منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان المناسبات والإعلانات (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=175)
-   -   وفاة الصادق عليه السلام (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=12639)

منتظرة المهدي 13-Oct-2009 12:48 PM

وفاة الصادق عليه السلام
 
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .

حكومة المنصور واستشهاد الإمام الصادق((عليه السلام))





المنصور والتضييق على الإمام الصادق((عليه السلام))


حين تولّى الحكم أبو جعفر المنصور بعد أخيه أبي العباس السفّاح سنة ( 136 هـ ) عبّر عن مكنون حقده على الإمام الصادق ((عليه السلام)) وصحبه من العلويين وغيرهم، وقال عنه المؤرّخون: وكان المنصور خدّاعاً لا يتردّد في سفك الدماء وكان سادراً في بطشه مستهتراً في فتكه.
ووصفه ابن هبيرة وهو أحد معاصريه بقوله: مارأيت رجلا في حرب أو سلم أمكر ولا أنكر ولا أشدّ تيقّظاً من المنصور.
لقد بادر المنصور إلى قتل أبي مسلم الخراساني الذي كان يبغضه، وأبو مسلم هو القائد الأوّل للإنقلاب العبّاسي، وذلك بعد أن أعدّ له المنصور مكيدة وأغراه بالمجيء إلى بغداد . وجرّده من جميع مناصبه العسكرية.



ولمّا دخل أبو مسلم الخراساني على المنصور قابله بقساوة بالغة وأخذ يعدّد عليه أعماله وأبو مسلم يعتذر عن ذلك .
ثمّ صفّق المنصور عالياً حسب الاتّفاق مع حرّاسه لتكون الصفقة بمثابة ساعة الصفر ، فدخل الحرّاس وبأيديهم السيوف فقال : أبو مسلم للمنصور متوسّلا استبقني لعدوّك. فصاح به: وأيّ عدو أعدى لي منك ؟!
وبمثل هذا الاسلوب أيضاً قد غدر بعمّه عبد الله بن علي حيث ارسل عليه بعد أن أعطاه الأمان ثم قتله بعد ذلك(1) .
أما مخطّطه الخبيث ضدّ الإمام الصادق((عليه السلام)) ونهضته الإسلاميّة بشكل عام فقد أخذ ثلاثة اتّجاهات :


الاتّجاه الأول :


اتّخذ المنصور في هذا الاتّجاه اسلوباً مرناً محاولا فيه الاستفادة من جهد الإمام ((عليه السلام)) واحتوائه ضمن سياسة الخلافة العباسية فقد كتب إليه: « لم لا تغشانا كما يغشانا سائر الناس؟
فأجابه الإمام ((عليه السلام)): «ليس لنا ما نخافك ولا عندك من أمر الآخرة مانرجوك له ، ولا أنت في نعمة فنهنّـئك بها ولا تراها نقمة فنعزّيك بها ، فما نصنع عنك !؟»

فكتب اليه : تصحبنا لتنصحنا .

فأجابه ((عليه السلام)): «من أراد الدنيا لا ينصحك ، ومن أراد الآخرة لا يصحبك».
قال : المنصور : والله لقد ميّز عندي منازل الناس ، من يريد الدنيا ممن يريد الآخرة وإنه ممّن يريد الاخرة لا الدنياومن أساليب المنصور مع الإمام((عليه السلام)) في هذا الاتّجاه ما جاء عن عبد الوهّاب عن أبيه حيث قال :
بعث أبو جعفر المنصور إلى أبي عبد الله جعفر بن محمّد((عليه السلام)) وأمر بفرش فطرحت له إلى جانبه ، فأجلسه عليها ثم قال عليّ بمحمد، عليَّ بالمهدي. فأقبل المنصور على جعفر ((عليه السلام)) فقال : يا أبا عبد الله حديث حدّثتنيه في صلة الرحم ، اذكره، يسمعه المهدي .
قال : «نعم ، حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن جدّه عن علي ((عليه السلام)) قال، قال رسول الله((صلى الله عليه وآله وسلم)) : ان الرجل ليصل رحمه وقد بقي من عمره ثلاث سنين ، فيصيرها الله عزّ وجّل ثلاثين سنة ويقطعها وقد بقي من عمره ثلاثون سنة ، فيصيرها الله ثلاث سنين» ثم تلا((عليه السلام)): (يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) .
قال : هذا حسن يا أبا عبد الله ، وليس إيّاه أردت، قال أبو عبد الله ((عليه السلام)): نعم حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه عن عليّ ((عليه السلام)) قال : قال رسول الله ((صلى الله عليه وآله)): صلة الرحم تعمّر الديار وتزيد في الاعمار وان كان أهلها غير أخيار».


قال هذا حسن يا أبا عبد الله ، وليس هذا أردت .


فقال أبو عبد الله ((عليه السلام)): «نعم حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه عن علي ((عليه السلام)) قال، قال رسول الله ((صلى الله عليه وآله)) صلة الرحم تهوّن الحساب وتقي ميتة السوء ».

قال المنصور : نعم إيّاه أردت .
إنّ السلاطين يخافون الموت ، فالإمام ((عليه السلام)) ركّز على هذه الناحية وربطها بصلة الرحم لتعالج الحقد والكيد الذي يشغل ذهن المنصور ضدّ الإمام والعلويين من أهل بيته ، لذا أكّد ((عليه السلام)) عن طريق الأحاديث بأن طول العمر يرتبط بصلة الرحم .


الاتّجاه الثاني:

كما تحرّك المنصور بقوة نحو الإمام ((عليه السلام)) عن طريق نشر عيونه وجواسيسه التي كانت تراقب حركة الإمام الصادق وترصد نشاطاته لتزوّده بآخر المعلومات، ليتّخذ منها مسوّغاً للنيل من الإمام((عليه السلام)) والتضييق على حركته التي كان يرى فيها المنصور خطراً حقيقياً على سلطانه وبالتالي تمهّد له تلك التقارير أن يصوغ ما يريده من الاتّهامات لأجل أن يتخذها ذريعة في قتله. وقد تضمّن هذا الاتّجاه جملة من الاساليب .

