![]() |
الحجـاب والحـرِّية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتاب بعنوان (الحجـاب والحـرِّية ) اصدار مؤسسة البلاغ (1) جمال المرأة : المرأة مخلوق جميل .. وإلى جانب جمالها الشكليّ وهبها الله جمالات أخرى : جمال العقل والتدبير ، وجمال التصرّف الحكيم ، وجمال الدقّة في الانتاج ، وجمال الرقّة في معاملة الاُسرة وتلطيف ما تعانيه من صعوبات الحياة .. وأضفى على ذلك كلّه غلالةً من جمال ساحر ، وهو حياؤها الذي يزيدها جمالاً على جمال .. وقد أراد الاسلام للمرأة أن لا تكشف مفاتنها للرائح والغادي ، ولم يرد لها أن تكون كمعرض تُعرض فيه البضائع التي تجتذب الزبائن ، بل أراد لها أن تستتر ، وأن تبرز جمالها في المواطن التي حدّدها لها ، وأن لا تقتصر على جمال المظهر دون جمال الجوهر . فالاسـلام لم يحرم المرأة من التمـتّع بجمالها وأنوثـتها ، بل حـدّد لها طريقة التعامل مع الجمال ومع الاُنوثة ، حتى لا يُساء استغلال ذلك ، ويتسبّب في مشاكل اجتماعية ونفسية وأخلاقية يحاول الاسلام أن ينظِّف المجتمع منها ومن آثارها . وقد تسأل سائلة : لماذا منحنا الله الجمال ومنعنا من التمتّع به ؟ وكأنّها بسـؤالها تستبطن شعوراً بالظلم . فالفتاة السائلة ترى أنّ من حقّ الجميلة أن تعرض جمالها على الناظرين كما يعرض التاجر بضاعته من خلال معرض متجره ، أو كما يعرض الرسّام لوحاته في معرضه أو مرسمه . حسـناً ، فلنناقش الأمر بعقـل بارد ، ومن خلال أسئلة هادئة وصريحة : في التكملة ان شاءالله |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دائما تعودنا منكي اختي الكريمه التالق بالمواضيع المهمه والتوجيهيه الهادفه شكرا لكم زادكم الله نورا وسدد خطاكم ولقلمكم مزيدا من التالق والابداع ننتظر البقيه انشاء الله |
اقتباس:
وتعودنا من حضرتكم المداخلات الطيبة الولائية شكرا لمروركم الذي نور موضوعي |
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
موضوع توجيهي هادف يستحق الاهتمام والمتابعة انطلقي اختي على بركة الله في اتمام الموضوع |
اقتباس:
شكرالمروركم الكريم وللمدح جزيتم خيرا |
2
وصلنا الى فلنناقش الأمر بعقـل بارد ، ومن خلال أسئلة هادئة وصريحة : ـ هل تبتغي الفتاة الجميلة أن تجتذب الأنظار إليها من أجل الزواج بها ؟ ـ هل تسعى من خلال كشفها لجمالها أن يتكاثر عليها المعجبون ؟ ـ هل تقوم بإبراز مفاتنها ليكون جسدها مبذولاً لكلّ مَن يشتهيه؟ فإذا كانت تبتغي الزواج ، وهو حقّها الشرعي لا يخالفها عليه أحد، فإنّ الاسلام لم يحرمها من : 1ـ كشف وجهها ، وهو عنوان جمالها الذي يمكـن لخاطب ودّها أن يقرأه ، والكتاب ـ كما يُقال ـ يُعرَف من عنوانه ، في الغالب . 2ـ الحركة في المجتمع ، سواء في مواقع الدراسة أو في العمل ، مما يتيح لها المجال في أن يتعرّف الراغب بالزواج عليها ، سواء من خلال النظرة العامّة أو من خلال السلوك والتصرّف . 3ـ مفاتحة مَن ترغب الزواج به ، وإن كانت التقاليد قد حجبت هذا الحقّ الشرعي حتى عاد أمراً مُسـتهجناً أو غير مُتعارَف عليه على الأقل . وإذا تزوّجت الفتاة ، كان لها أن تُعبِّر عن استمتاعها بجمالها بأقصى درجات الاسـتمتاع . وإذاً فهو ليس الحـرمان ، بل وضع الشيء في موضعه ، وتلك هي الحكمة . أمّا إذا كانت تهدف إلى استقطاب عدد كبير من المُعجَـبين ، في التكملة ان شاء الله تعالى |
3
وصلنا الى أمّا إذا كانت تهدف إلى استقطاب عدد كبير من المُعجَـبين ، فقد يُدخل ذلك على قلبها سروراً مؤقتاً وإعجاباً بالنفس قد لا يستغرق أكثر من فترة التماع نظرات المُعجَبين . لكن السؤال المهم هنا هو : وماذا بعد ؟ ـ هل تستهويها اللّعبة فتبقى تتلقّى نظرات الإعجاب المغموسة بالشهوة والطّمع بجسدها لتُشبِع بذلك غرورها ، وهيهات أن يشبع ؟! ـ هل تتخيّر من المُعجَبين شخصاً بعينه لتعيش معه كزوجة في وئام واحترام وانسجام ؟ ـ هل تستسـلم لأكثر من مُعجَب ، لتكون صيداً سهلاً لأكثر من صيّاد يقضي وطره منها ثمّ يرميها رميَ النواة ؟! لقد كشفت الكثـير من التحقيقات في أوساط الفتيات والنساء السافرات أنّ القضـية لم تقف عند حـدود الإعجاب ، بل تعـدّته إلى حالات من التحرّش والمضايقة والاعتداء . هكذا هو الحـال في مجتمع الفنّانات من الممثِّلات والمطربات .. وهكذا هو في أوساط المذيعات الفاتنات .. وهكذا هو في دنيا السافرات المتـبرِّجات من الطالـبات والعامـلات في أماكن العمل المختلطة . إنّ الفـتاة التي تجد مُتعتها في النظرات الجائعـة والكلمات الملتهبة تطرق سمعها وهي تخطر كاشفة بعض مفاتنها ، ستجد نفسها في التكملة ان شاء الله تعالى |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لكي اختي الزينبيه دروس بالمجان عسى الله ان يهدي بكلامك الكثير من هذه النماذج وللاسف التي اخذت بالانتشار وخاصة الفتره الاخيره وبسبب الانحراف عن الدين والتوجه للمسلسلات وتقليد الفنانات بكل شيء وعدم متابعة الاهل لتلك الظواهر اكملي اختي نحن بانتظار التكمله لكي شكرنا واحترامنا ولقلمكم المزيد من التألق والابداع |
اقتباس:
العجب كل العجب ان لبس الحجاب الشرعي اصبح يجذب النظر لندرته وليس العكس شكرا للمداخلة الرائعة التي اضافت للموضوع الكثير |
4
وصلنا الى إنّ الفـتاة التي تجد مُتعتها في النظرات الجائعـة والكلمات الملتهبة تطرق سمعها وهي تخطر كاشفة بعض مفاتنها ، ستجد نفسها بعد حين وقد ملّت اللّعب بانتـظار الرجل الذي تسـعد بقربه ، ويصدق في حبّها ويخلص لها ، وتشاطره الاسـتمتاع بالحياة الزوجية بعيداً عن حالات التوتّر النفسي التي تعانيها في عزوبيّتها . أمّا تلك التي عرضت جسدها في سـوق المباذل لتقع في أحضـان أكثر من (زبون) ، فقد اختارت طريق الفحشـاء والرذيلة ، وليس حديث هذه الصفحات معها . إذاً ، فالسؤال الحريّ بكل فتاة أو إمرأة مسلمة عاقلة أن تطرحه على نفسها هو : ماذا أريد بجمالي ؟ ـ هل أريد له ما تسوِّله لي نفسي الأمّارة بالسوء ويزيِّنه الشيطان من تحويله إلى سلعة ؟ ـ هل أريد له ما يريده تجّار اللّحم الحيّ وأدعياء الحرِّية ؟ ـ هل أريد له ما أراد له خالقـه من أن يكون مصـوناً في حدود الشرع ، وأن أعبِّر عن استمتاعي به في المواضع التي حدّدها لي ، وفي ذلك فسحة كافية للارتواء النفسي والجسدي ؟ وفي الإجابة الصريحة على هذه الأسـئلة ، يتحدّد موقف المرأة الشرعي من الستر والتبرّج . وثمة سؤال آخر تحتاج الفتاة أو المرأة أن تواجهه بصراحة أيضاًفي التكملة ان شاء الله تعالى |
اقتباس:
حتى لو فرضنا انها رجعت الى رشدها وارادت ان تتوب من المضي في هذا الطريق واختارت رجلا بعينه لتكمل معه الحياة فتبقى امور الماضي المبتذل تلاحقها وتعكر صفو حياتها فمن مشت في هذا الطريق ستتحمل عقباته مستقبلا وهي مشاكل مستمرة وفق الله اختنا كاتبة البحث للخير والسداد |
اقتباس:
وتعقيبا لكلامكم نعم قد تبقى امور الماضي تلاحقها اذا لم تكن التوبة صادقة لكن اذا كانت التوبة صادقة فان الله سينجيها من كل تبعات الماضي السيء وستسعد بالدارين لان الله اكرم اكرمين حاشا له ان يكشف ذنوب التائبين في الاخرة فكيف بلدنيا وملاحظة انا لست كاتبة البحث وانما انقل كتاب وقد اشرت لهذا الشي باول مشاركة شكرا لمداخلتكم وللمتابعة في قراة الموضوع جزيتم خيرا ورزقكم الله بزوجة وذرية صالحة اختك بنت الهدى 2 |
5
وصلنا الى وثمة سؤال آخر تحتاج الفتاة أو المرأة أن تواجهه بصراحة أيضاً ، وهو : هل أرتضي لنفسي كفتاة أو إمرأة أن تُقيّم شـخصيّتي من خلال شكلي الخارجي فقط ؟ أي من خلال جمالي الذي لا دخل لي فيه وإنّما هو هبة الله الذي يمكن أن يسلبه منِّي في أية لحظة ؟ أم أنّني كإنسانة لي نقاط قوّة وجمال أخرى يمكن أن اُقيّم من خلالها : ـ (علمي) الذي يمكن أن يكون جمالاً مُـلازماً يومَ تدبّ تجاعيد الشيخوخة فتنطفئ النضارة وتخبو أشعّة الجمال، بل هو تاج جمال يُضاف إلى جمالي في ريعان صباي وشـبابي ، فيُضاعفه ويُسبغ عليه هالات أجمل وأكمل . ـ (ذكائي) الذي به اُحسِن التصرّف وإدارة الاُمور ومعالجة المواقف والمشكلات . ـ (أخلاقي وعفّتي) التي تُزيِّن جمالي وتحرسه ، فتهفو إليه النفس المؤمنة العفيفة ليلتقي العفاف مع العفاف فننتج جيلاً عفيفاً طاهراً . ـ (تواضعي) الذي أسـتمدّه من أنّ جـمالي مهما كان باهراً فإنّـه صناعة الله ، وأمّا أخلاقي الحميدة فهي صناعتي وجهدي الخاص الذي تعبتُ في تحصيله ويحقّ لي أن أفتخر به . ـ (عملي ونتاجي) ممّا يمكن أن اُبدعه على أي مستوى سواء في دراستي ، أو عملي الحقلي ، أو في بيت المستقبل من تربية صالحة لأبناء مؤمنين عاملين . ومن هنا ، فإنّ المرأة كيان إنساني ذو شـخصية لها شأنها ، ويظلم المرأة كما تظلم هي نفسها ، من يظنّ أو تظنّ أنّها مجرّد شكل أو شيء أو سلعة ، فلقد كرّمها الله إذ كرّم بني آدم جميعاً . وإنّها لتسيء إلى كرامة الله تلك التي تتبذّل وتتنزّل حتى تغدو مجرّد جسد أو إطار أو آنية جميلة . مخاطر التبرج في التكملة ان شاء الله تعالى |
الاخ بنت الهدى 2 بارك الله بكم وزاد الله في ميزان حسناتكم ووفقكم لكل خير وأود القول
