منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=128)
-   -   الطرق العلمية لمعرفة الله تعالى‎. (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=16814)

bassem 14-Apr-2010 05:21 PM

الطرق العلمية لمعرفة الله تعالى‎.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



توجد ثلاث طرق لمعرفة الله تعالى والمعرفة الإنسانية عموماً:

1- طريق الكشف الذاتي: فإن خاصة أولياء الله تعالى يعرفونه به: سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَئٍْ شَهِيدٌ . (فصلت:53) .
http://2.bp.blogspot.com/_gk3szlj20I...0/Whe44453.jpg

وفي دعاء أمير المؤمنين عليه السلام : (يامن دلَّ على ذاته بذاته)(البحار:84/339). وفي دعاء الإمام الحسين عليه السلام : (متى غبتَ حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك ، ومتى بَعُدْتَ حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك؟! عَمِيَتْ عينٌ لا تراك عليها رقيباً). (البحار:64/142).

http://img240.imageshack.us/img240/4...teuropejh1.jpg
وفي دعاء الإمام زين العابدين عليه السلام : (بك عرفتُك وأنت دللتني عليك ودعوتني اليك ، ولولا أنت لم أدر ما أنت ).(البحار:95/82 ).

2- دليل العِلِّيَّة: فكل إنسان إذا نظر إلى نفسه وما حوله ، يدرك أن عدم وجود هذا الشئ أي شئ ليس محالاً ، بل وجوده وعدمه ممكن ، فذات الشئ لا تتضمن ضرورة وجوده أو ضرورة عدمه ، وهو يحتاج إلى سبب من يوجده ، وبما أن كل جزء من أجزاء العالم يحتاج إلى من يعطيه وجوده، فمن الذي أعطاه الوجود ؟!

إن قيل إنه خلق نفسه ، فيقال: إنه لا يتضمن وجود نفسه، فكيف يمكن أن يكون سبباً وفاقد الشئ لا يعطيه .

وإن قيل أعطاه الوجود موجودٌ آخر مثله، يقال: هذا الآخر المماثل عاجزٌ عن إعطاء الوجود لنفسه أيضاً فكيف يعطي الوجود لغيره؟!

وهذا الحكم يجري على كل جزء في العالم ، فعندما نرى فضاء مضيئاً لا نور له من ذاته ، نحكم بوجود مصدر لهذا النور يكون نوره بذاته لا بغيره ، وإلا لكان أصلُ وجود فضاء منير مستحيلاً ! لأن المظلم بنفسه محال أن يضئ نفسه ، فضلاً عن أن يضئ غيره !

من هنا كان نفس وجود هذه الموجودات دليلاً على وجود مصدر لا يحتاج إلى غيره ، وهو الدليل العلمي الذي قال عنه تعالى: أم خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَئٍ أم هُمُ الْخَالِقُونَ. (الطور:35).

وقد سأل رجل الإمام الرضا عليه السلام : (يا ابن رسول الله ما الدليل على حدوث العالم؟ فقال: أنت لم تكن ثم كنت ، وقد علمت أنك لم تُكوِّنْ نفسك ولا كوَّنك من هو مثلك). (البحار:3/36).

3- دليل النظم الكوني: فكل ما في الكون مخلوق على قواعد وأصول بعلم وحكمة ، من أصغر ذراته الى أكبر مجراته !

ونأخذ مثالاً من النبات: فلو وجدت ورقة ملقاة في برية ، مكتوباً عليها حروف الأبجدية مرتبةً من الألف إلى الياء ، فإن ضميرك يشهد بأن كتابة هذه الحروف ناتجٌ عن فهم وإدراك. وإذا رأيت جملةً مؤلفةً من تلك الحروف والكلمات فستؤمن بعلم الكاتب ، وتستدل بنظم الكلمات ودقتها على علمه وحكمته.

فهل أن تكوين نبتة في البرية من عناصرها الأولية ، أقل من سطر في كتاب؟! فلماذا نستدل بالسطر على علم كاتبه ، ولا نستدل بالنبتة على خالقها عز وجل؟!
http://nadoo84.jeeran.com/kaktuskec.jpg
فأي علم وحكمة أعطى الماء والتراب سراً يبعث الحبة من يبسها وموتها نباتاً حياً سوياً؟ وأعطى لجذرها قدرة تشق بها الأرض وتحصل على قوتها وغذائها في ظلمة التراب ، وهيأ في مائدة التراب الغنية أقوات النباتات والأشجار، كل يجد فيها غذاءه؟!

وأي قدرة وحكمة خلقت الجذور واعيةً لعملها، ضاربةً في أعماق التربة. والجذوع والفروع باسقةً الى أعلى الفضاء ! يكافح كل منهما قانوناً يضاده ويمضي في مساره،هذه في الأعماق وهذه في الآفاق؟!

إن التأمل في شجرة واحدة وأنظمتها ، من عروقها الى آلاف أوراقها، يبعث في الإنسان الدهشة والذهول أمام علم الخالق وقدرته اللامتناهية: (أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرض وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَاكَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ). (النمل:60). (راجع مقدمة منهاج الصالحين للوحيد الخراساني)

معرفة الله - الشيخ علي الكوراني


الساعة الآن »08:09 AM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc