![]() |
حديث خولة الحنفية
اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعل آبائه الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين حديث خولة الحنفية عن الكلبي ، قال : حدثني مهران بن مصعب المكي ، قال : كنا عند ( أبي العباس بن ) سابور المكي فأجرينا حديث أهل الردة ، فذكرنا خولة الحنفية ، ونكاح أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لها . فقال : أخبرني عبد الله بن الخير الحسيني ، قال : بلغني أن الباقر ( عليه السلام ) قد كان جالسا ذات يوم ، إذ جاءه رجلان ، فقالا : يا أبا جعفر ( الست القائل ) أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لم يرض بإمامة من تقدمه ؟ قال : بلى فقالا له : هذه خولة الحنفية نكحها من سبيهم ، ولم يخالفهم على أمرهم مدة حياتهم . فقال الباقر ( عليه السلام ) : من فيكم يأتيني بجابر بن عبد الله محجوبا قد كف بصره ، فحضر وسلم على الباقر ( عليه السلام ) ، فسلم عليه وأجلسه إلى جانبه ، وقال له يا جابر ، عندي رجلان ذكر أن عليا ( عليه السلام ) رضي بإمامة من تقدمه ، فسألهما ما الحجة في ذلك ؟ فذكرا له حديث خولة ، فبكى جابر ، حتى أخضلت لحيته بالدموع . ثم قال : والله يا مولاي ، إني خشيت أن أفارق الدنيا ، ولا أسأل عن هذه المسألة ، وإني والله قد كنت جالسا إلى جنب أبي بكر ، وقد أتت حنفية مع هاني بن نويرة من قبل خالد بن الوليد ، وبينهم جارية مراهقة ، فلما دخلت المسجد ، قالت : أيها الناس ما فعل محمد ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قالوا : قبض . قالت : فهل له بنية نقصدها ؟ فقالوا : نعم هذه تربته وبنيته ، فنادت وقالت : السلام عليك يا رسول الله ، أشهد أنك تسمع كلامي ، وتقدر على رد جوابي وإنا سبينا من بعدك ونحن نشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك محمد رسول الله . فجلست ، ووثب رجلان من المهاجرين والأنصار : أحدهما ، طلحة ، والآخر : الزبير ، وطرحا عليها ثوبيهما . فقالت : ما بالكم يا معاشر العرب ، تصونون حلائلكم وتهتكون حلائل غيركم ؟ فقيل لها : لأنكم قلتم : لا نصلي ( ولا نصوم ) ولا نزكي فقالت : ليس الأمر على ما زعمتم ، إنما قلنا : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان يبعث كل سنة رجلا يأخذ منا صدقاتنا من الأغنياء من جملتنا ، يفرقها على فقرائنا . فافعل أنت كذلك فقال الرجلان اللذان طرحا عليها ثوبيهما : إنا لغالون في ثمنك . فقالت : أقسمت بالله ، وبمحمد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أن لا يملكني ويأخذ برقبتي إلا من يخبرني بما رأت أمي ، وهي حاملة بي ؟ وأي شئ . قالت لي عند ولادتي وما العلامة التي بيني وبينها ؟ وإلا ما يملكني منكم إلا من يخبرني بذلك ، وإلا بقرت بطني بيدي ، فيذهب بثمني ويطالب بدمي . فقالوا لها : ( أبدي رؤياك ، حتى نذكرها ، ونقول بعبارتها ) . فقالت : الذي يملكني هو أعلم بالرؤيا مني وبالعبارة من الرؤيا . فأخذ طلحة والزبير ثوبيهما ، وجلسا ، فدخل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) . وقال : ما هذا الرجف في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فقالوا : يا أمير المؤمنين ، امرأة ( حنفية ) حرمت ثمنها على المسلمين ، وقالت : من أخبرني بالرؤيا التي رأت أمي وهي حاملة بي ، والعبارة يملكني فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ما ادعت باطلا ، أخبروها تملكوها . فقالوا : يا أبا الحسن ، ما فينا من يعلم الغيب ، أما علمت أن ابن عمك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد قبض وأن أخبار السماء قد انقطعت من بعده . فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أخبرها ، أملكها بغير اعتراض ( منكم ) قالوا : نعم . قال ( عليه السلام ) : يا حنفية ، أخبرك وأملكك ؟ فقالت : من أنت أيها المجترئ دون أصحابه ؟ فقال : علي بن أبي طالب فقالت : لعلك الرجل الذي نصبه لنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في صبيحة يوم الجمعة في غدير خم ، علما للناس ؟ فقال : أنا ذلك الرجل . فقالت : من أجلك أصبنا ، ومن نحوك قصدنا ، لأن رجالنا قالوا : لا نسلم صدقات أموالنا ، ولا طاعة نفوسنا إلا لمن نصبه محمد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فينا وفيكم علما قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إن أجركم غير ضائع ، وإن الله يؤتي كل نفس ما عملت من خير ثم قال : يا حنفية ، ألم تحمل بك أمك في زمان قحط ، حيث منعت السماء قطرها ، والأرض نباتها ، وغارت العيون والأنهار . حتى أن البهائم كانت تريد مرعى ، فلا تجد شيئا ، وكانت أمك تقول : إنك حمل مشؤوم في زمان غير مبارك فلما كان بعد تسعة أشهر ، رأت في منامها بأنها وضعتك ، وأنها تقول : إنك حمل مشؤوم في زمان غير مبارك ، وكأنك تقولين يا أم ، لا تنظرين لي فإني حمل مبارك ، أنشأ منشأ مباركا صالحا ، ويملكني سيد أرزق منه ولدا ، يكون لحنفية عزا . فقالت : صدقت . فقال ( عليه السلام ) : إنه كذلك ، وبه قد أخبرني ابن عمي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقالت : ما العلامة التي بيني وبين أمي ؟ فقال لها : لما وضعتك كتبت كلامك والرؤيا في لوح من نحاس ، وأودعته عتبة الباب . فلما كان بعد حولين عرضته عليك ، فأقررت به ، فلما كان بعد ست سنين ، عرضته عليك . فأقررت به ثم جمعت بينك وبين اللوح ، وقالت لك : يا بنية ، إذا نزل بساحتكم سافك لدمائكم ، وناهب لأموالكم ، وسالب لذراريكم فسبيت فيمن سبي ، فخذي اللوح معك ، واجتهدي أن لا يملكك من الجماعة إلا من يخبرك بالرؤيا ، وبما في هذا اللوح . قالت : صدقت يا أمير المؤمنين ، فأين اللوح ؟ قال : هو في عقيصتك ، فعند ذلك دفعت اللوح إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فملكها - والله - يا أبا جعفر ، بما ظهر من حجته ، وبين من بينته . فلعن الله من اتضح له الحق ، وجحد حقه ، وجعل بينه وبين الحق سترا . نسألكم الدعاء اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة |
الساعة الآن »04:51 PM. |