إن الموضوع قيّم ومهم وصحيح أنكم ناقلي للموضوع فيمكن إعتبار مايثار حوله هو إضافات لتكملة الفكرة إن ماقاله الاخ احمد السعيدي هو صحيح من جانب لكل انسان تاريخ يفتخر به إن كان مشّرفا ويقض مضجعه إن كان مشينا وكان هو له حس أو ضمير حي ولهذا أيضا يمكن القول لايمكن من كان له ماضي سيء أن يتصدر القيادة حتى لو تاب ومهما كانت له من مميزات أخرى إن ماتقولينه صحيح من حيث أن الله قد يتوب على الانسان إذا تاب وتدارك خطأه وللتوبة شروطها( وقد يحاسبه على اعماله ) ولكن هنا ليس السفور هو علاقة بين الفتاة والله فقط بين للمجتمع والبشر دور فيه مثلا هل كان لباسها محتشم أو فاضح ؟ كم من الشباب قد أستفزهم وأثار فيهم الشهوات والغرائز مثل هذا الزي اللاشرعي ؟ هنا في بحثنا للحجاب وللعفاف تشعبات كثيرة *ومن خلال نهاية البحث يمكن القول هل استوعب البحث جوانبه كافة واشبعها بحثا واجابات ناصرحيدر |
اخي ناصر حيدر شكرا لمروركم الكريم ومبارك لكم الميلاد الميمون مولد سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام
يسعدني جدا مايثار حول الموضوع من نقاشات لانه كما اسلفت حضرتكم إضافات لتكملة الفكرة لكن لدي ملاحظات لكلامكم (لايمكن من كان له ماضي سيء أن يتصدر القيادة حتى لو تاب ومهما كانت له من مميزات أخرى) وكلامك الاخر عن السفور لو اخذنا قصة زليخا ومافعلته قبل هدايتها ومانزل من القران بحقها قبل التوبة والنتيجة ماذا بعد التوبة اصبحت زوجة نبي الله يوسف عليه السلام وقد سمعت رواية ولاااعلم مدى صحتها لكن اذكرها وملخص الرواية انها ستحشر مع النبي محمد عليه وعلى اله السلام فقد كافئها الله على هدايتها للحق فسبحانه وتعالى اذا كافى زليخة لتوبتها الا يكافى المسلمة التائبة التي لم تفعل ربع الذي فعلته زليخا ان قراة سورة يوسف تعطي امل كبير لكل من ضل وابتعد من النساء للعودة لطريق الحق وقولك ((لايمكن من كان له ماضي سيء أن يتصدر القيادة حتى لو تاب ومهما كانت له من مميزات أخرى) برايي ظلم اجتماعي على المذنبين |
اقتباس:
اختي الكريمة بنت الهدى2 ولكن قد يناقش في هذا الامر ان توبة زليخا قد كانت اكراما ليوسف عليه السلام لا الى زليخا نفسها وان ثبت انها تابت صحيح ولكن قد تكون معجزة من معاجز النبي يوسف عليه السلام من باب الاكرام له من الله جل جلاله لا بان ماضيها انتهى وحتى وان كان مجرد احتمال ذلك لايقينا فتسندنا القاعدة الاصولية المعروفة اذا تطرق الاحتمال بطل الاستدلال وبوركتم لهذا الجهد وفقكم الله لكل خير |
اخي الموالي احمد السعيدي جزاك الله خير جزاء الصالحين
وشكرا للمداخلات القيمة التي تصدر من حضرتكم وملاحظة : لايعقل كلامك بتاتا ان الله اكرم نبي الله يوسف عليه السلام بتوبة زليخا نعم اكرمه بأن ارجع لها شبابها ولو كانت مكرمة لنبي الله يوسف عليه السلام لكان الاولى بأن يكرم الله عز وجل نبيه وحبيبه بتوبة عمه ابو جهل |
اقتباس:
احيي فيكم هذه الروحية الفاضلة في الحوار ولكن لي مع كلامكم وقفات الوقفة الاولى لكل قضية ملابساتها الخاصة وواقعها الخاص بها وقد لايمكن القياس بين قضية واخرى كما اجريتم ذلك بين توبة زليخا وعدم توبة ابوجهل مثلا الوقفة الثانية قلتم في موضوعكم ان التوبة النصوح اذا كانت خالصة لوجه الله فالله يستر على المرأة وهو صحيح نوعا ما ولكن في قضية زليخا لايجري الامر لماذا لان الله هو من كشفها في القران وكلما تذكر زليخا يذكر معها تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا فالماضي بقي يلاحق زليخا فلذلك قلنا انها قد تكون اكراما ليوسف عليه السلام الوقفة الثالثة يمكن الاستدلال بتوبة زليخا من باب مهما كان الجرم عظيما فان الانسان اذا تاب توبة نصوح الى الله تاب الله عليه واثابه لا الاستدلال بان الماضي انقطع عنها هذا كما استميحكم عذرا عن الاطالة والله من وراء القصد |
شكرا للاخ احمد السعيدي وجزيتم خيرا
ملاحظة : لقد ذكر القرأن قصة زليخا اي بعدما توفيت ومضى زمانها لكن في وقتها قد كرمت بااحسن التكريم لتوبتها اذن الذي كانوا في زمانها قد شهدوا التكريم الالهي للتائبين ولم يلاحقها اثر فعلتها بل زوجت وحسب الروايات رزقت بذرية ومايدرينا لعلنا ننسى قصتها اذا دخلنا الجنة اكراما لها ولكي لايلاحقها اثر فعلتها وشكرا لك مرة اخرى لهذه الردود المتفاعلة للموضوع |
6
وصلنا الى مخاطر التبرّج : ماذا يحصل عندما نهدم جدران بيت ؟ يغدو مكشوفاً وعرضة لنظرات الرائحين والغادين بحيث تسقط حرمته فلا يستطيع أهله أو سكّانه منع الناس من التفرّج عليهم . وماذا يحصـل لو أ نّنا فتحنا شـبابيك بيت جمـيل ، وقلنا للمارّة : لا تنظروا من خلالها ، ولا تلقوا إلى داخل الدار ولو نظرات عابرة ؟ ألا يمكن أن يثير ذلك اعتراضهم فيقولون : اغلقوا شبابيك البيت قبل أن تطلبوا منّا إغلاق عيوننا ؟! هذان المثالان كثيرا الشبه بالفتاة أو المرأة التي تخرج سافرة متبرِّجة كاسـية عارية تلبس أبهى زينتها وأجمل ملابسها وتضع المساحيق والعطور المثيرة ، ثمّ تقول للشبّان الذين تفور غرائزهم : لا تُستثاروا !! غضّوا أبصاركم !! لا تلتفتوا إليَّ .. دعوني وشأني !! وهل هناك يا ترى متبرِّجة تقول ذلك ؟ أليست تخرج كذلك لتلفت الأنظار إليها وكأنّها شاشة تلفاز تبيح للجميع التطلّع إليها ؟! وعلى ضوء ذلك ، ما هي انعكاسات التبرّج على الفتاة المتبرِّجة ذاتها ، وعلى المجتمع ؟ على الفـتاة ، يبدو انعكاس في التكملة ان شاء الله تعالى |
7
وصلنا الى على الفـتاة ، يبدو انعكاس ذلك من خلال النظر إليها من زاوية واحدة فقط ، أي أنّها اُنثى ، وأنّها جسد يطمع به الطامعون ، كما يتركّز هذا المعـنى في ذهنيّـتها أيضاً ، فلا تلتفـت إلى الجـوانب الاُخرى في شخصيّتها ، وإنّما تصبّ اهتمامها على الشكل دون المضمون ، فتغرق في اقتناء الملابس الثمينة والزينة الغالية ، وتتفنّن في الظهور بمظهر اللاّفت للأنظار ممّا يُسبِّب لها متاعب مالية واجتماعية ونفسية كثيرة . فهي لا بدّ وأن تُغيِّر ملابسها التي سبقَ أن ارتدتها وإن لم يمضِ على شرائها وقت طويل ، ولابدّ أن تنافس قريناتها من الفتيات في التسابق على الموضات والصرعات والصيحات الجديدة ، وإذا مرّ عليها وقت لم تجد فيه ذلك كلّـه ، فإنّها سـوف تعاني من أزمة نفسـية ظنّاً منها أنّ الخروج إلى الشارع أو المعهد أو مكان العمل في نفس ملابسها يجعلها صغيرة وفقيرة وحقيرة في نظر صاحـباتها ، وفي نظر مَن تتوقّـع من الشبّان والرجال أن ينظروا إليها . وقد تضطرّ بعض الفتـيات للعمل أو للاقتراض ، أو الضـغط على عائلتها ذات الدخل المحدود من أجل أن تبقى في حالة تغيير دائم في الشكل وإلاّ سقطت في السِّباق المحموم . وكم فعلت هذه المنافسة فعلها السيِّئ في التكملة ان شاء الله تعالى |
وعلى يدكم أشد مؤيدا ومباركا لكم هكذا رؤية ملتزمة
بوركت من فكر طيب وقلب ناصع البياض اختي بنت الهدى دمت بخير وشكرا لكم ننتظر البقيه |
اقتباس:
دمت بحفظ الله ورعايته |
8
وصلنا الى وكم فعلت هذه المنافسة فعلها السيِّئ في نفوس فتيات تعقّدن من اللّهاث وراء الموضـات ، وربّما شـعرن بالغـيرة والحقد والحسـد من الفتيات الاُخريات اللّواتي يفقنها في تسريحة الشعر ، أو موضة الملابس الباهضة التكاليف قماشاً وخياطة ، أو ما يضعنه من زينة ويلبسنه من ذهب ومجوهرات . وكم أكلت هذه المنافسة التي ليس فيها فائزة واحدة ، من أوقات الفتيات والنساء في الأحاديث التي يسـتغرقن فيها حول ما لبسن وما سـيلبسن ، والمقارنات التي يعقدنها حول ما تلبسـه فلانة والزينـة التي تتزيّن بها الاُخرى ، حتى امتدّت المنافسـة إلى تقليد الفنّانات ، وصاحبات الثراء ، وعارضات الأزياء . إنّ فتاةً تلهث خلف الاهتمام الوحيد بمظهرها .. فتاة مسكينة تبعث على الشفقة .. وربّما احتاجت إلى وقت طويل حتى تُدرِك أنّها كانت ضحيّة التجّار والسماسرة ومروِّجي الاعلانات وأصحاب النزوات والشهوات . أمّا على صعيد المجتمع ، فالانعكاسات أشدّ سوءاً : في التكملة ان شاء الله تعالى |
9
وصلنا الى أمّا على صعيد المجتمع ، فالانعكاسات أشدّ سوءاً : فالشبّان الذين يريدون أن يتحصّنوا أو يتعفّفوا لأنّهم لا يجدون ما يؤمِّن لهم نفقات الزواج ، وهم يشاهدون في الصباح والمساء مشاهد فاضحة تجعل غرائزهم تستعر وهم لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً . والرجال الذين في قلوبهم مرض الذين يمدّون أعينهم إلى هذه وإلى تلك في عملية التقاط للصور المثيرة ، وأخرى للمقارنة بين ما أنعم الله به عليهم من الحلال الطيِّـب وبين ما هو في حكم المُشـاع من اللّحم العاري والنصف العاري ، أو المُغطّى الذي يصف ملامح الجسد فيثير أكثر من المكشوف ، كلّ ذلك ممّا يُربك حياتهم ويُعقِّد أوضاعهم النفسية والاُسرية ، بحيث يتسبّب في حالات شجار وعراك بينهم وبين زوجاتهم إن لم يتسبّب في الأسوأ وهو الطّلاق وخراب البيوت . وبالتالي فإنّ المتبرِّجات وأنصاف العاريات والسافرات اللاّبسات من الملابس أكثرها إثارة يُحـدِثن حالة من الطوارئ الجنسـية بحيث يتحوّل الشارع أو أماكن العمل أو وسائط النقل إلى أشبه شيء بغرف النوم . فأيّة جرائم اجتماعية وأخلاقية يتسبّبن فيها ذوات الحياء القليل سواء شعرن بذلك أم لم يشعرن . وللأسف فإنّ قانون الكثير من البلدان لا يتسامح في ذلك فقط ، بل يشجِّع عليه ويفتح له الأبواب على مصاريعها بغية إفساد الجيل بشبّانه وشابّاته . الوقاية الأخلاقية :في التكملة ان شاء الله تعالى |
10
وصلنا الى الوقاية الأخلاقية : ولأجل أن يضع الاسلام حدّاً لهذا الاسـتهتار بالقيم والأخلاق ، ولكي يخفِّف ويزيل الكثير من الانعكاسات والآثار السلبية الاجتماعية والفردية للتبرّج ، ولكي لا يستهلكنا علاج الحالات الصعبة أو التي فاتَ عليها الأوان فلم ينفع معها العلاج ، رأى المشرِّع الاسلامي أن يحصِّن الفـتاة داخلياً وخارجياً في برنامج وقـائي أثبت نجاحه حيثما كانت هناك فرصة لتجريبـه ، وحيثما كانت هناك استعدادات ذاتية وموضوعية لتطبيقه . ولا بدّ من الالتفات إلى أنّ الاسلام لا يلغي ولا يصادر الحرِّيات ، بل يتحفّظ على بعضها حتى لا يُساء استغلالها ، ويضع الحدود هنا وهناك من أجل أن يحمي الانسان من نفسه الأمّارة بالسوء تارة ، ومن المجتمع الذي يحيط به أخرى . فعلى صعيد المناعة الذاتية ، اتّخذ الاجراءات التالية : ـ طلب من الفتاة أو المرأة عموماً أن تحكِّم إرادتها في أفعالها كلّها ، كما طلب ذلك من الشبّان أو الرجال عموماً . ـ وحذّرها من أن تقع فريسة لتسويلات الشيطان الذي قد يملك أن يوسوس لها بالسوء ويزيِّنـه لها ، ولكنّه لا يملك أن يعطِّل أو يشلّ إرادتها كإنسانة واعية (إنّ كيدَ الشيطانِ كان ضعيفاً ) . ـ وألزمهافي التكملة ان شاء الله تعالى |
11
وصلنا الى ـ وألزمها بالستر الشرعي ( الحجاب) لا ليضعها كما يقول المغترّون في ( كيس أسـود ) وإنّما ليحصِّـن أنوثتها بما يبعد عنها غائلـة السوء والتعدِّي ، وبما يساهم في نشر حالة العفاف في المجتمع كجزء من حالة الأمن الاجتماعي الذي يحرص على استتبابه ونشره على أوسع نطاق . ـ كما منعها من أن تبدي زينـتها إلاّ ما ظهر منها ، حتى لا تحرِّك أجواء الإغراء بالمعصية . ـ وزرع في داخل تكوينها الانساني خصلة ( الحياء ) التي تعمل بمثابة الكابح الذي يكبح جماح النفس والشهوة والنزوة ، كما يجعل المرأة محبوبة أكثر ومُقدّرة أكثر . ـ ودعاها إلى تربية حالة ( التقوى ) في داخلها والتي تقابل ما يُصطلح عليه بـ ( الضمير ) ، حتى لا تندفع مع تيار النفس الجامحة التي تأمر بالسوء والشيطان الذي يُزيِّن ذلك السوء . ـ كما دعاها إلى احترام سمعتها ومكانتها في المجتمع حتى لا تطالها الألسن بالسوء والرِّيبة والانتقاص والتسقيط ، فتلك مريم (عليها السلام) مثال العفّة والصون للمرأة المسلمة الملتزمة تقول في صدد رعايتها لسُمعتها الأنقى من الزلال : (يا ليتني مِتُّ قبل هذا وكنتُ نسياً منسيّاً ) ، خاصّة بعدما عرفها قومها بعـفافها الذي كان يُضرَب مثلاً للنسـاء : (قالوا يا مريمَ لقد جئتِ شيئاً فريّاً * يا أختَ هارون ما كان أبوكِ امرأ سوء وما كانت أمُّكِ بَغِيّاً ) . وأمّا من جهة المناعة الاجتماعية في التكملة ان شاء الله تعالى |
12
وصلنا الى وأمّا من جهة المناعة الاجتماعية ، فقد اتخذ المشرِّع الاسلامي الاحتياطات التالية : 1 ـ فلقد حرّم إطالـة النظر من الرجل للمرأة : (قُل للمؤمنينَ يغضّوا من أبصارِهِم ويحفظوا فروجهِم ذلك أزكى لهم إنّ اللهَ خبيرٌ بما يصنعون ) ، ومن المرأة للرّجل : (وقُل للمؤمناتِ يغضضنَ من أبصارهنّ ) . فلقد اعتبرت العين نافذة القلب ، والنظر رسول الفتنة ومقدّمة الزِّنا .. وقديماً قال الشاعر : كلّ الحوادث مبدأها من النظرِ***ومعظم النار من مستصغر الشّرر كم نظرة فتكت في قلبِ صاحبها***فتك السِّهام بلا قوس ولا وترِ وقال آخر : نظرةٌ فابتسـامةٌ فسـلامُ***فكـلامٌ فمـوعدٌ فلِــقاءُ 2 ـ وحرّم النظر بريبة ، تلك النظرة التي تمثِّل الانجذاب الغريزي أي الشهوة الجنسية ، ولقد اعتبرت هذه النظرة محرّمة ولو لم يكن بعدها الزِّنا لأ نّها تشتمل على مفاسد ذاتية مثلها مثل اللمسة والقبلة .. وفي الحديث الشريف : «العينان تزنيان ، وزناهما النظر » ، وجاء في حديث آخر : «النظرة سهمٌ من سهام إبليس مسموم ، وكم من نظرة أورثت حسرةً طويلة» ، وفي حديث آخر : «أوّل النظرة لك والثانية عليك والثالثة في الهلاك» ، لأنّ في الثالثة تحقيقاً للنظر وإمعاناً له ، وهو النظر بريبة . 3 ـ وحرّم الخلوة بالأجنبية ، وهي التي لا تحلّ إلاّ بالزواج ، مُعتبراً ذلك مسرباً من مسارب الشيطان : «ما اختلى رجل وامرأة إلاّ وكان الشيطان ثالثهما» . من خـلال ذلك ، نفهم أنّ في التكملة ان شاء الله تعالى |
13
وصلنا الى من خـلال ذلك ، نفهم أنّ العـلاقة بين ( السـتر ) وبين ( النـظر ) مترابطة ، فكما نطلب من الفتيات أن يستترن ، نطلب من الشبّان أن يغضّوا الطّرف ، وحتى تكتمل دائرة العفّة ، سدّ الاسلام الطرق الموصلة إلى الزِّنا ، ولذا جاء قوله تعالى : (وإذا سألتموهنّ متاعاً فاسألوهنّ من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهنّ ) ، فالغرض المطلوب من الستر هو طهارة القلوب ، قلوب الشابّات وقلوب الشبّان معاً . ولقد جاء في سبب نزول الآية الكريمة : (قُل للمؤمنينَ يغضّوا من أبصارهم ) أنّ شابّاً من الأنصار استقبل امرأة بالمدينة ، فلمّا جاء نظر إليها ودخل في زقاق وجعل ينظر خلفها ، واعترض وجهه عظم في الحائط أو زجاجة ، فشقّ وجهه ، فلمّا مضت المرأة ، فإذا الدماء تسيل على ثوبه وصدره، فقال: والله لآتينّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولأخبرنّه. فهبط جبرئيل (عليه السلام) بهذه الآية : (قُل للمؤمنينَ يغضّوا من أبصارهم ) . فالشاب هنا قد افتتن بالنظر الشهوانيّ فاتّبع المرأة بالسّـير خلفها لأ نّه حرّك مخيّلته في الجانب الجنسي، ولم تكن النظرة عابرة أو سطحية. وقد قيل إنّ معنى غضّ البصر ليس هو إقفال البصر تماماً وإنّما خفضه وعدم إرسـاله طليق العـنان يلتهم الغاديات والرائحات . ولذا قال الشاعر ناصحاً : وأنتَ إذا أرسلتَ طرفكَ رائداً***لقلبكَ يوماً أتعبتكَ المناظرُ رأيتَ الذي لا كلّه أنتَ قادرٌ***عليه ولا عن بعضهِ أنتَ صابرُ ولذلك قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «كلّ عين باكية يوم القيامة إلاّ ثلاثة : عين بكت من خشية الله ، وعين غضّت عن محارم الله ، وعين باتت ساهرة في سبيل الله» . وفي الحديث : «مَن نظر إلى إمرأة ورفع بصره إلى السماء ـ أي صرفَ بصره عن النظر الحرام ـ لم يرتدّ إليه بصره حتى يزوِّجه الله من الحور العين» . وكلّ ذلك من أجل أن يعيش المجتمع المسـلم العفاف في نظراته وكلماته وتصرّفاته . لماذا الحجاب في التكملة ان شاء الله تعالى |
14
وصلنا الى لماذا الحجاب ؟ ربّما توحي كلمة ( الحجاب) والتي تعني الستر الشرعي بمعنى سلبي، وكأنّ الاسلام يريد للمرأة أن تحتجب عن المجتـمع وتنعزل عنـه فلا تمارس دورها فيه . وهذا ما قد ركّزته بعض الأحاديث الموضوعة التي تتعارض مع صريح القرآن الكريم في دفع المرأة إلى ممارسـة دورها الرسالي والسـياسي والاجتماعي ، كالقـول : «النساء عيّ وعورات ، فداووا عيّهنّ بالسكوت وعوراتهنّ بالبيـوت» ، والقول : «فاحبسوا نساءكم يا معشر الرجال» وغيرها ، في حين أنّ الواقع التاريخي لمسيرة المرأة لا يلتقي مع ذلك ، فلقد كانت تخطب وتشارك في المعارك كمداوية للجرحى ، وساقية للعطاشى ، أو مستنهضة للعزائم والهِمَم ، وتساهم في النشاطات العامّة بما لا يخرجها عن حدود الالتزام والعفّة . ولذلك فإنّ من الأنسـب في التعـبير هو ( الستر الشرعي ) ; لأنّ مصطلح الحجاب لم يرد في أيّ من كتب الشريعة ، وإنّما هو اصطلاح دارِج ، ومع ذلك فإنّنا سنستعمله في الاشارة إلى الستر . فلماذا أراد الله للفتاة أو المرأة أن تستتر ؟ لقد أجبـنا عن ذلك بعض الإجابة ، وقد تأكّد ـ فيما سبق ـ أنّ الاسلام يريد التركيز على إنسانية المرأة دون أن يلغي خصوصيتها الاُنثوية . ولم يُحدِّد الاسـلام شكلاً معيّناً للستر ، بل تحدّث عنه في الاطار العام والمواصفات التي يجب أن يتّصف بها لباس المرأة دون الخوض في تفاصيل اللون والشكل وتصميم الأزياء ، وذلك ضمن النقاط التالية : في التكملة ان شاء الله تعالى |
15 وصلنا الى 1 ـ أوجب على المرأة ستر ما زاد عن الوجه والكفّين ـ وعلى بعض الآراء القدمين أيضاً ـ وذلك لغير الزوج والمحارم كالأب والعم والخال والإخوة ، وأجاز النظر إلى تلك المساحة المحدودة على اعتبار أنّ هذه المواضع ( الوجه والكفّين ) هي ممّا تحتاجه المرأة في التعامل الاجتماعي . 2 ـ أوجب عليها أن تستر فتحة الصّدر، لأ نّها من مواضع الإثارة، وذلك هو قوله تعالى: (وليضرِبنَ بخمرهنّ على جيوبهنّ )، والخمر جمع خمار وهو غطاء الرأس، والجيوب جمع جيب وهو فتحة الصّدر من الثوب . فالواجب على الفتاة أو المرأة المسلمة أن تُغطِّي رأسها بخمارها ، وأن تستر به صدرها ونحرها وعنقها ، حتى لاينكشف شيء من هذه المفاتن لنظرات المتطلِّعين، وحتى لاتكون المرأة المسلمة كالمرأة المتبرِّجة في الجاهلية (ولا تبرّجنَ تبرّجَ الجاهليّة الاُولى ) ، لأنّ التبرّج لغةً هو إظهار ما يجب إخفاؤه . ولقد كانت المرأة في الجاهلية تخرج وتمشي بين الرجال، لها مشية تكسّر وتغنّج، وتلقي الخمار على رأسها ولاتشدّه، فتبدو في زينتها . |
16
وصلنا الى 3 ـ أوجبَ عليها أن لا تُبدي زينتها إلاّ ما ظهر منها ، ويُقال إنّ المراد من الزينة هي الزينة الطبيعية كالشعر والمحاسن الجسمية ، فيجوز إظهار ما بدا منها ، وهما الوجـه واليدان . وأمّا الزينة الاصطناعية ، كالأصباغ والمسـاحيق ، فلا يجـوز إظهارها (وإن يستعففنَ خير لهنّ ) . ولقد صدق مَن قال : «لقد تساهل الاسلام مع المسنّات وشدّد على الشابّات ـ في مسألة الحجاب ـ ولكن جاء العمل على عكس ما أمر القرآن الكريم، حيث نرى التبرّجوالتهتّك في الشابّات والتستّر والتحفّظ من المسنّات ، فتساهلنَ فيما شددّ الله ، وتشدّدن فيما تساهل» . 4 ـ في الستر الشرعي , أراد الاسلام لملابس المرأة أن تكون موافقة لشروطه ، وهي : أ ـ أن تغطِّي جميع الجسم عدا المستثنى منه (ما ظهر منها ) . ب ـ أن لا يشفّ ولا يصف ما تحته ، أي أن لا يكون رقيقاً يحكي البشرة ويبرزها . ج ـ أن لا يحدِّد أجزاء الجسم أو يبرز مفاتنه ، أي أن لا يكون مثيراً للشهوات ، وذلك قوله تعالى : (يدنين عليهنّ من جلابيبهنّ )، وأن لايكون مصداقاً للتبرّج بأن ترتدي الفتاة أو المرأة لباساً يستر جسدها ، لكن موضته ـ أي طريقة صناعته أو خياطته ـ تخلق حالة من الإثارة ربّما تفوق إظهار المفاتن . الحجاب والحرِّية :في التكملة ان شاء الله تعالى |
17
وصلنا الى الحجاب والحرِّية : والآن نحاول أن نجيب على الأسئلة التالية ، لنرى هل أنّ الاسلام أراد أن يضيِّق حرِّية المرأة بتكليفها بارتداء السّتر ؟ أ ـ ما هو مفهوم الحرِّية في الاسلام ؟ ب ـ ما هي ضوابط ممارسة الحرِّيات ؟ ج ـ هل الحجاب يناقض الحرِّية ؟ أ ـ فالحرِّية في معناها العام هي : «نفي سيطرة الغير .. والقاعدة الأساسية للحرِّية في الاسلام هي : التوحيد والايمان بالعبودية المخلصة لله الذي تتحطّم بين يديه كلّ القوى الوثنية التي هدّدت كرامة الانسان على مرّ التاريخ» . فعملية التحرير تنطلق من داخل الانسان نفسه بتحكّمه بإرادته ومسيرته وشهواته ، ولذلك فإنّنا : «إذا جمّدنا في الانسان القدرة التي تمكِّنه من السيطرة على شهواته ، واكتفينا بمنحه الحرِّية الظاهرة في سلوكه العملي ، ووفّرنا له بذلك كلّ إمكانات ومغريات الاستجابة لشهواته ، كما صنعت الحضارات الغربية الحديثة ، فقد قضينا بالتدريج على حرِّيتـه الانسانية في مقابل شهوات الحيوان الكامن في أعماقه ، حتى إذا التفت إلى نفسه في أثناء الطريق ، وجد نفسه محكوماً لا حاكماً ، ومغلوباً على أمره وإرادته» . فالحرِّية بهذا المعنى الاسلامي حرِّيتان في التكملة ان شاء الله تعالى |
السلام على جوهرة العصمة وفريدة الرحمة سيدتنا ومولاتنا الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بظهور قائمهم والعن أعدائهم لعنة دائمة إلى يوم الدين بارك الله بك غاليتي بنت الهدى2 على طرح هذا الموضوع الهام والمتميز ونتمنى من أخواتنا وبناتنا الصغيرات الغاليات الإلتزام بالحجاب والخدر الزينبي لنتتوج نحن الفاطميات والزينبيات بتاج السير على نهج سيداتنا من أهل بيت النبوة عليهم السلام أشد على يديك أختي الفاطمية الزينبية المتمسكة بحجابك الذي يصونك من النظرات الخائنة المسمومة وأدعوك لتنبيه من غفلت وجرفتها المدنية الحديثة الزائفة لتبدي مفاتن جسمها فهي كالسلعة المعروضة للبيع أمام الملأ بل هي ارخص مرة أخرى بارك الله بك غاليتي بنت الهدى 2 وجزائك على مخدرة البيت العلوي جعلهم الله شفاعئنا وشفاعئكم في( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم) نسألكم الدعاء لنا ولوالدينا |
اقتباس:
ولو أنني أوتيت كل بلاغة ****** وأفنيت بحر النطق في النظم والنثر لما كنت بعد القول إلا مقصرا ***** ومعترفا بالعجز عن واجب الشكر شكرا للمداخلة القيمة http://up.3dlat.com/uploads/12987491059.gif |
18
وصلنا الى فالحرِّية بهذا المعنى الاسلامي حرِّيتان : حرِّية داخليـة ، تنبع من مقـدار التحكّم والسيطرة على شهوات الانسان . وحرِّية خارجية ، وهي التحرّر من سيطرة الآخرين وظلمهم وضغوطاتهم . وهما حرِّيـتان متكاملتان ، فلا يمكن أن نجمِّـد إحداهما ونطلق الاُخرى ، وإذا تزاحمتا ، أي لم يكن لنا خيار سوى حرِّية واحدة ، فإنّنا نفسح المجال للحرِّية الاُولى لأ نّها الحرِّية الحقيقية التي يشعر معها الانسان بحرِّيته وعزّته حتى ولو كان يقبع في داخل زنزانة . ويمكن أن نلخِّص أهم معالم الحرِّية الاسلامية من خلال تعريفها في النقاط التالية : 1 ـ الحرِّية تستبطن المسـؤولية ، فأنتَ حرّ يعني أنتَ مسؤول ، ولا بدّ أن تقدِّم تفسيراً معقولاً لكلّ ما تقوم به . 2 ـ والحرِّية نظام ، فهي تنظِّم الحركة وتضع لها ضوابطها وتفسح لها المجال حيثما كان في ذلك الخير والصلاح ، وتمنعها حيث تصبح تعدِّياً على حرِّيات الآخرين ، فهي قانون وليست ضدّ القانون . 3 ـ والحرِّية في التكملة ان شاء الله |
19
وصلنا الى 3 ـ والحرِّية اختيار ، لأ نّها تقوم على أساس أنّ الأصل في طبيعة الانسان الخير . 4 ـ والحرِّية علم وثقافة ، لأ نّها تقوم على تشخيص الحقائق ومعرفة الأشياء الضارّة والنافعة . 5 ـ والحرِّية تشريع يتـحرّك في دائرة المـباحات ، ولا حرِّية مع الواجب والمحرّم . 6 ـ والحرِّية تجربـة ومنهج اسـلامي شـامل ، ينضـج بالوعـي والممارسة الصحيحة . هذه هي أهم معالم الحرِّيـة في الاسـلام ، وما عداها فـ ........ التكملة ان شاء الله تعالى |
20
وصلنا الى هذه هي أهم معالم الحرِّيـة في الاسـلام ، وما عداها فـ ( حرِّية ) مزيّفة أو لنَقُل ناقصة ، فلقد ركّزت وسائل الاعلام على تحرير الشكل الخارجي للمرأة ، والذي يعتبر شكلاً آخر للعبودية يهدف إلى إضفاء مسحة من الجمال الظاهري على الأَمَة القديمة ليس إلاّ . فلقد كان عربُ الجاهلية يعتبرون (ذات النقاب) حرّة و(المتجرِّدة) أمَة ، أي أ نّهم أعطوا صفة الحرِّية للمرأة المستترة ، وكان يمكن أن تعتبر سجينة النقاب أو مُضيّقاً عليها ، وأعطوا صفة العبودية للمتبرِّجة . فالحرِّية المزعومة هي شعار للاستغلال وليس دعوة مخلصة لانقاذ المرأة أو تحريرها ، والحقيقة هي كما عبّرت عنها إحدى الكاتبات «قال لها الرجل : إنّها حرّة في تصرّفاتها وفي كلّ شيء ، وهي في الواقع مُقيّدة بإرضاء الرجل ، أي رجل كان ، وإشباع رغباته» (1) . ويمكن لنا أن نتمثّل حرِّية الغرب الداعيـة إلى الخلاعة والمجون ، من خـلال الاحصاءات المريعـة ، التي تتحدّث عن الحمل والولادة والاجهاض قبل الزواج ، وأثر الأفلام الخليعة . كما يمكن أن نتعرّف على زيف شعار الحرِّية في بلد كفرنسا من خلال طرد بعض الفتيات المحجّبات من مدارسهنّ ، حيث اعتبر حجابهنّ رمزاً دينياً تبشيرياً يثير الخلافات بين الطالبات !! يُضاف إلى ذلك أنّ بعض أسباب الطلاق وانتشار الفحشاء هو من بعض الثمار الفجّة للتبرّج ، وسنضرب لذلك بعض الأمثلة والشهادات الميدانية . ب ـ وحتى لا يُساء في التكملة ان شاء الله تعالى (1)بنت الهدى : المرأة مع النبيّ ، ص 88 |
21
وصلنا الى ب ـ وحتى لا يُساء اسـتعمال الحرِّية في الاسلام ، وضع المشرِّع تنظيمات وضوابط ، فالحرِّية في الاسلام ليست مُطلقة بل قُيِّدت داخلياً بالخضـوع لحكم الارادة والعقل والضمـير ، وخارجياً بالاجـراءات القانونية التي يُطلق عليها ( الآداب العامّة ) ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتشريعات الاسلامية الاُخرى . ولمّا كانت الارادة تضعف أحياناً أمام الضـغوطات ، كان لا بدّ من ضوابط تحفظها من ذلك الضعف ، وأهمّها ( الثواب ) و ( العقاب ) ، إلى جانب إجراءات القانون الاسلامي ، وهو نظام تشريعي غير خاضع للأهواء والأمزجة . ولعلّنا نجد في مثال يوسـف (عليه السلام) اختيار السجن أو تفضيله على الحرِّية المنحرفة ، مثلاً اسلامياً بليغاً ـ للمرأة وللرجل ـ في الحفاظ على روحية الحرِّية التي يتحرّك بها الانسان المؤمن ، ويحاذر أشدّ المحاذرة من السقوط تحت أقدام المعصية ، فلقد قيّد حرِّيتـه الجسدية من أجل أن يطلق حرِّيته الايمانية والروحـية : (قال ربِّ السِّجن أحبّ إليَّ ممّا يدعـونني إليه وإلاّ تَصرِف عـنِّي كيدهـنّ أصبُ إليهـنّ وأكن من الجاهلين ) . ج ـ وأمّا الإجابـة عن السـؤال الأهم : هل الحـجاب و ( السـتر الشرعي) يناقض الحرِّية ؟ فلنستمع إلى آراء بعض علماء الاسلام وأصحاب الرأي في ذلك : في التكملة ان شاء الله تعالى |
22
وصلنا الى فلنستمع إلى آراء بعض علماء الاسلام وأصحاب الرأي في ذلك : ـ «إنّ ستر البدن باستثناء الوجه والكفّين لا يحول دون أي نشاط ثقافي أو اجتماعي أو اقتصادي ، وإنّ الذي يؤدِّي إلى تعطيل الطاقة العملية للمجتمع هو تلويث محيط العمل بالممارسات الشهوانية» (1) . ـ «رأي الاسلام الصريح أنّ الحجاب إنّما هو ضمان قانوني للعفّة ، يصونها عن الانزلاقات العاطفية التي توجبها فتنة العري ، وعن الاعتداء الأثيم الذي تمكّن له مظاهر التبرّج والخلاعة» (2) . ـ ( إنّ الاسـلام لم يفرض على المرأة ـ كما يُقال ـ أن تظلّ حبيسـة البيت لا تخرج منه إلاّ إلى القبر ، بل أباح لها الخروج إلى الصلاة وطلب العلم وقضاء الحاجات وكلّ غرض ديني أو دنيوي مشروع ، كما كان يفعل ذلك نساء الصحابة ومن بعدهم من خير القرون ، وكان منهنّ مَن يخرج للمشاركة في القتال والغزو مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن بعده من الخلفاء والقوّاد . وقد قال (صلى الله عليه وآله وسلم) لزوجه سودة : «قد أذن الله لكنّ أن تخرجن لحوائجكنّ» ، وقال : «إذا استأذنت المرأة أحدكم إلى المسجد فلا يمنعها» ، وفي حديث آخر : «لا تمنعوا إماء الله مساجد الله» ) (3) . ـ وتقول إحدى الكاتبات : «إنّ فلسفة الحجاب أ نّه يجعل النساء أكثر تحرّراً ، فهو يجنِّبهنّ أن يكنّ مجرّد رموز جنسية أمام الناظرين ، وأن يقعنَ في فخِّ الثوب الغربيّ وتعاليم الأزياء الغربية» (4) . من هذه الآراء ، وغيرها كثير ، التي تلتـقي على فهم واحد لمعنى الحجاب في الاسـلام ، نخلص إلى أنّ الحرِّية تتسع في أجواء العفّة والاحتشام ، وتضـيق فتنحـصر في النزوات والشهوات إذا كانت تتحرّك في إطار جنسي بحت . شهادات ميدانية :في التكملة ان شاء الله تعالى (1)مرتضى المطهّري : مسألة الحجاب ، ص 64 (2)محمد أمين زين الدين : العفاف بين السّلب والايجاب ، ص 13 (3)يوسف القرضاوي : الحلال والحرام في الاسلام ، ص 258 . (4)رنا قبّاني : رسالة إلى الغرب ، ص 60 |
الساعة الآن »01:24 PM. |