![]() |
انتخابات 7 حزيران الأكثر فسادا بتاريخ لبنان
المعارضة كانت ستربح لولا أصوات المغتربين وشراء الأصوات أكد رئيس مركز بيروت للأبحاث والمعلومات عبدو سعد أنه لا يمكن لأي استطلاع رأي أو مركز دراسات أن يعلم بعدد المغتربين الذين سيأتون الى لبنان ليدلوا بأصواتهم ولأية جهة سيعطون أصواتهم موضحاً لصحيفة «النهار» الكويتية أن «هذه من الأسباب الرئيسية التي ساهمت، بشكلٍ اساسي، في قلب التوقعات دون شك». وحول تقييمه لنتائج الانتخابات النيابية، قال سعد أنّ الانتخابات النيابية التي جرت في 7 حزيران الماضي كانت «الأفسد» أو «الأكثر فساداً» في تاريخ لبنان موضحاً أنّ «عمليات شراء الأصوات كانت دائماً موجودة في بلدنا، ولكن ليس بهذا الجحم أبداً، إضافة الى عدد المغتربين الكبير الذي شارك في الانتخابات». واعتبر سعد ان المال السياسي وإحضار المغتربين بمثابة «تزوير» للانتخابات النيابية، خصوصاً أن التزوير لا يتم بإبدال «صندوق اقتراع» بآخر، وما تمخض عن هذه الانتخابات النيابية هو مجلس نيابي «غير شرعي» بسبب قانون الانتخاب الذي يخالف الدستور، والذي ينتقص بدوره من الشرعية الدستورية للبرلمان. واضاف : أنا قلت هذا الكلام قبل الانتخابات النيابية، ليس لأن فريقا قد ربح وآخر قد خسر، وحتى لو كانت المعارضة قد ربحت الانتخابات النيابية لكان أيضاً أكثر فساداً لأن الفريقين (المعارضة والموالاة) قاما بعملية الفساد، وشراء الأصوات وإحضار المغتربين. البعض يدافع عن المغترب لجهة حقه في الانتخاب، وممارسة أدنى حقوقه، وأنا أقول «أهلاً وسهلاً به»، ولكن ما الفرق في أن تدفع مالاً من أجل أن يصوت لك شخص، والفرق أن تدفع مالاً عبر تذكرة الطائرة، والمصروف الخاص والإقامة؟ هذه أمور مخالفة للقانون، وأتمنى، إذا كان يوجد حرص على هذا البلد، على المجلس النيابي القادم، وفي اوّل جلسة له، أن يعتمد النسبية والدائرة الواحدة، ويصوّت على حل البرلمان، وإجراء انتخابات نيابية بأسرع وقت ممكن، أما السكوت على هذه الجريمة فهذا أمر آخر. وعن توقعه لـ «النهار» قبل الانتخابات بأن المعارضة هي من ستفوز في الانتخابات النيابية لكن النتائج جاءت معاكسة، قال: هذا الكلام مرّ عليه أشهر، وأنا حتى قبل الانتخابات النيابية بأيام قليلة، أكدت أن المنافسة ستكون شديدة جداً، والمعركة قاسية جداً مع أرجحية ضئيلة جداً للمعارضة. كانت نتائج استطلاعات الرأي متقاربة بمعزل عن المال السياسي وإحضار المغتربين، ولكن كيف يمكن لأي استطلاع الرأي أو مركز دراسات أن يعلم بعدد المغتربين الذين سيأتون للبنان ليدلوا بأصواتهم؟ ولأية جهة سيعطون أصواتهم؟ وكيف يمكن معرفتنا بالأشخاص الذين سيبيعون أصواتهم؟ هذه من الأسباب الرئيسية التي ساهمت، بشكل أساسي، في قلب التوقعات دون أدنى شك. وعن تأثير وحجم المال السياسي التي صرف خلال الانتخابات، اكد سعد ان تأثير المال السياسي بلغ حوالي 90 في المئة، إضافة الى ان الخطابات السياسية، والتحريض، وخاصة أيضاً أن «الأرضية اللبنانية» كانت ناضجة ومهيأة لكي تقنع المغترب بأن يأتي ويصوّت ويقبض. وقال: المعارضة، وخلال الفترة السابقة، كانت في موقع «الدفاع»، في حين أن الأكثرية كانت في موقع «الهجوم»، وهذا يعتبر من أسباب النتيجة التي حصلت، والتي ساهمت في هذه النتائج، هذا عدا عن شراء الأصوات الكثيف جداً وغير المسبوق، وإحضار المغتربين غير المتوقع بهذه الأعداد (عشرات الآلاف).. إن الذي فاجأني ليس خسارة المعارضة في الانتخابات النيابية لأنني كنت دائماً أقول ان مدينة زحلة هي التي تقرر الانتخابات، وهي «جسر العبور» للأكثرية الجديدة، ومن يربح فيها يربح الانتخابات النيابية، لماذا؟ الجواب: لأنّ ناخبي زحلة حينها لم يكونوا بعد قد حددوا خياراتهم، وعندما ذهبت زحلة الى «حضن» الأكثرية لم أتفاجأ، وخصوصاً عندما علمت بنسبة التصويت «السني» فيها. وحول المشاركة «السنية» الكثيفة في الانتخابات النيابية، اوضح سعد ان «نجم» الانتخابات النيابية كان التصويت السني، وهو من أعطى الأكثرية اكثريتها مجددا، وليس في مناطق السنة فقط بل في الدوائر حيث الصوت السني هو أقلية لكن له الأرجحية مثل الكورة ودائرة بيروت الأولى وزحلة. أما بالنسبة الى دائرة بيروت الثالثة وعكار فنسبة التصويت السني كانت مرتفعة جداً، وكان هناك «إنتخابات واستفتاء» في نفس الوقت لذلك فاجأني التصويت السني، والمسيحي أيضاً مثل زغرتا التي لم تصوّت بهذه الكثافة في تاريخها، وكل هذا بفضل إحضار المغتربين.. أعتقد أن فريق الموالاة أصيب بخيبة بعد الانتخابات النيابية لأنه اعتقد أنه سيكسب ثلثي المجلس النيابي، وسيكتسح حتى الجبل، ومن خلال مراقبتي للأحداث ولنتائج الانتخابات النيابية أستطيع القول ان فريق الموالاة اعتقد أنه قادر على الحصول على كل المقاعد النيابية باستثناء المناطق الشيعية. وبالانتقال الى نتائج الانتخابات في منطقة الاشرفية والتي خسر فيها العماد ميشال عون كل المقاعد، اشار سعد الى ان الاشرفية كانت ظاهرة بالنسبة لي، وكانت تعتبر أصعب منطقة من حيث العيّنة. استطلاعات الرأي التي أجريتها في المنطقة كانت تعطي 60 في المئة للموالاة و40 في المئة للمعارضة مسيحياً، وهذا يعني أن المعارضة ستخسر، ولكن بعض الماكينات الانتخابية كانت تقول لي أن 60 في المئة من أهالي الاشرفية يسكنون خارجها، وهذا صعب بحد ذاته. ولا مرة تحدثت أو قمت باستطلاع في دائرة بيروت الأولى وكنت أقول ان المرشح مسعود الأشقر قادر على إحداث خرق في لائحة الموالاة، ولذلك لم أتفاجأ. وختم سعد حديثه لـ «النهار» بالقول ان مراكز الاستطلاعات والدراسات لم تخطيء لأنها استطلعت الداخل اللبناني وليس الخارج، وبالتالي لا علاقة لمراكز الاستطلاع.. كان هناك عشرات الآلآف من المقترعين أتوا من الخارج، وعشرات الآلاف من الأصوات «اشتريت»، فكيف يمكن إعطاء استطلاع صحيح؟ في «المستقبل» على مراكز الدراسات وغيرها أن تحدد أن النتيجة التي ستعطيها هي للبنانيين المقيمين فقط، لذلك فإنّ المعارضة كانت ستربح الانتخابات النيابية لولا أصوات المغتربين وشراء الأصوات. |
الساعة الآن »03:33 AM. |