الاسلوب الأول : عن رزام بن مسلم مولى خالد القسري قال : بعثني أبو جعفر المنصور إلى المدينة ، وأمرني إذا دخلت المدينة أن أفضّ الكتاب الّذي دفعه إليّ وأعمل بما فيه ; قال : فما شعرت إلاّ بركب قد طلعوا عليَّ حين قربت من المدينة ، وإذا رجل قد صار إلى جانبي ، فقال : يا رزام اتق الله ، ولا تشرك في دم آل محمّد قال : فأنكرت ذلك فقال لي : دعاك صاحبك نصف الليل ، وخاط رقعة في جانب قباك ، وأمرك إذا صرت إلى المدينة ، تفضها وتعمل بما فيها .
قال : فرميت بنفسي من المحمل ، وقبّلت رجليه ، وقلت : ظننت أنذلك صاحبي وأنت يا سيّدي صاحبي ، فما أصنع ؟ قال : ارجع إليه ، واذهب بين يديه وتعال ، فإنه رجل نسّاء ، وقد أُنسي ذلك ، فليس يسألك عنه، قال : فرجعت إليه ، فلم يسألني عن شيء ، فقلت صدق مولاي .
وعن مهاجر بن عمار الخزاعي ، قال : بعثني أبو الدوانيق إلى المدينة ، وبعث معي بمال كثير ، وأمرني أن أتضرّع لأهل هذا البيت ، وأتحفّظ مقالتهم، ، قال : فلزمت الزاوية التي مما يلي القبلة ، فلم أكن أتنحّى منها في وقت الصلاة ، لا في ليل ولا في نهار .
قال : وأقبلت أطرح إلى السؤال الذين حول القبر الدارهم ومن هو فوقهم الشيء بعد الشيء حتى ناولت شباباً من بني الحسن ومشيخة ]منهم [حتى ألفوني وألفتهم في السّر .
قال : وكنت كلما دنوت من أبي عبد الله ((عليه السلام)) يُلاطفني ويكرمني حتى إذا كان يوماً من الايام ـ بعد ما نلت حاجتي ممن كنت أريد من بني الحسن وغيرهم ـ دنوت من أبي عبد الله ((عليه السلام)) وهو يُصلّي ، فلما قضى صلاته ، التفت إليّ وقال :
تعال يا مهاجر ! ـ ولم أكن أتسمّى ] با سمي [ ولا أتكنّى بكنيتي ـ فقال : قل لصاحبك : يقول لك جعفر : «كان أهل بيتك إلى غير هذا أحوج منهم إلى هذا ، تجيء إلى قوم شباب محتاجين فتدسّ إليهم ، فلعلّ أحدهم يتكلّم بكلمة تستحلُّ بها سفك دمه ، فلو بررتهم ووصلتهم ] وانلتهم [ واغنيتهم ، كانوا إلى هذا أحوج مما تريد منهم ».
قال : فلما أتيت أبا الدوانيق ، قلت له : جئتك من عند ساحر، كذّاب كاهن كان من أمره كذا وكذا فقال : صدق والله لقد كانوا إلى غير هذا أحوج ، وإيّاك أن يسمع هذا الكلام منك انسان .

الاُسلوب الثاني: ومن اساليبه باتّجاه سياسة التضييق التي فرضها على الإمام ((عليه السلام)) محاولة تسليط الضوء على بعض الشخصيّات ليجعل منها بدائل علميّة تغطّي على الإمام وتؤيّد سياسته وتساهم من جانب آخر في تضعيف القدسية والانجذاب الجماهيري نحو الإمام وتؤدّي بالنتيجة إلى شق وحدة التيار الاسلامي الذي يقرّ بزعامة الإمام((عليه السلام)) وأعلميته وايجاد الفرقة والاختلاف .
وقد نجح المنصور بهذه الخطوة فكسب البعض من طلاّب الإمام((عليه السلام)) حين أحاطهم بهالة من الاحترام والتقدير وخلق منهم وجوداً قبال مذهب الإمام ونهجه الاسلامي الاصيل .
ذكر أبو القاسم البغّار في مسند أبي حنيفة فقال: قال الحسن بن زياد سمعت أبا حنيفة وقد سئل : من أفقه من رأيت ؟ قال جعفر بن محمد ، لمّا أقدمه المنصور بعث إليّ ، فقال يا أبا حنيفة ! ان الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهيّء له من مسائلك الشداد .
فهيّأت له أربعين مسألة ، ثم بعث إليَّ أبي جعفر وهو بالحيرة فأتيته .
فدخلت عليه ، وجعفر جالس عن يمينه ، فلما بصرت به دخلني من الهيبة لجعفر مالم يدخل لأبي جعفر ، فسلّمت عليه ، فأومى إليّ فجلست ، ثم التفت إليه ، فقال :
يا أبا عبد الله : هذا أبو حنيفة ، قال: نعم أعرفه . ثم التفت إليّ فقال : يا أبا حنيفة ألق على أبي عبد الله ((عليه السلام)) من مسائلك .
فجعلت ألقي عليه فيجيبني ، فيقول : « أنتم تقولون كذا ، وأهل المدينة يقولون كذا ونحن نقول كذا » فربما تابعنا ، وربما تابعهم ، وربما خالفنا جميعاً . حتى أتيت على الاربعين مسألة ، فما أخلّ منها بشيء ثم قال أبو حنيفة : أليس إنّ أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس؟! .
الاُسلوب الثالث: لقد كانت سياسة الإمام ((عليه السلام)) ازاء حكومة المنصور ذات طابع غير ثوري ، وإنما سلك الإمام نفس نهجه السابق في التغيير والاصلاح ، وقد أوحى للمنصور في وقت سابق بأنه لم يكن بصدد التخطيط للثورة ضدّه بل صرّح له في اكثر من مرة بذلك، إلاّ أن المنصور لم يطمئن لعدم تحرك الإمام وثورته التغييرية وذلك بسبب ما كان يشاهده من كثرة مؤيديه.
يحدثنا الإمام الصادق((عليه السلام)) عن الشكوك والتساؤلات التي أثارها المنصور بوجه الإمام عند لقائه به كما في النصّ التالي:
عن حمران قال : «قال أبو عبد الله ((عليه السلام)) وبعد ذكر هؤلاء عنده وسوء حال الشيعة عندهم فقال : «إني سرت مع أبي جعفر المنصور وهو في موكبه ،وهو على فرس وبين يديه خيل ومن خلفه خيل ، وأنا على حمار إلى جانبه ،فقال لي :
يا أبا عبد الله ! قد كان ينبغي لك أن تفرح بما أعطانا الله من القوة وفتح لنا من العزّ ، ولا تخبر الناس أنك أحق بهذا الأمر منا وأهل بيتك ، فتغرينا بك وبهم .
قال : فقلت: «ومن رفع هذا إليك عنّي فقد كذب». فقال: أتحلف على ماتقول؟


قال : فقلت: «إن الناس سحرة يحبّون أن يفسدوا قلبك عليّ ، فلا تمكنّهم من سمعك ، فأنا إليك أحوج منك إلينا».
فقال لي : تذكر يوم سألتك هل لنا ملك ؟ فقلت : نعم طويل عريض شديد ، فلا تزالون في مهلة من أمركم وفسحة في دنياكم حتى تصيبوا منّا دماً حراماً في شهر حرام في بلد حرام !
فعرفت أنه قد حفظ الحديث، فقلت: لعلّ الله ( عزّ وجّل ) أن يكفيك ، فإني لم أخصك بهذا ، وإنما هو حديث رؤيته، ثم لعلّ غيرك من أهل بيتك يتولّى ذلك ، فسكت عنيّ .


الاتّجاه الثالث:


واستخدم المنصور مع الإمام ((عليه السلام)) أيضاً سياسة الاستدعاء والمقابلة المصحوبة بالتهم والافتراءات ، أو الاستدعاءات الفارغة من أيّ سؤال، محاولا عن طريق هذه السياسة شلّ حركة الإمام وجعله تحت ضوء رقابة أجهزته ليطمئنّ المنصور من خطر الإمام ، كما استخدم بعض الاساليب التي من شأنها أن تنال من كرامة الإمام ((عليه السلام))، فمن أساليبه بهذا الاتّجاه :
1 ـ ما جاء عن بشير النبّال أنه قال : كنت على الصفا وأبو عبد الله ((عليه السلام)) قائم عليها إذ انحدر وانحدرت معه ، وأقبل أبو الدوانيق على حمارته ، ومعه جنده على خيل وعلى إبل ، فزاحموا أبا عبد الله ((عليه السلام)) حتى خفت عليه من


خيلهم وأقبلت أقيه بنفسي وأكون بينهم وبينه ، قال : فقلت في نفسي : يا رب عبدك وخير خلقك في أرضك ، وهؤلاء شرّ من الكلاب قد كانوا يفتنونه !
قال : فالتفت إليّ وقال: «يا بشير ! قلت : لبيك. قال : ارفع طرفك لتنظر».


قال : فإذا ـ والله ـ واقية من الله أعظم مما عسيت أن أصفه .


قال فقال : يا بشير ! إنا اُعطينا ما ترى ، ولكنّا اُمرنا أن نصبر ، فصبرنا» .
2 ـ ما جاء عن المفضل بن عمر أنه قال: إن المنصور قد كان هَمّ بقتل أبي عبد الله ((عليه السلام)) غير مرّة ، فكان إذا بعث إليه ودعاه ليقتله ، فإذا نظر إليه هابه ولم يقتله، غير أنه منع الناس عنه ، ومنعه من القعود للناس ، واستقصى عليه أشدّ الاستقصاء حتى أنه كان يقع لأحدهم مسألة في دينه ، في نكاح أو طلاق أو غير ذلك فلا يكون علم ذلك عندهم ، ولا يصلون إليه ، فيعتزل الرجل أهله .
فشقّ ذلك على شيعته وصعب عليهم ، حتى ألقى الله عزّ وجلّ في روع المنصور أن يسأل الصادق ((عليه السلام)) ليتحفه بشيء من عنده ، لا يكون لأحد مثله ، فبعث إليه بمخصرة كانت للنبي ((عليه السلام)) طولها ذراع ، ففرح بها فرحاً شديداً ، وأمر أن تشق له أربعة أرباع ، وقسّمها في أربعة مواضع .
ثم قال له: ماجزاؤك عندي إلاّ أن اُطلق لك ، وتفشي علمك لشيعتك ، ولا أتعرّض لك ، ولا لهم ، فاقعد غير مُحتشم ، وافت الناس ، ولا تكن في بلد أنا فيه، ففشى العلم عن الصادق((عليه السلام))


3ـ وعن عبد الله بن أبي ليلى ، قال : كنت بالربذة مع المنصور ، وكان قد وجّه إلى أبي عبد الله ((عليه السلام)) فاُتي به ، وبعث إليّ المنصور فدعاني ، فلما انتهيت إلى الباب سمعته يقول : عجلّوا عليّ به قتلني الله إن لم أقتله ، سقى الله الارض من دمي إن لم أسق الارض من دمه.
فسألت الحاجب من يعني ؟ قال : جعفر بن محمد ((عليه السلام)). فإذا هو قد اُتي به مع عدّة جلاوزة ، فلما انتهى إلى باب ـ قبل أن يرفع الستر ـ رأيته قد تململت شفتاه عند رفع الستر ، فدخل.
فلما نظر إليه المنصور قال : مرحبا يابن عمّ ، مرحباً يابن رسول الله . فما زال يرفعه حتى أجلسه على وسادته ، ثم دعا بالطعام ، فرفعت رأسي ، وأقبلت أنظر إليه ، وجعل يلقمه جيّداً بارداً، وقضى حوائجه ، وأمره بالانصراف .
فلما خرج ، قلت له: قد عرفت موالاتي لك ، وما قد ابتليت به في دخولي عليهم ، وقد سمعت كلام الرجل وما كان يقول ، فلما صرت إلى الباب رأيتك قد تململت شفتاك ، وما أشك أنه شيء قلته ، ورأيت ما صنع بك ، فإن رأيت أن تعلّمني ذلك ، فأقوله إذا دخلت عليه .
قال : نعم، قلت : « ما شاء الله ، ما شاء الله ، لا يأتي بالخير إلاّ الله ، ما شاء الله ، ما شاء الله ، لا يصرف السوء إلاّ الله ...»
تحرّك العلويين نحو الثورة


بعد أن تأكّد المنصور عن طريق المعلومات التي كانت تصله من جواسيسه بأن السادة الحسنيين يخططون للثورة عليه، انتظر المنصور موسم الحجّ فلمّا حان الموسم سافر هو وحاشيته إلى بيت الله الحرام ، وبعد انتهائه من مناسك الحجّ رجع إلى يثرب وقد صحب معه عقبة بن مسلم الجاسوس الذي عيّنه المنصور لمراقبة تحرّك آل الحسن وكان قد أوصاه قبل سفره فقال له : إذا لقيني بنو الحسن وفيهم عبد الله فأنا مكرمه ورافع محمله وداع بالغذاء فإذا فرغنا من طعامنا فلحظتك فامتثل بين يديه فإنه سيصرف عنك بصره ، فاستدر حتى ترمز ظهره بإبهام رجلك حتى يملأ عينه منك .
ولمّا انتهى المنصور إلى يثرب استقبله السادة الحسنيّون وفيهم عبد الله ابن الحسن ، فأجلسه المنصور إلى جانبه ودعا بالغذاء فأصابوا منه فقام عقبة ، ونفّذ ما عهد إليه المنصور ، وجلس أمامه ففزع منه عبد الله وقال للمنصور: أقلني أقالك الله ...


فصاح به: لا أقالني الله إن أقلتك.


وأمر أن يكبّل بالحديد ويزجّ في السجن فكبّل مع جماعة من العلويين وحبس في بيت مروان .
وأرادوا من عبد الله أن يخبر بمكان ولديه: محمد ذي النفس الزكيّة وأخيه إبراهيم وإن لم يخبر بمكانهما فسوف يتعرّض للانتقام والقتل.
وقد عبّر عبد الله عن عمق هذه المأساة للحسن بن زيد قائلا: يابن أخي، والله لبليّتي أعظم من بليّة إبراهيم ((عليه السلام)); إن الله عزّوجلّ أمر ابراهيم أن
يذبّح ابنه ، وهو لله طاعة ، فقال إبراهيم : ( إن هذا لهو البلاء المبين ). وإنكم جئتموني في أن آتي بابني هذا الرجل فيقتلهما وهو لله جّل وعزّ معصية ....
وبقي السادة الحسنيّون في السجن لمدة ثلاث سنين، وفي سنة ( 142 هـ ) سافر المنصور مرّة أخرى إلى الحجّ لغرض تدارك الوضع في المدينة والوقوف أمام التصعيد الثوري هناك، وبعد أن أنهى مناسكه اتّجه نحو الربذة التي تبعد ثلاثة أميال عن المدينة وبعد وصوله إليها أمر بإشخاص السادة الحسنيين ومن معهم من العلويين إليه وقد تكفّل عقبة بن مسلم بعملية إخراجهم من السجن والسير بهم نحو الربذة.
وبعد إخراجهم من السجن وضع الحديد في أيديهم وجيء بهم إلى مسجد رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) حيث ازدحم الناس عليهم وهم بين باك ومتأسّف والشرطة تشتمهم وقد طلبت من الناس أن يشتموهم .
لكن الذي حدث كان على العكس من ذلك إذ أخذ الناس يسبّون عقبة ابن مسلم والمنصور ويترحمون على العلويين ....



موقف الإمام ((عليه السلام)) من آل الحسن


وكتب الإمام الصادق ((عليه السلام)) إلى عبد الله بن الحسن رسالة يعزّيه فيها ويُصبّرهُ على المصاب الذي جرى عليه وعلى أصحابه .
عن اسحاق بن عمّار الصيرفي أنّه قال : إن أبا عبد الله جعفر بن محمد((عليه السلام)) كتب إلى عبد الله بن الحسن حين حمل هو وأهل بيته ، يعزّيه عمّا صار إليه : « بسم الله الرحمن الرحيم ، إلى الخلف الصالح ، والذريّة الطيّبة من ولد أخيه وابن عمّه : أما بعد : فلئن كنت قد تفرّدت أنت وأهل بيتك ـ ممّن حُمل معك ـ بما أصابكم ، ما انفردت ـ بالحزن والغيظ والكآبة ، وأليم وجع القلب ـ دوني ولقد نالني من ذلك من الجزع والقلق ، وحرّ المصيبة مثل ما نالك ولكن رجعت الى ما أمر الله ـ جلّ جلاله ـ به المتقين من الصبر ، وحُسن العزاء ، حين يقول لنبيّه ((صلى الله عليه وآله)): ( واصبر لحكم ربك فإنّك بأعيننا)( . وحين يقول : ( فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت) إلى
أن قال: (واعلم أي عمّ وابن عمّ إن الله ـ جل جلاله ـ لم يُبال بضرّ الدنيا لوليه ساعة قط ولا شيء أحبّ إليه من الضرر والجهد والأذى مع الصبر . وانه تعالى لم يُبال بنعم الدنيا لعدوّه ساعة قط ولو لا ذلك ما كان أعداؤه يقتلون أولياءه ويخوفونهم ويمنعونهم وأعداؤه آمنون مطمئنّون عالون ظاهرون ولولا ذلك لما قتل زكريا واحتجب يحيى ظلماً وعدواناً في بغيّ من البغايا . ولو لا ذلك لما قتل جدّك علي بن أبي طالب ((عليه السلام)) لمّا قام بأمر الله ـ جلّ وعزّ ـ ظلماً ، وعمّك الحسين بن فاطمة اضطهاداً وعدواناً».
واعترف المنصور بسياسته الغاشمة ضد العلويين القائمة على القتل والإبادة لذريّة رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) حيث يقول : قتلت من ذرية فاطمة ألفاً أو يزيدون وتركت سيّدهم ومولاهم جعفر بن محمد.

فللحديث بقية حتى استشهاده صلوات الله عليه

منتظرة المهدي 13-Oct-2009 01:06 PM

اللهم صلي على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .

ثورة محمد بن عبد الله ( ذي النفس الزكية )

إن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي الملقّب بذي النفس الزكية قد رشّح باتّفاق الهاشميين للخلافة، وكان المنصور يسير بخدمته ويسوّي عليه ثيابه ويمسك له دابته تقرّباً إليه، وقد بايعه مع أخيه السفّاح مرّتين. وبعد اختلاس العبّاسيين للحكم واستبدادهم وشياع ظلمهم تألّم محمد فأخذ يدعو الناس إلى نفسه فاستجاب له الناس وظلّ مختفياً مع أخيه إبراهيم، وقد انتشرت دعاتهم في البلاد الإسلامية داعية المسلمين إلى بيعة محمد هذا.
ولمّا انتهت الأنباء بشهادة عبد الله وسائر السادة الذين كانوا معه الى محمد ; أعلن محمّد ثورته في المدينة وبايعه الناس وحتى الفقهاء منهم وقد استبشروا ببيعته، وحينما انتشر الأمر سارع أهالي اليمن ومكة إلى بيعته وقام خطيباً فيهم فقال :
اما بعد : أيها الناس فإنه كان من أمر هذا الطاغية عدوّ الله أبي جعفر مالم يخف عليكم من بنائه القبّة الخضراء التي بناها معانداً لله في ملكه تصغيراً للكعبة الحرام ، وإنما اُخذ فرعون حين قال : أنا ربكم الأعلى ، وإن أحق الناس بالقيام بهذا الدين أبناء المهاجرين والأنصار المواسين .
اللّهم إنهم قد أحلّوا حرامك وحرّموا حلالك وآمنوا من أخفت وأخافوا من آمنت ، اللّهم فاحصهم عدداً ، واقتلهم بدداً ولا تغادر منهم أحداً .
و لمّا علم المنصور بالثورة وجّه جيشاً يقدّر بأربعة آلاف فارس بقيادة عيسى بن موسى، وبعد أن اندلعت الحرب بين الفريقين ـ خارج المدينة ـ رغبة من محمد وحفاظاً على سكّانها من عبث جيش المنصور واُصيب محمد بن عبد الله بجراح خطيرة بسبب تفرّق جنده، وبرك إلى الأرض، فبادر الأثيم حميد بن قحطبة فاحتزّ رأسه الشريف .


موقف الإمام ((عليه السلام)) من الثورة :


لقد حذّر الإمام الصادق ((عليه السلام)) عبد الله بن الحسن من الترويج لابنه محمّد على أساس أنه المهدي لهذه الاُمة، وأخبر ((عليه السلام)) بمستقبل الأحداث ونبّه على أنّها ستنتهي باستشهاد محمد وأخيه إبراهيم، وأنّ الخلافة بعد أبي العباس السفّاح ستكون للمنصور العباسي.
وحينما سئل ((عليه السلام)) عن محمد بن عبد الله ودعوته قبل أن يعلن محمد ثورته أجاب ((عليه السلام)) : « إن عندي كتابين فيها اسم كل نبي وكل ملك يملك، لا والله ما محمد بن عبد الله في أحدهما ».
ولما ثار محمد بن عبد الله ( ذي النفس الزكية ) ترك الإمام الصادق ((عليه السلام)) المدينة، وذهب إلى أرض له بالفُرع، فلم يزل هناك مقيماً حتى قتل محمّد فلما قتل واطمأنّ الناس وأمنوا رجع إلى المدينة .


الإمام الصادق يهيّء الخط الشيعي للمواصلة


لقد كانت الفترة الأخيرة من حياة الإمام الصادق ((عليه السلام)) مع حكومة المنصور فترة تشدّد ومراقبة لحركة الإمام، تخللتها محاولات اغتيال عديدة، لكن الإمام((عليه السلام)) علم أن المنصور قد صمّم على قتله، ولهذا مارس جملة من الانشطة ليهيّء فيها الخط الشيعي لمواصلة الطريق من بعده.


