منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=128)
-   -   حديث المقدسي (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=11351)

خادم الزهراء 27-Aug-2009 04:44 PM

حديث المقدسي
 
اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعل آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

حديث المقدسي

ومما روي وورد من فضائله ( عليه السلام ) في حديث المقدسي ما يغني سماعه عما سواه ، وهو ما حكي لنا أنه كان رجل من أهل بيت المقدس ، ورد إلى مدينة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو حسن الثياب ، مليح الصورة ، فزار حجرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) .

وقد قصد المسجد ، ولم يزل ملازما له ، مشتغلا بالعبادة صائم النهار ، وقائم الليل ، وذلك في زمن خلافة عمر بن الخطاب .

حتى كان أعبد الخلق ، والخلق تتمنى أن تكون مثله وكان عمر يأتي إليه ، ويسأله أن يكلفه حاجة .

فيقول له المقدسي : الحاجة إلى الله تعالى ، ولم يزل على ذلك حتى عزم الناس على الحج .

فجاء المقدسي إلى عمر ، وقال : يا أبا حفص ، قد عزمت على الحج ، وعندي أمانة أحب أن تستودعها مني إلى حين عودي من الحج .

قال عمر : هات الوديعة فأحضر الشاب حقا من عاج ، عليه قفل من حديد ، مختوم بخاتم الشاب فتسلمه منه ، وخرج الشاب مع الوفد ، وخرج عمر إلى مقدم الوفد .

وقال : أوصيك بهذا الغلام ، وجعل عمر يودع الشاب .

وقال للمقدم على الوفد : استوص بهذا المقدسي ، وعليك به خيرا .

وكان في الوفد امرأة من الأنصار فما زالت تلاحظ المقدسي وتنزل به حيث نزل .

فلما كان في بعض الأيام دنت منه فقالت : يا شاب ، إني لأرق لهذا الجسم الناعم المترف كيف يلبس الصوف ؟ قال لها : يا هذه جسم يأكله الدود ، ومصيره إلى التراب ، هذا له كثير .

قالت له : إني أغار على هذا الوجه المضئ تشعثه الشمس .

فقال لها : يا هذه اتقي الله فقد أشغلتيني عن عبادة الله .

فقالت له : لي إليك حاجة ، فإن قضيتها فلا كلام ، وإن لم تقضها فلا أنا بتاركتك حتى تقضيها لي .

فقال : وما حاجتك ؟ قالت : حاجتي أن تواقعني ، فزجرها وخوفها الله تعالى ، فلم يردعها بذلك .

فقالت : والله لئن لم تفعل ما آمرك به ، لأرمينك في داهية من دواهي النساء ومكرهن ، فلا تنجو منها .

فلم يلتفت إليها ، ولم يعبأ بكلامها .

فلما كان في بعض الليالي ، وقد سهر من كثرة عبادة ربه ، ثم رقد في آخر الليل وغلب عليه النوم ، فأتته وتحت رأسه مزادة فيها زاده ، فانتزعتها من تحت رأسه ، وطرحت فيها كيسا فيه خمسمائة دينار ، ثم أعادت المزادة تحت رأسه .

فلما نزل الوفد ، قامت الملعونة ، وقالت : أنا بالله وبالوفد ، أنا امرأة مسكينة ، وقد سرقت نفقتي ومالي ، وأنا مستجيرة بالله وبكم .

فجلس مقدم الوفد ، وأمر رجلين من المهاجرين أن يفتشا الوفد .

ففتشا الوفد فلم يجدا شيئا في الوفد ، ولم يبق أحد إلا وفتش رحله ، فأخبروا مقدم الوفد بذلك ، فقالت : يا قوم ، ما يضركم لو فتشتم رحل هذا الشاب فله أسوة بالمهاجرين ، وما يدريكم أن ظاهره مليح وباطنه قبيح ، ولم تزل المرأة على ذلك ، حتى حملتهم على تفتيش رحله ، فقصده جماعة من بين الوفد ، وهو قائم يصلي ، فلما رآهم أقبل عليهم وقال : ما بالكم وما حاجتكم ؟

فقالوا له : هذه الامرأة الأنصارية ذكرت أنها قد سرق لها نفقة كانت معها ، وقد فتشنا رحال القوم بأسرها ، ولم يبق منهم غيرك .

نحن لا نتقدم إلى رحلك إلا بإذنك ، لما سبق إلينا من وصية عمر فيما يعود إليك .

فقال : يا قوم ، ما يضرني ذلك ففتشوا ما أحببتم ، وهو واثق من نفسه .

فلما نفض المزاد التي فيها زاده ، فوقع منها الهميان .

فصاحت الملعونة : الله أكبر ، هذا والله كيسي ومالي ، فيه كذا وكذا دينار ، وفيه عقد من لؤلؤ وزنه كذا وكذا .

فاختبروه فوجدوه كما قالت الملعونة .

فمالوا عليه بالضرب الوجيع والشتم ، وهو لا يرد جوابا ، فسلسلوه وقادوه راجلا إلى مكة .

فقال لهم : يا وفد الله ، بحق هذا البيت ما تصدقتم علي وتركتموني أقضي الحج ، وأشهد الله تعالى ورسوله بأني إذا قضيت عدت إليكم ، وتركت يدي في أيديكم ، فأوقع الله الرحمة في قلوبهم فأحلفوه .

فلما قضى مناسك الحج ، وما وجب عليه من الفرائض عاد إلى القوم وقال لهم : ها أنا قد عدت ( إليكم ) فتركوه ، ورجع الوفد طالبا مدينة الرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فأعوزت تلك المرأة الملعونة الزاد في بعض الطريق ، فوجدت راعيا فسألته الزاد ، فقال لها : عندي ما تريدين ، غير أني لا أبيعه فإن رأيت أن تمكنيني من نفسك ، ففعلت ما طلب وأخذت منه زادا .

فلما انحرفت عنه اعترض لها إبليس وقال لها : يا فلانة ، أنت حامل ؟

فقالت : ممن ؟

قال : من الراعي .

فصاحت : وا فضيحتاه ، فقال لها : لا تخافي مع رجوعك إلى الوفد ، قولي لهم : إني سمعت قراءة المقدسي ، فقربت منه فلما غلب علي النوم ، دنا مني فواقعني ، ولم أتمكن من الدفاع عن نفسي بعد وقد حملت وأنا امرأة من الأنصار ، وخلفي جماعة من أهل اليمن .

ففعلت الملعونة ما أشار إليها به إبليس لعنه الله ، فلم يشكوا في قولها لما عاينوا من قبل أخذ المال من رحله ، فعكفوا على الشاب المقدسي ، وقالوا : يا هذا ، ما كفاك السرقة حتى فسقت بها ، وأوجعوه ضربا وشتما وسبا ، وأعادوه إلى السلسلة وهو لا يرد جوابا ، فلما قربوا من المدينة خرج عمر ومعه جماعة من المهاجرين والأنصار للقاء الوفد .

فلما قرب الوفد منه ، لم يكن له همة إلا السؤال عن المقدسي فقال : يا أبا حفص ، ما أغفلك عن المقدسي ! فقد سرق وفسق وقصوا عليه القصة ، فأمر باحضاره بين يديه وهو مسلسل .

فقال : يا ويلك يا مقدسي ، تبطن فيك بخلاف ما يظهر ، فضحك الله تعالى .

والله لأنكلن بك أشد النكال ، وهو لا يرد جوابا .

واجتمع الخلق ، وازدحم الناس لينظروا ما يفعل به .

وإذا بنور قد سطع فتأملوه ، فإذا هو عيبة علم النبوة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .

فقال : ما هذا الرهج في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟

فقالوا : يا أمير المؤمنين ، إن الشاب المقدسي قد سرق وفسق .

فقال علي ( عليه السلام ) : والله ما سرق ، ولا فسق ، ولا حج أحد غيره .

فلما سمع عمر كلامه قام قائما على قدميه وأجلسه موضعه ، فنظر إلى الشاب المقدسي وهو مسلسل مطرق إلى الأرض ، والإمرأة قاعدة .

فقال لها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أنا مجلي المشكلات ، وكاشف الكربات .

ويلك قصي علي قصتك ، فأنا باب عيبة العلم فقالت : يا أمير المؤمنين ، إن هذا الشاب قد سرق مالي ، وقد شاهده الوفد في مزادته ، وما كفاه حتى كنت ليلة من الليالي قريبة منه فاستغرقني بقراءته ، فدنا مني ووثب إلى وواقعني ، وما ملكت من المدافعة عن نفسي خوفا من الفضيحة ، وقد حملت منه .

فقال علي ( عليه السلام ) : كذبت يا ملعونة فيما ادعيتيه .

يا أبا حفص ، إن هذا الشاب مجبوب ، ليس معه إحليل ، وإحليله في حق من عاج .

ثم قال : يا مقدسي أين الحق ؟

فعند ذلك رفع طرفه فقال : يا مولاي ، من علم بذلك يعلم أين هو الحق ، فالتفت علي ( عليه السلام ) إلى عمر ، وقال : يا أبا حفص ، قم فهات وديعة الشاب .

فأرسل عمر فأحضر الحق بين يدي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ففتحوه فإذا فيه خرقة من حريرة فيها إحليله ، فعند ذلك قال الإمام : قم يا مقدسي فقام ، فقال : جردوه من أثوابه لتحقق اتهمته بالفسق ، فجردوه من أثوابه ، فإذا هو مجبوب ، فعند ذلك ضج العالم ، فقال لهم : اسكتوا واسمعوا مني حكومة أخيرني بها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

ثم قال : ويلك يا ملعونة ، اجتريت على الله تعالى ، ويلك أما أتيت إليه ، وقلت له : كيت وكيت ، فلم يجبك في ذلك فقلت : والله لأرمينك في حيلة من حيل النساء ، لا تنجو منها ؟

فقالت : بلى ، يا أمير المؤمنين ، كان كذلك ، ثم قال ( عليه السلام ) : ثم إنك استنومتيه حتى نام وتركت الكيس في مزادته ، قالت : نعم يا أمير المؤمنين ، فقال ( عليه السلام ) : اشهدوا عليها .

ثم قال : حملك هذا من الراعي الذي طلبت منه الزاد ، فقال لك : لا أبيع الزاد ، وهو كذا وكذا ، فقالت : صدقت يا أمير المؤمنين ، فضج الناس ، فسكتهم علي ( عليه السلام ) .

وقال لها : لما فارقت الراعي وقف لك شيخ صفته كذا وكذا ، فناداك وقال لك : يا فلانة ، أنت حامل من الراعي ، فصرخت وقلت : وا سوأتاه ، فقال : لا بأس عليك قولي للوفد : إن المقدسي اشتهى مني وواقعني وقد حملت منه ، فيصدقوك لما ظهر لهم من سرقته .

فقالت : نعم ، فقال الإمام أتعرفين ذلك الشيخ ؟

فقالت : لا .

فقال : ذلك إبليس لعنه الله ، فتعجب الناس من ذلك ، فقال عمر : يا أبا الحسن ، ما تريد أن تفعل بها ؟

فقال : اصبروا حتى تضع حملها تجدوا من ترضعه يحفر لها في مقابر اليهود ، وتدفن إلى نصفها ، وترجم بالحجارة ففعل بها ذلك كما أمر مولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .

وأما المقدسي فلم يزل ملازما لمسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى أن توفي .

فعند ذلك قام عمر ، وهو يقول : لولا علي لهلك عمر ثم انصرف الناس وقد تعجبوا من حكومة علي ( عليه السلام ) .

نسألكم الدعاء

اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة


الساعة الآن »12:51 AM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc