منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=116)
-   -   وقودالاصلاح الحسيني (58) الشهيد عمرو بن قرظة الأنصاري (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=41905)

حسين نوح مشامع 18-Dec-2019 08:57 PM

وقودالاصلاح الحسيني (58) الشهيد عمرو بن قرظة الأنصاري
 
وقود الاصلاح الحسيني (58) الشهيد عمرو بن قرظة الأنصاري

قالَ تعالى: ((فمِنْهُم مَن قَضى نَحْبَه ومِنْهُم مَن يَنتظِرُ، وما بَدَّلوا تَبديلاً)) الأحزاب 23. وقال الإمام الحسين(ع): ((اللّهم اجعل لنا ولشيعتنا عندك منزلاً كريماً، واجمع بيننا وبينهم في مستقرّ من رحمتك، إنّك على كلّ شيء قدير)).(01)

هذا شمعتنا الثامنة والخمسون في هذا السفر وفي سلسلة وقود الإصلاح الحسيني، وهو المؤمن الذي ضحى بنفسه من اجل إيصال كلمة الحق إلى الناس، إنه:
اسم الشهيد: عمرو بن قرظة الأنصاري
الشباك: ضريح شهداء كربلاء
الوفاة: عاشوراء عام 61 هـ.
الشهرة: اتقائه السهام والرماح بيده وصدره دون الحسين(ع) (01)

هوية الشهيد:
هو عَمْرو بن قَرَظة بن كعب بن عمرو بن عائد بن زيد بن مَناة بن ثعلبة بن كعب الأنصاريّ الخزرجيّ الكوفيّ (من عرب الجنوب ـ اليمن)، ينتمي إلى أسرة عريقة من خزرج المدينة، وكان لعمرو أخ في معسكر ابن سعد يوم عاشوراء. (01) ذكر في أكثر الموارد باسم: عمرو بن قرظة الأنصاري، وفي الزيارة: عمر بن كعب الأنصاري، وفي نسختها الأخرى: عمران. أرسله الحسين مفاوضاً إلى عمر بن سعد. (03) كان له عند استشهاده حدود العشرين سنة، فتكون ولادته سنة اربعين هجرية (660م) أو قبلها. (06)

والد الشهيد:
قال ابن حَزْم مُعرّفاً بأبيه: وهو الشاعر المعروف بابن الأطانبة «قَرَظة بن كعب بن عمرو» الشاعر، له صُحبة مع النبيّ صلّى الله عليه واله). وكان لقرظة بن عمرو ابنان: عمرو ـ قُتِل مع الحسين، وآخَرُ (لم يُسَمِّه) مع عمر بن سعد. كان قَرَظة من الصحابة الرواة، وكان من أصحاب أمير المؤمنين عليٍّ عليه السّلام، نزل الكوفة وحارب إلى جانب أمير المؤمنين سلام الله عليه في حروبه، وولاه عليه السّلام بلادَ فارس، وتُوفّيَ سنة 51 هجريّة، وقيل: هو أوّل مَن نِيحَ عليه بالكوفة. (02) وقيل قد شهد معركة أُحُد، وكان ممّن شارك في فتح بلاد الريّ، وقد عيّنه أمير المؤمنين عليه السلام والياً من قبله على الكوفة. (04)

أخو الشهيد:
كان لعمرو أخ في جيش عُمر بن سعد يُدعى علياً أو زبيراً، وعندما استشهد عمرو في يوم عاشوراء خاطب الحسينَ قائلاً: يا حسين يا كذاب بن الكذاب! أضللت أخي وغررته حتى قتلته. فقال الحسين: إن الله لم يضل أخاك، ولكنه هدى أخاك وأضلّكَ، قال: قتلنيَ الله إن لم أقتلك أو أموت دونك، فحمل عليه فاعترضه نافع بن هلال المرادي فطعنه فصرعه، فحمله أصحابه فاستنقذوه فدووي بعد ذلك فبرأ. (01)

