![]() |
قصيدة " وطني " للشاعر جاسم الصحيح
أرغب في أن تقرؤوا القصيدة التي ألقاها شاعر الأحساء ( جاسم الصحيح ) وهي عن الأحساء بعنوان " وطني " : جاسم الصحيح يتألق في معلقته ( وطني ) كلَّما وَقَعَ بصري على الصحراء، صرختُ: يا وطني وكلَّما وَقَعَ بصري على النخلة، صرختُ: يا وطني.. مَرَّتَين! هُمْ عَلَّقوكَ على السَّحابِ شِعاَراَ=وأنا غَرَسْتُكَ في التُّرابِ بِذاراَ وحَفَرْتُ فيكَ.. فكُنْ شفيعَ معاولـي=حين التراب يُعاَتِبُ الـحَفَّاراَ أَ تَضيقُ إنْ طاشَتْ سهامِيَ مَرَّةً..=ولَكَمْ حَرَسْتُكَ بالسِّهامِ مِراَراَ! دَلَّلْتُ في نَغَمي هَواَكَ كأنَّني=«نيسانُ» وَهْوَ يُدَلِّلُ الأزهاراَ دَعْني أُثَمِّن بالشِّجارِ محبَّتي..=أغلَى المحبَّةِ ما يكونُ شِجاَراَ! وطنــي.. تُشاَغِبُنــي عليكَ عناصــري=كالعَظْمِ حين يُشاَغِــبُ الـجَــزَّاراَ دَأْبِي أُرَقِّقُ بالمجازِ حقيقتي=حتَّى أُحيلَ من الغُرابِ هَزاَراَ طيرُ السلامِ يعيشُ في «دشداشتي»=ويُقيمُ وَسْطَ جيوبِها أَوْكاَراَ! وطني.. وأقدسُ ما حَقَنْتُ بهِ دمي=مَصْلٌ يُقاَوِمُ خنجراً غَدَّاراَ: جَلَّ «العِقالُ» فما أنا بِمُساَوِمٍ=فيهِ عِداَدَ خيوطِهِ أقماراَ فَلَكٌ على رأسي يدورُ مهابةً=ونجابةً وكرامةً وفَخاَراَ أيُّ الكواكبِ بعد ضوءِ كواكبي=أختارُ من أضوائِها سُمَّاراَ!! *** وطني.. وليس على تضاريسِ الـمَدَى=وَطَنٌ عليهِ الأنبياءُ «سَهاَرَى»! فتَعاَلَ نكسر جَرَّةَ الغَيْمِ التي=حَوَتِ الهمومَ، ونفضح الأمطاراَ! لا سِرَّ بَعْدَكَ.. أنتَ آخِرُ نجمةٍ=طَيَّ السماءِ تُخَبِّئُ الأسراراَ وَطَنُ «النُّصُوصِ المدرسيَّةِ» لم يَعُدْ=وَطَني، وإنْ أُلْقِمْتُهُ أشعاراَ ما العُودُ دون غِناَهُ غير جريمةِ الـ=الأخشابِ ساعةَ تَصْلِبُ الأوتاراَ! صَدِئَتْ حجارةُ جِسْرِنا، وكأنَّما=آنَ الأوانُ لنصقلَ الأحجاراَ وطني.. وذاكرةُ الطفولةِ لم تَزَلْ=في حيرةٍ تستجوب الفَخَّاراَ من أنتَ؟ وانتصبَ السؤالُ سفينةً..=من أنتَ؟ وارتفع الشراعُ حِواَراَ: جَسَدٌ من الكثبانِ مَدَّ قوامَهُ=عبر المكانِ مدائناً وقفاراَ! والأرضُ «أَعْراَبِيَّةٌ» نَسَجَتْ لها=بِيَدِ الهجيرِ عباءةً وخِماَراَ! والأُفْقُ صَقْرٌ راح يقطفُ عُمْرَهُ=من لَحْمِ عصفورٍ وعَظْمِ «حَباَرَى»! لا يستطيبُ الصقرُ لُقمَةَ عَيْشِهِ=حتَّى يَكُدَّ الرِّيشَ والمنقاراَ! *** وطني.. أُفَتِّشُ في فصولِ دراستي=فأَراَكَ أضيقَ ما تكونُ مَداَراَ: ما لم يَقُلْهُ «النحوُ» أنَّكَ «فاعلٌ»=«رَفَعَتْهُ» أذرعةُ الرجالِ مَناَراَ ولعلَّ أستاذَ الخرائطِ حينما=رَسَمَ الخطوطَ وحَدَّدَ الأَمْصاَراَ لم يَدْرِ أَنَّكَ لا تُحَدُّ بِرَسْمَةٍ=كالشمسِ وَهْيَ تُوَزِّعُ الأنواراَ ما أنتَ يا وطني مُجَرَّدُ طينةٍ=فأَصُوغُها لطفولتي تَذْكاَراَ حاشاَ.. ولستَ بِبُقْعَةٍ مربوطةٍ=قَيْدَ المكانِ أقيسُها أمتاراَ بَلْ أنتَ يا وطني مدَى حُرِّيَّتي=في الأرضِ حين أعيشُها أفكاراَ! وهنا حدودُكَ في المشاعرِ داخلي:=مقدارُ ما نحيا مَعاً أحراراَ مقدارُ ما نعطي الترابَ حقوقَهُ=في المبدعينَ فيُبدع النُّوَّاراَ مقدارُ ما نَهَبُ البنفسجَ فرصةً..