منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج) (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=75)
-   -   المهدي عليه السلام وشبهاته بالأنبياء (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=14208)

منتظرة المهدي 17-Dec-2009 10:22 AM

المهدي عليه السلام وشبهاته بالأنبياء
 
اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .


المهدي عليه السلام وشبهاته بالأنبياء


شباهته بآدم (عليهما السلام)

آدم: أورثه الله تعالى الأرض جميعها، وجعله خليفة فيها، فقال: *(إني جاعل في الأرض خليفة)*. والحجة (عليه السلام) يورثه الله تعالى جميع الأرض ويجعله خليفة فيها. - كما ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) في تفسير قول الله عز وجل *(وعدالله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض)* الآية أنه القائم وأصحابه، ويقول حين ظهوره بمكة ماسحا يده على وجهه: *(الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض)* إلى آخر الآية. - كما في حديث المفضل: ويخرج وعلى رأسه غمامة فيها مناد ينادي هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه. - وكما عن النبي (صلى الله عليه وآله): آدم (عليه السلام) بكى حتى صار في خديه أمثال الأودية.
- كذلك ما عن الصادق (عليه السلام): القائم قال في زيارة الناحية: فلأندبنك صباحا ومساء، ولأبكين عليك بدل الدموع دما. آدم: نزل في حقه: *(وعلم آدم الأسماء كلها)*. القائم: علمه ما علمه آدم، وما لم يعلمه آدم. فإن آدم أعطي من الاسم الأعظم خمسة وعشرين حرفا. - كما في الحديث، وقد أعطي نبينا (صلى الله عليه وآله) اثنان وسبعون حرفا وجميع ما أعطاه الله تعالى النبي أعطاه أوصياءه (عليهم السلام) حتى انتهى إلى مولانا القائم عجل الله تعالى فرجه. - وروى ثقة الإسلام الكليني في الصحيح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: إن العلم الذي نزل مع آدم (عليه السلام) لم يرفع، وما مات عالم إلا وقد ورث علمه إن الأرض لا تبقى بغير عالم. آدم: أحيى الأرض بعبادة الله بعد موتها بكفر بني الجان وطغيانهم. القائم: يحيي الأرض بدين الله، وعبادته وعدله، واقامة حدوده، بعد موتها بكفر أهلها وظلمهم وعصيانهم. - ففي البحار عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى: *(يحيي الأرض بعد موتها)*، قال يحيي الله عز وجل بالقائم بعد موتها، يعني بموتها: كفر أهلها، والكافر ميت. - وفي الوسائل في قول الله عز وجل *(يحيي الأرض بعد موتها)* عن أبي إبراهيم (عليه السلام) قال ليس يحييها بالقطر، ولكن يبعث الله رجالا فيحيون العدل فتحيى الأرض لإحياء العدل ولإقامة الحد فيه أنفع في الأرض من القطر أربعين صباحا. - وفيه عن النبي (صلى الله عليه وآله)قال ساعة إمام عادل أفضل من عبادة سبعين سنة وحد يقام لله في الأرض أفضل من مطر أربعين صباحا. هذا وإلى متى وحتى متى أقول: آدم والقائم وما خلق آدم إلا لأجل القائم.
أن الذي خلق المكارم حازها * في صلب آدم للإمام القائم

شباهته بهابيل (عليهما السلام)

هابيل (عليه السلام): قتله أقرب الناس إليه، وأمسهم رحما به، وهو اخوه قابيل قال الله تعالى في كتابه العزيز *(واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال إنما يتقبل الله من المتقين)*. القائم: روحي وأرواح العالمين فداه، أراد قتله، وعزم عليه أقرب الناس إليه وأمسهم رحما به وهو عمه جعفر الكذاب. - فعن سيد العابدين (عليه السلام)، قال: كأني بجعفر الكذاب وقد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر ولي الله والمغيب في حفظ الله والموكل بحرم أبيه جهلا منه بولادته، وحرصا منه على قتله إن ظفر به طمعا في ميراث أخيه، حتى يأخذه بغير حق.

باب شباهته بشيث (عليهما السلام)

هبة الله: لم يأذن له في إظهار علمه خوفا. - روى الكليني في روضة الكافي عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث طويل: إن هبة الله لما دفن أباه أتاه قابيل، فقال: ياهبة الله إني قد رأيت أبي آدم قد خصك من العلم بما لم أخص به أنا، وهو العلم الذي دعا به أخوك هابيل فتقبل قربانه، وإنما قتلته لكيلا يكون له عقب فيفتخرون على عقبي فيقولون: نحن ابناء الذي تقبل قربانه وأنتم أبناء الذي ترك قربانه، فإنك إن أظهرت من العلم الذي اختصك به أبوك شيئا قتلتك كما قتلت أخي هابيل فلبث هبة الله والعقب منه مستخفين بما عندهم من العلم والإيمان، الخبر. وكذلك القائم لم يأذن له إلى الوقت المعلوم. - كما قال (عليه السلام): حين سقط من بطن أمه جاثيا على ركبتيه رافعا سبابتيه إلى السماء ثم عطس فقال (عليه السلام): الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله زعمت الظلمة أن حجة الله داحضة، ولو أذن لنا في الكلام لزال الشك. رواه رئيس المحدثين في كمال الدين.

باب شباهته بنوح (عليهما السلام)

نوح شيخ الأنبياء. - فعن الصادق والهادي (عليهما السلام) أنه عاش خمسمائة وألفي عام. - القائم (عليه السلام) شيخ الأوصياء فإنه ولد كما في الكافي للنصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين فعمره الشريف إلى الآن، وهذا يوم الأحد عاشر ذي قعدة الحرام من سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة بعد الألف من الهجرة، يكون ألفا وإحدى وثمانين سنة وخمسا وثمانين يوما. - وعن سيد العابدين (عليه السلام): إن في القائم سنة من آدم ومن نوح وهي طول العمر، الخ، وقد مر الخبر بتمامه. نوح: طهر الأرض من الكافرين بكلامه. فقال: *(رب لاتذر على الأرض من الكافرين ديارا)*. القائم: يطهر الأرض من الكافرين بحسامه، حتى لايبقي منهم آثارا كما مر. نوح: صبر ألف سنة إلا خمسين عاما. قال الله: *(فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون)*. القائم: صبر منذ أول إمامته إلى الآن ولا أدري إلى متى يصبر مولانا صاحب الزمان. نوح: من تخلف عنه غرق. القائم: من تخلف عنه هلك كما في الحديث. نوح: أخر الله فرجه وفرج أصحابه، حتى رجع عنه أكثر القائلين به. القائم: يؤخر الله تعالى فرجه وفرج أوليائه حتى يرجع عنه أكثر القائلين به كما عن العسكري (عليه السلام). نوح: بشر بظهوره إدريس النبي. القائم: بشر الله تعالى بظهوره الملائكة، كما مر وبشر به النبي والأئمة (عليهم السلام)، بل بشر به الأنبياء السابقون، ولو ذكرنا ذلك لطال الكتاب. نوح: كان يبلغ صوته شرق الأرض وغربها حين ندائه وصيحته، وكان هذا أحد معجزاته، كما في زبدة التصانيف. - القائم (عليه السلام) يقف بين الركن والمقام حين ظهوره، فيصرخ صرخة فيقول: يا معاشر نقبائي، وأهل خاصتي، ومن ذخرهم الله لنصرتي، قبل ظهوري على وجه الأرض، ائتوني طائعين فترد صيحته (عليه السلام) عليهم، وهم في محاريبهم، وعلى فرشهم، في شرق الأرض وغربها، فيسمعونه في صيحة واحدة، في أذن كل رجل، فيجيبون نحوها، فلا يمضي لهم إلا كلمحة بصر حتى يكون كلهم بين الركن والمقام كما في حديث المفضل عن الصادق (عليه السلام).

شباهته بإدريس (عليهما السلام)

إدريس (عليه السلام) وهو جد أبي نوح (عليه السلام) واسمه اخنوخ، رفعه الله مكانا عليا قيل: رفع إلى السماء الرابعة، وقيل: إلى السادسة. - وفي مجمع البيان قال مجاهد: رفع إدريس كما رفع عيسى وهو حي لم يمت، وقال آخرون إنه قبض روحه بين السماء الرابعة والخامسة وروي ذلك عن أبي جعفر (عليه السلام). القائم (عليه السلام) رفعه الله مكانا عليا إلى السماء. إدريس (عليه السلام) حمله الملك على جناحه فطار به في جو السماء.
- روى علي بن إبراهيم القمي عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عمن حدثه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى غضب على ملك من الملائكة فقطع جناحه، وألقاه في جزيرة من جزائر البحر، فبقي ماشاء الله تعالى في ذلك البحر فلما بعث الله تعالى إدريس جاء ذلك الملك إليه، فقال: يا نبي الله، ادع الله لي أن يرضى عني، ويرد علي جناحي قال: نعم فدعى إدريس ربه، فرد الله عليه جناحه، ورضي عنه قال الملك لإدريس: لك إلي حاجة؟ قال: نعم أحب أن ترفعني إلى السماء، حتى أنظر إلى ملك الموت، فإنه لاعيش لي مع ذكره، فأخذه الملك على جناحه حتى انتهى به السماء الرابعة، فإذا ملك الموت يحرك رأسه تعجبا، فسلم إدريس على ملك الموت، وقال له مالك تحرك رأسك؟ قال: إن رب العزة أمرني أن أقبض روحك بين السماء الرابعة والخامسة فقلت: يارب وكيف هذا وغلظ السماء الرابعة مسيرة خمسمائة عام ومن السماء الرابعة إلى السماء الثالثة مسيرة خمسمائة عام وغلظ السماء الثالثة خمسمائة عام، وكل سماء وما بينهما كذلك فكيف يكون هذا ثم قبض روحه بين السماء الرابعة والخامسة وهو قوله *(ورفعناه مكانا عليا)* قال: وسمي إدريس على نبينا وآله وعليه السلام لكثرة دراسته للكتب. إنتهى. وقيل: إنه حي في الجنة وهو المروي عن ابن عباس. القائم (عليه السلام) رفعه روح القدس صلوات الله عليه وطار به في جو السماء. - ففي الحديث المروي في كمال الدين عن حكيمة في باب ميلاد القائم (عليه السلام) فتناوله الحسن (عليه السلام) والطير ترفرف على رأسه، فصاح بطير منها فقال له احمله واحفظه، ورده إلينا في كل أربعين يوما، فتناوله الطائر، وطار به في جو السماء، واتبعه سائر الطير، فسمعت أبا محمد (عليه السلام) يقول: أستودعك الذي استودعته أم موسى موسى فبكت نرجس فقال (عليه السلام) لها اسكتي فإن الرضاع محرم عليه إلا من ثديك، وسيعاد إليك، كما رد موسى إلى أمه. وذلك قوله عز وجل: *(فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن)*. قالت حكيمة: فقلت ماهذا الطائر؟ قال (عليه السلام): هذا روح القدس الموكل بالأئمة يوفقهم ويسددهم، ويربيهم بالعلم، الخبر. إدريس: غاب عن قومه لما عزموا على قتله، كما في الحديث، عن أبي جعفر صلوات الله وسلامه عليه. القائم (عليه السلام) غاب عن قومه لما عزموا على قتله، كما مر في ظلم الأعداء له، من حرف الظاء المعجمة. إدريس: طالت غيبته حتى وقعت شيعته في غاية العسر والضيق والشدة. القائم: تطول غيبته حتى تقع شيعته في غاية العسر والضيق والشدة. - ففي البحار(35) عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: لايزال بكم الأمر حتى يولد في الفتنة والجور من لايعرف عندها، حتى تملأ الأرض جورا، فلا يقدر أحد يقول: الله. ثم يبعث الله عز وجل رجلا مني ومن عترتي، فيملأ الأرض عدلا كما ملأها من كان قبله جورا.
- وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال لتملأن الأرض ظلما وجورا حتى لايقول أحد: الله، إلا مستخفيا، ثم يأتي الله بقوم صالحين يملأونها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. وقد مرفي حرف الفاء مايدل على ذلك. إدريس: لما طالت غيبته اتفق الناس على التوبة إلى الله فأظهره الله تعالى وكشف عنهم البؤس والشدة. القائم (عليه السلام) لو اتفق الناس على التوبة إلى الله تعالى في أمره، وعزموا على نصره، لأظهره الله تعالى، ويأتي ما يدل على ذلك في الباب الثامن إن شاء الله تعالى. إدريس (عليه السلام): لما ظهر ذل له الملك الجبار وأهل قريته. القائم (عليه السلام) إذا ظهر ذلت له الملوك الجبابرة، وجميع أهل العالم. وإن شئت الاطلاع على أحوال إدريس فانظر في الكتب المفصلة، مثل كمال الدين والبحار وحياة القلوب، وغيرها ولو ذكرنا أكثر من ذلك صرفنا عما نحن بصدده فلنكتف بهذا المقدار ونسأل الله تعالى أن يجمع بيننا وبين أوليائه في دار القرار.

شباهته بهود (عليهما السلام)

هود (عليه السلام) قيل اسمه عابر. بشر بظهوره نوح (عليه السلام). - روي في كمال الدين عن الصادق (عليه السلام) قال: لما حضرت نوحا الوفاة دعى الشيعة فقال لهم: اعلموا أنه سيكون من بعدي غيبة تظهر الطواغيت، وإن الله عز وجل يفرج عنكم بالقائم من ولدي اسمه هود، له سمت وسكينة ووقار، يشبهني في خلقي وخلقي، وسيهلك الله أعداءكم عند ظهوره بالريح، فلم يزالوا يرقبون هودا (عليه السلام)، وينتظرون ظهوره، حتى طال عليهم الأمد، وقست قلوب أكثرهم، فأظهر الله تعالى ذكره نبيه هودا عند اليأس منهم، وتناهى البلاء بهم، وأهلك الأعداء بالريح العقيم، التي وصفها الله تعالى ذكره فقال: القائم (عليه السلام) قد بشر بظهوره بعد غيبته بجميع تلك الخصوصيات كل واحد من آبائه الكرام عليهم الصلاة والسلام. وقد تقدم نبذ منها في باب غيبته فراجع. هود (عليه السلام): أهلك الله عز وجل الكافرين به بالريح العقيم، كما قال تعالى: *(فأرسلنا عليهم الريح العقيم ماتذر من شئ أتت عليه إلا جعلته كالرميم)*. القائم عجل الله تعالى فرجه سيهلك الله تعالى جمعا من الكافرين به، بريح سوداء مظلمة كما في رواية مفضل وسيأتي في نداءاته في إن شاء الله تعالى.

شباهته بصالح (عليهما السلام)

صالح: غاب عن قومه فلما رجع إليهم أنكره كثير منهم. - روي في كمال الدين عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: إن صالحا (عليه السلام) غاب عن قومه زمانا. وكان يوم غاب عنهم كهلا، مبدح البطن، حسن الجسم وافر اللحية، خميص البطن، خفيف العارضين، مجتمعا ربعة من الرجال. فلما رجع إلى قومه لم يعرفوه بصورته، فرجع إليهم وهم على ثلاث طبقات، طبقة جاحدة لاترجع أبدا وأخرى شاكة فيه، وأخرى على يقين فبدأ (عليه السلام) حيث رجع بطبقة الشكاك، فقال لهم: أنا صالح فكذبوه وشتموه، وزجروه، وقالوا برئ الله منك، إن صالحا كان في غير صورتك. قال (عليه السلام): فأتى الجحاد فلم يسمعوا منه القول، ونفروا منه أشد النفور، ثم انطلق إلى الطبقة الثالثة، وهم أهل اليقين، فقال لهم: أنا صالح فقالوا: أخبرنا خبرا لا نشك فيه أنك صالح، فإنا لا نمتري أن الله تبارك وتعالى الخالق ينقل ويحول في أي صورة شاء، وقد أخبرنا وتدارسنا فيما بيننا بعلامات القائم إذا جاء، وإنما يصح عندنا إذا أتى الخبر من السماء. فقال لهم صالح: أنا صالح الذي أتيتكم بالناقة، فقالوا صدقت، وهي التي نتدارس، فما علامتها؟ فقال: *(لها شرب ولكم شرب يوم معلوم)* قالوا آمنا بالله وبما جئتنا به فعند ذلك قال الله تبارك وتعالى *(ان صالحا مرسل من ربه)* فقال أهل اليقين: *(إنا بما أرسل به مؤمنون)*. وقال الذين استكبروا وهم الشكاك والجحاد: *(إنا بالذي آمنتم به كافرون)* قلت: هل كان فيهم ذلك اليوم عالم؟ قال (عليه السلام): الله أعدل من أن يترك الأرض بلا عالم يدل على الله عز وجل ولقد مكث القوم بعد خروج صالح سبعة أيام على فترة لايعرفون إماما غير أنهم على مافي أيديهم من دين الله عز وجل كلمتهم واحدة، فلما ظهر صالح (عليه السلام) اجتمعوا عليه، وإنما مثل القائم (عليه السلام) مثل صالح. القائم (عليه السلام): يجري فيه ماجرى في صالح حرفا بحرف، فإنه يظهر مع طول عمره في صورة شاب، دون أربعين سنة والناس بين موقن وشاك وجاحد، فيدعوهم فينكرونه، فيقتلهم، والموقنون يطلبون منه العلامة، فيريهم، فيبايعونه وقد ورد بكل ذلك الرواية، قدمنا بعضها ويأتي بعض آخر إن شاء الله والغرض هنا الإشارة.

شباهته بإبراهيم (عليهما السلام)

إبراهيم (عليه السلام) خفي حمله وولادته. القائم (عليه السلام) خفي حمله وولادته. إبراهيم (عليه السلام) كان يشب في اليوم كما يشب غيره في الجمعة، ويشب في الجمعة كما يشب غيره في الشهر، ويشب في الشهر كما يشب غيره في السنة كما ورد بذلك الرواية عن الصادق (عليه السلام). القائم (عليه السلام) كذلك: - ففي خبر(39) حكيمة رضي الله عنها المفصل قالت: فلما كان بعد أربعين يوما دخلت دار أبي محمد (عليه السلام) فإذا مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) يمشي في الدار فلم أر وجها أحسن من وجهه، ولا لغة أفصح من لغته فقال لي أبو محمد (عليه السلام) هذا المولود الكريم على الله عز وجل قلت له ياسيدي له أربعون يوما وأنا أرى من أمره ما أرى فقال (عليه السلام): ياعمتي أما علمت أنا معشر الأوصياء ننشأ في اليوم ما ينشأ غيرنا في جمعة وننشأ في الجمعة ما ينشأ غيرنا في السنة، الخبر. إبراهيم: اعتزل الناس قال الله عز وجل نقلا عنه: *(وأعتزلكم وما تدعون من دون الله)*. الآية. القائم (عليه السلام): اعتزل الناس وقد مر مايدل على ذلك في حرف العين. إبراهيم: وقع له غيبتان. القائم (عليه السلام): وقع له غيبتان. إبراهيم: لبس قميصا جاء به جبرائيل من الجنة حين ألقي في النار.
القائم (عليه السلام): يلبس هذا القميص بعينه حين يخرج. - ففي كمال الدين عن مفضل عن الصادق (عليه السلام) قال: سمعته يقول: أتدري ما كان قميص يوسف (عليه السلام) قلت: لا قال: إن إبراهيم (عليه السلام) لما أوقدت له النار نزل إليه جبرئيل (عليه السلام) بالقميص وألبسه اياه فلم يضره معه حر ولا برد فلما حضرته الوفاة جعله في تميمة وعلقه على إسحاق وعلقه إسحاق على يعقوب فلما ولد يوسف علقه عليه، وكان في عضده حتى كان من أمره ما كان فلما أخرجه يوسف بمصر من التميمة وجد يعقوب (عليه السلام) ريحه جعلت فداك، فإلى من صار هذا القميص؟ قال إلى أهله، وهو مع قائمنا إذا خرج ثم قال: كل نبي ورث علما أو غيره فقد انتهى الى محمد (صلى الله عليه وآله). - أقول: لا ينافي هذا الحديث ما رواه الفاضل العلامة المجلسي (ره) في البحار عن النعماني بإسناده عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: ألا أريك قميص القائم الذي يقوم عليه، فقلت: بلى فدعا بقمطر ففتحه، وأخرج منه قميص كرابيس، فنشره. فإذا هو في كمه الأيسر دم، فقال هذا قميص رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذي (كان)عليه يوم ضربت رباعيته وفيه يقوم القائم، فقلبت الدم ووضعته على وجهي، ثم طواه أبو عبد الله (عليه السلام) لأنه يحتمل أن يلبس كل واحد منهما في بعض الاحيان ويحتمل أيضا أن يكون قميص إبراهيم معه على عضده أو غيره إذ لاصراحة في الحديث الأول، على كونه (عليه السلام) لابسا له والله العالم. إبراهيم: بنى البيت، ووضع الحجر الاسود مكانه، قال الله عز وجل(وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا انك أنت السميع العليم) - وفي البرهان( وغيره عن عقبة بن بشير، عن أحدهما، أي الباقر والصادق (عليهما السلام) قال (عليه السلام): إن الله عز وجل أمر إبراهيم وإسماعيل البيت كل يوم ساقا، حتى انتهى إلى موضع الحجر الاسود، وقال أبو جعفر (عليه السلام): فنادى أبو قبيس: إن لك عندي وديعة فأعطاه الحجر، فوضعه موضعه. القائم (عليه السلام) له مثل ذلك. - ففي البحار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا قام القائم هدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه، وحول المقام إلى الموضع الذي كان فيه. الخبر. - وفي الخرائج عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، قال: لما وصلت بغداد في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة للحج وهي السنة التي رد القرامطة فيها الحجر في مكانه إلى البيت كان أكبر همي الظفر بمن ينصب الحجر، لأنه مضى في أثناء الكتب قصة أخذه وأنه لايضعه في مكانه إلا الحجة في الزمان كما في زمان الحجاج وضعه زين العابدين (عليه السلام) مكانه فاستقر. فاعتللت علة صعبة خفت منها على نفسي، ولم يتهيأ لي ما قصدت له، فعرفت أن ابن هشام يمضي إلى الحرم فكتبت رقعة وأعطيته إياها مختومة، أسأل فيها عن مدة عمري، وهل تكون الموتة في هذه العلة أم لا؟ وقلت له: همي في ايصال هذه الرقعة إلى واضع الحجر في مكانه وأخذ جوابه وإنما أندبك لهذا. قال: فقال المعروف بابن هشام: لما حصلت بمكة، وعزم على اعادة الحجر بذلت لسدنة البيت جملة، تمكنت معها من الكون بحيث أرى واضع الحجر في مكانه وأقمت معي منهم من يمنع عني ازدحام الناس، فكلما عمد انسان لوضعه اضطرب ولم يستقم فأقبل غلام اسمر اللون حسن الوجه فتناوله فوضعه في مكانه فاستقام كأنه لم يزل عنه وعلت لذلك الأصوات، فانصرف خارجا من الباب فنهضت من مكاني أتبعه، وأدفع الناس عني يمينا وشمالا حتى ظن بي الاختلاط، والناس يفرجون له وعيني لا تفارقه حتى انقطع عن الناس، فكنت أسرع المشي خلفه وهو يمشي على تؤدة ولا أدركه. فلما حصل بحيث لايراه أحد غيري وقف، والتفت إلي فقال (عليه السلام) هات ما معك. فناولته الرقعة فقال من غير أن ينظر إليها: قل له: لاخوف عليك في هذه العلة، ويكون ما لابد منه بعد ثلاثين سنة. قال: فوقع علي الدمع حتى لم أطق حراكا، وتركني وانصرف.
قال أبو القاسم فحضر فأعلمني بهذه الجملة قال: فلما كان سنة ثلاثين اعتل أبو القاسم، فأخذ ينظر في أمره بتحصيل جهاز قبره، وكتب وصيته، فاستعمل الجد في ذلك، فقيل له ماهذا الخوف، ونرجو أن يتفضل الله بالسلامة؟ فما عليك مما تخافه فقال هذه السنة التي خوفت فيها فمات في علته ومضى . إبراهيم: أنجاه الله تعالى من النار، قال عز وجل في كتابه الكريم: *(قلنا يانار كوني بردا وسلاما على إبراهيم)*. القائم: يظهر مثل ذلك بكرامته. - ففي بعض الكتب عن محمد بن زيد الكوفي عن الصادق (عليه السلام) قال: يأتي الى القائم (عليه السلام) حين يظهر رجل من أصفهان ويطلب منه معجزة إبراهيم خليل الرحمن فيأمر (عليه السلام) أن توقد نار عظيمة ويقرأ قوله تعالى: *(فسبحان الذي بيده ملكوت كل شئ وإليه ترجعون)* ثم يدخل في النار ثم يخرج منها سالما فينكر الرجل لعنة الله تعالى عليه ويقول: هذا سحر. فيأمر القائم (عليه السلام) النار فتأخذه وتحرقه فيحترق، ويقول هذا جزاء من أنكر صاحب الزمان وحجة الرحمن صلوات الله وسلامه عليه. إبراهيم: دعى الناس الى الله لقوله تعالى *(وأذن في الناس بالحج)*.
- وفي البرهان عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن إبراهيم أذن في الناس بالحج، فقال: أيها الناس إني إبراهيم خليل الله إن الله أمركم أن تحجوا هذا البيت فحجوه فأجابه من يحج إلى يوم القيامة. القائم (عليه السلام): يدعو الناس إلى الله وقد مر مايدل على ذلك في حرف الدال وفي أول حرف الكاف ويأتي مايدل عليه إن شاء الله تعالى.


منتظرة المهدي 17-Dec-2009 10:28 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .

شباهته بإسماعيل (عليهما السلام)

إسماعيل: بشر الله تعالى بولادته قال عز وجل *(فبشرناه بغلام حليم)*.
القائم (عليه السلام): بشر الله تعالى بولادته وبقيامه وقد مر مايدل على ذلك في الباب الثالث وبشر بذلك أيضا رسول الله والأئمة الأطهار (عليهم السلام).
- ويدل عليه مافي تبصرة الولي والبحار عن إسماعيل بن علي النوبختي (ره) قال: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي (عليه السلام) في المرضة التي مات فيها فأنا عنده إذ قال (عليه السلام) لخادمه عقيد وكان الخادم أسود نوبيا قد خدم من قبله علي بن محمد (عليه السلام)، وهو ربي الحسن (عليه السلام) فقال له ياعقيد اغل لي ماء بالمصطكى فأغلى له ثم جاءت به صيقل الجارية أم الخلف (عليه السلام) فلما صار القدح في يده، وهم بشربه فجعلت يده ترتعد، حتى ضرب القدح ثنايا الحسن (عليه السلام) فتركه من يده وقال (عليه السلام) لعقيد: أدخل البيت فإنك ترى صبيا ساجدا فائتني به. قال أبو سهل: قال عقيد: فدخلت أتحرى فإذا أنا بصبي ساجد رافع سبابته نحو السماء فسلمت عليه فأوجز في صلاته فقلت: إن سيدي يأمرك بالخروج إليه إذ جاءت أمه صيقل فأخذت بيده وأخرجته إلى أبيه الحسن (عليه السلام). قال أبو سهل: فلما مثل الصبي بين يديه سلم وإذا هو دري اللون وفي شعر رأسه قطط مفلج الأسنان فلما رآه الحسن (عليه السلام) بكى وقال: ياسيد أهل بيته اسقني الماء فإني ذاهب إلى ربي وأخذ الصبي القدح المغلي بالمصطكى بيده ثم حرك شفتيه ثم سقاه، فلما شربه قال: هيئوني للصلاة فطرح في حجره منديل، فوضأه الصبي واحدة واحدة، ومسح على رأسه وقدميه فقال له أبو محمد (عليه السلام): أبشر يا بني فأنت صاحب الزمان، وأنت المهدي، وأنت حجة الله في أرضه، وأنت ولدي ووصيي وأنا ولدتك، وأنت م ح م د بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ولدك رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنت خاتم الأئمة الطاهرين، وبشر بك رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وسماك وكناك، بذلك عهد إلي أبي عن آبائك الطاهرين صلى الله على أهل البيت، ربنا إنه حميد مجيد. ومات الحسن بن علي من وقته صلوات الله عليهم أجمعين. أقول: كانت وفاته بالسم في ثامن شهر ربيع الأول من سنة ستين ومأتين وكان عمره ثمانية وعشرين سنة صلوات الله عليه. إسماعيل (عليه السلام): انفجر له من الأرض عين زمزم.
القائم (عليه السلام): ينفجر له من الحجر الصلب كما يأتي في شباهته بموسى، وقد نبع له من الأرض مرارا.
- منها ما في البحار عن كتاب تنبيه الخواطر حدثني السيد الأجل علي بن إبراهيم العريضي العلوي الحسيني، عن علي بن علي بن نما قال: حدثنا الحسن بن علي بن حمزة الاقساسي، في دار الشريف علي بن جعفر بن علي المدائني العلوي، قال كان بالكوفة شيخ قصار، وكان موسوما بالزهد، منخرطا في سلك السياحة متبتلا للعبادة، مقتفيا للآثار الصالحة. فاتفق يوما أنني كنت بمجلس والدي، وكان هذا الشيخ يحدثه وهو مقبل عليه قال: كنت ذات ليلة بمسجد جعفي وهو مسجد قديم في ظاهر الكوفة وقد انتصف الليل وأنا بمفردي فيه للخلوة والعبادة إذ أقبل علي ثلاثة أشخاص فدخلوا المسجد فلما توسطوا صرحته جلس أحدهم، ثم مسح الأرض بيده يمنة ويسرة، وخضخض الماء ونبع، فأسبغ الوضوء منه. ثم أشار إلى الشخصين الآخرين بإسباغ الوضوء، فتوضآ ثم تقدم فصلى بهما إماما، فصليت معهم مؤتما به، فلما سلم وقضى صلاته، بهرني حاله، واستعظمت فعله، من إنباع الماء، فسألت الشخص الذي كان منهما على يميني عن الرجل، فقلت له من هذا؟ فقال لي: هذا صاحب الأمر، ولد الحسن (عليه السلام)، فدنوت منه وقبلت يديه، وقلت له: يابن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما تقول في الشريف عمر بن حمزة هل هو على الحق؟ فقال: لا. وربما اهتدى، ألا إنه لا يموت حتى يراني. فاستطرفنا هذا الحديث. فمضت برهة طويلة فتوفي الشريف عمر، ولم يسمع أنه لقيه (عليه السلام) فلما اجتمعت بالشيخ الزاهد (ابن بادية) أذكرته بالحكاية التي كان ذكرها، وقلت له مثل الراد عله: أليس كنت ذكرت أن هذا الشريف لايموت حتى يرى صاحب الأمر الذي أشرت إليه؟ فقال لي: ومن أين علمت أنه لم يره. ثم إنني اجتمعت فيما بعد بالشريف أبي المناقب ولد الشريف عمر بن حمزة، وتفاوضنا أحاديث والده، فقال: إنا كنا ذات ليلة في آخر الليل عند والدي، وهو في مرضه الذي مات فيه، وقد سقطت قوته، وخفت صوته، والأبواب مغلقة علينا، إذ دخل علينا شخص هبناه، واستطرفنا دخوله، وذهلنا عن سؤاله فجلس إلى جنب والدي، وجعل يحدثه مليا، ووالدي يبكي، ثم نهض، فلما غاب عن أعيننا، تحامل والدي، وقال: أجلسوني، فأجلسناه وفتح عينيه، وقال: أين الشخص الذي كان عندي؟ فقلنا: خرج من حيث أتى فقال: اطلبوه، فذهبنا في أثره فوجدنا الابواب مغلقة، ولم نجد له أثرا فعدنا إليه فأخبرناه بحاله، وأنا لم نجده، وسألناه عنه فقال: هذا صاحب الأمر. ثم عاد إلى ثقله في المرض، وأغمي عليه. أقول: قد مر مايناسب هذا المقام في حرف الظاء المعجمة فراجع. إسماعيل: كان يرعى الأغنام.
- القائم (عليه السلام) في حديث المفضل عن الصادق عليه السلام: ووالله يا مفضل، كأني أنظر إليه دخل مكة، وعليه بردة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وعلى رأسه عمامة صفراء، وفي رجليه نعلا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، المخصوفة، وفي يده هراوته، يسوق بين يديه عنازا عجافا، حتى يصل بها نحو البيت، ليس ثم أحد يعرفه، ويظهر وهو شاب، الخبر. إسماعيل (عليه السلام): سلم لأمر الله عز وجل، وقال: *(يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين)* القائم (عليه السلام) سلم لأمر الله عز وجل.

شباهته بإسحاق (عليهما السلام)

إسحاق (عليه السلام): بشر الله تعالى بولادته بعد يأس سارة من ذلك قال عز وجل(4): *(وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها باسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب قالت ياويلتى ءألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشئ عجيب)*. القائم (عليه السلام): بشر بولادته بعد يأس الناس من ذلك.
- ففي الخرائج عن عيسى بن الشيخ قال: دخل الحسن العسكري (عليه السلام) علينا الحبس، وكنت به عارفا، فقال لي: لك خمس وستون سنة وشهر ويومان، وكان معي كتاب دعاء وعليه تاريخ مولدي، واني نظرت فيه فكان كما قال. ثم قال: هل رزقت من ولد! قلت: لا قال: اللهم ارزقه ولدا يكون له عضدا فنعم العضد الولد ثم تمثل وقال: من كان ذا عضد يدرك ظلامته * إن الذليل الذي ليست له عضد فقلت له: ألك ولد؟ قال (عليه السلام): أي والله. سيكون لي ولد يملأ الأرض قسطا وعدلا فأما الآن فلا. ثم تمثل (عليه السلام) وقال:
لعلك يوما أن تراني كأنما * بني حوالي الاسود اللوابد
فإن تميما قبل أن يلد الحصى * أقام زمانا وهو في الناس واحد

شباهته بلوط (عليهما السلام)

لوط (عليه السلام) تنزل الملائكة لنصرته وقد مرما يدل على ذلك.
- وفي خبر جارية أبي محمد (عليه السلام): لما ولد السيد - تعني الحجة (عليه السلام) - رأت له نورا ساطعا، قد ظهر منه، وبلغ افق السماء، ورأت طيورا بيضا تهبط من السماء، وتمسح أجنحتها على رأسه، ووجهه، وسائر جسده، ثم تطير فأخبرنا أبا محمد (عليه السلام) بذلك، فضحك، ثم قال: تلك ملائكة السماء، نزلت لتتبرك به. وهي أنصاره إذا خرج، هذا وقد مر في قوة ( أبدان ) المؤمنين ما يناسب المقام. لوط (عليه السلام) خرج عن بلاد الفاسقين، القائم خرج عن بلاد الفاسقين.

شباهته بيعقوب (عليهما السلام)


يعقوب (عليه السلام): النبي (عليه السلام) جمع الله شمله بعد زمان طويل. القائم (عليه السلام) يجمع الله شمله بعد زمان اطول من زمن يعقوب. يعقوب (عليه السلام) بكى ليوسف حتى *(ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم)*. القائم (عليه السلام) بكى لجده الحسين (عليه السلام).
- فقال في زيارة الناحية ولأبكين عليك بدل الدموع دما. يعقوب (عليه السلام) كان ينتظر الفرج، ويقول *(لاتيأسوا من روح الله إنه لاييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)*. القائم (عليه السلام) ينتظر الفرج كما تشهد به الروايات.

شباهته بيوسف (عليهما السلام)

يوسف: كان أجمل أهل زمانه. القائم (عليه السلام): أجمل أهل زمانه وقد مر مايدل عليه في جماله. يوسف: غاب زمانا طويلا *(فدخل عليه إخوته فعرفهم وهم له منكرون)*. القائم (عليه السلام): غاب عن الخلق، وهو مع ذلك يسير فيهم ويعرفهم ولا يعرفونه وقد مر ما يدل على ذلك في حرف الغين المعجمة. يوسف: أصلح الله تعالى أمره في ليلة واحدة، حيث رأى فيها ملك مصر في المنام ما رأى. القائم (عليه السلام): يصلح الله تعالى أمره في ليلة واحدة فيجمع له فيها أعوانه من أقاصي البلاد.
- روى الصدوق في كمال الدينعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن صاحب هذا الأمر فيه شبه من يوسف (عليه السلام) يصلح الله عز وجل أمره في ليلة واحدة.
- وعن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: المهدي منا أهل البيت، يصلح الله له أمره في ليلة. يوسف: ابتلي بالسجن قال: *(رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه)*.
القائم (عليه السلام) مر في حديث أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: في صاحب هذا الأمر سنة من موسى، وسنة من عيسى، وسنة من يوسف، وسنة من محمد (صلى الله عليه وآله)، الى أن قال: وأما من يوسف فالسجن والغيبة. أقول: اعتبر أيها المحب الموالي، وتأمل في عظمة مصيبة مولاك، وشدة محنته، كيف صارت الدنيا بسعتها، والأرض برحبها سجنا له، بحيث لا يأمن أن يظهر لجور المعاندين، ومعاندتهم إياه نسأل الله تعالى أن يعجل فرجه، ويسهل مخرجه. يوسف (عليه السلام) لبث في السجن بضع سنين. القائم (عليه السلام): ليت شعري كم يلبث في السجن ولا يخرج.
يوسف غاب عن خاصته وعامته واختفى عن إخوته، وأشكل أمره على أبيه يعقوب، مع قرب المسافة بينه وبين أهله وشيعته. كما في الحديث.
- القائم (عليه السلام) في حديث آخر في كمال الدين عن الباقر (عليه السلام) في بيان شباهته بجمع من الأنبياء قال (عليه السلام) وأما شبهه من يوسف بن يعقوب (عليه السلام) فالغيبة من خاصته وعامته واختفاؤه من إخوته وإشكال أمره على أبيه يعقوب النبي (عليه السلام) مع قرب المسافة بينه وبين أبيه وأهله وشيعته، الخبر. أقول: الأخبار الدالة على كونه (عليه السلام) معنا، واطلاعه علينا كثيرة، ولعلنا نذكر بعضها في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.

شباهته بالخضر (عليهما السلام)

الخضر (عليه السلام) طول الله عز وجل عمره، وهذا ثابت عند الفريقين، ويدل عليه أخبار كثيرة.
- منها ما في البحار عن المناقب عن داود الرقي، قالا: قال: خرج أخوان لي يريدان المزار، فعطش أحدهما عطشا شديدا، حتى سقط من الحمار وسقط الآخر في يده، فقام فصلى، ودعا الله ومحمدا (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام)، كان يدعو واحدا بعد واحد حتى بلغ إلى آخرهم جعفر بن محمد (عليه السلام) فلم يزل يدعوه ويلوذ به، فإذا هو برجل قد قام عليه، وهو يقول يا هذا ما قصتك؟ فذكر له حاله، فناوله قطعة عود، وقال: ضع هذا بين شفتيه ففعل ذلك فإذا هو قد فتح عينيه، واستوى جالسا، ولا عطش به فمضى حتى زار القبر.
فلما انصرفا إلى الكوفة، أتى صاحب الدعاء المدينة، فدخل على الصادق (عليه السلام) فقال له اجلس ماحال أخيك؟ أين العود؟ فقال ياسيدي إني لما أصبت بأخي اغتممت غما شديدا فلما رد الله عليه روحه نسيت العود من الفرح فقال الصادق (عليه السلام): أما إنه ساعة صرت الى غم أخيك أتاني أخي الخضر، فبعثت إليك على يديه قطعة عود من شجرة طوبى ثم التفت إلى خادم له فقال: علي بالسفط فأتي به ففتحه، وأخرج منه قطعة العود بعينها، ثم أراها إياه حتى عرفها، ثم ردها إلى السفط. القائم (عليه السلام) طول الله عمره، بل يظهر من بعض الأحاديث، أن الحكمة في تطويل عمر الخضر (عليه السلام) أن يكون دليلا على طول عمر القائم (عليه السلام).
- روى الصدوق (ره) في كمال الدين في حديث طويل نذكره في الباب الثامن إن شاء الله تعالى عن الصادق (عليه السلام) أنه قال وأما العبد الصالح الخضر، فإن الله تبارك وتعالى ماطول عمره لنبوة قدرها له ولا لكتاب ينزله عليه ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء ولا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها ولا لطاعة يفرضها له، بلى، إن الله تبارك وتعالى لما كان في سابق علمه أن يقدر من عمر القائم مايقدر من عمر الخضر وما قدر في أيام غيبته ماقدر وعلم ما يكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول، طول عمر العبد الصالح من غير سبب يوجب ذلك إلا لعلة الاستدلال به على عمر القائم (عليه السلام) وليقطع بذلك حجة المعاندين لئلا يكون للناس على الله حجة.
- وفي كمال الدين أيضا عن الرضا (عليه السلام) قال: إن الخضر (عليه السلام) شرب من ماء الحياة فهو حي لايموت حتى ينفخ في الصور وإنه ليأتينا فيسلم علينا، فيسمع صوته ولايرى شخصه، وإنه ليحضر حيث ما ذكر، فمن ذكره منكم فليسلم عليه، وإنه ليحضر الموسم كل سنة، فيقضي جميع المناسك ويقف بعرفة، فيؤمن على دعاء المؤمنين وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته ويصل به وحدته. الخضر (عليه السلام) اسمه بليا وقيل غير ذلك سمي خضرا لأنه كان لايجلس على خشبة يابسة الا اخضرت كما عن الصدوق (ره) وقيل لأنه كان إذا صلى اخضر ما حوله وقيل لأنه كان في أرض بيضاء فإذا هي تهتز خضراء من خلفه، وفي لفظه ثلاث لغات فتح الخاء وكسرها مع سكون الضاد وفتح الخاء مع كسر الضاد.
- القائم (عليه السلام) روى في النجم الثاقب أنه لاينزل بأرض إلا اخضرت واعشوشبت، ونبع منها الماء فإذا ارتحل غار الماء وصارت الأرض كما كانت. أقول: لهذا الخبر شواهد أخر يطول ذكرها في هذا المختصر.
الخضر (عليه السلام) أعطاه الله تعالى من القوة أنه يتصور كيف شاء - رواه علي بن إبراهيم في تفسيره عن الصادق (عليه السلام).
القائم (عليه السلام): أعطاء الله تعالى ذلك والروايات والحكايات الدالة على ذلك كثيرة ذكرنا بعضها في هذا الكتاب والله الموفق للصواب. الخضر (عليه السلام): كان مأمورا بعلم الباطن ولهذا قال لموسى: *(إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا)*. القائم (عليه السلام): أيضا مأمور بعلم الباطن وقد مر مايدل على ذلك في حكمه وعلمه. الخضر (عليه السلام): لم يتبين وجه أفعاله إلا بعد كشفه لذلك. القائم (عليه السلام) لايتبين وجه غيبته كما ينبغي إلا بعد ظهوره وكشفه لذلك كما مر ذلك مرويا في تنبيهات الغيبة من الغين المعجمة. الخضر (عليه السلام): يحضر الموسم كل سنة فيقضي مناسك الحج كما عرفت. القائم (عليه السلام): يحضر الموسم كل سنة فيقضي مناسك الحج، وقد سبق ما يدل على ذلك في حجه، في الحاء المهملة ويعجبني هنا نقل رواية لطيفة وحكاية شريفة فيها فوائد عظيمة وموائد جسيمة.
- روى الشيخ الصدوق (ره) في كمال الدين بإسناده عن أبي نعيم الأنصاري ورواه الفاضل المجلسي (ره) في البحار عن كتاب الغيبة للشسيخ الأجل محمد بن الحسن الطوسي بإسناده عن أبي نعيم أحمد بن محمد الأنصاري قال كنت حاضرا عند المستجار بمكة وجماعة زهاء ثلاثين رجلا لم يكن منهم مخلص غير محمد بن القاسم العلوي فبينا نحن كذلك في اليوم السادس من ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائتين إذ خرج علينا شاب من الطواف عليه إزاران محرم بهما وفي يده نعلان فلما رأيناه قمنا جميعا هيبة له ولم يبق منا أحد إلا قام فسلم علينا وجلس متوسطا ونحن حوله.
ثم التفت يمينا وشمالا ثم قال: أتدرون ما كان أبو عبد الله (عليه السلام) يقول في دعاء الالحاح؟ قلنا وما كان يقول؟ قال (عليه السلام) كان يقول: " اللهم إني اسئلك باسمك الذي تقوم به السماء وبه تقوم الأرض وبه تفرق بين الحق والباطل وبه تجمع بين المتفرق وبه تفرق بين المجتمع وبه أحصيت عدد الرمال وزنة الجبال وكيل البحار أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل لي من أمري فرجا ومخرجا ". ثم نهض ودخل الطواف فقمنا لقيامه حتى انصرف ونسينا أن نذكر أمره وأن نقول من هو؟ وأي شئ هو؟ إلى الغد في ذلك الوقت فخرج علينا من الطواف فقمنا له كقيامنا بالأمس وجلس في مجلسه متوسطا فنظر يمينا وشمالا وقال: أتدرون ما كان يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد صلاة الفريضة؟ فقلنا وما كان يقول؟ قال (عليه السلام): كان يقول " اللهم إليك رفعت الأصوات، ودعيت الدعوات، ولك خضعت الرقاب، واليك التحاكم في الأعمال، يا خير من سئل، ويا خير من أعطى، ياصادق يابارئ يامن لايخلف الميعاد يامن أمر بالدعاء وتكفل بالاجابة يامن قال:*(ادعوني أستجب لكم)* يامن قال: *(وإذا سئلك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون)*. يا من قال: *(ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم)* لبيك وسعديك ها أناذا بين يديك، المسرف وأنت القائل *(لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا)*. ثم نظر يمينا وشمالا بعد هذا الدعاء فقال (عليه السلام): أتدرون ما كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول في سجدة الشكر؟ فقلنا وما كان يقول؟ قال: كان يقول: " يامن لاتزيده كثرة العطاء إلا سعة وعطاء، يامن لايزيده إلحاح الملحين إلا جودا وكرما يامن لاتنفد خزائنه يامن له خزائن السموات والأرض، يامن له خزائن ما دق وجل لاتمنعك اسائتي من احسانك، إني اسئلك أن تفعل بي ما أنت أهله، فأنت أهل الجود، والكرم والعفو والتجاوز يارب ياالله لاتفعل بي الذي أنا أهله فإني أهل العقوبة وقد استحققتها لاحجة لي ولا عذر لي عندك أبوء لك بذنوبي كلها وأعترف بها كي تعفو عني وأنت أعلم بها مني بؤت إليك بكل ذنب أذنبته وبكل خطيئة أخطأتها وبكل سيئة عملتها يارب اغفر لي وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم ". وقام فدخل الطواف فقمنا لقيامه وعاد من الغد في ذلك الوقت فقمنا لإقباله كفعلنا فيما مضى فجلس متوسطا ونظر يمينا وشمالا فقال كان علي بن الحسين سيد العابدين (عليه السلام) يقول في سجوده في هذا الموضع - وأشار بيده إلى الحجر تحت الميزاب - (عبيدك بفنائك مسكينك بفنائك فقيرك بفنائك سائلك بفنائك يسألك ما لايقدر عليه غيرك. ثم نظر يمينا وشمالا ونظر إلى محمد بن القاسم العلوي من بيننا فقال يا محمد بن القاسم أنت على خير إن شاء الله وكان محمد بن القاسم يقول بهذا الأمر ثم قام فدخل الطواف فما بقي منا أحد إلا وقد ألهم ما ذكره من الدعاء وأنسينا أن نتذاكر أمره إلا في آخر يوم. فقال لنا أبو علي المحمودي: ياقوم أتعرفون هذا؟ هذا والله صاحب زمانكم فقلنا: وكيف علمت يا أبا علي؟ فذكر أنه مكث سبع سنين يدعو ربه ويسأله معاينة صاحب الزمان (عليه السلام). قال فبينا نحن يوما عشية عرفة وإذا بالرجل بعينه يدعو بدعاء وعيته فسألته ممن هو؟ فقال (عليه السلام): من الناس قلت: من أي الناس؟ قال: من عربها، قلت: من أي عربها؟ قال: من أشرفها قلت ومن هم؟ قال: بنو هاشم قلت من أي بني هاشم؟ قال: من أعلاها ذروة وأسناها رفعة قلت ممن؟ قال ممن فلق الهام: وأطعم الطعام وصلى بالليل والناس نيام. قال فعلمت أنه علوي فأحببته على العلوية ثم افتقدته بين يدي فلم ادر كيف مضى في السماء أم في الأرض؟ فسألت القوم الذين كانوا حوله أتعرفون هذا العلوي فقالوا نعم، يحج معنا في كل سنة ماشيا فقلت: سبحان الله والله ما أرى به أثر مشي. قال فانصرفت إلى المزدلفة كئيبا حزينا على فراقه ونمت في ليلتي تلك فإذا أنا برسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمد رأيت طلبتك؟ فقلت: ومن ذاك ياسيدي؟ فقال (صلى الله عليه وآله): الذي رأيته في عشيتك هو صاحب زمانك، قال: فلما سمعنا ذلك منه عاتبناه عليه أن لا يكون أعلمنا ذلك فذكر أنه كان ناسيا أمره إلى وقت ما حدثنا به. أقول: كان بين رواية الشيخ الصدوق في كمال الدين، وبين ما ذكره الفاضل المجلسي في البحار، نقلا عن غيبة الشيخ الطوسي، اختلاف يسير في بعض الالفاظ، بحيث لا يغير المعنى، فجمعت بين الروايتين. والله الموفق.

شباهته بإلياس النبي (عليهما السلام)

إلياس طول الله عمره كالخضر (عليه السلام) - القائم (عليه السلام) طول الله تعالى عمره. إلياس يحج كل سنة كالخضر (عليه السلام) ويلتقيان. - يدل عليه ما في تفسير العسكري (عليه السلام)أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لزيد بن ارقم: إن أردت ان لايصيبك شرهم، ولاينالك مكرهم، (يعني المنافقين والكافرين) فقل إذا أصبحت اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فإن الله يقيك من شرهم، فإنما هم شياطين *(يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا)*. وإذا أردت أن يؤمنك بعد ذلك من الغرق والحرق والسرق فقل إذا أصبحت: " بسم الله ما شاء الله، مايكون من نعمة فمن الله، بسم الله ماشاء الله، لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم، بسم الله ما شاء الله، وصلى الله على محمد وآله الطيبين) فإن من قالها ثلاثا إذا أصبح أمن من الغرق والحرق والسرق، حتى يمسي، ومن قالها ثلاثا إذا أمسى أمن من الحرق والغرق والسرق حتى يصبح. وإن الخضر وإلياس (عليهما السلام) يلتقيان في كل موسم فإذا تفرقا، تفرقا عن هذه الكلمات، وإن ذلك شعار شيعتي، وبه يمتاز أعدائي من أوليائي يوم خروج قائمهم. القائم (عليه السلام) يحج كل سنة وقد مر مايدل عليه في حرف الحاء، وفي شباهته بالخضر (عليه السلام). ويأتي في الباب الخامس مايدل عليه إن شاء الله تعالى.
إلياس (عليه السلام) هرب من قومه وغاب عنهم خوفا لما أرادوا قتله. القائم (عليه السلام) هرب من قومه وغاب عنهم خوفا لما أرادوا قتله. إلياس (عليه السلام) غاب سبع سنين. القائم (عليه السلام) ما أدري إلى متى تطول غيبته. إلياس (عليه السلام) سكن في جبل وعر. - القائم (عليه السلام) قال - في حديث علي بن مهزيار الاهوازي المروي في الكمال والبحار وتبصرة الولي وغيرها -: أبي أبو محمد (عليه السلام) عهد إلي أن لا أجاور *(قوما غضب الله عليهم ولهم الخزي في الدنيا والآخرة ولهم عذاب أليم)* وأمرني أن لا أسكن من الجبال إلا وعرها، ومن البلاد إلا قفرها، والله مولاكم أظهر التقية، فوكلها بي، فأنا في التقية إلى يوم يؤذن لي، فأخرج. فقلت ياسيدي، متى يكون هذا الأمر؟ فقال عليه السلام إذا حيل بينكم وبين سبيل الكعبة، واجتمع الشمس والقمر، واستدار بهما الكواكب والنجوم، الخبر. إلياس (عليه السلام) أحيى الله تعالى بدعائه يونس النبي وهو صبي، بعد أربعة عشر يوما من موته، كما في الحديث. القائم (عليه السلام) يحيي الله تعالى ببركته ودعائه أمواتا بعد انقضاء سنين كثيرة من موتهم، منهم أصحاب الكهف، ومنهم خمسة وعشرون من قوم موسى، الذين يقضون بالحق وبه يعدلون، ومنهم يوشع وصي موسى، ومنهم مؤمن آل فرعون ومنهم سلمان الفارسي - ومنهم أبو دجانة الأنصاري، ومنهم مالك الأشتر رواه في البحار وغيره عن الصادق (عليه السلام). ويأتي مايدل عليه في حرف النون إن شاء الله، ومن أنصاره أيضا إلياس النبي كما في الرواية أيضا عن الصادق (عليه السلام)، ويأتي إن شاء الله. إلياس (عليه السلام) رفعه الله تعالى إلى السماء، كما روي عن ابن عباس. القائم (عليه السلام) رفعه الله إلى السماء، كما مر في شباهته بإدريس.
إلياس (عليه السلام) قيل: إنه يغيث الملهوفين، المضطرين، الضالين في البراري والفيافي، ويهديهم، والخضر يعينهم ويرشدهم، في جزائر البحار، نقله المجلسي رضي الله عنه في حياة القلوب. القائم (عليه السلام) يغيث الملهوفين، ويهدي الضالين، ويجيب المضطرين، في البر والبحر، بل في الأرض والسماء، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. إلياس (عليه السلام) نزلت له المائدة من السماء بإذن الله تعالى.
- يدل عليه ما في تفسير البرهان وغيره عن أنس أن النبي (صلى الله عليه وآله)، سمع صوتا من قلة جبل: اللهم اجعلني من الأمة المرحومة المغفورة. فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإذا بشيخ أشيب قامته ثلاثمائة ذراع - فلما رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عانقه، ثم قال: إنني آكل في سنة مرة واحدة وهذا أوانه، فإذا هو بمائدة أنزلت من السماء، فأكلا وكان إلياس (عليه السلام).
- القائم (عليه السلام) نزلت بأمره ولأجله المائدة من السماء، ونكتفي في هذا المقام بذكر واقعة شريفة، ذكرها المجلسي وغيره نقلا عن أبي محمد عيسى بن مهدي الجوهري، قال خرجت في سنة ثمان وستين ومأتين إلى الحج، وكان قصدي المدينة، حيث صح عندنا أن صاحب الزمان (عليه السلام) قد ظهر فاعتللت، وقد خرجنا من فيد فتعلقت نفسي بشهوة السمك والتمر واللبن فلما وردت المدينة ولقيت بها إخواننا بشروني بظهوره بصابر. فصرت إلى صابر، فلما أشرفت على الوادي رأيت عنيزات عجافا، فدخلت القصر، فوقفت أرقب الأمر، إلى أن صليت العشائين، وأنا أدعو وأتضرع وأسأل، فإذا أنا ببدر الخادم يصيح بي: يا عيسى بن مهدي الجوهري أدخل، فكبرت وهللت، وأكثرت من حمد الله عز وجل، والثناء عليه. فلما صرت في صحن القصر، رأيت مائدة منصوبة فمر بي الخادم إليها فأجلسني عليها، وقال لي: مولاك يأمرك أن تأكل ما اشتهيت في علتك، وأنت خارج من فيد فقلت حسبي بهذا برهانا، فكيف آكل ولم أر سيدي ومولاي فصاح (عليه السلام) يا عيسى كل من طعامك، فإنك تراني. فجلست على المائدة فنظرت فإذا عليها سمك حار يفور، وتمر إلى جانبه أشبه التمور بتمورنا، وبجانب التمر لبن، فقلت في نفسي: عليل وسمك وتمر ولبن! فصاح (عليه السلام) بي: يا عيسى أتشك في أمرنا، أفأنت أعلم بما ينفعك ويضرك، فبكيت واستغفرت الله تعالى وأكلت من الجميع وكلما رفعت يدي منه لم يتبين موضعها فيه، فوجدته أطيب ما ذقته في الدنيا فأكلت منه كثيرا، حتى استحييت فصاح (عليه السلام) بي: لا تستحيي يا عيسى، فإنه من طعام الجنة، لم تصنعه يد مخلوق، فأكلت فرأيت نفسي لا ينتهي عنه من أكله. فقلت يامولاي حسبي، فصاح بي: أقبل إلي فقلت في نفسي آتي مولاي ولم أغسل يدي، فصاح بي: يا عيسى وهل لما أكلت غمر؟ فشممت يدي، وإذا هي أعطر من المسك والكافور فدنوت منه فبدا لي نور غشي بصري ورهبت حتى ظننت أن عقلي قد اختلط. فقال لي يا عيسى ماكان لك أن تراني لولا المكذبون القائلون بأين هو ومتى كان وأين ولد ومن رآه وما الذي خرج إليكم منه؟ وبأي شئ نبأكم؟ وأي معجز أتاكم أما والله لقد دفعوا أمير المؤمنين مع مارووه وقدموا عليه، وكادوه وقتلوه وكذلك آبائي ولم يصدقوهم، ونسبوهم إلى السحر، وخدمة الجن إلى ما تبين. يا عيسى فخبر أولياءنا مارأيت، وإياك أن تخبر عدونا فتسلبه فقلت يامولاي ادع لي بالثبات فقال (عليه السلام) لو لم يثبتك الله مارأيتني، وامض بنجحك راشدا فخرجت أكثر حمدا لله وشكرا.

mowalia_5 18-Dec-2009 11:01 PM

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمدالله ربّ العالمين والصّلاة على محمّد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين .......

اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلاااا ..

بوركتم عزيزتنا منتظرة المهدي على النقل المبارك ...

منتظرة المهدي 04-Jan-2010 10:49 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .

تسلمي على المرور على هذه السطور
جعلك الله من أنصار الحجة صلوات الله وسلامه عليه


الساعة الآن »12:06 PM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc