![]() |
بعض كلام سيد الشهداء عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
للإمام الحسين عليه السلام ، مواعظ للدين والدنيا والأخرة، منها ما هو عقائدي، ومنها ما هو أخلاقي،ومنها ما هو لمحاربة الظلم ونيل الحرية (مع أن هذا الهدف هو الأسمى ،أي التحرر من الدنيا) ، وقد نقلت بعد الوصايا والكلام عنه صلوات الله عليه من كتاب لمعات الحسين(ع) للسيد محمد حسين الحسيني الطهراني قدس سره خطبته عليه السّلام لإصلاح الناس * وقال في نهاية الخطبة التي أنشأها عليه السلام وتطرّق فيها إلي ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وإلي الثورة علي الظَّلَمة وحكّام الجور ، وتحدّث فيها مفصّلاً عن محروميّة المظلومين والتفرّق عن الحقّ ؛ وذكّر ضمناً بأنّ : مَجَارِي الاْمُورِ وَالاْحْكَامِ عَلَي أَيْدِي الْعُلَمَآءِ بِاللَهِ ، الاْمَنَآءِ عَلَي حَلاَلِهِ وَحَرَامِهِ ، قال : اللَهُمَّ إنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَا كَانَ مِنَّا [5] تَنَافُساً فِيسُلْطَانٍ ، وَلاَ الْتِمَاساً مِنْ فُضُولِ الْحُطَامِ ، وَلَكِنْ لِنَرَي الْمَعَالِمَ مِنْ دِينِكَ ، وَنُظْهِرَ الإصْلاَحَ فِي بِلاَدِكَ، وَيَأْمَنَ الْمَظْلُومُونَ مِنْ عِبَادِكَ ، وَيُعْمَلَ بِفَرَائِضِكَ وَسُنَنِكَ وَأَحْكَامِكَ . فَإنْ لَمْ تَنْصُرُونَا [6] وَتُنْصِفُونَا قَوِيَ الظَّلَمَةُ عَلَيْكُمْ ، وَعَمِلُوا فِي إطْفَاءِ نُورِ نَبِيِّكُمْ ؛ وَحَسْبُنَا اللَهُ ، وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا، وَإلَيْهِ أَنَبْنَا ، وَإلَيْهِ الْمَصِيرُ. وصيّته عليه السّلام إلي محمّد بن الحنفيّة * وحين عَزَم عليه السلام علي الخروج منالمدينة المنوّرة إلي مكّة المكرّمة ، فكتب وصيّةً وطواها وختمها بخاتمه ودفعها إلي أخيه محمّد بن الحنفيّة ، ثمّ ودّعه وسار في جوف الليل بجميع أهل بيته إلي مكّة ليلة الثالث من شعبان لسنة ستّين هجريّة ؛ وتلك الوصيّة هي : بِسْمِ اللَهِ الرَّحْمَنِ الرَّحيمِ ؛ هَذَا مَا أَوْصَي بِهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَبِيطَالِبٍ إلَي أَخِيهِ مُحَمَّدٍ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الْحَنَفِيَّةِ : إنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَهُ ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ؛ وَأَنَّ مُحَمَّداً صَلَّي اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ؛ جَاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ الْحَقِّ . وَأَنَّ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ حَقٌّ ؛ ) وَأَنَّ السَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ لاَ رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ ) . إنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشِراً وَلاَ بَطِراً وَلاَ مُفْسِداً وَلاَظَالِماً؛ وَإنَّمَا خَرَجْتُ لِطَلَبِ الإصْلاَحِ فِي أُمَّةِ جَدِّي مُحَمَّدٍ صَلَّي اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ؛ أُرِيدُ أَنْ آمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَأَنْهَي عَنِ الْمُنْكَرِ ؛ وَأَسِيرَ بِسِيرَةِ جَدِّي وَسِيرَةِ أَبِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ . فَمَنْ قَبِلَنِي بِقَبُولِ الْحَقِّ ، فَاللَهُ أَوْلَي بِالْحَقِّ ؛ وَمَنْ رَدَّ عَلَيَّ هَذَا ، أَصْبِرُ حَتَّي يَقْضِيَ اللَهُ بَيْنِي وَبَيْنَ الْقَوْمِ بِالْحَقِّ ؛ ) وَهُوَ خَيْرُ الْحَـ'كِمِينَ ) . وَهَذِهِ وَصِيَّتِي إلَيْكَ يَا أَخِي ؛ ) وَمَا تَوْفِيقِي´ إلاَّ بِاللَهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) ؛ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَي مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَي ؛ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ بِاللَهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ . [8] خطبته عليه السلام بمني وتنوير الاذهان في زمن معاوية *وفي كتاب سليم بن قيس : لمّا مات الحسن بن عليّ عليهما السلام (استشهد الإمام الحسن المجتبي عليه السلام بالسمّ في سنة 49 هجريّة علي يد زوجته جعدة بنت الاشعث بن قيس بإيعاز من معاوية [18] )، لمتزل الفتنة والبلاء يعظمان ويشتدّان (علي الشيعة) ، فلم يبقَ وليّ للّه إلاّ خائفاً علي دمه ، (وفي رواية أُخري : إلاّ خائفاً عليدمه أنّه مقتول)، وإلاّ طريداً وإلاّ شريداً ، ولم يبق عدوّ للّه إلاّ مظهراً حجّته غير مستتر ببدعته وضلالته ؛ فلمّا كان قبل موت معاوية بسنة [19] حجّ الحسينُ بنُ عليّ صلوات الله عليه وعبد الله بن عبّاس وعبد الله بن جعفر معه ، فجمع الحسينُ عليه السلام بني هاشم رجالهم ونساءهم ومواليهم ومن الانصار ممّن يعرفه الحسين عليه السلام وأهل بيته ، ثمّ أرسل رسلاً لاتَدَعوا أحداً ممّن حجّ العام من أصحاب رسول الله صلّي الله عليه وآله المعروفين بالصلاح والنسك إلاّاجمعهم [20] لي ، فاجتمع إليه بمني أكثر من سبعمائة رجل وهم في سرادقه ، عامّتهم من التابعين ونحو منمائتي رجل من أصحاب النبيّ صلّي الله عليه وآله . فَقَامَ فِيهِمْ خَطِيباً ، فَحَمِدَ اللَهَ وَأَثْنَي عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ ؛ فَإنَّ هَذَا الطَّاغِيَةَ [21] قَدْ فَعَلَ بِنَا وَبِشِيعَتِنَا مَاقَدْ رَأَيْتُمْ وَعَلِمْتُمْ وَشَهِدْتُمْ ! وَإنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكُمْ عَنْ شَيْءٍ ؛ فَإِنْ صَدَقْتُ فَصَدِّقُونِي ، وَإِنْ كَذَبْتُ فَكَذِّبُونِي ! وَأَسْأَلُكُمْ بِحَقِّ اللَهِ عَلَيْكُمْ وَحَقِّ رَسُولِ اللَهِ صَلَّي اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَقَرَابَتِي مِنْ نَبِيِّكُمْ لَمَّا سَيَّرْتُمْ مَقَامِي هَذَا وَوَصَفْتُمْ مَقَالَتِي ، وَدَعَوْتُمْ أَجْمَعِينَ فِي أَمْصَارِكُمْ مِنْ قَبَائِلِكُمْ مَنْ آمَنْتُمْ مِنَ النَّاسِ (وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَي بَعْدَ قَوْلِهِ : فَكَذِّبُونِي : اسْمَعُوا مَقَالَتِي وَاكْتُبُوا قَوْلِي ، ثُمَّ ارْجِعُوا إلَي أَمْصَارِكُمْ وَقَبَائِلِكُمْ فَمَنْ آمَنْتُمْ مِنَ النَّاسِ) وَوَثِقْتُمْ بِهِ فَادْعُوهُمْ إلَي مَا تَعْلَمُونَ مِنْ حَقِّنَا ؛ فَإِنِّي أَتَخَوَّفُ أَنْ يَدْرُسَ هَذَا الاْمْرُ وَيَذْهَبَ الْحَقُّ وَيُغْلَبَ ؛ ) وَاللَهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكَـ'فِرُونَ ) . وَمَا تَرَكَ شَيْئاً مِمَّا أَنْزَلَ اللَهُ فِيهِمْ مِنَ الْقُرآنِ إلاَّتَلاَهُ وَفَسَّرَهُ ؛ وَلاَ شَيْئاً مِمَّا قَالَهُ رَسُولُ اللَهِ صَلَّي اللَهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي أَبِيهِ وَأَخِيهِ وَأُمِّهِ وَفِي نَفْسِهِ وَأَهْلِبَيْتِهِ إلاَّ رَوَاهُ . وَكُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ أَصْحَابُهُ : اللَهُمَّ نَعَمْ! وَقَدْ سَمِعْنَا وَشَهِدْنَا ؛ وَ يَقُولُ التَّابِعِيُّ : اللَهُمَّ قَدْحَدَّثَنِي بِهِ مَنْ أُصَدِّقُهُ وَأَئْتَمِنُهُ مِنَ الصَّحَابَةِ . |
الساعة الآن »04:04 PM. |