=يمحو الذنوبَ ويغسل الأوزاراَ مقدارُ ما «نَجْدٌ»* تهبُّ لِـ«ـعَرْضَةٍ»*=فَتَدُقُّ «أَبْهاَ»* الطَّارَ والمزماراَ مقدارُ ما «الأحساءُ»* تحضنُ «طَيْـبَـةً»*=في نخلةٍ حَمَلَتْ هَواَكَ ثِماَراَ هذي البلادُ وهذهِ أبعادُها=حُبًّا يُضيفُ إلى الدِّياَرِ دِياَراَ وأَعَزُّ ما في الحبِّ أنَّ شقاءَهُ=قَدَرٌ يُوَحِّدُ حَوْلَهُ أقداراَ!! *** وطني.. وكم خاَطَتْ شفاهَ حروفِها=لُغَتِي.. فدَعْ لِيَ صمتَها الثَّرثاراَ أستجوبُ النَّخلَ الطِّوَالَ بِلَهْجَةٍ=ثكلَى: لماذا لم تَكُنَّ قِصاَراَ؟ هَمَسَتْ إِلَيَّ من «الخليجِ» محارةٌ=تبكي.. وما أَشْجَى «الخليجَ» مَحاَراَ: للهِ ترتفعُ النخيلُ، ولم تزلْ=تشكو إليهِ همومَها الكُفَّاراَ نَصْراً لِفَلاَّحِينَ - من أعذاقِها -=قَطَفُوا التُّمورَ وعَلَّقُوا الأعماراَ! *** وطني.. وما زال الغريبُ بِداخلي=في التيهِ يفتضُّ الدروبَ عذارَى! في أيِّ «بئرٍ» ألتقيكَ، فلم أَزَلْ=في رحلتي أَتَسَقَّطُ الآباراَ؟ ذئبُ الحضارةِ كاد يعقرُ ناقتي=ويُسَمِّمُ «العُلَّيقَ» و«الصَّبَّاراَ» وكأنَّما الصحراءُ تعلنُ موقفاً=ضدِّي فتطلقُ رملَها إعصاراَ أُوتِيتُ من عطشِ الجِمالِ حريقةً=ولَبِسْتُ من صبر الخيامِ دِثاَراَ «أسعَى» إليكَ على عزيمةِ «هاجَرٍ»=وأُحِسُّ قلبيَ «طفلَها» الـمُنْهاَراَ فمتى تفيضُ «البئرُ» عنكَ ونلتقي:=ظمآن صادَفَ «زمزماً» فَوَّاراَ؟! أخوكم / بلسم الروح |
الشاعر جاسم الصحيح من الشعراء الذين يعجبونني
سواء في وفائهم لأوطانهم أو في شعره المفعم بالولاية لأهل البيت عليهم السلام له قصيدة عن الأحساء تم تلحين مقطع منها وهي جميلة أيضاً |
قصيدة تُقرأ..هذي البلادُ وهذهِ أبعادُها=حُبًّا يُضيفُ إلى الدِّياَرِ دِياَراَ
وأَعَزُّ ما في الحبِّ أنَّ شقاءَهُ=قَدَرٌ يُوَحِّدُ حَوْلَهُ أقداراَ!! شكرا لناقلها |
السلام عليكم اخي بلسم الروح لا أدري كلمات وحنين الشاعر مؤثرة ومحرقة لبلده يعني سمعت منك لم اقرأ فقط ! سمعت منك كلمات ابكتني صراحة لأنك وكما تعلم أخي العزيز أصعب ما يمكن أن يمر على الإنسان هو الهجرة إن كان عن طيب خاطر أو رغما عنه ، على كلا الحالتين أنا أتمنى لكل غائب أن يعود إلى بلده الحبيب ويجتمع باهله وأحبته بحق إسم هذا المنتدى الرائع [ الزهــــــــــــراء]
وشكرا لكم وللسماح لي بالمرور وأحببت أن اسلم ايضا على اختما العزيزة جارية العترة ماجورين انشالله |
الساعة الآن »08:55 PM. |