![]() |
حوار دار بين السهمان اللذان فجرا قلب الحسين و عين العباس
بسم الله الرحمن الرحيم وصل اللهم على محمد وآله الطيبين الطاهرين السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين معادن خلقنا ، وسهام صُنعنا ، ولكربلاء حُملنا ، وبيد فاجرة ضد الأطهار كنا ، فيا ليتنا لا كنا ولا نكون، ولا صرنا في عالم الخلق والوجود ، فسمعوا يا خلق أي جريمة أجرمناها ، وأي المصيبة خلفناها ، وأي الدماء سفكناها ، وأي العيون أبكيناها ، مع إننا من حديد إلا أنلدينا احساس ، نبكي الحسين والعباس بالزفرات . قال السهم الذي دخل عين العباس (ع) : سأبدء بما جنيته أنا من عظيم المصاب ، لقد مزقت أحشاء عين العباس اليمنى وتناثرت منه الدماء ، فلا قرنية بقت له ولا شبكية ولا أوصال إلا وقطعتها من جذورها فيا عظم المصاب ، لقد أخذت منه نور الإبصار ، فكسر قلبي والله هذا العبد الصالح من شدة ما لاقاه ، حتى صاح بالحزن يستغيث (أخي يا حسين أدركني) . فرد عليه السهم الذي دخل في قلب الحسين (ع): أما أنا فقد فجرت قلب الحسين في كربلاء واهتزت بسببي اركان السماوات والأرضين ، لقد وضعني اللعين حرمل ابن كاهل لأيام في ذلك السم الناقع ، فرفعني وصوبني اتجاه اشرف وأعز الخلائق ، حتى مزقت قلبه الطاهر و أسقطته من جوادة إلى الأرض فصار مثل الساجد ، فيا مصيبتي في نفسي وما جنيت ، فاحتار سيد الشهداء في أخراجي ، وفي الأخير أخرجني من قفاه فصبت الدماء منه كالميزاب ، أنوح وأبكي على نفسي وما اقترفت بعظيم البكاء ، وبالشعر أرثي : وحمرة قد كستني من محاسنها ** كسبتها من غريب الدار والوطن اني وقعت على قلب الحسين** بسم فليت الدهر أعدمني فقال السهم الذي دخل في قلب العباس (ع) : لقد كنت السبب في كسر ظهر الحسين عليه السلام وشماته الأعداء به،بما فعلت في عين العباس ، حتى أتى الحسين وبكى وقال : الآن انكسر ظهري الآن شمت بي عدوي وقلت حيلتي اليوم نامت أعين بك لم تنم وتسهدّت أُخرى فعزّ منامها وقد رد عليه السهم الذي دخل في قلب الحسين : أما أنا فقد كسرت قلب العقيلة زينب التي بكت وصاحت من على التل الزينبي ونادت بأعالي الصوت : أن كنت حيا فأدركنا وأن كنت ميتاً فأمرنا وأمرك إلى الله فقال السهم الذي أصاب عين العباس (ع) : بسببي لم يوصل العباس للحسين وأيتامه الماء ،فاستشهد وهو عطشان ، وسقطت منه الراية والجود والماء ، فوا لهفي على العباس . فرد عليه السهم الذي دخل في قلب الحسين (ع) : أنا أيضاً يا سهم أندب نفسي بالأشجان وبسببي أنا أيضاً وضع الحسين يده على جرحه حتى امتلأت ولطخ بها رأسه ولحيته وقال : هكذا أكون حتى ألقي الله وجدّي رسول الله وأنا مخضب بدمي . فلعنة الله على من حملنا ، واستخدمنا ، ضد الأطهار ، نسأل من الله أن يصليهم درك النيران . والسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين وصل اللهم على محمد وآله الطيبين الطاهرين |
الساعة الآن »09:04 PM. |