![]() |
لبنان وحزب اللّه في المعادلة الكبرى للمنطقة
في المعادلة الاستراتيجية للمنطقة الواقعة بين شرق البحر المتوسط والهند، يأتي خطر حزب الله في المرتبة الثانية بعد الترسانة النووية الباكستانية. فالصاروخ المنطلق من إيران قد لا يلحق بإسرائيل من الأذى ما يعادل التهديد الصادر من جنوب لبنان أو وسطه. وغنيّ عن القول أن التصدي له أصعب بأضعاف. لذا، لم يكن صدفة ربط كبار المحللين الأميركيين بين اغتيال رفيق الحريري وبناظير علي بوتو. الأسلحة النووية الباكستانية باتت في عهدة «الحلفاء» مع القوات المسلحة الباكستانية، كما أكد رئيس الوزراء آصف علي زرداري. ولم تعد هناك حاجة إلى «تفجير باكستان وتفكيكها» من أجل تحقيق ذلك الهدف البعيد المدى. إنه انتصار يمكن إسرائيل أن تحتفي بتحقيقه، ومن بعده تستعد لتحقيق الهدف الاستراتيجي الثاني. فالطريق إلى طهران لا بد أن تبدأ من الغجر ومزارع شبعا. أو قد لا يكون هناك مناص من خوض الحرب من الجهتين إذا استطاعت تأمين التحالف الدولي والإقليمي اللازم لمهمة أكبر من حجمها بكثير. الأوروبيون، ومعهم الحلفاء العرب، بحسب أحد الدبلوماسيين العرب في الأمم المتحدة، يرون في الانتخابات اللبنانية وما يليها من انتخابات إيرانية، مناسبتين بالغتي الخطورة من حيث علاقتهما بسير الصراع في المنطقة. وبدأوا يتحركون على أساس فوز المعارضة في لبنان، وترجيح فوز تيار المحافظين في إيران. لذا، يرى أن الإسرائيليين يعملون ليل نهار من أجل تفجير الصراع في المنطقة بما يحقق هدفهم. ومن ضمن الأساليب المتبعة «تشتيت جهود فصائل المقاومة بنشر أكبر عدد من الأهداف للتلهي بها وحرفهم عن الهدف الرئيسي»، حسب رأي الدبلوماسي الذي يرى أن ما اكتشف من جواسيس في لبنان «ما هو إلا النزر اليسير من الأهداف الموزّعة». ورأى أن هناك «رؤوساً أكبر» لا بد من أن تكتشف في المرحلة المقبلة. في هذا السياق، تأتي زيارة وزير دفاع إسرائيل إيهود باراك، ومن بعده بيوم القائم بأعمال رئيس الحكومة الإسرائيلية سيلفان شالوم إلى الأمم المتحدة لمتابعة كيفية التعامل مع شرعنة المقاومة في لبنان بالانتخابات، وأسلوب الرد الدولي عليها. زيارتان تأتيان قبيل صدور تقرير الأمين العام عن تطبيق القرار 1701 في نهاية الشهر الجاري. وإذا كان تيري رود لارسن قد سدد سهامه إلى حزب الله في قضية «خلية شهاب» والدور الإقليمي في تقريره التاسع، فإن مايكل وليامز، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيشير في تقريره الجديد إلى اختراق موظفي اليونيفيل من قبل إسرائيل لكي يبدو متوازناً مع ما سيقوله عن الدور الأوسع لحزب الله في المنطقة وخارجها كأذربيجان وربما الأرجنتين، مكمّلاً تقرير لارسن. وفي واشنطن، سيطلب باراك من إدارة أوباما طائرات من طراز «أف ـ 35» البعيدة المدى، لأنها ستكون السلاح الضروري لأي ضربة توجه إلى إيران بعد تأكد إسرائيل من أن المناورات الأخيرة التي أجرتها وصولاً إلى اليونان وأبعد منها، ستحتاج إلى إعادة تزوّد بالوقود ثلاث مرات فوق المجالات الجوية العربية الممتدة من السعودية إلى كردستان. وأضاف، «إذا سمحت دول كالسعودية والأردن والإمارات وإقليم كردستان بذلك، فستعرّض نفسها للثأر الإيراني المؤكد». لذا، يتوقع الدبلوماسي أن يراجع أوباما في السعودية قبل القاهرة، خياراته الإقليمية، ويتيقّن من حقيقة المواقف العربية من «الصراع مع إيران». أوباما يفضل لغة الحوار، لكن للإسرائيليين رؤيتهم المختلفة. وبالنسبة إلى إسرائيل يشكل امتلاك إيران للطاقة النووية تهديداً وجودياً. ووجدت في التجارب النووية الكورية الشمالية ما يحرك لدى الإدارة الأميركية أبشع الهواجس، ويستنهض حميّتها العسكرية. لكن الأميركيين لم يخرجوا من مستنقع حرب العراق بعد. صحيح أنهم نفذوا وعيد جيمس بيكر، وزير الخارجية الأميركي في عهد جورج بوش الأب، لنظيره العراقي في التسعينيات، طارق عزيز، وأعادوا العراق إلى ما قبل الثورة الصناعية، إلا أنهم لم يتمكنوا من «خصي» العراقيين. كذلك فإن رهانهم بأن تستسلم سوريا مني بالخيبة. فالنظام السوري برهن على مدى خمسة عهود من الإدارات الأميركية المتعاقبة، عن قدرة فائقة على التكيف مع الضرورات السياسية والعسكرية، بخلاف الأنظمة المجاورة، رغم ما يتعرض له من محيط معادٍ في لبنان والأردن والعراق والسعودية ومصر، فضلاً عن التهديد الإسرئيلي غير المقنّع. والنظام السوري يمسك اليوم بعدة أوراق ومشاريع تمتد من فلسطين إلى إيران، وبمرونة وقدرة على المناورة. وختم بأنها «مشاريع تقدر قيمتها بتريليونات الدولارات فيما لو أريد حلها بالطرق الانتحارية الإسرائيلية». منقول من موقع وعد |
الساعة الآن »03:23 AM. |