![]() |
نثرية قلب النبي ( ذكرى استشهاد الرسول الأعظم )
قلب النبي (ص) أين الرسم من علم المدينة ، أين الرسم من نور المدينة ، أين الرسم من أرض المدينة ، ويلي عليك يا حزينة ، أ تعود بهجتك القديمة ، قد غاب عنك أبو الهداية يا يتيمة ، يا طيبة الأطياب ، ناد على الأحباب ، لم يبق إلا الرجع يعتنق الخراب . أين الرسم من الضلع المكسور خلف الباب ، يبكي على الشرع المهجور من بعض الصحاب ، وأي جبر يعيد العافية والسكينة ، لطهرك المضمخ بالضغينة ... أين الرسم من باب المدينة ، أين الرسم من عِلم يُفتِّح ألف بابٍ ألف باب ، أين الرسم من حامي الشريعة ، من بعده ما عاد للإسلام أسوار منيعة ، قد غاب يا محراب ، قد غاب في المحراب ، قد غابَ قد غاب ، فتى الهيجاء ، باب العلم ، داحي الباب ... أين الرسم من كبد الحسن ، قد جرّعته السمَّ ألوانُ الفتن ، من قبل أن تكويه ألهبة المحن . أين الرسم من فعل الطليق ، من فعل اللقيط ، من فعل الدعيّ ابن الدعيّ ، من فعل الشقيّ ابن الشقيّ ، من فعل فاجر ، من فسق المجاهر ، من هادم البيت العتيق ، من قاذفٍ بالمنجنيق ، من هاتكٍ سترَ المدينة ، من صاحب الكفِّ اللعينة ، من ناكثٍ ثغرَ المطّهر بالقضيب ، من حامل الرأس التريب ، أين الرسم من جسد السليب ، أين الرسم من ذاك الحبيب ، ويلٌ لها تلك القلوب ، ملأت مجامعها الذنوب ، تركت حبيب محمد في الطف يفترش التراب . أين الرسم من تلك القباب ، قد أنشبوا فيها المخالب ، وأتوا إليكِ بألف ناب ، يا للذئاب ، وصلت إل الأعتاب ، لم يكفها تلك السنون المشرئبة بالعذاب ، فأتت إلى حرم الأطائب ، كي تشتفي بأسى الخرائب .. أين الرسم من أبي سفيان ، من حرب وصخر من أمية ، أين الرسم من هند وميسون ومرجانة ، ومن سمية .. قُمْ يا أبا سفيان هذا عصرك الأموي ثارْ أبناؤك الطلقاء قاموا فالزمان دم ونارْ وهدى العقيدة هدموا ، فدروبهم زورٌ وزارْ قُمْ يا ابن هند إن كأسك في مرابعهم تُدارْ قم واعتصرْ واسكرْ فمرحب من نداماك الكبارْ واروِ الزمانَ قصيدة ، فزمانكم حقدٌ وعارْ وزمانكم ما كان يروي غلّه إلا الدمارْ أين الرسم من أجر الرسالة ، إن المودة تشتكي جور الضلالة ، وغوى الجهالة ، بل كل أشكال النذالة .. أو هل بقى من شرعة المختار غير الرسم والأطلال ، درست حوافرهم قبور الآل ، بل درسوا الرسالة يا رسول ، آذوا حبيبتك البتول ، بل أسرجوا لقتال آل البيت آلاف الخيول ، ماذا نقول ؟ هاك الجواب : لم يبق إلا الرسم ، حتى الرسم شوّهه المسيء ، بالفكر الدنيء ، قد شوهته يد الظلام ، من ذا يلام ، أوَ عابدُ الأصنام ، أم عابدُ الأزلام ، أم عابد الأوهام ، أم عابد الظُلاّم ، أم عابد الغيّ الذي سنته أحقاد اللئام .. هو جدكم أحفاد آكلة الكبود ، هو جدكم هاكم يعود ، هاكم تحامى بالأبالس واليهود ، هاكم تزيّى ألف زي ، والقلب واحد ، والقلب أسود ، والقلب حاقد ، والقلب جاحد .. ما كان يمحو الوحي حمّال الحطب ، ما كان يمحو النور أبو لهب ، ما كان يروي حقده المسعور مبتور النسب ، إلا انحسار الضوء عن تلك القبب ، الله من حقد ينال من الذهب .. حتى متى تبقى كسير القلب محزون الفؤاد ، حتى متى تشكو من الأوغاد ، حتى متى تبكي على الأجداد ، ظهر الفساد ، في كل واد ، يا حيّ حي على الجهاد . هو جدك الهادي ، ينادي ، قد طال صبري يا فؤادي ، يا صاحب السرداب ، طال الغياب ، قم وامتشق سيف العدالة ، وانصب موازين الرسالة ، وأعد إلى تبر الهدى ألق الجلالة . يا قلب ، يا أيها القلب الذي عرف الإله ، من كفه انبثقت مياه ، يا أيها النور المظلل بالغمام ، يا خيمة الإسلام ، خسئت يد الرسام ، شُلّت يد الهدام .. ويلي على القلب الحزين ، من ذلك القبر السجين ، من يثرب هاكم ينادي : صبراً على البلواء يا أولادي : أنا مثلكم قلبي يئن من الجوى من فعلة الأ شرار والأوغادِ الله يا قلب النبي المصطفى كم تشتكي من مفسد وفساد صبراً حبيب الله مهما أوغلوا في حقدهم ، وتكالبوا بعناد سيظل نور محمد متحدياً حجب الظلام ، ومن طغى ويعادي أفلت عروش الظالمين على المدى وهدى النبيّ مدى الخليقة بادِ إن الصلاة على النبي وآله يعلو بها صوت الأذان الشادي الله ما أحلى الصلاة عليكم تسمو بكل فضاً وكل مهاد وسيبقى الرسم شامخاً لا تناله ريشة بدَّاع متهكم ، وسيبقى الجسم لا تهينه صولة كفَّار مجرم ، فرسم محمد في قلب كل مسلم ، وجسم العسكريين لم يكن تحت التراب ، بل في السماء ، حيٌّ شهيد ، حيٌّ وشاهد .. قاموا إلى الهادي وهدوا قبةً وكأنما الإيمان تبرٌ أو بناء لكنما الإيمان قلب قد جرى فيه هيام أئمة مجرى الدماء فليفجروا ، ويفجروا كلَّ القلوب إنَّ القلوب بحبهم تهوى الفناء ذكرى استشهاد الرسول الأعظم (ص) خادم رسول الله وعترته صلوات الله عليهم : صفوان بيضون |
الساعة الآن »09:55 PM. |