منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=128)
-   -   متى بدأ البحث في الامامة؟ (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=15514)

موالية صاحب البيعة 24-Feb-2010 12:45 PM

متى بدأ البحث في الامامة؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

سلسلة دروس في العقائد الاسلامية، آية الله مكارم الشيرازي

متى بدأ البحث في الامامة؟

بعد أنَّ توفي نبي الاسلام صلى الله عليه وآله وسلم انقسم المسلمون الى فريقين:

فريق قال: إنَّ النّبي صلى الله عليه وآله لم يعين خليفة بعده، وأنَّه أوكل ذلك الى الاُمة كي تختار بنفسها قائداً لها. هذا الفريق هم "أهل السّنة".

الفريق الآخر قال: إنَّ خليفة الرسول صلى الله عليه وآله يجب أنْ يكون معصوماً مثله من الخطأ والاثم، عالماً، قادراً على قيادة الاُمة قيادة معنوية ومادية، والحفاظ على مبادىء الاسلام الأصيلة وادامتها.

يقول هؤلاء إنَّ مثل هذا الخليفة يجب أن يعيّنه الله عن طريق رسوله، وأنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله قد فعل ذلك، وعين علياً عليه السلام خليفة له. وهؤلاء هم "الامامية" أو "الشّيعة".

إنَّ هدفنا من هذه البحوث المكثفة هو أنْ نتابع هذه القضية على هدى الادلة العقلية والتاريخية والآيات القرآنية والسنة النبوية.

ولكن قبل الدخول في الموضوع لابدّ من الاشارة الى بضع نقاط:

1- هل البحث في هذا الموضوع يثير الخلاف؟

بعض الناس ما أنْ يطرق سمعهم الكلام على الامامة حتى ينبرون فوراً قائلين إنَّ الظرف اليوم لا يسمح بذلك. فاليوم هو يوم وحدة المسلمين، بينما الكلام عن خليفة الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله سيكون مدعاة للتفرقة و تشتت الكلمة، أو أنَّ لنا اليوم أعداء مشتركين يجب أنْ نوجه اهتمامنا اليهم: الصهيونية والاستعمار الغربي والشرقي. وعليه يجب أنْ نتجنب المسائل المختلف فيها.

غير أنَّ هذا الطّراز من التفكير خطأ محض، للاسباب التالية: أولاً: إنَّ ما يسبب الخلاف والتشتت يدخل ضمن البحوث المتعصبة غير المنطقية المثيرة للاحقاد.

أمّا البحث المنطقي الاستدلالي البعيد عن التعصب واللجاجة والخصام، والذي يجري في جو من الود الحميم، فإنَّه فضلاً عن كونه لا يسبب التفرقة فإنَّه يقلل مسافة الانفصال ويقوي نقاط الالتقاء المشتركة.

إنِّني في سفراتي المتكررة لزيارة بيت الله الحرام بمكة، ومن مباحثاتي مع علماء أهل السنة، كنت أحس، كما كانوا هم أيضاً يحسون، بأنَّ هذه المباحثات فضلاً عن كونها ليس لها أي أثر سيء على علائقنا، فانَّها أبعث على التفاهم وحسن الظن، والتقارب وازالة ما قد يكون في بعض الصدور من ضغينة.

المهم أنَّ هذه البحوث تنير الكثير من نقاط الالتقاء فيما بيننا، ممّا يمكن لنا أنْ نستند اليها في مواجهة أعداءنا المشتركين.

ينقسم أهل السّنة أنفسهم الى أربعة طوائف:الحنفية والحنابلة، والشافعية، والمالكية، ومع ذلك فان هذا الانقسام لم يتسبب في تفرقتهم، وإذا ما اعتبروا فقه الشّيعة، على الاقل مذهباً فقهياً خامساً، فإنَّ الكثير من العقد والتشتت تزول من الوجود، كما حدث فعلاً بعد أنْ خطا مفتي أهل السنة الكبير شيخ الازهر الشيخ شلتوت، تلك الخطوة المهمّة باعلانه المذهب الشيعي مذهباً اسلامياً رسمياً،فكان بذلك عوناً كبيراً ومؤثراً في عملية التفاهم الاسلامي، وانعقدت بينه وبين المرحوم آية الله البروجردي، مرجع عالم التشيع الكبير، أواصر الصداقة.

