أيها الموالي.. كيف يتولد أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) في بيت قلبك
 

في ذكرى ولادة أمير المؤمنين صلوات الله عليه وسلامه نسأل الله أنْ تتحقّق ولادته في وجودنا...
(من كتاب التوحيد الشهودي للعلامة العارف الكامل أحمد الموسوي النجفي)
إنّ الكعبة هي قلب المؤمن وبيت الله هو قلب المؤمن، وعندما ينكسر هذا القلب ويتشقق ويستقر الغمّ في عمقه وتجلس الغصة في الفؤاد، عندها يتولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه وسلامه، فعندما تقول (يا عليّ) بكلّ حرقة قلبٍ ذائق للغصّة والغمّ والهمّ، عند ذلك يتولد الوليّ من قلبك...
سُئل الحسن بن عليّ صلوات الله عليه وسلامه فقيل له: {ما العقل؟ قال: التجرع للغصة حتّى تنال الفرصة}
ههنا تكمن المعرفة للوليّ، وفي مثل هذه الحالات يتولد أمير المؤمنين صلوات الله عليه وسلامه في بيت قلبك أيّها الموالي... عندما يصل عملك وسعيك إلى سدٍّ يمنع من تحقق ما تريد وتقول يا عليّ، عند ذلك يتولّد أمير المؤمنين صلوات الله عليه وسلامه في وجودك، وهذه هي المعرفة.
أيّها المواليّ، لا بدّ من قطع خطوات كبيرة ومتقدمة حتّى تقول أنّ عليّاً وليد كعبة القلب، فذاك عليّ صلوات الله عليه وسلامه الذي ولد في الكعبة هو عليّ البدن المولود في بيت الكعبة الترابيّ، وأمّا أهل المحبّة فلهم مقامهم النوريّ العلويّ حيث يسطع وجود أمير المؤمنين صلوات الله عليه وسلامه في بيت قلوبهم، فتكون ولادته (صلوات الله عليه) في ذاك البيت العلويّ النوري وهو أرفع من ذاك البيت الترابي، والفرق بين هذا المقام وذاك هو الفاصل بين الوجود والعدم وبين السماء والأرض، رزقنا الله، بعونه تعالى، هذه المعرفة...

***