![]() |
حديث الأسقف النجراني
اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعل آبائه الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين حديث الأسقف النجراني وفد الأسقف النجراني علي عمر بن الخطاب ، لأجل أدائه الجزية ، فدعاه عمر إلى الاسلام . فقال له الأسقف : أنتم تقولون : إن لله جنة عرضها كعرض السماء والأرض ، فأين تكون النار ؟ قال : فسكت عمر ولم يرد جوابا . فقالت الجماعة : أجبه يا أمير المؤمنين ، حتى لا يطعن في الاسلام . قال : فأطرق خجلا من الجماعة الحاضرين ، حتى بقي ساعة لا يرد جوابا ، فإذا بباب المسجد رجل سنده ( عليه السلام ) بمنكبيه فتأملوه فإذا هو عيبة علم النبوة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . قال : فلما دخل ضج الناس عند رؤيته ، قال : فقامت الجماعة على أقدامهم وقال عمر بن الخطاب : أين كنت يا مولاي ، عن هذا الأسقف الذي علانا منه الكلام ؟ أخبره يا مولانا ، بالعجل قبل أن يرتد عن الاسلام فإنك بدر التمام ومصباح الظلام ، وابن عم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومعدن الإيمان ، وخير أنام ، فعند ذلك جلس ( عليه السلام ) وقال : ما تقول يا أسقف ؟ قال : يا فتى ، تقولون لله جنة عرضها السماوات والأرض ، فأين تكون النار ؟ قال له الإمام : أرأيت إذا جاء الليل ، أين يكون النهار ؟ قال الأسقف : دعني ، يا فتى حتى أسأل هذا الفظ الغليظ : أنبئني يا عمر ، عن أرض طلعت عليها الشمس ساعة ، ولم تطلع عليها من قبل ، ولا من بعد ؟ قال عمر : دعني واسأل هذا ، أخبره يا أبا الحسن ، قال ( عليه السلام ) : هي الأرض التي فلق الله البحر لموسى حين عبر هو وجنوده فوقعت عليها الشمس تلك الساعة ، ولم تطلع عليها قبل ، وانطبق البحر على فرعون وجنوده ، ولم تطلع عليها بعده . فقال الأسقف : صدقت يا فتى قومه ، وسيد عشيرته ، أخبرني عن أي شئ في أهل الدنيا يأخذ الناس منه مهما أخذوا فلا ينقص شيئا ولا يزيد شيئا ؟ قال ( عليه السلام ) : هو القرآن والعلوم ، قال : صدقت قال : أخبرني عن أول رسول أرسله الله تعالى لا من الجن ولا من الإنس ؟ قال له ( عليه السلام ) : ذلك الغراب ، لما قتل قابيل أخاه هابيل ، فبقي متحيرا ما يعلم ماذا يصنع به . فعند ذلك أرسل الله تعالى غرابا يبحث في الأرض ، ليريه كيف يواري سوأة أخيه قال : صدقت يا فتى ، لي مسألة واحدة أخبرني عنها - وأومأ بيده إلى عمر - وقال : أين هو تعالى ؟ قال : فغضب عمر من ذلك ، ولم يرد جوابا ، فالتفت إليه الإمام ، وقال : لا تغضب يا أبا حفص ، حتى لا تقول بمهرب عنها . قال عمر : أخبره أنت يا أبا الحسن ، فعند ذلك قال الإمام ( عليه السلام ) : كنت يوما جالسا عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . إذ أقبل عليه ملك فسلم عليه ، فرد عليه السلام فقال له : أين كنت ؟ قال : عند ربي فوق سبع سموات . ثم أقبل ملك ثاني فسلم فرد عليه السلام فقال له : أين كنت قال : عند ربي في تخوم الأرض السابعة ثم أقبل ملك ثالث فسلم ، فرد عليه السلام فقال له : أين كنت ؟ قال : عند ربي في مطلع الشمس ، ثم أقبل رابع فسلم عليه ، فقال له : أين كنت ؟ قال : عند ربي في مغرب الشمس . فإن الله تعالى لا يخلو منه مكان ، ولا في شئ ، ولا على شئ ، ولا من شئ . وسع كرسيه السماوات والأرض ، ليس كمثله شئ ، وهو السميع البصير ، لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ، ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ، ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم . فلما سمع الأسقف ذلك ، قال : مد يدك ، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . وأنك خليفة الله في أرضه ، ووصي رسوله ، وأن هذا الجالس الفظ الغليظ ليس بأهل لهذا المكان ، وأنك أنت أهله . فتبسم ( عليه السلام ) . نسألكم الدعاء اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة |
الساعة الآن »10:17 PM. |