![]() |
كيف يغذى أطفال المؤمنين في الجنة؟
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين. روى الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: «إن الله تبارك وتعالى كفّل إبراهيم عليه السلام وسارة أطفال المؤمنين يغذونهم من شجرة في الجنة لها أخلاف كأخلاف البقر، في قصور من در فإذا كان يوم القيامة ألبسوا وطيبوا وأهدوا إلى آبائهم، فهم مع آبائهم ملوك في الجنة» (1) وروي أيضاً في خبر المعراج: «..فلما انتهى إلى باب السماء استفتح جبرئيل عليه السلام.. فقالوا: من هذا؟ قال: محمد. قالوا: نعم المجيء.. جاء فدخل فما مر على ملأ من الملائكة إلا سلموا عليه ودعوا له، وشيعه مقربوها، فمرّ على شيخ قاعد تحت شجرة وحوله أطفال، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من هذا الشيخ يا جبرئيل؟ قال: هذا أبوك إبراهيم. قال: فما هؤلاء الأطفال حوله؟ قال: هؤلاء أطفال المؤمنين حوله يغذوهم »(2). وروي أيضاً: «.. وانتهى إلى السماء السابعة، ولقي الأنبياء عليهم السلام قال: أين أبي إبراهيم عليه السلام؟ قالوا له: هو مع أطفال شيعة علي.. فدخل الجنة فإذا هو تحت شجرة لها ضروع كضروع البقر، فإذا انفلت الضرع من فم الصبي قام إبراهيم فردّ عليه; قال: فسلم عليه، فسأله عن علي عليه السلام. فقال: خلفته في أمتي. قال: نعم الخليفة خلفت، أما إن الله فرض على الملائكة طاعته، وهؤلاء أطفال شيعته، سألت الله أن يجعلني القائم عليهم ففعل، وإن الصبي ليجرع الجرعة فيجد طعم ثمار الجنة وأنهارها في تلك الجرعة»(3). قال العجلوني:«أطفال المؤمنين في جبل في الجنة يكفلهم إبراهيم وسارة حتى يردهم إلى آبائهم يوم القيامة»رواه أحمد، والحاكم، والبيهقي في البعث عن أبي هريرة، كذا ذكره النجم.. لكن رواه السيوطي في بشرى الكئيب عمن ذكر مع زيادة ابن أبي الدنيا، وابن أبي داود عن أبي هريرة أيضاً. بلفظ قال: قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم:«أولاد المؤمنين في جبل في الجنة يكفلهم إبراهيم وسارة حتى يردوهم لآبائهم يوم القيامة» (4). وكذا روي في هذا المعنى أيضاً:أنّ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام تتكفل الأيتام من أطفال المؤمنين لتغذيهم، فروى الصدوق في التوحيد ص 394: عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: «إذا مات طفل من أطفال المؤمنين نادى منادٍ في ملكوت السماوات والأرض: ألا إن فلان بن فلان قد مات.. فإن كان قد مات والداه أو أحدهما أو بعض أهل بيته من المؤمنين دفع إليه يغذوه.. وإلا دفع إلى فاطمة صلوات الله عليها تغذوه حتى يقدم أبواه أو أحدهما أو بعض أهل بيته من المؤمنين فتدفعه إليه». (5) ـــــــــــــــــ (1) راجع: التوحيد للصدوق ص 393 ـ 394 وعوالي اللئالي لابن أبي جمهور الأحسائي ج 3 ص 287 وبحار الأنوار ج 5 ص 294 وج 58 ص 52 عن من لا يحضره الفقيه، ونور البراهين للسيد نعمة الله الجزائري ج 2 ص 384 وشجرة طوبى للشيخ محمد مهدي الحائري ج 1 ص 32 ومستدرك سفينة البحار للشيخ علي النمازي الشاهرودي ج 6 ص 549 عن بصائر الدرجات، وتفسير الصافي للفيض الكاشاني ج 5 ص 79 وج 7 ص 11 وتفسير نور الثقلين للشيخ الحويزي ج 5 ص 140 وتفسير الميزان ج 19 ص 16 ومجمع البحرين للشيخ الطريحي ج 2 ص 88. (2) راجع: الأمالي للشيخ الصدوق ص 536 وبحار الأنوار ج 6 ص 229 وج 12 ص 78 وج 18 ص 335 وشجرة طوبى للشيخ محمد مهدي الحائري ج 1 ص 194. (3) راجع:المحتضر للحسن بن سليمان الحلي ص 246 وبحار الأنوار ج 5 ص 294 عنه، وج 18 ص 303 عن كتاب المعراج، وغاية المرام للسيد هاشم البحراني ج 1 ص 237. (4) راجع: كشف الخفاء للعجلوني ج 1 ص 134وكنز العمال للمتقي الهندي ج 14 ص 472 وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج 69 ص 189. (5) راجع: من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق ج 3 ص 490 وبحار الأنوار للعلامة المجلسي ج 5 ص 293 عنه، ونور البراهين للسيد نعمة الله الجزائري ج 2 ص 387 ومنتقى الجمان للشيخ حسن صاحب المعالم ج 1 ص 315 وتفسير نور الثقلين للشيخ الحويزي ج 5 ص 141. |
لسيد طاهر العاملي شكرا لكم على هذا الموضوع الذي كان جوابا على اسئلتي التي طالما دارت في ذهني دون مجيب شكرا لكم وننتظر المزيد
|
الساعة الآن »12:17 PM. |