ثانياً: إنَّنا نعتقد أنَّ الاسلام قد تبلور في المذهب الشيعي أكثر من أي مذهب آخر. وفي الوقت الذي يحترم مذهب الشيعة المذاهب الاسلامية، فإنَّنا نعتقد أنَّ المذهب الشيعي أقدر على تعريف الاسلام الصادق بجميع أبعاده، وعلى حلّ القضايا المتعلقة بالحكومة الاسلامية.

فلماذا لا نعلّم أبناءنا هذا المذهب والمنطق؟ بل إنَّنا إنْ لم نفعل نرتكب خيانة في حقّهم!
إنَّنا على يقين تام بأنَّ النّبي صلى الله عليه وآله قد عيّن خليفته من بعده، فما الذي يحول دون تتبع هذا الموضوع على هدى الاستدلال والمنطق؟ ونحن ملزمون في امثال هذه البحوث أنْ نحذر كى لا
نجرح مشاعر الآخرين المذهبية.

ثالثاً: إنَّ أعداء الاسلام، لكي يوقعوا بين المسلمين ويفكوا وحدتهم لم يألوا جهداً في اتهام الشيعة عند أهل السنة بشتى التهم والافتراءات، كما أنَّهم لم يألوا جهداً في إتهام أهل السنة عند الشيعة كذلك، بحيث إنَّهم استطاعوا في بعض البلدان أنْ يحققوا القطيعة بينهم.

إنَّنا عندما نعرض موضوع "الامامة" بالاسلوب الذي سبق ذكره، نوضح النقاط التي يستند عليها الشيعة لتوثيق رأيهم، مع أدلة من الكتاب والسنة، يتبين تماماً أنَّ كل تلك الدعاوي كانت كاذبة، وأنَّ أعداءنا المشتركين هم الذين بثوا تلك السموم.

كمثال على ذلك، لا أنسى أنَّني في إحدى زياراتي للحجاز التقيت أحد كبار رجال الدين السعوديين وجرت بيننا بحوث، فكان يقول أنَّه سمع أنَّ للشيعة قرآناً يختلف عن قرآنهم.

فاستولى علي العجب، ولكني قلت له: أخي، إنَّ التحقق من هذا الامر سهل للغاية. إنَّني أدعوك شخصياً أو من يمثلك أنْ تأتي معي، بعد انتهاء العمرة، الى ايران دون اخبار أحد. هناك ستجد في كل شارع وزقاق مسجداً، وفي كل، مسجد ستجد عدداً من المصحف الشريف، كما أنَّ القرآن موجود في بيوت جميع المسلمين. وسوف نزور أي مسجد شئت، أو نطرق باب أي منزل أردت ونطلب منهم أنْ نرى القرآن الذي يتلونه، وعندئذ يتبين إنْ كان هناك أي اختلاف، حتى في كلمة واحدة أو في حرف واحد بين ما عندنا وعندكم من كتاب الله، بل إنَّ الكثير من نسخ المصاحف الشريفة المتداولة عندنا هي من طبع الحجاز أو مصر أو سائر البلاد الاسلامية. لا شك إنَّ هذا الكلام الاخوي الصادق المنطقي تماما قد ازال من ذهن أحد الرجالات المعروفين تلك السموم العجيبة. وعليه، فإنَّ الحديث فيما يتعلق بالامامة بالاسلوب الذي ذكرناه يقوي وحدة المسلمين ويساعد على القاء الضوء على الامور ويضيق من شقة التباعد.

2- ما هي الامامة؟

"الامام" كما هو واضح من الكلمة، هو الذي يقتدى به في الاسلام ويتقدم المسلمين ويقودهم.

وفي عقائد الشيعة يطلق "الامام المعصوم" على من يكون خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله في كل شيء، سوى أنَّ النّبي صلى الله عليه وآله وسلم هو مؤسس الاسلام، والامام حافظه وحاميه، والنبي يتلقى الوحي، والامام لا يأتيه الوحي، بل يأخذ تعليماته من رسول الله صلى الله عليه وآله ويمتاز بعلم غزير خارق للعادة.

الامام المعصوم، عند الشيعة، لا يعني رأس الحكومة الاسلامية فحسب، بل هو القائد "المعنوي" و "المادي" و "الظاهري" و "الباطني" وقائد كل جوانب المجتمع الاسلامي أيضاً. وعليه تقع مسؤولية حماية العقائد والاحكام الاسلامية بدون أي خطأ أو انحراف، وهو عبد اختاره الله من بين عبيده.

إلاّ أنَّ أهل السنة لا يفسرون الامامة هكذا، وإنَّما يعتبرونه رئيس حكومة المجتمع الاسلامي. وبعبارة اُخرى أنَّهم يعتبرون الحكام في كل عصر وزمان خلفاء رسول الله وائمة المسلمين!

أما الشعب فيعتقدون بوجوب أنْ يكون في كل عصر وزمان ممثل إلهي نبيّ أو امام معصوم على هذه الارض، لكي يحرس هذا الدين الحق، ويهدي السائرين الى الله. وإذا ما غاب عن الانظار لسبب من الاسباب، عهد الى آخرين بتمثيله في تبليغ الاحكام وتشكيل الحكومة
شبكة المعارف الإسلامية
يتبع >>> فلسفة وجود الإمام


موالية صاحب البيعة 24-Feb-2010 01:49 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
أللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

فلسفة وجود الإمام
إنَّ البحوث التي أثبتنا بها ضرورة بعث النّبيين تبين كذلك الى حد كبير ضرورة وجود الامام بعد النبي، لأنَّ الموضوعين يشتركان في جانب مهم من المناهج، إلاّ أنَّ موضوع الامامة يتطلب مزيداً من البحث:

1- التكامل المعنوى الى جانب وجود القادة الالهيين:

قبل كل شيء نتوجه الى الهدف من خلق الانسان، فهو أساس عالم الخليقة: إنَّ الانسان يطوي طريقاً كثير المنعطفات والعثرات في سيره نحو الله، نحو الكمال المطلق، نحو التكامل المعنوي بجميع أبعاده. من البديهي أنَّه لا يستطيع أنْ يقطع هذا الطريق بنجاح بغير هداية قائد معصوم، ولا أنْ يطويه بغير معلم سماوي، لأنَّه طريق محفوف بالظلمات وبمخاطر الضلال.

صحيح أنَّ الله قد وهب الانسان العقل والحكمة، ومنحه وجداناً قوياً مثمراً، وأرسل إليه كتباً سماوية، ولكن هذا الانسان، مع كل هذه الوسائل التّكوينية والتّشريعية، قد يخطىء في تمييز خط سيره، لذلك فإنَّ وجود دليل معصوم يأخذ بيده يقلل كثيراً من احتمالات الانحراف والضياع. فبناء على ذلك: "إنَّ وجود الامام يكمل الهدف من خلق الانسان".

وهذا هو ما يطلق عليه في كتب العقائد اسم "قاعدة اللطف"، ويقصدون بها أنَّ الله الحكيم يمدّ الانسان بجميع الامور اللازمة لكي يصل الى هدف الخلق، ومن ذلك بعث الانبياء وتعيين الائمّة المعصومين، وإلاّ فإنَّ ذلك يؤدي الى نقض الغرض فتأمل!

2- حماية الشرائع السماوية: إنَّ الاديان الالهية عند أوّل نزولها على قلوب الانبياء تكون أشبه بقطرات المطر النقية الشفافة الزلال التي تمنح الحياة وتربي الرّوح. ولكنها عندما تدخل المحيط الملوث والادمغة الضعيفة غير النظيفة تتلوث بالتدريج، وتضاف اليها الخرافات والاوهام، بحيث إنَّها تفقد شفافيتها ولطافتها الاولى، وعندئذ لا يبقى لها شيء من جاذبيتها وتفقد الكثير من تأثيرها التربوي، فلا هي تروي عطش العطاشى، ولا هي تنبت برعماً لفضيلة.

ههنا تتضح ضرورة وجود القائد المعصوم بصفته أنَّه هو الذي يحمي أصالة الدين، وخلوص المناهج الدينية، ويحول دون كل اعوجاج وانحراف وفكر وافد ونظرة سقيمة غريبة، وكل الخرافات والاساطير، اذ لو بقي الدين بدون وجود مثل هذا القائد والحامي لفقد في فترة قصيرة أصالته ونقاءه.

ولهذا نجد الامام علياً عليه السلام يقول في احدى خطبه: "اللّهم بلى، لا تخلو الارض من قائم لله بحجّة، إمّا ظاهراً مشهوراً، وإمّا خائفاً مغموراً لئلا تبطل حجج الله وبيِّناته"1.

في الواقع إنَّ قلب الامام، من هذه الناحية، أشبه بالخزانة المتينة التي تحفظ فيها الوثائق والمستندات المهمة، لكي تبقى مصونة من أيدي اللصوص والعابثين والحوادث. وهذا وجه آخر من وجوه الحكمة من وجود الامام.

3- قيادة الاُمَّة سياسياً واجتماعياً: لا شك أنَّ الجماعة من الناس إذا لم يكن لها نظام اجتماعي يتزعّمه قائد قادر، لا تكون قادرة على إدامة حياتها. ولهذا نجد الاقوام منذ أقدم العصور حتى الآن قد اختاروا لانفسهم زعيماً وقائداً. وهذا القائد قد يكون صالحاً، ولكنه كثيراً ما لا يكون.

ولطالما استطاع كثير من طالبي الجاه والسلطة استغلال حاجة الناس الى المرشد والقائد لفرض أنفسهم بالقوّة والتزوير على الناس، فاستحوذوا على أزمة الاُمور. هذا من جهة، ومن جهة اُخرى، ولكي يتمكن الانسان من الوصول الى هدفه المعنوي، يجب عليه أنْ لا ينفرد في مسيرته، بل عليه أنْ ينضم الى المجتمع في مسيرة عظمى، لأنَّ طاقات الفرد الفكرية والجسمية والمادية والمعنوية ليست شيئاً يذكر بازاء طاقات المجتمع الجبارة.

ولكن المجتمع المطلوب هو الذي يسوده نظام سليم، تتضح فيه مواهب الانسان، ويقف بوجه الانحرافات، ويحافظ فيه على حقوق جميع الافراد، ويضع الخطط والمناهج للوصول الى اهدافه الكبرى، ويعبىء الدافع المحرك في المجتمع ضمن اطار من الحرية يشمل المجتمع كله.

ولما كان الانسان العادي المعرض للخطأ غير قادر على حمل مثل هذه الرسالة العظيمة، بدليل ما نراه بأُم أعيننا من انحراف قادة العالم السياسيين عن جادة الصواب، كان لابدّ أنْ يختار الله قائداً معصوما ًيضطلع بمهمة الاشراف على تحقيق هذه الرسالة، بالاعتماد على طاقات البشر الكامنة وأفكار العلماء في الوقت الذي يقف بوجه الانحرافات بحزم.

وهذا وجه آخر من أوجه الغرض من وجود الامام المعصوم، وفرع آخر من فروع "قاعدة اللطف". ونكرر هنا قولنا إنَّه عند غياب الامام المعصوم بعلة من العلل وفي ظرف استثنائي، فان ما ينبغي أنْ يفعله الناس واضح أيضاً، ولسوف نتناول هذا إنْ شاء الله في البحوث الخاصّة بالحكومة الاسلامية بالشرح والتفصيل.

4- ضرورة اتمام الحجة: إنَّ وجود الامام لا يقتصر على إنارة القلوب المستعدة للهداية والسير في طريق التكامل، بل يعتبر إتماماً للحجة على الذين ينحرفون متعمدين عن الطريق السوي، وذلك كى لا يكون عقابهم يوم القيامة دون سبب ولكي لا يعترض معترض منهم أنَّهم لو أخذ بأيديهم مرشد الهي ليقودهم الى طريق الرشاد، لما ساروا في طريق الانحراف.

أي إنَّ وجود الامام يقطع الطريق على كل عذر وحجَّة بوساطة بيان الادلة الكافية، والتوعية اللازمة لغير الواعين، وتطمين الواعين وتقوية إرادتهم.

5- الامام واسطة الفيض الالهي: كثير من العلماء، استناداً الى الاحاديث الاسلامية، يشبهون وجود النبي والامام في المجتمع الانساني، أو في كل عالم الوجود، بالقلب بالنسبة لجسم الانسان. فالقلب يرسل الدّم الى جميع العروق، ويغذي جميع الخلايا في الجسم. ولما كان الامام المعصوم، باعتباره انساناً كاملاً وطليعة قافلة الانسانية، وسبب نزول الفيوضات الالهية التي ينهل منها كل فرد على قدر ارتباطه بالنّبي أو الامام، فلابدّ أن نقول إنَّه مثلما كان القلب ضرورياً لحياة الانسان، كذلك وجود واسطة نزول الفيض الالهي ضرورياً في جسد عالم البشرية، فتأمل!

وينبغي ألاّ يغرب عن البال أنَّ النّبي والامام لا يملكان شيئاً من نفسيهما ليمنحاه للآخرين، فكل ما عندهما هو من عند الله، ولكن مثلما كان القلب واسطة ايصال الفيض الالهي لسائر انحاء الجسم، كان النّبي أو الامام واسطة ايصال الفيوضات الالهية لسائر أبناء البشر.
يتبع >>> الإمامة في السنة
1 نهج البلاغة



الساعة الآن »12:13 PM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc