الإمام الحسين صلوات الله عليه وسلامه هو رحمة الله الواسعة
 

أيها الناس، قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة...

شهر رمضان هو شهر الخير والبركة والرحمة الواسعة... وببركة هذا الشهر تتنزّل الرحمة الإلهية العامّة.. ويبقى على الإنسان في هذا الشهر وفي غير هذا الشهر أنْ يكون ملتفتا إلى هذه الرحمة الواسعة والفيض المطلق، وأنْ يكون قلبه حاضرًا ومتوجهًا لهذه الرحمة الإلهية وأنْ لا يكون هناك تشتت في الفكر ولا في النيّة...

ما هو الطريق الى هذه الرحمة؟؟ الى من تتوجه ايها الموالي لتنال في هذا الشهر وفي غيره من الشهور رحمة الله ومغفرته؟؟

هذا من خصوصيات الإمام الحسين صلوات الله عليه وسلامه... إنّ مجرّد التوجه والرجوع إلى الإمام الحسين صلوات الله عليه وسلامه يُرجع الإنسانَ إلى حالته الأولى..
فإنّ الحسين صلوات الله عليه وسلامه هو مظهرُ ماحي السيئات؛ وهو ما ورد في وصيّة أمير المؤمنين صلوات الله عليه وسلامه إلى الحسين صلوات الله عليه وسلامه: (( أي بنيّ، لا تؤيس مذنبًا فكم من عاكفٍ على ذنبه ُ ختم له بخير وكم من مُقبلٍ على عمله مفسدٌ في آخر عمره صائرٌ إلى النار نعوذ بالله منها أي بنيّ كم من عاصٍ نجا وكم من عاملٍ هوى)) إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه وسلامه يريد أنْ يعّلم الشيعة أنّ الإمام الحسين صلوات الله عليه وسلامه هو رحمة الله الواسعة وأنّ هذه الرحمة غير مقيدة بأيّ قيد على الإطلاق.

وبعبارةٍ واضحة، كلّ توبةٍ ورجوعٍ إلى الله عز وجل - وإنْ كانت تتكفل بغفران السيئات – لا تزيل من الصحيفة السابقة للمذنب كلّ آثار الذنوب القديمة وهو ما ورد في بعض الروايات عن أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم... ولكن يوجد طريق آخر للتوبة غير الطريق المتعارف وهو طريق الحسين صلوات الله عليه وسلامه ؛ فإنّ التوبة التي تكون عن طريق الإمام الحسين صلوات الله عليه وسلامه تحرق الصحيفة السيئة من جذورها وتوجِد صحيفة جديدًة مكتوبٌ فيها حبّ الحسين صلوات الله عليه وسلامه ، وهو ما ورد كذلك في كثير من الروايات.

ها هنا بعض الأعمال الحسينية يمكن أنْ يقوم الصائم بها في هذا الشهر المبارك:

،،، اقامة العزاء الحسيني او الحضور في هذه المجالس والأستماع اليها فما أحلى أنْ يكون الإنسان منشغلاً بأهل البيت صلوات الله عليهم وسلامه وبإقامة العزاء على الإمام الحسين صلوات الله عليه وسلامه...

عن ابي عبد الله الصادق (صلوات الله عليه وسلامه) انه قال: (( ما بكى أحد رحمة لنا ولما لقينا إلا رحمه الله قبل أنْ تخرج الدمعة من عينه، فإذا سالت دموعه على خده فلو أنّ قطرًة من دموعه سقطت في جهّنم لأطفأت حرّها حتى لا يوجد لها حرّ...))
البكاء الصافي الذي لا مجال له إلا أنْ يطهّر الذات من كلّ خبثٍ هو البكاء على الإمام الحسين صلوات الله عليه وسلامه، وهو أصفى من البكاء من خشية الله تعالى لأن هذا البكاء قد يكون مخلوطًا بهوى النفس؛ وأمّا البكاء على الإمام الحسين صلوات الله عليه وسلامه فلا مجال لأنْ يكون كذلك، ولو كان كذلك فقد تولى الله تصفيته بنفسه، فإنّ البكاء على الإمام الحسين صلوات الله عليه وسلامه مورث للطهارة حتى ولو كان هذا البكاء من باب الرياء كبعض مصاديق التباكي...
كلّ عبادةٍ شرعيةٍ تحتاج إلى شروطٍ خاصةٍ حتى تكون مجزية ومقبولة ومقربة إلى الله تعالى؛أما البكاء على الحسين صلوات الله عليه وسلامه فلا شرط له أصلا، وهذا ما يستفاد من كثير من الروايات المروية عن الإمام الصادق صلوات الله عليه وسلامه وهي صحيحة السند...

،،، عليك ايها الموالي بالنافلة الحقيقية في هذا الشهر.. يا ترى ما هي هذه النافلة؟؟

في الحديث القدسي:(( ما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حّتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده الذي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها...))
أثرُ النوافل عجيبٌ، وخاصة النوافل اليومية، فإنّ لها أثرٌ عجيبٌ بل لعلّ أثرها أكبر من نوافل الليل؛ ولكّنها لا بدّ أن تكون قربة إلى الله تعالى... ولكن ما أريد أنْ أقوله أنّ حقيقة النوافل هي غير هذه وإن كانت هذه النوافل هي آثار النافلة الحقيقية وهي زيارة المولى ابي عبد الله الحسين صلوات الله عليه وسلامه...
زيارة الإمام الحسين صلوات الله عليه وسلامه مستحبة؛ أتعلمون لماذا؟ لأنّ بناءها العشق، ومن لم يكن له عشق للحسين صلوات الله عليه وسلامه لن يوُّفق للزيارة؛ وكذا النوافل مستحبة لأنّ العشق بناؤها... ولكن نفس هذه النوافل واجبة للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، لأّنه وصل إلى العشق التام، وحيث أّنك أنت لم تصل بعدُ إلى ذاك المقام، فليست واجبة عليك، ولكن لو وصْلت إلى ذاك المقام العشقي(وذلك بمثابرتك على زيارة الأمام الحسين صلوات الله عليه وسلامه)، فسوف تؤدي النوافل من دون أيّ عناءٍ وتكلف...

السَّلام عَلَيْكَ يَا أبا عَبْدِ اللهِ وَعلَى الأرواحِ الّتي حَلّتْ بِفِنائِكَ ، وَأنَاخَت برَحْلِك عَلَيْكَ مِنِّي سَلامُ اللهِ أبَداً مَا بَقِيتُ وَبَقِيَ الليْلُ وَالنَّهارُ ، وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ العَهْدِ مِنِّي لِزِيَارَتِكُمْ ، أهْلَ البَيتِ السَّلام عَلَى الحُسَيْن ، وَعَلَى عَليِّ بْنِ الحُسَيْنِ ، وَعَلَى أوْلادِ الحُسَيْنِ ، وَعَلَى أصْحابِ الحُسَينِ الذينَ بَذَلُوا مُهَجَهُم دُونَ الحُسين.. اللهُمَّ الْعَنْ أوّلَ ظالِم ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَآخِرَ تَابِع لَهُ عَلَى ذلِكَ ، اللهُمَّ الْعَنِ العِصابَةَ الَّتِي جاهَدَتِ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلام وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ وَتابَعَتْ عَلَى قَتْلِهِ. اللهُمَّ الْعَنْهم جَميعاً...

عن ابي عبد الله الصادق (صلوات الله عليه وسلامه) انه قال: (( من أراد أنْ يكون في كرامة الله يوم القيامة وفي شفاعة محمد صلى الله عليه وآله، فليكن للحسين زائرًا ينال من الله الفضل والكرامة وحسن الثواب، ولا يسأله عن ذنب عمَله في الحياة الدنيا، و لو كانت ذنوبه عدد رمل عالج وجبال تهامة وزبد البحر، إنّ الحسين عليه السلام ُقتل مظلومًا مضطهدًا نفسه عطشانًا هو وأهل بيته وأصحابه...))
قال ابو الحسن موسى الكاظم (صلوات الله عليه وسلامه): ((أدنى ما يثاب به زائر الحسين صلوات الله عليه وسلامه بشاطي الفرات إذا عرف حقه وحرمته وولايته أنْ يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر...))

،،، ايها الموالين تذكروا في هذا الشهر عطاشى الحسين صلوات الله عليه وسلامه.. ولكن كيف نتذكرهم؟

أُرشدك إلى عمل؛ أنْ تقوم بعد نصف الليل وتصبّ كوبًا من الماء، وتشرب جرعة واحدًة منه، ولا ُتكمل تمام الكوب بلْ أترك شيئًَا منه لأطفال الإمام الحسين صلوات الله عليه وسلامه العطاشى...

اللهُمَّ ارْزُقْني شَفاعَةَ الحُسَيْن عَلَيهِ السَّلام يَوْمَ الوُرُودِ ، وَثَبِّتْ لي قَدَمَ صِدْق عِنْدَكَ مَعَ الحُسَيْنِ وَأصْحابِ الحُسَيْن الّذِينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَيْن عَلَيْهِ السَّلام...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسألكم الدعاء

(الموضوع مقتبس من كتاب "صوم الوصال" للعلامة العارف الكامل السيد أحمد الموسوي النجفي، مع بعض التعديلات)

بسم اللة الرحمن الرحيم و بة نستعين
و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد و آل بيتة الطيبين الطاهرين

بارك اللة فيكى أختى الفاضلة ريهام على تللك الكلمات المضيئة التى تضيئ لنا و تهدينا إلى سبل النجاة والرحمة المهداة من رب العالمين التى تجسدت لنا فى أشرف الخلق و رسول الرحمة محمد و آل بيتة الطيبين الطاهرين صلوات اللة و سلامة عليهم أجمعين فهم سفن النجاة و أبواب رحمة رب العالمين فلنتأمل حديث رسول اللة صلى اللة علية و آلة وسلم الذى لا ينطق عن الهوى و هو يقول

( حسينا منى و أنا من حسين )

صدق رسول اللة صلى اللة علية و آلة و سلم
إذا تدبرنا هذا الحديث و أستيقنتة قلوبنا لفتح اللة علينا بركات السموات و الأرض
اللهم ألعن أول ظالم ظلم آل محمد و كل من بلغة ذلك فرضي بة من الأولين والأخرين
السلام عليك يا مولاى يا أبا عبد اللة و على الأرواح التى حلت بفنائك عليك منى سلام اللة أبدا ما بقيت وبقى الليل و النهار
السلام عليك يا باب المقام السلام عليك يا شريك القرأن السلام عليك يا حجة الخصام السلام عليك يا سفينة النجاة بأبى أنت و أمى عشت سعيدا و قتلت مظلوما شهيدا
السلام على الحسين و على علي بن الحسين و على أبناء الحسين
و على أصحاب الحسين