التحاق الشهيد بالإمام الحسين(ع):
وكان عمرو(على نهج أبيه قَرَظَة) يوالي الَ الرسول صلّى الله عليه وعليهم، فجاء إلى الإمام أبي عبدالله صلوات الله عليه في السادس من محرم أيّامَ المُهادَنة. (02)

خبر الشهيد في كربلاء:
قام عمرو بإيصال رسائل الحسين(ع) إلي عُمَر بن سعد قبل عاشوراء بأيام، ليكون بينهم لقائهم بين المعسكرين في الليل، حيث قالوا إن الحسين عرض فيه على ابن سعد مناصرته، وذلك قبل إرسال شمر بن ذي الجوشن من قِبَل ابن زياد وانقطاع المعسكرين. (01)

قتاله واستشهاده:
أخذ أصحاب الحسين(ع) يوم عاشوراء بعد أن قلّ عددهم، وبانَ النقصُ فيهم وسقط منهم الشهداء، يبرز الرجلُ بعد الرجل ويستأذنوه في القتال، فكان ممن برز على أثرهم عمرو بن قرظة. وقال أبو مخنف: قاتل عمرو بن قرظة يوم عاشوراء ساعة ورجع إلى الحسين(ع)، فوقف دونه ليقيه من العدو. وفي اللهوف أن عمرو استأذن الحسين(ع) يوم عاشوراء للقتال فأذن له؛ فقاتل قتال المشتاقين إلى الجزاء، وجمع بين سداد وجهاد، حتى قَتل جمعاً كثيراً من حزب ابن زياد، وكان لا يأتي إلى الحسين(ع) سهم إلا أتقاه بيده، ولا سيف إلا تلقاه بمهجته، فلم يكن يصل إلى الحسين(ع) سوء حتى أثخن بالجراح، فالتفت إلى الحسين(ع) وقال: يا بن رسول الله، أوَفيت؟ فقال له الحسين: نعم، أنت أمامي في الجنة؛ فاقرأ رسول الله عني السلام وأعلِمه إني في الأثر، فقاتَل حتى قُتِل رضوان الله عليه. (01)

ارتجاز الشهيد يوم عاشوراء:
قالوا: خرج عمرو بن قرظة يوم عاشوراء يقاتل دون الحسين وهو يقول:
قد علمت كتيبة الأنصارِ أني سأحمي حوزة الذمارِ
ضرب غلام غير نكس شاري دون حسين مهجتي وداري (01)

وكان يُعرّض بهذه الكلمات: (مهجتي وداري) بعُمر بن سعد، فإنه لما قال الحسين لابن سعد في اللقاء الذي أعدّه عبر رسائل عمرو بن قرظة: صِر معي، قال ابن سعد: أخاف على داري، فقال الحسين له: أنا أعوّضك عنها، قال: أخاف على مالي، فقال له: أنا أعوضك عنه من مالي بالحجاز، فلم يقبل. (01)

زيارة الشهيد:
وقع التسليم على عمرو في زيارة الرجبية للإمام الحسين(ع): السَّلَامُ عَلَى عَمْرِو بْنِ قَرَظَةَ الْأَنْصَارِي. (01)

وهنا تنتهي حلقتنا هذه باستشهاد "عَمْرِو بْنِ قَرَظَةَ الْأَنْصَارِي" مناصراً لأبي الضيم وابو الحرار(ع) ومدافعاً عنه، بل مناصراً للحق الالهي. بعد انتقاله من معسكر الظلام والظلال، وانقاذ نفسه من نار سعرها جبارها لغضبه، والتحاقه بركب الشهداء، إلى جنة عرضها السماوات والارض، أعدها ربها لرحمته.
بقلم: حسين نوح المشامع
المصادر: (01)(ويكي شيعة) – (02)(شبكة الامام الرضا) – (03)(شبكة كربلاء المقدسة) – (04)(السرائر) –
(05)(مؤسسة فدك) – (06)( أضواء على مدينة الحسين - الجزء الأول - محمد صادق الكرباسي)


الساعة الآن »08:39 PM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc