![]() |
من بلاغة أمير المؤمنين ( ع )
شيء من بلاغة و إعجاز أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام * الخطبة الخالية من الألف : جلس جماعة من أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يتذاكرون فيما بينهم فتطرقوا إلى الحديث عن الحروف وأجمعوا أن حرف الألف هو الأكثر في الكلام ولا يخلو منه أي حديث ، وبينما هم كذلك ، دخل عليهم أمير المؤمنين (عليه السلام ) فاستشاروه في حديثهم وما توصلوا إليه فقام عليه السلام وخطب فيهم الخطبة التالية التي أعجزت العقول و الأدباء لأنها تخلو من حرف الألف إضافة إلى أنه عليه السلام قالها ارتجالا دون سابق حفظ أو تحضير: حمدت من عظمت منته وسبغت نعمته وسبقت رحمته غضبه وتمت كلمته ، ونفذت مشيئته، وبلغت قضيته، حمدته حمد مُقرٍ بربوبيته، متخضع لعبوديته، متنصل من خطيئته، متفرد بتوحده، مؤمل منه مغفرة تنجيه يوم يشغل عن فصيلته وبنيه، ونستعينه ونسترشده ونستهديه، ونؤمن به ونتوكل عليه وشهدت له شهود مخلص موقن، وفردته تفريد مؤمن متيقن، ووحدته توحيد عبد مذعن، ليس له شريك في ملكه ولم يكن له ولي في صنعه، جلَّ عن مشير ووزير، وعن عون ومعين ونصير ونظير علم ولن يزول كمثله شيءٌ وهو بعد كل شيءٍ، رب متعزز بعزته، متمكن بقوته، متقدس بعلوّه متكبر بسموّه ليس يدركه بصر، ولم يحط به نظر قوي منيع، بصير سميع، رؤوف رحيم عجز عن وصفه من يصفه، وضل عن نعته من يعرفه، قرب فبعد و بَعُد فقرب، يجيب دعوة من يدعوه، ويرزقه ويحبوه، ذو لطف خفي، وبطش قوي، ورحمة موسعة، وعقوبة موجعة، رحمته جنة عريضة مونقة، وعقوبته جحيم ممدودة موبقة، وشهدت ببعث محمد رسوله وعبده وصفيه ونبيه ونجيه وحبيبه وخليله، بعثه في خير عصر، حين فترة كفر، رحمة لعبيده منة لمزيده، ختم به نبوته، وشيّد به حجته، فوعظ، ونصح وبلغ وكدح، رؤوف بكل مؤمن رحيم، رضي ولي زكي، عليه رحمة وتسليم وبركة وتكريم، من رب غفور رحيم قريب مجيب، وصيتكم معشر من حضرني بوصية ربكم وذّكرتكم بسنة نبيكم، فعليكم برهبة تسكن قلوبكم، وخشية تذري دموعكم، وتقية تنجيكم قبل يوم يذهلكم ويبكيكم، يوم يفوز فيه من ثقل وزن حسنته، وخف وزن سيئته ولتكن مسألتكم وتملقكم مسألة ذل وخضوع، وشكر وخشوع، بتوبة ونزع، وندم ورجوع، وليغتنم كل مغتنم منكم صحته قبل سقمه، وشيبته قبل هرمه، وسعته قبل فقره، وفرغته قبل شغله، وحضره قبل سفره، قبل تكبر وتهرم وتسقم، يملّه طبيبه ويعرض عنه حبيبه، ويقطع عمره ويتغير عقله، قبل قولهم هو موعوك، وجسمه منهوك، ثم جد في نزع شديد، وحضره كل قريب وبعيد، فشخص بصره وطمح نظره، ورشح جبينه وعطف عرينه، وسكن حنينه، وحزنته نفسه، وبكته عرسه، وحفر رمسه، ويتم منه ولده، وتفرق منه عدده، وقسم جمعه، وذهب بصره وسمعه، ومدّد وجرّد وعري وغسّل، ونشف وسجّي، وبسط له وهيئَ، ونشر عليه كفنه، وشدَّ منه ذقنه، وقمّص وعمّم، وودّع عليه وسلَّم، وحمَّل فوق سرير، وصُلي عليه بتكبير، ونقل من دور مزخرفة، وقصور مشيدة، وحجر منجدة، وجعل في ضريح ملحود وضيق مرصود، بملبن منضود، مسقف بجلمود، وهيل عليه حفره، وحثي عليه قدره وتحقق حذره، ونسي خبره، ورجع عنه وليه، وصفيه ونديمه ونسيبه، وتبدل به قرينه وحبيبه، فهو حشو قبر، ورهين قفر، يسعى بجسمه دود قبره ويسيل صديده من منخره، يسحق برمته لحمه، وينشف دمه ويرم عظمه، حتى يوم حشره. فنشر من قبره حين ينفخ في صور، وجيء بكل نبي وصديق وشهيد، وتوحد للفصل رب قدير، بعبده خبير بصير، فلكم من زفرة تضنيه، وحسرة تقصيه، في موقف مهيل، ومشهد جليل، بين يدي ملك عظيم وبكل صغيرة وكبيرة عليم، فحينئذ يلجمه عرقه، ويحصره قلقه، عبرته غير مرحومة، وصرخته غير مسموعة وحجته غير مقبولة، تنشر صحيفته وتبين جريدته حيث نظر في سوء عمله، وشهدت عليه عينه بنظره، ويده ببطشه، ورجله بخطوه، وفرجه بلمسه، وجلده بمسه، فسلسل جيده، وغلت يده، وسيق فسحب وحده، فورد جهنم بكرب وشدة فظل يعذب في جحيم، ويسقى شربة من حميم، تشوي وجهه وتسلخ جلده، وتضربه زبنيته بمقمع من حديد، ويعود جلده بعد نضجه كجلد جديد، يستغيث فتعرض عنه خزنة جهنم، ويستصرخ فلم يجب فندم حيث لم ينفعه ندم، نعوذ برب قدير، من شر كل مصير، ونسأله عفو من رضي عنه، ومغفرة من قبله، فهو ولي سؤلي، ومنجح طلبتي، فمن زحزح عن تعذيب ربه جعل في جنته بعزته وخلَّد في قصور مشيدة، و حور عين وحفدة، وطيف عليه بكؤوس وسكن حظيرة قدس بفردوس، وتقلب في نعيم، وسقي في تسنيم، وشرب من عين سلسبيل، ومزج له بزنجبيل، مختم بمسك وعبير، مستديم للملك، مستشعر للسرور، يشرب من خمور في روض مغدق ليس يصدع من شربه، وليس ينزف، هذه منزلة من خشي ربه، وحذر نفسه معصيته، وتلك عقوبة من جحد مشيئته، وسولت له نفسه معصيته، فهو قول فصل، وحكم عدل، وخبر قصص قص، ووعظ نص، تنزيل من حكيم حميد، نزل به روح قدس مبين، على قلب نبي مهتد رشيد، صلت عليه رسل سفرة مكرمون بررة، عذت برب عليم رحيم كريم من شر كل عدو لعين رجيم، فليتضرع متضرعكم وليبتهل مبتهلكم ونستغفر رب كل مربوب لي ولكم وحسبي ربي وحده . ................................................. * الخطبة الخالية من النقط : رواه ابن شهرا شوب في المناقب فقال : روى الكليني عن أبي صالح وأبو جعفر بن بابويه بإسناده عن الرضا عن آبائه عليهم السلام أنه اجتمعت الصحابة إلى أن قال :ثم ارتجل خطبة أخرى من غير النقط قال فيها : هذا إن دل على شيء فإنّما يدل على عظيم الفصاحة والبلاغة ، التي يمتلكها الإمام علي ( عليه السلام ) فهو باب مدينة العلم الْحَمْدُ للهِِ أَهل الْحَمْدِ وَمَأْواهُ ، وَلَهُ أَوْكَدُ الْحَمْدِ وَأَحْلاَهُ ، وَأَسْرعُ الْحَمْدِ وَأَسراهُ ، وَأَطْهرهُ وَأَسْماهُ ، وَأَكْرمُ الْحَمْدِ وَأَوْلاَهُ ... الْحَمْدُ للهِِ الْمَلِكِ الْمَحْمُودِ ، الْمَالِكِ الْوَدُودِ ، مُصَوِّرِ كُلِّ مَوْلُود ، وَمَوْئِلِ كُلِّ مَطْرُود ، وَسَاطِحِ الْمِهَادِ ، وَمُوَطِّدِ الأطْوادِ ، وَمُرْسِلِ الأمْطَارِ ، وَمُسَهِّلِ الأَوْطَارِ ، عَالِمِ الأَسْرارِ وَمُدْرِكِهَا ، وَمُدَمِّرِ الأَمْلاَكِ وَمُهْلِكِهَا ، وَمُكَوِّرِ الدُّهُورِ وَمُكَرِّرِهَا ، وَمُورِّدِ الأُمُورِ وَمُصَدِّرِهَا ، عَمَّ سماءه ، وَكَمَّلَ رُكَامَهَ وَهَمَلَ ، وَطَاوَعَ السَّؤالَ وَالأَمَلَ ، وَأَوْسَعَ الرَّمْلَ وَأَرْمَلَ ، أحمده حمداً ممدوداً ، وأوحده كما وحد الأواه ، وهو الله لا إله للأمم سواه ، ولا صادع لما عدل له وسواه ، أَرْسَلَ مُحَمَّداً عَلَماً لِلإِسْلاَم ، وَإِماماً لِلْحُكّام ، مُسَدِّداً لِلرُّعاعِ ، ومعطل أحكام ود وسواع ، أعلم وعلم ، وحكم وأحكم ، وأصل الأصول ، ومهد وأكد الموعود وأوعد ، أوصل الله له الإكرام ، وأودع روحه الإسلام ، ورحم آله وأهله الكرام ، ما لمع رائل وملع دال ، وطلع هلال ، وسمع إهلال . اِعْملُوا رَحمكُمْ اللهُ أَصْلَحَ الأَعْمَالِ ، وَاسْلُكُوا مَصالِحَ الْحَلاَلِ ، وَاطْرَحُوا الْحَرامَ وَدَعُوهُ ، وَاسْمَعُوا أَمْرَ اللهِ وَعُوهُ ، وَصِلُوا الأَرْحَامَ وَرَاعُوها ، وَعَاصُوا الأَهْواءَ وَارْدَعُوها ، وصاهروا أهل الصلاح والورع ، وصارموا رهط اللهو والطمع ، ومصاهركم أطهر الأحرار مولداً ، وأسراهم سؤدداً ، وأحلامكم مورداً ، وها هو أمّكم وحل حرمكم مملكاً عروسكم المكرّمه ، وما مهر لها كما مهر رسول الله أم سلمه ، وهو أكرم صهر أودع الأولاد ، وملك ما أراد ، وما سهل مملكه ، ولا هم ولا وكس ملاحمه ولا وصم ، اسأل الله حكم أحماد وصاله ، ودوام إسعاده ، وأهلهم كلا إصلاح حاله ، والأعداد لمآله ومعاده ، وَلَهُ الْحَمْدُ السَّرْمَدُ ، وَالْمَدْحُ لِرَسُولِهِ أَحْمَدَ. .................................... * معضلة أخرى في الرياضيات حيرت العلماء إلى الآن : كان هناك ثلاثة رجال يمتلكون 17 جملا عن طريق الإرث بنسبٍ متفاوتة فكان الأول يملك نصفها، والثاني ثلثها، والثالث تسعها :وحسب النسب يكون التوزيع كالآتي الأول يملك النصف (17÷2) = 8.5 الثاني يملك الثلث (17÷3) = 5.67 الثالث يملك التسع (17÷9 ) = 1.89 ولم يجدوا طريقة لتقسيم تلك الجمال فيما بينهم، دون ذبح أي منها أو بيع جزء منها قبل القسمة فما كان منهم إلا أن ذهبوا للإمام علي (عليه السلام) لمشورته وحل معضلتهم قال لهم الإمام علي (عليه السلام) : هل لي بإضافة جمل من جمالي إلي القطيع ؟؟ فوافقوا بعد استغراب شديد !! فصار مجموع الجمال 18 جملا ، وقام الإمام علي (كرم الله وجهه) بالتوزيع كالتالي : الأول يملك النصف (18÷2) = 9 الثاني يملك الثلث (18÷3) = 6 الثالث يملك التسع (18÷9) = 2 ولكن الغريب في الموضوع أن المجموع النهائي بعد التقسيم يكون .. 17 جملا !! فأخذ كل واحدٍ منهم حقه واسترد الإمام جمله (الثامن عشر) !! .................................... *هذا البيت لا يتحرك اللسان بقراءته: آب همي و هم بي أحبابي همهم ما بهم وهمي مابي *وهذا البيت لا تتحرك بقراءته الشفتان: قطعنا على قطع القطا قطع ليلة سراعا على الخيل العتاق اللاحقي ........................................ * هذه أبيات من الشعر لكن فيها العجب العجاب و فيها احتراف وصناعة للشعر للأمام علي عليه السلام : (1) ألــــــــــــوم صديقـــــــي وهـــــــــذامحــــــــــــــــال صديقــــــــي أحبــــــــــــه كـــــــــــلام يقــــــــــــــــال وهـــــــــــذا كـــــــــــلام بليــــــــــغ الجمــــــــــــــال محــــــــــال يــــــــــــقال الجمـــــــال خيــــــــــــــــال الغريــــــــــــب في هذه الأبيات .....أنــنا نستطيـــع قراءتها .أفقيــا ورأسيـــاً .! (2) مودته تدوم لكل هول ... وهل كل مودته تدوم اقرئي البيت بالمقلوب حرفا واكتشفي الإبداع حيث أن هذا البيت يقرا من الجهتين (3) حلموا فما ساءَت لهم شيم ** سمحوا فما شحّت لهم مننُ سلموا فلا زلّت لهم قــــدمُ ** رشدوا فلا ضلّت لهم سننُ إن الأبيات, أبيات مدح وثناء ولكن إذا قرأناها بالمقلوب كلمة كلمة وسوف تكون الأبيات بعد قلبها كالتالي : مننٌ لهم شحّت فما سمحوا ** شيمٌ لهم ساءَت فما حلموا سننٌ لهم ضلّت فلا رشدوا ** قدمٌ لهم زلّت فلا سلمــــوا (4) أيضا من طرائف الشعر هذه القصيدة والتي عبارة عن قصيدة مدح لنوفل بن دارم, وإذا اكتفينا بقراءة الشطر الأول من كل بيت فأن القصيدة تنقلب رأس على عقب, وتغدو قصيدة ذم لا مدح قصيدة المدح : إذا أتيت نوفل بن دارم ** أمير مخزوم وسيف هاشــــم وجـدته أظلم كل ظالم ** على الدنانير أو الدراهــــــم وأبخل الأعراب والأعاجم ** بعــرضه وســره المكـاتم لا يستحي من لوم كل لائم ** إذا قضى بالحق في الجرائم ولا يراعي جانب المكارم ** في جانب الحق وعدل الحاكم يقرع من يأتيه سن النادم ** إذا لـم يكـن مـن قدم بقـادم قصيدة الذم : إذا أتيت نوفل بــــــن دارم ** وجدتــه أظلـم كل ظــــــــالم وأبخل الأعراب والأعاجم ** لا يستحي من لوم كل لائم ولا يراعي جانب المكارم ** يقرع من يأتيه سن النـــادم |
الساعة الآن »03:31 AM. |