رموز البقيع
 

رموز البقيع


قف بأعتاب طيبة بالبقيع ثم سلم على الملاذ الرفيع
آل بيت النبي بل مهبط الوحي وسر الوجود مأوى الصريع
وتذكر حوادث الدهر لما لملمت حقدها بفعل فضيع
فتوالى الطغاة كرها وبغيا في الولاة الهداة شر الصنيع
كابد الآل من عظيم الرزايا محنا شيبت عذار الرضيع
فعلى الطشت أكبد قطعتها فئة تقتفي دروب الوضيع
وعلى نعشه تهاوت سهام ليتني افتديه نعش الشفيع
ولزين العباد أي الدواهي ندبتها العيون فيض النجيع
كربلا وحدها ويكفيه كربا ماأذاقوه من مصاب شنيع
أركبوه مقيدا فوق هزل ثم ساقوه مثل سوق القطيع
ونساء من حوله سافرات جعلوها بلا حجاب منيع
وإذا صبت المآقي دموعا جاءها السوط مؤلما للضلوع
وعلى الشام قسوة لست أنسى ما جرى في الشآم من ترويع
أعلنوا العيد في دخول السبايا بالأهازيج والغناء الرفيع
ضمهم مجلس علا الشتم فيه لمن الشمس ردها للطلوع
ايسب الوصي من منبر الحقد وقد كان شمسها في السطوع
لست أنساه وهو يبدي هموما عن مآسي الشآم وسط الربوع
فإذا سر ما عظيم الرزايا قال في الشام كل هول فضيع
ماهنا بالشراب والطعم يوما واكتفى عن جوابه بالدموع
وعلى باقر العلوم استعدت من هشام عصابة التقريع
ضللوا بالفساد لما غزاهم بعلوم فاقت علوم الجميع
أخرجوه عن دين طه ولما أن تجلى لمدين بالبديع
خرجوا خائفين إن حل خسف وهو يتلوا القرآن بالترجيع
ومن الباقر العلوم معين ظهرت فيه آية التشريع
وأتى الصادق المقال ليبدي أسس الحق في المقام الرفيع
ويزيل الغبار عن باطل الر أي درأ عن المقال الشنيع
فمضى ينشر المعالي دروبا للموالين من زهور الربيع
فاقتبسنا من العلوم الخفايا واقتفينا الآثار بالتطويع
ظهرت آية الكواكب فينا ونهلنا من الجواب السريع
وقفزنا إلى المعالي ففزنا بعلوم ترقى بفكر اللميع
فابن حيان ما ترقى بعلم وسرى مجده بغير الشفيع
كل علم أفاضه للبرايا منهل العلم مودع من وديع
وهشام إذا تدانى لشخص في حوار من الكلام البديع
أثلج الصدر في المقام ملما ببيان يبري لقلب الوجيع
لم تخط اللحى القذال و لكن أخرس الشانئين بالتركيع
ثم لما رأى العدى مكرمات من تلاميذه بفكر ضليع
أوقفوا الصادق الأمين بذل حاسر الرأس موهنا بالربيع
ماكتفوا بالوقوف بل جرعوه من صنوف الأذىبسم نقيع
ياأكف الضراع هذا يراع سكب الدمع في رموز البقيع
فاقبلوا منه ماعتراه لوجد مفعم بالأسى بفود مطيع

منصور الجشي
28 /10/ 1430هج