقد امه؟؟ الى ان سمعت مقالةً لاحدهم يقول : *ان من فقد الحنان في احضان امه سيجدها في احضان زوجته* ! فابتهجت فرحا وسررت مرحا أن حصلت على ثدي حنان ارتشف منه بغيتي ان صح ما يقوله صاحب المقال.. وهنا بدأت افكر في نفسي ؛ هل ان الزوجة تعلم بهذا الامر الخطير؟ وهل تعلم الزوجة بان الرجل الذي يأتي للحياة الجديدة باي امل ياتي؟؟ وما هو توقعه من زوجته ؟؟ بقيت متفكرا في هذه الامور وانا بين اليأس والرجاء!! فكم جميل لو كانت تعلم الزوجة بان الزوج باي امل يقدم للزواج منها ؛فتحاسب نفسها ولو للحظات ؛ هل انها ادت ما عليها؟ بحيث لحظة الموت حينما تفتح عينيها بوجه امير المؤمنين عليه السلام تستطيع ان تقول : أوفيت يا امير المؤمنين؟؟ كما كان يقولها أصحاب الامام الحسين عليه السلام حين الشهادة لامامهم عليه السلام . وهناك روايات تقول بان جهاد المرأة هو حسن التبعل عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ عليه السلام قَالَ : جِهَادُ الْمَرْأَةِ حُسْنُ التَّبَعُّلِ [1] و عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : كَتَبَ اللَّهُ الْجِهَادَ عَلَى الرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ فَجِهَادُ الرَّجُلِ بَذْلُ مَالِهِ وَ نَفْسِهِ حَتَّى يُقْتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ جِهَادُ الْمَرْأَةِ أَنْ تَصْبِرَ عَلَى مَا تَرَى مِنْ أَذَى زَوْجِهَا وَ غَيْرَتِهِ [2] و عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ كَتَبَ عَلَى الرِّجَالِ الْجِهَادَ وَ عَلَى النِّسَاءِ الْجِهَادَ فَجِهَادُ الرَّجُلِ أَنْ يَبْذُلَ مَالَهُ وَ دَمَهُ حَتَّى يُقْتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ جِهَادُ الْمَرْأَةِ أَنْ تَصْبِرَ عَلَى مَا تَرَى مِنْ أَذَى زَوْجِهَا وَ غَيْرَتِهِ .[3] وهل تعلم ان من حسن التبعل ان تملئ فراغ الحنان في مشاعر زوجها كما قالت المقالة: (ان من يفقد الحنان من امه يجده في احضان زوجته) اصابتني هذه المقالة بحالات مختلفة : مرةً افكر في نفسي بأني وجدت ضالتي المنشودة وسأرتوي من ماء عذب؛ وعين صافية من الحنان في احضان الزوجة؛ فلا عطش بعد اليوم؛ فحينها تراني متفائلا بكل شيء وارى كل شيء يبتسم في وجهي !! ومرةً افكر بان الزمان بيني وبين الوصول الى هذه العين الفيّاحة بعيد ؛ بعيد جدا ؛لاني لا زلت صغيرا ولا اعلم سأصل اليها ام لا؟؟ فحينها ارى كل شيء يعبس في وجهي !! الى ان وصلت لابواب الغاية المنشودة ؛ حيث بلغت سناً يجرؤني ان ابوح بما يجيش في صدري. وبدأت افكر من اين ابدأ؟ وكيف ساختار ؟ وعلى اي شجرة استقر ؛ لتحقق امنياتي ؟ ومن اي غصن اقتطف زهرتي؟ فرأيت ان افضل شيء هو البحث عن صفات المرأة المثالية في القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام . ثم اقيس بينها وبين ما رأيت من النساء في جامعة بغداد وبنات الاقرباء وغيرهن... [1] الكافي: ج 5 ص 507. [2] الكافي: ج 5 ص 9. [3] من لا يحضره الفقيه: ج 3 ص 439. |
الفصل : 3 - ((الصداقة قبل الزواج)) - كان لي زميل في جامعة بغداد ؛ قال لي يوما: انك مخطأ في اسلوب اختيارك للزوجة ! قلت له : ولماذا ؟ قال لي : لان افضل سبيل للوصول للزوجة التي تتمناها هو ان تصادق فتاة كما انا صادقت فلانة ؛- وذكر لي فتاة من جيراننا كنت اعرف عائلتهم وهم اناس كرام وشخصيات معروفة- !! ثم تابع قائلا : وبعد ان تعرفت عليها وعلى اخلاقها تتزوج منها . قلت له: ابدا لا ارى ان هذا العمل صحيح لاسباب : 1- يجب ان يكون ذلك برضا والديها وعدم ارتكاب الحرام معها ؛ لانك ومجرد ان تذهب لطلب الصداقة مع ابنتهم فلا يرضيا لانهما يطلبان منك الخطوبة وبصورة رسمية ؛ الا ان تكون باحثاً عن زوجة من عوائل غير مرغوب بهم ؛ وعادةً هذه العوائل لا تفي بناتهم لك ؛ وان رضيت بك ومدحتك بما ليس فيك فانها ستذمك بما ليس فيك من المذام ؛ كما ورد عن امير المؤمنين عليه السلام : * من مدحك بما ليس فيك من الجميل و هو راض عنك ذمك بما ليس فيك من القبيح و هو ساخط عليك.[1] * من مدحك بما ليس فيك فهو خليق أن يذمك بما ليس فيك. * من مدحك بما ليس فيك فهو ذم لك إن عقلت.[2] فالفتاة التي تخون والديها بهذه الرابطة كيف تتوقع ان تفي معك؟ قال: صديقي : انني استطيع ان ارضيهما بعد ان تنتهي مرحلة الصداقة مع ابنتهم . قلت له : انا لا اعتقد انك ستنجح بطريقتك هذه؛لان اي عمل بدايته معصية حتماً عاقبته تكون سيئة؛ (( وبلفعل كانت النتيجة المأساوية هكذا كما ستقرؤن ان شاء الله تعالى(( 2- قلت لزميلي ان اي علاقة ان كانت بعد الزواج عادةً وعلى اصح الاحتمالات تكون موفقة لانه سينمو الحب مع نمو الروابط بينهما ولا يعيشان حالة العطش المكبوت . ان الشارع المقدس حينما جعل قوانين في الخطوبة وحدد المقدار الذي يجوز نظر بعضهما لبعض كان يعلم بان لا حاجة لاكثر من ذلك ولا يكلف الله نفسا الاوسعها . وانت بعد ان تتزوج من صادقتها اولا لا يتركك الشيطان ويبدء بالوسوسة في صدرك قائلا : *هي هذه التي عملت ما عملت معك خائنة لربها ولوالديها ؛ كيف تتوقع منها الوفاء ؟ 3- ان الزوج ان كان حكيما ولبيبا يستطيع ان يربي الزوجة حسب ما يحب بعد الزواج وقلبه آمن من وساوس الشيطان ؛ ودائما ان حدث بينهما نزاع يتذكر عفتها ونجابتها فيغض النظر عمّا سواها من المشكلات والمصاعب؛ ويدفع بالتي هي احسن فيكونا حميمين كما وعد الله سبحانه ذلك في القرآن الكريم: وَلا تسْتوِي الحَسَنَةُ وَلا السيئَة ادْفَعْ بِالتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [3] [1] شرح نهج البلاغة: ج 20 ص 274. [2] غررالحكم: ص 467. [3]فصلت: 34 |
الفصل 4 - ((التمتع بالباكرة)) - ولکن صديقی اصر على قوله وبدء بعلاقاته معها الى ان جاءني يوماً وهو فرح ؛ مسرور جداً!! قلت له: ما دهاك أراك فرحاً ؟؟ والقرآن الكريم يقول : (إِذ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تفرَحْ إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الفَرِحِينَ) [1] قال: واعدت صديقتي ان اذهب معها الى بابل - وهي منطقة قريبة من مدينة الحلة ؛ القريبة من النجف الاشرف ؛ يقال ان نمرود اراد ان يحرق ابراهيم الخليل - على نبينا واله وعليه السلام - في هذه المنطقة ؛و كان يعقوب فيها حينما اخذ ابنائه يوسف - على نبينا واله وعليه السلام - ومنها ذهبوا ا لى مصر . فهي من المناطق الاثرية السياحية المهمة- قلت له :يعني ترتكب ما حرم الله سبحانه؟؟ قال لي : لا ابداً ؛ وانما اتمتع بها.!! قلت له :وهذه باكر وهل يجوز التمتع بالباكر ؟؟ قال لي :انا اقلد سماحة السيد محمد باقر الصدر (قدس سره ) وهو يجوّز ذلك . قلت له : وهل سألته بنفسك ؟؟ قال: لا ؛ وانما نقل ذلك لي الاخ (...) - هذا الاخ الان هو طبيب جراح في بريطانية- قلت له : حبيبي الم يقل العلماء ان من الموارد المتفق عليها بين فقهاء الشيعة هو الاحتياط في المال والدماء والفروج؟ فان لم تسمع بنفسك من السيد فلا تستعجل وأخر سفرتك حتى يتبين لك الحكم تماما . لان صديقك ان لم يكن متيقنا فلعله كان خطآنا او انه قد افتى اليك من دون علم ؛ وليست الفتوى شأن كل احد ؛ هاك اسمع قول الائمة عليهم السلام في الفتوى لمن لم يكن من اهلها عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ : مَنْ أَفْتَى النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ لَا هُدًى لَعَنَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ وَ لَحِقَهُ وِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِفُتْيَاهُ [2] وقال الامام الصادق عليه السلام: لا يحل الفتياء لمن لا يصطفي من الله تعالى بصفاء سره و إخلاص علمه و علانيته و برهان من ربه في كل حال لأن من أفتى فقد حكم و الحكم لا يصح إلا بإذن من الله - عز و جل - و برهانه و من حكم بالخير بلا معاينة فهو جاهل مأخوذ بجهله و مأثوم بحكمه كما دل الخبر : العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء قال النبي صلى الله عليه واله أجرأكم الفتياء أجرأكم على الله عز و جل أو لا يعلم المفتي أنه هو الذي يدخل بين الله تعالى و بين عباده و هو الحائر بين الجنة و النار؟[3] ثم قلت له: اما تعلم بان الفرق بين الحق والباطل اربعة اصابع كما ورد عن سيدنا امير المؤمنين عليه السلام قوله : أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ عَرَفَ مِنْ أَخِيهِ وَثِيقَةَ دِينٍ وَ سَدَادَ طَرِيقٍ فَلَا يَسْمَعَنَّ فِيهِ أَقَاوِيلَ الرِّجَالِ أَمَا إِنَّهُ قَدْ يَرْمِي الرَّامِي وَ تُخْطِئُ السِّهَامُ وَ يُحِيلُ الْكَلَامُ وَ بَاطِلُ ذَلِكَ يَبُورُ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ وَ شَهِيدٌ أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ إِلَّا أَرْبَعُ أَصَابِعَ[4] فارجوك ان لا تستعجل وكن محتاط في امر دينك0 اليس قال: الرِّضَا عليه السلام : أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام قَالَ لِكُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ :أَخُوكَ دِينُكَ فَاحْتَطْ لِدِينِكَ بِمَا شِئْتَ.[5] قال صديقي :لا تخاف عليّ ان الدكتور فلان هو ممن اعتمد عليه وهو عندي ثقة . مع الاسف ان صديقي لم يسمع كل مواعظي!! وبلفعل ذهب معها الى بابل وقضى النهار معها هناك وجاءني في الليل ثملا ؛ لايعقل أفي السماء هو ام في الارض ؟ من ذكرياته التي قضاها مع عشيقته المتمتع بها؛ وكان يردد امامي ما قالته له وما قال لها في سفرتهم0 وانا اقول له: يا اخي دعني انام لان القرآن الكريم يقول: (وَلا تقفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلُّ أولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا) [6] فان الانسان مسؤل عما يسمع لانه ينصت ليستمع كما ورد في عن رجل وهو : مَسْعَدَةَ بْنِ زِيَادٍ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فَقَالَ لَهُ: رَجُلٌ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي إِنَّنِي أَدْخُلُ كَنِيفاً لِي وَ لِي جِيرَانٌ عِنْدَهُمْ جَوَارٍ يَتَغَنَّيْنَ وَ يَضْرِبْنَ بِالْعُودِ فَرُبَّمَا أَطَلتُ الجُلُوسَ اسْتِمَاعاً مِنِّي لَهُنَّ. فَقَالَ : لا تفعَلْ فَقَالَ الرَّجُلُ: وَ اللهِ مَا آتِيهِنَّ إِنَّمَا هُوَ سَمَاعٌ أَسْمَعُهُ بِأُذُنِي . فَقَالَ لِلهِ أَنْتَ أَ مَا سَمِعْتَ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ : إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا فَقَالَ : بَلَى وَ اللهِ لَكَأَنِّي لَمْ أَسْمَعْ بِهَذِهِ الآيَةِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مِنْ أَعْجَمِيٍّ وَ لَا عَرَبِيٍّ لا جَرَمَ أَننِي لا أَعُودُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ أَنِّي أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ. فَقَالَ لَهُ: قُمْ فَاغتسِلْ وَ سَلْ مَا بَدَا لَكَ فَإِنَّكَ كُنْتَ مُقِيماً عَلَى أَمْرٍ عَظِيمٍ مَا كَانَ أَسْوَأَ حَالَكَ لَوْ مِتَّ عَلَى ذَلِكَ؟ احْمَدِ اللَّهَ وَ سَلْهُ التَّوْبَةَ مِنْ كُلِّ مَا يَكْرَهُ فَإِنَّهُ لا يَكْرَهُ إِلا كُلَّ قَبِيحٍ وَ القَبِيحَ دَعْهُ لأَهْلِهِ فَإِنَّ لِكُلٍّ أَهْلا.[7] فقلت لصديقي : اذن انا مسؤل عما اسمع منك وانت لم تحتط لدينك ؛ ومن ثم ما فائدة سماعي لما تقول غير انك ستثيرني وانا لا سبيل لي لارضاء نفسي . ارحمني يا اخي واتركني بحالي!! لا اخفي عليكم قرّائي الاعزاء ؛ ان عمله هذا آذاني كثيراً لاني بقيت حائراً هل اسرع في الزواج؟؟ وانا خائف من ان اقع في احضان باردة خالية من امنياتي في ارتشاف الحنان المنشود وتذهب امنياتي هدراً؛ او اصبر على طخية عمياء وابقى في جهاد مع نفسي لعدم السماح لها ان تستمر بالوساوس الشيطانية ؟ وكيف لي بالصبر وذكريات هذا الاخ تطنطن في اذني والمناظر المزعجة في الجامعة التي كانت في كل يوم تقابلني وبلهيب نارها تحرقني . فقلت في نفسي فلابد ان اعلِّم نفسي الصبر وفقه الانتظار حتى اكون مستعدا لتاديب ذريتي في المستقبل كما قال امير المؤمنين عليه السلام في شرط من ينصب نفسه معلما للناس : وَ قَالَ عليه السلام: مَنْ نصَبَ نَفسَهُ لِلناسِ إِمَاماً فَليَبْدَأْ بِتعلِيمِ نَفسِهِ قَبْلَ تَعْلِيمِ غَيْرِهِ وَ ليَكُنْ تأدِيبُهُ بِسِيرَتِهِ قَبْلَ تأدِيبِهِ بِلِسَانِهِ وَ مُعَلِّمُ نفسِهِ ومُؤَدِّبُهَا أَحَقُّ بِالإِجْلالِ مِنْ مُعلمِ الناسِ و مُؤَدِّبِهِمْ.[8] [1]القصص: 76 [2] الكافي: ج 1 ص 42. [3] مصباح الشريعة ص : 16. [4] نهج البلاغة: ص 197. [5] وسائل الشيعة: ج 27 ص 167. [6]الاسراء : 36 [7] الكافي: ج 6 ص 432. [8] نهج البلاغة: 480. |
الفصل – 5 (المؤمن مبتلى ) اخذت اناجي نفسي قائلا: يا نفسي : من يقول ان عمل صاحبنا هذا كان صحيحاً ؛ في عقده على الفتاة الباكر بدون اذن والديها؟؟ ؛وان كان عمله اشتباها وتسرعا بدون احتياط فلماذا تؤذيني الوساوس حينما اتذكر ما نقله لي؟؟ ولذلك صممت ان اذهب بنفسي لسماحة السيد الصدر رحمة الله عليه واساله عن الحكم في هذه المسألة !! وبلفعل ذهبت الى النجف الاشرف وسألت السيد رحمة الله عليه قائلا : سماحة السيد ان احد الاصدقاء نقل عنكم بانه يجوز التمتع بالباكر وبدون اذن والديها؛ هل هذا هو فتواكم في هذه القضية ؟؟ قال رحمة الله عليه: لا ؛ لا يجوز عندي!! قلت له : سماحة السيد: ولكن فلان نقل عنكم جواز هذا ؛ واعتمد على نقله عنكم احد الطلاب الجامعيين وتمتع بصاحبته وهي باكر!! . الله يعلم حينما سمع مقالتي سماحة السيد ؛ احمر وجهه حتى اني لا اعلم ما اصابني من انفعاله رحمة الله عليه اكان حياءا منه ام خفت منه؟ ثم قال : "ليش هيش" ؟! وبعدها تابع السيد قائلا: ان المرجع الفلاني يُجوّز ذلك ؛ يمكنه ان يرجع في هذه المسالة اليه. وبقيت متفكرا في غضب السيد رحمه الله تعالى؛ هل لانه فهم من سؤالي ان صاحبي قد تجاوز الحد المشروع معها ولذلك تاثر هذا التاثر كله؛ في حين ان صاحبي لم يتجاوز الحد في مزاحه ولواحقه مع تلك الفتاة ؛ والله العالم ؛ لاني لم اعلق على كلامه ؛ وما كان يهمني الا معضلتي في مدلهمات ايامي وجهادي مع نفسي وحينما سمعت كلام سماحة السيد ؛ وعرفت ان صاحبي اخطأ في عمله هذا وانه ارتكب عملا من دون احتياط لمعرفة الحق قبل ان يعمل ؛ لاني لا اقول هو اصاب ام اخطا وليس من شأني ان احكم على احد ولكن اقول : كان ينبغي له ان يعرف الحكم قبل ان يقدم على العمل ؛ وانا قد نبهته بان يسأل قبل الفعل بدقة ؛ ولكن تسرعه لحصول لذته الملتهبة ؛ وهيامه في عالمه السحري ادت به الى ارتكاب ما ارتكب ؛وقد قال الامام الصادق عليه السلام: لَا تَثِقْ بِأَخِيكَ كُلَّ الثِّقَةِ فَإِنَّ صِرْعَةَ الِاسْتِرْسَالِ لَنْ تُسْتَقَالَ [1] فقد ورد في كتب اللغة العين ومجمع البحرين عن الاسترسال : و الاسترسال : إلى شيء كالاستئناس و الطمأنينة، [يقال: غبن المسترسل إليك ربا]. و الاسترسال: الاستيناس و الطمأنينة إلى الإنسان و الثقة به فيما يحدثه، و أصله السكون و الثبات. فان من استعجل بالامر بدون رويّة وصبر وبدون تامل للعواقب ؛ قد يصاب بما لا يحمد عقباه وما لا يمكنه ان يتخلص من اثار تسرعه. وهنا هدأت قليلاً وقلت لا خير في عدم الاحتياط ؛ وكم نبهت صاحبنا وقلت له: ان الامام عليه السلام يقول : اخوك دينك فاحتط لدينك . ورجعت افكر بقضيتي مرة اخرى. حيث ان الجو الجامعي المشحون بانواع البنات لا يدع المؤمن يهدء عن البحث عن متخلص له لينجو بدينه ؛ وكان الجو الجامعي بين بنات محجبات وبنات سبحان الله اشد من العاريات كما ورد في كتاب : منلايحضرهالفقيه 3 390 باب المذموم من أخلاق النساء و صفاته وَ رَوَى الْأَصْبَغُ بْنُ نُبَاتَةَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ يَظْهَرُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ وَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ وَ هُوَ شَرُّ الْأَزْمِنَةِ نِسْوَةٌ كَاشِفَاتٌ عَارِيَاتٌ مُتَبَرِّجَاتٌ مِنَ الدِّينِ دَاخِلَاتٌ فِي الْفِتَنِ مَائِلَاتٌ إِلَى الشَّهَوَاتِ مُسْرِعَاتٌ إِلَى اللَّذَّاتِ مُسْتَحِلَّاتٌ لِلْمُحَرَّمَاتِ فِي جَهَنَّمَ خَالِدَاتٌ . ومع الاسف فان بعض المحجبات كأنها ترى المؤمن لها محرم لانها محجبة وهذا مؤمن . ناسية ان الغريزة غريزة ؛ والظاهر مؤمن اما الباطن فان الكل بحاجة انسانية لاتمام فجوات الحياة الغريزية بما هيأ الله تعالى للرجل من جنسه اُنسا لطيفا و رقيقا ؛ والفرق ان المؤمن نفسه منه في عناء والناس منه في راحة ؛ لانه يخاف الله تعالى ويخاف حسابه في الاخرة ؛ ففي الحقيقة مصيبته اشد . وحينها فكرت في نفسي ان اسير بالطريق العرفي الشرعي لأخطب بنت احد الاقرباء عسى ان اتخلص من الصراع مع نفسي واحصل البغية الحنانية المنشودة . [1] الكافي: ج 2 ص 672. |
الفصل 6 - ((حمرة الوجنتين)) - كانت احدى البنات من معارفنا الذين يسكنون قريب الجامعة ؛ كلما ذهبت لبيتهم ويصادف انها تفتح الباب لي ؛ اراها وقد أحمرّ وجهها ؛ وكأن لسان اللهيب القاسي يؤجج ما في كوامن وجودي من الشوق للمستقبل المترقب! ففكرت ان ارسل لها رسالة لتستعد ليوم خطوبتي منها. وكان الدافع الاساسي للرسالة عوامل شتى ؛ منها وسوسة سماحة الزميل الملتهب بغريزته وسفرته الخاطئة ؛ والتي كان نتاجها العداء بينهما؛ وجاء اقارب البنت يتوسلون بي ان اجمع بينهما لان سماحته لم يقبل ان يتزوجها ابدا ويقول لم يعجبني عفافها وكيف هي خدعت بي ومن يقول انها لم تخدع بغيري وتسافر معه كما سافرت معي ؛ ومن بعدها اصبحت حياتها ماساة ومعانات شاقة وعظيمة وقصتهم طويلة عريضة ؛ بالضبط كمااخبرتك قرائي الاعزاء ؛ وهو طبيعي لكل من لم يؤسس حياته على التقوى : *أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانهَارَ بِه ِفِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ[1] والعامل الاخر الذی دفعني لكتابة الرسالة؛ هو عامل مهم ؛ بل هو ام المصائب لکثير من الشابات وللاكثرية من الشباب المساکين!!! وهي الطامة الكبرى؟؟ حمرت الوجنتين!!! حمرة كانت تعلو الوجنتين من خجل** خلتها حمرة عشق علت الخدين من فرط الوله ولحظة كُشف الوهم وبدد المرح ان الكثير من الشباب حينما يرى ان فتاة تنظر اليه ؛ فلا يشك انها عشقته ويسرح ويمرح بافكاره؛ويخطط ليل نهار لها؛ ساهرا ليله ؛ ولايشك هذا المسكين ان هذه الحورية كذلك ساهرة في حبه !!!! بينما هي لا تعلم ولا تحلم بهذا الطائر المسكين الذي القى بنفسه فيقفص حبها ؛ وهي غافلة عنه ؛ وكانت نظراتها غير مقصودة بل هي سارحة بهمومها تفكر بقضاياها التي تنم عن برائتها. *إِنّ َالذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَنَاتِ الغَافِلاتِ المُؤْمِنَاتِ لعِنُوا فِي الدُنيَا وَالآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ[2] قارئي العزيز: لا تنسى باني بدأت من اول يوم باحثا عن منبع الماء المعين لزوجة عفيفة تحتويني وتملئ مشاعري حنانا؛ واذا بي اجد نفسي قد رُبطت في قفص الشيطان وحبائله ؛ الشيطان وما ادراك ما الشيطان ؛ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبينٌ [3] فانه ألقاني في متاهات بين هضاب وتلال من الاشواك المسمومة ؛فبدأت اركض وراء ما يروي الشهوة وينجيني من آلام الغريزة؛ مثل كثير من الشباب يبدء بريئا طاهرا ولكن بخطط شيطانية ينسى الحقيقة فلا يجد نفسه الا وهو في شبك ابليس !!! وكل تلك الحبائل اجتمعت بهذه القصة التي وقعت فيها؛ فان احمرار الوجنتين كان اكبر شبك ابليس في طريق برائتي وكان احمرار وجهها جمرة مشتعلة في قلبي لا اشعر معها أفي شتاء انا؛ أم في الصيف؟وكلما واجهتها؛ كأني حصلت لنفسي مفتخرا اذهب الى صاحبي المتمتع واقول له: وانا ايضا حصلت على البغية الموعودة ؛ وهذه من آثار رفيق السوء كما ورد لقد ورد عن النبي صلى الله عليه واله قال: إنما مثل الجليس الصالح و جليس السوء كحامل المسك و نافخ الكير فحامل المسك إما أن يحدثك و إما أن تبتاع منه و إما أن تجد منه ريحا طيبة و نافخ الكير إما أن يحرق ثيابك و إما أن تجد ريحا خبيثة.[4] [1]التوبة : 109 [2] النور: 23. [3] البقرة: 208. [4] مجموعة ورّام: ج 2 ص 266. |
الفصل 7 - ((الرسالة الخائبة)) - تبين لي بالمستقبل بان هذه المسكينة ؛ انما كان يحمر وجهها لا لحبها لي ! بل لانهم لا يملكون شيئاً في البيت ليقدموه لي ؛و كما عرفت فيما بعد بان في بعض الاحيان يقدمون لي طعامهم وهم يبقون جياع ؛ وكانت الفتاة صغيرة السن و ليست في عالمي ؛ لذلك كانت تسأم قدومي لبيتهم ؛ ولهذا الانزجار من ورودي لبيتهم يحمرّ وجهها ؛ وانا المسكين سارح ؛ هائم بخيالاتي الواهية ؛ وكنت لا اشك باني قد حرّمت النوم عليها لقدومي لبيتهم حيث انها تعشقني وكنت اتصور انها بشباك عشقي حائرة وهي مفكرة كيف ستبوح به ؛ ولكي اخلصها من هذه الهموم و الحيرة ؛ بعثت لها رسالة بيد اختي الصغيرة بعد ان طلبت منها ان يكون الامر سرّا بيننا لاني اردت من ذلك فقط اعلامها باني اريد ان اخطبها بالشكل الرسمي والمتعارف شرعا وعرفا0 وليرتاح ضميرها السهران في انتظار هذه اللحظات التي خدعني الشيطان بانها حقيقة ارسلت تلك الرسالة ؛ وبنيت لنفسي من هذا العشق الموهوم بيتا بماء السراب وطين الخيال. وكان في الرسالة: (اني اريد ان اخطبكِ من ابيك لو سمحتي ؛ واردت اعلامك كي تستعدي...). -كانت الفتاة في حالة تنظيف الخضار الذي جلبها لهم ابوها - دخلت اختي واعطتها الرسالة ؛ وانا جالس على لهيب نار الانتظار لمعرفة النتيجة واذا باختي خرجت مهرولة ومولولة ؛ ثم صرخت ما كتبت في الرسالة ؟!! قلت لها : اني كتبت لها : اني .... والان افكر ان اقدم على الخطوبة منك وانما كتبت هذه الرسالة لكي تكوني على علم من الموضوع. قالت اختي : انها حينما قرأت الرسالة ؛ صرخت وبكت وقالت سوف اخبر والدي !! فقلت لاختي: اكتمي الامر ؛واتركي الموضوع لكي افكر ماذا ساصنع. وخرجت مسرعا من البيت نحو القسم الداخلي للجامعة . وهنا اصابتني حالات واضطرابات لا اعلم المخرج منها !! اولا : فكرت باني يجب ان ارمم الجرح الذي سببته لهذه الفتاة ؛ وارتق ما فتقتُ من صمت عفتها ؛ انها كانت غافلة عما انافيه من الاوهام. ثانيا: علمت بان الشيطان يخيّل للشباب قضايا لا اساس لها ويصوّرها له بشكل بحيث لايشك معها بانه على صواب في حين انه مخدوع بخططه ؛ ولو كنت اسمع للقرآن نداءه وللرسول الكريم وآل البيت عليهم السلام نصائحهم ما وقعت في هذه الخدعة الشيطانية وقد قال الله سبحانه: وَ لأُضِلنهُمْ وَ لأُمَنيَنهُمْ وَ لآمُرَنهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الأَنْعامِ وَ لآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَ مَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْراناً مُبيناً .[1] فَدَلاَّهُما بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَ طَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَ ناداهُما رَبُّهُما أَ لَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَ أَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبينٌ.[2] إِنَّ الشَّيْطانَ لِلإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبينٌ[3] وَ قُلْ لِعِبادي يَقُولُوا الَّتي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلإِنْسانِ عَدُوًّا مُبيناً إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعيرِ[4] أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَني آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبينٌ.[5] فعرفت وبصورة لا اشك فيها بان هذه المسكينة لم تكن ولا للحظة واحدة فيما انا فيه ؛ وكونها في كل هذه المدة التي كنت افكر انها مغرمة بي وهائمة في حبي وهي تنتظر هذه اللحظات بشغف كل هذه الافكار كانت من خطط ابليس اللعين. وفي القسم الداخلي حيث ودعني النوم وفارقني باكيا على حالي !! آه ...آه ...هنا جاء دور.. منبع الحب والحنان دور المسلية لكل المصائب ألامْ ! ففكرت لو كان لي أم لكنت اضع رأسي في احضانها وهي تمسح عن عيوني الدموع الساخنة التي تخرج مع زفرات قلبي المكلوم. وكنت كلما جاء الليل قلت سأترك الزواج ريثما اكمل البكلوريوس وأبقى في صراع مع نفسي لتنسى مرارة الخدعة؛ وكلما ذهبت للجامعة رأيت الغانيات القاسيات اللواتي يتفننّ بابراز مفاتنهن باجمل صورة ولا يهمها انها ستسبب لهؤلاء الشباب فتنة يخونون بسببها ربهم بخائنة الاعين ويخططون للقرب منها لا ليعيش معها ويكرمها بعز؛ بل ليتمتع معها بلحظات استجابة لهوى النفس وتمتعا بوساوسها ويحاول اقناعها بكل صورة بانه يحبها لا ليبني حياته معها بل لتبيع نفسها رخيصةً له ثم ...بعد ان حصل المراد يعيد الكرة مع التي بعدها وهكذا .... فالذي يعيش الالم كل الالم ،المؤمن الذي لا يريد ان يكذب ولا يخدع؛ ونفسه منه في عناء والناس منه في راحة! [1] النساء: 119. [2]الاعراف: 22. [3] يوسف: 5. [4] فاطر: 6. [5] يس: 60. |
الفصل 8 (فتاة حمراء الشعر) كان لي صاحب معي في كليتنا ببغداد ؛ وليس صديقا لان الصاحب قد لا يكون صديقا كما في صاحبي السجن ليوسف عليه السلام: يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ [1] ؛و هناك فرق وتفاوت بين درجات الوثاقة بين الاصدقاء ولابد ان نجعل الفرق واضحا في تعاملنا مع كل واحد منهم ؛ كما قال امير المؤمنين عليه السلام في هذه الرواية المباركة : عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: قَامَ رَجُلٌ بِالْبَصْرَةِ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام فَقَالَ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ أَخْبِرْنَا عَنِ الإِخْوَانِ فَقَالَ: الإِخْوَانُ صِنفَانِ إِخْوَانُ الثقَةِ وَ إِخْوَانُ المُكَاشَرَةِ فَأَمَّا إِخْوَانُ الثقَةِ فَهُمُ: الكَفُّ وَ الجَنَاحُ وَ الأَهْلُ وَ المَالُ فَإِذَا كُنتَ مِنْ أَخِيكَ عَلَى حَدِّ الثقَةِ فَابْذلْ لَهُ مَالَكَ وَ بَدَنَكَ وَ صَافِ مَنْ صَافَاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ اكْتُمْ سِرَّهُ وَ عَيْبَهُ وَ أَظهِرْ مِنْهُ الحَسَنَ وَ اعلَمْ أَيُّهَا السَّائِلُ أَنهُمْ أَقَلُّ مِنَ الكِبْرِيتِ الأَحْمَرِ؛ وَ أَمَّا إِخْوَانُ المُكَاشَرَةِ: فَإِنَّكَ تُصِيبُ لَذَّتَكَ مِنْهُمْ فَلا تَقطَعَنَّ ذَلِكَ مِنْهُمْ وَ لا تَطلبَنَّ مَا وَرَاءَ ذَلِكَ مِنْ ضَمِيرِهِمْ وَ ابْذلْ لَهُمْ مَا بَذَلوا لَكَ مِنْ طَلاقَةِ الوَجْهِ وَ حَلاوَةِ اللسَانِ.[2](انتهى) ؛فقال لي صاحبي يوما سيد هل تعرف (فلانه)؟؟ قلت لا!! ومن هذه الفتاة ؟؟ قال معك في نفس القاعة منذ ثلاث سنين0 قلت: لا والله ابداً ما رأيتها ا! ونحن نتحدث صرخ صاحبي انظر- انظر- بسرعة هي هذه! الغزالة المبحوث عنها واشار الى فتاة حمراء الشعر والوجه ؛ وكانت غير محجبة تماما وقال هذه من مدينتك تسكن في الكوفة ؛ حاول ان ترتبط بها لكي تستطيع ان تذهب معها في كل ليلة جمعة من بغداد الى الكوفة وانت جالس جنب الى جنبها في السيارة وتقضي معها اوقات ممتعة في الطريق ثم واعدها للعودة الى بغداد معا . قلت له: معاذ الله ؛ ابدا لا اكون احمقا بسماع وسوستك لاني احب ان أحفظ نفسي طاهرا عفيفا كما احب ان اتزوج بنة طاهرة عفيفة ؛ ارجوك اتركني ولا تعد لمثل هذه الاقتراحات الشيطانية ويكفيني ما انا فيه من الوساوس. وكلما عدت من الجامعة للقسم الداخلي كنت اشعر بهجمة الوساوس من المناظر التي كانت تصادفني فكنت اقول : السلام عليكم اهل البيت كم قلتم رُب نظرة زرعت شهوة ؛ ورب نظرة جلبت حسرة. ؛ والنظرة سهم من سهام ابليس0 وفي رواية اخرى غضوا ابصاركم ترون العجائب وقد قال الامام الصادق عليه السلام: ما اغتنم أحد بمثل مااغتنم بغض البصر لأن البصر لا يغض عن محارم الله تعالى إلا و قد سبق إلى قلبه مشاهدة العظمة و الجلال ؛سئل أمير المؤمنين عليه السلام بما ذا يستعان على غض البصر؟؟؟ فقال عليه السلام: بالخمود تحت السلطان المطلع على سرك والعين جاسوس القلوب و بريد العقل فغض بصرك عما لا يليق بدينك و يكرهه قلبك و ينكره عقلك؛ قال النبي صلى الله عليه واله: غضوا أبصاركم ترون العجائب قال الله تعالى: قُلْ لِلمُؤْمِنِينَ يَغضوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَ يَحفَظُوا فُرُوجَهُمْ(النور) و قال عيسى ابن مريم عليه السلام للحواريين: إياكم و النظر إلى المحذورات فإنها بذر الشهوات و بنات الفسق . قال يحيى عليه السلام: الموت أحب إلي من نظرة بغيرواجب[3] . [1] يوسف: 39. [2] الكافي: ج 2 ص 248. [3] مصباح الشريعة ص : 10 |
الفصل (9) (السيد الكشميري) وكنت في بعض الاحيان اهرع مهرولا نحو ملجأ العاصين الامامين الكاظمين عليهم السلام واشكو اليهم ما اعاني من مصارعة النفس الامارة . كنت اذهب الى الحرم الشريف وابكي لينجّيني الله سبحانه من المعصية . واخيرا عزمت على ان اخلص مسالة الخطوبة ؛ فاما ان ايأس وفي اليأس راحة كما قال امير المؤمنين عليه السلام : * لو تميزت الأشياء كان الكذب مع الجبن و الصدق مع الشجاعة و الراحة مع اليأس و التعب مع الطمع و الحرمان مع الحرص و الذل مع الدين.[1] فقلت: ساستخير فان خرجت الاستخارة غير جيدة اترك الموضوع واشتغل بالدرس ؛ او تخرج جيدة فاجاهد حتى اصل للنتيجة ان كان مقدرا لي باذن الله تعالى ؛ وصممت ان اذهب الى النجف الاشرف لاستخير لهذا الامر عند السيد الكشميري – رحمه الله -؛ وكان السيد عبد الكريم الكشميري يستخير ويخبرك بما في نيتك بما يدهشك وهو من المعروفين بين المؤمنين باستخاراته وكان سماحة السيد من تلاميذ جدي السيد عبد الغفار المازندراني واخذ منه السجدة اليونسية وكثيرا ما كان ياتي لبيتنا في الكوفة ويجلسون مع الوالد والاخرين ويتحدثون بقضايا عجيبة فرحمة الله عليهم اجمعين . وكان رحمة الله عليه يذهب ليالي الجمعة الى كربلاء النور الحزين ويصلي اِمام جماعة عند الباب الذي يقابل التل الزينبي وهو التل الذي وقفتْ عليه السيدة - ؛ بطلة الوجود ؛ السيدة التي قهرت الصبر بصبرها في حملها لواء الانبياء عليهم السلام جميعا - وهي تنظر الى اخيها وهو في المعركة ساقط على الارض فنادت: ((قال فو الله لا أنسى زينب بنت علي عليه السلام و هي تندب الحسين و تنادي بصوت حزين و قلب كئيب : وا محمداه صلى عليك مليك السماء هذا حسين مرمل بالدماء مقطع الأعضاء و بناتك سبايا إلى الله المشتكى و إلى محمد المصطفى و إلى علي المرتضى و إلى حمزة سيد الشهداء وا محمداه هذا حسين بالعراء يسفي عليه الصبا قتيل أولاد البغايا يا حزناه يا كرباه اليوم مات جدي رسول الله يا أصحاب محمداه هؤلاء ذرية المصطفى يساقون سوق السبايا.[2](انتهى)) وبعد اداء صلاتي المغرب والعشاء كان السيد الكشميري يذهب للزيارة ؛ وفي ذلك اليوم الذي اردت الاستخارة عنده ذهبت الى الزيارة وبعد الصلاة ذهبت مع والدي وسماحة السيد المرحوم الى مقابل الضريح وخلفنا باب القبلة فطلبت من سماحته ان يستخير لي : ففتح القرآن الكريم ثم نظراليّ نظرات معبرة وقال .... وهو يرتل آية الاستخارة؛ وفهمت من نظراته انه ما اراد ان يتكلم ووالدي جالس بجنبي فقال لي : انا اقرء الآية وانت ستفهمها: ((فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنّ َأَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآَتَتْ كُلّ َوَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَاهَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلا مَلَكٌ كَرِيم[3])) ثم التفت اليّ وقال : افهمت ؟؟ بقيت حائراً ماذا اقول له ؟ ان قلت فهمت ستذهب الفرصة من يدي في توضياته المعروفة المميزة التي لا غنى لي عنها. وان قلت لم افهم فسيوضح الآية المباركة ولكن سيفهم والدي كل شيء؛ وقد تحدث ما لا اتوقعه ويذهب كل شيئ ادراج الرياح . ولكنني رجّحت ان اقول ما فهمت وان حدث ما حدث ولعل الله سبحانه ببركة الحرم الحسيني يليّن قلب والدي ويكون التوضيح فاتحة خير لي . فقلت سيدنا : ان أمكن ان توضحوا الاية. فقال : هذه فتاة لها كذا خصوصية ....... تريد ان تتزوجها وبينكم رسالة وسكت. وهنا بدأت نظرات الوالد – المرحوم — تصوّب سهام الاستفهام نحوي وانا ارتعش لمعاني متعددة : لخوفي من الوالد - من فضيحة الرسالة - وارتعاشات الامل وفرحة السقوط على غصن الورد المعطربشذاها الحسيني ؛ واتجه قلبي نحو الامام الحسين عليه السلام وهو يتمتم آيات الشكر والثناء والسؤال منه عليه السلام والرجاء لاتمام الامر بسلام . وقد ورد دعاء عن الامام الرضا عليه السلام في مثل هذه المواقف تقوله حينما تريد ان يتمم الله لك حاجتك بسلام كما ورد عن. عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ العَبَّاسِ قَالَ كَانَ الرِّضَا عليه السلام يُنْشِدُ كَثِيراً إِذَا كُنْتَ فِي خَيْرٍ فَلا تَغْتَرِرْ بِهِ * وَ لَكِنْ قُلِ ((اللَّهُمَّ سَلِّمْ وَ تَمِّمْ[4][5])) فان كنت تريد ان تنجز امر من الخير فقل: اللهم سلم وتمم . فكلما اذكر قضية اريد انجازها وقبل ان تتم؛ كلما ذكرتها قلت قول الامام الرضا عليه السلام: ((اللهم سلم وتمم)) . بعد الرجوع من كربلاء الحبيبة وقبل ان اتحدث مع الوالد بالموضوع فررت من النجف الاشرف الى بغداد حيث الكلية والدراسة . وبدأت افكر واخطط للامر الجديد في حياتي الجديدة وهي حياة ما بعد الاستخارة0 فرايت ان اول من اخبره بامر الاستخارة ؛ هي اختي التي ربتنا بعد المرحومة امي وضحّت بكل ما تملك من اجلنا حيث كنا عائلة كبيرة واكثرنا صغار وهي ايضا شابة صغيرة ومع صغر سنها قد تكفلت بكل شؤن المنزل على ثقله العظيم ؛كانت تقول لوالدي حينما يخطبوها: لو اصبح شعري بلون اسناني لا اتزوج اِن لم يصل اخواني لامنياتهم في الحياة ؛والحمد لله الذي لم يخيبها حيث رزقها زوجا طيبا فوق ما كُنت اتوقع لها. ولنا مع سماحة السيد الكشميري رحمة الله عليه مواقف جميلة جدا ان وفقت فساذكرها لانها حدثت معنا [1] شرح نهج البلاغة: ج 20 ص 327. [2] بحار الانوار: ج 45 ص 59. [3] يوسف: 31. [4] عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج49 ص111 . [5] |
الفصل 10 (الدعاء تحت قبة الامام الحسين عليه السلام) قلت في نفسي اليس ان الدعاء تحت قبة الامام الحسين عليه السلام مستجاب كما في هذه الرواية : وسائلالشيعة 14 452 45- باب استحباب اختيار زيارة الحسين عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه واله أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بِقَتْلِ الْحُسَيْنِ عليه السلام إِلَى أَنْ قَالَ مَنْ زَارَهُ عَارِفاً بِحَقِّهِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ ثَوَابَ أَلْفِ حَجَّةٍ وَ أَلْفِ عُمْرَةٍ أَلَا وَ مَنْ زَارَهُ فَقَدْ زَارَنِي وَ مَنْ زَارَنِي فَكَأَنَّمَا زَارَ اللَّهَ وَ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَهُ بِالنَّارِ أَلَا وَ إِنَّ الْإِجَابَةَ تَحْتَ قُبَّتِهِ وَ الشِّفَاءَ فِي تُرْبَتِهِ وَ الْأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِهِ الْحَدِيثَ . فقلت كما ان اختي الكبيرة كانت من اوفى ما عرف من الاخوات وضحت بعد امنا من اجلنا وبقيت معنا كام وفية فعلي ان اكون معها وفيا وادعو لها عند امامي الحسين عليه السلام قبل الدعاء لنفسي لذلك ذهبت تحت قبة الامام الحسين عليه السلام ومسكت الضريح المقدس ودعوت لها ولاختي الاصغر منها ونذرت ان استجاب الله تعالى دعائي ان اعتكف في مسجد الكوفة على ان يرزقهن زوجين صالحين الى مدة حددتها وقبل ان تصل المدة المعينة حقق الله تعالى ما طلبته ببركة سيدي ومولاي وامامي الحسين عليه السلام واعتكفت في المسجد والحمد لله رب العالمين. نعود لساحة الانتظار في قضية الخطوبة : أتصلت باختي واخبرتها بموضوع الاستخارة !! قالت اختي : انك تعلم ان لنا مع هؤلاء خلافات عائلية وانا لا ارغببهذا الامرلتلك الذكريات التي كأنها شوك مسموم يلسع قلبي . اخبرتها بالاستخارة كي اليّن قلبها وقلت لها : اختي اليس انت بمكان امي المرحومة ؛ ارجوك اعفي عنهم واصفحي من اجل اخوك الصغير ؛ الا تعلمي بان الامام الرضا عليه السلام قال: فِي تفسير قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ : فَاصْفَحِ الصفحَ الجَمِيلَ: قَالَ العَفوُ مِنْ غَيرِ عِتابٍ.[1] قلت لها : وما افعل يا اختي ابتليت باختيارها ؟ فقالت : لا باس من اجلك ساضحي بكل ما تشتهي نفسي وساخبر الوالد. آه --- آه كما تعلمون في سابق الايام ان النوم هجرني وقبل هجرته بكى عليّ.وعلى حالي ! والان بدء النوم ينعى و ينوح ويصرخ على حالي للهفة الانتظار المرّ. و حيث ابطأ عليّ جواب اختي لم املك يديّ بل اطلقت سراحهما فاتصلت بالوالد وانا ارتعش فاخبرت الوالد بحاجتي للزواج كمقدمة لهدفي المنشود . فاجابني الوالد: لا يا ولدي هذا العمل غير صحيح؛ وينبغي ان تكمل دراستك وبعده نفكر في هذا الامر فاستحييت وسكت وبقيت بصمت قاتل ونفسي كسفينة على جبال من امواج بحر لجّي افكر كيف ابوح لوالدي بقارورة قلبي المكسورة تحت اقدام ابليس لما اعاني من صراع مع نفسي وهواها ولكني رجعت خائبا ؛ وجلست ملوما محسورا وكادت الحسرة تقتلني لولا تذكري للروايات التي قرأتها عن كتاب الناموس وهو كتاب فيه اسماء الشيعة باسماء آبائهم واُمهاتهم الى يوم القيامة 0 قلت في نفسي : اذن لو كان مقدّرا لي الزواج وان يكون لي ذرية؛فلابد ان يكون اسمهم في كتاب الناموس وانا والدهم واسم امهم التي ستكون زوجتي موجودفي الكتاب ولايستطيع احد ان يمنع مقدراتي . الرواية الاولى: عن حبابة الوالبية قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إن لي ابن أخ و هو يعرف فضلكم و إني أحب أن تعلمني أمن شيعتكم قال و ما اسمه قالت قلت فلان بن فلان قالت فقال يا فلانة هات الناموس فجاءت بصحيفة تحملها كبيرة فنشرها ثم نظر فيها فقال نعم هو ذا اسمه و اسم أبيه هاهنا [2] الرواية الثانية : عن داود الرقي قال قلت لأبي الحسن الماضي عليه السلام اسمي عندكم في السفط التي فيها أسماء شيعتكم؟ فقال : إي و الله في الناموس [3] فلما تذكرت هذه الروايات كانما القواعلى فؤادي الجريح بلسما باردا من عين الحياة ؛عدت نشطا افكر بتامل وتعقل [1] وسائل الشيعة: ج 12 ص 170. [2] بصائر الدرجات: ص 170. [3] بصائر الدرجات: ص 173. |
الفصل 11 (رضا امامك عنك ) فقلت في نفسي: (رحم الله الوالد الطيب) انه لم يكن له انس باجواء الجامعة حيث لم يكن زارها او اطلّ على نافذتها حيث قال لي : الا ترى اصدقاءك فيالجامعة كلهم يدرسون ومشغولون في الدرس فلماذا لاتقتدي بهم وتترك ذكر الزواج ؟؟؟. وله كل الحق لانه كان على طهارة الجوهر بعيد عناجوائنا الملوثة ؛ والذي بعد عن اجواء الجامعة صعب جدا ان يفهمنا ويفهم همومنا . قلت لوالدي : يا والدي وانت تعيش في صدورهم وتعلم ما يدور في قلوبهم ؟؟ ؛ واستحي منك ان اخبرك بحقائق ما يدور في نفسي ؛ ان المؤمن في جهاده مع نفسه يعيش ازمات نفسية تتارجح بين رضى الله وسخطه ؟؟ الم يقل امير المؤمنين عليه السلام في صفات المؤمن: الكافي 2 230 باب المؤمن و علاماته و صفاته ..... "...نَفْسُهُ مِنْهُ فِي عَنَاءٍ وَ النَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ أَتْعَبَ نَفْسَهُ لآِخِرَتِهِ فَأَرَاحَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِه..." ياوالدي : ليس المهم بناء صرح الدنيا وان فسدت الاخرة. الم يقل جدي الحسين عليه السلام؟؟؟: النَّاسُ عَبِيدُ الدُّنْيَا وَ الدِّينُ لَعِقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ فَإِذَا مُحِّصُوا بِالْبَلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُون والله سبحانه يقول : قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَ أَبناؤُكُمْ وَ إِخْوانُكُمْ وَ أَزْواجُكُمْ وَ عَشيرَتُكُمْ وَ أَمْوالٌ اقتَرَفتُمُوها وَ تِجارَةٌ تَخشَوْنَ كَسادَها وَ مَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَ رَسُولِهِ وَ جِهادٍ في سَبيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَ اللهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الفاسِقينَ(التوبة)[1] وفي الحديث : عَنْ يُونُسَ عَنْ سَلامٍ الْجُعْفِيِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه السلام عَنِ الإِيمَانِ؟ فَقَالَ: الإِيمَانُ أَنْ يُطَاعَ اللهُ فَلا يُعْصَى.[2] ثم يا والدي : الاتفرح باني صريح معك وابوح لك بما يجري في قلبي؟! . وبعد ان انتهى كلامي مع الوالد رحمه الله تعالى رجعت افكر في مصيبتي فقلت مع نفسي ؛: انوالدي لا ينام في قبري؛ واهم شيئ ان اكون صادقا مع نفسي وانا اعرف بها من غيري ؛ وان تجاهلت ما اعلم منها فلا ينفعني تجاهلي!!! والقرآن الكريم يقول : بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلقَى مَعَاذِيرَهُ[3] ثم ان هذه الاية صريحة : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواعَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [4] فان الانسان لايضره ضلالة الاخرين ان هو عرف الهدى ؛ كما قال الامام الرضا عليه السلام لاحد اصحابه باسم يونس بن عبد الرحمان في هذه الرواية: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ أَخِيهِ جَعْفَرٍ قَالَ كُنَّا عِنْدَ أَبِي الحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام وَ عِندَهُ يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِذِ اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَأَوْمَأَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام إِلَى يُونُسَ ادْخُلِ الْبَيْتَ فَإِذَا بَيْتٌ مُسْبَلٌ عَلَيْهِ سِتْرٌ وَ إِيَّاكَ أَنْ تَتَحَرَّكَ حَتَّى يُؤْذَنَ لَكَ فَدَخَلَ الْبَصْرِيُّونَ فَأَكْثَرُوا مِنَ الْوَقِيعَةِ وَ الْقَوْلِ فِي يُونُسَ وَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام مُطْرِقٌ حَتَّى لَمَّا أَكْثَرُوا فَقَامُوا وَ وَدَّعُوا وَ خَرَجُوا فَأَذِنَ يُونُسَ بِالْخُرُوجِ فَخَرَجَ بَاكِياً فَقَالَ: جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ إِنِّي أُحَامِي عَنْ هَذِهِ الْمَقَالَةِ وَ هَذِهِ حَالِي عِنْدَ أَصْحَابِي! فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام : يَا يُونُسُ:فَمَا عَلَيْكَ مِمَّا يَقُولُونَ إِذَا كَانَ إِمَامُكَ عَنْكَ رَاضِياً ؟ يَا يُونُسُ: حَدِّثِ النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ وَ اتْرُكْهُمْ مِمَّا لَا يَعْرِفُونَ كَأَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تُكَذَّبَ [يُكَذَّبَ] عَلَى اللَّهِ فِي عَرْشِهِ يَا يُونُسُ: وَ مَا عَلَيْكَ أَنْ لَوْ كَانَ فِي يَدِكَ الْيُمْنَى دُرَّةٌ ثُمَّ قَالَ النَّاسُ بَعْرَةٌ أَوْ بَعْرَةٌ وَ قَالَ النَّاسُ دُرَّةٌ هَلْ يَنْفَعُكَ شَيْئا ً فَقُلْتُ لَا فَقَالَ: هَكَذَا أَنْتَ يَا يُونُسُ: إِذَا كُنْتَ عَلَى الصَّوَابِ وَ كَانَ إِمَامُكَ عَنْكَ رَاضِياً لَمْ يَضُرَّكَ مَا قَالَ النَّاسُ.[5] ولكني بعد رجوعي عن الوالد بدأت .... بمحاسبة نفسي لان في المحاسبة يتبين العيب من الصواب ؛وامير المؤمنين عليه السلام يقول: حاسبوا أنفسكم تأمنوا من الله الرهب و تدركوا عنده الرغب*** وقال : حاسبوا أنفسكم بأعمالها طالبوها بأداء المفروض عليها و الأخذ من فنائها لبقائها وتزودوا و تأهبوا قبل أن تبعثوا[6] ومن الاسالة التي طرحتها على نفسي هي: هل واقعا انا متأثرمن الجوالجنسي بحيث يصعب عليّ مقاومتها؛ واخاف ان اقع بسببها في معصية الله سبحانه؟؟ وهل هذه القضية تشملني انا ؛ ام ان الاخرين لهم نفس المصيبة ولكنهم يتغافلون اوغافلين ؟؟؟ . ولو تغافلت عن حقيقة ما انا فيه وتابعت دراستي؛ولكن جاءني ملك الموت قبل ان اتم دراستي في الجامعة ؛ كما مات قبل ايام صديقي في الكاظمية ودفناه في النجف الاشرف وهو شاب جدا جميل لم يصل للعشرين من عمره ؛ فهل انا معذورعند الله سبحانه؟ او ان والدي يخلصني في الاخرة ان عصيت ربي ؟؟ والله سبحانه يقول : فَإِذَانُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلايَتَسَاءَلُونَ(المؤمنون) وورد في تفسيرها : قَالَ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي قَوْلِهِ : فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَ لايَتَساءَلُونَ فَإِنَّهُ رَدٌّ عَلَى مَنْ يَفْتَخِرُبِالأَنْسَابِ قَال َالصَّادِقُ عليه السلام : لا يَتَقَدَّمُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَحَدٌ إِلابِالأَعْمَالِ وَ الدَلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه واله : يَا أَيُّهَاالنَّاسُ: إِنَّ الْعَرَبِيَّةَ لَيْسَتْ بِأَبٍ وَالِدٍ وَإِنَّمَا هُوَ لِسَانٌ نَاطِقٌ فَمَنْ تَكَلَّمَ بِهِ فَهُوَ عَرَبِيٌّ أَلا إِنَّكُمْ وُلْدُ آدَمَ وَ آدَمُ مِنْ تُرَابٍ وَ الهِ لَعَبْدٌ حَبَشِيٌّ أَطَاعَ اللَّهَ خَيْرٌ مِنْ سَيِّدٍ قُرَشِيٍّ عَاصٍ لِلَّه وَ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَ لا يَتَساءَلُونَ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ قَالَ بِالأَعْمَالِ الحَسَنَةِ فَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ قَالَ مِنَ الأَعْمَالِ السيئَةِ فَأُولئِكَ الذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ قَالَ: أَيْ تَلْهَبُ عَلَيْهِمْ فَتُحْرِقُهُمْ وَ هُمْ فِيها كالِحُونَ أَيْ مَفْتُوحِي الْفَمِ مُسْوَدِّي الْوَجْهِ[7] عن إبراهيم بن محمد الهمداني قال سمعت الرضا عليه السلام يقول : من أحب عاصيا فهو عاص و من أحب مطيعا فهو مطيع و من أعان ظالما فهو ظالم و من خذل عادلا فهو ظالم إنه ليس بين الله و بين أحد قرابة و لا ينال أحد ولاية الله إلا بالطاعة و لقد قال رسول الله صلى الله عليه واله لبني عبد المطلب ايتوني بأعمالكم لا بأحسابكم و أنسابكم قال الله تعالى فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَ لا يَتَساءَلُونَ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُون[8] [1] بحار الأنوار: ج 44 ص 382. [2] الكافي: ج 2 ص 33. [3] القيامة: 14، 15. [4] المائدة: 105. [5] بحار الأنوار: ج 2 ص 65. [6] غررالحكم: ص 236. [7] بحار الأنوار: ج 7 ص 239. [8] عيون أخبارالرضا(عليه السلام): ج 2 ص 235 |
الفصل 12 (مراحل قبل الهجرة ) وبعد هذه المحاسبة قررت ان اتبع المراحل التالي : المرحله الاولى : اذهب الى النجف الاشرف واسأل سماحة السيدمحمد باقر الصدر رحمة الله عليه عن حكم من يذهب الى مكان مختلط ويعلم مننفسه انه يتاثر بها من الناحية الجنسية فهل تعتبر سفرته سفر معصية؟ وحينما ذهبت الى سماحته سالته قائلا : سيدنا: انا اذهب الى الجامعة في بغداد ونحن في القاعة 45 بنت و40 شاب واكثر البنات يظهرن بمظاهر خليعة والجو الجامعي في كليتنا هو جو مشحون بعدم العفة؛ "وانا اتاثر بذلك الجو" فهل يجوز ان استمر بدراستي ولم يبق سوى سنة واحدة لاكمال دراستي؟؟؟ ام يجب عليّ ان اضحي من اجل حفاظ ديني بتركي للدراسة في الجامعة؟؟ قال السيد رحمة الله عليه واسكنه الفسيح من جنته : ان كنت تشعر بان ذهابك الى هناك يؤثر عليك من ناحية الشهوة فان سفرك يعتبر سفر معصية. حينما سمعت اجابة سماحة السيد رحمه الله فرحت كثرا لانني ما كان يهمني اي الامرين افتى لي به وانما كان يهمني معرفة تكليفي الشرعي ؛ وقد روى هارون بن خارجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا أراد أحدكم أمرا فلا يشاور فيه أحدا حتى يشاورالله تبارك و تعالى قلنا و كيف يشاوره؟ قال: يستخير الله فيه أولا ثم يشاور فيه فإذا بدأ بالله تعالى أجرى الله الخيرة على لسان من أحب من الخلق.[1] وهذه احدى معاني الاستخاره الواردة عنهم عليهم السلام ,وهو ان يجعل الله سبحانه خيرته لك على لسان غيرك ومن شرائط الاستخارة ان يكون الطرفان في نيتك متساويين؛ الفعل والترك فلا يهمك على اي طرفيك وقعت كما ورد عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ما أبالي إذا استخرت الله على أي طرفي وقعت و كان أبي يعلمني الاستخارة كما يعلمني السور من القرآن.[2] والان حينما عرفت تكليفي الشرعي ساعلم ان كنت عاصيا ام مطيعا لوضوح الحق فيما انا فيه لان ابغض شيئ عندي ان اكذب على نفسي واخدعها . هذه المرحله الاولى ؛من معرفة تكليفي الشرعي. [1] فتح الأبواب: ص138. [2] فتح الأبواب: ص 147. |
الفصل 13 (إذا عصي الله في أرض أنت فيها فاخرج منها إلى غيرها) المرحلة الثانية : ان اسال اصدقائي عن حالاتهم لكي اعلم هل انني طبيعي في ما يجيش في صدري من هذه الازمات النفسية؟. واول من ذهبت اليه صاحبنا المُتمتع وقلت له: اخي هل تعلم ان صديقنا الشاب الجميل الهادئ المؤدب المرحوم كريم مات قبل ايام ؟ قال نعم . قلت له: هل تعلم ان هذا الموت ايضا مكتوب علينا ؟؟ قال نعم . قلت له اسالك سؤال ان كنت واقعا تخاف من الموت فصارحني بما ساسألك ؛ لانني اشعروكانني انسان منحرف لا اخاف المعاد! والا لماذا انتم تدرسون وكأن هذه البنات امامكم جمادات او اشجار صامتة!! وانا في هذا الاضطراب المخيف الموحش ؟؟ ثم قلت له: راجعت في تفسير هذه الاية القرانية الكريمة : إِنَّ الَّذينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمي أَنْفُسِهِمْ قالُوا فيمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفينَ فِي الْأَرْضِ قالُوا أَ لَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فيها فَأُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَ ساءَتْ مَصيراً [1] و قال أبو عبد الله عليه السلام معناه إذا عصي الله في أرض أنت فيها فاخرج منها إلى غيرها.[2](انتهى) ويقول الله سبحانه بعدهذه الاية : كُلُّ نَفسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ ثُمَ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [3] اذاً لماذا لا تهجر وتمتثل امر القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام هل لانك تخاف الموت فكل نفس ستذوق الموت ام تخاف على رزقك : وَ كَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُها وَ إِيَّاكُمْ وَ هُوَ السَّميعُ الْعَليمُ [4] واعلم بان الله سبحانه قد وعد ووعده الحق بان من يجاهد نفسه ليس الا لرضا ربه فهو يهديه السبيل كما في اخر اية من سورة العنكبوت : وَ الذينَ جاهَدُوا فينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنينَ [5] نعم يا دكتور الا ان تقول ان الجو الجامعي لم يؤثر عليّ فهذا الامر يخصك وكما قال الله سبحانه : بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصيرَةٌ (14)(القيامة) وانما كلامي مع من هو مثلي ولا يكذب على ربه ويكون صريح مع نفسه وانه تعالى : وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَ نَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَريدِ (16)(ق) فاجئني صديقي قائلا: صَدِقني انا في اشد ازمة نفسية واعترف لك والله شهيد على ما اقول باني اعتقد ان سفري للكلية سفر معصية!!! واننا حينما نكون في المختبر ويامرني الاستاذ بان أقيس ضغط زميلتي فحينما تخرج يدها لقياس الضغط اصعق و اكاد ان اموت من... ولكن مااصنع؟؟ وهل بعد هذا العمر المديد من الدرس اترك كل شيئ؟؟ وتصوّر اذا كان كل انسان يتاثر بالجو الجامعي يخرج منه فكيف سيكون مصير الجامعات وهل ندعها بيد الفساق والفجرة؟ فقلت له: ان الحل الوحيد هو ان نتزوج لكي نبتعد عن هذه الاجواء ونشتغل بالدرس ؛ ثم هذا الحكم الذي اجاب به سماحة السيد يشمل كل انسان يجد من نفسه بينه وبين الله تعالى المطلع على السرائر بانه يعصي الله بشهوته التي تلح عليه ؟ وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفى [6] فيجب ان ينجي نفسه ؛ وليس من مهامه ان يحرق نفسه ليضيئ للاخرين ؛ ولا يمكن ان يتاسف للجامعات ويبقى فيها بينما هو يقر بانها سبب لمعصية الله تعالى : يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَميعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [7] و عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنِّي مُبْتَلًى بِالنِّسَاءِ فَأَزْنِي يَوْماً وَ أَصُومُ يَوْماً فَيَكُونُ ذَا كَفارَةً لِذَا؟؟ فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السلام : إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ أَنْ يُطَاعَ وَ لا يُعْصَى فَلا تَزْنِ وَ لا تَصُمْ فَاجْتَذَبَهُ أَبُو جَعْفَرٍعليه السلام إِلَيْهِ فَأَخَذَ بِيَدِهِ. فَقَالَ: يَا أَبَا زَنةَ تَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ وَ تَرْجُو أَنْ تَدْخُلَ الجَنةَ.[8] زن: أبو زنة: كنية القرد عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ :اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ قَالَ: يُطَاعُ فَلا يُعْصَى يُذْكَرُ فَلا يُنْسَى يُشْكَرُ فَلا يُكْفَرُ.[9] [1]النساء : 97 [2] بحار الأنوار: ج 19 ص 35. [3]العنكبوت : 57 [4] العنكبوت: 60. [5] العنكبوت: 69. [6] طه: 7. [7] المائدة: 105. [8] الكافي: ج 5 ص 541. [9] وسائل الشيعة: ج 15 ص 235. |
في الحقيقة لااااااااااااااااااااااااااااااااااتعليق
كما يقول المثل : لا عطر بعد عروس وبإنتظار الأجزاء المتبقية من الكتاب اللهم إفتح علينا أبواب رحمتك , وأنشر علينا خزائن علومك برحمتك يا أرحم الراحمين موفقين لكل خير |
اقتباس:
|
الفصل 14 (لا نجاة كالتقوى) فقال صديقي الدكتور : لا لا ابدا لا اترك الجامعة ؛ان شاء الله اتوب بعد تخرجي من الجامعة . قلت له : فكيف ان متّ قبلها؟؟ قال عسى الا اموت وسالني قائلا: ان خرجت من الجامعة ماذا ستعمل؟ ؛ فلابد انك ستفتقر وانا اكون طبيبا غنياً . سبحان الله ..... كونوا بالله تعالى واثقين يقول سبحانه: *وَمَنْ يَتقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا(الطلاق) ان هذا الرجل اكمل دراسته؛ وانا كما ستاتي القصة هجرت الجامعة ؛ وجرني مقدراتي الى ان اصبحت تاجرا ؛ والطبيب يعمل في احدى المستوصفات وحيث ان راتبه كان لايكفيه ؛ اتاني في بعض الاحيان ليقترض مني؛ انا الذي كان يعزيني ان تركت الجامعة سافتقر!! وَ قالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَ أَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلينَ [1] وذهبت الى صديقي الاخر وهو كان من المتدينين فلما اخبرته بفتوى السيد قال الحمد لله رب العالمين ؛ نعم اما انا فلا اغالط نفسي ان الجامعة تثيروني كثيرا ؛ وانني سوف اتخذ قراري الحاسم في الامر لاني اخاف الله رب العالمين ؛وتعجبت حيث انه مباشرة ترك الجامعة وذهب ليبيع المواد المنزلية في الكاظمية .... وجئت الى الثالث وسالته وكان معي صريحا . فاجابني : قائلا اتمنى لويظهر الامام عليه السلام ويقيم عليّ الحدّ ليرتاح ضميري لان مجيئي للجامعة واقعا سفر معصية ولكنني ساستمر على دراستي لاني اخاف من والديّ واخواني .. الان وبعد ان سمعت جواب سماحة المرحوم السيد رحمة الله عليه وجواب اصدقائي وضحت لي الصورة وبان لي تكليفي الشرعي؛وتعجبت من ذلك الصديق وايمانه ؛ كيف ترك الجامعة وهو مبتسم وغبطته لايمانه ؛ لانه مباشرة بعد ان سمع فتوى السيد ترك الجامعة [1] الزمر: 74. ************ الفصل : 15 (الهجرة) واما والدي قال لي مهددا عندما عزمت على هجرة الكلية : ان تترك الجامعة فانت لست بولدي ولست انا لك بأب – فقلتله : يا والدي ان تزوجني فساستمر بدراستي مرتاح البال ؛ وان كان مخاوفك من القبولالضيق المادي فان الله سبحانه يقول: وأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنكُمْوَالصالِحِينَ مِن عبادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونوا فقَرَاءَيُغنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ.[1] وكذلك ورد عن اهل البيت عليهم السلام في تفسير هذه الاية المباركة: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : مَنْ تَرَكَ التزْوِيجَ مَخَافَةَ العَيْلَةِ فَقَدْ أَسَاءَ ظَنهُ بِاللهِ عَزَّ وَ جَلَّ ؛ إِنَّ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ: إِنْ يَكُونُوا فقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ.[2] وفي رواية اخرى: إِنْ خَطَبَ إِلَيْكَ رَجُلٌ رَضِيتَ دِينَهُ وَ خُلُقَهُ فَزَوِّجْهُ وَ لَا يَمْنَعْكَ فَقْرُهُ وَ فَاقَتُهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَ إِنْ يَتَفَرَّقا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَ قَالَ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ.[3] ولکن معالاسف لم اوفق لاقناع والدي ؛ ولم يقدّر لي صراحتي ؛ وتركني اجود بنفسي واصارع النفسوالفقر وفتن آخر الزمان . ومن اراد ان يكون سالما من هوى النفس وملاذ الشهوات فسيبتلى بهجمات ابليس لكي يوقعه في فخه....... قلت في نفسي : ان في اول الاسلام كانوا هناك من هجروا آبائهم واخوانهمحبا لله ورسوله ؛والقرآن الكريم حي لكل زمان يسير مع الانسان كما في هذه الرواية : عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ قُلتُ لأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام إِنَّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ فَقَالَ: رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه واله المُنذِرُ وَ عَلِيٌّ عليه السلام الهَادِي يَا أَبَا مُحَمَّدٍ هَلْ مِنْ هَادٍ الْيَوْمَ؟ قُلتُ بَلَى جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا زَالَ مِنكُمْ هَادٍ مِنْ بَعْدِ هَادٍ حَتَّى دُفِعَتْ إِلَيْكَ فَقَالَ : رَحِمَكَ اللهُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَوْ كَانَتْ إِذَا نَزَلَتْ آيَةٌ عَلَى رَجُلٍ ثُمَّ مَاتَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مَاتَتِ الآيَةُ مَاتَ الكِتَابُ وَ السُّنَّةُ وَ لَكِنَّهُ حَيٌّ يَجْرِي فِيمَنْ بَقِيَ كَمَا جَرَى فِيمَنْ مَضَى.[4] اذاً ان القرآن صريح بان لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق : قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَ أَبْناؤُكُمْ وَ إِخْوانُكُمْ وَ أَزْواجُكُمْ وَ عَشيرَتُكُمْ وَ أَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَ تِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَ مَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ جِهادٍ في سَبيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقينَ [5] وقلت : انافضل سبيل هو ان استخير الله سبحانه في ترك الجامعة وان اهجر من هذه الاجواء ؛ ولكي ادفع الوسواس عن نفسي ؛ قلت انذر نذراشرعيا صحيحا اذا كانت النتيجة جيدة ان اعمل بها!! وبلفعل نذرت وذهبت الى الحرم الشريف المبارك عند الكاظمين عليهما آلاف السلام والتحية واستخرت عند احد السادة والذي كان امام جماعةيصلي في الحرم الشريف جنب قبر الشيخ المفيد قدس سره فنظر اليّ وقال : لأي شيئهذه الاستخاره؟؟فقلت له سيدي ما الاية؟؟فقال......انها بشارة كبيرة ....... فلما قرء الاية الشريفة كانت كأنها الوحي المنزل لما نويت ............... فشكرت الله سبحانه وزرت الامامين عليهما السلام وودعتهما وذهبت الى النجفالاشرف تاركا كل ما املك في القسم الداخلي من كتب وملابس ووثائق خوف ان تشتاق نفسي للبقاء . وفي النجف الاشرف وانا مطرود مسكين فقير لامال لي ولا مأوى ؛بقيت حائراليس لي من استشيره في امري الا جدي امير المؤمنين عليه السلام الذي بدات ابث شكواي له ؛ ماذا اعمل؟؟؟ فليس لي اي راس مال لابدء بالتجارة ولا والدييقبلني واشتغل باعتباره !!! ثم لا اعلم ماذا سيكون رأي الفتاة التي اريد ان اتقدم لخطوبتها وانا بهذا المأزق . ولكن الله الهمني افضل ما كان في الامكان في تلك الاوان. [1] النور: 32. [2] الكافي: ج 5 ص 330. [3] مستدرك الوسائل: ج 14 ص 188 عن فقه الرضا عليه السلام. [4] الكافي: ج1 ص 192. [5] التوبة: 24. الفصل 16 (مرحلة التعمم) فكرت ان اذهب الى الحوزة في النجف الاشرف لكي اتخلص من اعتراضات والدي واستطيع ان اعيش بالكفاف ؛ وبالضمن اتعلم ديني؛. فتكلمت مع الشيخ حسين اليعقوبي وكان تلميذا عند السيد احمد المستنبط صاحب كتاب ضياء الصالحين وكتاب القطرة في مناقب العترة وكتب اخرى رائعة في موضوعاتها – فقال: عندنا في مدرسة المرحوم الشيخ كاشف الغطاء غرف فارغة تعال معي لكي ارتب لك الامر. وبلفعل جزاه الله سبحانه خيرا اعطاني غرفة ؛ وكانت المدرسة مخيفة جدا لانه ليس فيها سوى الخادم وهو كبير السن ؛ حيث كان بعض الرجال الذين يبلغ بهم السن مبلغا كبيرا ياتوا الى النجف الاشرف من اطراف العراق ليعيشوا في المساجد والحسينيات منتظرين ان ياتيهم الاجل وهم في النجف الاشرف؛ وكان هذا الخادم واسمه " حجي نعمة" من هؤلاء الرجال البرزخيين الذين ان رايتهم تصورتهم موتى يمشون امامك وانا في ريعانة الشباب ناعم الاحلام رهيف الاحساس بين توابيت خاوية وابدان من الروح منتظرة للخروح لتدخل تلك التوابيت فتملئ فراغها ؛ والمدرسة فارغة سوى هؤلاء ومجموعة كبيرة من تلك التوابيت التي كان اصحاب الجنائز بعد دفن موتاهم يلقونها هنا وهناك وكان سهم مدرستنا لاباس به من هذه التوابيت . فكنت في هذه المدرسة وحيدا فريدا بين ظلمات الغربة ووحشت التوابيت والم الجوع وذكريات الماضي بمفارقة الاصدقاء والخلان ؛ وخوف المستقبل المجهول وليس لي انس الا زقزقة العصافير على شجرة السدرة الكبيرة والتي ملئت سماء مدرستنا. آه .... ياأمي .......... الآن عرفت قدرك بعد ان فقدتك وانا طفل فهل كان يجرء احد ان كنتِ موجودة ان يطردني يااماه؟؟!! واخذني السيد ياسين حفظه الله تعالى وهو الان من علماء النجف الاشرف المعروفين الى سماحة السيد محمد باقر الصدر رحمة الله عليه واسكنه فسيح جنته فالبسني العمامة بيده الشريفة واعطاني مبلغا من المال كهدية وخرجت متعمما. الناس يرون ظاهري هادئا كهدوء نسيم الصباح على الرياض المزهرة ؛وصدري كفؤادي ام موسى يكاد ان يُخرج قلبي من غليانه لاني لا اعلم ما يكون مصيري لوخطبت قريبتي التي بات ذكرها انسي الوحيد في مدلهمات مصائبي التي طالما شكوتها لملاذي الوحيد امير المؤمنين عليه السلام . كانت العمامة على راسي تلوح لمن يراني باني مشغول البال بالعلم وقلبي مشغول الفكر بالخطيبة ............... كان لي صديق يوم كنت في الكلية من اصل باكستاني واسمه شمسي وابوه الان من خدمة الروضة الحسينية ادام الله بقاءه وكان سخياكريما ما جئته يوما الا واستقبلني بالابتسامات الجميلة الهشة البشه واول كلمة اسمعها منه للترحيب بي عندما ازوره هي اين كنت؟ وانا انتظرك من زمن اهلا........ اهلا.. رحمة الباري عليه -- فقد طحن في طاحونة الطاغوت الظالم للحكومة الظالمة كما سياتي الخبر عنه -- ؛ ثم يسرع بالمائدة قبل ان يسالني هل تحتاج الطعام ام لا؟ فجائني يوما الى مدرسة كاشف الغطاء فوجدني جالسا على حصير بالي ؛خاسف اللون طاوي البطن ذابل الشفاه وكأن الخسوف والكسوف جمعت في جبيني وخدي !! فرثي لحالي وقال لي من سيزوجك؟ وكيف تعيش وانت على هذا الحال؟؟ --في تلكم الايام كان اكثر الطلبه امثالي في النجف الاشرف يعيشون في اضيق حال في حكم الطاغو ت ... الفصل 17 (حبيبي الاخ شمسي) قلت لصديقي شمسي : الا تقبل القرآن الكريم ؟؟ قال: نعم . قلت له : الا تقرأ هذه الاية الكريمة فَاذْكُرُوني أَذْكُرْكُمْ وَ اشْكُرُوا لي وَ لا تَكْفُرُونِ[1] فقلت له: وردت الرواية عن اهل البيت عليهم السلام : عن مَجْمُوعَةُ الشَّهِيدِ، -ره- قَالَ قَالَ جَبْرَئِيلُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه واله إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ أَعْطَيْتُ أُمَّتَكَ مَا لَمْ أُعْطِهِ أُمَّةً مِنَ الْأُمَمِ فَقَالَ وَ مَا ذَاكَ يَا جَبْرَئِيلُ قَالَ قَوْلُهُ تَعَالَى فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَ لَمْ يَقُلْ هَذِهِ لِأَحَدٍ مِنَ الْأُمَمِ [2] وَ رُوِيَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه واله : خَرَجَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: ارْتَعُوا فِي رِيَاضِ الْجَنَّةِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ قَالَ مَجَالِسُ الذِّكْرِ اغْدُوا وَ رَوِّحُوا وَ اذْكُرُوا وَ مَنْ كَانَ يُحِبُّ أَنْ يَعْلَمَ مَنْزِلَتَهُ عِنْدَ اللَّهِ فَلْيَنْظُرْ كَيْفَ مَنْزِلَةُ اللَّهِ عِنْدَهُ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُنْزِلُ الْعَبْدَ حَيْثُ أَنْزَلَ الْعَبْدُ اللَّهَ مِنْ نَفْسِهِ وَ اعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمْ عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَ أَزْكَاهَا وَ أَرْفَعَهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَ خَيْرَ مَا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى فَإِنَّهُ تَعَالَى أَخْبَرَ عَنْ نَفْسِهِ فَقَالَ أَنَا جَلِيسُ مَنْ ذَكَرَنِي وَ قَالَ سُبْحَانَهُ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ يَعْنِي اذْكُرُونِي بِالطَّاعَةِ وَ الْعِبَادَةِ أَذْكُرْكُمْ بِالنِّعَمِ وَ الْإِحْسَانِ وَ الرَّحْمَةِ وَ الرِّضْوَانِ[3]. فهل من المعقول يا شمسي ان اذكر الله باحسن الذكر وهو ان أذكره عند المعصية ولا يذكرني ربي عند جوعي وعطشي؟! وقد ورد في روايات اهل البيت عليهم السلام : مستدركالوسائل 11 279 23- باب وجوب اجتناب المحارم ..... عَنْ أَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام الذِّكْرُ ذِكْرَانِ ذِكْرُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَ الْمَعْصِيَةِ وَ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ ذِكْرُ اللَّهِ عِنْدَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ فَيَكُونُ حَاجِزاً . وكذلك عن الكافي 2 145 باب الإنصاف و العدل ..... عَنِ الْحَسَنِ الْبَزَّازِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام أَ لَا أُخْبِرُكَ بِأَشَدِّ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَى خَلْقِهِ ثَلَاثٌ قُلْتُ بَلَى قَالَ إِنْصَافُ النَّاسِ مِنْ نَفْسِكَ وَ مُوَاسَاتُكَ أَخَاكَ وَ ذِكْرُ اللَّهِ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ وَ إِنْ كَانَ هَذَا مِنْ ذَاكَ وَ لَكِنْ ذِكْرُ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ فِي كُلِّ مَوْطِنٍ إِذَا هَجَمْتَ عَلَى طَاعَةٍ أَوْ عَلَى مَعْصِيَةٍ . فحينما سمع صديقي السيد شمسي كلامي هذا بكى رقة عليّ؛ وخرج من غرفتي و قد سالت دموعه متحسرا عليّ اشد حسرة........... ودارت الايام واذا بصاحبي الباكستاني يُقبض عليه في كلية الهندسة ويُذهب به للسجن وانقطعت اخباره الى ان هلك الطاغية ؛ وعلم اهله انه استشهد مع من استشهد على يد الطاغية عدو الحسين فرحمة الله عليه واسكنه فسيح جنته وهو اعزب ولم يوفق للزواج في حين كان يبكي لحالي خوف ان لا يزوجني احد لفقري وفاقتي بينما ببركة ذكر الله تعالى عند المعصية تزوجت انا كما ستقرؤن في الذكريات ؛كل ذلك ببركة الهجرة الى الله تعالى وهو القائل: وَ مَنْ يُهاجِرْ في سَبيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثيراً وَ سَعَةً وَ مَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحيماً [4] قارئي العزيز: لماذا لا نثق بالله بينما نهتز طربا ان وُعِدنا بصفقة من بشر ؛ او اي طُعمة فيها طمع مزيف؟؟ وهكذا بقيت ادرس في الحوزه مجدّا اي جد؛ واذهب في ليالي الجمعة الى زيارة الامام الشهيد عليه السلام لكربلاء المقدسة ؛ وانا افكر بالتي اريد خطوبتها وادعو لها ولنفسي ؛ ان اظفر بها طائرا فاكمل بها ديني وكثيرا ما كنت اتصدق عنها ولسلامتها . [1] البقرة: 152. [2] مستدرك الوسائل: ج 5 ص 286 [3] بحار الانوار ج 90 ص 163 [4] النساء: 100. |
الفصل 18 (لا ترغب فيمن زهد فيك) كنت اذهب ليالي الجمعة الى كربلاء المقدسة لزيارة الامام الحسين عليه السلام وفي بعض الليالي كنت ابقى ساهرا في الحرم الشريف- معدن الخير والبركة ومهبط الملائكة والارواح المقدسة- واعود للبيت في الكوفة الى ان نصلي صلاة الصبح ثم نعود الى النجف الاشرف . ففي ليلة من الليالي ؛ قريب السحر اصابني الالشديد وبدء الحرب الاهوج بين الجفون ولمح العيون ؛ واُصارع نفسي لتحيى الليل لعلها تشم رائحة التفاح عند السحر؛ ولكن ذكريات الوسادة الناعمة والغرفة الدافئة تصيبني بالسكر والخمول ؛ وأخيرا فكرت ان اُجدد الوضوء لانتصر على الكسل والخمول كما قال الامام الرضا عليه السلام : إِنَّمَا أُمِرَ بِالْوُضُوءِ وَ بُدِئَ بِهِ لأَنْ يَكُونَ الْعَبدُ طَاهِراً إِذَا قَامَ بَيْنَ يَدَيِ الْجَبَّارِ عِنْدَ مُنَاجَاتِهِ إِيَّاهُ مُطِيعاً لَهُ فِيمَا أَمَرَهُ نَقِيّاً مِنَ الأَدْنَاسِ وَ النَّجَاسَةِ مَعَ مَا فِيهِ مِنْ ذَهَابِ الْكَسَلِ وَ طَرْدِ النُّعَاسِ وَ تَزْكِيَةِ الْفُؤَادِ لِلْقِيَامِ بَيْنَ يَدَيِ الْجَبَّارِ قَالَ وَ إِنَّمَا جَوَّزْنَا الصَّلَاةَ عَلَى الْمَيِّتِ بِغَيْرِ وُضُوءٍ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهَا رُكُوعٌ وَ لَا سُجُودٌ وَ إِنَّمَا يَجِبُ الْوُضُوءُ فِي الصَّلَاةِ الَّتِي فِيهَا رُكُوعٌ وَ سُجُودٌ[1] ...... وعندما اردت ان اعود الى الحرم قلت في نفسي: لاشربن من الشاي الذي كان يباع في اطراف الحرم المبارك وكان احد الباعة رجل احدب واولاده مثله حسب ما اتذكر وكان النور يعلو محياه وله لحية بيضاء يرفرف عليها حب الحسين عليه السلام ؛ وكان هناك جماعة من الزوار قد جلسوا محيطين بهذا الرجل ؛ منهم من قد شرب الشاي في عافية ومنهم من ينتظر فشربت مع الشاربين ثم قلت للرجل البائع باللهجة العراقية وانا في ريع الشباب (عمي انا ادفع كل افلوس الشاي بثواب امي) فقرء الحضور الفاتحة لروحها العلوي الطاهر ودفعت المبلغ ودخلت الحرم الشريف وعندما صليت صلاة الصبح وعدت الى البيت في الكوفة العلوية وطرقت الباب وكان الوقت عند الصباح الباكر؛ استيقظت اختي ام حسين - التي ربتنا بعد اُمي المرحومة؛ اطال الله بقائها واسعدها في الدارين - وهي مرتبكة بين الفرح والخوف وهواجس مبهمة ظاهرة على ملامحها فسألتها ما الخبر وما بك يا أختي؟ قالت : رأيت في المنام الآن ان امي فرحة جدا ومن فرحها كأنها اصيبت بجنون حيث تاخذ بقايا الشاي من اقداح الشاي وتجعلها على وجهها متبركة بها فقلت لها: يا سبحان الله لقد ذهب الشاي لعالم البرزخ ببركة سيدي ومولاي الحسين الكريم الشهيد المظلوم حيث اشتريت الشاي قبل اذان الفجر لبعض الزوّار عند الصحن الحسيني المبارك واهديت ثوابها لروح امي وهي فرحة بهذا الاجر . وفي ليلة من ليالي الجمعة وانا خارج من الحرم المبارك بعد الزيارة عازما الى النجف الاشرف واذا باحد اقرباء البنت قال لي وهو ضاحك باستهزاء : ومن يعطيك ابنته بعد ان تركت الجامعة ولبست العمامة ؟؟؟ وتكلم بشكل بحيث فهمت منه انهم لا يريدون زواجها مني . وبلفعل بعثوا لي من اخبرني بان اترك الموضوع كاملا . زرت مرة السيد الجليل المجتهد زوج عمتي السيد احمد المستنبط صاحب كتاب الدعاء "ضياء الصالحين" الذي ذكرته لكم وكان معتزلا في بيته ولا يخرج الا لصلاة الليل وصلاة الفجر في حرم امير المؤمنين عليه السلام حيث كنس العتبة المباركة خمس وخمسين سنة بلحيته وكان يصلي الظهر والعصر والمغرب والعشاء في مسجد صغير قرب حرم امير المؤمنين عليه السلام ويصلي إمام جماعة في الصحن الحسيني ليلة الجمعة فعندما زرته في بيته قال لي من دون ان اتكلم بشيئ : قال امير المؤمنين عليه السلام: (لا ترغب فيمن زهد فيك[2]) . فعرفت انه يريد ان اترك موضوع زواجي من قريبتي فانكسر قلبي كقارورة زجاجية ؛ وانا اجول وادور في ميدان افكاري في مصير الاستخارة ففكرت باستخارة السيد الكشمري رحمة الله عليه ولكني والحمد لله لست كبعض الناس اذا كانت الاستخارة في الظاهر خلاف مصالحه الدنيوية اساء الظن بالله تعالى بل فرحت لاني عرفت ان للاستخارة مصالح كبرى وانا انتظرها بلهفة مستعينا بحسن ظني بالله تعالى عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: لَا يَتَّكِلِ الْعَامِلُونَ عَلَى أَعْمَالِهِمُ الَّتِي يَعْمَلُونَهَا لِثَوَابِي فَإِنَّهُمْ لَوِ اجْتَهَدُوا وَ أَتْعَبُوا أَنْفُسَهُمْ أَعْمَارَهُمْ فِي عِبَادَتِي كَانُوا مُقَصِّرِينَ غَيْرَ بَالِغِينَ فِي عِبَادَتِهِمْ كُنْهَ عِبَادَتِي فِيمَا يَطْلُبُونَ عِنْدِي مِنْ كَرَامَتِي وَ النَّعِيمِ فِي جَنَّاتِي وَ رَفِيعِ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى فِي جِوَارِي وَ لَكِنْ بِرَحْمَتِي فَلْيَثِقُوا وَ فَضْلِي فَلْيَرْجُوا وَ إِلَى حُسْنِ الظَّنِّ بِي فَلْيَطْمَئِنُّوا فَإِنَّ رَحْمَتِي عِنْدَ ذَلِكَ تُدْرِكُهُمْ وَ مَنِّي يُبَلِّغُهُمْ رِضْوَانِي وَ مَغْفِرَتِي تُلْبِسُهُمْ عَفْوِي فَإِنِّي أَنَا اللَّهُ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ وَ بِذَلِكَ تَسَمَّيْتُ[3] فاستخارتي ستبقى جيدة وانا منتظر ان ارى عاقبة الامر في استخارتي وبلفعل ستجدون النتيجة كم كانت جميلة والحمد لله الصادق الوعد! وبعد يأسي من الخطوبة صممت ان لا اتزوج؛ واريح نفسي ولا ازيد همّا على همّي . وواظبت على الدرس في تلك المدرسة المهجورة مع وجود المدارس الجديدة الجميلة البناء والعصرية التصميم ؛ ولكن من يُسكنني فيها وانا لا اعرف احدا يُسهّل لي الوصول اليها؛ ثم كنت استحي كثيرا لاني جديد على هذه الاجواء . كنت امر على الحرم الشريف واطرافه فاشم رائحة الجنّة ؛عطر مزيج بالروح والمعنى ويشوقك للايمان والصلاة ؛ بعكس روائح الغانيات الثملات في بغداد كان يوسوس لك عطرهن الفجور ويهيج لك الخبث في الصدور وحاولت ان اتناسى الزواج واعطل شوق الحنان الذي تحملت لاجله كل هذه المصائب . وكنت اكثر اوقاتي اقضيها بالتحصيل والدرس المتواصل . واقسى ما تحملته في العراق هو الراتب الذي كان نزرا يسيرا جدا وهو خمسة دنانير كنت اذهب الى بيت الخطيب المعروف في ايران والعراق وهو الشيخ عبد الحسين الخراساني رحمة الله عليه عند راس كل شهر عربي هجري اذهب لبيته واتناول وجبة الغذاء في الظهر ثم استلم الراتب الذي كان يجلبه لي من احد المراجع المعروفين في النجف الاشرف وبعد مدة قال لي ساتيك به الى حجرتك ولذلك كنت انتظر في كل شهر وكاني محتضر فاغر فاه لعل من يرحمني بقطرة من الماء او لقمة من الخبز وان كان يابسا وطالما جمعت الخبز الذي تزين احيانا بما القاه عليه العصافير المزقزقة وكنت اكله واحيانا كان يرحمني الشيخ الذي ساعدني باسكاني في الغرفة ؛ الى ان جاءني يوما سماحة الشيخ الخراساني وقال لي اذهب بنفسك لاستلام الراتب وهنا جاءت الطامة وزلزلت الزلزلة حيث كنت اذهب ذليلا محتقرا الى ان ياتي سماحة الشيخ الذي يوزع الراتب من جانب المرجع فاما ان يعطيني الراتب بعد ان اطلبها منه بصوت متكسر فيه قلبي ومتمنيا الموت لخجلتي واما كان يقول لي سماحة الشيخ تعال غدا و كأنه لا يلتفت لذبولة شفتيّ وصفرة لوني وكنت مرات آتيه غد ذلك اليوم ولم اجده فاكون حينها ضيفا على مأدبة الخبز اليابس في المدرسة . [1] وسائل الشيعة: ج1 ص 367. [2] الكافي: ج 8 ص 22 [3] الكافي: ج 2ص 71. الفصل 19 ((الفرج مع نفاذ الصبر)) رويدا رويدا بدأت تزول ... السحائب المظلمة بيني وبين والدي حينما رآني مستقيما على نيتي وعزمي لا يثنيني شيئ باذن الله تعالى ؛ فان كل ما تحملته فيما مضى هو مما عانيت من هوى النفس لان الجنس حالة انسانية مفروضة على الانسان ومهّد لها الشارع المقدس الطريق الصحيح لارضائها ؛ ولكن الشيطان جعل عن طريق اعوانه من الجنة والناس الكثير من الحواجز والموانع وبعد ان تتبعت الاسباب المعيقة عن الزواج وجدت ان ايادي اليهود من ورائها ؛ لان الشاب ان تزوج استقر وان استقر انتج وابدع ؛ وهذا ما يخافه اليهود ؛ ومع الاسف ان الكثير من الموالين اثرت عليهم نداءات اليهود باغلاء المهر وترك التبرك بالسهولة كما سياتي البحث فيه مفصلا . وانا بعد ان صممت ان لا اتزوج رجعت عن نيتي وقلت: يارب انا لا استطيع الصبر.... نفذ صبري؛ واذا لم تزوجني يارب ساقع فيما لا احب ولا ترضا انت يا رب العالمين ؛ والقيت رسالة في ضريح اميرالمؤمنين عليه السلام طلبت فيها منه عليه السلام ان يسرع في نجاتي من الهلكة !! لاني قرأت عن الامام عليه السلام ان مع نفاذ الصبر ياتي الفرج كما : عَنِ الصَّادِقِ عليه السلام: أَنَّهُ جَاءَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: إِنَّ ابْنِي سَافَرَ عَنِّي وَ قَدْ طَالَتْ غَيْبَتُهُ عَنِّي وَ اشتدَّ شَوْقِي إِلَيْهِ فَادْعُ اللَّهَ لِي فَقَالَ لَهَا: عَلَيْكِ بِالصَّبْرِ فَاسْتَعْمَلَتْهُ ثمَّ جَاءَتْ بَعْدَ ذَلِكَ فَشَكَتْ إِلَيْهِ طُولَ غَيْبَةِ ابْنِهَا فَقَالَ لَهَا: أَلَمْ أَقُلْ لَكِ عَلَيْكِ بِالصَّبْرِ؟! فَقَالَتْ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ كَمِ الصَّبْرُ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ فَنِيَ الصَّبْرُ؟! فَقَالَ : ارْجِعِي إِلَى مَنْزِلِكِ تَجِدِي وَلَدَكِ قَدْ قَدِمَ مِنْ سَفَرِهِ فَنَهَضَتْ فَوَجَدَتْهُ قَدْ قَدِمَ فَأَتَتْ بِهِ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: أَوَحْيٌ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه واله؟ قَالَ: لَا وَ لَكِنْ عِنْدَ فَنَاءِ الصَّبْرِ يَأْتِي الْفَرَجُ فَلَمَّا قُلْتِ فَنِيَ الصَّبْرُ عَرَفْتُ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَّجَ عَنْكِ بِقُدُومِ وَلَدَكِ[1] . [1] وسائل الشيعة: ج 15ص 264. القسم الثاني (((ذكريات الزواج))) الفصل 20 (اشراقة الامل الجديد ) كنا نسكن في بيت كبير وجميل في منطقة بين النجف والكوفة تسمى حي كندة وله حديقة جميلة ولها رونق وصفاء بحيث كان ياتي بعض العلماء من النجف الاشرف ليجلسوا مع الوالد - رحمه الله تعالى - فيها واتذكر مرة سمعت عن السيد عبد الكريم الكشميري ارحمة الله عليه لمعروف في الاستخارات قال لوالدي: ان حديقتك هذه جنينة وكان ياتي في بعض الليالي الى بيتنا ليمسي هناك مع الوالد بجلساتهم الروحانية . ان من المستحبات في اخر الزمان ان يسع الانسان بيته : وسائلالشيعة 12 195 119- باب وجوب حفظ اللسان عما لا يجو عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام قَالَ ثَلَاثٌ مُنْجِيَاتٌ تَكُفُّ لِسَانَكَ وَ تَبْكِي عَلَى خَطِيئَتِكَ وَ يَسَعُكَ بَيْتُكَ وكان في بيتنا مطبخ له بابان احدهما مطلّ على الحديقة والباب الاخرى تفتح داخلالبيت . والباب المطل على الحديقة من المطبخ فتح لي منه الامل المنشود . حيث كان في ايران سيد من اصدقاء والدي واسمه السيد حسين السلطاني كان من علماء مدينة عبادان وقد درس في النجف الاشرف بعد هجرته من مدينة اصفهان ؛ وتعرف على الوالد من خلال جدي السيد عبد الغفار المازندراني الذي كان امام جماعة في جامع الهندي المعروف في النجف الاشرف وهو من اهم المساجد التي تقام فيها الصلاة لاهم الشخصيات عادة ولم يصل هناك اماما الا من كان معتمد العلماء في تلك الايام وهو ايضا معهد للدرس في حوزة النجف الاشرف ( وقد اشرت بالتفصيل لحياة جدي السيد عبد الغفار المازندراني في كتابي عن حياته رحمة الله عليه ) وكان هذا السيد يصلي خلفه ؛ ومن هنا تعرف على عائلتنا لانه كان يحب المرحوم المازندراني فجاء لزيارة العتبات المقدسة في العراق ؛ واصر عليه والدي بانياتي الى بيتنا هو وعائلته وبناته . ومن حسن التوفيق دفعتني المقدرات الربانية ان جئت انا ايضا في ذلك اليوم من مدرستي مركز الاشباح للاموات والتوابيت الخاوية والعصافير المزقزقة الى البيت ؛ وسالت زوجة والدي منهؤلاء؟؟ قالت: زوار من ايران من اصدقاء والدك . فاردت ان ادخل الى البيت من المطبخ لكي لا ازاحم الضيوف ؛ من الباب المطل على الحديقة ومنه ادخل الى البيت . ومجرد ان دخلت واذا بفتاة خلفها متجه نحو الباب مشغولة بغسل الصحون؛فهربت لكي لا تلتفت بدخولي ودخلت الى ساحة الدار واذا بزوجة والدي امامي ! قلت لها: ارجوك لا تفوّتي الفرصة واسرعي في خطوبة هذه ؛ لانني تذكرت رسالتي لاميرالمؤمنين عليه السلام . الفصل 21 (كراهة العزوبة ) فحينما اقترحت لزوجة الوالد خطوبة البنت قالت زوجة ابي لا... لا...هذا غير ممكن . قلت لها: ولماذا ؟؟ قالت : لانه خطبها ابن المرجع الفلاني قبلك !! قلت لها : وما يضرك لو اخبرتيهم؟ ّ! قالت : هذا غير ممكن !! فتذكرت كتاب الناموس الذي ذكرته لكم وهو : ان اسماء شيعتنا واسماء آبائهم عندنا في كتاب الناموس ؛ فقلت فان كانت هذه ستكون زوجتي ويرزقني الله تعالى منها الذرية فلا يستطيع احد ان يكون حاجزا بيننا ابدا !! وذهبت الى النجف الاشرف وتركت الحديث عنها واوكلت الامر الى حيدر روحي فداه . وبدأت استانس بجو النجف الاشرف بحيث ما كنت ابيع توابيت النجف الاشرف بكل ملاذ الدنيا وبعد ايام قرات هذه الروايات في اهمية الزواج وكراهية العزوبة فتغيرت نيتي في الزواج من نية ارتشاف الحنان الى نية العبادة وكمال الطاعة واتمام الدين . عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : رَكْعَتَانِ يُصَلِّيهِمَا الْمُتَزَوِّجُ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ رَكْعَةً يُصَلِّيهَا أَعْزَبُ [1] وعَنِ الصَّادِقِ عليه السلام قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي فَقَالَ لَهُ: هَلْ لَكَ زَوْجَةٌ؟ قَالَ: لَا قَالَ : لَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ الدُّنْيَا وَ مَا فِيهَا وَ أَنِّي أَبِيتُ لَيْلَةً لَيْسَ لِي زَوْجَةٌ قَالَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ رَكْعَتَيْنِ يُصَلِّيهِمَا رَجُلٌ مُتَزَوِّجٌ أَفْضَلُ مِنْ رَجُلٍ يَقُومُ لَيْلَهُ وَ يَصُومُ نَهَارَهُ أَعْزَبَ ثُمَّ أَعْطَاهُ أَبِي سَبْعَةَ دَنَانِيرَ قَالَ تَزَوَّجْ بِهَذِهِ وَ حَدَّثَنِي بِذَلِكَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَ تِسْعِينَ وَ مِائَةٍ ثُمَّ قَالَ أَبِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله اتَّخِذُوا الْأَهْلَ فَإِنَّهُ أَرْزَقُ لَكُم [2] ولكن مالحيلة ؟؟؟ [1] الكافي: ج 5 ص 328. [2] بحار الأنوار: ج100 ص217. |
الفصل 22 (بريق الامل في الانسانية) كان في النجف الاشرف وفي شارع الرسول مسجد في فرع منه تقريبا مطل على الشارع الرئيسي يصلي فيه السيد عبد الاعلى السبزواري - رحمة الله عليه - وكان يحضر للصلاة هناك عادة نوع خاص من المصلين عليهم شذى الزهد والخشوع وكانت للصلاة خلف هذا العالم طعم خاص وروحانية مميزة وبعد ان هجرت الى النجف الاشرف كنت اصلي خلف هذا العالم ؛ وبعد ايام من صلاتي هناك جائني شيخ من علماء النجف الاشرف -رحمة الله عليه - سلم علي ّ ثم قال : اين تسكن؟؟ قلت له : في مدرسة كاشف الغطاء قال : هل يمكن ان اكون ضيفا عندك اليوم بعدالظهر؟؟ فرحبت به ؛ وبكمال الاستغراب وتمام التعجب لانه من المؤلفين وله كتب معروفة - ولكن لا اذكرها ولم اذكر اسمه لاحد - والحمد لله رب العالمين قلت تفضل !! فلما جاءني بعد الظهر قال لي : اكتب لي سطرا لكي ارى كتابتك. فلما كتبت له !. قال ماشاء الله ... ماشاء الله .. كم جميل خطك!!. مسكين ما كان يعلم اني فار من جامعة بغداد ؛ كان يتصور اني لا اعرف الكتابة! ثم قال : يا ولدي عندي فتاة وهي بنتي الصغيرة واريد ان ازوجك اياها ولها من يخطبها _ وذكر لي ابن احد العلماء الكبار يومنا ذاك وتوفي رحمة الله عليه وولده الخاطب حي موجود الان _ ولكن احببتك حين رايتك في صلاة الجماعة لمرات متعددة . فارسل من ياتي ويراها من النساء وباقي الامر سهل يسير باذن الله تعالى . صدقوني ما كنت اعرف هذا العالم من قريب ؛ ولكن بكلامه هذا معي حول بنته تذكرت زمن الاسلام الاول وقد وردت الرواية الصحيحة السند في كتاب : الكافي ج 5 380ص باب نوادر في المهر ..... عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه واله فَقَالَتْ زَوِّجْنِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : مَنْ لِهَذِهِ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ زَوِّجْنِيهَا .فَقَالَ مَا تُعْطِيهَا ؟ فَقَالَ : مَا لِي شَيْءٌ فَقَالَ: لَا قَالَ فَأَعَادَتْ فَأَعَادَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله الْكَلَامَ فَلَمْ يَقُمْ أَحَدٌ غَيْرُ الرَّجُلِ ثُمَّ أَعَادَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله فِي الْمَرَّةِ الثَّالِثَةِ أَ تُحْسِنُ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْئاً؟ قَالَ نَعَمْ : قَدْ زَوَّجْتُكَهَا عَلَى مَا تُحْسِنُ مِنَ الْقُرْآنِ فَعَلِّمْهَا إِيَّاهُ . حقا لقد عاد املي في الحياة وفي الانسانية وكنت اود ان اقع على يديه ورجليه واقبلهما وامسح خدي على قدميه لاني تعجبت من كبر نفسه ووددت اني ما كنت اتاخر في جوابه ولكن ما الحيلة؟؟ انا لازالت مطروداً من بيت والدي وهذا لا يعلم بقصتي . ومع كل هذا قلت له : اشكركم وهذا مما فرحت به اولاً لان عملكم هذا دليل ايمانكم وثانيا لتواضعكم . واخذت العنوان وواعدته غد ذلك اليوم وشكرت الله تعالى انه لا يعلم عن نسبي واصلي اي شيئ وانما كان معجب بحضوري في مسجد السبزواري وكفى ؛ سبحان الله كم عظيم هذا الرجل والعظمة لله سبحانه ... ذهبت الى الكوفة وتوسلت باختي ام حسين - حفظها الله تعالى- ان تذهب الى بيت الشيخ قالت: انك لتعلم ان الوالد ذهب مع زوجته لزيارة الامام الرضا عليه السلام - وكان في اواخر حكومة الملك البائد - ولا يزال في ايران فكيف نذهب للخطوبة بدون علمه و اذنه . قلت لها: فاذهبي انت ونمهد المقدمات واذا جاء والدي يتم الامر ان شاء الله تعالى . فذهبت اختي يوم غد وانا جالس في الحرم الشريف لامير المؤمنين عليه السلام وقلبي مضطرب بين الخوف والرجاء؛ و احدى عيوني ترمق الى ضريح كهف اللاجئين الحيارى سلام الله عليه والاخرى نحو باب الصحن الشريف منتظر لقدوم اختي ؛ واذا بها جائت من بعيد |
الفصل 23 (صويحبات يوسف) واذا باختي اشارت اليّ من بعيد وهي تقول ...لا ...لا ..... شعرت وكأن سقف الدنيا بكواكبها ونجومها وقعت على جمجمتي ؛ لا رأسي ؛ لاني تصورت منظر الشيخ الجليل وهو يكلمني باقتراحه !! وتجسم امامي انكسار عينيه من خلال نافذة نظاراته وارتعاش قسمات خديه من خلال سواحل بحر خجله للبوح بمراده واندفاع امواج الروح باظهار ما في كوامن ذاته ؛ لا اله الا الله ؛ حسبي الله فقلت لاختي ام حسين حفظها الله .. لماذا ؟ قالت : ان كنت ترضى باني ربيتك وتعبت عليك فاترك موضوعها .. فلما رأيت القضية ميؤوسا منها فتركت السؤال عن صفات البنت لكي لا يعلق في بالي منها شيئ . يقال: سالوا احدهم لماذا تريد طلاق زوجتك؟ قال : لازال هي زوجتي فكيف تريدون ان افضح زوجتي ؟ ثم بعد ان طلقها هرعوا اليه سائلين الان قل لماذا طلقتها ؟ قال : سبحان الله الان هي أمرأة اجنبية بالنسبة لي فكيف افضحها ؟؟ فحفظ ماء وجه الناس أمل كل شريف يتسابق لكتمان عيوب الناس؛ ومشغول هو بعيب نفسه عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ :سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه واله مَرَّ بِنَا ذَاتَ يَوْمٍ وَ نَحْنُ فِي نَادِينَا وَ هُوَ عَلَى نَاقَتِهِ وَ ذَلِكَ حِينَ رَجَعَ مِنْ حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَوَقَفَ عَلَيْنَا فَسَلَّمَ فَرَدَدْنَا عَلَيْهِ السَّلَامَ ثُمَّ قَالَ : مَا لِي أَرَى حُبَّ الدُّنْيَا قَدْ غَلَبَ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ حَتَّى كَأَنَّ الْمَوْتَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا عَلَى غَيْرِهِمْ كُتِبَ وَ كَأَنَّ الْحَقَّ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا عَلَى غَيْرِهِمْ وَجَبَ وَ حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَسْمَعُوا وَ يَرَوْا مِنْ خَبَرِ الْأَمْوَاتِ قَبْلَهُمْ سَبِيلُهُمْ سَبِيلُ قَوْمٍ سَفْرٍ عَمَّا قَلِيلٍ إِلَيْهِمْ رَاجِعُونَ بُيُوتُهُمْ أَجْدَاثُهُمْ وَ يَأْكُلُونَ تُرَاثَهُمْ فَيَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُخَلَّدُونَ بَعْدَهُمْ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ أَمَا يَتَّعِظُ آخِرُهُمْ بِأَوَّلِهِمْ لَقَدْ جَهِلُوا وَ نَسُوا كُلَّ وَاعِظٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَ آمَنُوا شَرَّ كُلِّ عَاقِبَةِ سُوءٍ وَ لَمْ يَخَافُوا نُزُولَ فَادِحَةٍ وَ بَوَائِقَ حَادِثَةٍ طُوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ خَوْفُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ خَوْفِ النَّاسِ طُوبَى لِمَنْ مَنَعَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ إِخْوَانِهِ طُوبَى لِمَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ عَزَّ ذِكْرُهُ وَ زَهِدَ فِيمَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُ مِنْ غَيْرِ رَغْبَةٍ عَنْ سِيرَتِي وَ رَفَضَ زَهْرَةَ الدُّنْيَا مِنْ غَيْرِ تَحَوُّلٍ عَنْ سُنَّتِي وَ اتَّبَعَ الْأَخْيَارَ مِنْ عِتْرَتِي مِنْ بَعْدِي وَ جَانَبَ أَهْلَ الْخُيَلَاءِ وَ التَّفَاخُرِ وَ الرَّغْبَةِ فِي الدُّنْيَا الْمُبْتَدِعِينَ خِلَافَ سُنَّتِي الْعَامِلِينَ بِغَيْرِ سِيرَتِي طُوبَى لِمَنِ اكْتَسَبَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ مَالًا مِنْ غَيْرِ مَعْصِيَةٍ فَأَنْفَقَهُ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ وَ عَادَ بِهِ عَلَى أَهْلِ الْمَسْكَنَةِ طُوبَى لِمَنْ حَسُنَ مَعَ النَّاسِ خُلُقُهُ وَ بَذَلَ لَهُمْ مَعُونَتَهُ وَ عَدَلَ عَنْهُمْ شَرَّهُ طُوبَى لِمَنْ أَنْفَقَ الْقَصْدَ وَ بَذَلَ الْفَضْلَ وَ أَمْسَكَ قَوْلَهُ عَنِ الْفُضُولِ وَ قَبِيحِ الْفِعْلِ[1] وعَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : أَنَّهُ قَالَ طُوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ وَ تَوَاضَعَ مِنْ غَيْرِ مَنْقَصَةٍ وَ جَالَسَ أَهْلَ الْفَقْرِ وَ الرَّحْمَةِ وَ خَالَطَ أَهْلَ الذُّلِّ وَ الْمَسْكَنَةِ وَ أَنْفَقَ مَالًا جَمَعَهُ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ[2] حقا تحيرت كيف ساواجه الشيخ وماذا اقول له؟ بعد ان ضحى وتواضع لي بفعله النيّر كيف اواجه احسانه بغير رفق ؟! فكرت ان اتصل بوالدي واخبره بالموضوع عساه ان يقبل بزواجي منها ويريحني من قساوة المواجهة بالرد. وبدات بمناجات امير المؤمنين عليه السلام وقلت انك حي هذا يقيني الذي يشهده كل خلية في وجودي الم تقل سيدي لسلمان وابي ذر: بحارالأنوار 26 5 باب 14- نادر في معرفتهم صلوات الله ِ يَا سَلْمَانُ وَ يَا جُنْدَبُ قَالَا لَبَّيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ إِنَّ مَيِّتَنَا لَمْ يَمُتْ وَ غَائِبَنَا لَمْ يَغِبْ فانت تعلم ضميري سيدي بانني لا يهمني جمالها وليس هدفي اموالها كما امرتم : تهذيبالأحكام 7 399 34- باب اختيار الأزواج ..... عَنْ بُرَيْدٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه واله قَالَ : مَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لِمَالِهَا وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَ مَنْ تَزَوَّجَهَا لِجَمَالِهَا رَأَى فِيهَا مَا يَكْرَهُ وَ مَنْ تَزَوَّجَهَا لِدِينِهَا جَمَعَ اللَّهُ لَهُ ذَلِكَ تهذيبالأحكام 7 399 34- باب اختيار الأزواج ..... عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله مَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لَا يَتَزَوَّجُهَا إِلَّا لِجَمَالِهَا لَمْ يَرَ فِيهَا مَا يُحِبُّ وَ مَنْ تَزَوَّجَهَا لِمَالِهَا لَا يَتَزَوَّجُهَا إِلَّا لَهُ وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ فَعَلَيْكُمْ بِذَاتِ الدِّينِ . فصممت ان اخبر والدي فاتصلت بالوالد وكلمته في الامر .... قال لي: لا تستعجل وسوف اخبرك بخبرهام يومغد... [1] الكافي: ج8 ص 168. [2] مستدرك الوسائل: ج 11 ص 295. وبقيت منتظرا وانتظار الفرج عباده بحارالأنوار: وورد في حديث الاربعمائة التي علمها امير المؤمنين عليه السلام لاصحابه: وَ اطْلبُوا الرِّزْقَ فِيمَا بَيْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ فَإِنَّهُ أَسْرَعُ فِي طَلَبِ الرِّزْقِ مِنَ الضَّرْبِ فِي الأَرْضِ وَ هِيَ السَّاعَةُ الَّتِي يَقْسِمُ اللَّهُ فِيهَا الرِّزْقَ بَيْنَ عِبَادِهِ انْتَظِرُوا الْفَرَجَ وَ لا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ فَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ انتظار الفَرَج .[1] - فَإِنَّ النَبِيَّ صلى الله عليه واله قَالَ : أَفْضَلُ أَعْمَالِ أُمَّتِي انتظار الْفَرَج بحارالأنوار :[2]. واخيرا جاء سماحة الشيخ وسالني عن القرار النهائي فارتعش صوتي وقلت له وانا خجل منه : شيخنا ان اخواتي قلن اترك الموضوع . فتالم الشيخ كثيرا وقال دعهن انهن صويحبات يوسف . واما انا فتمنيت لوانني متّ ولم اخبره ولكن ما الحيلة؟! وكنت سابقا قد تعودت على الارق والان بقي النوم ينوح على عينيّ . الفصل 24 (الخاطب والمخطوبة) واتصلت بايران وسالت الوالد عن الخبر الجديد ومن هي البنت ان كان قد خطب لي؟؟ قال : اني خطبت لك! من هي يا والدي بحيث انك خطبتها من بدون علمي ؟؟ قال : اني خطبت لك تلك التي كانت في المطبخ يوم دخلته عند زيارتهم العتبات المقدسة في العراق. وعندما سمعت قوله وجرى في عروقي كمثل الكهرباء سكت حياء وودعته وذهبت لحجرتي التي كنت اعانق فيها اشباح الموتى وانا بين التوابيت الخاوية!! وتوجه فؤادي نحو املي وكهفي حين لا مناص من الخلاص من مهوى مصابي! ...امير المؤمنين عليه السلام قلت له : سيدي كيف اقبل وكيف ارفض؟؟ كان بودي ان استفيد من الصلاحيات التي منحها القرآن والعترة عليهم السلام للخاطب . وهي كما: * عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام عَنِ الرَّجُلِ يُرِيدُ أَنْ يَتَزَوَّجَ الْمَرْأَةَ أيَنظرُ إِلَيهَا؟ قَالَ: نَعَمْ إِنمَا يَشترِيهَا بِأَغلى الثمَنِ[3] . تامل: يحتمل من قوله عليه السلام اغلى الثمن كما في بعض الروايات الاشارة الى معنى ذلك حيث يُطلعها على اسراره ودينه . و عن أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام قَالَ: لَا بَأْسَ بِأَنْ يَنْظُرَ إِلَى وَجْهِهَا وَ مَعَاصِمِهَا إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا[4]. و عن الْحَسَنِ بْنِ السَّرِيِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام: الرَّجُلُ يُرِيدُ أَنْ يَتَزَوَّجَ المَرْأَةَ يَتَأَمَّلُهَا وَ يَنْظُرُ إِلَى خَلفِهَا وَ إِلَى وَجْهِهَا؟ قَالَ : نَعَمْ لا بَأْسَ بِأَنْ يَنْظُرَ الرَّجُلُ إِلَى الْمَرْأَةِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا يَنْظُرَ إِلَى خَلفِهَا وَ إِلَى وَجْهِهَا. [5] و عن أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام أَنهُ سَأَلَهُ عَنِ الرَّجُلِ يَنظرُ إِلَى المَرْأَةِ قَبْلَ أَنْ يَتزَوَّجَهَا؟ قَالَ نَعَمْ فَلِمَ يُعْطِي مَالَهُ [6]. وعن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قُلْتُ لَهُ: أَيَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى المَرْأَةِ يُرِيدُ تَزْوِيجَهَا فَيَنْظُرُ إِلَى شَعْرِهَا وَ مَحَاسِنِهَا ؟ قَالَ: لا بَأْسَ بِذَلِكَ إِذَا لَمْ يَكُنْ مُتلذذاً . [7] فلما طالعت هذه الروايات وفهمت مقدار صلاحيتي من النظر لمن اريد ان اتزوجها تاسفت كثيرا حيث انها بعيدة عني ولم استطع الاستفادة من هذه الصلاحيات الشرعية؛ ولكن اعتمادا وثقة برسالتي التي القيتها في ضريح امير المؤمنين عليه السلام اتصلت بوالدي وابديت له الرضا فيما يفعل ؛ وكان كل املي ان تكون صاحبة الصفات التي قرأتها عن ائمتي عليهم السلام في المرأة الصالحة : [1]وسائلالشيعة : ج 7 ص 67 [2]ج 50 ص 317 [3] الكافي: ج 5 ص 365. [4]الكافي : ج 5 ص 365 [5] الكافي : ج 5 ص 365 [6] الكافي : ج 5 ص 365 [7]الكافي : ج 5 ص 365 |
الفصل 25 (الزوجة الصالحة في القرآن والعترة) بدأت ابحث عن صفات الزوجة الصالحة التي تسعد زوجها وطريقة المعاشرة السعيدة فوجدت والحمد لله رب العالمين هناك آيات قرانية وانوار من العترة الطاهرة سلام الله عليهم كاملة في هذا الامر: عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْكَرْخِيِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : إِنَّ صَاحِبَتِي هَلَكَتْ وَ كَانَتْ لِي مُوَافِقَةً وَ قَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ فَقَالَ لِيَ انْظُرْ أَيْنَ تَضَعُ نَفْسَكَ وَ مَنْ تُشْرِكُهُ فِي مَالِكَ وَ تُطْلِعُهُ عَلَى دِينِكَ وَ سِرِّكَ فَإِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ فَاعِلًا فَبِكْراً تُنْسَبُ إِلَى الْخَيْرِ وَ إِلَى حُسْنِ الْخُلُقِ وَ اعْلَمْ أَنَّهُنَّ كَمَا قَالَ أَلَا إِنَّ النِّسَاءَ خُلِقْنَ شَتَّى فَمِنْهُنَّ الْغَنِيمَةُ وَ الْغَرَامُ وَ مِنْهُنَّ الْهِلَالُ إِذَا تَجَلَّى لِصَاحِبِهِ وَ مِنْهُنَّ الظَّلَامُ فَمَنْ يَظْفَرْ بِصَالِحِهِنَّ يَسْعَدْ وَ مَنْ يُغْبَنْ فَلَيْسَ لَهُ انْتِقَامُ وَ هُنَّ ثَلَاثٌ فَامْرَأَةٌ وَلُودٌ وَدُودٌ تُعِينُ زَوْجَهَا عَلَى دَهْرِهِ لِدُنْيَاهُ وَ آخِرَتِهِ وَ لَا تُعِينُ الدَّهْرَ عَلَيْهِ وَ امْرَأَةٌ عَقِيمَةٌ لَا ذَاتُ جَمَالٍ وَ لَا خُلُقٍ وَ لَا تُعِينُ زَوْجَهَا عَلَى خَيْرٍ وَ امْرَأَةٌ صَخَّابَةٌ وَلَّاجَةٌ هَمَّازَةٌ تَسْتَقِلُّ الْكَثِيرَ وَ لَا تَقْبَلُ الْيَسِيرَ[1] **قال حجة الله الاعظم امامنا الصادق عليه السلام في كيفية الحياة الجنسية للزوجة مع زوجها: عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : خَيْرُ نِسَائِكُمُ الَّتِي إِذَا خَلَتْ مَعَ زَوْجِهَا خَلَعَتْ لَهُ دِرْعَ الْحَيَاءِ وَ إِذَا لَبِسَتْ لَبِسَتْ مَعَهُ دِرْعَ الْحَيَاءِ[2] وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : خَيْرُ نِسَائِكُمُ العَفِيفَةُ الغَلِمَةُ[3] ((غلمه=كثيرة الشهوة))((مع زوجها والحصان مع غيره)) و عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام قَالَ : قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : خَيْرُ نِسَائِكُمُ الْخَمْسُ قِيلَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ مَا الْخَمْسُ؟ قَالَ : الْهَيِّنَةُ اللَّيِّنَةُ الْمُؤَاتِيَةُ الَّتِي إِذَا غَضِبَ زَوْجُهَا لَمْ تَكْتَحِلْ بِغُمْضٍ حَتَّى يَرْضَى وَ إِذَا غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا حَفِظَتْهُ فِي غَيْبَتِهِ فَتِلْكَ عَامِلٌ مِنْ عُمَّالِ اللَّهِ وَ عَامِلُ اللَّهِ لَا يَخِيبُ[4] و قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : خَيْرُ نِسَائِكُمُ الطَّيِّبَةُ الرِّيحِ الطَّيِّبَةُ الطَّبِيخِ الَّتِي إِذَا أَنْفَقَتْ أَنْفَقَتْ بِمَعْرُوفٍ وَ إِذَا أَمْسَكَتْ أَمْسَكَتْ بِمَعْرُوفٍ فَتِلْكَ عَامِلٌ مِنْ عُمَّالِ اللَّهِ وَ عَامِلُ اللَّهِ لَا يَخِيبُ وَ لَا يَنْدَمُ[5] و قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه واله : أَلا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِ نِسَائِكُمْ ؟؟ الذَّلِيلَةُ فِي أَهْلِهَا الْعَزِيزَةُ مَعَ بَعْلِهَا الْعَقِيمُ الْحَقُودُ التِي لا تَوَرعُ مِنْ قَبِيحٍ الْمُتَبَرِّجَةُ إِذَا غَابَ عَنْهَا بَعلُهَا الحَصَانُ مَعَهُ إِذَا حَضَرَ لَا تَسْمَعُ قَوْلَهُ وَ لَا تُطِيعُ أَمْرَهُ وَ إِذَا خَلَا بِهَا بَعْلُهَا تَمَنَّعَتْ مِنْهُ كَمَا تَمَنَّعُ الصَّعْبَةُ عَنْ رُكُوبِهَا لَا تَقْبَلُ مِنْهُ عُذْراً وَ لَا تَغْفِرُ لَهُ ذَنْباً[6] و قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه واله شِرَارُ نِسَائِكُمُ : الْمُعْقَرَةُ الدَّنِسَةُ اللَّجُوجَةُ الْعَاصِيَةُ الذَّلِيلَةُ فِي قَوْمِهَا الْعَزِيزَةُ فِي نَفْسِهَا الْحَصَانُ عَلَى زَوْجِهَا الْهَلُوكُ عَلَى غَيْرِهِ[7] . وعن أَبِي عَبْدِ اللهِ عَنْ آبَائِهِ عليه السلام قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله : مَا اسْتَفَادَ امْرُؤٌ مُسْلِمٌ فَائِدَةً بَعْدَ الإِسْلامِ أَفْضَلَ مِنْ زَوْجَةٍ مُسْلِمَةٍ تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ إِلَيْهَا وَ تُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَهَا وَ تَحْفَظُهُ إِذَا غَابَ عَنْهَا فِي نَفْسِهَا وَ مَالِهِ[8] . وعن أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا عليه السلام قَالَ: مَا أَفَادَ عَبْدٌ فَائِدَةً خَيْراً مِنْ زَوْجَةٍ صَالِحَةٍ إِذَا رَآهَا سَرَّتْهُ وَ إِذَا غَابَ عَنْهَا حَفِظَتْهُ فِي نَفْسِهَا وَ مَالِهِ[9] وعن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : مِنْ سَعَادَةِ الْمَرْءِ الزَّوْجَةُ الصَّالِحَةُ[10] عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : ثَلاثَةٌ لِلْمُؤْمِنِ فِيهَا رَاحَةٌ: دَارٌ وَاسِعَةٌ تُوَارِي عَوْرَتَهُ وَ سُوءَ حَالِهِ مِنَ النَّاسِ وَ امْرَأَةٌ صَالِحَةٌ تُعِينُهُ عَلَى أَمْرِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ ابْنَةٌ يُخْرِجُهَا إِمَّا بِمَوْتٍ أَوْ بِتَزْوِيجٍ [11] . فلما قرأت هذه الروايات فحينما قرات هذه الانوار الطيبة فرحت بها وشكرت الله سبحانه . [1] الكافي: ج 5 ص 324. [2] الكافي: ج 5 ص 324. [3] الكافي: ج5 ص324. [4] الكافي: ج 5 ص 324. [5] الكافي: ج 5 ص 325. [6] الكافي: ج 5 ص 325. [7] الكافي: ج 5 ص 326. [8] الكافي: ج 5 ص 327. [9] الكافي: ج 5 ص 327. [10] الكافي: ج 5 ص 327. [11] بحار الأنوار: ج 73 ص 148. الفصل 26 (الزوجة سعة في الرزق ) ثم فكرت : فلو سألني احد الاصدقاء قائلا : وكيف تطمع بالزواج مع وضعك المادي الذي يُرثى له ؟ فاقول : ان ثقتي بالله كبيرة وانا بوعود الله سبحانه اوثق من وعود الناس اجمعين حيث ان القرآن الكريم والعترة الطاهرة سلام الله عليهم اجمعين يشجعون على الزواج ولا يحسبون الفقر مانعا من الزواج و هذه الروايات المباركة سنقرءها معا وكانت اكبر رصيد لي في قوة عزمي ... والروايات التي رفعت عن قلبي سوء الظن بالله تعالى ؛ والذي هو السبب الاساس في خوفي من الاقدام على الزواج لفقري والروايات هي : * عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام قَالَ : مَنْ ترَكَ التزْوِيجَ مَخَافَةَ العَيلةِ فَقَدْ أَسَاءَ بِاللهِ الظنَّ [1] وعن أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النبِيِّ صلى الله عليه واله فَشَكَا إِلَيْهِ الحَاجَةَ فَقَالَ: تَزَوَّجْ فَتَزَوَّجَ فَوُسِّعَ عَلَيْهِ [2](انتهى) ثم ما كان يهمني في اختيار الزوجة ؛ لا جمالها ؛ ولا مالها ابدا ؛ حيث قرات عن ائمتي عليهم السلام: قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه السلام يَقُولُ: مَنْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً يُرِيدُ مَالَهَا الْجَأَهُ اللهُ إِلَى ذَلِكَ المَالِ =افهم منه انه لا يرى خيرها = وعن أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام قَالَ: إِذَا تَزَوَّجَ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ لِجَمَالِهَا أَوْ مَالِهَا وُكِلَ إِلَى ذَلِكَ وَ إِذَا تَزَوَّجَهَا لِدِينِهَا رَزَقَهُ اللهُ الجَمَالَ وَ المَالَ 0[3] ولكن وبعد ان ذهب عن قلبي خوف الفقر بمقاومته ومجاهدته ؛ بقيتِ في قلبي حسرات تعذبني ؛ حيث اني بعيد عن خطيبتي وكيف لي بان اراها وتراني بالحدود التي حددها الشرع لي وبينها لي الرسول الكريم واله الكرام عليهم صلوات الله الرحمان ؛ فقلت يا امام العصر روحي فداك متى تنتهي امواج الهموم وعواصف الافكار ؛ سيدي اليس من حقي ان ارى من اريد العيش فيها وتعيش في وجودي ؛ ولكن اعود واقول يجب ان اترك العواطف وافكر بعقلانية لان الحياة الزوجية ان لم تأسس على قواعد رصينة لم تستقم الحياة العائلية ؛ فلا هدوء في البين كما قال الامام عليه السلام وكما قرأت عن : مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام عَنِ الرَّجُلِ يُرِيدُ أَنْ يَتَزَوَّجَ الْمَرْأَةَ أَيَنْظُرُ إِلَيْهَا؟؟ قَالَ نَعَمْ إِنمَا يَشترِيهَا بِأَغلَى الثمَنِ.[4] =أغلى الثمن لانه سيطلعها على اسراره واي ثمن اغلى من اسرارالانسان كما ستقرؤون روايتها ؛ ومع كل هذا الذي قرءته من الروايات قلت في نفسي اني اتوكل على الله تعالى ولا احزن قلب والدي لاني كتبت رسالة لامير المؤمنين عليه السلام والقيتها في ضريحه المبارك اشكو له حالي وضيق بالي وانا معتمد على امامي ووالدي الحق كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه واله: وَ رُوِيَ أَنَّهُ صلى الله عليه واله قَالَ لِعَلِيٍّ عليه السلام : أَنَا وَ أَنتَ أَبَوَا هَذِهِ الأُمَّةِ[5] لذلك فاني اتصلت بوالدي وقلت له : رضيت بما اخترت لي و لا تحزن يا والدي لضيق حالي وفراغ كفي بل يا والدي انا متوكل على الله سبحانه. وبقيت منتظرا بلهفة لرجوع والدي من ايران لاسمع ما عنده من الاخبار. والى ان يرجع الوالد ساتحدث لكم عن قصة حصلت في بيت سماحة السيد محمد باقر الصدر رحمة الله عليه وانا شاهدها في كل جزئياتها [1]الكافي : ج 5 ص 330 [2]الكافي : ج 5 330 [3]الكافي : ج 5 ص 333 [4]الكافي : ج 5 ص 365 [5] بحار الأنوار: ج 36 ص 14. |
فعلاً من يتقي الله يجعل له مخرجاً
وكما يقول المثل : كلما ضاقت حلقاتها انفرجت ونحن نتابع معك كيف بدأ الفرج يأتي بعد الضيق وإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا من أشد المتابعين بلإنتظااااااااااااااااااااااااااااااار موفقين لكل خير |
اقتباس:
شكرا لمتابعتكم |
الفصل 27 (كَفَّارَةُ الطِّيَرَةِ التَّوَكُّلُ) جاء الوالد رحمة الله عليه من ايران فقلت له : يا والدي اشكرك ان خطبت لي ؛ لكنني ما رايتها الا لحظة واحدة وهي معرضة عني !! قال : انا ذو ذوق رائع بهذا الامر وكن واثقا بوالدك . قلت له : وكيف لي بالذهاب الى ايران ؟ قال ان امكن سندعوها الى العراق . قلت له : وان لم نستطع ؟ قال نذهب باي صورة كانت باذن الله تعالى قلت له : وهل بعثتْ لي اي نيشان او ما اتذكرها به ؟ قال انظر ..... حينما نظرت واذا بصورة لبنت في 17 سنة من عمرها : فسالت والدي وهل بعثت لي خاتما كما اعطيتموها الخاتم؟؟ قال نعم ولكنه ضاع مع الاسف !! فكرت هل اتشائم بضياعه ؟؟ ام هل هذه طيرة شر؟؟ سرعان ما استغفرت ربي حيث تذكرت ما قراته من النصائح عن ائمتي عليهم افضل الصلاة والسلام. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : الطِّيَرَةُ عَلَى مَا تَجْعَلُهَا إِنْ هَوَّنْتَهَا تَهَوَّنَتْ وَ إِنْ شَدَّدْتَهَا تَشَدَّدَتْ وَ إِنْ لَمْ تَجْعَلْهَا شَيْئاً لَمْ تَكُنْ شَيْئاً[1] . وهذا امر خطير للغاية لان الرواية المباركة هذه تبين بان الانسان هو المخير في وضع ما تشاءم منه فان وضعها في موضع سوء اصبحت سوء وان توكل على الله سبحانه ومضى معرضا عما تشاءم منه ذهبت الطيرة ولم تصبه بشئ . الكافي 8 198 حديث قوم صالح .... عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : كَفَّارَةُ الطِّيَرَةِ التَّوَكُّلُ فتوكلت على الله سبحانه وفرحت ولكن فرحا مشوبا بخوف و امل؛ كان املي ان تكون الخطيبة هي استجابة الدعاء للرسالة التي القيتها في ضريح امير المؤمنين عليه السلام ؛ وخوف ان لا اصل الى غاية امنيتي . وكلما حاولنا ان نعمل الممهدات القانونية لمجيئهم الى العراق فلم نفلح. واردت ان أخرج الجواز لنفسي كيف ؟ وقد حكم الامن العراقي بالقاء القبض عليّ لنشاطي الديني الكبير في الكلية و بعد ان عرفوا بانني ذهبت من الكلية الى الحوزة اشتد طلبهم لي . كان لوالدي صديق في الجهاز الامني للنجف الاشرف ولكنه كان يرتدي العمامة ؛ لكي يتجسس على العلماء . وصادقه والدي لكي يستطيع عن طريقه قضاء حوائج المؤمنين . فقال له: اعطيك ما احببت من المال على ان تخرج لنا جوازنستطيع به تهريب ولدي من العراق الى ايران ؛لانه يريد ان يتزوج. فرضي الرجل هذا وبدءنا بختمة مجربة في لعن اعداء الاسلام وكل مرة نختمها 14000مرة فجاء يوما الى والدي وقال ما يفعل اولادك؟؟ قال والدي : لماذا هذا السؤال ؟؟ قال : والله كلما انام ارى ابا الفضل العباس عليه السلام وهو راكبا فرسه يهددني قائلا اسرع بانجاز ما يريدوه منك !! فقال الرجل لوالدي : قل لهم يكفوا والله قسما ساتم الامر. فجاء يوما وبيده الجواز وكل المستندات والوثائق ؛ وقال اذهبوا هذا الملف وما عليكم اي خطر!! وحلّقت الطائرة من مطار بغداد الى مطار طهران وهي اواخر الطائرات التي كانت بين الجمهورية الاسلامية والعراق ؛ وبعد سنة كاملة قضيتها بالوان الامواج من الياس والانتظار والخوف والرجاء واخيرا وصلنا ايران الحبيبة واتصلنا بعائلة الخطيبة في جنوب ايران . فلما كلمت امها وما كنت احسن اللغة الفارسية احسست كانها اغمي عليها من الفرح لانهم صبروا سنة كاملة منتظرين ؛ واختها التي هي اصغر منها كان خطيبها مستعجلا لزواجه و كنت انا سبب تاخرهم. على اي حال نزلنا في بيتهم وكانوا متهيئين لاستقبالنا؛ وبعد ان استرحنا اعدوا لنا مراسم الجلوس مع الخطيبة فدخلت انا ووالدي وهي وامها وكان والدي يترجم لي فقلت لها اني سمعت انكِ تصلين صلاة الليل فرحت بذلك ؛ ولكن اعلمي ان هذا مستحب مؤكد ولكن الذي يفرحني حقا منك ان رضيت شروط زواجي : [1]الكافي: ج 8 ص 197. الفصل 28 (شروطي للزواج ) قلت لها : ان لي شروط ساعرضها عليك وستسمعيها وانت حرة يمكنك الرفض او القبول قبل ان يكون زواجنا ابتلاء لكلينا . قالت: تفضل هات شروطك قلت لها الشرط الاول : ان يكون القدوة لي في حياتي هو امير المؤمنين عليه السلام ويكون القدوة لك السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ؛ فاي اختلاف حدث بيننا نتحاكم فيه الى حياتهما سلام الله عليهما . الشرط الثاني : ان لا اكذب عليكِ ابدا؛ لا في جد ولا في هزل ؛ واشترط عليك ان لا تكذبِ في حياتك معي ابدا ؛ لان اهل البيت عليهم السلام قد ذموا الكذب جده وهزله كما في هذه الروايات المباركة : عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : قَالَ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ الْكَذِبَةَ فَيُحْرَمُ بِهَا صَلَاةَ اللَّيْلِ فَإِذَا حُرِمَ صَلَاةَ اللَّيْلِ حُرِمَ بِهَا الرِّزْقَ[1] وعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام : قَالَ إِنَّ الْكَذِبَ هُوَ خَرَابُ الْإِيمَانِ[2] وعَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : لَا يَجِدُ عَبْدٌ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَتْرُكَ الْكَذِبَ هَزْلَهُ وَ جِدَّهُ[3] وعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ لِلشَّرِّ أَقْفَالًا وَ جَعَلَ مَفَاتِيحَ تِلْكَ الْأَقْفَالِ الشَّرَابَ وَ الْكَذِبُ شَرٌّ مِنَ الشَّرَابِ[4] واما الشرط الثالث : ان لا تختلف حياتنا في ايام الخطوبة والعقد؛ عن ايام الزواج بل مهما امكن ان نعيش حالة واحدة؛ بل ونزداد تفاهما ان شاء الله تعالى لانه سيترتب على علاقتنا الزوجية ؛ علاقات اخرى منها: حق الصحبة: الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام فَقَالَ لِي مَنْ صَحِبَكَ؟؟ فَقُلْتُ لَهُ رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِي قَالَ: فَمَا فَعَلَ؟؟ قُلْتُ : مُنْذُ دَخَلتُ لَمْ أَعْرِفْ مَكَانَهُ فَقَالَ لِي : أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ مَنْ صَحِبَ مُؤْمِناً أَرْبَعِينَ خُطوَةً سَأَلَهُ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . هذه لمن مشى مع صاحبه اربعين خطوة فكيف بمن سار مع زوجته كل خطوات حياته من حين زواجها . وحق الاعتقاد: ان اصبح اعتقادنا واحدا في كل المجالات فيكون كل منا له حق الايمان في ذمة الاخر: وسُئِلَ الرِّضَا عليه السلام مَا حَقُّ الْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ؟؟ فَقَالَ: إِنَّ مِنْ حَقِّ الْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ الْمَوَدَّةَ لَهُ فِي صَدْرِهِ وَ الْمُوَاسَاةَ لَهُ فِي مَالِهِ وَ النصْرَةَ لَهُ عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ وَ إِنْ كَانَ فَيْءٌ لِلْمُسْلِمِينَ وَ كَانَ غَائِباً أَخَذَ لَهُ بِنَصِيبِهِ وَ إِذَا مَاتَ فَالزِّيَارَةُ إِلَى قَبْرِهِ وَ لا يَظْلِمُهُ وَ لا يَغُشُّهُ وَ لا يَخُونُهُ وَ لا يَخْذُلُهُ وَ لا يَغْتَابُهُ وَ لا يَكْذِبُهُ وَ لا يَقُولُ لَهُ أُفٍّ فَإِذَا قَالَ لَهُ أُفٍّ فَلَيْسَ بَيْنَهُمَا وَلايَةٌ وَ إِذَا قَالَ لَهُ أَنْتَ عَدُوِّي فَقَدْ كَفَّرَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ وَ إِذَا اتَّهَمَهُ انْمَاثَ الإِيمَانُ فِي قَلْبِهِ كَمَا يَنْمَاثُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ إِلَى أَنْ قَالَ وَ إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ الْبَاقِرَ عليه السلام أَقْبَلَ إِلَى الْكَعْبَةِ وَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَرَّمَكِ وَ شَرَّفَكِ وَ عَظَّمَكِ وَ جَعَلَكِ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَ أَمْناً وَ اللهِ لحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعظَمُ حُرْمَةً مِنكِ وَ لَقَدْ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الجَبَلِ فَسَلمَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: عِنْدَ الوَدَاعِ أَوْصِنِي فَقَالَ لَهُ: أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ وَ بِرِّ أَخِيكَ الْمُؤْمِنِ فَأَحْبِبْ لَهُ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَ إِنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ وَ إِنْ كَفَّ عَنكَ فَأَعْرِضْ عَلَيْهِ لا تَمَلهُ فَإِنَّهُ لا يَمَلكَ وَ كُنْ لَهُ عَضُداً فَإِنْ وَجَدَ عَلَيْكَ فَلا تُفَارِقْهُ حَتَّى تَسُلَّ سَخِيمَتَهُ فَإِنْ غَابَ فَاحْفَظْهُ فِي غَيبَتِهِ وَ إِنْ شَهِدَ فَاكْنُفْهُ وَ اعْضُدْهُ وَ زُرْهُ وَ أَكْرِمْهُ وَ الْطُفْ بِهِ فَإِنَّهُ مِنْكَ وَ أَنْتَ مِنْهُ وَ نَظَرُكَ لأَخِيكَ الْمُؤْمِنِ وَ إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَيْهِ أَفْضَلُ مِنَ الصِّيَامِ وَ أَعْظَمُ أَجْراً[5] وحق الامومة ان اصبحتي ام لاطفالي : لان لكلٍ حق من الله تعالى كما جاء في رسالة الحقوق للامام زين العابدين عليه السلام عن الام والزوجة : ِ وَ أَمَّا حَقُّ أُمِّكَ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهَا حَمَلَتْكَ حَيْثُ لَا يَحْتَمِلُ أَحَدٌ أَحَداً وَ أَعْطَتْكَ مِنْ ثَمَرَةِ قَلْبِهَا مَا لَا يُعْطِي أَحَدٌ أَحَداً وَ وَقَتْكَ بِجَمِيعِ جَوَارِحِهَا وَ لَمْ تُبَالِ أَنْ تَجُوعَ وَ تُطْعِمَكَ وَ تَعْطَشَ وَ تَسْقِيَكَ وَ تَعْرَى وَ تَكْسُوَكَ وَ تَضْحَى وَ تُظِلَّكَ وَ تَهْجُرَ النَّوْمَ لِأَجْلِكَ وَ وَقَتْكَ الْحَرَّ وَ الْبَرْدَ لِتَكُونَ لَهَا فَإِنَّكَ لَا تُطِيقُ شُكْرَهَا إِلَّا بِعَوْنِ اللَّهِ وَ تَوْفِيقِهِ وَ أَمَّا حَقُّ أَبِيكَ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ أَصْلُكَ فَإِنَّكَ لَوْلَاهُ لَمْ تَكُنْ فَمَهْمَا رَأَيْتَ مِنْ نَفْسِكَ مَا يُعْجِبُكَ فَاعْلَمْ أَنَّ أَبَاكَ أَصْلُ النِّعْمَةِ عَلَيْكَ فِيهِ فَاحْمَدِ اللَّهَ وَ اشْكُرْهُ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّه[6] وَ أَمَّا حَقُّ الزَّوْجَةِ : فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَهَا لَكَ سَكَناً وَ أُنْساً فَتَعْلَمَ أَنَّ ذَلِكَ نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْكَ فَتُكْرِمَهَا وَ تَرْفُقَ بِهَا وَ إِنْ كَانَ حَقُّكَ عَلَيْهَا أَوْجَبَ فَإِنَّ لَهَا عَلَيْكَ أَنْ تَرْحَمَهَا لِأَنَّهَا أَسِيرُكَ وَ تُطْعِمَهَا وَ تَكْسُوَهَا وَ إِذَا جَهِلَتْ عَفَوْتَ عَنْهَا[7] فاذا كانت الحقوق بيننا تزداد كلما طال الزمن بيننا فلا بد ان تكثر ؛علاقة الحب والحنان بيننا كل يوم؛ وابدا لا ارضى ان نعيش حياة روتينية اشبه بالحياة العسكرية في الثكنات النظامية مجبورين عليها بل نعيش معا بخير وعافية بحول الله وقوته بحدود ما حده الله سبحانه وتعالى وليس هناك سعادة اكثر مما في التمسك بوصية رسول الله صلى الله عليه واله : وسائلالشيعة 27 33 5- باب تحريم الحكم بغير الكتاب ... أَقُولُ وَ قَدْ تَوَاتَرَ بَيْنَ الْعَامَّةِ وَ الْخَاصَّةِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه واله أَنَّهُ قَالَ : إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي وَ إِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ . فهذا ضمان لي ولك ولكل انسان ان تمسك بهما لن يضل واي ضمان افضل وآمن من هذا . [1] تهذيب الأحكام: ج 2 ص 122. [2] الكافي: ج 2ص 339. [3] الكافي: ج 2 ص 340. [4] الكافي: ج 2ص 338. [5] مستدرك الوسائل: ج 9ص 45. [6] من لا يحضره الفقيه: ج 2ص 621. [7] من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 621. الفصل 29 (الكتمان) الشرط الرابع: ان لا تخبري بوضعنا الاقتصادي لاي احد؛ لا لأهلي ولا اهلك . عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الأَحْوَلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ ذاللَّهِ عليه السلام أَيُّ شَيْءٍ مَعَاشُكَ؟ قَالَ قُلتُ غُلامَانِ لِي وَ جَمَلانِ. قَالَ فَقَالَ لِيَ: استتِرْ بِذَلِكَ مِنْ إِخْوَانِكَ فَإِنهُمْ إِنْ لَمْ يَضُرُّوكَ لَمْ يَنْفَعُوكَ[1] . ان اهل البيت عليهم السلام يعطون اتباعهم ومواليهم قواعد اجتماعية هامة تنجيهم من كثير من المدلهمات والفتن وقد لا يدرك الانسان عمق القاعدة الاجتماعية الروائية ولكن باعتبار ان الآمر بالقاعدة هو امام معصوم فعلينا ان نسلم لاوامره تسليما تاما : وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبيناً (36)(الاحزاب) ومنها هذه القاعدة الروائية التي تقول : - (((استتِرْ بِذَلِكَ مِنْ إِخْوَانِكَ فَإِنهُمْ إِنْ لَمْ يَضُرُّوكَ لَمْ يَنْفَعُوكَ))) - واحب اخيرا ان تعرفِي بان هناك سببين لتعممي وهما التخلص من هوى النفس وما عانيت من فتنة نساء آخر الزمان والسبب الآخر هو هذه الاية القرآنية الكريمة : قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعينَ (149)(الانعام) وقد جاء في تفسيرها عن : بحارالأنوار 1 177 باب 1- فرض العلم و وجوب طلبه .... عن المجالس للمفيد : عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ زِيَادٍ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عليه السلام وَ قَدْ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : أَكُنْتَ عَالِماً ؟؟ فَإِنْ قَالَ : نَعَمْ قَالَ لَهُ : أَفَلَا عَمِلْتَ بِمَا عَلِمْتَ وَ إِنْ قَالَ كُنْتُ جَاهِلًا قَالَ لَهُ أَفَلَا تَعَلَّمْتَ حَتَّى تَعْمَلَ فَيَخْصِمُهُ وَ ذَلِكَ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ . فالتجات للحوزة لكي اتعلم ديني ؛ فان تعلمت فساخرج للسوق لاعيش ما يعيشه الناس من صعوبات الحياة وكدرها لكي اهذب نفسي وقد قال امير المؤمنين عليه السلام : وسائلالشيعة 16 150 10- باب وجوب الإتيان بما يأمر به .... مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الرَّضِيُّ فِي نَهْجِ الْبَلَاغَةِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ مَنْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلنَّاسِ إِمَاماً فَعَلَيْهِ أَنْ يَبْدَأَ بِتَعْلِيمِ نَفْسِهِ قَبْلَ تَعْلِيمِ غَيْرِهِ وَ لْيَكُنْ تَأْدِيبُهُ بِسِيرَتِهِ قَبْلَ تَأْدِيبِهِ بِلِسَانِهِ وَ مُعَلِّمُ نَفْسِهِ وَ مُؤَدِّبُهَا أَحَقُّ بِالْإِجْلَالِ مِنْ مُعَلِّمِ النَّاسِ وَ مُؤَدِّبِهِمْ . وان اول ما ابدء به في تهذيب نفسي هو المجاهدة الشديدة لاكون خير الناس لاهلي لان خير الناس من كان لاهله خيرا : وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله :خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِنِسَائِهِ وَ أَنَا خَيْرُكُمْ لِنِسَائِي [2]. وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله: خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَ أَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي. [3] وَ بِالإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : أَقْرَبُكُمْ مِنِّي مَجْلِساً يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحْسَنُكُمْ خُلُقاً وَ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ . [4] فانا اشترط لك على نفسي؛ ان لا اضحك مع اصدقائي ان كنت معبّسا في البيت واحاول ان يكون تصرفي في البيت افضل والين من الخارج وان خالفت فبمقدار مخالفتي اقر على نفسي بالنفاق. وبعد مرحلة التجارة والعيش مع الناس ساعود للحوزة والدرس والتدريس باذن الله تعالى و حينما اكملت الشروط سمعت امها قالت لبنتها بصوت هادئ فيه السكينة والخشوع: بنتي طوبى لكي هذا الزوج فانه يسعدك في الدنيا وآخره ان شاء الله تعالى وبعد ايام جاء اخوها وكان مهندسا في البناء والطرق ومسؤول كبير في الدولة وهو المهندس الشهيد سيد محمد علوي سلطاني وقال: لي تعال معي للغرفة لاسالك مسائل مهمة بالنسبة لي: فذهبت معه ولما استقر بنا المقام في الغرفة قال : اسالك بعض الاسالة الشخصية لانك جئت لخطوبة اختي ! لذلك احب ان اعرف كيف ستعيش معها وما تملك من مال الدنيا ؟؟؟ فاجبته : اني لا املك من الدنيا لا كثير ولا قليل ولا اعلم كيف سيكون` مصيري ؛ ولكن عندي شيئاً واحداَ وهو انسي في كل حياتي والحمد لله رب العلمين !! قال ماهو ؟؟ قلت له: الايمان والثقة بالله سبحانه . قال: نعم ؛ الذي عنده ايمان عنده كل شيئ..... وخرج من الغرفة وتركني =ان هذا المهندس بعد زواجنا ببضعي سنين استشهد وعمره 34 سنة؛ فرحمة الله عليه. [1] تهذيب الأحكام: ج 7 ص 228. [2]منلايحضرهالفقيه : ج 3 ص 443 [3]منلايحضرهالفقيه : ج 3 ص 555 [4]وسائلالشيعة : ج 12 ص 153 |
الفصل 27 (كَفَّارَةُ الطِّيَرَةِ التَّوَكُّلُ) جاء الوالد رحمة الله عليه من ايران فقلت له : يا والدي اشكرك ان خطبت لي ؛ لكنني ما رايتها الا لحظة واحدة وهي معرضة عني !! قال : انا ذو ذوق رائع بهذا الامر وكن واثقا بوالدك . قلت له : وكيف لي بالذهاب الى ايران ؟ قال ان امكن سندعوها الى العراق . قلت له : وان لم نستطع ؟ قال نذهب باي صورة كانت باذن الله تعالى قلت له : وهل بعثتْ لي اي نيشان او ما اتذكرها به ؟ قال انظر ..... حينما نظرت واذا بصورة لبنت في 17 سنة من عمرها : فسالت والدي وهل بعثت لي خاتما كما اعطيتموها الخاتم؟؟ قال نعم ولكنه ضاع مع الاسف !! فكرت هل اتشائم بضياعه ؟؟ ام هل هذه طيرة شر؟؟ سرعان ما استغفرت ربي حيث تذكرت ما قراته من النصائح عن ائمتي عليهم افضل الصلاة والسلام. قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : الطِّيَرَةُ عَلَى مَا تَجْعَلُهَا إِنْ هَوَّنْتَهَا تَهَوَّنَتْ وَ إِنْ شَدَّدْتَهَا تَشَدَّدَتْ وَ إِنْ لَمْ تَجْعَلْهَا شَيْئاً لَمْ تَكُنْ شَيْئاً[1] . وهذا امر خطير للغاية لان الرواية المباركة هذه تبين بان الانسان هو المخير في وضع ما تشاءم منه فان وضعها في موضع سوء اصبحت سوء وان توكل على الله سبحانه ومضى معرضا عما تشاءم منه ذهبت الطيرة ولم تصبه بشئ . الكافي 8 198 حديث قوم صالح .... عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : كَفَّارَةُ الطِّيَرَةِ التَّوَكُّلُ فتوكلت على الله سبحانه وفرحت ولكن فرحا مشوبا بخوف و امل؛ كان املي ان تكون الخطيبة هي استجابة الدعاء للرسالة التي القيتها في ضريح امير المؤمنين عليه السلام ؛ وخوف ان لا اصل الى غاية امنيتي . وكلما حاولنا ان نعمل الممهدات القانونية لمجيئهم الى العراق فلم نفلح. واردت ان أخرج الجواز لنفسي كيف ؟ وقد حكم الامن العراقي بالقاء القبض عليّ لنشاطي الديني الكبير في الكلية و بعد ان عرفوا بانني ذهبت من الكلية الى الحوزة اشتد طلبهم لي . كان لوالدي صديق في الجهاز الامني للنجف الاشرف ولكنه كان يرتدي العمامة ؛ لكي يتجسس على العلماء . وصادقه والدي لكي يستطيع عن طريقه قضاء حوائج المؤمنين . فقال له: اعطيك ما احببت من المال على ان تخرج لنا جوازنستطيع به تهريب ولدي من العراق الى ايران ؛لانه يريد ان يتزوج. فرضي الرجل هذا وبدءنا بختمة مجربة في لعن اعداء الاسلام وكل مرة نختمها 14000مرة فجاء يوما الى والدي وقال ما يفعل اولادك؟؟ قال والدي : لماذا هذا السؤال ؟؟ قال : والله كلما انام ارى ابا الفضل العباس عليه السلام وهو راكبا فرسه يهددني قائلا اسرع بانجاز ما يريدوه منك !! فقال الرجل لوالدي : قل لهم يكفوا والله قسما ساتم الامر. فجاء يوما وبيده الجواز وكل المستندات والوثائق ؛ وقال اذهبوا هذا الملف وما عليكم اي خطر!! وحلّقت الطائرة من مطار بغداد الى مطار طهران وهي اواخر الطائرات التي كانت بين الجمهورية الاسلامية والعراق ؛ وبعد سنة كاملة قضيتها بالوان الامواج من الياس والانتظار والخوف والرجاء واخيرا وصلنا ايران الحبيبة واتصلنا بعائلة الخطيبة في جنوب ايران . فلما كلمت امها وما كنت احسن اللغة الفارسية احسست كانها اغمي عليها من الفرح لانهم صبروا سنة كاملة منتظرين ؛ واختها التي هي اصغر منها كان خطيبها مستعجلا لزواجه و كنت انا سبب تاخرهم. على اي حال نزلنا في بيتهم وكانوا متهيئين لاستقبالنا؛ وبعد ان استرحنا اعدوا لنا مراسم الجلوس مع الخطيبة فدخلت انا ووالدي وهي وامها وكان والدي يترجم لي فقلت لها اني سمعت انكِ تصلين صلاة الليل فرحت بذلك ؛ ولكن اعلمي ان هذا مستحب مؤكد ولكن الذي يفرحني حقا منك ان رضيت شروط زواجي : [1]الكافي: ج 8 ص 197. الفصل 28 (شروطي للزواج ) قلت لها : ان لي شروط ساعرضها عليك وستسمعيها وانت حرة يمكنك الرفض او القبول قبل ان يكون زواجنا ابتلاء لكلينا . قالت: تفضل هات شروطك قلت لها الشرط الاول : ان يكون القدوة لي في حياتي هو امير المؤمنين عليه السلام ويكون القدوة لك السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ؛ فاي اختلاف حدث بيننا نتحاكم فيه الى حياتهما سلام الله عليهما . الشرط الثاني : ان لا اكذب عليكِ ابدا؛ لا في جد ولا في هزل ؛ واشترط عليك ان لا تكذبِ في حياتك معي ابدا ؛ لان اهل البيت عليهم السلام قد ذموا الكذب جده وهزله كما في هذه الروايات المباركة : عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : قَالَ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ الْكَذِبَةَ فَيُحْرَمُ بِهَا صَلَاةَ اللَّيْلِ فَإِذَا حُرِمَ صَلَاةَ اللَّيْلِ حُرِمَ بِهَا الرِّزْقَ[1] وعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام : قَالَ إِنَّ الْكَذِبَ هُوَ خَرَابُ الْإِيمَانِ[2] وعَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : لَا يَجِدُ عَبْدٌ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتَّى يَتْرُكَ الْكَذِبَ هَزْلَهُ وَ جِدَّهُ[3] وعَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ لِلشَّرِّ أَقْفَالًا وَ جَعَلَ مَفَاتِيحَ تِلْكَ الْأَقْفَالِ الشَّرَابَ وَ الْكَذِبُ شَرٌّ مِنَ الشَّرَابِ[4] واما الشرط الثالث : ان لا تختلف حياتنا في ايام الخطوبة والعقد؛ عن ايام الزواج بل مهما امكن ان نعيش حالة واحدة؛ بل ونزداد تفاهما ان شاء الله تعالى لانه سيترتب على علاقتنا الزوجية ؛ علاقات اخرى منها: حق الصحبة: الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام فَقَالَ لِي مَنْ صَحِبَكَ؟؟ فَقُلْتُ لَهُ رَجُلٌ مِنْ إِخْوَانِي قَالَ: فَمَا فَعَلَ؟؟ قُلْتُ : مُنْذُ دَخَلتُ لَمْ أَعْرِفْ مَكَانَهُ فَقَالَ لِي : أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ مَنْ صَحِبَ مُؤْمِناً أَرْبَعِينَ خُطوَةً سَأَلَهُ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . هذه لمن مشى مع صاحبه اربعين خطوة فكيف بمن سار مع زوجته كل خطوات حياته من حين زواجها . وحق الاعتقاد: ان اصبح اعتقادنا واحدا في كل المجالات فيكون كل منا له حق الايمان في ذمة الاخر: وسُئِلَ الرِّضَا عليه السلام مَا حَقُّ الْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ؟؟ فَقَالَ: إِنَّ مِنْ حَقِّ الْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ الْمَوَدَّةَ لَهُ فِي صَدْرِهِ وَ الْمُوَاسَاةَ لَهُ فِي مَالِهِ وَ النصْرَةَ لَهُ عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ وَ إِنْ كَانَ فَيْءٌ لِلْمُسْلِمِينَ وَ كَانَ غَائِباً أَخَذَ لَهُ بِنَصِيبِهِ وَ إِذَا مَاتَ فَالزِّيَارَةُ إِلَى قَبْرِهِ وَ لا يَظْلِمُهُ وَ لا يَغُشُّهُ وَ لا يَخُونُهُ وَ لا يَخْذُلُهُ وَ لا يَغْتَابُهُ وَ لا يَكْذِبُهُ وَ لا يَقُولُ لَهُ أُفٍّ فَإِذَا قَالَ لَهُ أُفٍّ فَلَيْسَ بَيْنَهُمَا وَلايَةٌ وَ إِذَا قَالَ لَهُ أَنْتَ عَدُوِّي فَقَدْ كَفَّرَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ وَ إِذَا اتَّهَمَهُ انْمَاثَ الإِيمَانُ فِي قَلْبِهِ كَمَا يَنْمَاثُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ إِلَى أَنْ قَالَ وَ إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ الْبَاقِرَ عليه السلام أَقْبَلَ إِلَى الْكَعْبَةِ وَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَرَّمَكِ وَ شَرَّفَكِ وَ عَظَّمَكِ وَ جَعَلَكِ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَ أَمْناً وَ اللهِ لحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعظَمُ حُرْمَةً مِنكِ وَ لَقَدْ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الجَبَلِ فَسَلمَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ: عِنْدَ الوَدَاعِ أَوْصِنِي فَقَالَ لَهُ: أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللهِ وَ بِرِّ أَخِيكَ الْمُؤْمِنِ فَأَحْبِبْ لَهُ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَ إِنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ وَ إِنْ كَفَّ عَنكَ فَأَعْرِضْ عَلَيْهِ لا تَمَلهُ فَإِنَّهُ لا يَمَلكَ وَ كُنْ لَهُ عَضُداً فَإِنْ وَجَدَ عَلَيْكَ فَلا تُفَارِقْهُ حَتَّى تَسُلَّ سَخِيمَتَهُ فَإِنْ غَابَ فَاحْفَظْهُ فِي غَيبَتِهِ وَ إِنْ شَهِدَ فَاكْنُفْهُ وَ اعْضُدْهُ وَ زُرْهُ وَ أَكْرِمْهُ وَ الْطُفْ بِهِ فَإِنَّهُ مِنْكَ وَ أَنْتَ مِنْهُ وَ نَظَرُكَ لأَخِيكَ الْمُؤْمِنِ وَ إِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَيْهِ أَفْضَلُ مِنَ الصِّيَامِ وَ أَعْظَمُ أَجْراً[5] وحق الامومة ان اصبحتي ام لاطفالي : لان لكلٍ حق من الله تعالى كما جاء في رسالة الحقوق للامام زين العابدين عليه السلام عن الام والزوجة : ِ وَ أَمَّا حَقُّ أُمِّكَ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهَا حَمَلَتْكَ حَيْثُ لَا يَحْتَمِلُ أَحَدٌ أَحَداً وَ أَعْطَتْكَ مِنْ ثَمَرَةِ قَلْبِهَا مَا لَا يُعْطِي أَحَدٌ أَحَداً وَ وَقَتْكَ بِجَمِيعِ جَوَارِحِهَا وَ لَمْ تُبَالِ أَنْ تَجُوعَ وَ تُطْعِمَكَ وَ تَعْطَشَ وَ تَسْقِيَكَ وَ تَعْرَى وَ تَكْسُوَكَ وَ تَضْحَى وَ تُظِلَّكَ وَ تَهْجُرَ النَّوْمَ لِأَجْلِكَ وَ وَقَتْكَ الْحَرَّ وَ الْبَرْدَ لِتَكُونَ لَهَا فَإِنَّكَ لَا تُطِيقُ شُكْرَهَا إِلَّا بِعَوْنِ اللَّهِ وَ تَوْفِيقِهِ وَ أَمَّا حَقُّ أَبِيكَ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ أَصْلُكَ فَإِنَّكَ لَوْلَاهُ لَمْ تَكُنْ فَمَهْمَا رَأَيْتَ مِنْ نَفْسِكَ مَا يُعْجِبُكَ فَاعْلَمْ أَنَّ أَبَاكَ أَصْلُ النِّعْمَةِ عَلَيْكَ فِيهِ فَاحْمَدِ اللَّهَ وَ اشْكُرْهُ عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّه[6] وَ أَمَّا حَقُّ الزَّوْجَةِ : فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَهَا لَكَ سَكَناً وَ أُنْساً فَتَعْلَمَ أَنَّ ذَلِكَ نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْكَ فَتُكْرِمَهَا وَ تَرْفُقَ بِهَا وَ إِنْ كَانَ حَقُّكَ عَلَيْهَا أَوْجَبَ فَإِنَّ لَهَا عَلَيْكَ أَنْ تَرْحَمَهَا لِأَنَّهَا أَسِيرُكَ وَ تُطْعِمَهَا وَ تَكْسُوَهَا وَ إِذَا جَهِلَتْ عَفَوْتَ عَنْهَا[7] فاذا كانت الحقوق بيننا تزداد كلما طال الزمن بيننا فلا بد ان تكثر ؛علاقة الحب والحنان بيننا كل يوم؛ وابدا لا ارضى ان نعيش حياة روتينية اشبه بالحياة العسكرية في الثكنات النظامية مجبورين عليها بل نعيش معا بخير وعافية بحول الله وقوته بحدود ما حده الله سبحانه وتعالى وليس هناك سعادة اكثر مما في التمسك بوصية رسول الله صلى الله عليه واله : وسائلالشيعة 27 33 5- باب تحريم الحكم بغير الكتاب ... أَقُولُ وَ قَدْ تَوَاتَرَ بَيْنَ الْعَامَّةِ وَ الْخَاصَّةِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه واله أَنَّهُ قَالَ : إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي وَ إِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ . فهذا ضمان لي ولك ولكل انسان ان تمسك بهما لن يضل واي ضمان افضل وآمن من هذا . [1] تهذيب الأحكام: ج 2 ص 122. [2] الكافي: ج 2ص 339. [3] الكافي: ج 2 ص 340. [4] الكافي: ج 2ص 338. [5] مستدرك الوسائل: ج 9ص 45. [6] من لا يحضره الفقيه: ج 2ص 621. [7] من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 621. الفصل 29 (الكتمان) الشرط الرابع: ان لا تخبري بوضعنا الاقتصادي لاي احد؛ لا لأهلي ولا اهلك . عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الأَحْوَلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ ذاللَّهِ عليه السلام أَيُّ شَيْءٍ مَعَاشُكَ؟ قَالَ قُلتُ غُلامَانِ لِي وَ جَمَلانِ. قَالَ فَقَالَ لِيَ: استتِرْ بِذَلِكَ مِنْ إِخْوَانِكَ فَإِنهُمْ إِنْ لَمْ يَضُرُّوكَ لَمْ يَنْفَعُوكَ[1] . ان اهل البيت عليهم السلام يعطون اتباعهم ومواليهم قواعد اجتماعية هامة تنجيهم من كثير من المدلهمات والفتن وقد لا يدرك الانسان عمق القاعدة الاجتماعية الروائية ولكن باعتبار ان الآمر بالقاعدة هو امام معصوم فعلينا ان نسلم لاوامره تسليما تاما : وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبيناً (36)(الاحزاب) ومنها هذه القاعدة الروائية التي تقول : - (((استتِرْ بِذَلِكَ مِنْ إِخْوَانِكَ فَإِنهُمْ إِنْ لَمْ يَضُرُّوكَ لَمْ يَنْفَعُوكَ))) - واحب اخيرا ان تعرفِي بان هناك سببين لتعممي وهما التخلص من هوى النفس وما عانيت من فتنة نساء آخر الزمان والسبب الآخر هو هذه الاية القرآنية الكريمة : قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعينَ (149)(الانعام) وقد جاء في تفسيرها عن : بحارالأنوار 1 177 باب 1- فرض العلم و وجوب طلبه .... عن المجالس للمفيد : عَنْ هَارُونَ عَنِ ابْنِ زِيَادٍ قَالَ سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عليه السلام وَ قَدْ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : أَكُنْتَ عَالِماً ؟؟ فَإِنْ قَالَ : نَعَمْ قَالَ لَهُ : أَفَلَا عَمِلْتَ بِمَا عَلِمْتَ وَ إِنْ قَالَ كُنْتُ جَاهِلًا قَالَ لَهُ أَفَلَا تَعَلَّمْتَ حَتَّى تَعْمَلَ فَيَخْصِمُهُ وَ ذَلِكَ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ . فالتجات للحوزة لكي اتعلم ديني ؛ فان تعلمت فساخرج للسوق لاعيش ما يعيشه الناس من صعوبات الحياة وكدرها لكي اهذب نفسي وقد قال امير المؤمنين عليه السلام : وسائلالشيعة 16 150 10- باب وجوب الإتيان بما يأمر به .... مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الرَّضِيُّ فِي نَهْجِ الْبَلَاغَةِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ مَنْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلنَّاسِ إِمَاماً فَعَلَيْهِ أَنْ يَبْدَأَ بِتَعْلِيمِ نَفْسِهِ قَبْلَ تَعْلِيمِ غَيْرِهِ وَ لْيَكُنْ تَأْدِيبُهُ بِسِيرَتِهِ قَبْلَ تَأْدِيبِهِ بِلِسَانِهِ وَ مُعَلِّمُ نَفْسِهِ وَ مُؤَدِّبُهَا أَحَقُّ بِالْإِجْلَالِ مِنْ مُعَلِّمِ النَّاسِ وَ مُؤَدِّبِهِمْ . وان اول ما ابدء به في تهذيب نفسي هو المجاهدة الشديدة لاكون خير الناس لاهلي لان خير الناس من كان لاهله خيرا : وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله :خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِنِسَائِهِ وَ أَنَا خَيْرُكُمْ لِنِسَائِي [2]. وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله: خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَ أَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي. [3] وَ بِالإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : أَقْرَبُكُمْ مِنِّي مَجْلِساً يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحْسَنُكُمْ خُلُقاً وَ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ . [4] فانا اشترط لك على نفسي؛ ان لا اضحك مع اصدقائي ان كنت معبّسا في البيت واحاول ان يكون تصرفي في البيت افضل والين من الخارج وان خالفت فبمقدار مخالفتي اقر على نفسي بالنفاق. وبعد مرحلة التجارة والعيش مع الناس ساعود للحوزة والدرس والتدريس باذن الله تعالى و حينما اكملت الشروط سمعت امها قالت لبنتها بصوت هادئ فيه السكينة والخشوع: بنتي طوبى لكي هذا الزوج فانه يسعدك في الدنيا وآخره ان شاء الله تعالى وبعد ايام جاء اخوها وكان مهندسا في البناء والطرق ومسؤول كبير في الدولة وهو المهندس الشهيد سيد محمد علوي سلطاني وقال: لي تعال معي للغرفة لاسالك مسائل مهمة بالنسبة لي: فذهبت معه ولما استقر بنا المقام في الغرفة قال : اسالك بعض الاسالة الشخصية لانك جئت لخطوبة اختي ! لذلك احب ان اعرف كيف ستعيش معها وما تملك من مال الدنيا ؟؟؟ فاجبته : اني لا املك من الدنيا لا كثير ولا قليل ولا اعلم كيف سيكون` مصيري ؛ ولكن عندي شيئاً واحداَ وهو انسي في كل حياتي والحمد لله رب العلمين !! قال ماهو ؟؟ قلت له: الايمان والثقة بالله سبحانه . قال: نعم ؛ الذي عنده ايمان عنده كل شيئ..... وخرج من الغرفة وتركني =ان هذا المهندس بعد زواجنا ببضعي سنين استشهد وعمره 34 سنة؛ فرحمة الله عليه. [1] تهذيب الأحكام: ج 7 ص 228. [2]منلايحضرهالفقيه : ج 3 ص 443 [3]منلايحضرهالفقيه : ج 3 ص 555 [4]وسائلالشيعة : ج 12 ص 153 |
((ايام الخطوبة )) ان الاسلام الكامل ؛ والدين التام ؛ الذي لم يدع اي حاجة للبشرية الا وقد جعل لها الحلول التي تناسب الفطرة الانسانية في كل مكان وزمان ؛ قد جعل لايام الخطوبة حلا جميلا ؛ ولكن ماذا نفعل مع الاعراف الخاوية التي تقف سداً امام احكام الفطرة وماذا نقول مع تقاليد الآباء والاقتداء بهم والذي يقف بصرامة امام اوامر اهل البيت عليهم السلام واضعا يد العنف على افواههم سلام الله عليهم . تجد الكثير يتلذذ بايام الخطوبة مع خطيبته بالكلام والمزاح والخروج الى الاسواق والى المنتزهات ووو ......بدون ان يكون بينهما عقد محلل يسمح لهما بذلك وكل فعالهم الخارج من حدود الشرع غير جائز ؛ وكم من هذه الحالات انتهت الى الانفصال والى العداوات لان مبناها وتاسيسها كان على سخط الله تعالى ؛ بينما الاسلام قد جعل الحل الشافي والفرج الكافي في مثل هذه الحالة وهو التمتع بعقد منقطع فيعقدان بالعقد المنقطع مشروط بشروط ؛ وعلى هذا العقد يكون كلامهم في غير ما حرم الله متعة في رضا لله وامام العصر عجل الله تعالى فرجه بل انه مستحب ؛ يتكلمان والملائكة تحف بهم ويد الله على رؤوسهم تحفظهم من الوسواس الخناس من الجنة والناس ثم في يوم العقد الموعود ان كان بقي من الوقت شيئ فيهبها الزوج ثم يعقدان وهما لم يعصيا رب العالمين والحمد لله الذي رزقنا الاسلام ونستغفره لاعراضنا عنه في كثير من الاوان . ولذلك اقترحت على زوجتي قائلا لها: ان امكن ان تستاذني من والديك لكي اتمتع بك بالعقد المنقطع ولاسباب اولا: احب ان اعمل هذه السنة الحسنة واحييها مع من اريد ان اتزوجها لكي اكون قد عملت معها الحسنيين و اكون مرتاح في تصرفي معك وهي اللذة التي ترضي الله ورسوله واله صلى الله عليهم اجمعين وترضينا في فترة ما بين عقدنا وزواجنا ولا اعلم سبب اعراض المؤمنين عن هذه النعمة لانها فرصة ذهبية لهم في الفترة التي هي قبل ليلة الزفاف لانها تسمح لهم ان يتعرفا على بعضهم وبلذة محللة وبرضا الله تعالى 0 وبعد ان استاذنت والديها عقدت عليها بنفسي بالعقد المنقطع في الثالث من شعبان المبارك ببركة ميلاد الامام الحبيب ابا عبد الله الحسين عليه السلام وحيث ان ديننا كامل وتام كما قال الله سبحانه : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتي وَ رَضيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دينا[1] وقال الامام الرضا عليه السلام في كتاب: عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ كُنَّا مَعَ الرِّضَا عليه السلام بِمَرْوَ فَاجْتَمَعْنَا فِي الْجَامِعِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي بَدْءِ مَقْدَمِنَا فَأَدَارُوا أَمْرَ الْإِمَامَةِ وَ ذَكَرُوا كَثْرَةَ اخْتِلَافِ النَّاسِ فِيهَا فَدَخَلْتُ عَلَى سَيِّدِي عليه السلام فَأَعْلَمْتُهُ خَوْضَ النَّاسِ فِيهِ فَتَبَسَّمَ عليه السلام ثُمَّ قَالَ: يَا عَبْدَ الْعَزِيزِ جَهِلَ الْقَوْمُ وَ خُدِعُوا عَنْ آرَائِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ يَقْبِضْ نَبِيَّهُ صلى الله عليه واله حَتَّى أَكْمَلَ لَهُ الدِّينَ وَ أَنْزَلَ عَلَيْهِ القرآن فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ بَيَّنَ فِيهِ الْحَلَالَ وَ الْحَرَامَ وَ الْحُدُودَ وَ الْأَحْكَامَ وَ جَمِيعَ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ النَّاسُ كَمَلًا فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ وَ أَنْزَلَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَ هِيَ آخِرُ عُمُرِهِ صله الله عليه واله : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً وَ أَمْرُ الْإِمَامَةِ مِنْ تَمَامِ الدِّينِ وَ لَمْ يَمْضِ صلى الله عليه واله حَتَّى بَيَّنَ لِأُمَّتِهِ مَعَالِمَ دِينِهِمْ وَ أَوْضَحَ لَهُمْ سَبِيلَهُمْ وَ تَرَكَهُمْ عَلَى قَصْدِ سَبِيلِ الْحَقِّ وَ أَقَامَ لَهُمْ عَلِيّاً عليه السلام عَلَماً وَ إِمَاماً وَ مَا تَرَكَ لَهُمْ شَيْئاً يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الْأُمَّةُ إِلَّا بَيَّنَهُ فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ يُكْمِلْ دِينَهُ فَقَدْ رَدَّ كِتَابَ اللَّهِ وَ مَنْ رَدَّ كِتَابَ اللَّهِ فَهُوَ كَافِرٌ بِه..........(الى اخر الرواية[2]) وعلى هذا فلا بد ان يكون في ديننا اسلوبا سلوكيا واضحا لمعاشرة النساء من كل جوانبها وان هناك روايات كثيرةجدا تبين طريقة المعاشرة مع الزوجة والكلمات التي ينبغي ان تقال لها لتزرع الحب في قلبها وكل ما يتعلق بالحياة الزوجية في كل جوانبها . فشكرت الله سبحانه على نعمة الولاية لآل محمد عليهم السلام حيث تركوا لنا انوارا بها ينقشع كل ظلمة ولكن لمن كان له قلب او القى السمع [1] المائدة: 7. [2] الكافي: ج 1ص 198. الفصل 31 (نصيحة خادع) وكانت احدى الارحام قد حضرت لتشترك في احتفال الزواج ؛ وبتاثير بعض الاقارب طلبت مني ان ارفض الزواج لكي أتزوج من احدى الاقرباء سواها!! فقالت : لا تستعجل بالزواج من هذه الفتاة! قلت لها ولماذا ؟؟ قالت : هناك فتيات في الاقرباء ومن عوائل ثرية يريحوك من همّ الدنيا باموالهم ؛ خير لك من ان تتزوج هذه. قلت لها: وهل اتركها فقط لاجل مال الدنيابعد ان انتظرتني سنة كاملة ؟؟ والمال رزق مقدّر كما قال امير المؤمنين عليه السلام: الأجل محتوم و الرزق مقسوم فلا يغمن أحدكم إبطاؤه فإن الحرص لا يقدمه و العفاف لا يؤخره و المؤمن بالتحمل خليق[1] إنك مدرك قسمك و مضمون رزقك مستوف ما كتب لك فأرح نفسك من شقاء الحرص و مذلة الطلب و ثق بالله و حفص في المكتسب[2] قالت الناصحة : دع عنك هذا الكلام ؛ انصحك ان تتركها ان هذا الامر طبيعي جدا هنا !! قلت لها:وهل لديك كلام آخر تنصحيني به ؟ قالت: نعم ان انت اصررت بالزواج منها فلا تغفل ان تاخذ منهم اثاث البيت كاملة لان هذا من الاعراف المهمةه هنا !! وان انت لم تاخذ منهم الاثاث كاملة هذا يعني انك مغبون. حينما كلمتني بهذه الكلمات عرفت انها لم تطلع على شخصيتي وافكاري ولم تعلم انني اجاهد في كل حركة وسكنة في حياتي لكي تكون في اطار التمسك بالقرآن الكريم والعترة الطاهرة سلام الله عليهم ؛ فرحمتها كثيرا. وقلت لها: وهل هناك شيئ آخر تحبين ان تنبهيني به لكي لا اُغبن ؟؟ قالت : لا . قلت لها: هاك اسمعي جوابي : اما ان اتركها فمعاذ الله ان اجعل من عواطف شابة العوبة لوساوسك واطلب الاقالة من غير سبب ؟ الا تخافين من الله سبحانه؟! وهل يجوز اخلاف الوعد؟ وماذا اعمل بالنهي الوارد عن خلف الوعد ؟ كما ورد [3]عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه السلام يَقُولُ :عِدَةُ الْمُؤْمِنِ أَخَاهُ نَذْرٌ لا كَفَّارَةَ لَهُ فَمَنْ أَخلَفَ فَبِخُلْفِ اللهِ بَدَأَ وَ لِمَقتِهِ تَعَرَّضَ وَ ذَلِكَ قَوْلهُ : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَ إِسْمَاعِيلُ صَادِقَ الْوَعْدِ لِأَنَّهُ وَعَدَ رَجُلًا فِي مَكَانٍ فَانْتَظَرَهُ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ سَنَةً فَسَمَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ صَادِقَ الْوَعْدِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ الرَّجُلَ أَتَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ إِسْمَاعِيلُ مَا زِلْتُ مُنْتَظِراً لَكَ[4] كما قال امير المؤمنين عليه السلام : اجعل نفسك ميزانا بينك و بين غيرك و أحب له ما تحب لنفسك و أكره له ما تكره لها و أحسن كما تحب أن يحسن إليك و لا تظلم كما تحب أن لا تظلم[5] . واما ان اطالبهم بالاثاث!! فايتها الحنونة هل تعلمين اني لو اردت ان افعل افعال بعض ابناء الدنيا ؛ ما كنت اتحمل كل هذا العناء في حياتي؟ وما كنت اتحمل الفقر وانا اعرف طريق الثراء وما منعني عنه الا خوف الله تعالى وانت تريدين ان اخون الفتاة بتركها من دون سبب الا لطمع الدنيا وقال جدي امير المؤمنين عليه السلام : أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الْوَفَاءَ تَوْأَمُ الصِّدْقِ وَ لَا أَعْلَمُ جُنَّةً أَوْقَى مِنْهُ وَ مَا يَغْدِرُ مَنْ عَلِمَ كَيْفَ الْمَرْجِعُ وَ لَقَدْ أَصْبَحْنَا فِي زَمَانٍ قَدِ اتَّخَذَ أَكْثَرُ أَهْلِهِ الْغَدْرَ كَيْساً وَ نَسَبَهُمْ أَهْلُ الْجَهْلِ فِيهِ إِلَى حُسْنِ الْحِيلَةِ مَا لَهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ قَدْ يَرَى الْحُوَّلُ الْقُلَّبُ وَجْهَ الْحِيلَةِ وَ دُونَهَا مَانِعٌ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ وَ نَهْيِهِ فَيَدَعُهَا رَأْيَ عَيْنٍ بَعْدَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهَا وَ يَنْتَهِزُ فُرْصَتَهَا مَنْ لَا حَرِيجَةَ لَهُ فِي الدِّينِ[6] [1] غررالحكم: 161. [2] غررالحكم: 295. [3] الكافي: ج 2 ص 364. [4] الكافي: ج 2ص 105. [5] غرر الحكم: 479. [6] نهج البلاغة: 83. |
الفصل 32 (امير المؤمنين عليه السلام قدوتنا) قلت للناصحة بخداع : واما ما تفضلت به من اخذ الجهاز منهم فانه خلاف السنة النبوية في زواج سيدة نساء العالمين الصديقة الشهيدة سلام الله عليها ؛ فان رسول الله صلى الله عليه واله عندما اراد ان يزوج سيدة نساء العالمين من امير المؤمنين عليهما السلام طلب من امير المؤمنين ان يدفع المهر ونحن نستن بسنة المعصومين عليهم السلام لا السنن الخدّاعة ؛ التي من ورائها ايادى اليهود التي تُصعّب الزواج وتجعل من البنت بعبعا رهيبا لوالديها خوفا مما سيقعان فيه من قروض وديون لإعداد الجهاز لها كما هو العرف هنا فان السنة هكذا وردت : عن أم سلمة و سلمان الفارسي و علي بن أبي طالب عليه السلام و كل قالوا إنه لما أدركت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله مدرك النساء خطبها أكابر قريش من أهل الفضل و السابقة في الإسلام و الشرف و المال و كان كلما ذكرها رجل من قريش لرسول الله صلى الله عليه واله أعرض عنه رسول الله صلى الله عليه واله بوجهه حتى كان الرجل منهم....... الى ان قال : يا أبا الحسن: فهل معك شيء أزوجك به؟؟ فقال له علي: فداك أبي و أمي و الله ما يخفى عليك من أمري شيء؛ أملك سيفي؛ و درعي؛ و ناضحي ؛ و ما أملك شيئا غير هذا فقال له رسول الله صلى الله عليه واله : يا علي أما سيفك فلا غنى بك عنه تجاهد به في سبيل الله و تقاتل به أعداء الله و ناضحك تنضح به على نخلك و أهلك و تحمل عليه رحلك في سفرك و لكني قد زوجتك بالدرع و رضيت بها منك[1] ((سياتيكم جميع مراسم الخطوبة والعقد واحتفال الزواج للنورين عليهما سلام النور)) والقرآن الكريم يقول: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا. فهل تريدين ان اترك هذه السنة الحسنة والتجئ لسنن لا يعلم اصلها ولا غايتها. ثم اعلمي انهم ربوا ابنتهم هذا العمر المديد ودفعوها لي جاهزة بدون ايعناء مني لتغذيتها وتربيتها والسهر على آلامها وامراضها وفرحها وحزنها ؛ والآن تريدن مني ان آخذ منهم اجور على ان منحوها لي وجعلوا خيارها بيدي واسكنوها منزلي سبحان الله؟!! والله لواشكرهم طول عمري لما وفيت بحقهم. وارجوك ان لا تتدخلي في اي امر يخصني لانك تقيسين الامور بالاعراف والضوابط الواهية وانا اريد ان اطبق وصية رسول الله صلى الله عليه واله على كل جزء من حياتي لكي يرى اطفالي وذريتي في المستقبل جمال الدين وزهرة الاسلام العطرة . وللاسف احسّت خطيبتي باقوال هذه الناصحة وجائتني وهي كئيبة بعد ان سمعت منها تلك النصائح للعمل بالاعراف الجاهلية فرايتها منكدرة البال خاسفة اللون ترمقني باستفهامات ليس لها حد ؛ منتظرة بلهفة لترى كيف سيكون ردود فعلي ان كنتُ متاثرا باقوال الناصحة وهل له اثر على تصرفاتي حيث ان خطيبتي لا تعرف عني شيئا !!! فناديتها واخذتها الى غرفة منعزلا بها ؛ حيث كنا في العقد المنقطع قلت لها ايتها العلوية : قال امامنا موسى بن جعفر عليه السلام يَا هِشَامُ لَوْ كَانَ فِي يَدِكَ جَوْزَةٌ وَ قَالَ النَّاسُ لُؤْلُؤَةٌ مَا كَانَ يَنْفَعُكَ وَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهَا جَوْزَةٌ وَ لَوْ كَانَ فِي يَدِكَ لُؤْلُؤَةٌ وَ قَالَ النَّاسُ إِنَّهَا جَوْزَةٌ مَا ضَرَّكَ وَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهَا لُؤْلُؤَةٌ[2] حقا كانت هذه الرواية مبراس حياتي ونور للظلمات في دربي ؛ لاني كنت ارى الحقائق بنفسي واتحقق منها فان حصل لي اليقين ؛ ما كان يهمني المخالف مهما كانت سمته وشخصيته ؛ مادام اني لمست الحق بنفسي . مثلا لما اقرء حرمة الخمر بنفسي ؛ فلينقلب العالم كله على انه حلال فلا يضرني كلامهم ولا يزعزعني رأيهم كما ورد عن : العالم عليه السلام : " من دخل في الإيمان بعلم ثبت فيه ، ونفعه إيمانه ، ومن دخل فيه بغير علم خرج منه كما دخل فيه " ، وقال عليه السلام : " من أخذ دينه من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله عليه وآله زالت الجبال قبل أن يزول ومن أخذ دينه من أفواه الرجال ردته الرجال " [3]، فقلت لها: المهم هو ما نجده حقا انا وانت لا ما يصوّره لنا المجتمع ؟؟ ولا يهمنا اعتقادات الناس. واعلمي : اني فكرت عندما كنت في جامعة بغداد في قضية مهمة ؛ ونتيجتها هي التي جعلتني اقاوم كل هذه المقاومة ؛ قالت خطيبتي وما هي ؟؟ قلت لها : كنت افكر وبجدية كاملة ما هي الموانع التي تحرف الانسان من حقيقة يراها ماثلة امامه ؟؟ مثلا اصدقائي في الجامعة كانوا يقرّون بانهم يعصون في اجواء مشحونة في الشهوات ولكن هيبة المجتمع ؛ وخوف الفقر ؛ يمنعان من الاقدام بشجاعة ؛ باتخاذ المواقف الحدية من دون مداهنة . فتعالي يا علوية نتعاهد ان نعمل مجتمعا صغيرا وكأننا في جزيرة بعيدة عن الناس ولا نرى في هذه الجزيرة سوى القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام نعم الناس نيام عن السعادة الحقيقية الكامنة في القرآن والعترة عليهم السلام وهم يبحثون عنها في الرماد والماء الصديد ويركضون ليل نهار وراء الامل الغارق في السراب ؛ ؛ ربنا لك وللقرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم صلواتك يارب الشكر الخالد بخلودك يارب العالمين . ليس الفقر شقاء ؛ وانما الجهل بلاء ؛ والسير على درب الضلال ضياع . قلت لها: الان نحن في خطوبة؛ والانسان احلى لحظات عمره يقضيها في مثلهذه الايام ولكنه يعيشها سكران باللذه غافلا عن مستقبله . فتعالي يا سكني نبني مستقبلنا في ايام الخطوبة لان قبول اعتقادات بعضنا من بعض في هذه الايام اللذيذة سهل وحلو واعدك ان نعيش بعد زواجنا حياةالخطوبة حينما نصل الى بعضنا ان شاء الله تعالى وتشبعين من انواع ما يحلم بهالمخطوبات0 ولو قبلتي ان نعيش بمجتمعنا الذي يحكمه القرآن والعترة عليهم السلام فلا تهتمي بماتقوله قريبتي ولا غيرها ؛ فانا ساكون لكِ رغم الداء والاعداء كالنسر فوق القمةالشماء . [1] كشف الغمة: ج 1ص 355. [2] بحار الأنوار: ج 1ص 136. [3] الكافي: الشيخ الكليني ج 1 ص 7 الفصل 33 (جمال الجميل بطاعته لا بظاهره) قالت : متى سيكون عقدنا ؟ قلت لها : افضل وقت للعقد هو النصف من شعبان المبارك عيد ميلادالحجة بن الحسن عليه السلام وعجل الله تعالى فرجه؛ وبعد ان اتفقنا على زمن العقد واعددنا العدة لذلك اليوم ودعوت الكثير من الاقرباء؛واشتريت على ما انا فيه من الضيق وجدب العيش ما تيسّر من الفواكه والحلويات ؛ وانتظرت ذلك اليوم الموعود وشبح الماضي المرعب امامي حيث كنت خائفا من عدم الوصول للغاية التي سهرت طول شبابي للوصول اليها ولاني وجدتها مؤمنة مسالمة لكل شرط وقيد طلبته منها وليس الحب وتأصله لجمال المرأة ومنظرها بل لحسن ادبها وطاعتها لزوجها ؛ ان الجمال الظاهري الذي يجذبهما لبعض يكون اثره فقط لاول لحظة المواجهة بينهما حيث لا يعلمان عن بعضهما شيئا ولكن لاول كلمة يتكلمان بها مع بعض تظهر كوامن النفس فتتعلق الارواح بجوهر الصفات المعنوية وينقشع ظاهر الانسان عن العيان فاحببتها لانی وجدتها مطيعة لي بوعي وادراك حيث تقول لي انا واعيةلكل شروطك وانما قبلتها تسليما لامر القران الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام ؛ انها من عائلة كريمة كلهم حملة شهادات تخصصية عالية اختها جراحة لها بوردتخصصي واخوها برفسور في سويسره واختها الاخرى طبيبة وزوجها اخصائي جراح للاعصاب من نوادر الاطباء وهكذا الباقين اكتب هذا لكي لا يتصور القارئ العزيز انها رضيت بشروطي لسذاجتها وبساطتها بل رضيت مني كل تلك الشروط لانها قالت : ارى في كلماتك اشراقات نور القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام . وجاء اليوم الموعود وكنت فيه وحيدا فريدا وغريبا حيث اصبت بدهش حينما وجدت البيت فارغا ممن دعوتهم فتالم قلبي واحسست بضرورة اتخاذ ابو ذر الغفاري قدوة لي في وحدته وما عرفت لماذا لم يحضر الاقرباء والمدعوين انا لله وانا اليه راجعون ولكن قلبي الذي تحمّل فقد أمه وحنانها ؛ تعوّد على هذه النيران الملتهبة وتجرعتها وشكرت الله سبحانه على كل مكروه . الفصل 34 (عاقبة التسليم للاستخارة) بالحقيقة لم اعرف اعراف الاعراس في المحافل العربية واخص بالذكر العراق الحبيب ولكن هنا يجتمع الرجال في صالة بعيدة عادة عن صالة النساء ثم بعد ان يتعشى الحضور ياخذ المحارم بيد العريس الى عروسته ؛ وامام العروس سفرة العقد وهي تختلف حسب العوائل والقدرات الاقتصادية للزوج وتجلس العروس بالمكان المخصص لها ويدخل الزوج مع المحارم ..... وانا ادخل لغرفة العقد تذكرت استخارة السيد الكشميري رحمة الله عليه فقلت في نفسي الآية التي خرجت في صحن الامام الحسين عليه السلام ((فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْعَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ)) [1] وفرحت بها في ذلك اليوم فكيف لم تتم مع قريبتي؟؟ وهل يمكن ان تكون لهذه وانا لا اعلم بمصالح الامور؟! کنت افکر وانا داخل في الغرفة والنساء الحضور يهلهلن ويقرأن بعض الاناشيد في مدائح اهل البيت عليهم السلام . ولما خرجن وبقيت انا وزوجتي في الغرفة ؛ شكرت الله على ان اوصلني لما احب وسالته ان يكون زواجنا كما يُحب واول كلمة سمعتها من زوجتي في اللحظة التي خلوت بها وخرج الجميع وكانت تنظر الى القرآن الكريم بتامل شديد ثم قالت: ان من اعرافنا في الزواج ان تفتح العروس القرآن الكريم امام وجهها وتتفاءل بالآية التي خرجت لها ؛ وانا فتحت القرآن الكريم فخرجت لي هذه الاية المباركة انظر الايه وترجمها لي: نظرت الى الايه واذا هي ((فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ)) [2] وقعت على الارض ساجدا لله شاكرا سالتني لماذا فرحت كثيرا؟؟! قلت لها : لان الاية المباركة بها بركة لكلانا وكلها خير. وفهمت معنی الدعاء حينها والتي يقول الامام عليه السلام يا من يملك حوائج السائلين و يعلم ضمير الصامتين لكل مسألة منك سمع حاضر و جواب عتيد[3] . تيقنت ان ليس هناك دعاء لم يستجب ولكن الاستجابة تكون في زمان الله تعالى ادرى بوقتها و بمستقبل الايام ويعلم حقائق السعادة وماهية الاختيار لك ؛ فعلينا ان ندعوا بما احببنا ؛ ولكن نترك النتيجة له سبحانه ؛ يختار لنا ماهو الاصلح وَ اللَّهُ يَعْلَمُ المُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ [4] وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ[5] وورد في دعاء الافتتاح : ولعل الذي ابطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الامور ومضت الايام حلوة وشهية ولذيذة بيننا وانا اشرح لها موضحا ان السعادة منحصرة في التمسك الكامل بالقرآن الكريم والعترة عليهم السلام وان ذهب الناس جميعا وراء السراب الخاوي فاننا سنكون من اهل لا اله الا الله كما نقر بذلك حينما نزور اهل القبورحيث نقول لهم: كيف وجدتم قول لا اله الا الله؟ وهم يجيبوننا وان لم نسمعهم بان لا سبيل للنجاة الا خطبة الرسول الكريم صلى الله عليه واله : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله فِي آخِرِ خُطْبَتِهِ يَوْمَ قَبَضَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي فَإِنَّ اللَّطِيفَ الْخَبِيرَ قَدْ عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ كَهَاتَيْنِ وَ جَمَعَ بَيْنَ مُسَبِّحَتَيْهِ وَ لا أَقُولُ كَهَاتَيْنِ وَ جَمَعَ بَيْنَ الْمُسَبِّحَةِ وَ الْوُسْطَى فَتَسْبِقَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى فَتَمَسَّكُوا بِهِمَا لا تَزِلُّوا وَ لا تَضِلُّوا وَ لا تَقَدَّمُوهُمْ فَتَضِلُّوا[6] [1]يوسف : 31 [2]يوسف : 31 [3] البلد الأمين: ص 178. [4]البقرة : 220 [5] البقرة : 216 [6] الكافي: ج 2 ص 414. |
الفصل 35 (ضَمِنتُ لِمَنِ اقتصَدَ أَن لا يَفتقرَ) من الاعراف السائدة هنا ان مدة العقد بين الزوجين تطول وقد تصل المدة بين العقد والزواج عند البعض الى ثلاث سنوات ؛ وتحدث بسببها مشاكل عائلية كثيرة ؛ ولعله يمكن ان يستفاد منها كفرصة ذهبية لتربية الزوجين ولكن مع الاسف يقضيها عائلة الزوجة في هذه المدة في جمع اثاث البيت لابنتهم وان كان من القرضة الحسنة والعناء الشديد ؛ ولهذا توجد هنا مؤسسات خيرية تعين ابو الزوجة في تهيأة هذا الجهاز لتشكيل الحياة الزوجية ؛ ولذلك في اول لقائي لي مع العلوية ام مهدي ازلت عنهم هذا البعبع الرهيب وقلت لهم هذه سنن غير تابعة للقرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام وكما سياتيكم البحث مفصلا ان شاء الله وقلت لاهل زوجتي: لا اقول اني املك ما سوف اجهز بيتي بما تحب ابنتكم وانما اقول من السعادة ان اجعل حجر الكد الشريف في بيت سعادتنا وابنتكم تعينني في بناء هذا البيت بصبرها فيكون البيت لنا لذيذا طعمه لانه من جهادنا كلانا ونشعر باننا شريكين في بناء هذا البيت ؛ انا بكدى وهي بصبرها داخل البيت . قلت للعلوية اصبري الى ان اذهب وارى الاوضاع في الحوزة هنا فانه بلد غريب لي ولا اعلم كيف ستكون اوضاعي هنا ولعله تطول مدة العقد بيننا . قالت العلوية : نعم اصبر . وحينما ذهبت الى الاهواز الى بيت خالي رحمة الله عليه وكان من التجار المعروفين جدا في النجف الاشرف وهو السيد باقر المعلم من احفاد السيد نعمة الله الجزائري ؛ قال خالي لماذا تتاخر في الزواج ثم التفت الى والدي وقال له زوجه لا تؤخر زواجه ودعهما في شهر رمضان المبارك يصومون تحت السقف المعمور بالحياة الزوجية السعيدة . اثرت فيّ هذه الكلمات كثيرا فاتصل بالعلوية وقلت لها سنتزوج في هذه الايام فقالت : اتصبر الى ما بعد شهررمضان المبارك ؟؟ قلت لها: لا! لاني غريب في هذا البلد ثم اسالك هل ترضين ان اصبر على الم الجوع؛ والم الفراق ؛ وعذاب الانتظار المرّ ؟ وقد قال امامي موسى بن جعفر عليه السلام: عَنْ أَبِي الحَسَنِ عليه السلام قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فَقَالَ أَبِي: هَلْ لَكَ مِنْ زَوْجَةٍ؟ قَالَ: لا . قَالَ : مَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ الدُّنْيَا وَ مَا فِيهَا وَ إِنِّي أَبِيتُ لَيْلَةً لَيْسَ لِي زَوْجَة[1] فقالت: انا راضية بما يرضيك واحب ما تحب . [1] تهذيب الأحكام: ج 7 ص 405. فاستاجر والدي – رحمة الله عليه - البيت ولم يكن عندي ما افرش به الارض ؛ ولا ما اجعل فيه من اثاث حتى للمطبخ ؛ ولكن في كل هذه المصاعب لم اضعف امام زوجتي ولم اكن انسانا انهزاميا ؛ بل بلعكس كنت اصور من هذه الاشواك الجارحة لها وردة ما اجملها! حيث اضحك في و جهها ؛ واقول لها نحن السعداء لاننا سنبني حياتنا معا ؛ انت بصبرِك ؛ وانا بجهدي وجهادي وكدحي . وكم جميل عندما نشعر ان حُجرة السعادة التى تكون منها كهف نعيش بحماه انما بناها يدي ويدك ؛ انت بتدبير المنزل وانا بتدبير المعاش لان تدبير المعاش هو اهم ما يجب ان نراعيه في المعاش وقد قال امامنا عليه السلام : عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: ضَمِنتُ لِمَنِ اقتصَدَ أَن لا يَفتقرَ[1] بحارالأنوار 101 72 وَ قَالَ الْعَالِمُ عليه السلام : ضَمِنْتُ لِمَنِ اقْتَصَدَ أَنْ لَا يَفْتَقِرَ وَ اعْلَمْ أَنَّ نَفَقَتَكَ عَلَى نَفْسِكَ وَ عِيَالِكَ صَدَقَةٌ وَ الْكَادُّ عَلَى عِيَالِهِ مِنْ حِلٍّ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وسائلالشيعة 12 39 عَنِ السَّرِيِّ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ فِيمَا أَوْصَى بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله عَلِيّاً عليه السلام : قَالَ لَا مُظَاهَرَةَ أَوْثَقُ مِنَ الْمُشَاوَرَةِ وَ لَا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ . مستدركالوسائل 11 207 عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : أَنَّهُ قَالَ صَدْرُ الْعَاقِلِ صُنْدُوقُ سِرِّهِ وَ لَا غِنَى كَالْعَقْلِ وَ لَا فَقْرَ كَالْجَهْلِ وَ لَا مِيرَاثَ كَالْأَدَبِ وَ لَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ وَ لَا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ . بحارالأنوار 1 95 وَ قَالَ امير المؤمنين عليه السلام : لَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ وَ لَا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ . واي سعادة افضل من ضمان الامام عليه السلام لنا بان لا نفتقر ان اقتصدنا يعني ان كان لنا تدبير في الحياة . وجاء شهر رمضان المبارك وفي المنتصف منه وبمناسبة ولادة الامام الحسن عليه السلام؛ دعونا الاهل والاقرباء وكالعادة لم يحضر الا 2 من الاصدقاء احدهما الاخ علي الجزائري ابن احد المحامين المعروفين في النجف الاشرف والاخر سيد علي القبانجي اخو سيد صدري القبانجي امام جمعة النجف حاليا رحمة الله عليهما ومن النساء فقط خالتي شافاها الله سبحانه وحينما دخلت الى غرفة الزفاف قلت لها: سيدة اشكرك على كل ما مرّ ؛ وليس عندي مال اعدك به ؛ ولا مقام اطمع ان اتسلق عليه واتشبث بالدنيا من خلاله لأحقق لك امانيك الدنيوية ؛ ولكن عندي قلب اهديه لك؛ واجعله كمرآة على صدري وانظري فيه ؛ فسوف لا ترين فيه سوى صورتك وكان البيت فارغا من السجاد ؛ ففرشت فيه عباءتها وجلسنا عليه ونحن مرحين متفائلين بالمستقبل واشتريت بعض الحوائج اللازمة ؛ وبدأت حياتنا التي كلها تفائل وانتظار البشائر من الله سبحانه. [1] الكافي: ج 4 ص 53. القسم الثالث ذكريات الكفاح في الحياة الزوجية الفصل :36 طلب مني بعض الاصدقاء ان اذهب للامتحان في الحوزة فقلت له اخي انا بكلوريوس في الفيزياء تركت الشهادة ولم يبق لي الا اشهر واستلم الشهادة لكنني هربت من الجامعة لحفظ ديني والان لا احب ان اقرء للامتحان بل اريد ان اقرء لفهم ديني ولا اقصد ان اخالف هذا النظام ابدا وليس هو من شاني ان اتدخل في هذه الامور ولكن لي الحق ان اعمل بما اعتقد ولذلك كان راتبي الشهري حدود 980 واجار بيتي 1100 في سنة 1982 كنت ادفع الراتب للاجار بعد ان اقترض من والدي باقي الاجار وابقى الشهر كله في حيره ....... قلت في نفسي ان لوالدي صديق شيخ معمم معروف لكنني لا احب ذكر اسمه وهو ممن يحب جدي السيد عبد الغفار المازندراني كثيرا فلو ذهبت اليه واخبرته بحاجتي لانني تصورت انه سيفرح حين اذكر له حاجتي وانا ابن رسول الله والذي يعرف نسبي وحسبي ثم ان قضاء الحاجة هي واجبة لكل انسان مؤمن ولكنني تفاءلت بمعرفته لي بانه سيساعدني لوجود الروايات الكثيرة والتي تذكر عظيم الاثر لقضاء حاجة المؤمن ومنها : الكافي ج : 2 ص : 193 عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ لِي يَا مُفَضَّلُ اسْمَعْ مَا أَقُولُ لَكَ وَ اعْلَمْ أَنَّهُ الْحَقُّ وَ افْعَلْهُ وَ أَخْبِرْ بِهِ عِلْيَةَ إِخْوَانِكَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا عِلْيَةُ إِخْوَانِي قَالَ الرَّاغِبُونَ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِ إِخْوَانِهِمْ قَالَ ثُمَّ قَالَ وَ مَنْ قَضَى لِأَخِيهِ الْمُؤْمِنِ حَاجَةً قَضَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِائَةَ أَلْفِ حَاجَةٍ مِنْ ذَلِكَ أَوَّلُهَا الْجَنَّةُ وَ مِنْ ذَلِكَ أَنْ يُدْخِلَ قَرَابَتَهُ وَ مَعَارِفَهُ وَ إِخْوَانَهُ الْجَنَّةَ بَعْدَ أَنْ لَا يَكُونُوا نُصَّاباً وَ كَانَ الْمُفَضَّلُ إِذَا سَأَلَ الْحَاجَةَ أَخاً مِنْ إِخْوَانِهِ قَالَ لَهُ أَ مَا تَشْتَهِي أَنْ تَكُونَ مِنْ عِلْيَةِ الْإِخْوَانِ . و عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَمَّارٍ الصَّيْرَفِيِّ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام جُعِلْتُ فِدَاكَ الْمُؤْمِنُ رَحْمَةٌ عَلَى الْمُؤْمِنِ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَ كَيْفَ ذَاكَ قَالَ أَيُّمَا مُؤْمِنٍ أَتَى أَخَاهُ فِي حَاجَةٍ فَإِنَّمَا ذَلِكَ رَحْمَةٌ مِنَ اللَّهِ سَاقَهَا إِلَيْهِ وَ سَبَّبَهَا لَهُ فَإِنْ قَضَى حَاجَتَهُ كَانَ قَدْ قَبِلَ الرَّحْمَةَ بِقَبُولِهَا وَ إِنْ رَدَّهُ عَنْ حَاجَتِهِ وَ هُوَ يَقْدِرُ عَلَى قَضَائِهَا فَإِنَّمَا رَدَّ عَنْ نَفْسِهِ رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ سَاقَهَا إِلَيْهِ وَ سَبَّبَهَا لَهُ وَ ذَخَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ تِلْكَ الرَّحْمَةَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَكُونَ الْمَرْدُودُ عَنْ حَاجَتِهِ هُوَ الْحَاكِمَ فِيهَا إِنْ شَاءَ صَرَفَهَا إِلَى نَفْسِهِ وَ إِنْ شَاءَ صَرَفَهَا إِلَى غَيْرِهِ يَا إِسْمَاعِيلُ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَ هُوَ الْحَاكِمُ فِي رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ قَدْ شُرِعَتْ لَهُ فَإِلَى مَنْ تَرَى يَصْرِفُهَا قُلْتُ لَا أَظُنُّ يَصْرِفُهَا عَنْ نَفْسِهِ قَالَ لَا تَظُنَّ وَ لَكِنِ اسْتَيْقِنْ فَإِنَّهُ لَنْ يَرُدَّهَا عَنْ نَفْسِهِ يَا إِسْمَاعِيلُ مَنْ أَتَاهُ أَخُوهُ فِي حَاجَةٍ يَقْدِرُ عَلَى قَضَائِهَا فَلَمْ يَقْضِهَا لَهُ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِ شُجَاعاً يَنْهَشُ إِبْهَامَهُ فِي قَبْرِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَغْفُوراً لَهُ أَوْ مُعَذَّباً . وببركة هذه الروايات ازيلت عني بعض ستائر الخجل والحياء ؛ ذهبت الى سماحة الشيخ وبعد ان رحب بي وادخلني الى بيته ذكرت له انني لا اريد ان امتحن وهذه عقيدتي الخاصة ولذلك تحملت كل هذا الفقر والجوع فان امكن اعطني صلاة استاجار لكي لا اموت من الجوع انا وزوجتي فقال لي اذهب وعد غدا ........... خرجت من البيت واشعر بان العبرة في صدري تكاد تقتلني اريد ان ابكي اريد ان اهيم بين الوحوش في الجبال الوعرة اين انت يا امامي لأشكو اليك اين انت يا صاحب الزمان لابكي امامك واشكو لك الم يفكر سماحة الشيخ بالمسؤولية حينما اخبرته انني ساموت من الجوع انا وزوجتي ....... سبحان الله ؛ ولكنني بقيت انتظر يوم غد ......... |
اللهم صل على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
|
وفي غد ذلك اليوم ذهبت الى بيت سماحة الشيخ رحمه الله وطرقت الباب وانا ارتعش من خجلي وكان عمري حدود 26 سنة ففتح الباب وادخلني وجلست امامه وانا اشعر ان قاروة مهجتي تتكسر في عنقي من الحياء ومن الالم ؛ كنت انظر اليه وانتظر ماذا سيقول الى ان قال لي : من يقول انك تحسن الصلاة والقراءة ؟ سبحان الله اردت ان ابكي حينما سمعت منه هذا القول . قلت له : وهل يمكن لطالب العلم المعمم ان لا يحسن القراءة ؛ اسمح لي ان اقرءها الان امامك فان لم احسنها اضربني "بمداسك" هذا قال: لا .. خذ هذه الورقة واكتب ما اقوله لك . فاخذت الورقة فقال لي اكتب : استلمت من الشيخ .... مبلغ الف تومان سهم سادات والتي هي من سماحة السيد ........ اطال الله عمره الشريف ووفقه وعافاه وشافاه مترحما علي ّ فاشكره وجزاه الله خيرا . استلمت الالف تومان وخرجت باكيا حزينا ثم وانا امشي قلت في نفسي ان كان سهم سادات فلماذا يمنّ عليّ هذا المن العظيم وهو حقي وان لم يكن حقي فلماذا آخذه منه ؛ فرجعت لسماحة الشيخ وقلت له اعطني الورقة وخذ المبلغ ولما اخذت الورقة وأرجعت المال جئت للبيت واحتفظت بالورقة عندي وكتبت في وصيتي ان تدفن الورقة معي لاخرج من قبري وهي معي ان شاء الله ليرى رسول الله صلى الله عليه واله وهو اعلم بها قبل كتابتها كيف تعامل الشيخ مع من جاء يدرس لله وفي الله غيرمائل ولا حائل لهذا وذاك فرجعت للبيت وانا لا املك ما اشتري به قرصا من الخبز فقالت لي العلوية الا تستطيع شراء قرصا من الخبز فقلت لها لا والله اصبري .......... نامت وانا انظر اليها ودموعي تجري ثم قلت ربي ارها في منامها ما تسليها لتصبر معي ولا تفر لانهم من عائلة ثرية وكلهم اصحاب شهادات عالية يارب ليس لي الا قلب يحبك ويامل عفوك عن ذنوبه ؛ استيقظت من النوم وقالت لي جلال رايت كأن بيدك مجموعة كبيرة من الخضار وتسقط علينا اطباق الخبز مع السمسم من السماء فقلت لها هذه بشارة لك لتصبري فان هذه المرحلة ستزول ان شاء الله . وبعد ايام رايت في عالم الرؤيا كاني في رواق حرم امير المؤمنين عليه السلام واذا باحد يعطني ظرف فيه الفين تومان وكان للتومان في تلك السنين قدرة شرائية جدا كبيرة استيقظت من النوم وذهبت الى مدرسة الحجتية وهي من اشهر المدارس العلمية في قم واذا بشيخ معمم جاءني وسالني وانا بيدي كتاب حلقات الاصول للسيد الشهيد الصدر لاني درست الاصول القديم الكفاية والرسائل وقبلهم المعالم ودرست ايضا الحلقات عند شيخ من المسؤولين الان واسمه "الشيخ شب زنده دار" حفظه الله وكان ولا يزال خلوقا مؤدبا ومتواضعا المهم سالني الشيخ هل تعرف احدا في هذه المدرسة طالب علم متزوج وسيد ؟ سبحان الله ماذا اقول له ءاقول له انا !! لا .......ابدا انها الكرامة .......قلت له شيخنا انا غريب عراقي لا اعرف احدا هنا المهم قال لي وانت كيف ؟ قلت متزوج قال تفضل واعطاني الف تومان سقطت على الارض ساجدا لله شاكرا فقال لي : لماذا فرحت هكذا قلت يا رب اقول له ان زوجتي جائعة في البيت ! سكت ولكن قصصت عليه الرؤيا فقال اذن هذه الف تومان الاخرى ثم تابع قائلا اني اقلد السيد مرعشي نجفي رحمة الله عليه ولم اعطه الحقوق بل اخذ الاجازة منه لاوزعها بيدي فشكرت الله وشكرته وهكذا مرت الايام مليئة بامثال هذه والحمد لله . |
الفصل : 37 ((ارتعش وانا اكتب )) كنت ادرس كتاب المكاسب للشيخ الانصارى في مدرسة الحجتية والتي ذكرتها لكم سابقا هي من اكبر المدارس العلمية في مدينة قم المقدسة ومن اشهرها وكان يدرس معي عند نفس الاستاذ سماحة الشيخ ناجي طالب والان هو عالم في لبنان ومن المقربين لسماحة السيد نصر الله حفظه الله ؛ وشيخ آخر هو الان من علماء البحرين فرج الله عنهم والسيد الطبسي وكان امام جماعة في الحسينية الكربلائية في قم المقدسة وتوفي رحمة الله عليه . جاءني يوما سماحة الاستاذ وقال لي ان هناك احد العلماء من اقربائي يقول احب ان اقضي ديون سيد جلال أنظر كم هي ؟؟ ففرحت فرحا شديدا لان الهدية كان يقبلها رسول الله صلى الله عليه واله : من لايحضرهالفقيه 3 299 باب الهدية ..... وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ وَ لَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ . ولست باعز نفسا من جدي رسول الله صلى الله عليه واله ؛ وذهبت فرحا للبيت واخبرت العلوية وقالت لي : هل اخبرته كم ديونك ؟ قلت لها : نعم لقد اخبرته بان كل ديوني حدود 30 ألف تومان . وبعد ايام جاء السيد الاستاذ وقال يقول السيد المتبرع انها كثيرة ظننت انها 5000 تومان فقلت له اليس قال امير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة : ....فَاعْلَمُوا أَنَّ أَخْذَ الْقَلِيلِ خَيْرٌ مِنْ تَرْكِ الْكَثِيرِ قال لا يقبل سماحة السيد المتبرع ويقول تصورت ان ديونه قليلة ولكن سيعطيك كتابا للبحث الخارج صححه له ويعطيك اجور التصحيح قبلت منه واخذت الكتاب وعندما بدأت بتصحيحه كنت ارتعش والله يشهد وامام العصر عجل الله تعالى فرجه كنت اضع يدي على ركبتي واكتب لأسيطر على ارتعاشه من جوعي ؛ وكنت اعاني كثيرا من تعبيره لانني كنت اجد مثلا هذه العبارة اهتيات واتاملها لدقائق كثيرة لاعرف ماذا يعني او عبارت سرات الى ان كنت بعد معاناة افهم انه يعني احتياط وصراط ؛ واخيرا اتممت الكتاب ولم يعطني اجرة الكتابة الا بعد هن وهن ... |
الفصل : 38 (ادعو لموتاكم ) ان البيت الذي استاجره والدي – رحمة الله عليه – كان لانسان طيب الخلق للغاية واسمه (بيدار) صاحب مكتبة في مجمّع تجاري باسم "باساج صاحب الزمان" في شارع "جهار مردان" قرب مكتبة الاخ ابو زينب الكتبي ولازال موجود هناك ؛ هذا الرجل الايراني ادهشني خلقه لانني كنت في بعض الاحيان لا استطيع دفع اجار البيت لثلاثة اشهر وحينما اصادفه في نفس الشارع واتمنى لو فررت من امامه خجلا منه واذا به يلتفت لجهة مخالفة لي وكأنه لا يراني وبعد الثلاثة اشهر حينما اذهب لادفع له الاجار واذا به يقول لي الم تدفع الاجار ؟؟!!! ويصر عليّ قائلا الم تشتبه ؟. سبحان الله ما هذا الخلق الكريم !!! كان بيته مباركا لي ومما حدث في بيته هذه القضية : كان لي صديق وهو حامد عزيز علي العصامي وكان ابوه صاحب مطبعة الزهراء عليها السلام في شارع المتنبي في بغداد وامه من عائلة الشيخ الخليلي المعروف هذا المؤمن كان له نور في وجهه اتعجب منه ؛ ففي ليلة من ليالي الجمع ونحن في حرم الامام الحسين عليه السلام جاء ليوزع العطر على الزائرين وحينما وصل لي ومددت يدي اليه لاخذ العطر التفت الى نور وجهه كانه يشع منه الانوار ؛ كنت احبه كثيرا وكان مكان اجتماعنا الاخوي لله وفي الله في جامع الهاشمي الموجود الان وكنا نصلي خلف السيد حسين الصدر - حفظه الله تعالى – وعندما فررت الى الجمهورية الاسلامية في ايران بقي هو في العراق ونشرت الصحف العراقية اسمه وصورة سيارته الفولكه على انه مجرم فار يجب القاء القبض عليه واخيرا كان في شارع العمارة في النجف الاشرف فالقي القبض عليه وهناك وبعد التعذيب العظيم سمعت وانا في بيت الاخ بيدار في قم المقدسة بانه ذكر اسماء المؤمنين منهم اسمي واخيرا اعدم مستشهدا فرحمة الله عليه ؛ وعندما سمعت انه قد ذكر اسماء الكثيرين بسبب التعذيب الذي لا يطاق تذكرت هذه الرواية : إرشادالقلوب 1 143 الباب الخامس و الأربعون في ولاية ال......... و عن أبي عبد الله عليه السلام قال من روع مؤمنا بسلطان ليصيبه منه مكروها فأصابه و لم يصبه فهو في النار و من روع مؤمنا بسلطان ليصيبه منه مكروها فأصابه فهو مع فرعون و آل فرعون في النار و من أعان على مؤمن بخطر كلمة لقي الله عز و جل يوم القيامة مكتوب بين عينيه هذا آيس من رحمة الله عز و جل .(انتهى) فتالمت لحاله كثيرا وقلت ان دعاء المؤمن لاخيه في ظهر الغيب مقبول ان شاء الله تعالى : الكافي 2 508 باب الدعاء للإخوان بظهر الغيب ..... عَلِيٌّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُنْدَبٍ فِي الْمَوْقِفِ فَلَمْ أَرَ مَوْقِفاً كَانَ أَحْسَنَ مِنْ مَوْقِفِهِ مَا زَالَ مَادّاً يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ وَ دُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى خَدَّيْهِ حَتَّى تَبْلُغَ الْأَرْضَ فَلَمَّا صَدَرَ النَّاسُ قُلْتُ لَهُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا رَأَيْتُ مَوْقِفاً قَطُّ أَحْسَنَ مِنْ مَوْقِفِكَ قَالَ وَ اللَّهِ مَا دَعَوْتُ إِلَّا لِإِخْوَانِي وَ ذَلِكَ أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى عليه السلام أَخْبَرَنِي أَنَّ مَنْ دَعَا لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ نُودِيَ مِنَ الْعَرْشِ وَ لَكَ مِائَةُ أَلْفِ ضِعْفٍ فَكَرِهْتُ أَنْ أَدَعَ مِائَةَ أَلْفٍ مَضْمُونَةٍ لِوَاحِدَةٍ لَا أَدْرِي تُسْتَجَابُ أَمْ لَا .(انتهى) فنويت ان ادعو له لاخلصه باذن الله تعالى وفي ليلة من الليالي وانا في بيت الاخ بيدار استيقظت لصلاة الليل وقلما اوفق لها ؛ واذا بي مرعوب خائف ولا اعلم ما دهاني فعند قنوت صلاة الليل اخذتني الدموع والبكاء وانا مرعوب ولا اعلم السبب وكنت اقول في القنوت يا رب انت الذي وعدتنا ان تستجيب دعاءنا لاخواننا وها انا حي بحولك وقوتك ولا حول ولا قوة الا بك يا رباه حنانيك سبحانك وتعاليت نجي اخي حامد مما هو فيه وهكذا كنت اقسم على ربي بكل عزيز عنده الى ان اكملت الصلاة وانتهيت من صلاة الفجر ونمت واذا بي ارى اخي حامد في المنام وسانقله لكم بدقة لان الكذب بالرؤيا له عذاب عظيم ومميز يوم القيامة : الكافي 6 528 باب تزويق البيوت ..... عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُنْذِرِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام ثَلَاثَةٌ مُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ كَذَبَ فِي رُؤْيَاهُ يُكَلَّفُ أَنْ يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ وَ لَيْسَ بِعَاقِدٍ بَيْنَهُمَا وَ رَجُلٌ صَوَّرَ تَمَاثِيلَ يُكَلَّفُ أَنْ يَنْفُخَ فِيهَا وَ لَيْسَ بِنَافِخٍ . وعن وسائلالشيعة 17 297 94- باب تحريم عمل الصور المجسمة .... جَمِيعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ ثَلَاثَةٌ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ صَوَّرَ صُورَةً مِنَ الْحَيَوَانِ يُعَذَّبُ حَتَّى يَنْفُخَ فِيهَا وَ لَيْسَ بِنَافِخٍ فِيهَا وَ الْمُكَذِّبُ فِي مَنَامِهِ يُعَذَّبُ حَتَّى يَعْقِدَ بَيْنَ شَعِيرَتَيْنِ وَ لَيْسَ بِعَاقِدٍ بَيْنَهُمَا وَ الْمُسْتَمِعُ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَ هُمْ لَهُ كَارِهُونَ يُصَبُّ فِي أُذُنِهِ الْآنُكُ وَ هُوَ الْأُسْرُبُّ.(انتهى) شاهدت في منامي كانني في الكوفة قريب بيتنا في منطقة السراي واقف امام بيت ام والدته وهو بيت الميرزا صالح الخليلي رحمة الله عليه مر حامد بنفس الدشداشة التي كان يرتديها حينما يزور الامام الحسين عليه السلام في كربلاء وهو مسرع في مشيه باتجاه النجف الاشرف اسرعت اليه وقلت بصوت عالي حامد بشر!! قال : اخلصت قلت له: شنو شفت ؟؟ قال لي : بعدين فكررت عليه سؤالي فقال :خلصت واستيقظت من النوم فشكرت الله سبحانه على ان بشرني ربي تعالى بخلاصه وله الحمد انه ارحم الراحمين وصادق الوعد وهّاب حليم شكور ربنا هو حبيب قلوبنا فله الحمد الخالد بخلوده وصلى الله على محمد واله . |
الفصل : 39 (فضيلة زيارة الامام الرضا عليه السلام ) فكرت في نفسي ان اهم شيئ ان اتخلص من اجار البيت ولكن كيف وانا غريب على هذا البلد ثم مع راتب 980 كيف اتخلص من الاجار ووفقني ربي تعالى ان افكر بان ازور والتجئ الى سيدي ومولاي علي بن موسى الرضا عليه السلام فانه غوث الشيعة وغياثها اي لا تذهب معجزاته وكراماته عن الشيعة في الغيبة حتى الظهور المبارك كما قاله الامام موسى بن جعفر عليه السلام : الكافي 1 313 باب الإشارة و النص على أبي الحسن ........ عَنْ يَزِيدَ بْنِ سَلِيطٍ قَالَ لَقِيتُ أَبَا إِبْرَاهِيمَ عليه السلام وَ نَحْنُ نُرِيدُ الْعُمْرَةَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ هَلْ تُثْبِتُ هَذَا الْمَوْضِعَ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ فَهَلْ تُثْبِتُهُ أَنْتَ ؟ " اي هل تعرفه" قُلْتُ : نَعَمْ إِنِّي أَنَا وَ أَبِي لَقِينَاكَ هَاهُنَا وَ أَنْتَ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام وَ مَعَهُ إِخْوَتُكَ فَقَالَ لَهُ أَبِي : بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي أَنْتُمْ كُلُّكُمْ أَئِمَّةٌ مُطَهَّرُونَ وَ الْمَوْتُ لَا يَعْرَى مِنْهُ أَحَدٌ فَأَحْدِثْ إِلَيَّ شَيْئاً أُحَدِّثْ بِهِ مَنْ يَخْلُفُنِي مِنْ بَعْدِي فَلَا يَضِلَّ قَالَ نَعَمْ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ هَؤُلَاءِ وُلْدِي وَ هَذَا سَيِّدُهُمْ وَ أَشَارَ إِلَيْكَ " يعني اشار الامام الصادق الى موسى بن جعفر عليه السلام "وَ قَدْ عُلِّمَ الْحُكْمَ وَ الْفَهْمَ وَ السَّخَاءَ وَ الْمَعْرِفَةَ بِمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ النَّاسُ وَ مَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ وَ دُنْيَاهُمْ وَ فِيهِ حُسْنُ الْخُلُقِ وَ حُسْنُ الْجَوَابِ وَ هُوَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ فِيهِ أُخْرَى خَيْرٌ مِنْ هَذَا كُلِّهِ فَقَالَ لَهُ أَبِي : وَ مَا هِيَ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي ؟ قَالَ عليه السلام : يُخْرِجُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْهُ غَوْثَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ غِيَاثَهَا وَ عَلَمَهَا وَ نُورَهَا وَ فَضْلَهَا وَ حِكْمَتَهَا خَيْرُ مَوْلُودٍ وَ خَيْرُ نَاشِئٍ يَحْقُنُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ الدِّمَاءَ وَ يُصْلِحُ بِهِ ذَاتَ الْبَيْنِ وَ يَلُمُّ بِهِ الشَّعْثَ وَ يَشْعَبُ بِهِ الصَّدْعَ وَ يَكْسُو بِهِ الْعَارِيَ وَ يُشْبِعُ بِهِ الْجَائِعَ وَ يُؤْمِنُ بِهِ الْخَائِفَ وَ يُنْزِلُ اللَّهُ بِهِ الْقَطْرَ وَ يَرْحَمُ بِهِ الْعِبَادَ خَيْرُ كَهْلٍ وَ خَيْرُ نَاشِئٍ قَوْلُهُ حُكْمٌ وَ صَمْتُهُ عِلْمٌ يُبَيِّنُ لِلنَّاسِ مَا يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَ يَسُودُ عَشِيرَتَهُ مِنْ قَبْلِ أَوَانِ حُلُمِهِ فَقَالَ لَهُ أَبِي بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي وَ هَلْ وُلِدَ قَالَ نَعَمْ وَ مَرَّتْ بِهِ سِنُونَ قَالَ يَزِيدُ فَجَاءَنَا مَنْ لَمْ نَسْتَطِعْ مَعَهُ كَلَاماً قَالَ يَزِيدُ فَقُلْتُ لِأَبِي إِبْرَاهِيمَ ع فَأَخْبِرْنِي أَنْتَ بِمِثْلِ مَا أَخْبَرَنِي بِهِ أَبُوكَ ع فَقَالَ لِي نَعَمْ إِنَّ أَبِي عليه السلام كَانَ فِي زَمَانٍ لَيْسَ هَذَا زَمَانَهُ فَقُلْتُ لَهُ فَمَنْ يَرْضَى مِنْكَ بِهَذَا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ قَالَ فَضَحِكَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ ضَحِكاً شَدِيداً ثُمَّ قَالَ أُخْبِرُكَ يَا أَبَا عُمَارَةَ إِنِّي خَرَجْتُ مِنْ مَنْزِلِي فَأَوْصَيْتُ إِلَى ابْنِي فُلَانٍ وَ أَشْرَكْتُ مَعَهُ بَنِيَّ فِي الظَّاهِرِ وَ أَوْصَيْتُهُ فِي الْبَاطِنِ فَأَفْرَدْتُهُ وَحْدَهُ وَ لَوْ كَانَ الْأَمْرُ إِلَيَّ لَجَعَلْتُهُ فِي الْقَاسِمِ ابْنِي لِحُبِّي إِيَّاهُ وَ رَأْفَتِي عَلَيْهِ وَ لَكِنْ ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ يَجْعَلُهُ حَيْثُ يَشَاءُ وَ لَقَدْ جَاءَنِي بِخَبَرِهِ رَسُولُ اللَّهِ ص ثُمَّ أَرَانِيهِ وَ أَرَانِي مَنْ يَكُونُ مَعَهُ وَ كَذَلِكَ لَا يُوصَى إِلَى أَحَدٍ مِنَّا حَتَّى يَأْتِيَ بِخَبَرِهِ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ جَدِّي عَلِيٌّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ رَأَيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص خَاتَماً وَ سَيْفاً وَ عَصًا وَ كِتَاباً وَ عِمَامَةً فَقُلْتُ مَا هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ لِي أَمَّا الْعِمَامَةُ فَسُلْطَانُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَمَّا السَّيْفُ فَعِزُّ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ أَمَّا الْكِتَابُ فَنُورُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ أَمَّا الْعَصَا فَقُوَّةُ اللَّهِ وَ أَمَّا الْخَاتَمُ فَجَامِعُ هَذِهِ الْأُمُورِ ثُمَّ قَالَ لِي وَ الْأَمْرُ قَدْ خَرَجَ مِنْكَ إِلَى غَيْرِكَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرِنِيهِ أَيُّهُمْ هُوَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَا رَأَيْتُ مِنَ الْأَئِمَّةِ أَحَداً أَجْزَعَ عَلَى فِرَاقِ هَذَا الْأَمْرِ . قلت للعلوية : يقال من يذهب لاول مرة الى زيارة الامام الرضا عليه السلام تقضى له 3 حوائج قالت : صحيح هكذا اشتهر . قلت لها : ثم ان هناك فضائل كثيرة لزوار الامام الرضا عليه السلام . قالت وما هي ؟؟ قلت لها سانقل اليك قليل مما عثرت عليه قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الرِّضَا عليه السلام : ضَمِنْتُ لِمَنْ زَارَ قَبْرَ أَبِي عليه السلام بِطُوسَ عَارِفاً بِحَقِّهِ الْجَنَّةَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ[1] و عن أيوب بن نوح قال سمعت أبا جعفر محمد بن علي بن موسى ع يقول من زار قبر أبي ع بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر فإذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول الله ص حتى يفرغ الله تعالى من حساب العباد[2] و عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْحَسَنِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: حُتِمَتْ لِمَنْ زَارَ أَبِي عليه السلام بِطُوسَ عَارِفاً بِحَقِّهِ الْجَنَّةُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى[3] و عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَفْصٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ : إِنَّ ابْنِي عَلِيّاً مَقْتُولٌ بِالسَّمِّ ظُلْماً وَ مَدْفُونٌ إِلَى جَانِبِ هَارُونَ بِطُوسَ مَنْ زَارَهُ كَمَنْ زَارَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه واله[4] وَ رُوِيَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ الْبَزَنْطِيِّ قَالَ قَرَأْتُ كِتَابَ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام: أَبْلِغْ شِيعَتِي أَنَّ زِيَارَتِي تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى أَلْفَ حَجَّةٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ _ أَلْفَ حَجَّةٍ قَالَ إِي وَ اللَّهِ وَ أَلْفَ أَلْفِ حَجَّةٍ لِمَنْ زَارَهُ عَارِفاً بِحَقِّهِ[5] قالت العلوية : اجد فرق بين من يزوره عليه السلام عارفا بحقه ومن يزوره بدون قيد عارف بحقه عليه السلام وهل التفت انت لهذا الفرق؟ قلت لها : نعم يا علوية وساخبرك بالفرق بين الزائرين وبين زيارتيهما . وَ رَوَى حَمْزَةُ بْنُ حُمْرَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : يُقْتَلُ حَفَدَتِي بِأَرْضِ خُرَاسَانَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا طُوسُ مَنْ زَارَهُ إِلَيْهَا عَارِفاً بِحَقِّهِ أَخَذْتُهُ بِيَدِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ وَ إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْكَبَائِرِ . قَالَ: قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ وَ مَا عِرْفَانُ حَقِّهِ ؟ قَالَ : يَعْلَمُ أَنَّهُ إِمَامٌ مُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ غَرِيبٌ شَهِيدٌ مَنْ زَارَهُ عَارِفاً بِحَقِّهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَجْرَ سَبْعِينَ شَهِيداً مِمَّنِ اسْتُشْهِدَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه واله عَلَى حَقِيقَةٍ[6]. [1] بحار الأنوار: ج 7 ص 291. [2] عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج 2ص 259. [3]بحارالأنوار : ج 99 ص 37 [4] بحار الأنوار: ج 99 ص 38. [5] من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 582. [6] من لا يحضره الفقيه: ج 2ص 584. |
الفصل: 40 (ثلاث حوائج لأول زيارة) قالت العلوية : وماذا ستكون حوائجنا الثلاث والتي سنتفق على طلبها من الامام الرضا عليه السلام؟ فقلت لها: اولها: العقل ؛ ان يرزقنا الله سبحانه و تعالى ببركة الامام الرضا عليه السلام العقل ؛ لان من رُزق العقل رزق الخير كله كما ورد في القرآن الكريم وروايات اهل البيت عليهم السلام الكثير الكثير في مدح العقل وذم فاقده والعياذ بالله تعالى كما قال امير المؤمنين في مدحه في غرر الحكم : * الدين لا يصلحه إلا العقل * غاية الفضائل العقل * العقل ينبوع الخير * العقل إغناء الغناء و غاية الشرف في الآخرة و الدنيا[1] قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : مَا قَسَمَ اللَّهُ لِلْعِبَادِ شَيْئاً أَفْضَلَ مِنَ الْعَقْلِ فَنَوْمُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ سَهَرِ الْجَاهِلِ وَ إِقَامَةُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ شُخُوصِ الْجَاهِلِ وَ لَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيّاً وَ لَا رَسُولًا حَتَّى يَسْتَكْمِلَ الْعَقْلَ وَ يَكُونَ عَقْلُهُ أَفْضَلَ مِنْ جَمِيعِ عُقُولِ أُمَّتِهِ وَ مَا يُضْمِرُ النَّبِيُّ صلى الله عليه واله فِي نَفْسِهِ أَفْضَلُ مِنِ اجْتِهَادِ الْمُجْتَهِدِينَ وَ مَا أَدَّى الْعَبْدُ فَرَائِضَ اللَّهِ حَتَّى عَقَلَ عَنْهُ وَ لَا بَلَغَ جَمِيعُ الْعَابِدِينَ فِي فَضْلِ عِبَادَتِهِمْ مَا بَلَغَ الْعَاقِلُ وَ الْعُقَلَاءُ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَ مَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ[2] . وورد في الكافي 1 25 كتاب العقل و الجهل ..... عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : يَا عَلِيُّ لَا فَقْرَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ وَ لَا مَالَ أَعْوَدُ مِنَ الْعَقْلِ . واما حاجتي الثانية والحمد لله قضيت وانا في اثناء الزيارة " فَازَ مَنْ تَمَسَّكَ بِكُمْ وَ أَمِنَ مَنْ لَجَأَ إِلَيْكُمْ وَ سَلِمَ مَنْ صَدَّقَكُمْ وَ هُدِيَ مَنِ اعْتَصَمَ بِكُمْ مَنِ اتَّبَعَكُمْ فَالْجَنَّةُ مَأْوَاهُ وَ مَنْ خَالَفَكُمْ فَالنَّارُ مَثْوَاهُ وَ مَنْ جَحَدَكُمْ كَافِرٌ وَ مَنْ حَارَبَكُمْ مُشْرِكٌ وَ مَنْ رَدَّ عَلَيْكُمْ فِي أَسْفَلِ دَرْكٍ مِنَ الْجَحِيمِ " اما الحاجة الثالثة: ان يرزقنا بيت نسكن فيه ولا اخرج منه طمعا باحسن منه الى الموت ولقاء امير المؤمنين عليه السلام ان شاء الله تعالى . طبعا طلبت من امامي عليه السلام ان يرزقني بيتا في وقت كان يصعب عليّ شراء رغيفا واحدا من الخبز كما اخبرتكم لذلك اشترطت على نفسي عدم الخروج منه لكي اقول لامامي باني لا اريد البيت لطمع الدنيا وانما هو لحاجتي التي لا غنى لي عنها – والحمد لله لقد وفيت وستاتيكم القصص في ثباتي على نيتي وكم نلت من المكرمات من امامي الرضا عليه السلام - . وحينما رجعنا من مدينة مشهد المقدسة المباركة ؛ تركت العلوية في البيت وذهبت لشراء الخبز كيما نتناول الافطار ولازلت بغبار الطريق ؛ وانا في طريقي الى الخباز رايت الاخ السيد احمد الموسوي طالب علم لبناني الاصل والموطن والان رجع الى لبنان- اساله تعالى ان يحفظه واهله قال لي : ياسيد هل اقدمت على شراء البيت ؟؟ هنا توجه قلبي نحو طوس وكأني رأيت الامام الرضا عليه السلام امامي !! [1] كتاب غرر الحكم: 50. [2] الكافي: ج 1ص 12. |
الفصل 41 (البشائر الرضوية) قال السيد الموسوي : اسرع فان مؤسسة "ذخيره علوي" توزع بيوت وباقساط قليلة وهذه فرصة وقال امير المؤمنين عليه السلام : مَنْ أَكْثَرَ أَهْجَرَ وَ مَنْ تَفَكرَ أَبصَرَ قَارِنْ أَهلَ الخَيْرِ تَكُنْ مِنْهُمْ وَ بَايِنْ أَهْلَ الشَّرِّ تَبِنْ عَنْهُمْ بِئْسَ الطعَامُ الحَرَامُ وَ ظُلمُ الضَّعِيفِ أَفحَشُ الظلْمِ إِذَا كَانَ الرِفْقُ خُرقاً كَانَ الخُرْقُ رِفقاً رُبَّمَا كَانَ الدَّوَاءُ دَاءً وَ الدَّاءُ دَوَاءً وَ رُبَّمَا نَصَحَ غَيرُ الناصِحِ وَ غَشَّ المُسْتَنصَحُ وَ إِيَّاكَ وَ الاتِّكَالَ عَلَى المُنَى فَإِنهَا بَضَائِعُ النوْكَى وَ الْعَقلُ حِفظُ التجَارِبِ وَ خَيْرُ مَا جَرَّبْتَ مَا وَعَظَكَ بادِرِ الفرصَةَ قَبلَ أَنْ تكُونَ غُصَّةً لَيْسَ كُلُّ طَالِبٍ يُصِيبُ وَ لا كُلُّ غَائِبٍ يَئوبُ وَ مِنَ الفَسَادِ إِضَاعَةُ الزَّادِ وَ مَفسَدَةُ المَعَادِ وَ لِكُلِّ أَمْرٍ عَاقِبَةٌ سَوْفَ يَأْتِيكَ مَا قُدِّرَ لَكَ التاجِرُ مُخَاطِرٌ وَ رُبَّ يَسِيرٍ أَنمَى مِن كَثِيرٍ[1] . 118- وَ قَالَ عليه السلام : إِضَاعَةُ الْفُرْصَةِ غُصَّةٌ[2] شكرت السيد الموسوي لارشاده اياي الى المؤسسة التي توزع البيوت باقساط قليلة لان حاجتي من سيدي ومولاي الامام الرضا عليه السلام قد اجريت على يديه : عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي مَحْمُودٍ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا عليه السلام يَقُولُ: مَنْ لَمْ يَشْكُرِ المُنعِمَ مِنَ المَخلُوقِينَ لَمْ يَشْكُرِ اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ[3] من لم يشكر الإحسان لم يعده الحرمان[4] . ورجعت مع الخبز الى البيت . قلت للعلوية : جاءت شذى بشائر الاجابات الرضوية قالت : وكيف ؟؟ قلت لها : اسمحي لي ان اذهب لارى كيف الحيلة في هذا الامر ثم اخبرك . [1] شرحنهج البلاغة: ج 16 ص 97. [2] نهج البلاغة: 489. [3] وسائل الشيعة: ج 16ص 313. [4] غرر الحكم: 280. |
الفصل 42 (امنا الزهراءعليها السلام معنا) ((ان السيدة الصديقة الشهيدة سلام الله عليها هي ام المؤمنين عليها السلام كما في هذه الرواية المباركة : تفسيرفراتالكوفي 581 و من سورة القدر ..... فرات قال حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ الليلة فاطمة و القدر الله فمن عرف فاطمة حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر و إنما سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها أو من معرفتها - الشكمن أبي القاسم- و قوله وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ....الى ان يقول : و هي أم المؤمنين .(انتهى) ولذلك فهي روحي فداها مع كل مؤمن لحظة بلحظة لانها اشفق علينا من امنا وابونا وقد لمست ذلك في حياتي والحمد لله رب العالمين .)) اتصلت بوالدي - رحمه الله تعالى- واخبرته خبر البيت وطلبت منه ان يساعدني في نيل حاجتي الرضوية المباركة . قال: انتظر حتى نذهب سوية الى بيت سماحة الشيخ محي المامقاني . وان سماحة الشيخ هو صاحب تحقيق كتاب تنقيح المقال في الرجال؛ الكتاب الرجالي المفيد المعروف وهو لوالده رحمة الله عليه وعلى الشيخ محي المامقاني آلاف الرحمات الزاكيات وكان حسن الخلق سهل المعاشرة وكانت له ابتسامات جميلة مكللة بوقار بهي ؛ كان مرات متعددة حينما يراني يقول لي : اتصل بنا ولو بالاسبوع مرة لاسمع صوتك ؛ فاتعجب من قوله الذي يجعلني افكر في نفسي كأن لي اهمية وهو يفكر بي؛ بينما هو لاعماله في التحقيق ومشاغله غني عني لكن هذا الخلق الجميل الذي يبث الامل في النفس كان سجيته فرحمة الله عليه آناء الليل واطراف النهار .وسماحة الشيخ محي هو ابو زوجة السيد الشهيد محمد باقر الحكيم رحمة الله عليه وكان مستشار السيد محسن الحكيم رحمة الله عليه وهو صديق الوالد رحمة الله عليهما . وعندما ذهبنا اليه واخبره والدي بقضية البيت قال : ان هذه المؤسسة بيد السيد "فلان" وهو منذ 4 سنوات قد قطع كل رابطة له معي ولم ياتي لبيتنا وحتى لم يسلم علينا ؛ فاعتذر من الوالد وانا انظر اليه وعيني قلبي ينظران الى ضريح الامام الرضا عليه السلام . لان كل عبد له اربعة عيون اثنان في وجهه واثنان في قلبه : بحارالأنوار 58 250 باب 46- قوى النفس و مشاعرها من ..... عن كتاب التَّوْحِيدُ، وَ الْخِصَالُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ يَقُولُ فِيهِ أَلَا إِنَّ لِلْعَبْدِ أَرْبَعَ أَعْيُنٍ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا أَمْرَ دِينِهِ وَ دُنْيَاهُ وَ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا أَمْرَ آخِرَتِهِ فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْراً فَتَحَ لَهُ الْعَيْنَيْنِ اللَّتَيْنِ فِي قَلْبِهِ فَأَبْصَرَ بِهِمَا الْغَيْبَ وَ أَمْرَ آخِرَتِهِ وَ إِذَا أَرَادَ بِهِ غَيْرَ ذَلِكَ تَرَكَ الْقَلْبَ بِمَا فِيهِ . خرجت من بيته وانا افكر ماذا افعل وانا لا اعرف في قم المقدسة اي انسان سواه ؛ وان والدي قال لي عليك بالصبر حتى يفرج الله تعالى. ولكن ازهار الامل كانت مفتحة في قلبي حيث ان خبر البيت جاءني وانا لازال بتراب السفر لطلب حاجتي من غوث الشيعة وغياثها فكان قلبي يتمتم نحو امامي روحي فداه وانا اقول في نفسي ستنجز ان شاء الله تعالى ولكن قضاء الحوائج تحتاج الى صبر وتصبر!! (اللهم سلم وتمم) كما قال امير المؤمنين عليه السلام * كم من مؤمن فاز به الصبر و حسن الظن * من لم ينجه الصبر أهلكه الجزع[1] وان ائمتنا عليهم السلام نالوا أعلى الدرجات وهي الامامة بالصبر كما في القرآن الكريم وَ جَعَلنا مِنهُمْ أَئِمَّة يَهْدُونَ بِأَمرِنا لمَّا صَبَرُوا و كانُوا بِآياتِنا يُوقنُونَ [2] اذن فان الهدف من خلقنا هو لامتحان الصبر فينا ... قلت في نفسي :وَ لِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَ تَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَ ما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)(هود) فالامر بيد الله ولا اعرف سوى سماحة الشيخ المامقاني فلاتصل به ولعل الله يحدث بعد ذلك امرا . اتصلت غد ذلك اليوم بسماحة الشيخ رحمة الله عليه وقلت له سماحة الشيخ كيف صحتكم ؟ وقبل ان اساله عن اي شيئ قال لي : ولدي ان امك الزهراء عليها السلام من وراء حاجتك تعال غدا لاخبرك ما حدث فقضيت تلك الليلة وانا في مخاصمة ما اشدها مع عقارب الساعة اقول لها اسرعي وكأنها تقول لي كم عانيت منك وانت تقول لي لا تسرعي انتهى العمر ولم افهم من الحياة شيئ فمالك تتعجلني الان؟ الى ان اشرقت الشمس بتشعش الامل المنتظر فذهبت الى الشيخ يوم غد فقال لي: بعد ان خرجتم من البيت انت ووالدك يوم امس جاء صاحبي بعد ان هجرني 4 سنوات ومجرد ان دخل علمت ان المسألة مرتبطة بقضيتك فسالته عن البيوت ؟؟ فقال : نعم وقد بقيت في جيبي ورقة واحدة من استمارة الطلب لتلك البيوت وهي في جيبي فقدمها لي ؛ واعطاها سماحة الشيخ لي فشكرت الله سبحانه الذي هدانا لولاية امير المؤمنين عليهم السلام ؛ وبالعصمة بولايتهم الفرج من كل شدة كما قالها الامام العسكري عليه السلام : مستدركالوسائل 8 242 51- باب نوادر ما يتعلق بأبواب آداب .... عَنْ سَهْلِ بْنِ يَعْقُوبَ الْمُلَقَّبِ بِأَبِي نُوَاسٍ قَالَ قُلْتُ لِلْعَسْكَرِيِّ عليه السلام ذَاتَ يَوْمٍ يَا سَيِّدِي قَدْ وَقَعَ إِلَيَّ اخْتِيَارَاتُ الْأَيَّامِ عَنْ سَيِّدِنَا الصَّادِقِ عليه السلام مِمَّا حَدَّثَنِي بِهِ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُطَهَّرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ سَيِّدِنَا الصَّادِقِ عليه السلام فِي كُلِّ شَهْرٍ فَأَعْرِضُهُ عَلَيْكَ ؟ فَقَالَ :افْعَلْ فَلَمَّا عَرَضْتُهُ عَلَيْهِ وَ صَحَّحْتُهُ قُلْتُ لَهُ يَا سَيِّدِي فِي أَكْثَرِ هَذِهِ الْأَيَّامِ قَوَاطِعُ عَنِ الْمَقَاصِدِ لِمَا ذُكِرَ فِيهَا مِنَ النَّحْسِ وَ الْمَخَاوِفِ فَتَدُلُّنِي عَلَى الِاحْتِرَازِ مِنَ الْمَخَاوِفِ فِيهَا فَإِنَّمَا تَدْعُونِي الضَّرُورَةُ إِلَى التَّوَجُّهِ فِي الْحَوَائِجِ فِيهَا فَقَالَ لِي : يَا سَهْلُ إِنَّ لِشِيعَتِنَا بِوَلَايَتِنَا لَعِصْمَةً لَوْ سَلَكُوا بِهَا فِي لُجَّةِ الْبِحَارِ الْغَامِرَةِ وَ سَبَاسِبِ الْبَيْدَاءِ الْغَابِرَةِ بَيْنَ سِبَاعٍ وَ ذِئَابٍ وَ أَعَادِي الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ لَأَمِنُوا مِنْ مَخَاوِفِهِمْ بِوَلَايَتِهِمْ لَنَا فَثِقْ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَخْلِصْ فِي الْوَلَاءِ لِأَئِمَّتِكَ الطَّاهِرِينَ عليهم السلام وَ تَوَجَّهْ حَيْثُ شِئْتَ وَ اقْصِدْ مَا شِئْتَ يَا سَهْلُ إِذَا أَصْبَحْتَ وَ قُلْتَ ثَلَاثاً أَصْبَحْتُ اللَّهُمَّ مُعْتَصِماً بِذِمَامِكَ الْمَنِيعِ الَّذِي لَا يُطَاوَلُ وَ لَا يُحَاوَلُ مِنْ كُلِّ طَارِقٍ وَ غَاشِمٍ مِنْ سَائِرِ مَا خَلَقْتَ وَ مَنْ خَلَقْتَ مِنْ خَلْقِكَ الصَّامِتِ وَ النَّاطِقِ فِي جُنَّةٍ مِنْ كُلِّ مَخُوفٍ بِلِبَاسٍ سَابِغَةٍ وَلَاءِ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ ص مُحْتَجِباً مِنْ كُلِّ قَاصِدٍ لِي إِلَى أَذِيَّةٍ بِجِدَارٍ حَصِينٍ الْإِخْلَاصِ فِي الِاعْتِرَافِ بِحَقِّهِمْ وَ التَّمَسُّكِ بِحَبْلِهِمْ جَمِيعاً مُوْقِناً أَنَّ الْحَقَّ لَهُمْ وَ مَعَهُمْ وَ فِيهِمْ وَ بِهِمْ أُوَالِي مَنْ وَالَوا وَ أُجَانِبُ مَنْ جَانَبُوا فَأَعِذْنِي اللَّهُمَّ بِهِمْ مِنْ شَرِّ كُلِّ مَا أَتَّقِيهِ يَا عَظِيمُ حَجَزْتُ الْأَعَادِيَ عَنِّي بِبَدِيعِ السَّمَوَاتِ وَ الْأَرْضِ إِنَّا جَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ وَ قُلْتَهَا عَشِيّاً ثَلَاثاً حَصَلْتَ فِي حِصْنٍ مِنْ مَخَاوِفِكَ وَ أَمْنٍ مِنْ مَحْذُورِكَ فَإِذَا أَرَدْتَ التَّوَجُّهَ فِي يَوْمٍ قَدْ حَذَرْتَ فِيهِ فَقَدِّمْ أَمَامَ تَوَجُّهِكَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَ الْمُعَوِّذَتَيْنِ وَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ وَ سُورَةَ الْقَدْرِ وَ آخِرَ آيَةٍ فِي سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ وَ قُلْ اللَّهُمَّ بِكَ يَصُولُ الصَّائِلُ... إِلَى آخِرِ مَا تَقَدَّمَ فِي بَابِ الِاسْتَعَاذَةِ وَ الِاحْتِجَابِ (انتهى) اخذت الورقة واسرعت الى البيت وقلت للعلوية ما الحيلة في تحصيل المال لدفعه الى المؤسسة ؟ قالت العلوية : انت اشترطت ان لا اخبر اهلي بشيئ من حياتنا ولكن عندي مجموعة من الذهب جمعته من اجور الخياطة التي قمت بها قبل زواجي فخذها وادفع به مقدمة البيت وكانت العلوية صاحبة شهادة من وزارة العمل في اجازة فتح مؤسسة تعليم الخياطة ولكنني بعد زواجنا منعتها من العمل الا ما ندر باصرار منها لتخيط لبعض الطيبات من النساء اللبنانيات لان ازواجهن كانوا يدرسون معي في الحوزة ولا يحبون ذهاب نساءهم لخياطات لم يعرفوهن . فدفعت المقدمة وبعد اللتيا والتي تم مقدمات البيت وانتقلنا اليه فله الحمد والصلاة والسلام على علي بن موسى الرضا غوث الشيعة وغياثها. [1] غرر الحكم: 253. [2] السجدة: 24. |
الفصل 43 (ولا تزر وازرة وزر اخرى) كان مبلغ البيت 150 ألف تومان على ان ندفع 60 ألف مقدمة والباقي 90 الف تومان ندفع في كل شهر 1800 تومان لصندوق " ذخيرة علوي" وطلبوا مني للاقساط شخص معتبر يضمني للبنك على ان ان ياخذوا منه القسط الذي لم ادفعه او اتاخر عن دفعه . يارب اين اذهب ومن يضمني ولم اعرف الا شخص واحد وهو الاخ "علي اناركي" وهو زوج بنت اختي ؛ ايراني الاصل من بلدة تسمى أنار ؛ فذهبت اليه وانا بين الخوف والرجاء. فعندما اخبرته بالموضوع وطلبت منه ان يضمني وقلت له : اني دفعت المقدمة ولكن يحتاجون الى شخص معتبر يضمني ؛ ان امكن ان تساعدني لكي لا تذهب الفرصة مني. قال حياك ساكون في خدمتك والحمد لله جاء الرجل معي - رحمة الله عليه - مات قبل سنتين تقريبا ؛ اي سنة 2009 والضمان كان حدود اواخر 1982م . وعندما وقفنا انا وهو في البنك وانا فرح ومسرور باني رزقت من يضمني وكان على وشك ان يوقع قال له مدير البنك : هل تعلم بانك ان وقعت سوف تدفع كل قسط لم يدفعه هذا السيد ؛ فكر قبل ان توقع . يا الله اصفر لوني لانه سحب يده ونظر في وجهي قائلا : سيد جلال انا ضمنت قبلك فلان - وهو من اقربائي القريبين- ولم يدفع الاقساط وخسرت ؛ والان اخاف ان اضمنك واخسر معك ؛ اريد ان افعل لك الخير لكن لا على ان اخسر انا ؛ سبحان الله ماذا اقول له ؟ قلت له : اخ علي الزمان كشاف وهو يسفر عن وجه الحقيقة. قال : وان لم تدفع فماذا ينفعني الزمان وكشفه للانسان وقد اصبحت من الخاسرين قلت له :هل تؤمن بالقرآن الكريم ؟ قال : نعم آمنت بالله ؛ كيف؟ قلت له : ان الله سبحانه يقول : * قُلْ أَ غَيْرَ اللَّهِ أَبْغي رَبًّا وَ هُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَ لا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْها وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ فيهِ تَخْتَلِفُونَ (164)(الانعام) * مَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَ مَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَ ما كُنَّا مُعَذِّبينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15)(الاسراء) * إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَ لا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَ إِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَليمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (7)(الزمر) * وَ لا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَ إِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَ لَوْ كانَ ذا قُرْبى إِنَّما تُنْذِرُ الَّذينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ مَنْ تَزَكَّى فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَ إِلَى اللَّهِ الْمَصيرُ (18)(فاطر) وباعتباره ايراني لا يعرف عن العربية شيئ قال ترجم لي : قلت له : ان الله سبحانه وتعالى يقول كل انسان مسؤول عن ذنبه ولا يمكن ان تؤاخذ اي انسان بذنب الاخر كما هي الزوجة الحاملة وان كنت تحبها وتعشقها لكنك لا تستطيع ان تحمل الجنين عنها ؛ كذلك كل انسان يحمل جنين الذنوب على ظهره وليس هناك احد يستطيع حمله عنه وان ادعى انني احمل ذنوبك فهو كذاب لان الله سبحانه يقول : وَ قالَ الَّذينَ كَفَرُوا لِلَّذينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبيلَنا وَ لْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ وَ ما هُمْ بِحامِلينَ مِنْ خَطاياهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (12) وَ لَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَ أَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ وَ لَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ (13)(العنكبوت) فكيف تريد ان تؤاخذني بذنوب غيري ؟ اُعجِب كثيرا بالآيات وشرحي لها ثم ابتسم وقال يعني يوم القيامة انا مسؤول عن ذنبي ولا استطيع ان اقول فلان هو الذي ارشدني لهذه المعصية او الخلاف ؟ قلت له : لا ؛ وحتى ان قال لك انا احمل خطيآتك فسوف يحمل اثمك واثم إضلالك وانت تحمل اثمك ولا يغني عنك . كنا نتكلم ومدير البنك يلح عليه ان فكر قبل التوقيع ؛ وانا متالم منه لانه يريد ان يمنع الخير ؛ ثم فكرت في نفسي قائلا : اليس الله سبحانه يقول في سورة الحديد : ما أَصابَ مِنْ مُصيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا في أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ في كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسيرٌ (22) لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (23)(الحديد) اطمأن قلبي حينما ذكرت هذه الاية وقلت : حقا ان ذكر الله امان واطمانان : الَّذينَ آمَنُوا وَ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)(الرعد) واخيرا نظر في وجهي وقال : ساوقع ؛ لانك عجبتني واعجبني فقاهتك ولكن ارجو ان لا تخيب ظني بك . اعدت عليه نفس كلامي قائلا: الزمن كشاف الحقائق ؛ ووقع الرجل فرحمة الله عليه ونور قبره واساله تعالى ان يحشره مع محمد واله بحق بركة الصلاة على محمد واله |
الفصل44 (كأن العبرة عظم مدبب في عنقي) الحمد لله حمدا كثيرا دائما ابدا حيث انتقلنا الى البيت الجديد وكان في اقصى اطراف المدينة في منطقة تحيط بها المناطق الزراعية والبساتين ويمر منها الرعاة مع اغنامهم ولكن كل هذا خير وبركة في قبال ما عانيت من الاستجار ولكن بقي عليّ العبئ الثقيل للاقساط مع قلة الراتب الذي رزقني ربي من غير امتحان كانت تمر الاشهر ونحن لا نذوق اللحم وكانت تسالني العلوية هل جاء التفاح الى السوق فاخجل منها لان فصله جاء وذهب ؛ حيث كانت في تلك الايام تاتي الفاكهة في فصلها فقط وليس كاليوم حيث تجد الفواكه في الفصول الاربعة . جئت يوما الى البيت واذا بي ارى السيدة وكأن منظرها العلوي في يوم عيد الغدير فرحة وبسمة ووو فتعجبت لاني شممت رائحة عفنة مزعجة فتعجبت ما هذا المنظر وما هذه الرائحة العفنة لكنني لم اسالها عن هذا التهافت وقلت دعني اقتدي بلقمان الحكيم عليه السلام حتى يتبين لي الحقيقة : قصص الأنبياء للجزائري 329 باب فيه قصص لقمان و حكمه ... و روي أنه دخل على داود و هو يسرد الدرع و قد لين الله له الحديد كالطين فأراد أن يسأله فأدركته الحكمة فسكت فلما أتمها لبسها و قال نعم لبوس الحرب أنت فقال الصمت حكمة و قليل فاعله فقال له داود بحق ما سميت حكيما.(انتهى) وبعد ان خلعت العمامة وملابسي قالت العلوية : تعال انظر لقد صنعت لك طعاما تهتش لمنظره الجميل ؛ هنا ادركت ان الرائحة العفنة هنا اسرارها وفيها تكمن سبب الزي الغديري في محياها ؛ جاءت بالقدر لارى المرق واذا به جميل وحينما ترى منظر الحمرة فيه تتصور احمرار الافق عند ساحل البحر والنسيم ربيعُ !! قلت لها : من اين لك اللحم ونحن لم نذوقه منذ اربعة اشهر ؟ قالت من فلانة جاءت لنا بهذا اللحم ؛ وهنا فهمت كاملا ان العفونة من اللحم قلت لها: علوية اسمحي لي انا اذوقه قبلك ؛ ولما مددت يدي وحملت القليل منه الى فمي لاذوقه ومجرد ان ذقته احسست بدوار ووو قلت لها : ان اللحم مسموم قومي البسي "جادركي" العباءة ؛ لبست ملابسي وحملت القدر وذهبت الى بيت السخية والكريمة التي اعطت علويتنا المسكينة هذا اللحم وقلت لهم الم تقرؤا هذه الايات المباركة : لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَ ما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَليمٌ (92)(آل عمران ) يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَ مِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَ لا تَيَمَّمُوا الْخَبيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَ لَسْتُمْ بِآخِذيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فيهِ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَميدٌ[1] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ وَ مِمَّا أَخْرَجْنا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَ لا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله إِذَا أَمَرَ بِالنَّخْلِ أَنْ يُزَكَّى يَجِيءُ قَوْمٌ بِأَلْوَانٍ مِنْ تَمْرٍ وَ هُوَ مِنْ أَرْدَى التَّمْرِ يُؤَدُّونَهُ مِنْ زَكَاتِهِمْ تَمْراً يُقَالُ لَهُ الْجُعْرُورُ وَ الْمِعَىفَأْرَةُ قَلِيلَةَ اللِّحَاءِ عَظِيمَةَ النَّوَى وَ كَانَ بَعْضُهُمْ يَجِيءُ بِهَا عَنِ التَّمْرِ الْجَيِّدِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : لَا تَخْرُصُوا هَاتَيْنِ التَّمْرَتَيْنِ وَ لَا تَجِيئُوا مِنْهَا بِشَيْءٍ وَ فِي ذَلِكَ نَزَلَ وَ لا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَ لَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَ الْإِغْمَاضُ أَنْ تَأْخُذَ هَاتَيْنِ التَّمْرَتَيْنِ[2] . و عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ فَقَالَ كَانَ الْقَوْمُ قَدْ كَسَبُوا مَكَاسِبَ سَوْءٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَلَمَّا أَسْلَمُوا أَرَادُوا أَنْ يُخْرِجُوهَا مِنْ أَمْوَالِهِمْ لِيَتَصَدَّقُوا بِهَا فَأَبَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِلَّا أَنْ يُخْرِجُوا مِنْ أَطْيَبِ مَا كَسَبُوا[3] . قالت المتفضلة كنا في سفر وعندما عدنا وجدت اللحم فيه رائحة كريهة فقلت بدل ان القيه في الزبالة فيكون اسراف اعطيه لبيت السيد . حينما سمعت كلامها نظرت اليها والى زوجها ثم صممت ان اتغافل : وقد قال اميرالمؤمنين عليه السلام: * من لم يتغافل تنغّص عيشه مَجْمُوعَةُ الشَّهِيدِ، ره قَالَ قَالَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ عليه السلام أَعْظِمُوا أَقْدَارَكُمْ بِالتَّغَافُلِ فَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَ أَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ[4] * وعن سِبْطُ الشَّيْخِ الطَّبْرِسِيِّ فِي مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ،عَنْ أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: ذَلِّلُوا أَخْلَاقَكُمْ بِالْمَحَاسِن ِوَقُودُوهَا إِلَى الْمَكَارِمِ وَعَوِّدُوهَا الْحِلْمَ وَاصْبِرُواعَلَى الْإِيثَارِعَلَى أَنْفُسِكُمْ فِيمَا تَحْمَدُونَ عَنْهُ قَلِيلًا مِنْ كَثِيرٍوَلَاتُدَاقُّوا النَّاسَ وَزْناًبِوَزْنٍ وَعَظِّمُوا أَقْدَارَكُم ْبِالتَّغَافُلِ عَنِ الدَّنِي[5] وورد ايضا : إذا ظفرتم فأكرموا الغلبة و عليكم بالتغافل فإنه فعل الكرام و إياكم و المن فإنه مهدمة للصنيعة منبهة للضغينة[6] وعن كتاب مستدركالوسائل 9 37 104- باب استحباب مداراة الناس ..... عَنْ هَارُونَ بْنِ يَحْيَى عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ مَرِضَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام مَرَضَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَجَمَعَ أَوْلَادَهُ مُحَمَّداً عليهم السلام وَ الْحَسَنَ وَ عَبْدَ اللَّهِ وَ عُمَرَ وَ زَيْداً وَ الْحُسَيْنَ وَ أَوْصَى إِلَى ابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام وَ كَنَّاهُ بِالْبَاقِرِ وَ جَعَلَ أَمْرَهُمْ إِلَيْهِ وَ كَانَ فِيمَا وَعَظَهُ فِي وَصِيَّتِهِ أَنْ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنَّ الْعَقْلَ رَائِدُ الرُّوحِ وَ الْعِلْمَ رَائِدُ الْعَقْلِ وَ الْعَقْلَ تَرْجُمَانُ الْعِلْمِ وَ اعْلَمْ أَنَّ الْعِلْمَ أَبْقَى وَ اللِّسَانَ أَكْثَرُ هَذَراً وَ اعْلَمْ يَا بُنَيَّ أَنَّ صَلَاحَ الدُّنْيَا بِحَذَافِرِهَا فِي كَلِمَتَيْنِ إِصْلَاحِ شَأْنِ الْمَعَايِشِ مِلْءَ مِكْيَالٍ ثُلُثَاهُ فِطْنَةٌ وَ ثُلُثُهُ تَغَافُلٌ لِأَنَّ الْإِنْسَانَ لَا يَتَغَافَلُ إِلَّا عَنْ شَيْءٍ قَدْ عَرَفَهُ وَ فَطَنَ لَهُ الْخَبَرَ واخيرا أمسكت بيد العلوية وقلت : انا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وخرجنا من البيت والعبرة كأنها عظم مدبب في عنقي . [1]البقرة: 267. [2]الكافي: ج 4 ص 48. [3]الكافي: ج 4 ص 48. [4] مستدرك الوسائل: ج 9 ص 159. [5] مستدرك الوسائل: ج 11 ص 188. [6] شرح نهج البلاغة: ج 20 ص 323. الفصل : 45 (سماحة الحاج رضا حشمت بور) وبعد ان انتقلنا الى البيت والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على غوث الشيعة وغياثها علي بن موسى الرضا روحي فداه وبقي في ذمتي ان ادفع الاقساط في كل شهر؛ وكان القسط يؤذيني كثيرا على ماكان من القلّة ؛ حيث لا دخل لي الا جيوب الامل بالله تعالى وانتظار رحمة الامام الحجة عليه السلام ففي يوم من الايام وانا غرقان بين امواج الهموم ؛ طرق الباب احد الاقرباء وهو الاخ العزيز الاستاذ محمد حسين حشمت بور استاذ كبير في الحوزة العلمية وهو يمنح شهادات الدكتوراء في كلية "تربية مدرس" وهو حفيد عمتي وابوه معروف بين اوساط العلماء بزهده وتقواه ورياضاته التي هي باوامر اهل البيت عليهم السلام وقبل ان اتابع سبب مجيئ الاخ العزيز الاستاذ محمد حسين حشمت بور لبيتي اشرح لكم قليلا عن هذا الرجل المؤمن الذي جاهد نفسه للوصول الى الله تعالى لكن لا بانزوائه عن الناس والاشتغال بالاذكار والعبادة وانما جاهدها في سيره وسلوكه الى الله تعالى بقضاء حوائج الناس ولذلك ارى من الواجب عليّ وقضاء لحقه عليّ ان اذكر شيئا عن حياته المباركة فرحمة الله عليه . ولا اعني بكلمة الرياضة ما يقوله الصوفية والعياذ بالله وانا اكرههم واكره كل شيئ خارج عن اطار القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام لان هناك رياضات علوية كما في هذه الرواية المباركة عن امير المؤمنين عليه السلام في نهجالبلاغة ص : 419 : لَأَرُوضَنَّ نَفْسِي رِيَاضَةً تَهِشُّ مَعَهَا إِلَى الْقُرْصِ إِذَا قَدَرْتُ عَلَيْهِ مَطْعُوماً وَ تَقْنَعُ بِالْمِلْحِ مَأْدُوماً وَ لَأَدَعَنَّ مُقْلَتِي كَعَيْنِ مَاءٍ نَضَبَ مَعِينُهَا مُسْتَفْرِغَةً دُمُوعَهَا أَ تَمْتَلِئُ السَّائِمَةُ مِنْ رِعْيِهَا فَتَبْرُكَ وَ تَشْبَعُ الرَّبِيضَةُ مِنْ عُشْبِهَا فَتَرْبِضَ وَ يَأْكُلُ عَلِيٌّ مِنْ زَادِهِ فَيَهْجَعَ قَرَّتْ إِذاً عَيْنُهُ إِذَا اقْتَدَى بَعْدَ السِّنِينَ الْمُتَطَاوِلَةِ بِالْبَهِيمَةِ الْهَامِلَةِ وَ السَّائِمَةِ الْمَرْعِيَّةِ طُوبَى لِنَفْسٍ أَدَّتْ إِلَى رَبِّهَا فَرْضَهَا وَ عَرَكَتْ بِجَنْبِهَا بُؤْسَهَا وَ هَجَرَتْ فِي اللَّيْلِ غُمْضَهَا حَتَّى إِذَا غَلَبَ الْكَرَى عَلَيْهَا افْتَرَشَتْ أَرْضَهَا وَ تَوَسَّدَتْ كَفَّهَا فِي مَعْشَرٍ أَسْهَرَ عُيُونَهُمْ خَوْفُ مَعَادِهِمْ وَ تَجَافَتْ عَنْ مَضَاجِعِهِمْ جُنُوبُهُمْ وَ هَمْهَمَتْ بِذِكْرِ رَبِّهِمْ شِفَاهُهُمْ وَ تَقَشَّعَتْ بِطُولِ اسْتِغْفَارِهِمْ ذُنُوبُهُمْ أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ فَاتَّقِ اللَّهَ يَا ابْنَ حُنَيْفٍ وَ لْتَكْفُفْ أَقْرَاصُكَ لِيَكُونَ مِنَ النَّارِ خَلَاصُكَ .(انتهى) |
الحاج رضا حشمت بور ؛ كان من اهل النسك والعبادة ؛ كان يتلذذ في قضاء حوائج الناس وقلما رجع خائبا صاحب الحاجة ان طرق بابه ؛ تتكلم لي عن بعض حالاته زوجة الاخ الاستاذ محمد حسين بانهم كانوا يعملون له السبح من خيوط قوية ولكنه لكثرة ذكر الله تعالى بها تتقطع تلك السبح ؛ كان صاحب بستان للفراولة لانه كان يعتقد بان عليه ان يخُرج معاشه من كسب يده وكده وعرق جبينه ؛وكان ياتي كثير من العلماء الكبار الى بيته لينالوا منه نصيحة او ارشاد . نقل لي الاخ العزيز السيد عبد الغني الموسوي من علماء النجف وهو يسكن الان في النجف الاشرف قال لي : في زيارة من زياراته لمشهد الرضا عليه السلام زار الحاج حشمت بور ليستفيد من مواعظه ؛ يقول سماحة السيد وكنت قبل الذهاب الى بيت الحاج حشمت بور قد ضربت ولدي لتاديبهم حيث كانوا صغار السن وعندما دخلت لبيت الحاج وسلمت وجلست قال لي يا سيد غني جئتني لتتعلم السير والسلوك الى الله تعالى قلت له نعم قال اول السير الى الله تعالى ان تحسن خلقك وتضبط نفسك مع اولادك وتتحمل اذاهم . وزرناه يوما انا واخواني وكان طاعنا في السن ولو رأيته لقلت انه في عالم البرزخ ونحن في طريقنا الى بيته قلت لاخواني: منذ ثلاث سنوات وانا لم ازوره قد قصرت في حقه ولكن وهو بهذا السن يستحيل ان يتذكر المدة التي لم ازوره فيها. فلما جلسنا امامه رحمة الله عليه وهو ينظر الى الارض وسلمنا عليه فرد السلام ثم سال عن حالنا جميعا ؛ وبعدها التفت اليّ قائلا يا سيد جلال : منذ ثلاث سنين لم تزورني !! ؛ فاصبت واخواني بدهشة من دقةضبطه والتفاته لمدة عدم زيارته . وكان حينما يزور الامام الرضا لا يجلس ابدا عند الضريح المقدس وكان يراعي الادب مع الائمة الاطهار عليهم السلام بشكل مذهل ويحترم السادة ذرية رسول الله صلى الله عليه واله وانا في اعتقادي ان ما حصله من هذه النفحات الربانية هي بسبب ادبه مع اهل البيت عليهم السلام و قضائه لحوائج الناس في الليل والنهار لقد ورد عن اهل البيت عليهم السلام في ادب المعروف : الكافي 4 30 باب تمام المعروف ..... عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : رَأَيْتُ الْمَعْرُوفَ لَا يَصْلُحُ إِلَّا بِثَلَاثِ خِصَالٍ تَصْغِيرِهِ وَ تَسْتِيرِهِ وَ تَعْجِيلِهِ فَإِنَّكَ إِذَا صَغَّرْتَهُ عَظَّمْتَهُ عِنْدَ مَنْ تَصْنَعُهُ إِلَيْهِ وَ إِذَا سَتَّرْتَهُ تَمَّمْتَهُ وَ إِذَا عَجَّلْتَهُ هَنَّأْتَهُ وَ إِنْ كَانَ غَيْرُ ذَلِكَ سَخَّفْتَهُ وَ نَكَّدْتَهُ . حقا كانت هذه الشرائط الثلاث يعملها بدقة وكان ينجز المعروف ويقضي الحوائج للناس وكأنه هو صاحب الحاجة والسائل يمن عليه بطلبه منه اين من هم امثال الحاج حشمت بور فرحمت الله عليه دفن في صحن الامام الرضا عليه السلام . نرجع لطارق الباب وحينما فتحت الباب للاخ العزيز الاستاذ محمد حسين حفظه الله تعالى قال لي: اسمح لي ان ادخل في البيت وبعد دخوله اعطاني مبلغا من المال يزيد عن المبلغ المتبقي من البيت ؛ فامتنعت من اخذه لعزة النفس 0 قال هذه امانة من والدي وقال لي ان امتنع السيد عن اخذها فقل له: انها ليست من الحقوق وليس عليها اي عنوان بل فليجعل هو عليها اي عنوان احب من العناوين فتذكرت الرواية والتي هي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: دَخَلَ رَجُلَانِ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام فَأَلْقَى لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا وِسَادَةً فَقَعَدَ عَلَيْهَا أَحَدُهُمَا وَ أَبَى الْآخَرُ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام اقْعُدْ عَلَيْهَا فَإِنَّهُ لَا يَأْبَى الْكَرَامَةَ إِلَّا حِمَارٌ الْحَدِيثَ ففكرت في نفسي ان امير المؤمنين عليه السلام قال (( لا يَأْبَى الْكَرَامَةَ إِلا حِمَارٌ)) وحيث ان سيدي ومولاي امير المؤمنين عليه السلام اطلق الاِباء للكرامة ولم يقيدها بشئ ؛ فقد اكون حمارا ان ابيت الكرامة هذه ؛ وهي من هكذا انسان وبهذه المزية الكريمة والعزيزة . |
الفصل 46 (لا تُجَاهِدْ فِي الرِّزْقِ جِهَادَ الْغَالِبِ) ولما اخذت الامانة من الاستاذ حشمت بور وكان يزيد عن كل المبلغ المتبقي من الاقساط وسوس لي الشيطان امرا وهو اني فكرت وبعد ان استلمت المبلغ منه قلت في نفسي انا اخذت البيت بالاقساط ويمكنني ان اعمل الآن بالمال واشتغل به بالتجارة وادفع الاقساط بالترتيب . ولكن قلت لنفسي معاذ الله.. ان الحاج العزيز حشمت بور اعطى المال لكي ادفع به ديوني فكيف يجوز ان اتصرف به في مجال آخر ثم اذا كان الرزق مقسوم ومقدر كما في هذه الاحاديث والروايات المباركة : قَالَ سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ أَيُّهَا النَّاسُ اعْلَمُوا أَنَّ كَمَالَ الدِّينِ طَلَبُ الْعِلْمِ وَ الْعَمَلُ بِهِ أَلَا وَ إِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ أَوْجَبُ عَلَيْكُمْ مِنْ طَلَبِ الْمَالِ إِنَّ الْمَالَ مَقْسُومٌ مَضْمُونٌ لَكُمْ قَدْ قَسَمَهُ عَادِلٌ بَيْنَكُمْ وَ ضَمِنَهُ وَ سَيَفِي لَكُمْ وَ الْعِلْمُ مَخْزُونٌ عِنْدَ أَهْلِهِ وَ قَدْ أُمِرْتُمْ بِطَلَبِهِ مِنْ أَهْلِهِ فَاطْلُبُوهُ و عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : مِنْ صِحَّةِ يَقِينِ الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ أَنْ لَا يُرْضِيَ النَّاسَ بِسَخَطِ اللَّهِ وَ لَا يَلُومَهُمْ عَلَى مَا لَمْ يُؤْتِهِ اللَّهُ فَإِنَّ الرِّزْقَ لَا يَسُوقُهُ حِرْصُ حَرِيصٍ وَ لَا يَرُدُّهُ كَرَاهِيَةُ كَارِهٍ وَ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ فَرَّ مِنْ رِزْقِهِ كَمَا يَفِرُّ مِنَ الْمَوْتِ لَأَدْرَكَهُ رِزْقُهُ كَمَا يُدْرِكُهُ الْمَوْتُ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ بِعَدْلِهِ وَ قِسْطِهِ جَعَلَ الرَّوْحَ وَ الرَّاحَةَ فِي الْيَقِينِ وَ الرِّضَا وَ جَعَلَ الْهَمَّ وَ الْحَزَنَ فِي الشَّكِّ وَ السَّخَطِ و عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ وَ اللَّهِ مَا مِنْ شَيْءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ وَ يُبَاعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلَّا وَ قَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ وَ مَا مِنْ شَيْءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ وَ يُبَاعِدُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَّا وَ قَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ أَلَا وَ إِنَّ الرُّوحَ الْأَمِينَ نَفَثَ فِي رُوعِي أَنَّهُ لَنْ تَمُوتَ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ وَ لَا يَحْمِلْ أَحَدَكُمْ اسْتِبْطَاءُ شَيْءٍ مِنَ الرِّزْقِ أَنْ يَطْلُبَهُ بِغَيْرِ حِلِّهِ فَإِنَّهُ لَا يُدْرَكُ مَا عِنْدَ اللَّهِ إِلَّا بِطَاعَتِهِ و قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الرِّزْقَ مَقْسُومٌ لَنْ يَعْدُوَ امْرُؤٌ مَا قُسِّمَ لَهُ فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ وَ إِنَّ الْعُمُرَ مَحْدُودٌ لَنْ يَتَجَاوَزَ أَحَدٌ مَا قُدِّرَ لَهُ فَبَادِرُوا قَبْلَ نَفَاذِ الْأَجَلِ وَ الْأَعْمَالِ الْمَحْصِيَّةِ و عَنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ يَا هَذَا لَا تُجَاهِدْ فِي الرِّزْقِ جِهَادَ الْغَالِبِ وَ لَا تَتَّكِلْ عَلَى الْقَدَرِ اتِّكَالَ مُسْتَسْلِمٍ فَإِنَّ ابْتِغَاءَ الرِّزْقِ مِنَ السُّنَّةِ وَ الْإِجْمَالَ فِي الطَّلَبِ مِنَ الْعِفَّةِ وَ لَيْسَ الْعِفَّةُ بِمَانِعَةٍ رِزْقاً وَ لَا الْحِرْصُ بِجَالِبٍ فَضْلًا وَ إِنَّ الرِّزْقَ مَقْسُومٌ وَ الْأَجَلَ مَحْتُومٌ وَ اسْتِعْمَالَ الْحِرْصِ جَالِبُ الْمَآثِمِ وورد عن امير المؤمنين عليه السلام في كتاب : نهجالبلاغة : ص 523 وَ قَالَ عليه السلام : اعْلَمُوا عِلْماً يَقِيناً أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ لِلْعَبْدِ وَ إِنْ عَظُمَتْ حِيلَتُهُ وَ اشْتَدَّتْ طَلِبَتُهُ وَ قَوِيَتْ مَكِيدَتُهُ أَكْثَرَ مِمَّا سُمِّيَ لَهُ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ وَ لَمْ يَحُلْ بَيْنَ الْعَبْدِ فِي ضَعْفِهِ وَ قِلَّةِ حِيلَتِهِ وَ بَيْنَ أَنْ يَبْلُغَ مَا سُمِّيَ لَهُ فِي الذِّكْرِ الْحَكِيمِ وَ الْعَارِفُ لِهَذَا الْعَامِلُ بِهِ أَعْظَمُ النَّاسِ رَاحَةً فِي مَنْفَعَةٍ وَ التَّارِكُ لَهُ الشَّاكُّ فِيهِ أَعْظَمُ النَّاسِ شُغُلًا فِي مَضَرَّةٍ وَ رُبَّ مُنْعَمٍ عَلَيْهِ مُسْتَدْرَجٌ بِالنُّعْمَى وَ رُبَّ مُبْتَلًى مَصْنُوعٌ لَهُ بِالْبَلْوَى فَزِدْ أَيُّهَا الْمُسْتَنْفِعُ فِي شُكْرِكَ وَ قَصِّرْ مِنْ عَجَلَتِكَ وَ قِفْ عِنْدَ مُنْتَهَى رِزْقِكَ فمن يعتقد بهذه الروايات فلماذا العجلة في طلب الرزق ؟! ثم اذا متّ قبل اتمام الاقساط فاي عذر لي عند الله سبحانه . فذهبت الى الشركة ودفعت كل ما تبقى من الاقساط والحمد لله رب العالمين . السلام عليك يا علي بن موسى الرضا عليك الصلوات التامات وما خاب من تمسك بك وامن من لجأ اليك؛اعطاني سيدي سلام الله عليه البيت وهنئني به بتسديد اقساطه باعز العز وأهنأه واخذت وصولات تسديد الاقساط الى المرحوم اناركي وقلت له عزيزي الاخ علي كما قلت لك الزمان كشاف الحقائق هاك هذه وصولات الاقساط سددتها قبل سنتين تقريبا من انتهائها والحمد لله ظاهرا وباطنا . فلما فرغ بالي من هم الدين بدأت بكل جدية ادرس اكثر الساعات من الليل والنهار ؛ حيث قد قسمت وقتي في حدود 14 الى 18 ساعة للدرس والباقي في العبادة ومساعدة العلوية في امور البيت . |
الساعة الآن »03:22 PM. |