النشاط الأول : حاول الإمام الصادق ((عليه السلام)) أن يجعل من الصف الشيعي صفّاً متماسكاً في عمله و نشاطه ، وركّز على قيادة الإمام الكاظم ((عليه السلام)) من بعده فيما لو تعرّض لعملية قتل من قبل المنصور. وقد قطع الطريق أمام المنتفعين والادعياء الذين كانوا يتربّصون الفرص ; لأن اسماعيل ابن الإمام الصادق((عليه السلام)) الذي كان قد توفّي في هذه الفترة كان يصلح كفكرة لتفتيت الصفّ الشيعي باعتباره الابن التقي الأكبر للإمام ((عليه السلام)) .
والغريب أنا نجد ـ رغم التأكيدات المتكرّرة ـ والحزن الذي أبداه الإمام((عليه السلام)) والتصريح الذي أبداه أمام حشد كبير من أعيان الشيعة بأن اسماعيل قد توفّي ودفن استغلال بعضهم لقضية إسماعيل وزعمهم بأن الإمامة تقع في إسماعيل وأنّه حيّ وقد خرج في البصرة وشاهده بعض الناس .
وهنا يقوم الإمام الصادق((عليه السلام)) بجملة من الخطوات لمعالجة هذه المشكلة التي سوف تُفتّت الصفّ الشيعي من بعده.
1 ـ قال زرارة بن أعين: دعا الإمام الصادق ((عليه السلام)) داود بن كثير الرقي وحمران بن أعين ، وأبا بصير ، ودخل عليه المفضّل بن عمر وأتى بجماعة حتى صاروا ثلاثين رجلا فقال: « يا داود اكشف عن وجه اسماعيل »، فكشف عن وجهه ، فقال : «تأمّله يا داود ، فانظره أحيّ هو أم ميّت ؟» فقال: بل هو ميّت . فجعل يعرّضه على رجل رجل حتى أتى على أخرهم فقال : «اللّهم اشهد» . ثم أمر بغسله وتجهيزه .

ثم قال : «يا مفضّل احسر عن وجهه، فحسر عن وجهه»، فقال: «أحيّ هو أم ميت؟» انظروه أجمعكم» فقال : بل هو يا سيدنا ميّت .
فقال : «شهدتم بذلك وتحققتموه»؟ قالوا : نعم، وقد تعجبوا من فعله .
فقال : «اللّهم أشهد عليهم». ثم حمل إلى قبره ، فلمّا وضع في لحده ، قال :
«يا مفضل ، اكشف عن وجهه» فكشف ، فقال للجماعة: «انظروا أحيّ هو أم ميتّ ؟» فقالوا : بل ميّت، يا وليّ الله .
فقال: «اللّهم اشهد فإنه سيرتاب المبطلون (يريدون أن يطفئوا نور الله) » ـ ثم أومى إلى موسى ((عليه السلام)) وقال: (والله مُتم نوره ولو كره الكافرون) .
ثم حثّوا عليه التراب ، ثم اعاد علينا القول فقال: «الميّت المكفّن المدفون في هذا اللحد من هو ؟» قلنا : اسماعيل ولدك .
فقال: «اللّهم أشهد». ثم أخذ بيد موسى فقال : «هو حق ، والحق معه ومنه ، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها » .
2 ـ قال عنبسة العابد : لما مات اسماعيل بن جعفر بن محمد ((عليهما السلام)) وفرغنا من جنازته ، جلس الصادق ((عليه السلام)) وجلسنا حوله وهو مطرق ، ثم رفع رأسه فقال :
«أيها الناس : إن هذه الدنيا دار فراق ، ودار التواء لا دار استواء ، على أن فراق المألوف حرقة لا تدفع ، ولوعة لا تردّ، وإنما يتفاضل الناس بحسن العزاء وصحة الفكر ، فمن لم يشكل أخاه شكله أخوه ، ومن لم يقدم ولداً هو المقدم دون الولد» ، ثم تمثّل بقول أبي خراش الهذلي يرثي أخاه .


ولا تحسبي أني تناسيت عهده***ولكن صبري يا أميم جميل


3 ـ قال اسحاق بن عمار: وصف إسماعيل أخي لأبي عبد الله ((عليه السلام)) دينه واعتقاده فقال : إني أشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله وانكم ـ ووصفهم يعني الأئمة ـ واحداً واحداً حتى انتهى إلى أبي عبد الله .ثم قال : واسماعيل من بعدك ! قال : «أما اسماعيل فلا» .



النشاط الثاني : رغم الحرب الباردة التي كانت بين المنصور والإمام الصادق((عليه السلام)) نلاحظ أن الإمام قد مارس بعض الأدوار مع السلطة لغرض الحفاظ على الاُمة وسلامة مسيرتها وابقاء روح الرفض قائمة في نفوسها ، مخافة أن تسبب ممارسات المنصور حالة من الانكسار للشيعة حين الاستجابة لمخططاته .
1 ـ قال أبو جعفر المنصور للإمام الصادق ((عليه السلام)) : إني قد عزمت على أن أخرب المدينة ولا أدع فيها نافخ ضرمة.
فقال: «يا أمير المؤمنين ! لا أجد بداً من النصاحة لك ، فاقبلها إن شئت أولا» .
ثم قال ((عليه السلام)): «إنه قد مضى لك ثلاثة أسلاف : أيوب ((عليه السلام)) ابتلي فصبر ، وسليمان((عليه السلام)) اُعطي فشكر، ويوسف ((عليه السلام)) قدر فغفر . فاقتد بأيهم شئت». قال:قد عفوت .
2 ـ قال عبد الله بن سليمان التميمي: لما قتل محمد وإبراهيم ابنا عبد الله ابن الحسن صار إلى المدينة رجل يقال له شبّة عقال، ولاّه المنصور على أهلها، فلمّا قدمها وحضرت الجمعة صار الى المسجد فرقى المنبر وحمد الله وأثنى عليه ثم قالأما بعد فإن علي بن أبي طالب شقّ عصا المسلمين ، وحارب المؤمنين ، وأراد الأمر لنفسه، ومنعه أهله فحرّمه الله عليه وأماته بغصّته . وهؤلاء ولده يتبعون أثره في الفساد وطلب الأمر بغير استحقاق له ، فهم في نواحي الارض مقتولون ، وبالدماء مضرّجون.
قال: فعظم هذا الكلام منه على الناس ، ولم يجسر أحد منهم أن ينطق بحرف . فقام إليه رجل عليه إزار قومسي سخين فقال : ونحن نحمد الله ونصلي على محمد خاتم النبيين وسيد المرسلين وعلى رسل الله وأنبيائه أجمعين. أمّا ما قلت من خير فنحن أهله ، وما قلت من سوء فأنت وصاحبك به أولى وأحرى. يا من ركب غير راحلته وأكل غير زاده ، ارجع مأزوراً .
ثم أقبل على الناس ، فقال : ألا آتينّكم بأخفّ الناس ميزاناً يوم القيامة ، وأبينهم خسراناً ؟ : من باع آخرته بدنيا غيره ، وهو هذا الفاسق .


فأسكت الناس ، وخرج الوالي من المسجد ولم ينطق بحرف.


فسألت عن الرجل: فقيل لي : هذا جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب ((عليهم السلام))(1) .
النشاط الثالث : وهو نشاط الإمام الصادق ((عليه السلام)) الخاص مع الشيعة في هذا الظرف العصيب وأساليب الاتّصال معهم.
وقد ذكرنا في البحوث السابقة أن الإمام قد ركّز على مبادئ اسلامية وممارسات إصلاحية في نفوس شيعته ، مثل التقيّة ، وكتمان السر ، والعلاقة بالثورة الحسينية لتحافظ هذه المبادئ والممارسات على الوجود الشيعي وتقيه من الضربات والمخططات الخارجية
والرواية التالية تصوّر لنا نشاط الإمام السري مع صحبه في هذهِ الفترة .
روي أن الوليد بن صبيح قال : كنا عند أبي عبد الله ((عليه السلام)) في ليلة إذ طرق الباب طارق ، فقال للجارية : انظري من هذا ؟
فخرجت ثم دخلت فقالت : هذا عمّك عبد الله بن علي ((عليه السلام)) فقال : أدخليه . وقال لنا : ادخلوا البيت فدخلنا بيتاً ، فسمعنا منه حسّاً ، ظننّا أن الداخل بعض نسائه ، فلصق بعضنا ببعض ، فلما دخل أقبل على أبي عبدالله((عليه السلام)) فلم يدع شيئاً من القبيح إلا قاله في أبي عبد الله ((عليه السلام)) ثم خرج وخرجنا ، فأقبل يحدّثنا من الموضع الذي قطع كلامه .
فقال بعضنا : لقد استقبلك هذا بشيء ما ظننّا أنّ أحداً يستقبل به أحداً، حتى لقد همّ بعضنا أن يخرج إليه فيوقع به .


فقال ((عليه السلام)) مه ، لا تدخلوا فيما بيننا .


فلمّا مضى من الليل ما مضى ، طرق الباب طارق فقال للجارية : انظري من هذا ؟ فخرجت ، ثم عادت ، فقالت : هذا عمّك عبد الله بن علي ((عليه السلام)) فقال لنا : عودوا إلى مواضعكم، ثم اذن له.
فدخل بشهيق ونحيب وبكاء وهو يقول : يابن أخي ، اغفر لي غفر الله لك ، اصفح عني صفح الله عنك .


فقال : غفر الله لك يا عم ، ما الّذي أحوجك إلى هذا ؟


قال : إني لما أويت إلى فراشي أتاني رجلان أسودان فشدّا وثاقي ، ثم قال أحدهما للآخر : انطلق به إلى النار : فانطلق بي ، فمررت برسول الله فقلت : يا رسول الله ، لا أعود . فأمره فخلّى عنّي ، وأني لأجد ألم الوثاق .

فقال أبو عبد الله ((عليه السلام)): أوص .


قال : بم أوصي ؟ ما لي مال ، وإن لي عيالاً كثيرة وعليّ دين .
فقال أبو عبد الله ((عليه السلام)) : دينك عليّ ، وعيالك عيالي، فأوص.
فما خرجنا من المدينة حتى مات ، وضمّ أبو عبد الله ((عليه السلام)) عياله إليه ، وقضى دينه ، وزوّج ابنه ابنته(1) .
وأغلب الظن أن نشاط الإمام الصادق ((عليه السلام)) من هذا النوع قد تركّز أيام المنصور لكثرة الجواسيس والعيون التي كانت ترصد حركة الإمام((عليه السلام)) ممّا دفع بالامام الى أن يلجأ إلى عقد الاجتماعات في بيته سرّاً لغرض مواصلة دوره الالهي مع الاُمة عن طريق توجيه النخبة الصالحة التي وفقت لهذا الدور.

محاصرة الإمام((عليه السلام)) قبيل استشهاده


صعّد المنصور من تضييقه على الإمام الصادق((عليه السلام))، ومهّد لقتله.
فقد روى الفضل بن الربيع عن أبيه ، فقال : دعاني المنصور ، فقال : إن جعفر بن محمد يلحد في سلطاني ، قتلني الله إن لم أقتله . فأتيته ، فقلت : أجب أمير المؤمنين . فتطهّر ولبس ثياباً جدداً .
فأقبلت به ، فاستأذنت له فقال : أدخله ، قتلني الله إن لم أقتله .
فلما نظر إليه مقبلا ، قام من مجلسه فتلقّاه وقال : مرحباً بالتقيّ الساحة البريء من الدغل والخيانة ، أخي وابن عمي .
فأقعده على سريره ، وأقبل عليه بوجهه ، وسأله عن حاله ، ثم قال :سلني حاجتك ، فقال((عليه السلام)): أهل مكّة والمدينة قد تأخّر عطاؤهم، فتأمرلهم به .
قال : أفعل ، ثم قال : يا جارية ! ائتني بالتحفة فأتته بمدهن زجاج، فيه غالية ، فغلّفه بيده وانصرف فأتبعته ، فقلت:
يابن رسول الله ! أتيت بك ولا أشك أنه قاتلك ، فكان منه ما رأيت، وقد رأيتك تحرك شفتيك بشيء عند الدخول ، فما هو ؟
قال : قلت : «اللّهم احرسني بعينك التي لاتنام ، واكنفني بركنك الذي لا يرام ، واحفظني بقدرتك عليّ ، ولا تهلكني وانت رجائي ...» .
ولم يكن هذا الاستدعاء للإمام من قبل المنصور هو الاستدعاء الأول من نوعه بل إنّه قد أرسل عليه عدّة مرات وفي كل منها أراد قتل.
لقد صور لنا الإمام الصادق ((عليه السلام)) عمق المأساة التي كان يعانيها في هذا الظرف بالذات والاذى الّذي كان المنصور يصبه عليه، حتى قال ((عليه السلام)) ـ كما ينقله لنا عنبسة ـ قال : سمعت أبا عبد الله ((عليه السلام)) يقول: «أشكو إلى الله وحدتي وتقلقلي من أهل المدينة حتى تقدموا وأراكم أسرّ بكم، فليت هذا الطاغية أذن لي فاتّخذت قصراً في الطائف فسكنته ، وأسكنتكم معي ، وأضمن له أن لا يجيء من ناحيتنا مكروه أبداً»


الإمام الصادق((عليه السلام)) في ذمّة الخلود


وتتابعت المحن على سليل النبوّة وعملاق الفكر الإسلامي ـ الإمام الصادق((عليه السلام)) ـ في عهد المنصور الدوانيقي ـ فقد رأى ما قاساه العلويون وشيعتهم من ضروب المحن والبلاء، وما كابده هو بالذات من صنوف الإرهاق والتنكيل، فقد كان الطاغية يستدعيه بين فترة وأخرى ، ويقابله بالشتم والتهديد ولم يحترم مركزه العلمي، وشيخوخته، وانصرافه عن الدنيا الى العبادة، وإشاعة العلم، ولم يحفل الطاغيه بذلك كلّه، فقد كان الإمام شبحاً مخيفاً له... ونعرض ـ بإيجاز ـ للشؤون الأخيرة من حياة الإمام ووفاته.
وأعلن الإمام الصادق((عليه السلام)) للناس بدنوّ الأجل المحتوم منه، وان لقاءه بربّه لقريب، وإليك بعض ما أخبر به:
أـ قال شهاب بن عبد ربّه : قال لي أبو عبدالله((عليه السلام)): كيف بك إذا نعاني إليك محمد بن سليمان؟ قال: فلا والله ما عرفت محمد بن سليمان من هو. فكنت يوماً بالبصرة عند محمد بن سليمان، وهو والي البصرة إذ ألقى إليّ كتاباً، وقال لي: يا شهاب، عظّم الله أجرك وأجرنا في إمامك جعفر بن محمد. قال: فذكرت الكلام فخنقتني العبرة.
ب ـ أخبر الإمام((عليه السلام)) المنصور بدنوّ أجله لمّا أراد الطاغية أن يقتله فقد قال له: ارفق فوالله لقلّ ما أصحبك. ثم انصرف عنه، فقال المنصور لعيسى بن علي: قم اسأله، أبي أم به؟ ـ وكان يعني الوفاة ـ .
فلحقه عيسى ، وأخبره بمقالة المنصور، فقال((عليه السلام)): لا بل بيوتحقّق ما تنبّأ به الإمام((عليه السلام)) فلم تمضِ فترة يسيرة من الزمن حتى وافته المنية.
كان الإمام الصادق((عليه السلام)) شجي يعترض في حلق الطاغية الدوانيقي، فقد ضاق ذرعاً منه، وقد حكى ذلك لصديقه وصاحب سرّه محمد بن عبدالله الاسكندري.
يقول محمد: دخلت على المنصور فرأيته مغتمّاً، فقلت له: ما هذه الفكرة؟
فقال: يا محمد لقد هلك من أولاد فاطمة((عليها السلام)) مقدار مائة ويزيدون ـ وهؤلاء كلهم كانوا قد قتلهم المنصور ـ وبقي سيّدهم وإمامهم.


فقلت: من ذلك؟


فقال: جعفر بن محمد الصادق.


وحاول محمد أن يصرفه عنه، فقال له: إنه رجل أنحلته العبادة، واشتغل بالله عن طلب الملاك والخلافة.
ولم يرتض المنصور مقالته فردّ عليه: يا محمد قد علمتُ أنك تقول به، وبإمامته ولكن الملك عقيم.
وأخذ الطاغية يضيّق على الإمام، وأحاط داره بالعيون وهم يسجّلون كل بادرة تصدر من الإمام، ويرفعونها له، وقد حكى الإمام((عليه السلام)) ما كان يعانيه من الضيق، حتى قال: «عزّت السلامة، حتى لقد خفي مطلبها، فإن تكن في شيء فيوشك أن تكون في الخمول، فإن طلبت في الخمول فلم توجد فيوشك أن تكون في الصمت، والسعيد من وجد في نفسه خلوة يشتغل بها»
لقد صمّم على اغتياله غير حافل بالعار والنار، فدسّ اليه سمّاً فاتكاً على يد عامله فسقاه به، ولمّا تناوله الإمام((عليه السلام)) تقطّعت أمعاؤه وأخذ يعاني الآلام القاسية، وأيقن بأن النهاية الأخيرة من حياته قد دنت منه.
ولمّا شعر الإمام((عليه السلام)) بدنوّ الأجل المحتوم منه أوصى بعدّة وصايا كان من بينها ما يلي:
أ ـ إنه أوصى للحسن بن علي المعروف بالأفطس بسبعين ديناراً، فقال له شخص: أتعطي رجلاً حمل عليك بالشفرة؟ فقال(عليه السلام) له: ويحك ما تقرأ القرآن؟! (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل، ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب).
لقد أخلص الإمام((عليه السلام)) كأعظم ما يكون الإخلاص للدين العظيم، وآمن بجميع قيمه وأهدافه، وابتعد عن العواطف والأهواء، فقد أوصى بالبرّ لهذا الرجل الذي رام قتله لأن في الإحسان اليه صلة للرحم التي أوصى الله بها.
ب ـ إنه أوصى بوصاياه الخاصّة، وعهد بأمره أمام الناس الى خمسة أشخاص: وهم المنصور الدوانيقي، ومحمد بن سليمان، وعبدالله، وولده الإمام موسى، وحميدة زوجته.
وإنما أوصى بذلك خوفاً على ولده الإمام الكاظم((عليه السلام)) من السلطة الجائرة، وقد تبيّن ذلك بوضوح بعد وفاته، فقد كتب المنصور الى عامله على يثرب، بقتل وصي الإمام ، فكتب إليه: إنه أوصى الى خمسة، وهو أحدهم ، فأجابه المنصور: ليس الى قتل هؤلاء من سبيل
ج ـ إنه أوصى بجميع وصاياه الى ولده الإمام الكاظم((عليه السلام)) وأوصاه بتجهيزه وغسله وتكفينه، والصلاة عليه، كما نصبه إماماً من بعده، ووجّه خواصّ شيعته إليه وأمرهم بلزوم طاعته.
د ـ إنه دعا السيّدة حميدة زوجته، وأمرها باحضار جماعة من جيرانه، ومواليه، فلمّا حضروا عنده قال لهم: «إن شفاعتنا لا تنال مستخفاً بالصلاة...».
وأخذ الموت يدنو سريعاً من سليل النبوة، ورائد النهضة الفكرية في الإسلام، وفي اللحظات الأخيرة من حياته أخذ يوصي أهل بيته بمكارم الأخلاق ومحاسن الصفات، ويحذّرهم من مخالفة أوامر الله وأحكامه، كما أخذ يقرأ سوراً وآيات من القرآن الكريم، ثم ألقى النظرة الأخيرة على ولده الإمام موسى الكاظم((عليه السلام)) ، وفاضت روحه الزكية الى بارئها.
لقد كان استشهاد الإمام من الأحداث الخطيرة التي مُني بها العالم الاسلامي في ذلك العصر، فقد اهتزّت لهوله جميع ارجائه، وارتفعت الصيحة من بيوت الهاشميين وغيرهم وهرعت الناس نحو دار الإمام وهم ما بين واجم ونائح على فقد الراحل العظيم الذي كان ملاذاً ومفزعاً لجميع المسلمين.
وقام الإمام موسى الكاظم((عليه السلام))، وهو مكلوم القلب، فأخذ في تجهيز جثمان أبيه، فغسل الجسد الطاهر، وكفّنه بثوبين شطويين كان يحرم فيهما، وفي قميص وعمامة كانت لجدّه الإمام زين العابدين((عليه السلام))، ولفّه ببرد اشتراه الإمام موسى((عليه السلام)) بأربعين ديناراً وبعد الفراغ من تجهيزه صلّى عليه الإمام موسى الكاظم((عليه السلام)) وقد إأتمَّ به مئات المسلمين.


وحمل الجثمان المقدّس على أطراف الأنامل تحت هالة من التكبير، وقد غرق الناس بالبكاء وهم يذكرون فضل الإمام وعائدته على هذه الاُمة بما بثّه من الطاقات العلمية التي شملت جميع أنواع العلم. وجيء بالجثمان العظيم الى البقيع المقدّس، فدفن في مقرّه الأخير بجوار جدّه الإمام زين العابدين وأبيه الإمام محمد الباقر((عليهما السلام)) وقد واروا معه العلم والحلم، وكل ما يسمّو به هذا الكائن الحيّ من بني الإنسان(1).
ويناسب أن نختم الكلام عن الإمام الصادق((عليه السلام)) برثائه على لسان أحد أصحابه وهو أبي هريرة العجلي بقوله:


أقول وقد راحوا به يحملونه***على كاهل من حامليه وعاتق


أتدرون ماذا تحملون الى الثرى***ثبيراً ثوى من رأس علياء شاهق


غداة حثى الحاثون فوق ضريحه***تراباً، وأول كان فوق المفارق




و إمــــامــه و سيـــداه


عظم الله لك الأجر يا صاحب الزمان
عظم الله لكم الأجر ياشيعة أمير المؤمنين

torbat karbala2 13-Oct-2009 01:39 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم
تمنيت اقطع الوديان واجري وعالصادق اهل دموع واجري
يا نار الحزن بالدلال اجري بمصابه جيت اعزي الجعفرية
.................................................. .......
الشيعة اليوم متغيب بدرها بالمواساة ما واحد بدرها
على مصابه تون تنحب بدرها على الصادق تهل دمع الرزية
.................................................. ............
اعظم الله اجوركم بمصاب ابي عبدالله الصادق عليه السلام

خاتم سليمان 13-Oct-2009 09:50 PM




http://www.amal-movement.com/ahlolbeit/bottomn/8.jpg


اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


http://alkadhum.org/other/wafa/1424/008/imam_sadiq.jpg


عظم الله لكم الأجر ساداتي وموالي أئمة الهدى ومصابيح الدجى

سلام الله عليكم في وفاة
الإمام السادس أبي عبد الله جعفر بن محمد
الصادق

سلام الله عليه وعظم الله لك الأجر يا سيدي ومولاي يا رسول الله(ص)

وعظم الله لك الأجر يا سيدي ومولاي يا أمير المؤمنين(ع)

وعظم الله لك الأجر يا سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء(ع)

وعظم الله لك الأجر يا سيدي يا أبا صالح (ع)

في جدك فلعن الله امة أسست أساس الظلم والجور عليكم أهل البيت(ع)

ولعن الله امة قاتلتكم وناصبت لكم العداء

والحرب وأزالتكم عن المراتب التي رتبكم الله فيها

وعظم الله لكم الأجر إخواني وأخواتي المؤمنين بهذه المصيبة الجليلة

















السلام عليك يا مولاي يا صاحب الزمان

أعزيك وأعزي جدك المصطفى (ص)

بهذا الرزء العظيم , والخطب الجلل

وأعزي سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء (ع)

,, ساعد الله قلبك يامولاتي ,,

فما تفرغين من حزن حتى تنصبي المأتم من جديد

وأعزي آل بيت العصمة (ع)

بذكرى
استشهاد
مؤسس المذهب

(صادق آل البيت) عليه السلام

واعزي امة الإسلام قاطبة


وإليكم هذه القصيدة بالناسبة :

في رثاء الصادق
(عليه السلام)

للشاعر الأديب الأستاذ جابر الكاظمي



ليّ قلب ثلّه الخـطبُ فمـارا وجفون تقذفُ الدمع جمارا

وحقول بين أحشائـي ذَوَتْ فاستحالتْ من لظى الحزن قِفارا

ريثما حلّ الجوى في خافقي فغفا بين جُراحي وتوارى

فأنا ظئرٌ لأتـراب الأسى نحتسي من حانة الجفــن عُقارا

كم كؤوسٍ بالرزايـا طفحتْ فشربناها وما نحن سكارى

أوَ بعدَ القَرْمِ من سادتنا نأمن الدهر بأن يرعى الذّمارا

كيف نصبو لحياة بعدما قتلوا مَن أَلْبَسَ الديـن افتخارا

قتلوا أصدق مَنْ فوق الـثرى بذعافِ السُّمّ في الأحشاء سارا

صَدَق الحزنُ بفقدِ الصادق فقدُهُ أورى شِغافَ القلبِ نارا

لهفَ نفسي كيف يُعفى قبرُه وهو حصنٌ وبه الكونُ استجارا

قَذِيَت عينٌ إذا لم تبكِهِ بَدَلَ الدمع دماً ليلَ نهارا

إننا نرتقبُ الـيوم الـذي يطلب الموعودُ للصادق ثارا

ثم يدعو يا لثارات الحـسين لدماءٍ سُفكتْ منـه جُبارا

ناحروه وبه لم يحفظوا لرسولِ الله قدراً ووقارا



http://www.jannatalhusain.info/2008/...f24df63fb2.jpg

عاشق فاطمه 14-Oct-2009 05:52 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
نعزي صاحب العصر والزمان بوفاة الامام الصادق عليه السلام

خادم الزهراء 14-Oct-2009 10:09 AM

اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعل آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

أعظم الله أجوركم باستشهاد سادس الأئمة وثامن المعصومين صلوات الله عليه ...

الإمام الصادق صلوات الله عليه بأبي هو وأمي قتل مسموما مظلوماً على يد اللعين المنصور الدوانيقي فلا يجوز القول بوفاته بل التأكيد على شهادته صلوات الله عليه وآله ...

لما قتل أمير المؤمنين عليه السلام رقى الحسن بن علي عليهما السلام ، فأراد الكلام فخنقته العبرة ، فقد ساعة ثم قام قال : الحمد لله الذي كان في أوليته وحدانيا وفي أزليته متعظما بالإلهية متكبرا بكبريائه وجبروته [ خلق جميع ] ما خلق على غير مثال ، كان سبق مما خلق ربنا اللطيف بلطف ربوبيته ويعلم خيره فتق وبأحكام قدرته خلق جميع ما خلق ، ولا زوال لملكه ولا انقطاع لمدته ، فوق كل شئ علا ومن كل شئ دنا ، فتجلى لخلقه من غير أن يكون يرى وهو بالمنظر الأعلى ، احتجب بنوره وسما في علوه واستتر عن خلقه وبعث إليهم شهيدا عليهم ، وأبعث فيهم النبيين مبشرين ومنذرين ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيى من حي عن بينة وليعقل العباد عن ربهم ما جهلوه فيعرفوه بربوبيته بعد ما أنكروه ، والحمد لله الذي أحسن الخلافة علينا أهل البيت ، وعند الله نحتسب عزاءنا في خير الآباء رسول الله صلى الله عليه وآله وعند الله نحتسب عزاءنا في أمير المؤمنين ، وقد أصبت به الشرق والغرب ، والله ما خلف درهما ولا دينارا إلا الأربعمائة درهم أراد أن يبتاع لأهله خادما ، ولقد حدثني جدي رسول الله صلى الله عليه وآله أن الأمر يملكه اثنا عشر إماما من أهل بيته وصفوته ما منا إلا مقتول أو مسموم .

ثم نزل عن منبره ودعا بابن ملجم لعنه الله فأتي به فقال : يا ابن رسول الله استبقني ركن لك وأكفيك أمر عدوك بالشام ، فعلاه الحسن عليه السلام بسيفه فاستقبل السيف بيده فقطع خنصره ، ثم ضربه ضربة على يافوخه فقتله لعنه الله .

نسألكم الدعاء

اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة

samar 14-Oct-2009 11:33 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد وعجل فرجهم
أعظم الله أجوركم باستشهاد سادس الأئمة وثامن المعصومين صلوات الله عليه ...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الساعة الآن »03:14 AM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc