![]() |
معنى الإسلام والإيمان
اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك الحجة بن الحسن صلوات الله عليه وعل آبائه الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين معنى الإسلام والإيمان عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس قال : سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام - وسأله رجل عن الإيمان - فقال : يا أمير المؤمنين ، أخبرني عن الإيمان ، لا أسأل عنه أحدا غيرك ولا بعدك . فقال علي عليه السلام : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسأله عن مثل ما سألتني عنه ، فقال له مثل مقالتك ، فأخذ يحدثه . ثم قال له : اقعد . فقال له : آمنت . ثم أقبل علي عليه السلام على الرجل فقال : أما علمت أن جبرئيل أتى رسول الله صلى الله عليه وآله في صورة آدمي فقال له : ما الإسلام ؟ فقال : ( شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصيام شهر رمضان والغسل من الجنابة ) . فقال : وما الإيمان ؟ قال : ( تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالحياة بعد الموت وبالقدر كله خيره وشره وحلوه ومره ) . فلما قام الرجل قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( هذا جبرئيل ، جاءكم ليعلمكم دينكم ) . فكان كلما قال له رسول الله صلى الله عليه وآله شيئا قال له : ( صدقت ) . قال : فمتى الساعة ؟ قال : ما المسؤول عنها بأعلم من السائل . قال : صدقت . دعائم الإيمان ثم قال علي عليه السلام - بعد ما فرغ من قول جبرئيل ( صدقت ) - : ألا إن الإيمان بني على أربع دعائم : على اليقين والصبر والعدل والجهاد . فاليقين منه على أربع شعب : على الشوق والشفق والزهد والترقب . فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات ، ومن أشفق من النار اتقى المحرمات ، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات ، ومن ارتقب الموت سارع في الخيرات . والصبر على أربع شعب : على تبصرة الفطنة وتأول الحكمة ومعرفة العبرة وسنة الأولين . فمن تبصر الفطنة تبين في الحكمة ، ومن تبين في الحكمة عرف العبرة ، ومن عرف العبرة تأول الحكمة ، ومن تأول الحكمة أبصر العبرة ، ومن أبصر العبرة فكأنما كان في الأولين . والعدل منه على أربع شعب : على غوامض الفهم وغمر العلم وزهرة الحكم وروضة الحلم . فمن فهم فسر جمل العلم ، ومن علم عرضه شرائع الحكمة ، ومن حلم لم يفرط في أمره وعاش به في الناس حميدا . والجهاد على أربع شعب : على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدق في المواطن والغضب لله وشنآن الفاسقين . فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن ومن نهى عن المنكر أرغم أنف الفاسق ، ومن صدق في المواطن قضى الذي عليه ، ومن شنأ الفاسقين وغضب لله غضب الله له . وذلك الإيمان ودعائمه وشعبه . أدنى درجات الإيمان والكفر والضلالة فقال له : يا أمير المؤمنين ، ما أدنى ما يكون به الرجل مؤمنا ، وأدنى ما يكون به كافرا ، وأدنى ما يكون به ضالا ؟ قال : قد سألت فاسمع الجواب : أدنى ما يكون به مؤمنا أن يعرفه الله نفسه فيقر له بالربوبية والوحدانية وأن يعرفه نبيه فيقر له بالنبوة وبالبلاغة . وأن يعرفه حجته في أرضه وشاهده على خلقه فيقر له بالطاعة . قال : يا أمير المؤمنين ، وإن جهل جميع الأشياء غير ما وصفت ؟ قال : نعم ، إذا أمر أطاع وإذا نهي انتهى . وأدنى ما يكون به كافرا أن يتدين بشئ فيزعم أن الله أمره به - مما نهى الله عنه - ثم ينصبه دينا فيتبرأ ويتولى ويزعم أنه يعبد الله الذي أمره به . وأدنى ما يكون به ضالا أن لا يعرف حجة الله في أرضه وشاهده على خلقه الذي أمر الله بطاعته وفرض ولايته . نص الرسول صلى الله عليه وآله على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام فقال : يا أمير المؤمنين ، سمهم لي . قال : الذين قرنهم الله بنفسه ونبيه فقال : ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) . قال : أوضحهم لي . قال : الذين قال رسول الله صلى الله عليه وآله في آخر خطبة خطبها ثم قبض من يومه : ( إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما : كتاب الله وأهل بيتي ، فإن اللطيف الخبير قد عهد إلي أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كهاتين - وأشار بإصبعيه المسبحتين - ولا أقول كهاتين - وأشار بالمسبحة والوسطى - لأن إحديهما قدام الأخرى . فتمسكوا بهما لا تضلوا ، ولا تقدموهم فتهلكوا ، ولا تخلفوا عنهم فتفرقوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ) . قال : يا أمير المؤمنين ، سمه لي . قال : الذي نصبه رسول الله صلى الله عليه وآله بغدير خم ، فأخبرهم ( أنه أولى بهم من أنفسهم ) . ثم أمرهم أن يعلم الشاهد الغائب منهم . فقلت : أنت هو ، يا أمير المؤمنين ؟ قال : أنا أولهم وأفضلهم ، ثم ابني الحسن من بعدي أولى بالمؤمنين من أنفسهم . ثم ابني الحسين من بعده أولى بالمؤمنين من أنفسهم . ثم أوصياء رسول الله صلى الله عليه وآله حتى يردوا عليه حوضه واحدا بعد واحد . فقام الرجل إلى علي عليه السلام فقبل رأسه ، ثم قال : أوضحت لي وفرجت عني وأذهبت كل شئ في قلبي . نسألكم الدعاء اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة |
جزاك الله خير الجزاء
|
الساعة الآن »12:56 AM. |