![]() |
دين جديد!!
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم الشريف اللهم صل على فاطمة و أبيها و بعلها و بنيها بعدد ما أحاط به علمك يا كريم و اللعن دائما أولى دائما و أبدا على ظالميها من الأولين و الآخرين و لا سيما المعاصرين الظالمين.. إن جملة من الروايات الموجودة عندنا تقول: أن الإمام المهدي عليه السلام سوف يأتي بدين جديد، فما هو هذا الدين الجديد الذي سيأتي به الإمام الموعود المنتظر؟ الإمام والدين الجديد جواب السؤال ، وهو الذي يستفسر عن إتيان الإمام المهدي بدين جديد، أي إذا ظهر الإمام المهدي عليه السلام فسيوجد ترابط كبير بينه وبين جده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، باعتبار أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كافح الجهل وكافح الظلم والفساد وأسس الدولة العالمية. النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد جهاد طويل وبعد معاناة استطاع أن يؤسس ذلك، ولكن رحل إلى الله تبارك وتعالى وقد عقد الأمل على ولده المنتظر حتى يسود الإسلام جميع وجه الأرض، لأن هذه السيادة لم تتحقق في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وفي دولة الإمام المهدي المنتظر سيسود العدل جميع الأرض, ويطبق الإسلام على جميع نقاط الأرض. حينما تقول الروايات أنه عليه السلام سيأتي بدين جديد، نحن نعلم بأن الشريعة ختمت بالنبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وشاء الله أن يكون خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأن يكون خاتم الأوصياء أيضاً محمد المهدي عليه السلام. تزيد بعض الروايات أنه يأتي بكتاب جديد، وبعضها: يأتي بدعاء جديد، بسنّة جديدة. مع أننا نعلم بأن الشريعة ختمت (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ). إذا درسنا تأريخ حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أي فترة صدر الإسلام وما جاءنا من أخبار حول دولة الإمام المنتظر، نجد أن الإمام عليه السلام سيقوم بأمرين مهمين: الأول: أنه يحكم ويأتي بأحكام واقعية لا أحكام ظاهرية. فنحن الآن نعمل وفق الأحكام الموجودة عندنا، وأغلبها هي أحكام ظاهرية. فمثلاً حينما تفتح الرسائل العلمية تجد أن المجتهد يعطيك الحكم ولا يقول لك بأن هذا حكم الله الواقعي، إنما يقول هذا حكم الله الظاهري في زمن الغيبة، وهو الذي يقوم مقام الحكم الواقعي، أما لو كان المعصوم موجوداً فهو يعطيك الحكم الواقعي مائة بالمائة. أما في زمن الغيبة فالمجتهد يبذل جهده ويفرغ وسعه, وبعد جهد ومعاناة يعطيك الحكم الذي توصل إليه اجتهاده، هذا الحكم هو حكم ظاهري، قد يكون خطأً وقد يكون صواباً، فإذا أخطأ المجتهد فله أجر, وإذا أصاب الواقع فله أجران. هذا في زمن الغيبة. أما إذا ظهر الإمام المهدي المنتظر فإنه يأتي بالأحكام الواقعية, ولا يوجد حينئذ حكم ظاهري، بل كل الأحكام هي أحكام واقعية. وكل حكم هو حكم الله الواقعي, الذي يريده. فماذا يتصور الناس؟ حينئذٍ يتصورون بأن المهدي جاء بدين جديد، وهو في الحقيقة ليس بدين جديد، وإنما مرت ظروف جعلتنا نستعمل الأحكام الظاهرية، فالإمام يرجعنا إلى الحكم الواقعي الموجود في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، هذا في الأحكام الثابتة. وأما الأحكام المتغيرة، أو الأحكام الولائية، فإن الإمام المهدي سيأتينا بجملة من الأحكام الولائية، إذاً هذا الأمر الأول, أن الإمام سوف يأتي بأحكام واقعية. الثاني: أن الناس كما ضيعوا الأحكام الشرعية، وتجاهلوا بعض الأحكام وبعض الحدود وبعض القضايا، فإن بعض الأمور ضيعها وتناساها الناس بعد أن مضى عليها الزمان، فمثلا: صلاة الجمعة _ هذه الشعيرة المهمة _ كثير من المسلمين لم يؤدوا صلاة الجمعة. فإذاً المسلمون كما أنهم جهلوا بعض الأحكام, ضيعوا بعضاً منها، كثير من الأحكام ضيعوها ولم يطبقوها. فلما يظهر الإمام المهدي عجل الله فرجه فإنه يطبق الأحكام التي تناساها المسلمون أو نسوها, ويشعر البعض بأنه جاء بدين جديد. إذاً تجديد الدين على يد الإمام المهدي ليس معناه أن الإمام سوف يأتي بدين جديد، هذا لا نقول به أبداً, وإنما يحيي الدين بعد اندراس. توجد رواية, يرويها المسلمون مؤداها أن على رأس كل قرن مجدداً لله يحيي ما اندرس من دينه. كأنما كل قرن يأتي مجدد، فمن هو هذا المجدد؟ وماذا يقوم بعمل؟ إنه يعيد ما اندرس من علوم هذا الدين، فليكن الإمام المهدي عليه السلام واحداً من هؤلاء. اللهم عجل فرج مولانا مجدد الدين و محيي الشريعة و الطالب بثارات محمد و آل محمد |
الساعة الآن »03:52 PM. |