![]() |
الشكر والشاكرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الشكر.. والشاكرين في الشُّكر ينطلق القلب إلى ربّه.. ويواصل الانطلاق ما دام حيّاً. إنّه ـ يا اصدقاءنا ـ لا تصدّه العوائق. لا تصدّه نقمة، ولا يركن إلى نعمة.. فيتوقّف عن الانطلاق. والقلب الشاكر.. قلبٌ مسافر إلى الله، قد رَكِب مركب الشوق، وانطلق إلى محبوبه في سرعةٍ لا تنالُها العقول. وهو في أثناء رحلته سيَلقى نوعين من العوائق: النعمة.. والنقمة. إذا ركن إلى النعمة.. نَسِي المنعم. هنالك يتوقف عن السير إلى المنعِم. وإذا ضَعُف أمام النقمة.. عاقَته عن الأنطلاق، فيتوقّف أيضاً عن المسير. وحقيقةُ الأمر ـ يا أصدقاءنا ـ أنّ القلب في انطلاقه إلى ربِّه.. تتجلّى عليه أمواج الجمال والجلال. فإذا تجلّى اللهُ عليه بأمواج الجمال.. سمّاها الإنسانُ: نعمة. وإذا تجلّى سبحانه عليه بأمواج الجلال.. سمّاها الإنسانُ: نقمة! والقلب الشاكر يواصل المسير إلى ربّه، غير ملتفت إلى النعمة، ولا إلى النقمة. إذا هبّت عليه أمواج الجمال لم يركن إليها، وعلم أنّها شيء من الله. وإذا عصفت به أمواجُ الجلال لم يقف دونها، بل اقتحمها منطلقاً إلى الله: فلا اقتَحَم العَقَبة ! أي: اقتَحِموا كلَّ العقبات. * * * إنّ القلب الشاكر هو الذي يتحقّق بقوله تعالى: لكيلا تأسَوا على ما فاتكُم، ولا تَفرَحوا بما آتاكُم . لا يحزن لشدّة بلاء، ولا يفرح برخاءِ نعمة. هما سواءٌ عنده؛ لأنّ كلاًّ منهما مَظهرُ تجلّي صفةٍ من صفات ربِّه. وفي الدعاء النبويّ العظيم: « يا مُقَلِّبَ القلوب، ثَبِّتْ قلبي على دينك ». أي: ثَبِّتْ قلبي على دوام التوجّه إليك، وعدم التوقّف بسبب نعمة أو نقمة. وللشاكر ـ يا اصدقاءنا ـ حنين وأنين.. هما في غاية الإحساس بالسعادة والهناء الروحيّ العجيب.. لو علمه الخلق لهجموا عليه يستأثرون به لأنفسهم! لكنّ أحداً لا يستطيع أن يصل إليه؛ لأنّه سرّ قلبي مخزون مكنون، ولأنّ الشكر حقيقةٌ في قلب الشاكر يعلمها الله تعالى، وسرّ بين العبد وربّه.. نذكر فيه قوله سبحانه: أليس اللهُ بأعلمَ بالشاكرين ؟! |
الشكر قيد الموجود .. وصيد المفقود
http://www.mezan.net/forum/imotion/besm.gif اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها صلاة لا يقوى على عدها وإحصائها أحد غيرك يااااااااالله http://www.mezan.net/forum/fawasel/45.gif مقام الشكر من أسما المقامات وأرفعها ..ومنزلته أفضل منازل الأبرار.. وعُمدة زاد المسافرين إلى عالم الأنوار.. وهو موجب لدفع البلاء.. وازدياد النعماء..وهو صفة من صفات الجليل سبحانه وتعالى اذ يقول في محكم كتابه : ".. وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ..". فصفة الشكر هي صفة ربانية ..على العبد الموافق لمولاه ..السالك لطريق هدايته ..أن يتخلق ويتصف به ...وقد انتدبنا المولى للتحلي بهذه الصفة إذ قال جل شأنه : ( لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد ) سورة ابراهيم (واشكروا لي ولا تكفرون ) سورة البقرة ﴿ مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ﴾. والآيات عديدة في باب الشكر .. http://www.mezan.net/forum/fawasel/45.gif قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، عن جبرائيل : « قال الله عزَّ وجلّ : " أهل ذكري في نعمتي .. وأهل شكري في زيادتي .. وأهل طاعتي في كرامتي .. وأهل معصيتي لم أقنطهم من رحمتي .. فإن مرضوا فانا طبيبهم.. وإن تابوا فأنا حبيبهم .. وإن لم يتوبوا فبالمصائب والبلايا أطهرهم » . و قال علي بن الحسين (عليهما السّلام): « من قال : الحمد لله فقد شكركل نعمة لله عزَّ وجل » . http://www.mezan.net/forum/fawasel/45.gif قال الصادق (عليه السّلامٍ ) : « إن الله تعالى أنعم على قوم بالمواهب فلم يشكروا فصارت عليهم وبالا ، وابتلى قوماً بالمصائب فصبروافصارت عليهم نعمة » . قال موسى (عليه السّلام) : « إلهــــــي .. كيف استطاع آدم أن يؤدي شكر ما أجريت عليه من نعمتك ، خلقته بيدك .. واسجدت له ملائكتك ..واسكنته جنتك ؟؟؟ فأوحى الله تعالى إليه : إن آدم علم أن ذلك كله مني ، فذلك شكره ». عن أبي عبد الله (عليه السلام) : « إِنّ الرجل منكم ليشرب الشربة من الماء .. فيوجب الله له بها الجنة » ثم قال : « يأخذ الاناء فيضه على فيه ثم يشرب فينحيه وهو يشتهيه فيحمد الله .. ثم يعود فيشرب ثم ينحيه فيحمدالله .. ثم يعود فيشرب ثم ينحيه فيحمد الله .. فيوجب له بها الجنة » . http://www.mezan.net/forum/fawasel/45.gif وما أروع مناجاة سيد الساجدين عليه السلام في باب الشكر إذ يقول : "... إلهِـــــــي تَصاغَرَ عِنْدَ تَعاظُمِ آلائِكَ شُكْرِي، وَتَضَاءَلَ فِي جَنْبِ إكْرَامِكَ إيَّايَ ثَنآئِي وَنَشْرِي، جَلَّلَتْنِي نِعَمُكَ مِنْ أَنْوَارِ الإِيْمانِ حُلَلاً، وَضَرَبَتْ عَلَيَّ لَطآئِفُ بِرِّكَ مِنَ الْعِزِّ كِلَلاً، وَقَلَّدْتَنِي مِنْكَ قَلائِدَ لا تُحَلُّ، وَطَوَّقْتَنِي أَطْوَاقَاً لا تُفَلُّ، فَآلاؤُكَ جَمَّةٌ ضَعُفَ لِسانِي عَنْ إحْصائِها، وَنَعْمآؤُكَ كَثِيرَةٌ قَصُرَ فَهْمِي عَنْ إدْرَاكِها فَضْلاً عَنِ اسْتِقْصآئِها، فَكَيْفَ لِي بِتَحْصِيلِ الشُّكْرِ، وَشُكْرِي إيَّاكَ يَفْتَقِرُ إلى شُكْر، فَكُلَّما قُلْتُ: لَكَ الْحَمْدُ، وَجَبَ عَلَيَّ لِذلِكَ أَنْ أَقُولَ: لَكَ الْحَمْدُ..." فلك الحمد عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك وأعظم نعم الله علينا ..وأجلها ..وأكبرها ...نعمة الولاية فالحمد لله الذي أخرجنا من الظلمات الى النور بولاية أمير المؤمنين علي وأبنائه المعصومين .. اللهم لا تسلبنا صالح ما أعطيتنا بسوء ما عندنا وعافنا واعف عنا واغفر لنا بمحمد وآله الطاهرين بارك المولى فيكم أخي "رياض العراقي" في ميزان حسناتكم ..وجعلنا الله وإياكم من الشاكرين للمولى .. http://www.mezan.net/forum/fawasel/45.gif اللهم رب الزهراء بحق الزهراء وضلعها المكسور.. اشف صدر الزهراء وقلبها المغموم.. بظهور وليك الآخذ بثأرها وثأر بنيها الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آباه الطاهرين |
الساعة الآن »09:53 AM. |