![]() |
عقد الحرية
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد و عجل فرجهم عقد فاطمة عليها السلام .. عقد الحرية جلس النبي صلى الله عليه واله وسلم في قبلته بعد أن انتفل من الصلاة وقد تحلّق حوله أصحابه فبدا كقمر وسط النجوم والزمن نهر يتدفق تتدافع قطراته بانتظام ... أو رحى كبيرة تدور وتدور تهب السنين لمن يشاء ومن لا يشاء تفتح عيون الأطفال وتغمض عيوناً متغصنة الأجفان تشدّ أعواد الشباب وتقوسّ قامات الكهول ، فالجميع إلى زوال ويبقى وجه الله ... الله جلّ جلاله وحده. دخل المسجد شيخ عصف به الزمان نحت وجهه ومزّق ثيابه ، يدّب على الأرض دبيب نملة تبحث عن رزقها في يوم بارد . هتف الشيخ وهم يتطّلع إلى النبي صلى الله عليه واله وسلم كأنّما يتطلّع إلى شمس تهب النور والدفء: - يا نبيّ الله ، أنا جائع ...عريان .. اشبعني واكسني . أجاب النبيّ صلى الله عليه واله وسلم وقلبه يذوب تأثّراً : - ما أجد لك شيئاً ولكن الدال على الخير كفاعله .. انطلق إلى من يحب الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله يؤثر الله على نفسه .. انطلق إلى فاطمة.. التفت النبيّ إلى بلال : - قم يا بلال فخذه إلى منزل فاطمة. وقف الشيخ على باب يفضي إلى عالم من أمل .. عالم يهب الخبز للجياع .. هتف الشيخ بصوت واهن ينوء بعبء السنين : - شيخ عصف به الدهر وأضرّ به الفقر .. واسيني يا بنت محمد . نظرت فاطمة عليها السلام حواليها لم تجد شيئاً تسعف به إنساناً ينتظر بأمل .. كان هناك في زاوية الحجرو جلد كبش مدبوغ فطوته وناولته الشيخ : - خذه فعسى الله أن يختار لك ما هو خير منه. دقّق الشيخ النظر وتمتم : - وما أًصنع بجلد كبش ، يا بنت محمد ! وأصعب شيء أن تهب المرأة زينتها .. أساور من ذهب أو فضة أو عقد من لآلئ البحر ، ولكن هناك ما يضيء في نفس المرأة .. يتألّق في أعماقها تالّق اللؤلؤ في الأصداف. انتزعت فاطمة عقداً كان في عنقها وناولته الشيخ الملهوف : ـ خذه يا شيخ.. عسى الله أن يعوّضك به ماهو خير منه. عاد الشيخ الهوينى الى المسجد... كان النبي ما يزال جالساً بين أصحابه ، قال الشيخ : ـ يا رسول الله أعطتني فاطمة عليها السلام هذا العقد وقالت : عسى الله أن يصنع لك . دمعت عينا النبيّ : ـ كيف لا يصنع الله لك، وقد اعطتك إيّاه سيدة بنات آدم! سأل عمّار وكان حاضراً : ـ بكم تبيع العقد يا شيخ ؟ ـ بشبعة من الخبز واللحم ، وبردة يمانّية استر بها نفسي واصلّي بها لربّي. ملأ الشيخ كفيّه دنانير من ذهب ودراهم من فضّة فهتف جذلاً : ـ ما أسخاك بالمال يا رجل! غاب الشيخ برهة ثم عاد وبريق أمل يشعّ من عينيه ، وكلمات الدعاء وتمتمات الثناء تنساب من بين شفتيه فقد أغناه الله بعد فقر وأشبعه بعد جوع وكساه بعد عري. انطلق عمّار الى منزله... فسكب عطراً غالياً على العقد ثم لفّه ببردة يمانية وقال لفتاه وكان اسمه سهم : ـ انطلق الى فاطمة وسلّمها العقد وأنت لها. وانطلق سهم كسهم يجتاز البيوت حتى اذا وقف على باب فاطمة عليها السلام: ـ السلام عليك يا بنت رسول الله... العقد وأنا لك . ـ العقد لي وأنت حرّ لوجه الله. كاد الفتى يطير فرحاً... كان يفكّر بالحرية.. يحلم بها.. وهاهي اللحظة التي كاد أن ينساها تتحقق فيدخل الدنيا حرّاً طليقاً.. انه لن ينسى أبداً فاطمة عليها السلام ... السيّدة التي أعادت اليه شيئاً غالياً فقده منذ زمن. عاد سهم والفرحة تطفو فوق وجهه ، جبينه مشرق وفمه كهلال عيد الفطر. وجد نفسه يعود إلى عمّار ، هتف عمّار : ـ ما يضحكك يا سهم ؟ ـ أضحك لبركة هذا العقد.. اشبع جائعاً وكسى عرياناً وأغنى فقيراً واعتق عبداً ثم عاد الى صاحبه. وعندما أوت الطيور الى أعشاشها.. وعاد المزارعون الى بيوتهم وساق الرعاة غنيماتهم... في طريق العودة وقد غابت الشمس... لتتألّق النجوم في صفحة السماء ويشرق القمر... كانت حكايات السمر تتحدّث بقصّة عقد مبارك وهبته بنت محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ثم عاد اليها بعد أن مسّت بركته جياعاً وعراة وعبيداً... وهبتهم الخبز والكساء والحريّة. المصدر : كتاب دنيا الفتيات لكمال السيد صفحة 290 قصة رقم 80 نسالكم الدعاء |
اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعل آبائه الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين كلام المعصوم هو كلام الله تعالى لذا علينا التدقيق به وهنا أطلب السماح لأختي سمر أن أضع الرواية من مصدرها ... ولا أنكر أني شممت رائحة سنية في الحديث الأول حيث لقح بالنجوم نسبة للحديث الشريف أصحابي كالنجوم حيث اعتبر المخالف أن النجوم هم صحابة النبي صلوات الله عليه وآله ... بشارة المصطفى : بالاسناد إلى أبي علي الحسن بن محمد الطوسي ، عن محمد بن الحسين المعروف بابن الصقال ، عن محمد بن معقل العجلي ، عن محمد بن أبي الصهبان ، عن ابن فضال ، عن حمزة بن حمران ، عن الصادق ، عن أبيه ( عليهما السلام ) ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : صلى بنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) صلاة العصر فلما انفتل جلس في قبلته والناس حوله ، فبينا هم كذلك إذ أقبل إليه شيخ من مهاجرة العرب عليه سمل قد تهلل وأخلق وهو لا يكاد يتمالك كبرا وضعفا ، فأقبل عليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يستحثه الخبر فقال الشيخ : يا نبي الله أنا جائع فأطعمني ، وعاري الجسد فاكسني ، وفقير فأرشني . فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ما أجد لك شيئا ولكن الدال على الخير كفاعله ، انطلق إلى منزل من يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، يؤثر الله على نفسه ، انطلق إلى حجرة فاطمة ، وكان بيتها ملاصق بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الذي ينفرد به لنفسه من أزواجه ، وقال : يا بلال قم فقف به على منزل فاطمة ، فانطلق الأعرابي مع بلال ، فلما وقف على باب فاطمة نادى بأعلى صوته : السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ومختلف الملائكة ، ومهبط جبرئيل الروح الأمين بالتنزيل ، من عند رب العالمين فقالت فاطمة : وعليك السلام فمن أنت يا هذا ؟ قال : شيخ من العرب أقبلت على أبيك سيد البشر مهاجرا من شقة وأنا يا بنت محمد عاري الجسد ، جائع الكبد فواسيني يرحمك الله ، وكان لفاطمة وعلي في تلك الحال ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثلاثا ما طعموا فيها طعاما ، وقد علم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذلك من شأنهما . فعمدت فاطمة إلى جلد كبش مدبوغ بالقرظ كان ينام عليه الحسن والحسين فقالت : خذ هذا أيها الطارق ! فعسى الله أن يرتاح لك ما هو خير منه ، قال الأعرابي : يا بنت محمد شكوت إليك الجوع فناولتيني جلد كبش ما أنا صانع به مع ما أجد من السغب . قال : فعمدت لما سمعت هذا من قوله إلى عقد كان في عنقها أهدته لها فاطمة بنت عمها حمزة بن عبد المطلب ، فقطعته من عنقها ونبذته إلى الأعرابي فقالت : خذه وبعه فعسى الله أن يعوضك به ما هو خير منه ، فأخذ الأعرابي العقد وانطلق إلى مسجد رسول الله والنبي ( صلى الله عليه وآله ) جالس في أصحابه ، فقال : يا رسول الله أعطتني فاطمة [ بنت محمد ] هذا العقد فقالت : بعه فعسى الله أن يصنع لك . قال : فبكى النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقال : وكيف لا يصنع الله لك وقد أعطتكه فاطمة بنت محمد سيدة بنات آدم . فقام عمار بن ياسر رحمة الله عليه فقال : يا رسول الله أتأذن لي بشراء هذا العقد ؟ قال : اشتره يا عمار فلو اشترك فيه الثقلان ما عذبهم الله بالنار ، فقال عمار : بكم العقد يا أعرابي ؟ قال : بشبعة من الخبز واللحم ، وبردة يمانية أستر بها عورتي واصلي فيها لربي ، ودينار يبلغني إلى أهلي ، وكان عمار قد باع سهمه الذي نفله رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من خيبر ولم يبق منه شيئا فقال : لك عشرون دينارا ومأتا درهم هجرية وبردة يمانية وراحلتي تبلغك أهلك وشبعك من خبز البر واللحم . فقال الأعرابي : ما أسخاك بالمال أيها الرجل ، وانطلق به عمار فوفاه ما ضمن له . وعاد الأعرابي إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أشبعت واكتسيت ؟ قال الأعرابي : نعم واستغنيت بأبي أنت وأمي ، قال : فأجز فاطمة بصنيعها فقال الأعرابي : اللهم إنك إله ما استحدثناك ، ولا إله لنا نعبده سواك وأنت رازقنا على كل الجهات اللهم أعط فاطمة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت . فأمن النبي ( صلى الله عليه وآله ) على دعائه وأقبل على أصحابه فقال : إن الله قد أعطى فاطمة في الدنيا ذلك : أنا أبوها وما أحد من العالمين مثلي ، وعلي بعلها ولولا علي ما كان لفاطمة كفو أبدا ، وأعطاها الحسن والحسين وما للعالمين مثلهما سيدا شباب أسباط الأنبياء وسيدا شباب أهل الجنة - وكان بإزائه مقداد وعمار وسلمان - فقال : وأزيدكم ؟ قالوا : نعم يا رسول الله . قال : أتاني الروح يعني جبرئيل ( عليه السلام ) أنها إذا هي قبضت ودفنت يسألها الملكان في قبرها : من ربك ؟ فتقول : الله ربي ، فيقولان : فمن نبيك ؟ فتقول : أبي ، فيقولان : فمن وليك ؟ فتقول : هذا القائم على شفير قبري علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . ألا وأزيدكم من فضلها : إن الله قد وكل بها رعيلا من الملائكة يحفظونها من بين يديها ومن خلفها وعن يمينها وعن شمالها وهم معها في حياتها وعند قبرها وعند موتها يكثرون الصلاة عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها . فمن زارني بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي . ومن زار فاطمة فكأنما زارني ، ومن زار علي بن أبي طالب فكأنما زار فاطمة ، ومن زار الحسن والحسين فكأنما زار عليا ، ومن زار ذريتهما فكأنما زارهما . فعمد عمار إلى العقد ، فطيبه بالمسك ، ولفه في بردة يمانية ، وكان له عبد اسمه سهم ابتاعه من ذلك السهم الذي أصابه بخيبر ، فدفع العقد إلى المملوك وقال له : خذ هذا العقد فادفعه إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأنت له ، فأخذ المملوك العقد فأتى به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأخبره بقول عمار ، فقال النبي : انطلق إلى فاطمة فادفع إليها العقد وأنت لها ، فجاء المملوك بالعقد وأخبرها بقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأخذت فاطمة ( عليها السلام ) العقد وأعتقت المملوك ، فضحك الغلام ، فقالت : ما يضحكك يا غلام ؟ فقال : أضحكني عظم بركة هذا العقد ، أشبع جائعا ، وكسى عريانا وأغنى فقيرا ، وأعتق عبدا ، ورجع إلى ربه . بيان : السمل بالتحريك الثوب الخلق ، قوله : قد تهلل أي الرجل من قولهم تهلل وجهه إذا استنار وظهر فيه آثار السرور ، أو الثوب كناية عن انخراقه . قوله : يستحثه الخبر أي يسأله الخبر ويحثه ويرغبه على ذكر أحواله . قوله : أرشني قال الجزري : يقع الرياش على الخصب والمعاش والمال المستفاد ، ومنه حديث عائشة : ويريش مملقها أي يكسوه ويعينه ، وأصله من الريش كان الفقير المملق لا نهوض به كالمقصوص الجناح ، يقال : راشه يريشه إذا أحسن إليه ، والقرظ : ورق السلم يدبغ به ، ويقال : ارتاح الله لفلان أي رحمه ، والسغب الجوع ، وقال الجزري يقال للقطعة من الفرسان : رعلة ولجماعة الخيل : رعيل ومنه حديث علي ( عليه السلام ) سراعا إلى أمره رعيلا ، أي ركابا على الخيل . نسألكم الدعاء اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة |
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد و عجل فرجهم الف الشكر لك اخي خادم الزهراء(ع) بالفعل الان الرواية افضل بارك الله فيك والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته نسالكم الدعاء |
الساعة الآن »01:10 PM. |